أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 23/04/2005   #1
شب و شيخ الشباب رومانوس
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ رومانوس
رومانوس is offline
 
نورنا ب:
Jan 2005
مشاركات:
35

افتراضي روح الجدل الهبغلي


روح الجدل الهيجيلي

مقدمة:
أيا كانت وجهة النظر التي نتخذها نحو الفلسفة فإننا نجد أ، الفلسفة فعالية فكرية خالصة تحاول فهم العالم بما هو كل، وان ما تتصف الفلسفة به من شمولية وتجريد يجعلها ذات طابع إنساني يتخطى حدود القوميات والأوطان، ويجعلها من أ÷م وسائل التفاهم والتعاون والتآخي الفكري بين أبناء البشر. وقد كانت الفلسفة المعاصرة التي ابتدأت حوالي عام 1800م هي مرحلة انتاجات فلسفية وفكرية كثيفة، فقد شهدت الحركة الفلسفية ازدهارا خارقا للمألوف في المذاهب الكبيرة و المتعددة الشاملة و البناءة الطامحة إلى إماطة اللثام عن سر الطبيعة والتاريخ، ولعل أبرز الوجوه التي ظهرت في هذه الحقبة هو وجه الفيلسوف الألماني جورج فردريك هيجل ( 1770 _ 1831 ) الذي ولد في اشتوتغارت وتعلم فيها وتنقل بينها وبين جامعة توبنغن وبرلين.

لقد عارض هيجل العقلانية الميتافيزيقية بالجدل وعارض المفاهيم المتجمدة بتحولها، وعارض التجريد الأجوف بالمفهوم المادي لغنى الجزئي والفردي فكانت دراسته دليل مسيرة إنسانية في النضوج، إذ إن دراسته تناولت فلسفة التاريخ وتاريخ الفلسفة وفلسفة الدين والمنطق وعلم الجمال وغير ذلك من العلوم المتصلة بها.
نحاول أن نتناول في بحثنا هذا مسألة الجدل عند هيجل وبذلك نكون قد اخترنا زهرة من بستان موسوعية هذا الفيلسوف وقد نتجرأ على الكتابة إذ نسمع هيجل يقول: (( إن اصغر عمل متحقق لهو أكبر قيمة من أجمل فكرة لم تستطع أن تتجاوز دائرة الإمكان فبقيت مجرد مشروع)) ولعلنا نوفق.

الجدل الهيجيلي :
يقول هيجل في الجدل : (( انه حياة التقدم العلمي ونفسه، إنه الدينامية التي تعطي وحدها رابطة وضرورة كامنتين في جسم العلم )). لقد انطلق هيجل في مذهبه من وحدة الفكر و الوجود، معتبرا أن الفكرة المطلقة التي تتطور بذاتها هي أساس العالم كله وجوهره. وميز بين الفكرة والتصور، على أساس أن الفكرة هي التحقق الكامل للتصور، فالفكرة هي الوحدة المطلقة للتصور والموضوعية، وهي الحق في ذاته و لذاته وهي الحياة وهي الخير في المعارف والأفعال، وهي المعرفة الكلية المطلقة التي يصل إليها فكر الفيلسوف، إنها الحق حين يعرف نفسه . ومن وجهة نظر الفكرة فإن التصور يبدوا مجرد لحظة، ومع ذلك فالتصور يظل دائما مبدأ الفكرة.
إن مذهب هيجل يتألف من ثلاث معان رئيسية : الفكرة - الطبيعة - الروح، وهذه المعاني الثلاثة ترجع إلى معنى واحد هو الفكرة فالفكرة هي المطلق وله ثلاث لحظات : الوضع these النفيantithese التأليف أو المركب synthese أي ما يعرف بالموضوع ونقيض الموضوع ومركب الموضوع ونقيضه، وقد عبر هيجل عن هذه الجدلية في نظرية السيد والعبد، فالسيد هو الوعي القائم لذاته، لكنه لم يعد مجرد تصور هذا الوعي بل وعيا قائما لذاته صارت علاقته بنفسه يتوسطها الآن وعي آخر، فالسيد متصل بهاتين اللحظتين : بالشيء كشيء ألا وهو موضوع الرغبة، ثم بالوعي الذي تلحق الشيئية ماهيته فالصراع الناشب بين السيد والعبد لا يلبث إلى أن يتحول إلى سلطة السيد على العبد وفي هذا الصراع الوجودي يطلب العبد الحياة لكنه يحيى في ظل سيده ويظل في خدمته، إلا أن العبد يبقى ملتصقاَ بالطبيعة أكثر من سيده ويتعلم كيف يسخرها ليتمكن من تلبية حاجة السيد التي لا تنتهي وفي لحظة فاصلة يعي السيد بأن لا حياة له بدون العبد. (( السيد متصل اتصالا غير مباشر بالعبد عن طريق الوجود المستقل، لان ذلك هو رباط العبد، الذي أخفق في تجريد نفسه منه في الكفاح وبه تبين تابعا لاستقلال له إلا في الشيئية فأما السيد فهو القوة المسيطرة على هذا الوجود لأنه قد أثبت في الكفاح أن هذا الوجود لا تزيد قيمته عنده عن كونه شيئاَ منفعياَ؛ ولما كان هو القوة المسيطرة على هذا الوجود وكان هذا الوجود هو القوة المسيطرة على الفرد الآخر فالسيد في هذا المقاس هو القوة التي يندرج تحتها الفرد الآخر، وبالمثل يتصل السيد اتصالا غير مباشر بالعبد باعتباره وعياَ بالذات بوجه عام يسلك بازاء الشيء مسلكا نافعا ويبطله لكن الشيء في الوقت نفسه شيء مستقل بالنسبة إليه فهو أعجز من أ، يتوصل إلى القضاء عليه وإعدامه ولا يملك سوى تغييره بفضل عمله)) .
بذلك ينقلب الميزان فيصبح السيد هو العبد والعبد هو السيد، فتظهر الجدلية بذلك على أنها صراع وتناقض، فالجل هو فن صياغة فإننا ننطلق من موضوع كمسلمة أولى يأتي هذا الموضوع ويعرض نفسه على أنه الأفضل الأسلم والأصح على أنه الطريق و النور والحياة وهنا يأتي نقيضه فينقض عليه فتنشأ حرب النقيض، فالنقيض هو الذي يعطي للجدلية القيمة و المعنى، النقيض هو الهجوم المضاد عندما يأخذ مجده هذا الصراع ينتصر احد الطرفين فتنشا وحدة تالف بين الموضوع ونقيض الموضوع و من هذا الصراع تخرج حالة جديدة تفرض نفسها فتصبح موضوع التصور و بذلك تكون الجدلية كالتاريخ فإنها بحركتها الترانسندنتالية أو اللولبية ترتفع إلى الأعلى بشكل متصاعد.
إن هيجل بذلك قد وضع حدا للفلسفات التقليدية فأصبح رائد المثالية، فهو يخضع وقائع التاريخ والدين وتاريخ الفلسفة والحضارة وتاريخ الفن وتاريخ المنطق لهذه الطريقة الديالكتيكية القائمة على السلب والتأليف فان الحياة التي تنقسم وتنفصل لا بد من أن تعود فتتحد وتندمج (( لقد خلقت حواء من ضلع آدم، أعني من جزء من أجزاء جسمه انفصل عنه و لكن اتحاد آدم و حواء هو الذي أظهر إلى الوجود طفلهما الأول فكان بمثابة البذرة الأولى لخلود النوع البشري. فمع هيجل أصبح الوجود هو الصيرورة لأن الصيرورة هي مزيج من الوجود و اللاوجود إن منهج هيجل هو بمثابة نسيج عقلي للواقع بنفسه إنه أعلى تعبير عن أعلى طموح للعقل في سعيه نحو الالتقاء بذاته في كل شيء.
إن الحياة عند هيجل تعني حياة الوعي الإنساني في وجه العالم وهو وعي ملتزم في التاريخ وهي حياة سماها هيجل بحياة العقل، إن هيجل بلغ من الخطر في تاريخ الفلسفة حداً جعله مصدراً لمعظم الاتجاهات الفلسفية في عصره ذلك لأنك لا تجد فلسفة من فلسفات القرن العشرين لا تبدأ من هيجل
إن هيجل بحق محترف في الفلسفة لأنه خلص إلى مذهب فلسفي يقوم على منطق كامل ينجز الحياة ويحقق المعرفة المطلقة فيحيك فلسفة تحقق طموحات الإنسان الكامنة في توقه إلى التعقل الكامل وفي قلق حياته الأخلاقي وفي توقه وميله إلى المطلق.

رومانوس
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 06:10 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06219 seconds with 13 queries