![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#343 | ||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() أنا ما أحب في هذه القصيدة هذا المقطع :
لا شيءَ يُدهِشُني .. فلقد عرفتُكَ دائماً نَذْلا |
||||
![]() |
![]() |
#344 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() مذعورة الفستان ... من ديوان قالت لى السمراء
مذعورة الفستان .. لاتهربي لي رأي فنان ، وعينا نبي شارعنا أنكر تاريخه والتف بالعقد .. وبالجورب والتهم الخيط .. وما تحته وأتعب الخصر ولم يتعب واقتحم النهد .. وأسواره ولم يعد من ذلك الكوكب شارعنا يمشي على شوقه يمشي على جرح هوى مرعبِ يمشي بلا وعي ولا غاية مثلك ، يا مبهمة المطلب حرآت بالإيقاع أحجارهُ فاندفعت في عزة الموكب فديت يا ساحبة خلقها شيئاً من الليل .. من المغربِ أهذه أنت ؟ صباحي رضا أعمارنا قبلك لم تكتب . تمهلي في السير .. هل رغبة ظلت بصدر الدرب لم ترغب ؟ هل حجر - إذا لحت - لم يلتفت لم ينسجم . لم يبك . لم يطرب تسلسلي ، مفتاح رصدٍ ، ثبي فراشة بيضاء ، في ملعبي * * * مخضرة الخطوة .. لا تجفلي هل نغضب الوردة .. آي تغضبي ؟ مشى بكِ المقهى .. مشى حيُنا خلف حفيف المئزر المطربِ نحن افتكارُ الجرح في نفسهِ حلم طيور البحر بالمركبِ أذرعنا . أذرع أشواقنا تهتف بالذهاب : لا تذهب .! نحن ! دعي نحن .. أيا واحة يحلم فيها كل مسترطب .. مررتِ .. أم نوار مر هنا ؟ لولاكِ وجهُ الأرض لم يعشبِ دوسي . فمن خطوك قد زرر الرصيف . يا للموسم الطيب ..
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس فتحسس رأسك فتحسس رأسك! اذا كان احد قد اعترض طريقنا فمن المحتمل ان نكون نحن قد اعترضنا طريق شخص ما. فأنا التى اخترت منذ البداية ان اخسر العالم كله على أمل ان اربح نفسى. |
||||||
![]() |
![]() |
#345 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() حوار مع امرأة من خشب
لو كنتِ في مكاني .. ما تفعلين يا تُرى لو كنتِ في مكاني ؟ مضطرّة أن تعشقي .. عشرين ألف مرّة في اليوم .. و تذبحي كالديكــ يا صديقتي عشرين ألف مرّة في اليوم .. و تيأسي ، و تضجري و ترعدي ، و تمطري و تؤمني ، و تكفري عشرين ألف مرّة في اليوم .. لو كنتِ، يا صديقتي ، مضطرّة أن تلعبي على أكثر من حصان .. و ترقصي مثلي .. على ألسنة اللهيب و الدخان لو ابتلاكــ الله بالعشق .. كما ابتلاني .. ما تفعلين يا ترى لو كنتِ في مكاني .. مضطرّة أن تعشقي .. قبائلا" شتّى من النساء و تفعلي الحبّ مع الأشجار ، و الأحجار ، و الهواء و تُشنقي مثلي على حبال الجنس .. في الصباح و المساء .. و الصيف ، و الشتاء .. لو كنتٍ يا صديقتي مضطرة أن تشربي من غير ما ارتواء و تشتهي ، من غير ما اشتهاء و تسكني في مدن الدموع و البكاء .. لو كنت يا صديقتي مضطرّة .. أن ترجعي .. في آخر الليل كأيّ بهلوان .. مسحوقة .. مهزومة .. كأيّ بهلوان ..منفيّة خلف حدود الوقت و الثواني وددت يا صديقتي أن تأخذي مكاني .. و أن تعاني نصف ما أعاني .. |
||||||
![]() |
![]() |
#346 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() maro18
الف شكر لك على الكلمات الرائعة للشاعر الكبير نزار قباني .. ونتمنى المزيد ![]()
عيناها بيتي وسريري
ووسادة راسي اضلعها تمحو كل هموم حياتي لو مس جبيني اصبعها ضميني يا احلى ... لو صمتت قلبي يسمعها ... |
||||||
![]() |
![]() |
#347 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اللة يرحم التراب الي لمك يا نيزار
خلقني الله وأبدع تكويني...وبث روح التحدي في شراييني....وفخرا شرفني أن أكون شفاعمري فلسطيني
|
||||
![]() |
![]() |
#348 | ||||
مسجّل
لسا يا دوب
|
![]() اول مشاركة لي بالمنتدى واتمنى ان يكون لي شرف الرد بالموضوع اشكررررر ![]() فانا من عشاق شعر نزار قباني |
||||
![]() |
![]() |
#349 | ||||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() عيني عليك يا نزار,,, عشقي عشقي نزار قباني انا شكرا لطارح الموضوع
![]() ![]()
>>>> ام الجوج<<<<
عــاشــقــة العــنــدلــب الاعـــتــر |
||||||
![]() |
![]() |
#350 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() بتصدقي رحتي ما تقتليني من القصائد انا من عشاق نزار قباني
I love you, I swear that's true I cannot live without you.
ام النور |
||||||
![]() |
![]() |
#351 | ||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
رحمة الله و سكينته تنزل عليك يا نزار. ![]()
عفوا فيروز أقاطعك.. أجراس العودة لن تقرع
خازوق دق بأسفلنا .. من شرم الشيخ إلى سعسع من أين العودة والعودة تحتاج المدفع و المدفع يلزمه كف و الكف يحتاج لإصبع و الإصبع ملتذ لاهٍ .. في دبر الشعب له مرتع.... |
||
![]() |
![]() |
#352 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() ميرسى لكل اللى ردوا ومروا بالموضوع
مشكور ابو طريق على اهتمامك بالرد |
||||||
![]() |
![]() |
#353 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() عند امرأة كانتْ على إيوانها وكانَ يبكي الموقدُ وكلُّ ما في بيتها مُعطرٌ .. مُمهَّدُ يمدّ لي ذراعهُ يقولُ : عندي الموعدُ حتى الرسومُ تشتهي هُنا .. ويندى المقعدُ ومنْ وراء بابها يعوي شتاءٌ ملحدُ وفي الذرى رعدٌ .. وفي أعماق روحي تُرعد وفي صميمي غيمة تبكي .. وثلجٌ أسودُ * * * وكنتُ في جوارها تصبُّ لي .. وأنشدُ وعدة الشتاء شعرٌ .. ونبيذ جيدُ وشمعة مسلولة أتعبها التنهد .. لم يبقَ إلا سعلة وبعدها تُستشهدُ * * * كانتْ تئنُّ مثلما يئنّ ذئبٌ مُجهد ترنو إليّ لبوة برغبةٍ لها يدُ .. وساقها من عُتمةِ الغطاء .. أفعى تشردُ وجسمها تحت اللهيب مُرعبٌ .. مورَّدُ والعقدُ فوقَ ناهديها سابحٌ .. مُغرِّدُ كعقدها غريزتي تنهارُ .. ثم تصعدُ .. * * * كانتْ آما أريدها يحارُ فيها الموجِدُ قد أدركتْ ذوقي وما من النساء أعبدُ فشعرها كما أحبُّ مُهمَلٌ مبددُ ونهدها آسلةٍ من ياسمين يعقدُ .. * * * كانت إذنْ ممدودة وكان يبكي الموقدُ وآانت الأحراجُ تبكي والخليجُ يُزبدُ وفي صميمي غيمة تبكي ، وثلجٌ أسودُ .. |
||||||
![]() |
![]() |
#354 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() مقدمة ديوان طفولة نهد
حكاية الشعر كحكاية الوردة التي ترتجف على الرابية ،مخدة من العبير ...وقميصاً من الدم .. إنك تحبها هذه الكتلة الملتهبة من الحرير التي تغمز إصبعك ، و أنفك ،وخيالك ،وقلبك ،دون أن يدور في خلدك أن تمزقها ، و تقطع قميصها الأحمر ، لتقف على سر هذا الجهاز الجميل الذي يحدث لك هذه الهزة العجيبة ، و هذه الحالة السمحة ، القريرة ،التي تغرق فيها .... وحين تفكر في هذا الإثم يوماً ،فتشق هذه اللفائف المعطورة ،وتذبح هذه الأوراق الصبية ، لتمد أنفك في هذا الوعاء الأنيق ،الذي يفرز لك العطر ،ويعصر لك قلبه لوناً ،حين تدور في رأسك هذه الفكرة المجرمة،لايبقى على راحتك غير جثة الجمال ..وجنازة العطر . و في الشعر كما في الطبيعة ، وفي القصيدة كما في الوردة وكما في اللوحة البارعة ، يجب ألا نعمد إلى تقطيع القصيدة ، هذا الشريط الباهر من المعاني ،والأصباغ ، والصور ، و الدنـدنـة المنغومة . حرام أن نمزق القصيدة لنحصي (كمية) المعاني التي تنضم عليها ،ونحصر عدد تفاعيلها ،وخفي زخرفاتها و نقف على ( لون ) بحرها . فالإحصاء ،والحساب ،والتحليل ،والفكر المنطقي يجب أن تتوارى كلها ساعة التلقين المبدع . لأن كل هذه الملكات العقلانية الحاسبة ،فاشلة في ميدان الروح .. فالقمر .. هذا الينبوع المفضض الذي يذر على الكون جدائل الياسمين ..يحدث لك و لي ولكل إنسان حالة حبيبة ملائمة .إنك تفتح قلبك له ،وتغمس أهدابك في سائله الزنبقي دون أن تعرف عن هذا الجميل غير أنه قمر . و لو اتفق وأوضح لك فلكي سر القمر ، و أجواءه ، وجباله الجرداء ، و قممه المرعبة ، و أدار لك الحديث عن معادنه ، و درجة حرارته و رطوبته ، إذن لأشفقت على قلبك،و أسدلت ستارتك. إذن ،فلنقرأ القصيدة كما ننظر إلى القمر .. بطفولة ،و عفوية ، واستغراق . فالتذوق الفني كما قال الفيلسوف الايطالي كروتشه في كتابه (المجمل في فلسفة الفن ) هو عبارة عن (حدس غنائي ) .والحدس هو الصورة الأولى للمعرفة و سابق لكل معرفة . وهو من شأن المخيلة ، وهو بتعبير آخر الإدراك الخالي من أي عنصر منطقي . يتبع |
||||||
![]() |
![]() |
#355 |
عضو
-- قبضاي --
|
![]() |
![]() |
![]() |
#356 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() تابع مقدمة ديوان طفولة نهد
إذنْ فكل أثر فني يجب أن يُسْتقبل عن طريق ( الإدراك الحدسي ) لا ( المنطقي ) أو ( الذهني ) ، لأن هذا النوع الأخير من الإدراك ميدانه العلم والظواهر المادية. يقول آروتشه : " .. على الناقد أن يقفَ أمام مبدعات الفنّ موقفَ المتعبد لا موقف القاضي ، ولا موقفَ الناصح ، وما الناقدُ إلا فنانٌ آخر يُحسُّ ما أحسه الفنان الأول فيعيش حدسهُ مرة ثانية ، ولا يختلف عنه إلا في أنه يعيش بصورةٍ واعيةٍ ما عاشه الفنان بصورة غير واعيةٍ .. ". ومتى تم انتقال هذه السيَّالة الدافئة من الأصباغ ، والنغم ، والغريزة والإنفعال .. إليكَ ، تنتهي مهمةُ الشعر ، فهو ليس أكثر من (كهربةٍ جميلة) تصدم عصبك ، وتنقلك إلى واحاتٍ مضيئة مزروعة على أجفان السحاب . * مهمة القصيدة كمهمةِ الفراشة .. هذه تضعُ على فم الزهرة دفعة واحدة جميعَ ما جنتهُ من عطر ورحيق ، منتقلة بين الجبل والحقل والسياج .. وتلك – أي القصيدة – تفرغُ في قلب القارئ شحنة من الطاقة الروحية تحتوي على جميع أجزاء النفس ، وتنتظمُ الحياة كلها . يجب أن لا نطلب من الشعر أكثرَ من هذا . ويتجنى على الشعر الذين يريدون منه أن يغلَّ غلة ، ويُنتج ريعاً . فهو زينة وتحفة باذخة فحسب .. كآنية الورد التي تستريح على منضدتي ، لستُ أرجو منها أكثرَ من صحبة الاناقة .. وصداقة العطر.. لذلك نشأتُ على كره عنيد للشعر الذي يُرادُ من نظمه إقامة ملجأ .. أو بناءُ تكيَّة .. أو حصرُ قواعد اللغة العربية ، أو تأريخُ ميلاد صبي ، أو تعدادُ مآثر الميت على رخامة قبره . قرأتُ في طفولتي تعاريفَ كثيرة للشعر ، وأهزلُ هذه التعاريف " الشعر هو الكلامُ الموزونُ المُقَفَّى ". أليس من المخجل أن يلقن المعلمون العرب تلاميذهم في هذا العصر ، عصر فلق الذرة ، ومراودةِ القمر ، مثل هذه الأكذوبة البلهاء ؟ ماذا تقول للشاعر ، هذا الرجل الذي يحمل بين رئتيه قلبَ الله ، ويضطربُ على أصابعه الجحيم ، وكيف نعتذر لهذا الإنسان الإله الذي تداعب أشواقه النجوم ، وتفزع تنهداته الليل ، ويتكئ على مخدته الصباح ، كيف نعتذر له بعد أن نقول له عن قصيدته التي حبكها من وهج شرايينه ، ونسجها من ريش أهدابه " إنها كلام " !. وكلمة ( كلام ) هذه .. تقفُ في قلبي يابسة كالشوكة ، لأن ما يدور بين الباعة على رصيف الشارع هو آلام . والضجة التي ترتفع في سوق البورصة هي مجموعة من الكلام الموزون .. أيضاً . فهل الشعرُ عند سادتنا العروضيون هو هذا النوع من الكلام ، دون أن يكون ثمة فرقٌ بين كلام ( ممتاز ) وكلام ( رخيص ) ؟ ويقالُ في تعريف ثانٍ للشعر إنه تصوير للطبيعة . وأنا أقولُ إن الفن هو صنع الطبيعة مرة ثانية ، على صورة أكمل ، نسق أروع . الطبيعة وحدها ، فقيرة ، عاجزة ، مقيدة بأبدية القوانين المفروضة عليها هذه الزهرة تنبت في شهر كذا .. وهذا النبع يتفجر إذا انعقدت السحبُ مطراً ، وهذا النوعُ من العصافير يرحل عن البيادر في أوائل الشتاء . أما في الفنّ فإنك تشمُّ رائحة الأعشاب لمجرد تصفحك ديوانَ ابن زيدون ، وإنك لتستطيع أن تستمع إلى وشوشة الينابيع وأنتَ أمام الموقد ، تقرأ ما كتب البحتريُّ واين المعتزّ . أستطيع في أي موسم أن أغلق نافذتي ، وأمد يدي إلى مكتبي لأنعم بالورد والماء وبالعطر وبزقزقة العصافير المغنية ، وهي تتفجر من دواوين المتنبي ، وبولدير ، وبول فيرلين ، وأبي نواس ، وبشار ، فتُحيلُ مخدعي إلى مزرعةٍ يصلي على ترابها الضوء والعبير . الوردةُ الحمراءُ على الرابية تموت . ولكن الوردةَ المزروعة في قصيدة فلان لا تزال توزع عطرها على الناس وتقطّر دمعها على أصابعهم . يتبع |
||||||
![]() |
![]() |
#357 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() |
||||||
![]() |
![]() |
#358 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() تابع مقدمة ديوان طفولة نهد وغريزةٍ ، مسربلة بالموسيقا إذنْ فما هو الشعر ؟ كلّ ما قيل في هذا الموضوع لا يتعدى دراسة مظاهر التجربة الخارجية لا التجربة ذاتها ، كما يدرس العالم النفسي نتائج الغضب والانفعال والسرور على جسد الإنسان ، وكما يدرس علماء الفيزياء آثار التيار الكهربائي من ضوء وحرارة وحركة . وجميعُ ما قرأتهُ من نظريات المعنى ، والفكرة ، والصورة ، واللفظ ، والخيال ، ونسبة كل منها في البيت ، إنما تدرس آثار التجربة الشعرية في العالم الخارجي ، أي بعد انتقالها من جبين الشاعر إلى الورق . لا أجرؤ على تحديد جوهر الشعر .. لأنه يهزأ بالحدود . ثم ماذا يضيرُ الشعر إذا لم نجد له تعريفاً ؟ ألسنا نتقبل أكثرَ الأشياء التي تحيط بنا دون مناقشة ؟ فالروائح ، والألوان ، والأصوات التي يسبحُ كياننا فيها .. تبعثُ اللذة فينا دون أن نعرف شيئاً عن مادتها وتركيبها . وهل تخسرُ الوردة شيئاًَ من فتنتها إذا جهلنا تاريخَ حياتها ؟ لنتواضع إذن على القول : إن الشعر كهربة جميلة ، لا تعمر طويلاً ، تكون النفسُ خلالها بجميع عناصرها من عاطفة ، وخيال ، وذاكرة ، ومتى اكتستِ الهنيهةُ الشعرية ريش النغم ، كان الشعر . فهو بتعبير موجز ( النفسُ الملحنة ) . لا تعرف هذه الهنيهة الشاعرة موسماً ولا موعداً مضروباً ، فكأنها فوق المواسم والمواعيد . وأنا لا أعرف مهنة يجهل صاحبها ماهيتها أكثرَ من هذه المهنة التي تغزل النار .. ... والذي أقرره ، أن الشعرَ يصنع نفسهُ بنفسهِ ، وينسج ثوبه بيديه وراء ستائر النفس ، حتى إذا نمتْ له أسباب الوجود ، واكتسى رداء النغم ، ارتجف أحرفا تلهثُ على الورق .. ولقد اقتنعتُ أن جهدي لا يقدِّم ولا يؤخر في ميعاد ولادة القصيدة ، فأنا على العكس أعيقُ الولادة إذا حاولتُ أن أفعل شيئاً . كم مرةٍ .. ومرةٍ .. إتخذتُ لنفسي وضعَ من يريد أن ينظم ، وألقيتُ بنفسي في أحضان مقعدٍ وثير ، وأمسكت بالقلم ، وأحرقت أكثرَ من لفافة .. فلم يفتح الله عليَّ بحرفٍ واحدٍ . حتى إذا كنتُ أعبرُ الطريق بين ألوف العابرين ، أو كنتُ في حلقة صاخبةٍ من الأصدقاء ، دغدغني ألفُ خاطر أشقر .. وحملتني ألفُ أرجوحةٍ إلى حيثُ تفنى المسافات . * والشعرُ يحيطُ بالوجود كله ، وينطلقُ في كل الاتجاهات ، فترسم ريشته المليحَ والقبيحَ ، وتتناولُ المترفَ والمبتذلَ ، والرفيع والوضيع . ويخطئ الذين يظنون أنه خطّ صاعدٌ دائماً ، لأن الدعوة إلى الفضيلة ليست مهمة الفنّ بل مهمة الأديان وعلم الأخلاق . وأنا أؤمن بجمال القبح ، ولذة الألم ، وطهارةالإثم . فهي كلها أشياء صحيحة في نظر الفنان . تصوير مخدع موسى ، واردٌ في منطق الفنّ ومعقول ، وهو من أسخى مواضيع الفنّ وأغزرها ألواناً . أما المومسُ من حيثُ كونها إناءً من الإثم ، خطأ من أخطاء المجتمع ، فهذا موضوع آخر تعالجه المذاهبُ الاجتماعية وعلمُ الأخلاق . يقولُ مروتشه في نقد المذهب الأخلاقي في الفنّ : " إن العملَ الفني لا يمكن فعلاً نفعياً يتجه إلى بلوغ لذة أو استعباد ألم ، لأن الفنّ من حيثُ هو فنّ لا شأن له بالمنفعة . وقد لوحظ من قديم الأزمان أن الفنّ ليس ناشئاً عن الإرادة . ولئن كانت الإرادة قوامَ الإنسان الخير ، فليست قوامَ الإنسان الفنان . فقد تعبرُ الصورة عن فعل يُحمد أو يذم من الناحية الخُلقية ، ولكن الصورة من حيثُ هي صورة لا يمكن أن تحمد أو تذم من الناحية الأخلاقية؟ لأنه ليس ثمة حكمٌ أخلاقي يمكن أن يصدر عن عاقل ، ويكون موضوعه صورة . " إن الفنان فنان لا أكثر ، أي إنسان يُحبُّ ويعبر ، ليس الفنان من حيثُ هو فنان عالماً ، ولا فيلسوفاً ولا أخلاقياً . وقد تنصبُّ عليه صفة التخلق من حيث هو إنسان ، أما من حيث هو فنان خلاق ، فلا نستطيع أن نطلب إليه إلا شيئاً واحداً ، هو التكافؤ التام بين ما يُنتج وما بشعر به .. ". لو صح لنا أن نقبل ما زعمته المدرسة الأخلاقية في الفنّ لمات الفنّ مختنقاً بأبخرة المعابد ، ولوجب أن نحطم كل التماثيل العارية التي نحتها ميشيل أنجلو ، والصور البارعة التي رسمها رفائيل .. لأنها إثم يجب أن لا تقعَ فيه العين . لو ذهبنا مع أشياع هذه المدرسة إلى حيث يريدون ، لوجب أن نُخرج من حظيرة الجيد قصيدة النابغة التي قالها في زوجة النعمان وقد انزلق مئزرها عن نهديها .. شابين .. مرتعشين : سقط النصيفُ ولم تردْ إسقاطهُ فتناولتهُ واتفقنا باليدِ ... ولكان علينا أن نلعنَ النابغة ، ونعتبره ضالاً لا يستحق أن نقرأ سيرته وأشعاره . * وبعدُ .. وبعدُ .. ففي يد القارئ حروفٌ دافئة تتحرك على بياض الورق ، وتتسلق أصابعهُ لتعانق قلبه . هذه الأحرف لم أكتبها لفئةٍ خاصةٍ من الناس روَّضوا خيالهم على تذوق الشعر ، وهيأتهم ثقافاتهم لهذا . لا .. إنني أكتبُ لأي ( إنسان ) مثلي يشترك معي في الإنسانية ، وتوجد بين خلايا عقله ، خلية تهتزُّ للعاطفة الصافية ، وللواحات المزروعة وراء مدى الظن .. أريد أن يكون الفنّ ملكاً لكل الناس كالهواء ، وكالماء ، وكغناء العصافير ، يجب أن لا يُحرم منها أحد . إذنْ ، يجبُ أن نعممَ الفنّ ، وأن نجعله بعيدَ الشمول . ومتى كان لنا ذلك استطعنا أن نجلب الجماهير المتهالكة على الشوك ، والطين ، والمادة الفارغة ، إلى عالم أسوارهُ النجوم ، وأرضه مفروشة بالبريق . متى جذبنا الجماهير إلى قمتنا ، نبذوا أنانيتهم ، وتخلوا عن شهوة الدم ، وخلعوا أثواب ردائهم ، وهكذا يغمر السلام الأرض ، وينبت الريحانُ في مكان الشوك . إنني أحلمُ ( بالمدينة الشاعرة ) لتكون إلى جانب مدينة الفارابي (الفاضلة). وحينئذ فقط . يكتشف الإنسانُ نفسه ، ويعرفُ الله .. وفي سبيل هذه الفلسفة ، فلسفة الغناء العفويّ ، حاولت فيما كتبتُ أن أردَّ قلبي إلا طفولته ، وأتخير ألفاظاً مبسطة ، مهموسة الرنين ، وأختار من أوزان الشعر ألطفها على الأذن . فإذا أحسّ القارئ بأن قلبي صار مكان قلبه ، وانتفض بين أضلاعه هو ، وأنه يعرفني قبل أن يعرفني ، وأنني صرتُ فماً له وحنجرة ، فلقد أدركتُ غايتي ، وحققتُ حلمي الأبيض ، وهو أن اجعلَ الشعر يقومُ في كلّ منزل إلى جانب الخبز والماء ... نزار قبانى ١٩٤٧ انتهت المقدمة بتمنى تعجبكم وما كون طولت عليكم |
||||||
![]() |
![]() |
#359 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() هجم النفط مثل ذئب علينا من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ، ونارُ التغييرِ في عينيهِ نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ فأتى ماشياً على جفنيهِ أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ غسلَ الله من قريشٍ يديهِ هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا فارتمينا قتلى على نعليهِ وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم حاملاً موتهُ على كتفيهِ أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟ يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي واسحبي المستبدَّ من رجليهِ يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟ هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟... من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ.. وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ |
||||||
![]() |
![]() |
#360 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() نزار قبانى يهجو صدام
مضحكة مبكية معركة الخليج فلا النصال انكسرت على النصال ولا الرجال نازلوا الرجال ولا رأينا مرة آشور بانيبال فكل ما تبقى لمتحف التاريخ اهرام من النعال !! *** من الذى ينقذنا من حالة الفصام؟ من الذى يقنعنا بأننا لم نهزم؟ ونحن كل ليلة نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا... يشحذ من خنادق العداء (ساندويشة) وينحنى .. كى يلثم الأقدام !! *** لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام جميع ما يمر فى حياتنا ليس سوى أفلام زواجنا مرتجل وحبنا مرتجل كما يكون الحب فى بداية الأفلام وموتنا مقرر كما يكون الموت فى نهاية الأفلام !! *** لم ننتصر يوما على ذبابة لكنها تجارة الأوهام فخالد وطارق وحمزة وعقبة بن نافع والزبير والقعقاع والصمصام مكدسون كلهم.. فى علب الأفلام *** هزيمة .. وراءها هزيمة كيف لنا أن نربح الحرب إذا كان الذين مثلوا صوروا .. وأخرجوا تعلموا القتال فى وزارة الاعلام !! *** فى كل عشرين سنة يأتى إلينا حاكم بأمره ليحبس السماء فى قارورة ويأخذ الشمس الى منصة الاعدام! *** فى كل عشرين سنة يأتى إلينا نرجسى عاشق لذاته ليدعى بأنه المهدى .. والمنقذ والنقى .. والتقى.. والقوى والواحد .. والخالد ليرهن البلاد والعباد والتراث والثروات والأنهار والأشجار والثمار والذكور والاناث والأمواج والبحر على طاولة القمار.. فى كل عشرين سنة يأتى إلينا رجل معقد يحمل فى جيوبه أصابع الألغام *** ليس جديدا خوفنا فالخوف كان دائما صديقنا من يوم كنا نطفة فى داخل الأرحام *** هل النظام فى الأساس قاتل؟ أم نحن مسؤولون عن صناعة النظام ؟ *** ان رضى الكاتب أن يكون مرة .. دجاجة تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام فاقرأ على الكتابة السلام !! *** للأدباء عندنا نقابة رسمية تشبه فى شكلها نقابة الأغنام !! |
||||||
![]() |
![]() ![]() |
|
|