![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#19 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() كعادة نجم بساطة لباقة وفلسفة
وجهات نظر مختلفة وجريئة ...باريس مدينة بشعة لانها بنت السعادة للاخرين بينما لا يوجد باريسيا واحدا سعيد وثقة بالنفس وعلو مقام ..... موسوعة العظماء المصريين ناقصة لاننى لست فيها وحكمة تكتب عباراتها بالدهب مصر هبة المصريين، هبة الفلاح المصري الفروسية ولو في الأفكار والمعاني هي شرط الشاعرية. الشاعر الحقيقي لا يملك نفسه مائة بالمائة. الشاعر الحقيقي هو الذي يملك قرار مصيره ومسيره. تأثير ما قرأت وتأثير اهتماماتي وشواغلي هو الذي صنعني نجم مثال يضاف بفخر لعظماء مصر الانجال اشكرك على الطرح
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
** ملحوظة:: محاورات سميح القاسم ونجم توجع العين نرجو تكبيرها
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ لتكتمل النشوة الصاعدة |
![]() |
![]() |
#20 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() حوار مع الشاعر عبد الرحمان الابنودي
آخر تعديل butterfly يوم 05/01/2008 في 23:23. |
![]() |
![]() |
#21 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() في بيته بحي الزمالك الراقي بالقاهرة، ومع كوب من الشاي بالنعناع أعده بنفسه لي، فتح الشاعر عبد الرحمن الأبنودي خزانة أسراره، تحدث بحماس واستفاضة عن طفولته ومسيرته الشعرية، وبأسى وشجن تحدث عن ثقافة مصر، وما أصابها من ترد وخواء، في زمن وصفه بـ«زمن الباعة». كما تحدث الأبنودي عن الأغنية وموقفه مما يحدث على ساحتها الآن، ورؤيته لفترة اعتقاله في عهد عبد الناصر، والتي وصفها بأنها كانت فترة جميلة، أدرك من خلالها القيمة الحقيقية للحرية. وتطرق الحديث إلى عدد من قضايا الفن والثقافة. وهنا نص المقابلة:
آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:20. |
![]() |
![]() |
#22 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() كيف ترى الآن بدايتك كشاعر، وما هي المحطات الأساسية التي أثرت في رحلتك مع الشعر؟
![]() ![]() ![]() آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:20. |
![]() |
![]() |
#23 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() هل نستطيع أن نقول إن الطبيعة لعبت الدور الأهم في صقل وتنمية موهبتك؟
![]() التجربة الثانية: هي السجن، حيث تم اعتقالي في فترة (1966– 1967) مع خيرة المفكرين والأدباء في الوطن العربي، في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر حيث كانت أشواقنا ارتفعت من رؤوسنا، وكان هذا يزعج السلطات. وبرغم أن عبد الناصر كان رئيسا عظيما، كان أسلوب حكمه بوليسيا، وكنا مراقبين في بيوتنا، وفي كل مكان. في المعتقل كان معي الروائي جمال الغيطاني، وصلاح عيسي، والكاتب الأردني غالب هلسا الذي له فضل كبير على جيل الستينيات ولم يأخذ حقه الأدبي. وكان معنا الكاتب أحمد فتحي، والشاعر سيد حجاب، والصحافي محمد العزبي. كنا مجموعة جميلة من خيرة أدباء مصر. ![]() ![]() آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:21. |
![]() |
![]() |
#24 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() لكن ماذا عن التجربة الثالثة؟
![]() فمثلاً أثناء بناء السد العالي ذهبت إلى هناك وسط العمال والفلاحين، وكتبت أهم دواويني «جوابات حراجي القطن». حين أذهب لأي مكان، لا أدون مذكرات كما يفعل البعض، إنما أعيش التجربة وأنساها، وعندما تنضج الفكرة بداخلي يخرج هؤلاء الناس في صورة قصائد. هذه التجارب الثلاث وهبتني محبة الحرية والحياة، والذي أحب أن أقوله هو أنني هذا الإنسان الذي جاء من قرية بجنوب مصر وفي جيبه ثلاثة جنيهات، وأصبح عنده هذا المنزل، وابنتان، وعاش تجربة الزواج والإنجاب على كبر. إنها تجربة صعبة عندما يكون بينك وبين ابنتك الأولى 45 عاما والثانية 50 عاما. الأولى في الجامعة والثانية في المرحلة الثانوية. أعطيتهما الحرية كاملة، ولم أمارس عليهما الضغوط التي مارسها علي الشيخ الأبنودي حينما قام بتمزيق أول ديوان شعر لي دون أن يسألني، لأنه مكتوب باللغة العامية آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:21. |
![]() |
![]() |
#25 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() لماذا تكتب إذن؟
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:22. |
![]() |
![]() |
#26 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() لكنك استفدت مادياً من «سيرة بني هلال»
![]() ![]() ![]() آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:22. |
![]() |
![]() |
#27 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() تعايشت مع عبد الناصر والسادات ومبارك، أي من الثلاثة بحق، أقرب الى هموم وأوجاع المصريين؟
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#28 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() فيما يستمر إبداعك الشعري بروحه الخاصة، لماذا توقف إبداعك الغنائي واختفت أغنياتك التي طالما هزت المشاعر والوجدان؟
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:23. |
![]() |
![]() |
#29 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() حوار مع الشاعر البحرينى قاسم حداد ![]() آخر تعديل butterfly يوم 05/01/2008 في 23:33. |
![]() |
![]() |
#30 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() ![]() دلمــون القصيــدة بمعطــف القـرن الحـادي والعشريـن حاوره من مدينة أور: نعيم عبد مهلهل قاسم حداد في ليستر سكواير في لندن تستيقظ دلمون في كل صباح ليقابلها ضوء زمنين تتداخل فيهما رؤى مشتركة لألهة صنعتها الرغبات وأحلام قصائد العشاق. ضوء أور السومرية وضوء البحرين دانة الشاطئ الخليجي وبين البقعتين تخطط الأساطير مشاريع الوصول الى ظل التأريخ بأقل عذاب ممكن، وتلك المهمة لايتحمل مشقتها سوى الشعراء وربما يكون الشاعر قاسم حداد من أولئك بفضل تراث شعري مكنه ليكون في مقدمة نساجي معطف دلمون الذي أرتداه في القرن العشرين وسط تداخلات البدء للعولمة والحروب والاحتلالات وقفزت معه الى القرن الحادي والعشرين . وهو شاعر الجملة الواعية التي كانت ثوريتها مميزة بحدة الصوت وكثافة الصورة ، وهو أيضاً من الذين افترضوا في الشعر كينونتهم الوطنية وجعلوه شكلاً من أشكال المقاومة الحضارية والثقافية ، والذي يقرأ قاسم حداد يكتشف مراحل لاتحصى من نضوج الحلم الدلموني وتحولاته الفكرية التي ولدت من مخاضات لاتحصى في معركة أثبات الوجود ، وهو شاعر يضج بمعجميات الأمكنة وتأريخها فيما تمثل دراما وعي القصيدة عنده رائية لاكتشاف أكثر من هاجس ويصعب جداً أن ترى في شعر قاسم حداد تلاقيات هشه أو مديح لمن لايستحق المديح حتى لو كان نسراً على جبل . هذا شاعر تتوضح خطاه في قيمة ماينتج ، وتراثه عبارة عن أهرامات من قصائد أزمنته هو بكل ماملكت من قساوة وعسر ومرح ولقد شكل مع مجايله وعياً جديداً وحداثوياً للحركة الشعرية في مملكة البحرين بل وجعلوا هذا الحركة علامة فارقة في تطور الجملة الشعرية وقوتها في زمن كانت شواطئ الخليج تبحث عن ذاكرة الوجود وسط جنون تدفق ناقلات النفط وهموم البحث عن السيادة والتخلص من هيمنة الشركات الكبرى . في المنامة حيث ركن قاسم حداد مع روحة الرائية لظلال الأشياء اللامعة حتى ببعد سنوات ضوئية ، هدأت الرجل وركنت الى صوفية حاذقة وتبشرية ذهنية تداف بشئ من حداثة الفلسفة الأثينية المعمولة بخلطة رمل سواحل جزر بلاده المتناثرة في ذاكرته كحبات اللؤلؤ الذي شد به قاسم وجع قصائده الأولى وصنع منها إشراقات واقعية البدء وجدية تعاملها مع الموجود الذي كانت تهيمن عليه عادات الشرق وتقاليده التي لاتحصى والخاضعة أصلاً الى موروث الاستلاب وثورات الحلم منذ مقتل الحسين ومروراً بالقرامطة والزنج وعصيانات القرن الثامن والتاسع عشر وانتهاءاً بعصر التمدن . ويبدو أن خيار هذه الصوفية قد خلقت كونية واعية لنمط الحداثة الشعرية لقاسم حداد لهذا واستباقاً لكل هذا المجد الشعري الواعي وما أقل الواعين من صاحبي موهبة الشعر كان الحوار معه أشبه بمن يغامر ويصنع في ذاكرته حلم سندباد لسفينة لم تصنع بعد . ولأني صنعت أسئلتي من خلال جهد قراءة مركز لتراث قاسم حداد عبر معرفة ثقافية تعود الى سبعينيات القرن الماضي حملت أسئلتي على أكتاف ذاكرتي وبسطتها أمامه كمن يبسط بضاعة الريش في نهار لا تهدأ الريح فيه . الشاعر قاسم حداد أنت وكما أراك حساً عائماً في قدرية الامتلاك. وكأن هذا وصف سريالي .ولكنك حتماً ستجد جواباً لمشفرتي.أي أريد منك أن تضع حدود الفهم لقصيدة تولد في رأسك، وأفضل أن تكون من البدايات ؟ الشاعر لا يستطيع الزعم باقتراح حدود (لفهم) قصيدته. ليس لأنه لا يريد أن يفسد حرية قصيدته، ولكن الأهم أنه ليس من الحكمة المجازفة في (إفساد) القارئ. فالعطب سرعان ما ينال من حرية مخيلة القارئ، ليس إزاء قصيدة بعينها، ولكن العلاقة الحرة مع الشعر سوف تتعرض للتنكيل. فالشعر هو حرية بالدرجة الأولى. وعندما أكتب نصاً ما ليس في برنامجي معنى (مسبقاً) ناجزاً يمكن أن أقترحه (لئلا أقول أفرضه) على القارئ، مطلق قارئ. بقي أن تدرب (مشفرتك) على تفادي توجيه مثل هذا السؤال للشاعر، فربما ساعدك القارئ على ما تريد أكثر مما تتوقع من الشاعر. وبالمناسبة فنحن عندما نكتب القصيدة أو الشعر فإنما نكتبه للقارئ العاري والمتحرر من (المشافر) وليس للناقد المدجج بها. الشعرهو ما يذهب بنا الى آخر لا نعرف ملامحه بالضبط سوى أنه قارئ . كيف نصنع ثقافة مميزة لقصيدتنا ؟ هل نرمي الطعم لذاكرة الآخر ونشيد له وعياً لا يمتلكه هو أصلاً ؟ هل نحتفي معه بسعادة نصنعها من أجله ؟ أم أننا نبدع القصيدة ونترك الحبل على الغارب؟ كيف تجرؤ ؟ أنا شخصياً لا أجرؤ القول عن القارئ أنه (لا يمتلك الوعي أصلاً). هذا قول غليظ .. يا نعيم. ليس من الحكمة الزعم بهذا كما لو أن القارئ هو جاهل مسبقاً. علينا أن نتميز بوعي يمنحنا الثقة في وعي القارئ. أكثر من هذا، فإنني من الذين لا يثقون في ثقافة ومعرفة القارئ فحسب، ولكنني أشعر دائماً في أن ثمة قارئ يتميز بالوعي والمعرفة أكثر من الشاعر. هذه طبيعة أشياء الحياة. فكوني الشاعر قادر (بموهبته) أن يكتب القصيدة فان هذا لا يعني على الإطلاق أنه يمتلك المعرفة والثقافة أكثر من سواه، وربما أكثر من القارئ خصوصاً. ولا ينبغي الصدور أبدا عن هذا الوهم لئلا نسهم في تكريس الفجوة بين النص الآخرين. في سؤالك ثمة تعال لا يليق بمن يضع أدواته النقدية الجديدة في موضع الصقل والتجربة الجديدة. مما يستدعي الصدق و المسؤولية التنبيه برصانة حميمة الى أننا غير مهيئين الى خذلان إضافي ونحن نأمل في الأصوات النقدية الشابة وهي تقترح علينا حوارها المختلف. لقد عانت تجاربنا من بعض الأوهام القاتلة من بين أخطرها تلك النظرة الدونية للقارئ، الى حد أن ثمة من تلقى فكرة (موت) القارئ لكي يؤثث موقفه الفض تجاه الآخر، مبالغاً في الوهم بأن الشاعر هو نبي المعرفة و الوعي لا يستطيع أحد فهمه وليس بين القراء من يمتلك ثقافته. أية روح يمكن أن تقود الشاعر و المثقف الى هذه النظرة ؟ شخصياً، اشعر بالقلق الكبير تجاه أجيال الشباب وهي تستورد مثل هذه المنظورات من أسلافهم المعاصرين، وتواصل المزاعم نفسها مكرسة القطيعة (المتوهمة) ذاتها. لابد لكم أن تكترثوا جيدا وعميقاً بما يصادفكم في التراث المعاصر أكثر من اكتراثكم بتركة التراث القديم. غاستون بلاشار يقول : المكان هو من يصنع مادة الذهن . ماذا يفعل الزمان للذهن إذن ؟ ولكي أقربك من وعي العبارة سنأخذ قصيدتك { ماتيسر من سورة الخليج والدماء } وهي كتبت عام 1970 . أنا درست رائية الثورة في هذه القصيدة وكان صوتها يتحدث عن مكان هو البلاد وبعض شخوص لكن الزمن ينفلت الى أكثر من مكان . ماذا تقول ؟ تلك القصيدة ليست نص مكان فقط ، ولكنه خصوصاً نص زمان. وربما هذا السبب هو ما جعلها أقل قدرة على الاستمرار (النوعي) في تجربتي الفنية. ها أنت تتشبث بالنص بوصفه (ذاكرة)، في حين ينبغي لك، (كقارئ خاص أولاً وكنزوع نقدي ثانياً) أن تتصل بالنص بوصفه (مخيلة) بالدرجة الأولى. في الشعر، تظل الذاكرة هي العنصر الأكثر قدرة على العبور العميق للزمان والمكان وهي بالمناسبة من النصوص التي لم يتضمنها أي كتاب شعري لي لأسباب فنية، هي بالضبط من النصوص التي (تقول) وليس من النصوص التي (تحلم). وها أنت تقول أنك درست فيها رائية الثورة. إنني مدين لتلك القصيدة ومرحلتها بالكثير من دروس الثورة على غير صعيد. أعمالك الأولى { البشارة ، خروج رأس الحسين ، قلب الحب.. } تميزت بمرحلة الانفلات الذي لا يخشى. أنا قرأت خروج رأس الحسين وكنت طالباً في المتوسطة. خلتك تدعو الى ثورة جديدة وتشهر استلاب الذات العربية بجرأة قد تحسد عليها . هل بقيت تلك الجذوة موجودة كما في كتب السبعينيات ؟ عليك أن تسال النص دائماً، لأن الشخص مشحون بالمزاعم التي ليست فوق مستوى الشك. الشعر يمنح الإنسان مشاعر تتراوح بين الأحلام والأوهام بصورة غاية في الخطورة. وأخشى أنه كلما كثرت المزاعم ندرت الأشعار. بالطبع لا اخفي أنني تواق للمغامرة لا أزال، دون أن يكون هذا التوق ناجحاً على الدوام، لأن احتمالات الفشل تكون أكثر كلما تقدم الكائن في السن والتجربة. لكن من المؤكد أنني سوف أتذكر كلما قالتها ليلى صاحبة قيس عندما سألوها في عمر متقدم، ما ذا كانت جذوة الحب لا تزال ، فأجابتهم: إن الشهوة موجودة ولكن الآلة تقصر عن ذلك . علينا أن نسال النصوص دائما عن تلك الشهوة الأسطورية. آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:27. |
![]() |
![]() |
#31 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() يقول المتصوفة. ذهن المتعبد محراب متهدم . لماذا قالوا هكذا ؟ هل لأنهم كانوا يستشعرون في القصيدة هدماً ما لكياناتهم؟ أنت وصلت الى مرحلة من نضوج مثل هذا الوعي. أنا أراه في قصائدك المتأخرة. تبحث في دالية المعنى بحداثة كونية وفضاءات غير تلك التي كانت تتعلق في دلمون فقط ؟ السر ؟ ثمة تأويل للمعنى الجوهري للتصوف ، أحب أن أراه أنا أيضا، يذهب إلى أن الصوفية هي، في العمق، ضربٌ من النقض الحصري لفكرة العبودية بمعناها الديني المتداول، أي أنها بشكل ما، هدم للدلالة والمدلول. وتحرير الدال من دوال العامة وإطلاقه في أفق الدلالات اللامتناهية من المعرفة والرؤى. من هذه الشرفة، سيكون ذهن المتعبد عرضة للانهدام (النوعي) دائماً، كلما استسلم للإصغاء العميق والتحديق في جواهر الأشياء وعدم التوقف عند حدود أصدافها الفجة. في الشعر، لن يختف الأمر إلا في النوع فقط ، أما درجة النقض المستمر في جمود المواد وثوابت الحياة، أو ما يسعى لتثبيتها وهي التي لا تثبت لكونها (حياة)، أي أنها نقيض الموت، حيث أن الجثث هي فقط ما يتفق عليها، أما الحياة ، الكائن الحي، فهو المتغير الدائم. درجة النقض هي ذاتها التي يصدر منها ويذهب إليها الشاعر، ربما لأنه كائن لا يقنع ولا يستقر ولا يرى في الأجوبة إلا شرفة على سرب أسئلة وشيكة الاشتعال. الشاعر هو الذي يتعلم في كل ساعة . عملت مشروع كتاب أنت والفنان العراقي المغترب ضياء العزاوي . والعزاوي من الذين يبحثون في اللون حكاية ما . ما الذي فعله الواحد للآخر ؟ هل اشتركتما في صناعة مروية ما من الرسم والشعر ؟ تحدث بمساحة واسعة عن تجربة مثل تلك ؟ كنا نسعى لانجاز نص يشرح الرسم ولا رسم يزين النص. كل منا جاء من تجربة ذاتية (ثقافياً وابداعياً) لديها ما يكفي من التعبير عن كينونتها الانسانية من خلال المعنى الجوهري للحب. ولم تكن قصة المجنون حبا سوى ذريعة لأن نعبر عن ذاتين تقدران على الانبثاق في حوار إبداعي بأدوات وآليات مختلفة من حيث التقنية، غير أننا كنا متقاطعين بصورة لم تكن تحتاج للمزيد من الحوار و النقاش. من معرفتي في تجارب فنية مشتركة، كلما كنا في غنى عن النقاش والتخطيط الذهني للعمل، صارت التجربة أكثر جمالاً ومغامرة ومكتشفات. فالحوار ينبغي أن يتجسد في العمل، ليس قبله ولا بعده، وعندما تشعر أنك بحاجة للمزيد للاتفاق والشرح والتوضيح والتخطيط، عليك أن تنصرف عن التجربة. مع ضياء العزاوي كانت التجربة مشوقة بصورة تستعصي على الوصف. جاء البحرين عام 1995، وكنا نلتقي للمرة الأولى فقط . كان كل منا يعرف الآخر منذ قرون، يعرف شعري وأعشق ألوانه ومغامراته، صعقني بالفكرة وسافر، بعد سبعة شهور تقريباً بدأت في الكتابة، كان هو قد بدأ في العمل، بعثت له النص، فقال لي أن حريقه زاد في الاشتعال. لم نكن نحتاج أكثر من هذا. كتبت عن الحب بوصفي قاسم حداد ولم تكن تعنيني تفاصيل حكاية قيس وليلى في التراث، كانا الى الأسطورة أقرب من الحقيقة، هذا فتح لتجربتي الأفق رحباُ، فكتبت أسطورتي الجديدة عن : الجنون و الحب والشعر. هذه هي الاقانيم الثلاثة التي أعدت صياغتها على طريقتي. في ما كتبت ستصادف حباً يتجاوز الطهرانية (الدينية) الفجة التي كرستها أخلاقيات التقليد الذي سيرى الحب دائما بوصفه سلوكاً مشوباً بالخطأ والخطيئة. هذه الخطيئة هي ذاتها التي سوف تتصل بمفهوم (الخروج) الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وبالتالي الأخلاقي في قانون القبيلة. ضياء العزاوي خرج على طريقته بالإبداع التشكيلي. أصل الفكرة أن ضياء اجتاز تجربة وعي ضرورة الحب في حياتنا العربية، وهو الفنان الذي لم يفلت من الحروب العربية المعاصرة جميعها، وقد خاضها بفنونه كلها مناضلا بشروطه، حتى توقف أمام حقيقة ما يفتقده الإنسان العربي في فنونه: أنه الحب، فبدأ سلسلة تجارب عن الحب، وكان ما أبدعه في تجربة (أخبار مجنون ليلي). وهي بالمناسبة قد طبعت في مطبوعات وكتب وأعملا فنية مختلفة. ولعي بالطاقة البصرية هو ما يجعلني ضعيفاً أما أي مشروع إبداعي مشترك من الفنانين من الأصدقاء، ففي مثل هذه التجارب أتعلم الأشياء التي فاتني إدراكها، واصقل ذائقتي الشعرية بها. في المستحيل الازرق تحولت الى رائية العدسة. أي أنك بدأت تكثر من التجريب وبدأت تميل الى نمط ذهني وحضاري يمتد الى تمدن خارج أقليمية القصيدة رغم أن الأمكنة هي ذاتها تلك التي صنعت أخيلة الإبداعات الأولى . كيف ترى هكذا حس .أن تتشارك مع عدسة في تحليل كشوفات الضوء في الصورة والقصيدة ؟ هو ذاته الولع بالصورة، في تقديري أن الذائقة البصرية في الثقافة العربية عضو مهمل حتى أوشك على الضمور والعجز. ولعل هذا ما يفسر لنا تخلف الفنون البصرية عندنا. أكثر من هذا، فإن انقطاع الشاعر والأديب العربي عن الفنون البصرية ( ثقافة ومعرفة وممارسة) هو ما أدى إلى ضعف نمو (الصورة) الفنية في الأدب العربي بشكل عام، إلا ما ندر، وخصوصا في الكتابة الشعرية، لأن المخيلة الفنية لدينا فقيرة وذات ثروة وسليقة محدودة النشاط والحريات. هذا بالضبط ما أشعر به طوال الوقت، وربما لهذا أشعر بميل دائم لأن أخوض التجارب المختلفة التي تمنحني نعمة المتعة البصرية، فهي نعمة لا يجوز أن نحرم أنفسنا منها. في كتاب (المستحيل ألأزرق) مع صديق الفنان صالح العزاز رحمه الله‘ هي من بين التجارب المختلفة عن غيرها. وقد أضافت لي نوعا جديدا من المتعة التي لا تزال حاضرة في كياني. متى يولد حلم صناعة نص عند قاسم حداد ؟ وهل تخيلت نصاً ليصير رواية مثلاً ؟ لاأعرف شيئاً عما يحدث غداً، فكيف لي أن أتوقع النصوص القادمة؟ ناهيك عن التخطيط لأشكال تلك النصوص. الكتابة تأتي في وقتها وبالشكل الذي تحب هي. أكثر من هذا، فإنني لم أعد أتوقف عند حدود النوع في الكتابة. عبر هذا العمر الطويل من صناعة القصيدة وأكتشافات إشراقتها. هل أنت مع مقولة النفري كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة ؟ أظن أنه نعم . نعيم عبد مهلهل ![]() آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:28. |
![]() |
![]() |
#32 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() حوار بين محمود درويش وناجى العلى
![]() آخر تعديل butterfly يوم 05/01/2008 في 23:38. |
![]() |
![]() |
#33 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() حوار بين الشاعر محمود درويش والفنان ناجي العلي ![]() ![]() حوار بين الشاعر محمود درويش والفنان ناجي العلي درويش: شو بشوفك مستلمنا هاليومين يا ناجي… حاط دبساتك على طحيناتنا.. شو في؟ العلي: يا عمي ما تزعل مني.. هاي الشغلة مش ضدك شخصيًا.. أنا ما في بيني وبينك إلا كل خير ومحبة.. وانت عارف؟ درويش : لا .. أنا زعلان بجد.. ليش كل اللي رسمته وكتبته ما بخليني أزعل؟ العلي: يا محمود إنت إلك حق تزعل.. لو أني ما تعرضت إلك وأهملتك.. مثل ما بهمل دائمًا الساقطين.. أنا انتقدتك لأنك مهم لشعبك، وأنت لازم تفرح.. مش تزعل؟ درويش: مش أنت اللي بصنفني مهم ولا لأ. وبعد حوار تأرجح بين الغضب والنقد. العلي: يا عمي انتو بتقولوا بمد الجسور مع اليسار الإسرائيلي.. مدو زي ما بدكوا… بركي الجسور بتقيدكم مستقبلاً.. أما أنا وجماعتي فلا.. إحنا يا عمي إلنا جسورنا..جسورنا إحنا مع الناس المشردة.. ممدودة بخط واحد ما في غيره.. من باب المخيم لباب الحرم.. مع أهلنا في الداخل.. هاي جسورنا وما بنعرف غيرها.. وإحنا بننتقد كل واحد بيحكي هالحكي.. درويش: آه.. بس انت مش قدي يا ناجي. العلي: شو يعني .. مش فاهم.. الشغلة صارت شغلة قدود.. قدك وقد غيرك.. والله أنا لما برسم ما بحسب قد لحدا.. وأنت عارف يا محمود؟ درويش: هلا مش وقت المزح.. بدي ياك تفهم يا ناجي منيح اليوم.. إني أنا محمود درويش.. إللي قادر يخرجك من لندن في أية لحظة. العلي: أووف… والله هاي جديدة يا زلمة.. بالله عليك بتعملها يا محمود؟ وشو هالسطات اللي صارت عندك.. والله أبو رسول (الاسم الحركي لمدير المخابرات الأردنية الأسبق محمد رسول الكيلاني) بزمانه ما قال هالحكي.. ولا صلاح نصر قبله (..) على كل حال انتو يا عمي السلطة.. انتو الدولة والشيلة (..) هاي مش أول مرة بتصير ولا آخر مرة.. مش عملتوها قبل سنتين في الكويت وخرجتوني؟ وقبلها قال الختيار (الاسم الذي يطلق على ياسر عرفات من قبل أنصاره) قائدك وصديقك في ثانوية عبد الله السالم في الكويت في الـ 75 أنو راح يحط أصابعي في الأسيد إن ما سكت.. بعدين هالشغلة صارت مش فارقة معي هالخد صار معود عاللطم. هذه المقتطفات من حوار تليفوني جرى بين "ناجي العلي" رسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف أثناء وجوده في العاصمة البريطانية، و"محمود درويش" الشاعر الفلسطيني الأشهر المقيم آنذاك في باريس، وقد روى العلي ملخص الحوار مع درويش في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170 /1986/ ص14) وجاء هذا الحوار عقب رسم كاريكاتيري للعلي انتقد فيه درويش الذي دعا إلى مد الجسور مع اليسار الإسرائيلي، وأعاد الناقد والكاتب العربي شاكر النابلسي اقتباسه في كتابه الجديد "أكله الذئب … السيرة الفنية للرسام ناجي العلي". آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:34. |
![]() |
![]() |
#34 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() حوار مع الشاعر المصرى ( المتميز ) محمد عفيفى مطر
محمد عفيفي مطر : يهاجم النفاق ولا تعنيه المؤسسة ![]() * ما هو أهم كتاب تأثرت؟ ـهو كتاب (نيتشه) للدكتور عبد الرحمن بدوي، عثرت على الكتاب وهو قديممهلهل، فزلزلني زلزلة شديدة، فقد كانت حياة نيتشه وتجربته الروحيةوالفكرية بكل آلامها واحترقاتها، تلك الحياة التي قال هو عنها: (إحراقواحتراق) تلك كانت حياتي لقد عصفت بي كلمات القوة، وأخلاق السادة والعبيد،والتبشير بالإنسان الأعلي- عصفاً شديداً. انبهار. * هل قادك هذا الكتاب إلى الفلسفة؟ ـكانت كتب المناهج الدراسية في الفلسفة والمنطق وعلم النفس هي البداية فيهذا النزوع نحو الفلسفة، وكان الطبيعيون الأوائل قد شكلوا رعيل الشعراءالفلاسفة منذ طاليس وحتى سقراط الذي أطلع الشمس الإغريقية. فوقفت مبهوراًأمام هيراقليطس وناره الكونية، ونهره الذي يتغير أبداً، والذي لا يكون هوأبداً بين لحظتين، ولا ينزله المرء مرتين.. بعد ذلك انتقلت إلى الصوفيةوالفكر الرياضي والموسيقي، فانفتحت أمامي كل الأبواب المضيئة. * ما هو أهم كتاب قرأته في تلك المرحلة؟ ـهو كتاب (دروس في تاريخ الفلسفة) الذي كان مصدراً رائعاً ومهماً للمعارفوالمذاهب الفلسفية الإغريقية وعصر النهضة وحتى بزوغ شمس الفلسفة الحديثةعلى يدي ديكارت وبيكون. * وماذا عن كتب التراث العربي والإسلامي العامرة بها مكتبتك؟ ـكان تاريخ الفلسفة الإسلامية ودور المتكلمين من معتزلة وأشاعرة ومتصوفة ،ودور المشائين والفلاسفة من الفارابي وابن سينا وإخوان الصفا، كانتموضوعات هذه الكتب تمثل وطناً آخر يدخل في نسيج الوطن الشعري للشاعرالناشئ. * ماذا عن الوطن الشعري.. لقد أجلنا الحديث عنه كثيراً؟ ـكنت أنسخ بخطي دواوين وقصائد لشعراء بلا حصر، وكم شهدتني الحقول وأنا أجأروأغني مشتعلاً، لكنني أبدأ لا أنسي شعر (محمود حسن إسماعيل) وخاصة ديوانه، (لا مفر) قرأت هذا الديوان ومع أول بيت في أول قصيدة شب في كياني حريقأطاح بكل ما قرأت وحفظت من أشعار الرومانتيكيين الآخرين، فحفظت الديوانكله من الغلاف إلى الغلاف ونسخته كله بيدي، فقد قرأته مسحوراً وعصفت بيموسيقاه، وزلزلتني سطوة أنظمة القوافي بالتكرار الرياضي المحسوب، والصورالنابعة من تراسل الحواس، وقلب العلاقات بين المجرد والمحسوس في الوصفوالتشبيه والمجاز والاستعارة. مرارة التجربة * تشي أقوالك بمرارة لعدم نيلك ما تعتقد أنك تستحقه، هل هذا صحيح؟ ـالمرارة ترجع للسخط وليس لإحساسي بأني لم أنل حقي، فقد نلت حقي لكن ليس منالمؤسسة التي لا تعنيني، فأنا الشاعر الفقير، الذي لا يضر ولا ينفع، والذيلا سلطة له ولا شهرة متواجد في أشعار كل الأجيال التالية لجيلي أكثر من أيشاعر آخر.. تابع ما ينشر من شعر في مصر الآن، من أسوان إلى الإسكندرية،وفي الدول العربية تجد كلامي مؤثراً في كل الأجيال الجديدة فقد شكلت أشعاري في قصيدتهم وحتى في رؤيتهم للعالم، وهذا هو الجزاء الأوفى الذي لاأطمع في أكثر منه. * هل هذا يعني أنهم خرجوا من عباءتك؟ـ بل خرجوا من أشعاري، من كلماتي ومن دواويني، وهذا يشعرني أنني أخذت حقي كاملاً، ليس ذلك فقط بل يسعدني ويمتعني. * قلت: رغم ذلك يتهمك البعض بالغموض؟ ـهذا الاتهام لا أساس له من الصحة، فالتراكيب اللغوية التي يراها البعضصعبة وغامضة هي إحدى الأساليب الشعرية الموجودة في التراث الشعري العربي،كما أن قارئ الشعر يجب أن يكون عارفاً بلغته وبأساليب هذه اللغة، وملماًبطرائق التعبير فيها، أما حكاية الغموض المدعاة هذه فلا داعي لها، فنحن لانكتب (ألغازا) ، فقط منهجي في الكتابة وفي القراءة هو عدم الاستهسال. زيارات الدهشة. * بعد 13 ديواناً شعيراً جاء كتابك الرابع عشر (أوائل زيارات الدهشة) ليقدمأسلوباً جديداً في كتابة السيرة الذاتية.. فما دافعك لكتابة سيرتكالذاتية؟ـ هذا الدافع قديم جداً فقد ولد عام 1970 ، بالتحديد حينما زرت بيروت للمرةالأولى للمشاركة في مهرجان الثقافة العربية الأول، يومها طلب من كل شاعرأن يقدم لقراءته الشعرية بحديث عن تجربته يوضح فيه ملامح رؤيته للشعريومها أمسك الخوف بخناقي، خاصة وإنني وجدت من سبقوني يقولون كلاماً غارقاًفي الكذب والتلفيق وجاءت قصائدهم مقطوعة الصلة بما قالوا، لذا تحدثت عنمغالطات وغموض المصطلحات وعن الفجوة بين أقوال الشعراء وبين كلامهمالنظري. وحينماطلب مني أن أكتب سيرتي الذاتية تعجبت فأنا لم آت بمعجزة لكن بعد إلحاح قلتلنفسي: (جئت من هوامش الخلق والخليقة، فاكتب هوامش تكوينك مواطنا وإنساناسكنته وأقامت في حياته لحظات الدهشة العايرة) وهكذا جاء الكتاب مضموناولغة، وكل قيمته عندي إنني ابتهجت بكتابته بلهجة نادرة وعزيزة المنال فيزماننا. قصيدة النثر . * أغلب شعراء جيلك قبلوا بقصيدة النثر لكنك لم تقبل ، لماذا؟ ـقال : هم يقولون ليس بالموسيقي وحدها يحيا الشعر، أجل، وليس بغيابالموسيقي يحيا النثر، وحين نتحدث عن الفن، أي عن الجماليات التي تفرق بينشعر وشعر، وبين نثر ونثر، أسأل بدوري مستفهما. * هل يكون الكون كوناً بغير الموسيقي؟ ـوأحيل إلى نثر الكبار: (النفري والجاحظ والتوحيدي، وحتى الرافعي ومحمودشاعر) ففي نثرهم لا يخفى الحس الموسيقي المبثوث في أنماط التقسيموالتقابلات والتوازنات والصور.. الخ. وهي جوهر الأسلوبيات التي ترسخت بهاالإيقاعات الداخلية العميقة في النماذج العليا للنثر العظيم، فكيف لهمبالظن أنهم ناثرون؟وليسالنثر عندي أقل مكانة وإبداعية من الشعر، لكن شريطة أن يسمو في مراقيالإبداع إلى حدود النشوة الروحية والامتلاء بالحياة، إن الإيقاعاتالداخلية في النثر العظيم تنتمي للغة وحركة الأفكار ولكنها لا تنتميللموسيقي بمعناها الرياضي الصارم، والخلط بين الإيقاع النثري في النماذجالعظمي منه وبين الموسيقي يماثل الخلط بين شاعرية العبارة وبين نسقالقصيدة. باختصار إن الأفق الشعري للنثر ممكن، ومتحقق بالفعل عند عدد منالمبدعين الجادين، ولا يستوي نثر هؤلاء الغوغائيين أرباع المثقفين ونثرالتجارب الروحية والفنية الكبيرة عند القلة من المبدعين. * ما رأيك في التحولات التي اعترت بنية النص الشعري العربي المعاصر.. والتطور الذي جرف أشكاله وأنماطه؟ـ أعتقد أن القصيدة العمودية قد وصلت بمنهجها القديم، ووصل الشاعر الكلاسيكيبطريقته القديمة في رؤية العالم، وفي وظيفة القصيدة، ووظيفة اللغة فيالقصيدة إلى نوع من الجدب، والجفاف، والتكرار، والاعتماد على الذاكرةواستنزاف هذه الذاكرة، وكأن الشاعر قد أصبح مجرد وسيط ناقل للقدم. لقداختلفت مفاهيم الشعر والشاعر، إذ إن مفاهيم الحياة نفسها اختلفت، أنظر معيإلى ما اعترى خريطة العالم في الستين عاماً الماضية، لقد ضاعت فلسطين، أوضيعت، الثورات المقموعة، الاستعمار، الذي خيم على كل بلاد العربآنذاك..ولذلك كان لابد من وجود روح جديدة، تبني وطناً آخر بغير تلك الصورةالقميئة وحساً آخر للعالم، وفعلاً آخر للقيم، وكان لابد من وجود شكل جديد،توضع فيه القيم، والرؤى الجديدة. وكانأول هذه التصورات، هو تحرير الشعر من قوانين العروض الصارمة، ومن القاموسالقديم المتجمد، فبدأ الشعر يضج بما تمور به الحياة في السياسة، وفيالمجتمع ، وفي الأسواق. لقد أسس جيل الرواد، ورسخ لهذا الخروج على نفسالعروض القديم، ولفكرة الاعتماد على الذاكرة والمحسوس من اللغة، وتركيبالعبارة، وأصبح الشاعر يشعر باستقلاليته وتفرده، وأنه لم يعد تابعاً لقيمقديمة يبشر بها، وليس واعظاَ - بل لقد أصبح خلاقاً للتصور، وللضمير، وفيهتتجول روح الأمة. * وما الذي حدث بعد ذلك؟ ـلقد ابتدعت بعد ذلك أشكالا جديدة، كقصيدة القناع، القصيدة الدرامية،القصيدة العنقودية، وتجارب جديدة في استلهام التاريخ، وتحويله إلى قناعللحديث من ورائه عن العصر،وعن العالم، وتعددت الحيل الفنية، واغتنت بتنوعالشعراء، وتجاربهم، حتى وصلنا إلى ما يشبه الجمود العروضي في قصيدةالتفعلية، وما يشبه المسكوكات والصيغ الناقدة، وبدأ التمرد على قصيدةالتفعيلة، وبدأ التفكير في قصيدة جديدة، فبدأت كل جماعة أو تيار تبشر بماخلقت لنفسها من مبررات، وكأنه هي الفرقة الناجية، ومن فرق أمة الشعر.. ولكنالأمر لم يكن كذلك أبدا، فأصبحنا الآن في حالة صراع، ويتجلى ذلك في كتابةالقصيدة النثرية على سبيل المثال، ومحاولة ما يسمى بالصراع ضد التابو،والخروج على ما هو متعارف عليه من أخلاق أو عقائد، إن هذا يمثل ما يمور بهقلب الأمة حالياً من الحيرة والإحساس بالعجز والمهانة، وتعيش الأمة حالياًمرحلة عصيبة جديدة تشبه الحالة التي بدأت شعر التفعيلة، وهكذا انتهتالموجة المتصاعدة من الحلم والأمل والصراع، ووصلنا إلى القاع، فالشعراءيتفارقون في الإحساس بما هو عام وأعتقد أن جيلاً كاملاً يتقلص إحساسهبالعالم إلى حد الانحباس في مصيدة صغيرة من همومه الشخصية. على جثتي. * برغم أن الدولة قد منحتك قبل سنوات جائزتها التشجيعية في الشعر إلا أنك لا تحظى برضا مؤسسات النشر في مصر.. لماذا؟ ـمنذ بداية الستينات، وأنا مضطرب العلاقة مع المؤسسات الثقافية وأذكر أنصلاح عبد الصبور رحمه الله عندما كان مسؤولاً عن مؤسسة النشر الرسميةللدولة أقسم أنه لن ينشر لي كتاب ولو على جثته!! ولذلككنت ألجأ إلى نشر دواويني في بيروت وبعض العواصم العربية ولندن، وأحياناًفي دور نشر خاصة في القاهرة، وهذا سبب لي بعض الارتباك في ترتيب نشرالدواوين، وفي وصولها للقراء المصريين من ناحية أخرى، وقد حاولت تعديل هذاالوضع من خلال نشر جميع دواويني من خلال هيئة الكتاب، واتفقت على ذلك معد. سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب، ولكن ولأسباب شخصية وبيروقراطية كانتالدواوين تسحب من المطبعة قبل صدورها، والحمد لله أن منّ علي بما هو أفضلمن خلال نشرها في دار الشروق. القاهرة ـ وكالة الصحافة العربية آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:38. |
![]() |
![]() |
#35 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() حوار مع الشاعر موسى حوامدة
![]() آخر تعديل butterfly يوم 05/01/2008 في 23:47. |
![]() |
![]() |
#36 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() ![]() مهمة القصيدة في الدرجة الاولى، التعبير عن رؤية الشاعر للوجود، هكذا يرى الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة دور الشعر، وبعد ست مجموعات شعرية تخللها جدل كبير وصل بعضها إلى المحاكم القضائية والشرعية، يقر أنه لا بدائل عن الإشتغال في جمر الحروف بعيدا عن حملات دعائية فارغة أوترويج حزبي أو حكومي أو وطني، وفيما يلي الحوار: هل يختلف احساسك الان اتجاه قصائدك بعد نشرها في كتب؟ - بالتأكيد يختلف، لم أكن أعرف كيف، أو أفكر بذلك، لكن سؤالك قادني للتفكير، وقد قفزت إلى ذهني التداعيات والصور التالية؛ صورة الطفلة أو الإبنة حين تكون واحدة من الأسرة، وصورتها وقد ارتبطت بشاب تحبه، أو تزوجت وخرجت من البيت، أو هي أشبه بعلاقتك مع المرأة، التي تعيش معها حالة حب، وحين تتزوج منها، تصبح كأنها قصيدة منشورة. دعني أُقرِّب الصورة أكثر، وأقول؛ تظل القصائد غير المنشورة في كتاب، كأنها فتيان صغار متحمسون لدخول المدرسة، وحين يدخلون يصبحون طلابا، يخضعون للنظام، ولليقظة المبكرة وعناء الدوام، والوقوف في طابور المدرسة، والمساءلة. تنقطع العلاقة بينك وبين القصيدة، بعد نشرها في كتاب، تصبح بعيدة عن سطوة صاحبها وشاعرها، تأخذ حكما ذاتيا، او استقلالا ليس تاما، مثل استقلال الدول العربية، تظل تبعيتها مرتبطة بدول الاستعمار، لكنها لم تعد خاضعة للإنتداب او لحكم التاج الملكي مباشرة. لماذا نبتعد كثيرا عن الشعر، ونذهب للسياسة والعواطف، والقضية أبسط من ذلك؛ يمكن أن يطمئن الشاعر إلى مخزونه من القصائد التي لم تنشر، ولكن حال نشرها في كتاب يحس بالعري، أو يشعر بالفراغ العاطفي أو الخسارة والفقد، إلا إذا كان قد ادخر بعض القصائد ولم ينشرها. أما احساسي تجاه القصائد المنشورة، فهو بالتأكيد الإشفاق عليها، بعد أن صارت مكشوفة الوجه لمواجهة الجلادين، وفيالق المرتزقة، وقطاع الطرق، واللامبالين، أشعر بنوع من تأنيب الضمير أحيانا؛ لماذا أفعل ذلك بجزء أو قطعة من روحي، لماذا أعرض جوهري وذاتي للمشاة والحفاة والنظَّارة؟ لكن لا بد من تحول الفصول، وتبديل الشمس مشرقها، ولا بد أن يتأخر القمر كل ليلة، ليصغر ثم يختفي نهائيا، وهذه ضرورة طبيعية، بل قل؛ قدر حتمي، ستواجهه كل قصيدة تغدر بصاحبها قبيل الشيخوخة، وتفارق سنوات الرضاعة، وتلج عمر الفطام. وهو مصير درامي واجَّهه الكثير من أبطال التراجيديا، عبر كل الحضارات والازمان والأساطير، وحتى الحكايات الخرافية. لا بد من العري والتعري، وكشف الذات لتقشر الأفعى جلدها كما يقول نيتشه، على لسان زرداشت. *هل يمكننا ان نجد رابطا بين الشعر والصحافة؟ - لدى الشعر مقدرة على إيجاد رابط مع جرائم القتل، ومجرمي الحروب والسفاحين، وليس مع الصحافة فقط،، لكن لا علاقة ودية بين الصحافة والشعر، من باب الحرفية، فالشعر سيد حر لا يقبل التثنية، ولا يحب أن يشاركه أحدٌ سرير اللذة، وكل شاعر يعمل في مهنة كتابية مغايرة للشعر، يقوم بخيانة مكشوفة لقصيدته، يدفع ثمنها آجلا أو عاجلا، ويعرض نفسه لانتقام القصيدة. *متى يمكننا الفصل في التعاطي مع النص الشعري بخلفيات تفسر بماهو ديني؟ -في الأفق المنظور عربيا وإسلاميا؛ من الصعب الفصل بين كل ما هو ديني وكل شئ من حولنا، بل على العكس، كأن عقارب الساعة تعود للوراء، وتتم السيطرة أكثر دينيا، على جميع مناحي الحياة وليس على الشعر فقط، وكأن هناك (ردة) جديدة نحو التدين وليس الدين، ولكن بشكل غوغائي، ولكن لأي شئ يعودون؟ هذه هي المعضلة، لأن الناس ونتيجة اليأس يعودون للقشور والمظاهر والسلبيات والسطحيات، ولكن في العمق هناك إنزياح خطير وبعيد عن جوهر الدين الذي لا يتدخل لا في الشعر ولا في الادب ولا في الفن عموما، كما كان يفعل أجدادنا القدماء، وهم يتحدثون بحرية عن كل شئ في الحياة،في الفكر والجنس والفلسفة والشعر، وما إلى ذلك. ولكن ماذا نفعل؟ هل نتوقف عن الكتابة؟ هل نحسب حسابات تجارية؟ أم هل نضيف خوفنا إلى حساب السلطات والقوى الضاغطة في المجتمع؟ أم نتماهى مع جهامة الواقع وخرافة الجهل، أم نحترق في مواجهة الجهل والسفاهة؟ ليس من وصفة ناجعة لكل ذلك، وعلى كل مبدع أن يشق طريقه بمفرده، فلا أكثرية للغرابة والتمرد والخروج على طوابير الجهل، وقطيع الرضا. آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:47. |
![]() |
![]() ![]() |
|
|