أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 25/02/2006   #1
صبيّة و ست الصبايا whiterose
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ whiterose
whiterose is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
4,570

افتراضي الشام فسطاط المسلمين، فهل حرسناها؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الشام فسطاط المسلمين، فهل حرسناها؟
بقلم سيدي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي....


مما هو مقرر في كتاب الله عز وجل ومؤكد على لسان سيدنا رسول الله ،
أن أرض الشام تمتاز عن سائر البلاد الله الأخرى،
بمزايا كثيرة تجتمع هذه المزايا في كلمة جامعة وصف الله عز وجل هذه الأرض بها
في أكثر من موضع؛ هي البركة. فقال عن سيدنا إبراهيم خليل الرحمن
على نبينا وعليه الصلاة والسلام: {وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ}
هي أرض الشام، ويقول سبحانه وتعالى
: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ}
وإنما المراد هذه الشام، والآيات التي تنص
على هذه المزية الجامعة والتي تندرج في هذه الكلمة الجامعة كثيرة.
وإذا ذكرت أرض الشام أو بلاد الشام في هذا الصدد، فينبغي أن نعلم متأكدين أن قلب الشام
هي هذه الأرض التي شرفنا الله سبحانه وتعالى بالمقام فيها،
((((((يعني نحن ربيع الشام هههه))))))
يقول المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يرويه
الإمام أحمد وغيره من حديث أبي الدرداء:
((فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى على أرض يقال لها الغوطة
إلى جانبها مدينة اسمها دمشق، هي خير منازل المسلمين يومئذ)).
فدمشق هذه الأرض التي شرفنا الله عز وجل بالمقام فيها، هي قلب الشام النابض بالإيمان
، وإذا تذكرنا هذه الحقيقة التي نص عليها بيان الله عز وجل وأكدها حبيبنا المصطفى
صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلنكن على يقين من أن أياً من الطغاة
لن يستطيعوا أن ينالوا من هذه الأرض المباركة منالاً.
مما لا ريب فيه أننا نعيش اليوم عصر الوحشية الهمجية،
ومما لاشك فيه أن العالم اليوم يقف نظارةً،
وقد شُدَّ بصره إلى مسرح الأحداث الذي يغلي بهمجية ما عهدت الإنسانية مثلها،
هي ليست وحشية، هي وحشية مقنعة بقناع الهمجية، وفرق ما بين
الوحشية والهمجية أيها الإخوة، إن الوحشية كلمة تنسب إلى الحيوانات
التي تمارس وظائفها من أجل استبقاء نوعها، وحشيتها - إن جاز التعبير
- تسير وتتحرك ضمن نظام، وفي سبيل غاية مشروعة غريزياً،
إنها تتمثل في ضرورة إبقاء الذات. أما الوحشية عندما تكون
مقرونة بالهمجية فهي شيء لا يعرفه عالم البهائم قط، وما عهدنا
أن عالم البهائم ينحط في عصر من العصور إلى هذا الدرك،
الوحشية الهمجية هي هذه التي ترونها - كما قلت لكم
- على مسرح الأحداث، هؤلاء الذين مسخت إنسانيتهم مسخاً تاماً،
وتحولوا إلى وحوش لا من أجل الإبقاء على الذات، كما هو النظام
في عالم البهائم، لا، بل في سبيل اكتساح العالم كله أمامهم، يدوسون
بطريقهم إلى وضع الدنيا كلها تحت آباطهم، يدوسون القيم، يمزقون
المبادئ، يغتصبون الحقوق، يستلبون الثروات، ثم إنهم يأبون إلا أن
يمثلوا من أنفسهم ملائكة تسير على الأرض، أما الضحايا الذين
يتحركون من أجل الدفاع عن أنفسهم، فهم موسومون بصفة
الوحشية (الإرهاب) وما إلى ذلك من الكلمات التي تسمعون. هذا
هو الشيء الذي لا عهد لتاريخ الإنسانية به، الهمجية التي مسخت طائفة
من البشر إلى حيوانات يتقاطر الدم من أنيابها، هذه الوحشية الهمجية
تُقَنَّعُ بقناع الملائكية، أما الضحايا، أما الذين تستلب حقوقهم، أما الذين
تهدم بيوتهم على رؤوسهم، أما الذين تداس مبادئهم وقيمهم، ويتحركون
من أجل الدفاع عن الذات، فهؤلاء هم الإرهابيون، وهؤلاء ينبغي أن
تتفجر الأرض من تحت أقدامهم، وينبغي أن تتهاوى
الصواعق عليهم فوق رؤوسهم، لأنهم إرهابيون.
تلك هي الصورة بإيجاز لهذا الواقع الذي يراه كل منكم،
وعندما يكون المنطق منطق القوة فحدِّث عن الهمجية ولا حرج.
أقول: لا ريب أن الهمجية الوحشية تستشري اليوم من أجل أن تكتسح الحقوق كلها
، ومن أجل أن تمزق المبادئ أجمع، ومن أجل أن تقضي على الوجود
الإنساني في سبيل بقائها تسرح وتمرح وتسكر بطغيانها كما تشاء،
لا ريب. ولكن هل يتأتى لها أن تمزق بركة هذه الأرض؟ هل يتأتى لها
أن تخرق السور الذي قضى الله عز وجل بأن يحمي هذه الأرض
في داخله؟ إنها تطمع في ذلك، وإنها تزرع هنا وهنا وهناك أسباب الفتن،
وأنتم تسمعون وترون، تفعل ذلك، ولكن هذه الأرض التي بارك الله فيها
وهذه القطعة من الأرض التي تنبض بالأسرار العلوية التي متعها الله
عز وجل بها، والتي شرفنا الله بالمقام فيها، ستكون مستعصية على هؤلاء
الأوغاد، ستكون مستعصية على هؤلاء الممسوخين، نعم لأن هذا السور
سور منيع، وليس من أنواع الأسوار الأخرى التي جربتها فئة الطغيان في يوم من الأيام.
ولكن ينبغي أن ألفت النظر أيها الإخوة - وأنا أتحدث عن هذا السور
الذي قضى الله عز وجل أن يحمي به هذه البلدة - أقول وبصراحة،
وينبغي أن أضع النقاط على الحروف: إننا نشكر القائمين بالأمر
في هذه البلدة على السهر الدائب والدائم بعين مخلصة لوقاية كل شبر
من هذه الأرض المباركة من عتو العاتين وطغيان الطغاة، وحركة
همجية الممسوخين، إننا لابد أن نشكر سهر هؤلاء القائمين على الأمر،
على رعاية أمن هذه البلدة ضد طمع الطامعين، ولكن ينبغي أن يعلموا
أن أهم سور ينبغي مراعاته في سبيل حماية هذه الأرض هو سور
القيم، هو سور المبادئ، فإذا أراد إخواننا القائمون على الأمر
أن يزيدوا ويضاعفوا من حمايتهم لهذه الأرض المباركة،
وأن يرعوها حق رعايتها، فإني لألفت النظر أن عليهم ألا ينسوا أهمية هذا السور.
من أين لي هذا الكلام أيها الإخوة؟ إنه كلام المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يقول في الحديث الصحيح:
((بينما أنا نائم؛ إذا استلب عمود الإسلام من تحت رأسي، فأتبعته بصري،
فإذا هو نور ساطع في بلاد الشام، أو في أرض الشام، ألا إن
الأمن والأمان عندما تكون الفتن في بلاد الشام))
بأي سر يشيع الأمن وتشيع الطمأنينة في أرض الشام،
ودمشق هي قلب هذه الأرض. بسر هذا العمود الذي تحدث
عنه المصطفى
((فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع في بلاد الشام))
أي نور؟ هو نور المبادئ، نور القيم، نور الالتزام بأوامر الله، نور
التسامي والتشرف بذل العبودية لله سبحانه وتعالى. هذا النور الذي
أخبر عنه المصطفى يشكل النسيج المتكامل،
والذي يتألف منه هذا السور الذي يحمي هذه البلدة – من طغيان
الطغاة الذي مسخوا، مسخت بشريتهم إلى وحوش همجية تفعل ما تفعل
في جنبات الأرض كما ترون أيها الإخوة -. ينبغي أن ألفت نظر الذين
شرفهم الله بالمقام في هذه البلدة، وأن ألفت نظر القائمين أيضاً الذين
يحرسون أمن هذه البلدة وطمأنينتها إلى السور الذي ينبغي أن يراعى،
والذي ينبغي أن تكون الحراسة الكبرى متجهة إليه، لكي لا يخرق،
طالما كان هذا السور مستعلياً قوياً لا خروق فيه؛ فإن أي يد همجية أيَّ كائنٍ ممسوخ
لا يمكن أن ينال شبراً من هذه الأرض منالاً، علم ذلك من علم وجهله
من جهل. ولكن عندما تتكرر الخروق في هذا السور من هنا وهنا وهناك،
ويكون القائمون على الأمر بمعزل عن هذا الذي يجري، ولا يرقبون الأمر،
ولا يدركون قيمة هذا السور، تتكاثر الخروق استخفافاً بالمبادئ، دعوة
إلى التخلي عنها، تحركاً بطرق مباشرة أو غير مباشرة، على أي أساس
من الأسس، على أي مستوى من المستويات، في سبيل القفز فوق هذا
السور. إذا تم ذلك وتكاثرت الخروق في هذا السور فلنعلم أن هذا إيذان أن الشام
ستتبع عندئذ البلاد الأخرى، ولقد ورد في حديث –
وإن كان ضعيفاً، ولكن معناه صحيح: ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم)).
ونسأل الله سبحانه وتعالى ألاَّ يَلْحَقَنَا هذا الفساد قط.
أقول أيها الإخوة: ينبغي أن يعلم كل منا أن سر البركة التي أودعها
الله في هذه الأرض ليس آتياً من طبيعة التربة، ولا آتياً من طبيعة
الهواء، ولا المناخ، إطلاقاً، إنما هو آت من حماية الله، من رعاية الله عز وجل،
ومعين هذه الحماية، معين هذه الرعاية هذا السور الذي أحدثكم عنه،
مادام هذا السور متماسكاً، ما دام هذا السور مستصلباً قوياً،
لا خروق فيه، فأنا أُطَمْئِن القائمين على الأمر، وأطمئن كل فرد شرفه
الله عز وجل بالمقام في هذه البلدة المباركة، أن أي يد عاتية قذرة،
لا يمكن أن تنال من أمن هذه الأمة منالاً قط. تستطيع أن تخطط،
تستطيع أن تفعل، وتستطيع أن تضع أمامها الأهداف البعيدة التي
تجعلها تتهم المسلمين- كما هو شأنها- الملتزمين بأوامر الله سبحانه
وتعالى بما تفعله هي، وصدق المثل العربي القائل
: (رمتني بدائها وانسلت) داء تعاني منه الهمجية الغربية أي معاناة، وتأبى
إلا أن تنسل من دائها الذي اصطبغت به من الفرق إلى القدم، لتتهم البرآء به، حقاً: (رمتني بدائها وانسلت).
قد تفعل هذا، وقد ترمينا بدائها الإرهابي القذر، قد ترمينا بداء طغيانها،
وهي المسخ الذي تتعالى عنه البهائم في أدغالها وفي غاباتها، ولكن
لا يمكن لكل الوسائل التي يمارسها هذا الطغيان
الأرعن أن ينال من شبرٍ من أرضنا هذا.
ولكن بشرط واحد هو أن يضاف إلى هذا السهر المشكور على الأمن ورعاية
هذه الأرض، أن يضاف إلى ذلك السهر على رعاية هذا السور، السور
هو معين الأمن والطمأنينة، السور هو مصدر ما قاله رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم: ((ألا إن الأمن والأمان عندما تكون الفتن في بلاد الشام)) لكن..
يأتي عهد يتهاوى فيه هذا السور، عندما يقرب ميعاد الساعة،
وعندئذ يختلط الحابل بالنابل، وعندئذ يكون للأمر أساس آخر.
لكنني أقول: نحن مسؤولون في هذا العصر، نحن هذا الجيل الذي نمر
بمعبر هذا التاريخ إلى الله عز وجل، مسؤولون عن رعاية هذا السور،
والقائمون على هذا الأمر مسؤولون قبلنا عن رعاية هذا السور، ووسائل
الاختراق كثيرة منظورة وغير منظورة، مباشرة وغير مباشرة،
وأكثرها بتخطيط من هؤلاء الطغاة الذين حدثتكم عنهم.
~~~~~~~~~~~~~
دمتم بخير

لا تـــحــــزن لأن الحزن يزعجك من الماضي
ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تحزن لان الحزن يقبض له القلب
ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح
ويتلاشى معه الأمل لان الحزن يسرُّ العدو
ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد
ويغيِّر عليك الحقائق
سعود الشريم
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:36 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.05774 seconds with 11 queries