أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/05/2004   #1
الأب أسعد
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ الأب أسعد
الأب أسعد is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
5

افتراضي الزواج ديني أم مدني


الزواج ديني أم مدني




الأب: أسعد نايف

المقدمة

مشكلة الزواج من أديان مختلفة مشكلة قديمة وحديثة في نفس الوقت، فمنذ ظهور التشريعات الدينية التي تنظم الحياة الاجتماعية، وخصوصاً الحياة الزوجية، والتي تحرم الاختلاط الديني في الزواج والكثير من الناس يطرحون المشكلة الإنسانية الكبرى: ما مصير الأشخاص الذين يحبون بعضهم البعض، وقد وجدوا الكثير من الروابط المشتركة التي تجمع لكن الفرق الوحيد بينهم هو اختلاف الدين؟ ومن هنا كان الحل الذي طرحه المجتمع الغربي ألا وهو الزواج المدني، لكن في مجتمعنا الشرقي ما تزال هذه المعضلة لا تعرف حلاً لها.
ونحن اليوم نسمع الكثير من الأصوات التي تنادي بضرورة إقرار الزواج المدني كقانون معترف عليه من قبل جميع الجهات المعنية بالأمر وخصوصاً الجهات الروحية، ومع هذا التصاعد الحاد في المطالبة بتشريع الزواج المدني تظهر الأصوات المعارضة التي تدعوا إلى رفض هذا المشروع لأسباب متعددة. ومن هذا الواقع بين مؤيد ورافض نقدم بحثنا الموجز هذا، لنقدم من خلاله رأي المراجع الروحية في موضوع الزواج المدني، كما نبين رأي الذين يعنيهم أمر إقرار الزواج المدني كقانون.

الزواج الديني

يمتاز المجتمع الشرقي بالتعلق الإيماني بالعقائد الدينية والقوانين الدينية، وهذا أمر جعل الشرق مركز إشعاع ديني منذ القديم وحتى اليوم، لكن ذلك لا يمنع وجود بعض الأشخاص المتأثرين بالمنطق الغربي في الأمور المتعلقة بتنظيم الحياة، وطبعاً هذا أمر ليس بالسيئ، فهو يحمل في كثير من الأحيان الآراء الفلسفية المتطورة التي تسعى إلى تنظيم حياة الإنسان بالطرق الجيدة والصحيحة.
ونحن اليوم نجد في مجتمعنا الشرقي أن القاعدة التي يبني عليها تنظيمه الاجتماعي هي القوانين والشرائع الدينية، حتى باتت هذه القوانين والشرائع هي المحور التنظيمي الوحيد. ومن أهم الأمور التي ينظمها المجتمع بناءً على الشرائع الدينية موضوع الزواج. هذه العلاقة الزوجية التي تربط بين الأشخاص تحمل في حياتها أبعاداً مقدسة، حتى غدت القاعدة الكبرى في الشرق هي لا زواج خارج الدين
وقد جعلت الأديان الشرقية من الزواج أمراً إلهياً، فذهبت تسن له القوانين وتنظمه معتمدةً كل الاعتماد على الكتب المقدسة، فغدى في شرقنا العربي نمطين من أنماط الزواج ألا وهما : الزواج بحسب القوانين المسيحية، أو الزواج بحسب القوانين الإسلامية، ولكل من هذين النمطين قوانينه وشرائعه الخاصة التي تنظمه، وتجعله مختلفاً في كثير من الأحيان عن النمط الآخر.
وما سوف نحاول عرضه الآن هو التعرف على كل من النمطين على حدا من خلال المرور بشكل سريع على عقائده ومصادره وقوانينه.

· الزواج المسيحي

نجد في الزواج المسيحي بعض الاختلافات القانونية بين المذاهب المتعددة من أرثوذكسية وكاثوليكية، ولكن ما سوف نحاول عرضه الآن هو التعرف على القوانين المشتركة بينهما. والتي تعطينا لمحة عامة عن الزواج المسيحي.
الزواج المسيحي هو عهد كنسي وديني، يختار فيه الشخص شريكه الآخر، ويتعهد أن يعيش معه بحسب قوانين الكنيسة، ومن هنا تؤكد الكنيسة على ضرورة الرضى الحر غير المشروط على المقترنين بشركة الزواج، وهي تسأل العروسين:" يا ابني (فلان) هل تريد برضاك واختيارك ابنتنا(فلانة) زوجة شرعية لك بحسب قوانين الكنيسة المقدسة"، " وأنت أيتها الابنة( فلانة) هل تريدين برضاك واختيارك ابننا (فلان) زوجاً شرعياً لك بحسب قوانين الكنيسة المقدسة".
فالمؤمن بشكل حر واعي يختار أن يعيش العلاقة الزوجية تحت قوانين الكنيسة المقدسة، وقوانين الكنيسة تجعل الزواج ضمنها من خلال صفات أساسية هي:
1. الوحدة

تعني أن الحب الرابط بين الزوجين هو حب يشمل الكيان كله ويصل إلى وحدة في الشركة الشخصية في كل ميادين الحياة "فيصير الاثنان جسداً واحداً" ( مت6:19 ) ( تك24:2 ) وهما مدعوان يومياً إلى تجديد عهد الأمانة بينهما.
إن العهد القائم بين الزوجين يتعمق من خلال الصلاة والتقرب من الإفخارستيا، فيصبح من المستحيل مع شركة الكنيسة وجود شخص ثالث يفرق العلاقة الزوجية القائمة، مما يجعل تعدد الزوجات أمراً مستحيلاً. وتفترض الشركة الزوجية المساواة في الحقوق والكرامة المتبادلة بين الزوجين.
2. الخصب

إن طبيعة الحب الزوجي عينه تفترض أن يكون الحب مخصباً، أي مثمراً، فالطفل هو ثمرة الحب المشترك وهو تحقيق الحب واكتماله، فليس أمراً مزاجي أو ظرفي. والله قد بارك الإنجاب بين الأزواج من خلال مباركة آدم وحواء عندما قال لهما:" انموا وأكثروا " ( تك28:1 )، والإنجاب هو مشاركة في عملية الخلق الإلهية.
3. الأمانة غير المنحلة( الديمومة )

الأمانة غير المنحلة هي نتيجة اكتمال العطاء والقبول المتبادل بين الزوجين، والحب هو دوماً نهائي، فلا يمكن إلى حين أو على سبيل التجربة. والأمانة تجد اكتمالها في خير الأولاد، والله المبارك العلاقة الزوجية يأبى أن تنحل، فما جمعه الله لا يفرقه إنسان.
من هنا نرى أن الزواج المسيحي يبنى على الحب المتبادل والأمانة والسعي إلى الاكتمال في شخص يسوع المسيح، المبارك للزواج، والذي أراده نواةً في صميم الخلق والخلاص. والزواج المسيحي تكتمل بنيته التنظيمية والعقائدية مع القديس بولس الرسول عندما يجعل من العلاقة الزوجية علامةً لحضور الله على المتزوجين فهو يدعو إلى أن يكون الزواج في الرب( 1كو39:7 )، وفي رسالته إلى أهل أفسس يجعل عهد الزواج صورة للعهد بين المسيح والكنيسة( أف21:5-31 ).
إن الصورة التي يرسمها القديس بولس الرسول لعهد الزواج تجعل منه أمراً سامياً وغير ممكن تعطيله، ومن هنا نجد أن فكرة الطلاق مرفوضة في الكنيسة الكاثوليكية، فمع إتمام السر لا يعود هنالك أي شيء يلغيه. ولكن مع الاختبارات التي عاشتها الكنيسة على مر العصور، وجدت أنه من الممكن أن تُخفق العلاقة الزوجية، فالزوجين بشر وضعفاء، وأحياناً يصبح افتراق الزوجين أمراً فيه خيرٌ من اجتماعهما، فدعت الكنيسة في الغرب إلى ما يسمى الفصل بين الزوجين، وهو أن يبتعد أحدهما عن الآخر دون أن ُيلغى زواجهما، وهنا تستند الكنيسة إلى ما ورد في رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثس :" وإن فارقت الزوجة رجلها فلتلبث غير متزوجة ، أو فلتصالح رجلها، وأن لا يترك الرجل امرأته" ( 1كور10:7 ).
أما الكنيسة الأرثوذكسية فهي ترى في استثناء المسيح للزنى في إنجيل القديس متى:" من طلق امرأته إلا في حالة الزنى فقد زنى"( مت9:19 ) سبباً وحيداً يستدعي الطلاق وتحرير الزوجين كلاً من الآخر. أما الكنيسة الكاثوليكية فهي ترى في علة الزنى سبباً للهجر فقط.
وهنالك حالات أخرى تسمى بطلان الزواج حيث يتحرر الزوجان من رباطهما، وتقوم هذه الحالات على علة عدم اكتمال سر الزواج المقدس في أساسه، مثلاً: عدم الرضى، عدم اكتمال السن القانوني.
ومن هذا نرى أن الزواج المسيحي يستند إلى شرائع وقوانين تجعله منظماً تنظيماً دقيقاً وفي نفس الوقت تجعله مستحقاً فقط من الذين نالوا سر العماد والميرون المقدس، فالزواج المسيحي يُشترط أن يكون بين معمدين، وهذا ما يجعل آمر الاختلاط في الزواج ضمن الكنيسة آمرا مرفوضاً. ومع هذا تبقى مشكلة الزواج المختلط مفتوحة.


· الزواج الإسلامي

هو ميثاق، يعتمد على أساس الحب المتبادل بين الرجل والمرآة بحضور الشهود، حيث يوقع هذا الميثاق أو ما يسمى كتب الكتاب. وهو الزواج الحقيقي الدائم الذي يختلف عن كل اتحاد آخر لا يقره القانون.
فالرجل والمرآة في البيت الإسلامي آلفان متكافئان لهما حقوقهما وواجباتهما، فليس للواحد على الآخر أي سيطرة مادية أو معنوية. وهذا الزواج يقوم على الحب المتبادل بين الزوجين المبني على الأساس الثابت والطويل ن لا حب العاطفة المتبدلة. ويقوم عل حب البنين( الإنجاب ) والأقارب، وينتهي إلى الحب الشامل.
ويجوز للمسلم أن يتزوج غير المسلمة شرط أن تكون كتابية( أي من الذين يؤمنون بالكتب المقدسة السماوية )، لكن العكس لا يجوز أي لا يحق للمسلمة أن تتزوج غير المسلم، والسبب: لأن الزواج في الرؤية الإسلامية هو عقد قائم على المحبة واحترام كل من الزوجين فلابد أن يسوي كلا الزوجين الآخر في الاعتقاد الديني، فالمسلم يسمح لغير المسلمة بالحفاظ على دينها أما الغير المسلم لا يسمح للمسلمة بالمحافظة على دينها.
ويظهر الخوف واضحاً في الأسباب التالية:
1. تأثر الأنثى بالرجل وخصوصاً في المعتقد الديني فيؤدي إلى ما يسمى الردة.
2. عند حدوث الفراق فلا يؤدي إلى لانضمام الأولاد إلى عقيدة الأب.
3. المسلم يؤمن بعيسى كنبي، أما المسيحي فلا يؤمن بمحمد وهنا لا حدوث للتساوي بين الزوجين.
أمام هذا الواقع الذي يقدمه لنا الدين الإسلامي نجد أن قضية الزواج المختلط ليست محلوله بشكلها النهائي، وهي لا تزال في مرحلة العقدة الدينية التي لا توافق على تقرب الغير مسلم من المسلمة والارتباط في شركة زواج حقيقية، وهنا يبقى السؤال مطروحاً: ما هو الحل لشخصين يختلفان دينياً وهما يردان الارتباط ضمن شراكه زوجية قانونية؟.


الزواج المدني

الزواج المدني هو عقد قانوني بين شخصين من جنسين مختلفين، يتم بحضور الشهود والكاتب وموافقة الطرفين. ويقوم العقد على الحب المتبادل بين الطرفين، والرغبة في تأسيس أسرة لها كامل حقوقها في المجتمع. ويسجل العقد في سجلات الدولة، ويجب أن يخضع عقد الزواج المدني إلى القواعد التي رتب لها القانون أحكاماً خاصة بناءً على ضرورات المصلحة الاجتماعية التي لا يجوز للأفراد مخالفته. ومن القوانين الناظمة للزواج المدني:
1. إعلان الزواج وإجراءه على يد مأمور رسمي
2. لا يجوز لأحد من الطرفين أن يرتبط بطرف آخر قبل أن يحل من العقد الأول.
إنه تعريف بسيط ومختصر لعقد الزواج المدني، ولكن ما سوف نحاول طرحه ومناقشته هو رؤية الدين والمجتمع الشرقي لمثل هذا العقد، فاليوم هنالك الكثير من الأصوات الدينية التي تنادي برفض مثل هكذا زواج، وبالمقابل هنالك الكثير من الأصوات وخصوصاً الشبابية التي تنادي بضرورة إقرار هكذا قانون في مجتمعنا. ومع تعالي الأصوات تأتي مناقشتنا لوجهات النظر المختلفة في هذا الموضوع.
· الرؤية الإسلامية

يرى المسلمون أن الزواج المدني عامل تشويش وبلبلة في الصفوف الإسلامية، وسبباً لتطبيق أحكام الردة على المسلمين، ومخالفة للشرائع والمذاهب الفقهية والتعاليم الدينية. لذلك يرفض رجال الدين الإسلامي هذا الموضوع، حتى أنهم يصلون إلى درجة تحريمه.

· الرؤية المسيحية

أولاً: الزواج المختلط
الكنيسة تعتبر الزواج بين معمدين من كنائس مختلفة زواجاً صحيحاً، وقد تم الاتفاق أن يتم العرس في كنيسة الذكر وتسجيل الأولاد على اسمه. أما الزواج بين معمد وغير معمد لا تعتبره الكنيسة صحيحاً، ولوجوب تصحيح الزواج يجب التفسيح من مانع اختلاف الدين وبذلك يتم الإكليل في الكنيسة، ويبقى كل على دينه مستندة بذلك على قول القديس بولس الرسول:" أما الباقون وأقول لهم أنا لا الرب: إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تقيم معه، فلا يتركها، والمرآة التي لها رجل غير مؤمن وهي ترتضي أن يسكن معها فلا تترك رجلها، لأن الرجل غير المؤمن يُقدَّس بالمرآة المؤمنة، والمرآة غير المؤمنة تُقدَّس بالأخ المؤمن "(1كور10:7-14).
ثانياً: الزواج المدني
في دول الغرب ونتيجة الفصل بين الدين والدولة ( النظام العلماني ) ظهر ما يسمى الزواج المدني، والكنيسة إزاء ذلك بقيت متمسكة بالزواج الكنسي لأنها تعتبر الزواج الكنسي ليس مجرد عقد بل هو عهد محبة أبدي روحي يُدخل الزوجين في الشركه مع المسيح من خلال شركة الإفخارستيا. لكن نتج عن ذلك مشكلة الطلاق التي سبق ذكرها، لذلك أخذت الكنيسة بالتميز: فمن يتزوج مدنياً ثم يطلق مدنياً لا تعترف الكنيسة بطلاقه، أي أنه يبقى مرتبط بامرأته الأولى ما دامت على قيد الحياة.ومن يفترق عن زوجه الذي ارتبط به كنسياً ظلماً، ورغم كل الجهود النزيهة لحفاظ على هذا الزواج، وعاد وارتبط بآخر مدنياً، الكنيسة لا تقصي هؤلاء المسيحيين في هذه الحالة الشاقة. فهي لا تحرمهم وتعمد أولادهم، وتجنزهم كنسياً، وتطلب من الكهنة أن ينظروا إليهم بالعطف والمحبة، لكي لا يعدوا أنفسهم منفصلين عن الكنيسة التي يمنهم أن يبقوا في شراكه معها " على الكنيسة أن تصلي من أجلهم، وتشجعهم، وتظهر لهم أم رحيمة، وتشددهم هكذا في الإيمان والرجاء "( مجتمع الأسرة84 ).
أما من يفترق عن زوجه الذي ارتبط به كنسياً، وهدم هذا الارتباط عن خطأ ثقيل، وعاد وارتبط بزواج مدني ثاني، فالكنيسة تعتبر مثل هؤلاء يرتبطون بزواج غير أسراري على اعتبار الزواج الأول صحيح والزوج الأول ما يزال على قيد الحياة، فهم يعيشون في تناقض موضوعي مع النظام الإلهي، ولا يسمح لهم بالمشاركة مع الكنيسة والتقدم بطلب الأسرار.
ثالثاً: في الشرق العربي
الكنيسة الكاثوليكية:
عبرت الكنيسة الكاثوليكية عن موقفها من هذا العقد عبر كلام البطريرك مار نصر الله بطرس صفير رئيس مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق الذي قال:" نحن لسنا مع الزواج المدني، ولسنا ضد الزواج المدني "، أي الكنيسة لا توافق على مثل هذا العقد من الزواج للكاثوليك، فالمؤمن الكاثوليكي الملتزم يجب أن يتزوج كنسياً، وإذا ارتبط مدنياً فقط نعتبره يعيش من الناحية الكنسية في حالة غير شرعية. لكن في الحقيقة المؤمن الملتزم سوف يطلب الزواج الكنسي بكل حرية وأمانة، لأنه يعتبر أن هذه العلاقة الأسرارية تحتاج إلى بركة الكنيسة وعنايتها حتى تكتمل وتنو، وهو يؤمن أن هذه البركة الكنسية هي بركة الله لعلاقته مع الشريك الآخر.
أما الشخص الذي يؤمن بالمسيح والكنيسة وتعاليم الإنجيل المقدس، ولكنه يرفض المحاكم الكنسية وقوانينها( الهجر والطلاق ) ويريد أن يتزوج مدنياً، فالكنيسة لا تعتبره مرتداً أو ملحداً ولا جاحداً لذلك تسمح له بممارسة شعائره الدينية ما عدا التقرب من سر القربان المقدس الذي تعتبره الكنيسة سر الشركة الكاملة مع الله ومع المسيح من خلال الكنيسة، فالذي يرفض أحكام الكنيسة القانونية يفصل نفسه عن الشركة المقدسة.
كذلك لا تفرض الكنيسة زواجها على غير المؤمن والذين ينتسبون إلى المسيحية اسماً فقط دون الإيمان، بل تترك لهم الحرية في الاختيار، لأنها تنادي بالحرية الدينية، وتعتبر أن الدين يلتزمه الإنسان عن قناعة شخصية وعن اختيار حر وشخصي ليسوع المسيح وليس إكراهاً. فنحن لا نخاف على الدين المسيحي من الزوال، ولا نريد مسيحيين بالضغط والإكراه، بل نبشر بالإنجيل والخلاق المسيحية، ونطالب بالحرية الدينية.
الكنيسة الأرثوذكسية:
رأت الكنيسة الأرثوذكسية موضوع الزواج المدني وعبرت عن رأيها من خلال طرح سيادة المطران جورج خضر، فاعتبر سيادته أنه من الممكن أن يكون الزواج المدني حلاً لكل الأشخاص الخارجين عن الكنيسة، والأشخاص الذين فقدوا إيمانهم الحي وتركوا عقيدتهم الأرثوذكسية، وأرادوا أن يشرعوا علاقتهم الزوجية اجتماعياً وضمن قوانين الدولة.

إن الكنيسة ليس لديها مشكلة مع الزواج المدني الاختياري للأشخاص غير المؤمنين، كما أنها لا تعتبره مشكلة بالنسبة للأشخاص الذين يطلبون إلى جانب الزواج المدني الزواج الكنسي، فالزواج في عهد الإمبراطورية الرومانية في القرون المسيحية الأولى، وفي عهد القياصرة المسيحيين، كان يعتبر عقداً مدنياً ودينياً، حتى عهد جو ستنيان. ومع الإمبراطور ليون الفيلسوف كان أول مرة ينظر إلى الزواج على أنه من الضروري أن ينال بركة الكنيسة وكان ذلك سنة( 886م ).
ومع مجمع ترانت عام( 1563م) اعتبر أن كل الزيجات التي عقدت قبل تشرين الأول من ذلك العام صحيحة في جميع الممالك المسيحية، وجميع العقود التي تتم بعد ذلك التاريخ لا تكون صحيحة بدون موافقة وبركة الكنيسة.





الخاتمة
من هنا نرى أن الرؤية الدينية لموضوع الزواج المدني هي رؤية متبدلة من زمن إلى آخر ومن مذهب إلى آخر، وهذا ما يجعل النظر إلى هذا الموضوع من ناحية قانونية تنظيمية، لا من زاوية إنسانية.
فالرؤية الدينية لهذا الموضوع تهمل كل الأبعاد الإنسانية الحسنة التي يقدمها الزواج المدني ومن أهمها: المساواة بين جميع الأبناء مهما كانت مذاهبهم، والذين يزيدون الارتباط ببعضهم مع الحفظ على هويتهم المذهبية. كما آن الزواج المدني يقدم الحل للكثير من المشاكل الزوجية العالقة بسبب القوانين الناظمة في المذاهب المختصة والتي تجعل في كثير من الأحيان الإنسان مخلوقاً للسبت لا السبت للإنسان.
إن الاختيار الحر هو الحل الوحيد الذي يضمن للإنسان سيادته على ذاته، هذه السيادة التي خلقه الله من أجلها، والتي تخبرنا عنها كل الأديان السماوية، والتي نجد في كثير من الأحيان أنها تنتهك بسبب القوانين الناظمة الجاعلة للإنسان عبداً لقوانين ُتفرض عليه دون أن يكون مذنباً في حقها، وهذا ما نراه في علاقة حب إنساني متكامل بين شخصين يختلفان عن بعضهما البعض دينياً، فما ذنب أسمى علاقةٍ في الوجود ألا وهي علاقة الحب آن لا تجد الطرق الشرعية لها لتعبر عن ذاتها بسبب اختلاف المذاهب؟؟
هذا هو سؤالنا الذي نطرحه على كل من يعنيه أمر الإنسانية التي تسعى لتعيش علاقات الحب في عالم النور لا عالم الظلام.
الملفات المرفقة

- لا تقم بإستخدام برامج تنزيل او تسريع تنزيل المرفقات .
- لا تقم بتنزيل اكثر من مرفق بنفس الوقت.
مخالفة هذا او ذلك يؤدي للحجب الأوتوماتيكي لعضويتك عن المرفقات كاملة و عدم قدرتك على تصفح وتنزيل اي مرفقات بشكل دائم.


نوع الملف : doc ________________________824.doc‏ (52.5 كيلو بايت, 11 قراءة)
  رد مع اقتباس
قديم 31/05/2004   #2
keko
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ keko
keko is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
سوريا
مشاركات:
404

افتراضي


حكي نضيف

عرين العروبة بيت حرام ..... وعرش الشموس حمىً لا يضام

هادا بلدي سوريا
  رد مع اقتباس
قديم 31/05/2004   #3
شب و شيخ الشباب الكبير
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ الكبير
الكبير is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
حمص
مشاركات:
240

افتراضي


مرحبا
أنا رأيي ان هذا الكلام ليس بحاجة إلى شرح أو تعليق
يعني واضح جداً ويؤمن الحرية التامة لكل رجل أو امرأة يريدان الارتباط وتأسيس عائلة
أما من يريد غير ذلك فليسأل غير سؤال وفي غير موقع
سلامات
  رد مع اقتباس
قديم 19/08/2004   #4
Zeina
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ Zeina
Zeina is offline
 
نورنا ب:
Aug 2004
مشاركات:
42

افتراضي


حضرة الأب أسعد نايف

اسمح لي أن أعبر عن إعجابي بمقالتك الغنية

وأيضا بسعة صدرك ورؤيتك الحرة وتفسيرك لهذه الرؤية بطريقة موضوعية بعيدة عن أي تعصب أو تطرف

أشكرك مجددا ولقد استمتعت كثيرا بقراءة المقالة

إعجابي أيضا باحترامك الظاهر لكل المعتقدات المتعددة وطرحك لهذا التعدد دون أذية أو فرض لرأيك

مئة وردة لك وأتمنى أن أرى مقالا جديدا لحضرتك

زينة

حمصي .......لاتعزمو
  رد مع اقتباس
قديم 04/10/2004   #5
صبيّة و ست الصبايا Espaniol
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Espaniol
Espaniol is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
FROM HEART OF FLAMINGO
مشاركات:
1,166

افتراضي رد


شكرا للاب على هالشرح الوافي لهالموضوع
بس ممكن شرح اوسع للتفسيح لانو غير واضح
وشكرا
  رد مع اقتباس
قديم 02/11/2004   #6
شب و شيخ الشباب Giordano
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ Giordano
Giordano is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
jordan
مشاركات:
31

افتراضي


اقتباس:
ما الزواج بين معمد وغير معمد لا تعتبره الكنيسة صحيحاً، ولوجوب تصحيح الزواج يجب التفسيح من مانع اختلاف الدين وبذلك يتم الإكليل في الكنيسة، ويبقى كل على دينه
what does this mean?

Giordano del Giordania
  رد مع اقتباس
قديم 02/11/2004   #7
keko
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ keko
keko is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
سوريا
مشاركات:
404

افتراضي


يعني في مانع تراه الكنيسة للزواج هو اختلاف الدين وهذا يتطلب من رأس الكنيسة وهو الأسقف أن يعطي موافقة على اتمام الزواج رغم المانع وذلك بعد التأكد من أن الاثنين على اختلاف المعتقد يؤمنان بسر الزواج المسيحي
أي وحدانية الزواج و المشاركة والاتحاد و و و و و و و ......................
طبعا ذلك عندما يكون هناك مانع قاسي من ان يكونا مسيحيين
  رد مع اقتباس
قديم 05/11/2004   #8
شب و شيخ الشباب Abo rafik
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ Abo rafik
Abo rafik is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
uae-abo dhabi
مشاركات:
483

افتراضي


يا شباب انا بدي اسأل عن الاولاد: أولاد الزيجات المختلطة من الاديان في معظم الاحيان عم بيعانو...خصوصا" اذا ما كان في وعي كامل عند الاهل بحالة الطفل النفسية في كل مرحلة....هلق بتقللولي هوي بيختار ... بس حتى يختار قديش لازمو وقت وبهالوقت الفاصل حتى اختياره شو رح يكون ...لانو بالمسيحية نعمة المعمودية لازم ياخدها الطفل بأسرع وقت والكنيسة بتشدد عليها...لازم التفكير والعقل كمان يساعدونا مع العاطفة.... الا اذا كنا بدنا الاولاد يطاعو ملحدين ...هيدا موضوع تاني.....

نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...
  رد مع اقتباس
قديم 06/11/2004   #9
شب و شيخ الشباب HashtNasht
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ HashtNasht
HashtNasht is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
قدامك ...مانك شايفني !
مشاركات:
3,438

افتراضي


اقتباس:
الا اذا كنا بدنا الاولاد يطاعو ملحدين ...هيدا موضوع تاني.....

J.S: Death is the solution to all problems. No man = No problem.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 12:03 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.08819 seconds with 12 queries