أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16/03/2005   #1
شب و شيخ الشباب شكو زولو
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ شكو زولو
شكو زولو is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
لبنان
مشاركات:
1,071

إرسال خطاب MSN إلى شكو زولو إرسال خطاب Yahoo إلى شكو زولو
افتراضي الحريّة البشريّة بين نداء الحبّ الإلهيّ وعنف الشرّ الشيطانـي


" فطلب الشياطينُ إلى يسوع أن يأذن لهم بالدخول في قطيع الخنازير فأذن لهم"




لا يمكن للإنسان أن يفهم ذاته بالحقّ إذا لم يفهم أولاً ما حوله ويفهم ماهية علاقته بهذا المحيط المجاور له. علاقتنا بالله يمكن فعلاً تعريفها ولو ببساطة الإيمان. إلا أن أكثر ما يشوبه الاختلاط والظلمة هو دور الشيطان في هذا المحيط. وما تأثير هذا الكائن، المحاط بهالة من الجهل والخوف، علينا؟ أنّه جزء من عالمنا الذي نصارع فيه من أجل وجودنا وتحسينه.

هذا الحدث الإنجيليّ يكشف وجه هذا الكائن الغريب. القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم في تفسيره لهذا النصّ يطرح السؤال العميق: إن المسيح طَرد مرّات عديدة شياطيناً وأبرأ مُعَذَّبين منها، ولكن لم يطلب منه الشياطين طلباً كما في هذا الحدث؛ أي أن يسمح لهم بالدخول في قطيع خنازير. لماذا سمح الربّ يسوع للشياطين أن يدخلوا في القطيع بعد أن يخرجوا من هذا الإنسان المعذّب؟ يجيب القدّيس فم الذهب: أن يسوع تقصّد ذلك ليوضّح لنا أمرَين هامَّين.

الأمر الأوّل هو الكشف عن مقدار شرّ الشيطان: فالشيطان كائن حرّ ولكن شرير جداً ولا يحبّ الخير أبداً، لهذا يدعى بالمطلق "الشرير". الشيطان يعادي الله والإنسان خليقتَه المحبوبة. بالطبع لا عداوة له مع الخليقة غير الحرّة والجامدة، أي مع الحيوانات غير الناطقة والخليقة المادية. كما يصفه بطرس الرسول كأسد يزأر يلتمس فريسةً ليختطفها من البشر. ومع ذلك فإنه، عندما يسمح له الله، بشرِّه يريد أن يمزق كلّ شيء حتّى الحيوان. وهذا ما حصل في هذا الحدث الإنجيليّ. الشيطان شرير لدرجة الهوس إذا تمسّك حتّى بمادة أو بحيوان أيضاً وكانت له الحريّة لأراد بعنف الشر كلّه أن يؤذيه. وهنا كما نرى قاد القطيع كلّه إلى الجرف وخنقه في البحيرة.



الأمر الثاني هو أن سماح يسوع هذا يكشف فوراً عن مقدار ضعف الشيطان إلى جانب شرّه. فبمقدار ما هو شرير بمقدار ما هو ضعيف، ولا يسمح له الله أن يؤذي الإنسانَ ابنَه المحبوب. لو كان للشيطان حريّة التصرّف مع البشر دون حماية إلهيّة لما كان قد ترك إنساناً سليماً. شرُّ الشيطان مخيف جداً. لكن الشيطان ذاته غير مخيف لأن الله لا يسمح له أن يتسلّط على الإنسان.



مقدار شرّ الشيطان، كما يبدو في هذا النصّ، يؤكد لنا تعليم الكنيسة ألا يتعاطى الإنسان مع أي شكل من أشكال التعامل مع الشيطان. واليوم هناك طرق تعامل مع الشيطان يتعاطاها المسيحيّون أو سواهم إما عن جهل أو عن استهتار. والذي يتعامل مع الشيطان يجدر به الانتباه وليس الاستهتار، لأننا نعرف أن الشيطان شرير دائماً. وهذه الممارسات غامضة، لأن الشيطان لا يعمل إلا في الظلمة، لأنّه فيها يستطيع أن يفترس ضحايا المتعاملين معه. ومنها ألوان السحر والعرافة والحجب والكتب وتحضير الأرواح وسواها...

السؤال الساذج لدى البعض، أنّه ما ضرر هذه الممارسات عندما تكشف لنا حقائق أحياناً مفيدة لنا أو تقدّم تعزيات ما (كاذبة). على هذا السؤال يجيب بولس عندما دخل مع برنابا يبشر في إحدى المدن ولاقتهم عند باب المدينة عرّافة (ساحرة) تنادي بأهل المدينة أن يقبلوا بولس وبرنابا لأنهما رجال الله، فهذه الساحرة، أي الشيطان بواسطتها، تبدو للوهلة الأولى أنّها تساعد في البشارة! لكن بولس انتهرها وأمرها أن تصمت. الشيطان شرير ولو بدا ظاهرياً بما يبدو لنا خيّراً. مع الشيطان دائماً نتعاطى كما مع عدوٍّ يكرهنا، كيفما كانت البداية، وإن حملتْ بعض المعطيات الخيّرة. غاية الشيطان شريرة دائماً ولو أراد تحقيقها بفخّ وحبائل مظاهرها الأولى صالحة.

أما الحقيقة أن الشيطان ضعيف وليس حراً بأذية الإنسان، فإنها تضعنا أمام مسؤوليّتنا الحقيقيّة تجاه الشرور في الدنيا. ليس للشيطان أن يجبرنا على اقتراف الشرور ولكن له أن يوحي لنا بذلك. الشيطان لا يملك قدرة أكثر من الاقتراح ويبقى لنا حريّة الاختيار.



الله يعرض علينا إرادته الإلهيّة التي هي أن نعود إليه ونحيا وأنّه يريد حياة الإنسان وليس موته، يعرضها علينا بالنداء والتوجه إلى حريتنا الشخصيّة دون فرض ودون إرغام. يسوع، بحبّه اللانهائي وتقدّماته، يريد أن يملك حبّنا، وينادي كرامتنا البشريّة ويبقى هو بالانتظار على الباب يقرع مترقّباً قرارنا الحرّ.

الشيطان على العكس، يريد هلاكنا ويستغل فينا ضعفنا. يستغل ضعف الجسد وتعدد الشهوات، يستغل الجهل والخوف وحبّ المصلحة وكلّ نقاط ضعفنا، وفي هذه الجراح يضع مشورته السامّة. أسلوب الشيطان هو العنف عكس أسلوب الله السلامي المحب. الشيطان يضغط علينا في مواضع ضعفنا ويمارس العنف في مواقع الجروح البشريّة، ومن هناك يرمينا في تنفيذ مقاصده الشريرة.

إن هذا الحدث الإنجيليّ وسماح الربّ يسوع للشياطين بالدخول في قطيع الخنازير وما لحقه من نتائج يكشف لنا شرّ الشيطان وعنفه من جهة، كما يكشف أيضاً حماية الله للإنسان وسلامه وضعف الشيطان من جهة ثانية.

الإنسان أمام كلّ موقف وفي كلّ لحظة يمكنه أن يخضع لعنف الشيطان الذي يستغل ضعفاتنا ليرمي فيها مشوراته، أو أن يلتصق بالربّ إلهه وينادي كما نادى إنسان هذا النصّ المعذّب: "يا ربي يا يسوع ابن داؤود ارحمني". عند كلّ تجربة وتحت وطأة كلّ ضعف من ضعفاتنا يمكننا إما أن نرمي عليها بذار المشورة الشيطانيّة وعنفها أو أن نمدّها للرحمة الإلهيّة وبلْسَمها.



لهذا تعلمنا الكنيسة أن نردد بحريّة ومحبّة وشوق دائماً، ليس وقت الصلوات فقط، تلك الصلاة الرائعة التي تحمل اسم يسوع "أيها الربّ يسوع المسيح ارحمني" كما صرخها هذا المعذّب، لنكون نحن دائماً، كما صار هو، جالسين عند قدمي يسوع بفرح الحبّ الإلهيّ معافين نسمع كلامه.

آميـن
  رد مع اقتباس
قديم 18/03/2005   #2
شب و شيخ الشباب Abo rafik
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ Abo rafik
Abo rafik is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
uae-abo dhabi
مشاركات:
483

افتراضي يارب...


ياربي يسوع المسيح يابن الله الوحيد...ارحمني انا عبدك الخاطىء....

نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:54 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.03923 seconds with 13 queries