أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 02/07/2005   #1
شب و شيخ الشباب نيقولا
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ نيقولا
نيقولا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
735

إرسال خطاب ICQ إلى نيقولا
افتراضي سلسلة تعرف على المسيحية : إنجيل واحد أم اربعة ؟؟


بدايةً : أرجو من الأخوة إدراك أمر مهم بأنني في هذه السلسلة من توضيح الحقائق حول الإيمان المسيحي والتي أبدؤها اليوم هي بهدف توضيحها لأخوتنا المسلمين زوار هذا المنتدى بلغة بسيطة مشتركة وبعيداً عن تعقيدات فلسفة اللاهوت والفقه والتي هي لأهل الإختصاص . إيماناً مني أن حوار الأديان هو تعرف الواحد على ما يؤمن به الآخر دون ما يلزم هذا وذاك بما يقوله أحدنا عن إيمانه ؛ فقط للتفهم والإطلاع ثم للتقارب وقبول الواحد للآخر . و لا أرغب في أن تتحول الردود إلى ساحات جدل عقيم لا ينتهِ , ليس تهرباً بل التزاماً بمعنى كلمة حوار . لذلك أرغب في تفهم هذه النقطة .وشكراً .
في مسعىً منهم إلى تزويد الكنيسة بوثائق مكتوبة تبقى معها بعد رحيلهم عن العالم ؛ دوّن بعضٌ من التلاميذ الذين رافقوا السيد المسيح خلال سنواته البشارية الثلاث على الأرض ما سمعوا ورأوا من حوادث وتعاليم نطق بها بالقدر الذي يكفي لقبول المؤمنين لنعمة الخلاص . يقول القديس يوحنا كاتب الإنجيل الرابع وتلميذ المسيح الحبيب " الذي كان منذ البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة... ...الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا, وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح “ (1يو1:1 ). وهو نفسه الذي أكد في ختام روايته للإنجيل أن ما كتب هو غيضٌ من فيض وليس إلا القليل بقدر ما يكفي للخلاص "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله " ( يو20: 30 ). فما هو المقصود بكلمة إنجيل ولماذا هناك أربعة إذا كان الإنجيل واحداً ؟ ومن هم كتبة الإنجيل ؟ وما مدى مصداقية الروايات ؟
كلمة إنجيل بالعربية هي اللفظ العربي لكلمة Evangelion باليونانية ومعناها " البشرى الحسنة أو المفرحة " , وهي تطلق على كل بشرى تحمل أنباءً مفرحة وليس بالضرورة على كتاب مكتوب .وهذا ما يؤمن به المسيحيون أنّ السيد المسيح لم يحمل كتاباً خلال حياته يعلم منه أو لم يتلقى كتاباً خلال حياته البشارية يلقيه على مسامع الناس ولم يترك لتلاميذه كتاباً مكتوباً ليبشروا به . بل كان يتكلم من يلقاء نفسه وبشكل مباشر مع سامعيه . وبهذا شهد سامعوه لرؤساء الكهنة اليهود " لم يتكلم قطّ إنسان هكذا مثل هذا الإنسان " ( يو7: 46 ) .
تكلم يسوع شفهياً على سامعيه وبعد موته وقيامته وصعوده إلى السماء بعشرة أيام ( اليوم الخمسين بعد القيامة المقدسة ) حل الروح القدس على التلاميذ المجتمعين مع أم يسوع والمؤمنين الأوائل في القدس ( كما كان يسوع وعدهم بحدوثه بعد صعوده للسماء ؛ وهبوا جميعهم يعلنون البشارة ( الإنجيل ) وبلغات مختلفة ( أعطيت لهم بفعل نعمة الروح القدس ) على الناس الذين اجتمعوا يومها في القدس للصلاة بمناسبة يوم الخمسين بعد الفصح لدى اليهود وهو يوم تسلم النبي موسى الشريعة من الله على جبل سيناء. وقد زال الخوف عن التلاميذ وتغيروا من صيادين بسطاء إلى كارزين بالكلمة الإلهية بكل جرأة . ويومها وقف بطرس وسط المحتشدين للصلاة وخطب فيهم باسم التلاميذ كافة في أول تبشير علني بالمسيح يسوع وأثمر ذلك عن تشكل نواة الكنيسة الأولى حيث اعتمد يومها قرابة ثلاثة آلاف نفس ( أع 2: 41 ).
بعد ذلك وفي العقود الثلاثة التالية تشكلت جماعات مسيحية في بقاع متفرقة من العالم القديم وبرزت الحاجة لبقاء التعليم موثقاً حتى لا يضيع أو يتبدل بفعل تناقل الألسن . والتلاميذ عموماً بعد هذا الحدث يوم الخمسين ( العنصرة ) تفرقوا مبشرين ومنادين بالكلمة في العالم المعروف آنذاك ولم تصلنا معلومات مؤكدة عنهم جميعاً مع الأسف ولم تكن ثمار عملهم متساوية في النتائج ولكن ما وصلنا غالباً هو حول الذين بشروا داخل الإمبراطورية الرومانية .
والحقيقة أنه رويت تعاليم يسوع ومقتطفات من سيرة حياته من فبل كثيرين بعضهم عاصر المسيح وعاين وشهد الأحداث ( متى ؛لوقا ؛ مرقس ؛ يوحنا ) فالأول والرابع هما من التلاميذ الإثني عشر ؛ والثاني والثالث هما من السبعين الذين رافقا المسيح خلال سنواته الثلاث البشارية وعملوا فيما بعد مع الرسل مباشرة في نشر الكلمة . وقد استمد لوقا معظم روايته من القديسة مريم العذراء ومن القديس بطرس , أما مرقس ويعتقد أنه كتب الإنجيل الأول بحسب التسلسل الزمني , فقد استمدها مما رأى ومن القديس بطرس الرسول . كما كتبت سيرة المسيح كذلك من قبل أشخاص غير معاصرين للمسيح وقد رفضت كتابتهم من قبل الكنيسة كونها غير معاصرة من جهة وكونها مخالفة للروايات الأربعة التي اعتمدت لتطابقها في الجوهر رغم تباين سرد بعض الروايات ظاهرياً , ومن الأناجيل غير المعاصرة ( المنحولة أو الأبوكريفا )أذكر : إنجيل يسوع , أناجيل الطفولة ,... والمخطوطات المتوفرة لها لا تعود لأبعد من القرن الثالث أو الرابع الميلادي .
لكن لماذا أربعة أناجيل ؟ وكيف هي متطابقة وغير متشابهة معاً ؟
تدعوها الكنيسة روايات أربعة للإنجيل أي للبشارة ( التي علم بها يسوع والتي هي واحدة ) ونحن نقرأ في الكنيسة مثلاً : رواية الإنجيل بحسب متى البشير أو رواية الإنجيل بحسب مرقس البشير ... الخ . وتؤمن الكنيسة أن تعدد الروايات هو غنىً لها ودليل على تطابق الروائيين من التلاميذ على خط واحد للتعليم عن يسوع وعن كلامه ورواية سيرة حياته , وبالتالي دليل على تطابق النظرة ليسوع المسيح بين أتباعه الأوائل . ولكن هذه الروايات الأربعة هي لإنجيل واحد لأن :
- تطابق معظم الروايات والأقوال والأحداث بين الأناجيل وبخاصة الثلاثة الأوائل ( متى ومرقس ولوقا ) والمرجح أنها دوّنت في السنوات بين 50 و 70 م . وتدعوها الكنيسة الروايات ( أو الأناجيل ) الإزائية .
- اتفاق الإنجيليين الأربعة على هدف واحد وهو الإعلان بأن يسوع هو كلمة الله المتجسد لخلاص البشرية وفدائها من الخطيئة ومن ثم الدخول بها إلى الفردوس المعدّ لها مع خالقها . رغم تنوع الطرق التي يشير بها كلٌّ منهم لذلك .
ومن هنا أركز على نقطة هامة هي أنّ الأناجيل ليست قصص أو آيات منزلة من عند الله , بل هي سيرة حياة دوّنها بشر بإلهام روح الله القدوس " وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم بكل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم " ( يو 14: 26 ) . لكن ما كتب فيها هو كلام الوحي وما نطق به يسوع هو الكلام المقدس وهو بشارته أي إنجيله . والتباين الظاهر فيما بينها هو نتيجة طبيعية لتباين رواية البشر للحادثة الواحدة . فأنت إذا ما سمعت نفس الرواية لنفس الحدث من ثلاثة أشخاص شهود عيان أو أكثر تجد أن كلّ واحد يروي لك الحدث بأسلوبه وطريقته دون أن يغير ذلك من الحدث أو الحقيقة بشيء . وهكذا هو في روايات متى ومرقس ولوقا ويوحنا لسيرة يسوع وإنجيله ( بشارته ) .
يسوع لم يحمل بيده كتاباً ولم يسلم كنيسته كتاباً ولا كتب كتباً , بل سلم كنيسته التعليم من خلال الرسل الذين لازموه حياته وعاينوه وعاشوا معه أربعين يوماً بعد قيامته وانطلقوا مبشرين به بعد صعوده للسماء وكتبوا حول تعاليمه إما كتباً كالروايات السابقة أو رسائل توضيحية كرسائل بولس ويوحنا ويعقوب ويهوذا ( ليس يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه لليهود وانتحر ) . وهذا التعليم جاهر به يسوع في المجامع اليهودية وأمام الآلاف في العراء تحت قبة السماء ... خلال سنوات ثلاث تسمى حياته العلنية التي أعلن فيها عن نفسه وعن مقاصده و رسالته ؛ لكنه لم يكتبه ولا سلمه مكتوباً ولم يكتبه أحد ممن هم معه خلال وجوده على الأرض .
من هذا الإطار فقط يمكن أن نتفهم موقف الكنيسة من أن الروايات أربعة ولكن الإنجيل ( تعليم يسوع ) هو واحد .
سأكمل لاحقاً لمحة عن الإنجيليين الأربعة : من هم ومقارنة كتبهم الأربعة .

يمكن لأي استزادة خارج إطار " أخوية " لمن يحب المراسلة على :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 11:54 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.02703 seconds with 13 queries