أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 29/12/2005   #37
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


ومن آثار ملكه أيضا أن كل ما يستجد في الكون، وهو الغيب بالنسبة لنا يستجد بإرادته وبعلمه .. وفي ذلك يقول سبحانه:
{قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة} (سورة الزمر ـ 46)
ويقول سبحانه وتعالى:
{ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} (سورة الجمعة ـ
ولم يقف علمه عند هذه الدرجة فحسب، بل أنه يعلم ما يجول بخواطر البشر، وما تنطوي عليه صدورهم، وفي ذلك يقول جل وعلا:
{ويعلم ما تخفون وما تعلنون} (سورة النمل ـ 25)
ويقول سبحانه:
{وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون "69"} (سورة غافر ـ 16)
ومن هذه الآثار أيضا أن مآل كل شيء إليه .. فكما كانت البداية منه فإن النهاية تكون لديه .. كما قال عز وجل:
{له ملك السماوات والأرض وإلي الله ترجع الأمور "5"} (سورة الحديد)
وأنه مالك يوم الدين .. كما قال سبحانه وتعالى:
{الحمد لله رب العالمين "2" الرحمن الرحيم "3" مالك يوم الدين "4"} (سورة الفاتحة)
وكما قال عز وجل:
{لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} (سورة غافر ـ 16)
وأنه سبحانه وتعالى منفرد بالملك، بلا شريك ينازعه في ملكه وربوبيته وألوهيته في الدنيا والآخرة .. كما قال جل وعلا:
{وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك} (سورة الإسراء ـ 111)
وإذا كان الحق تبارك وتعالى هو الملك في الدنيا والآخرة، فهو ـ إذن ـ وحده وبلا شريك الذي يملك النفع والضر، وفي ذلك يقول عز وجل:
{قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً} (سورة المائدة ـ 76)
ويقول سبحانه:
{قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار} (سورة يونس ـ 31)
ويقول المولى تبارك وتعالى:
{ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً} (سورة النحل ـ 73)
ويقول الحق سبحانه:
{قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً} (سورة الفتح ـ 11)
ويقول ربنا تبارك وتعالى:
{فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً} (سورة الإسراء ـ 56)
ويقول وقوله الحق:
{ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً} (سورة الفرقان ـ 3)
وإذا فهمنا ذلك فإنه ينبغي علينا أن ننصرف إليه وحده بالدعاء في كل صغيرة وكبيرة، لأن الدعاء لغيره دعاء لمن لا يملك شرا ولا نفعا .. بل إن جميع السبل التي يلجأ إليها الإنسان لتحقيق أغراضه ومصالحه كالرشوة والوساطة وغيرها كلها أسباب بيد الله. وينبغي أن نفهم جيدا أن الأسباب لا تحقق ما لا يريد الله تحقيقه، وإذا صادف أن تحققت مصلحة بأحد هذه السبل، فإنها تكون قد تحققت لأن إرادة الله قد شاءت لها أن تتحقق فالإرادة الإلهية تحرك الأسباب، بينما لا تملك الأسباب أن تؤثر في الإرادة أو تحقق ما يخالفها. والحق تبارك وتعالى يحثنا على أن نتوجه إليه سبحانه بالدعاء ودون أن نشرك معه غيره مع الثقة أن كل شيء منه .. فيقول جل شأنه:
{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير "26"} (سورة آل عمران)
ولقد أدرك نبي الله سليمان عليه السلام هذه الحقيقة .. فدعا الله وحده أن يهبه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده .. فاستجاب الحق تبارك وتعالى لدعوته وسخر له كل عناصر الكون .. وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
{قل رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب "35" فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب "36" والشياطين كل بناءٍ وغواصٍ "37" وآخرين مقرنين في الأصفاد "38" هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك بغير حسابٍ "39" وإن له عندنا لزلفى وحسن مآبٍ "40"} (سورة ص)
إنه سبحانه وتعالى الملك .. الآمر الناهي في ملكه .. المعز المذل .. الذي يقلب شئون عباده ويصرفها كيف يشاء .. والإقرار له جل وعلا بالملك في الدنيا والآخرة والانفراد بهذا الملك فرض على المسلم. وقد التزم المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الفرض .. فكأن عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يقول دوما صباحا ومساء: "أمسينا وأمسى الملك لله. وفي الصباح يقول أصبحنا وأصبح الملك لله".
وكان يقول: "الحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر". والملك من الناس هو الذي يستغنى عن كل شيء سوى الله، وتلك رتبة الأنبياء عليهم السلام، وقد قال أحد المريدين لشيخه: أوصني .. فقال له: كن ملكا في الدنيا وملكا في الآخرة.
فقال: وكيف؟
قال الشيخ: اقطع طمعك وشهوتك عن الدنيا تكن ملكا في الدنيا والآخرة، فإن الملك في الحرية والاستغناء.

تحياتي

http://www.anssar.com/nadera1_files/fer%20on.jpg
 
قديم 29/12/2005   #38
شب و شيخ الشباب soryaya
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ soryaya
soryaya is offline
 
نورنا ب:
Dec 2005
مشاركات:
394

افتراضي


الاخ عبد الرحمن
بالنسبة الى موضوع كلمة (الله) فدعني اشارك بالرأي
ان كلمة الله ليس معناه معبود فهي كلمة من اصل سومري ثم انحدرت الى اللغات السامية
وكلمة الله هي بالاصل آ+له ومعناه الاله الاعظم باللغات السامية القديمة ووصلت الى العربية بشكلها الحالي
 
قديم 29/12/2005   #39
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : soryaya
الاخ عبد الرحمن
بالنسبة الى موضوع كلمة (الله) فدعني اشارك بالرأي
ان كلمة الله ليس معناه معبود فهي كلمة من اصل سومري ثم انحدرت الى اللغات السامية
وكلمة الله هي بالاصل آ+له ومعناه الاله الاعظم باللغات السامية القديمة ووصلت الى العربية بشكلها الحالي
اشكرك على مرورك واقول لك :

ومن أكذب الادعاءات أن يقال: إن لفظ الجلالة " الله " عبرى أو سريانى وإن القرآن أخذه عن هاتين اللغتين. إذ ليس لهذا اللفظ الجليل " الله " وجود فى غير العربية:
فالعبرية مثلاً تطلق على " الله " عدة إطلاقات ، مثل ايل ، الوهيم ، وأدوناى ، ويهوا أو يهوفا. فأين هذه الألفاظ من كلمة " الله " فى اللغة العربية وفى اللغةاليونانية التى ترجمت منها الأناجيل إلى اللغة العربية حيث نجد الله فيها " الوى " وقد وردت فى بعض الأناجيل يذكرها عيسى عليه السلام مستغيثاً بربه هكذا " الوى الوى " وترجمتها إلهى إلهى.
إن نفى عروبة القرآن بناء على هذه الشبهة الواهية أشبه ما يكون بمشهد خرافى فى أدب اللامعقول


مع تحيات خرافات مسيحية
 
قديم 29/12/2005   #40
صبيّة و ست الصبايا السورية المشتاقة
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ السورية المشتاقة
السورية المشتاقة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
عصافير الحرية تكون خارج الوطن
مشاركات:
1,754

افتراضي


مرحبا يا احلى اعضاء في قصة مؤثرة حبيت حطلكن ياها انشاء الله تعجبكن

أمريكي يموت أمام الكعبة وهو ساجد..

لم يكن يخطر بباله قبل أنْ يأتي إلى المملكة العربية السعودية أن يفكِّر في دين الإسلام، أو يشغل ذهنه بالمسلمين

وبما هم عليه من هُدَى الإسلام، فهو موظف كبير في شركة كبيرة، مكانته في عمله مرموقة، وحياتُه حافلةٌ بالعمل

الجاد الذي مكًّنه من الحصول على عددٍ من الشهادات والأوسمة من كبار المسؤولين

في شركته وفي دولته «العظمى» أمريكا، يقول عن نفسه: «قبل أن آتي إلى الرياض مسؤولاً كبيراً في الشركة

الأمريكية لم أكن أشغل بالي بالدين، ونصوصه وتعاليمه، حياتي كلُّها مادةٌ وعمل وظيفي ناجح، وإجازاتٌ أروِّح عن

نفسي فيها بما أشاء من وسائل الترويح المباحة وغير المباحة، شأني في ذلك

شأن ملايين البشر في هذا العالم الذين يعيشون حياتهم بهذه الصورة المملَّة من

الحرية المزعومة.

ومرَّت بي شهور في عملي الجديد في مدينة الرياض وأنا مستغرق في تفاصيل

وظيفتي المهمة في مجال عملي، كان همِّي الأكبر أن أنجح في هذا العمل حتى

أزداد رقيَّاً في الشركة التي أعمل فيها، ومكانةً مرموقة بين الناجحين في بلدي

الكبير الذي يجوب العالم طولاً وعرضاً مسيطراً متدخلاً بقوته العسكرية في شؤون الناس.

وذات يومٍ كنتُ جالساً في مكانٍ، في لحظة استرخاء، ولفت نظري لأول مرَّة

منظر عددٍ غير قليل من المسلمين سعوديين وغير سعوديين يتجهون إلى مسجد

كبير كان قريباً من ذلك المكان، وكنت قد سمعت الأذان أوَّل ما جلستُ،

وشعرتُ حينما سمعتُه بشعور لم أعهده من قبل - هبَّت من خلاله نسائم لا

أستطيع أن أصفها، وانقدح في ذهني سؤال: لماذا يصنع هؤلاء الناس ما أرى،

ومن الذي يدفعهم بهذه الصورة إلى المسجد، وكأنهم يتسابقون إلى مكان يدفع

لهم نقوداً وهدايا ثمينة تستحق هذا الاهتمام؟؟


كان السؤال عميق الأثر في نفسي، جعلني اهتمُّ بمتابعة ما يجري بصورة أعمق

وسمعت حركة صوت مكبِّر الصوت، ثم الإقامة، وبدأت أفكَّر بصورة جدَّية،

وحينما سمعت الإمام يقول «السلام عليكم»، وجهت نظري إلى بوَّابة المسجد

الكبيرة فإذا بحشود المصلِّين يخرجون يتدافعون، ويصافح بعضهم بعضاً

بصورة كان لها أثرها الكبير في نفسي، ووجدتني أردِّد بصوت مرتفع «يا له

من نظام رائع»، وكانت تلك بداية دخولي إلى عالم الإسلام الجميل، وفهمت

بعد ذلك كلَّ شيء، ووجدت جواباً شافياً عن سؤال سألته ذاتَ يومٍ وأنا غاضب

حيث كنت في سوق كبير من أسواق الرياض وكنت أريد شراء شيء على

عجلةٍ من أمري ففوجئت بالمحلات التجارية تغلق أبوابها، وحاولت أن أقنع

صاحب المحل التجاري الذي كنت أريد شراء حاجتي منه أن ينتظر قليلاً فأبى

وقال: بعد الصلاة إن شاء الله، لقد غضبت في حينها، ورأيت أن هذا العمل

غير لائق، وبعد أن أسلمت أدركتُ مدى الدافع النفسي الدَّاخلي القوي الذي

يمكن أن يجعل ذلك التاجر بهذه الصورة.


أمريكي لم يعرف الاسلام من قبل أشرق قلبه بنور الإيمان، وعرف حلاوة الإسلام، وبدأ يتحدَّث

إلى أصدقائه بالمشاعر الفيَّآضة التي تملأ جنبات نفسه، والسعادة التي لم يشعر

بها أبداً من قبل، وبعد مرور شهرين على إسلامه أبدى رغبته في زيارة البيت

الحرام للعمرة والصلاة أمام الكعبة مباشرة، وانطلق ومعه صديقان من رفقاء

عمله من السعوديين، وهناك في رحاب البلد الأمين، وفي ساحات المسجد

الحرام وأمام الكعبة المشرَّفة حلَّق بروحه في الافاق الروحية النقيَّة الطاهرة،

وقد رأى منه مرافقاه عجائب من خشوعه ودعائه وبكائه، وقال لهما: كم في

هذا العالم من المحرومين من هذا الجو الروحي العظيم.

أتمَّ عمرته قبل صلاة العشاء، وكان حريصاً على الصلاة في الصف الأوَّل

المباشر للكعبة، وحقَّق له مرافقاه ذلك، وبدأت الصلاة، وكان الأمريكي المسلم

في حالةٍ من الخشوع العجيب، يقول أحد مرافقيه: وحينما قمنا من التشهُّد الأوَّل

لم يقم، وظننته قد استغرق في حالته الروحية فنسي القيام، ومددت يدي إلى

رأسه منبها له، ولكنه لم يستجب، وحينما ركعنا رأيته يميل ناحية اليمين، ولم

يسلَّم الإمام من صلاته حتى تبيَّن لنا أن الرجل قد فارق الحياة، نعم، فارق

الحياة، أصبح جسداً بلا روح، لقد صعدت تلك الروح التي رأينا تعلُّقها الصادق

بالله في تلك الرحاب الطاهرة، صعدت إلى خالقها يقول المرافق: لقد شعرت

بفضل الله العظيم على ذلك الرجل رحمه الله ، وشعرت بالمعنى العميق لحسن

الخاتمة، وتمثَّل أمام عيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن الرجل

الذي يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه

الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، لقد عرفت هذا الرجل الأمريكي كافراً

قبل أن يسلم، ورأيت كيف تغيَّرت ملامح وجهه بعد أن أسلم، ورأيت خشوعه

لله في صلاته، ورأيته طائفاً ساعياً، ورأيته مصلَّياً ورأيته ميتاً في ساحة الحرم

المكي الشريف، وودَّعته مشيعاً حيث تم دفنه في مكة المكرمة بعد استئذان أهله

في أمريكا.

يقول مرافقه: حينما علم زملاؤه الأمريكان وهم غير مسلمين بما حصل له

قال أحدهم: إنني أغبطه على هذه الميتة، قلت له: لماذا؟

قال: لأنه مات في أهم بقعة، وأعظم مكان في ميزان الدين الإسلامي الذي آمن

به واعتنقه .

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

i am your angel
 
قديم 30/12/2005   #41
صبيّة و ست الصبايا whiterose
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ whiterose
whiterose is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
4,570

افتراضي


شكراً لكل الأعضاء
وشكر خاص للأخ عبد الرحمن
وسؤال عن الجنسية والمستوى التعليمي أذا أحببت الأجابة؟
وشكراً سوريتي وشكراً لقلب المثنى

لا تـــحــــزن لأن الحزن يزعجك من الماضي
ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تحزن لان الحزن يقبض له القلب
ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح
ويتلاشى معه الأمل لان الحزن يسرُّ العدو
ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد
ويغيِّر عليك الحقائق
سعود الشريم
 
قديم 30/12/2005   #42
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : whiterose_na82
شكراً لكل الأعضاء
وشكر خاص للأخ عبد الرحمن
وسؤال عن الجنسية والمستوى التعليمي أذا أحببت الأجابة؟

بارك الله فيك

انا فلسطيني وحاصل على بكالوريوس محاسبة.

تحياتي
 
قديم 30/12/2005   #43
صبيّة و ست الصبايا آية اللطف
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ آية اللطف
آية اللطف is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
سوريا
مشاركات:
242

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير إخوتي على هذه المواضيع الهامة
وأرجو أن تسمحوا لي بالمشاركة

بشارات المتقين

* بشَّر الله عز وجل عباده المتقين في كاتبه ببشاراتٍ عديدة وجعل للتقوى ثمرات وفوائد جليلة فمن ذلك :

- الأولى : البُشرى بالكرامات : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى } سورة يونس : 63-64.

- الثانية : البُشرى بالعون والنصرة : { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } سورة النحل: 128.


- الثالثة : البُشرى بالعلم والحكمة : { يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } سورة الأنفال : 29.

- الرابعة : البُشرى بكفّارة الذنوب وتعظيم المتقي بتعظيم أجره : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } سورة الطلاق : 5 .


- الخامسة : التوفيق للعلم : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ } سورة البقرة : 282 .

- السادسة : البُشرى بالمغفرة : { وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } سورة النساء : 129 .

- السابعة : اليُسر والسهولة في الأمر : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } سورة الطلاق :4 .

- الثامنة : الخروج من الغمّ والمحنة : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا } سورة الطلاق:2.

- التاسعة : رزقٌ واسع بأمن وفراغ : { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق : 3.

- العاشرة : النجاة من العذاب والعقوبة : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا } سورة مريم : 72 .

- الحادي عشرة : الفوز بالمراد : { وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ } سورة الزمر : 61.

- الثانية عشرة : التوفيق والعصمة : { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } إلى قوله تعالى : { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } سورة البقرة .

- الثالثة عشرة : الشهادة لهم بصدق : { أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } سورة البقرة : 177.

- الرابعة عشرة : بشارة الكرامة والإكرامية : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } سورة الحجرات : 13.

- الخامسة عشر : بُشارة المحبة : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} سورة التوبة : 4 .

- السادسة عشرة : الفلاح : { وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة البقرة : 189 .

- السابعة عشرة : نيل الوِصال والقُربة : { وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } سورة الحج : 37.

- الثامنة عشر : نيلُ الجزاء بالمِحنة : { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} سورة يوسف : 90 .

- التاسعة عشرة : قبول الصدقة : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } سورة المائدة : 27.

- العشرون : الصفاء والصفوة : { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } سورة الحج : 32 .

- الحادية والعشرون : كمال العبودية : { اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } سورة آل عمران : 102.

- الثانية و العشرون : الجنات والعيون : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } سورة الذاريات : 15.

- الثالثة والعشرون : الأمن من البليَّة : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } سورة الدخان : 51 .

- الرابعة والعشرون : عز الفوقية على الخلق : { وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [ سورة البقرة : 212] .

- الخامسة والعشرون : الله يتولى المتقين : { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } سورة الجاثية : 19.

وأسأل الله عز وجل أن نكون من المتقين والفائزين بإحدى هذه البشارات لان سلعه الله غالية فاتقوا الله عباد الله.

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
 
قديم 30/12/2005   #44
صبيّة و ست الصبايا آية اللطف
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ آية اللطف
آية اللطف is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
سوريا
مشاركات:
242

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

إذا أردت أن تكون مستجاب الدعوة
24 وسيلة لتكون مستجاب الدعوة

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن

1- أخلص لله في دعائك ولا تدعو إلا الله سبحانه، فإن الدعاء عبادة من العبادات، بل هو من أشرف الطاعات وأفضلِ القربات، ولا يقبل الله من ذلك إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، قال الله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَـاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً) الجن:18 ، وقال تعالى: (فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَـٰفِرُونَ) غافر: 14 ، و عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه أحمد (1/293، 307)، والترمذي (2511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7957)

2- إصبر ولا تستعجل الإجابة :فإن نفذ صبرك فأنت الخاسر .. أسأت الادب مع الله ، فصرت احد رجلين : إما منان وإما بخيل ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي)) رواه البخاري في الدعوات (6340)، ومسلم في الذكر والدعاء (2735). وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل)). قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء)) رواه مسلم في الذكر والدعاء (2735).
وقال ابن القيم: "ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله" الجواب الكافي (ص 10).

3- تب الى الله من كل المعاصي وأعلن الرجوع الى الله تعالى ، فإن اكثر اولئك الذي يشكون من عدم اجابة الدعاء آفتهم المعاصي فهي خلف من كل مصيبة .
قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والسبيح ،قال بعض السلف : لا تستبطئ الاجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي

اخي : ان مثل العاصي في دعائه كمثل رجل حارب ملكا من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنا طويلا ، وجاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفة . فما ظنك أخي بهذا الرجل ؟ اتراه يُدرك مطلوبه ؟ كلا فانه لن يدرك مطلوبه الا اذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك .

4- إحرص على اللقمة الحلال : فلا تدخل بطنك حراما …. فإنه إذا اتصف العبد بذلك لمس اثر الاجابة في دعائة ووجد اثارا طيبة لذلك … قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((أيها الناس إن الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم )) المؤمنون : 51 وقال : ( يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) البقرة : 172 .
ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث اغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ! ومشربه حرام ! وملبسه حرام ! وغذي بالحرام ! فأنى يستجاب لذلك ؟ ! )) رواه مسلم والترمذي
فهذا سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) اشتهر بإجابة الدعاء … فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه واخترق الحجب فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب ! .
يقول : ما رفعت الى فمي لقمة إلا وأنا عالم من اين مجيئها ؟ ! ومن أين خرجت . ذاك هو سر استجابة الدعاء ..اللقمة الحلال

5- أحسن الظن بالله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)) أخرجه الترمذي (3479 )وحسنه الألباني في صحيح الجامع (245 ، وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني)) رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675) ، فلا يمنعنك أخي من الدعاء ما تعلم من نفسك فقد أجاب الله دعاء شر الخلق ابليس وهو شر منك .

6- إحضر قلبك مع الدعاء ، وتدبر معاني ما تقول، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما تقدم: ((واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)).

7- لا تعتدي في الدعاء، والاعتداء هو كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، قال الله تعالى: { ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } الأعراف:55، فمن ذلك:
أن تسأل الله تعالى ما لا يليق بك من منازل الأنبياء،أو نتنطع في السؤال بذكر تفاصيل يغني عنها العموم،أو تسأل ما لا يجوز لك سؤاله من الإعانة على المحرمات،أو تسأل ما لا يفعله الله، مثل أن تسأله تخليدك إلى يوم القيامة، أو ترفع صوتك بالدعاء الى غير ذلك .

8- مر بالمعروف وانهى عن المنكر، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجاب لكم)) - رواه الترمذي في الفتن (2169) وحسنه، وأحمد (5/28،

9- اذا دعوت الله تعالى فلتبدأ أولا : بحمده والثناء عليه تبارك وتعالى ثم بعدها : بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم ابدأ بعد ذلك في دعائك ومسألتك .

10- استقبل القبلة، واختر أحسن الألفاظ وأنبلها وأجمعها للمعاني وأبينها، ولا أحسن مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة، لأنها أكثر بركة، ولأنها جامعة للخير كله.

11- أدع الله دعاء الراغب الراهب المستكين .. الخاضع .. المتذلل الفقير الى ما عند ربه تبارك وتعالى . أدع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق .

أخي :أدع دعاء عبد فقير إلى ما عند ربه تعالى … محتاجا الى فضلة واحسانه … مقرا بذنوبه … خاضعا خضوع المقصرين … يرى انه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، قال ابن القيم رحمه الله: ": إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه" ،وقال ابن عطاء " تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه ، تحقق بذلك يمدك بعزه ، تحقق بعجزك يمدك بقدرته ، تحقق بضعفك يمدك بقوته ".
أخي . إذا انكسر العبد بين يديه وبكى وتذلل وأشهد الله فقره إلى ربه في كل ذراته الظاهرة والباطنة عندها فليبشر بنفحات ونفحات من فضل الله ورحمته وجوده وكرمه.

12- ترصد لدعائك الأوقات الشريفة وتخيّر وقت الطلب : كعشية عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، وخاصة العشر الأواخر منه، وبالأخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الأذان والإقامة ،وعند سماع صوت الديك ،وعند التحام الصفوف في القتال ، وعند نزول الغيث .

13- إغتنم الحالات الفاضلة: كالسجود، ودبر الصلوات، والصيام، وعند اللقاء، وعند نزول الغيث.

14- إستغلَّ حالات الضرورة والانكسار، وساعات الضيق والشدة: كالسفر، والمرض، وكونك مظلوما.

15- إرفع يديك وابسط كفيك، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: ((دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه)) أخرجه البخاري في المغازي (4323)، ومسلم في فضائل الصحابة (249، وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)) صححه الألباني في صحيح الجامع (1757).

16- قدِم بين يدي دعائك عملا صالحا كصلاة او صيام او صدقة … الا ترى اخي ان الدعاء بعد الصلوات ارجي للاجابة . لانه وقع بعد عمل صالح ، فالدعء يرفعه العمل الصالح ، فجرب اخي أن تدعو عقب دمعة من خشية الله ، أو حاجة مسلم قضيتها ، أو صدقة في ظلام الليل بذلتها ، أو جرعة غيظ تحمّلتها ما انفذتها وسرى سرعة الإجابة .

17- إخفض صوتك في دعائك …. فان الداعي مناج لربه تبارك وتعالى ، والله تعالى يعلم السر واخفي .

18- أدع الله بأسمائه الحسنى لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ، وهي تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وافضاله ، (لله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف : 180.

19- توسل الى الله بأعمالك الصالحة التي وفقك الله إليها .. فالعمل الصالح نعم الشفيع لصاحبة في الدنيا والآخرة اذا كان صاحبة مخلصا فيه .

20- كن عبداً ملحاحاً علي ربك سبحانه بتكرير ذكر ربوبيته، وهو أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، فإن الإلحاح يدل على صدق الرغبة، والله تعالى يحب الملحين في الدعاء، وأعلم أن من يكثر قرع الباب يوشك أن يقتح له .

21- إجزم في دعائك وأعزم في المسألة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)) رواه البخاري في الدعوات: (6339)، ومسلم في الذكر والدعاء: باب العزم بالدعاء (2679) واللفظ له

22- إبدأ بنفسك، ثم ادعو لإخوانك المسلمين، و خُص الوالدين، وأهل الفضل من العلماء والصالحين، ومن في صلاحه صلاح المسلمين.

23- اشهد مجالس الذكر : فالله يستجيب دعاء من يشهدون مجالس الذكر ويغفر لهم ببركة جلوسهم فيقول : "أشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت لهم " ، فيقول ملك من الملائكة :فيهم فلان ليس منهم وانما جاء لحاجة ، فيقول "فيقول :هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " رواه الشيخان واحمد عن ابي هريرة
أخي ارتد ثياب الصالحين تحسب منهم ،وزاحم بمنكبيك مجالسهم،ترحم بسببهم .

24- كن من هؤلاء : فالله يستجيب للمضطر إذا دعاه ،وللمظلوم ولو كان فاجراً أو كافراً،ولمن يدعولأخيه بظهر الغيب وللوالدين على ولدهما وللإمام العادل وللمسافر حتى يرجع وللمريض حتى يبرأ ،وللصائم حتى يفطر ،فإذا استطعت أن تكون واحداً من هؤلاء فافعل .

أخيراً : أخي لا تظن أن دعواتك تخيب فإن لم ترى جواباً..
فربما لم يجبك ،لانه قد دفع عنك من البلاء مالا تعرف .
وربما لم يجبك لعلمه أن كف حسناتك لت ترجح يوم القيامة إلا بتأخير هذه الدعوات الى يوم القيامة .
وربما لم يجبك لعلمه أن ما طلبت شر لك ،فالمال الذي طلبت ربما أطغاك وأفسدك ، وإن كان ولداً ربما كبر فعقك وأجهدك ،وإن كان عملاً ربما فتح لك بابا من الحرام فكم من محبوب في مكروه وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون
وربما لم يجبك لأنك أدخلت الحرام في رزقك ، أو أسكنت شهوة في قلبك.
وربما ما أجابك لانه يريد أن يسمع الحاحك وانينك في الاسحار وفي جوف الليل ،
والله تعالى أعلى وأعلم



منقوووووووول

 
قديم 30/12/2005   #45
شب و شيخ الشباب soryaya
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ soryaya
soryaya is offline
 
نورنا ب:
Dec 2005
مشاركات:
394

افتراضي


اقتباس:
ومن أكذب الادعاءات أن يقال: إن لفظ الجلالة " الله " عبرى أو سريانى
الصديق رقم ستة
الحقيقة ان لفظ الله كما بينته سومري ثم انحدر الى الساميين وقد استعمله السريان ومازالوا الى اليوم يستعملوه وانتهى به المطاف في العربية (الله) فلا تدعي بما لست تعرفه

تحياتي واتمنى الزيادة لرقمك لتصبح سبعة
 
قديم 30/12/2005   #46
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


الاخت الفاضلة آية اللطف

جزاك الله كل خير على مداخلاتك الرائعة ، فكل كلمة في موضوعاتك المطروحة اجد فيها حلاوة الايمان اكثر واكثر.

من اسماء الله الحسنى : القدوس

القدوس


تقدس في اللغة يعني تطهر .. ومنها (التقديس) أي التطهير .. والقدس بسكون الدال وضمها تعني الطهر ومنها سميت الجنة حظيرة القدس .. وسمى جبريل روح القدس. والقداسة تعني الطهر والبركة .. وقدس الرجل لله أي طهر نفسه بعبادته وطاعته، وعظمه وكبره ومنها قوله تعالى:
{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون "30"} (سورة البقرة)
و(القدوس) بالضم والشد اسم من أسماء الله الحسنى وهو يعني المطهر. ولكن نبادر فنقول: إن مفهوم الطهارة الإلهية يختلف عن مفهوم الطهارة البشرية .. الطهارة البشرية لها أكثر من معنى .. منها الطهارة من الدنس .. ومن كل ما يكون سببا للإصابة بالآفات والأمراض كما في قوله تعالى:
{وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به} (سورة الأنفال ـ 11)
وقوله سبحانه وتعالى:
{وثيابك فطهر "4" والرجز فاهجر "5" } (سورة المدثر)
وقوله جل وعلا:
{فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} (سورة البقرة ـ 222)
ومنها أيضا الطهارة من الآفات القلبية والنفسية كالحقد والحسد والبغض والبخل .. كما في قوله تعالى:
{خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} (سورة التوبة ـ 102)
وكما في قوله:
{أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم} (سورة المائدة ـ 41)
ومنها أيضا التخلص من كل عبادة غير عبادة الحق جل وعلا .. والتخلص من معصيته. كما في قوله تعالى على لسان قوم لوط:
{أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} (سورة النمل ـ 56)
أي يتطهرون من المعاصي. وقوله تعالى:
{إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} (سورة آل عمران ـ 55)
ومن الطهارة البشرية أيضا .. الطهارة من الجنابة .. كما في قوله تعالى:
{وإن كنتم جنباً فاطهروا} (سورة المائدة ـ 6)
هذا عن الطهارة البشرية .. فماذا عن مفهوم القداسة الإلهية؟ هل يمكن أن تكون بمعنى الطهارة من الدنس أو الجنابة أو المعصية أو غير ذلك من الوجوه المبطلة للطهارة البشرية؟ بالقطع لا يمكن أن تكون القداسة أو الطهارة الإلهية بهذا المعنى، بل أنها تختلف اختلافا مطلقا عن الطهارة البشرية. ولكي نفهم هذا الاختلاف ينبغي أن ندرك أن النجاسة ـ خاصة المادية ـ كالبول والبراز وخلافه مرتبطة بالبنية المادية للإنسان، فلولا الجسد لما كان هناك بول أو براز أو عرق أو دم الحيض.
ونظرا لأن الإنسان يتكون من روح وجسد فإنه لم يخل من كافة وجوه الدنس المرتبطة بتركيبه المادي. أما الحق جل وعلا فهو مبرأ من المادة .. أي أن المادة لا تدخل في تركيبه، وكيف تدخل المادة في تركيبه وهي مخلوق من مخلوقاته عز وجل .. ولقد كان الحق تبارك وتعالى ولم يكن معه شيء على الإطلاق .. كان الله ولم تكن هناك مادة. وكونه سبحانه وتعالى مبرأ من المادة يجعله مبرأ تبعا لذلك من جميع وجوه النجاسة والدنس التي تصيب البشر بسبب بنيتهم المادية. وإذا انتقلنا إلي النجاسة أو الدنس المعنوي كالكفر والشرك والمعصية نجد أنها منتفية في حق الله عز وجل لأنه غير خاضع لتكليف حتى يوصف بهذه الأوصاف.
وبالنسبة للآفات القلبية فهي أيضا منتفية في حقه تعالى، لأنه واحد أحد فرد صمد وليس له شبيه أو مثيل حتى ينظر إليه نظرة الحاسد أو الحاقد. فإذا كانت الطهارة الإلهية تختلف هذا الاختلاف الجذري عن مفهوم الطهارة البشرية .. فماذا تعني القداسة أو الطهارة الإلهية إذن؟ نجيب على هذا السؤال فنقول: أن القداسة الإلهية تعني أن الحق جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كماله المطلق. ولكن ما هي العيوب أو النقائص التي تتعارض مع الكمال الإلهي؟ قلنا من قبل: إن الكمال المطلق للحق تبارك وتعالى يقتضي كمال صفاته العلية، وهذا يعني أن جميع صفات الله عز وجل مطلقة وليست نسبية.
خذ على سبيل المثال صفة القدرة .. هذه الصفة نسبية لدى الإنسان بمعنى أنه يقدر على أشياء ولا يقدر على أخرى .. بينما نجد صفة القدرة لدى الحق جل وعلا مطلقة .. بمعنى أنه سبحانه قادر على كل شيء .. فلا يعجزه شيء .. ولا يقف ضد إرادته حائل. والقدوس في هذا الصدد تعني أنه تبارك وتعالى مطهر عن النقص والعجز في الصفات .. فجميع صفاته مطلقة .. أي تبلغ منتهى الكمال في الوصف، فرحمته مطلقة وعلمه مطلق، وحكمته مطلقة وسمعه مطلق، وعزته مطلقة وعدله مطلق، وهكذا شأن جميع صفاته تبارك وتعالى.
وقلنا أيضا: إن صفات الحق جل وعلا تنقسم إلي قسمين .. قسم مقابل .. وهو الأسماء الحسنى التي يكون عملها في مخلوقات الله عز وجل .. ومنها المعز المذل .. النافع الضار .. فالحق سبحانه وتعالى يعز من خلقه من يشاء ويذل من يشاء .. وينفع من يشاء ويضر من يشاء وقسم لا يقبل العكس أي أسماء ليس لها مقابل .. وهذه الأسماء هي أسماء للذات الإلهية العلية .. فمن أسمائه عز وجل (الحي) بينما ليس من أسمائه (الميت) .. لأن اسمه (الحي) من أسماء ذاته .. وأسماء الذات لا تقبل العكس. ومثل ذلك أيضا (العزيز) لا يصح أن نقول إن من أسماء الذليل. والقدوس في هذا الصدد تعني المطهر عما يناقض أسماء ذاته العلية .. فهو سبحانه وتعالى (الحي) المطهر عن الموت .. (العزيز) المطهر عن الذل .. (القادر) المطهر عن العجز ..(الكريم) المطهر عن البخل .. (العليم) المطهر عن الجهل .. وهكذا شأن سائر أسماء ذاته الإلهية العلية.
وهو سبحانه وتعالى مطهر عن أن يكون له مثيل أو شبيه. ونؤكد على هذه الحقيقة نظرا لأن هناك عقائد عبر التاريخ يعتقد معتنقوها أن الحق جل وعلا خلق الإنسان على صورته ومثاله. فتقول لهم أن هذا الاعتقاد باطل من جميع الوجوه، لأنه إذا قيل إن المماثلة في القالب المادي .. قلنا لهم أن الحق عز وجل ليس بمادة .. أي لا تدخل المادة في تكوينه على الإطلاق .. فالمادة مخلوق من مخلوقاته عز وجل .. فكيف يدخل المخلوق في تكوين الخالق تبارك وتعالى عما يصفون علوا كبيرا. إذن المماثلة الشكلية يرفضها العقل متفقا مع ما قرره القرآن الكريم. وإذا قيل أن المقصود المماثلة في الصفات .. قلنا لهم: إن هذه أيضا يرفضها العقل .. ولتوضيح ذلك ينبغي أن نعلم أن صفات الحق تبارك وتعالى قسمين:
قسم خاص به .. وهو مجموعة الصفات الخاصة به والتي لا توجد في أي من مخلوقاته بأي درجة من الدرجات .. ومن هذه الصفات الوحدانية والخلق من العدم والإحياء والإماتة والبعث والأزلية والأبدية والقيومية. وأنه سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، وأنه سبحانه فعال لما يريد، وكونه سبحانه الأول والآخر. كل هذه الصفات خاصة بالحق جل وعلا ولا توجد لدى مخلوقاته مطلقا .. وهذه الصفات لا يمكن أن نتصور فيها المماثلة بين الله عز وجل والإنسان لأنها غير موجودة لدى الإنسان.
أما القسم الثاني فهو الصفات الموجودة لدى الله والإنسان كالسمع والبصر والكلام والقدرة وغيرها من الصفات المشتركة. ونقول لأنصار المماثلة: أنه حتى بالنسبة لهذه الصفات أيضا لا يمكن تصور المماثلة بين الله عز وجل والإنسان .. لأن الاشتراك هنا اشتراك لفظي أو مجازي فقط وليس اشتراكا أو مماثلة حقيقية. خذ على سبيل المثال صفة القدرة لدى الإنسان .. تجد أن جميع ما توصل إليه الإنسان من مبتكرات قد توصل إليه بقدرته العقلية أو البدنية أو الاثنين معا .. فإذا تساءلنا من خلق الإنسان وخلق له قدرته العقلية والبدنية؟ فسنجد أن الله سبحانه تعالى هو الذي خلق الإنسان ومنحه القدرة العقلية والبدنية.
إذن انتفت لدينا قدرة الإنسان وصارت مظهرا من مظاهر قدرة الله عز وجل .. وانتفت المماثلة تماما. وشتان بين أن نقول: إن الصفة لدى الإنسان تمثل مظهرا من مظاهر الصفة لدى الله عز وجل وبين أن تقول إن الصفة لدى الإنسان مماثلة للصفة لدى الله تبارك وتعالى. فالحق سبحانه وتعالى ولو كره الكافرون (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) .. وهو جل وعلا منزه ومطهر عن المثيل والشبيه والند والسمي والكفؤ والمضاد، فتباركت ربنا وتعاليت .. لا نتقول عليك شيئا فنتبوأ مقعدنا من النار، ولا نصفك إلا بما وصفت به نفسك في كتابك أو على لسان نبيك .. وقد وصفت نفسك فقلت وقولك الحق:
{هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون "23"} (سورة الحشر)

تحياتي
 
قديم 30/12/2005   #47
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


السلام


(سلم) من الآفات ونحوها أي برئ .. و(أسلم) أي انقاد، وتطلق أيضا على من يعتنق الإسلام .. وأسلم أمره لله أي فوضه فيه، وسالم زيد أي صالحه .. وسلم بالأمر أي رضي به .. وسلم على القوم أي حياهم بتحية الإسلام.
و(الإسلام) هو الخضوع والرضا بالمسلم به.
وتطلق أيضا على الدين الذي نزله الله عز وجل على نبيه محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم. و(السم) أي الصلح وقد يراد بها الإسلام. و(السلام) اسم من أسماء الله الحسنى، وهو يعني في اللغة البراءة من العيوب والنقائص .. ويشمل في ثناياه معاني متعددة كالسكينة والأمان والاستقرار والهدوء. وابن القيم ـ رحمه الله ـ لله حول هذا الاسم من الأسماء الحسنى قول مأثور جاء فيه ما يأتي:
"الله جل وعلا أحق بهذا الاسم من كل مسمى به، لسلامته سبحانه من كل عيب ونقص من كل وجه". "فهو السلام الحق بكل اعتبار، والمخلوق (أي المخلوق له) سلام بالإضافة، فهو سبحانه سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم، وسلام في صفاته من كل عيب ونقص، وسلام من أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار، فعلم أن استحقاقه تعالى لهذا الاسم اكمل من استحقاق كل ما يطلق عليه، وهذا هو حقيقة التنزيه الذي نزه به نفسه، ونزهه به رسوله".
"فهو السلام من الصاحبة والولد، والسلام من النظير والكفء والسمى والمماثلة، والسلام من الشريك". "ولذلك إذا نظرت إلي أفراد صفات كماله وجدت كل صفة سلاما مما يضاد كمالها، فحياته سلام من الموت ومن السنة والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلي تذكر وتفكر، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم بل تمت كلماته صدقا وعدلا، وغناه سلام من الحاجة إلي غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه وهو غني من كل ما سواه، وملكه سلام من مشارك له فيها، بل هو الله الذي لا إله إلا هو، وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه. وكذلك عذابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه سلام من أن يكون ظلما، أو تشفيا، أو غلظة، أو قسوة، بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياء مواضعها، وهو ما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحق على إحسانه، وثوابه، ونعمه، بل لو وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضا لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة موضعها هو من عدله، وحكمته، وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه الجاهلون به من خلاف حكمته".
"وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم، ومن توهم وقوعه على خلاف الحكمة البالغة". "وشرعه ودينه سلام من التناقص والاختلاف والاضطراب وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته ـ أي شرعه ودينه مطابق لحكمته عز وجل ـ بل شرعه كله حكمه، وحرمة، ومصلحة، وعدل، وكذلك عطاؤه سلام من كونه معارضة أو لحاجة إلي المعطي، ومنعه سلام من البخل وخوف الإملاق، بل عطاؤه إحسان محض لا لمعارضة ولا لحاجة، ومنعه عدل محض وحكمة لا يشوبه بخل ولا عجز".
"واستواؤه وعلوه على عرش سلام من أن يكون محتاجا إلي ما يحمله أو يستوي عليه، بل العرش محتاج إليه وحملته محتاجون إليه، فهو الغني عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه، فهو استواء وعلو لا يشوبه حصر ولا حاجة إلي عرش ولا غيره ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى، بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد، بل استواؤه على عرشه واستيلاؤه على خلقه من موجبات ملكه وقهره من غير حاجة إلي عرش ولا غيره بوجه ما".
"ونزوله كل ليلة إلي سماء الدنيا سلام مما يضاد علوه، وسلام مما يضاد غناه. وكماله سلام من كل ما يتوهم معطل أو مشبه، وسلام من أن يصير تحت شيء أو محصورا في شيء، تعالى الله ربنا عن كل ما يضاد كماله". "وغناه وسمعه وبصره سلام من كل ما يتخيله مشبه أو يتقوله معطل وموالاته لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل كما يوالي المخلوق المخلوق، بل هي موالاة رحمة، وخير، وإحسان، وبر كما قال عز وجل:
{وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل} (سورة الإسراء ـ 111)
"فلم ينف أن يكون له ولي مطلقا بل نفى أن يكون له ولي من الذل.
"وكذلك محبته لمحبته وأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبة حاجة إليه أو تملق له أو انتفاع بقربه، وسلام مما يتقوله المعطلون فيها.
"وكذلك ما أضافه إلي نفسه من اليد والوجه فإنه سلام عما يتخيله مشبه أو يتقوله معطل".
"فتأمل كيف تضمن اسم السلام كل ما نزه عنه تبارك وتعالى. وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما تضمنه من هذه الأسرار والمعاني والله المستعان".
هذا ما جاء في حديث ابن القيم عن اسم الحق جل وعلا (السلام). ولقد ذكرنا مرارا أن المتأمل لكون الله عز وجل لابد أن يلمس لكل صفة من صفات الحق تبارك وتعالى أثارا لا تحصى. والسلام اسم من الأسماء الحسنى التي تمثل صفة من صفاته عز وجل، فإذا تأملت الكون ستجد أن السلام كامن في كل بقعة من بقاعه، فالكون يسير وفقا لنظام محكم وثابت لا يعتريه خلل ولا عطب .. الأرض التي نعيش عليها تدور بسرعة كبيرة حول نفسها .. وتدور في نفس الوقت حول الشمس بما يترتب على ذلك من تعاقب الليل والنهار وتعاقب فصول السنة.
ورغم هاتين الحركتين تجد أن الكون سلام من الأعطاب وسلام من الاضطرابات .. الشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض لا تتجاوزه بالنقص أو بالزيادة .. فلو اقتربت الشمس من الأرض لاحترقت كل الكائنات الحية .. ولو بعدت لتجمدت كل الكائنات من البرودة. الكواكب التي تدور في فلكها حول الشمس منها ما يمثل أضعاف أضعاف الكرة الأرضية من حيث الحجم والوزن .. فماذا لو خرجت إحدى هذه الكواكب عن مدارها فصدم الكرة الأرضية؟. لا شك أنه سيصيب الأرض بدمار شامل .. وهب أن الأرض فقدت جاذبيتها للأجسام التي تعلوها؟
ألن تتطاير تلك الأجسام إلي الفضاء الخارجي بلا ضابط ولا رابط وماذا لو ضعفت القشرة الأرضية أو تفككت؟ ألن تسقط الكائنات الحية ضحايا للزلازل والبراكين؟. إن الموجودات الكونية جميعها تؤدي عملها بلا توقف وبلا أعطال أو خلل، فالكون كله في سلام وأمان وسكينة واستقرار، وان كان الحق جل وعلا يصيبنا ببعض الكوارث الطبيعة بين الحين والآخر، فإنها إصابة مقصودة ولحكمة إلهية. فقد قلنا من قبل أن الحق تبارك وتعالى يريد بهذه الكوارث أن يجعلنا نذكره ونلجأ إليه لنطلب منه العون والنجاة.
ويلاحظ أن هذه الكوارث تأتي في الغالب حين يكون هناك إعراض من الغالبية العظمى من الناس .. فتأتي الكارثة ليفيق الجميع من الغفوة، ويتذكر بعد النسيان. وقد تكون هذه الكوارث غضبا من الله عز وجل على من حلت بهم لتجعلهم عبرة للمؤمنين. وقد تكون تذكرة لنا بنعمة السلام الدائم الذي نعيش فيه ليل نهار دون أن نلتفت إليها فنقدم من الحمد والشكر لله ما يكافئها. وقد غمرت صفة السلام الكون بعد بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقبل الرسالة المحمدية كان الناس يعيشون في الجاهلية الأولى، وكانوا جميعا يفتقدون الأمن والسلام بسبب أعمالهم. لقد كانوا يرتكبون كل المعاصي والجرائم بلا وزاع من دين أو ضمير: شرب الخمر .. السرقة .. الزنا .. خيانة الأمانة .. الكذب .. النميمة .. الغيبة .. الربا وغيرها من المعاصي التي تجلب معها التناحر والحروب


يتبع...........
 
قديم 30/12/2005   #48
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


وحتى الأديان السابقة لم تقض على حالة الفوضى التي عاشتها البشرية قبل الإسلام .. فالدولة الرومانية كانت تعتنق المسيحية ورغم ذلك لم تختلف طبيعة الحياة فيها عنها لدى القبائل الوثنية. وقد قرأنا عن الحروب الطاحنة التي كانت تشنها هذه الإمبراطورية لكي تغزو سائر الدول وتضمها تحت رايتها .. فلما جاء الإسلام بعقيدته القويمة وعباداته ومعاملاته حل السلام الحقيقي بين الناس وانحدرت نسبة الجرائم لتوشك على الانعدام في بعض الدول الإسلامية. وقد انتقلت الحضارة الإسلامية إلي دول أوربا لتنقلها من ظلمات الجهل إلي نور العلم .. وهذه حقائق يرصدها التاريخ الأوروبي نفسه وليست مجرد افتراء بدافع الإحساس بالنقص كما يدعي البعض.
بمجيء الإسلام اجتمع السلام الكوني مع السلام بين الناس فصار الكون كله سلاما في سلام .. ولا ينقض هذه الحقيقة وجود بعض الخلافات والحروب بين بعض الدول، فالنزاعات والحرب سنن كونية .. وإنما الفيصل في الأمر هو حجم هذه الخلافات والحروب وما ينجم عنها من إخلال بالسلام الكوني. والإسلام سمي بهذا الاسم لما فيه من إسلام الوجه لله سبحانه وتعالى والخضوع له وطاعته .. ولما فيه من نشر السلام بين الناس. إن العبادات في الإسلام بما فيها من تذكرة دائمة للإنسان بخالقه ولما فيها من تدريب على ضبط النفس وقمع الأهواء وبما يتخللها من إرشادات ونصائح كخطبة الجمعة وكالاستماع إلي تلاوة القرآن الكريم في الصلاة وخارج الصلاة .. كل هذه المعاني الكامنة في العبادات الإسلامية تهذب النفس البشرية وتجعل الإنسان في سلام داخلي مع نفسه ومع خالقه ومع الكون المحيط به وتجعله في سلام مع غيره من الناس.
والإسلام قد نظم أيضا القواعد التي تحكم المعاملات بين الناس .. هذه القواعد تغطي جميع صور التعاملات .. وبها من القواعد العامة ما يكفي لاستنباط قواعد تفصيلية لكل ما يستجد من وجوه التعامل. ونذكر من هذه التعاملات البيوع، السلم، الشفعة، الإجارة، الكفالة، الوكالة، الحرث والمزارعة، الاستقراض وأداء الديون، الرهن، العتق، الهبة، الوصية وغير ذلك كثير.
وتتسم هذه القواعد بتحقيق العدل بين الناس والتوازن بين مصالحهم المتعارضة، مما يؤدي إلي القضاء على أسباب المشاكل بين الناس على مستوى الأفراد والدول .. فيقيهم شر الحروب الطاحنة وينشر بينهم السلام والود والأمان.
وفضلا عن ذلك. وضع الإسلام عقوبات معينة لكل من يرتكب جريمة من الجرائم كالقتل والزنا والسرقة وشرب الخمر وغيرها من الجرائم المخلة بالأمن والسلام بين الناس .. فمن يرتكب أيا من هذه الجرائم يعاقب بالعقوبة المحددة لها فتكون رادعة له ولكل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة. إنه نظام محكم شيده الإسلام والسلام إلا من سلم المسلمون من لسانه ويده، وكيف يوصف به من لم يسلم هو من نفسه؟
ويقول سفيان بن عيينة رضي الله عنه: أوحش ما تكون الخلق، ثلاثة مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه، أو يوم يموت فيرى قوما لم يكون عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى فخص بالسلام فقال:
{وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً "15"} (سورة مريم ـ 15)
كأنه أشار إلي أن الله عز وجل سلم يحيى عليه السلام من شر هذه المواطن الثلاثة وآمنه من خوفها. فعلى هذا إذا سلم المسلم على المسلم فقال: "السلام عليكم" فكأنه يعلمه بالسلامة من ناحيته ويؤمنه من شره وغائلته، كأنه يقول له: أنا مسلم لك غير حرب، وولي غير عدو. وقد أراد الحق سبحانه أن يكون الإسلام خاتما للأديان السابقة فقال:
{وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}
وقال سبحانه:
{فمن يريد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} (سورة الأنعام ـ 125)
والسلام نعمة من الله يكافئ بها رسله وعباده الصالحين .. كما قال جل وعلا:
{ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذٍ "69"} (سورة هود)
وكما قال عز وجل:
{وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً "15"} (سورة مريم)
وكما قال سبحانه:
{وتركنا عليه في الآخرين "78" سلام على نوح في العالمين "79"} (سورة الصافات)
وكما قال قوله الحق:
{وتركنا عليه في الآخرين "108" سلام على إبراهيم "109"} (سورة الصافات)
وكما قال ربنا تبارك وتعالى:
{وتركنا عليهما في الآخرين "119" سلام على موسى وهارون "120"} (سورة الصافات)
وكما قال سبحانه:
{وتركنا عليه في الآخرين "129" سلام على آل ياسين "130"} (سورة الصافات)
وكما قال سبحانه:
{وسلام على المرسلين "181" والحمد لله رب العالمين "182"} (سورة الصافات)
وكما قال عز وجل:
{قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم "69"} (سورة الأنبياء)
ولقد شاءت إرادة الحق جل وعلا ألا تكون الدنيا في سلام كامل؛ لأنه لم يرد للدنيا أن تكون دار قرار .. ولكن الأمر يختلف في الآخرة حين يكافئ الله عز وجل عباده المؤمنين الطائعين بالجنة .. فقد شاء تبارك وتعالى أن تكون الجنة دار القرار .. دار النعيم الأبدي الذي لا يقطعه مثقال ذرة من شقاء .. دار السلام الكامل. فإذا كنا قد عانينا في الدنيا من الأمراض المختلفة فإننا سننعم في دار السلام ـ إن شاء لنا المولى بالنجاة من النار ـ بصحة دائمة لا يقطعها مرض حيث لا حكمة ولا مسوغ له حينئذ .. وإذا كنا قد تناحرنا وتحاربنا في الدنيا على متاع من متاعها فإننا سننعم في دار السلام بود لا يقطعه حسد أو حقد أو غل أو ضغينة .. ومن أين تأتينا هذه الآفات القلبية وليس في الجنة إنسان ينقصه شيء .. إن أقل أهل الجنة درجات سيكون لهم فيها ما تشتهي الأنفس وهم فيها خالدون.
حين يلقي المؤمنون ربهم سيحييهم بتحية السلام .. كما قال عز وجل:
{تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريماً "44"} (سورة الأحزاب)
وسوف تحييهم الملائكة بتحية السلام .. كما قال سبحانه:
{جنات عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين "31" الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"32"} (سورة النحل)
وكما قال عز وجل:
{وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} (سورة الزمر ـ 73)
وكما قال ربنا:
{وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيدٍ "31" هذا ما توعدون لكل أوابٍ حفيظٍ "32" من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب "33" ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود "34" لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد "35"} (سورة ق)
وبعد أن يدخلوا الجنة سيكون السلام تحيتهم الدائمة من الحق جل وعلا في ذلك يقول عز وجل:
{خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام} (سورة إبراهيم ـ 23)
اللهم أخرجنا من الدنيا بسلام .. وابعثنا يوم القيامة آمنين في سلام واجعلنا من الخالدين في دارك .. دار السلام.
 
قديم 31/12/2005   #49
شب و شيخ الشباب قلب المثنى
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ قلب المثنى
قلب المثنى is offline
 
نورنا ب:
Dec 2005
المطرح:
فوق السحاب
مشاركات:
679

افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله

أشكر جميع الإخوان و الأخوات المشاركين بالمنتدى وأخص بالذكر صاحبة الفضل في إتاحة هذه الفرصة لنا بالتلاقي على هدى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وهي الأخت وايت روز كما أشكر السورية المشتاقة وعبدالرحمن الرحيم وآية اللطف وأيضاً جميع المشاركين معنا

وأحب في خلال هذا المنتدى أن أتجرّد من لقب قلب المثنى وأن وأعود إلى اسمي الحقيقي وهو الأحب إلى قلبي محمد الذي أتمنى أتسمّى به في منتدى حوار الأديان
ولكم مني جزيل الشكر والإمتنان

(M L) أبوراشد (M L )



ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً .............والناس حولك يضحكون سرورا

فاأحفظ لنفسك أن تكون إذا بكو ......في يوم موتك ضاحكاً مسرورا
 
قديم 31/12/2005   #50
شب و شيخ الشباب قلب المثنى
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ قلب المثنى
قلب المثنى is offline
 
نورنا ب:
Dec 2005
المطرح:
فوق السحاب
مشاركات:
679

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : السورية المشتاقة
بتوقع انه هي معتقدات شيعية لهيك انا لا اؤمن بها عكل حال الله اعلم ...
لكن رح جاوبك عليها بمشاركة قادمة ..وازا في حدا من الاخوان شيعي ممكن يقلك

المهدي المنتظر ليس مجرد معتقدات شيعية وإنما هو من أولياء الله الصالحين وهو إنشالله ستكون على يديه النصرة وإعلاء كلمة الله في زمان يكون فيه الناس منشغلون بالدنيا وأهوائها
وينسون كتاب الله وسنه نبيه
فيأتي المهدى ويجمع الأمة على كلمة لاإله إلا الله ويعيد مجد الإسلام وبتأييد من الله وجند من عباد الله الصالحين ينتصر على أعداء الله .
والمهدى المنتظر هو من العلامات الكبرى ليوم القيامة وهو والله أعلم قاتل أعور الدجال
والله أعلم
 
قديم 31/12/2005   #51
شب و شيخ الشباب قلب المثنى
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ قلب المثنى
قلب المثنى is offline
 
نورنا ب:
Dec 2005
المطرح:
فوق السحاب
مشاركات:
679

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : whiterose_na82
تحياتي أخ عبد الرحمن ولله بدك تسأل أخواني الشيعة هم يلي بيفدوك بها الموضوع
ومابعرف أذا سؤالك سؤال ولا اختبار
شاب متلك متمكن بأمو الدين الأسلامي أكيد لازم يعرف سيدنا الخضر ولا شو؟؟؟
تحياتي وايت روز

إذا بترجعي لسورة الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم

(62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (6 قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)صدق الله العظيم

تفسير هذه الآيات
"فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادنَا" هُوَ الْخَضِر "آتَيْنَاهُ رَحْمَة مِنْ عِنْدنَا" نُبُوَّة فِي قَوْل وَوَلَايَة فِي آخَر وَعَلَيْهِ أَكْثَر الْعُلَمَاء "وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا" مِنْ قِبَلنَا "عِلْمًا" مَفْعُول ثَانٍ أَيْ مَعْلُومًا مِنْ الْمُغَيَّبَات رَوَى الْبُخَارِيّ حَدِيث "إنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إسْرَائِيل فَسُئِلَ أَيّ النَّاس أَعْلَم ؟ فَقَالَ : أَنَا فَعَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ إذْ لَمْ يَرُدّ الْعِلْم إلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّه إلَيْهِ : إنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَم مِنْك قَالَ مُوسَى : يَا رَبّ فَكَيْفَ لِي بِهِ قَالَ : تَأْخُذ مَعَك حُوتًا فَتَجْعَلهُ فِي مِكْتَل فَحَيْثُمَا فَقَدْت الْحُوت فَهُوَ ثَمَّ فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَل ثُمَّ انْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ يُوشَع بْن نُون حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَة وَوَضَعَا رَأْسَيْهِمَا فَنَامَا وَاضْطَرَبَ الْحُوت فِي الْمِكْتَل فَخَرَجَ مِنْهُ فَسَقَطَ فِي الْبَحْر "فَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر سَرَبًا" وَأَمْسَكَ اللَّه عَنْ الْحُوت جَرْيَة الْمَاء فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْل الطَّاق فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبه أَنْ يُخْبِرهُ بِالْحُوتِ فَانْطَلَقَا بَقِيَّة يَوْمهمَا وَلَيْلَتهمَا حَتَّى إذَا كَانَا مِنْ الْغَدَاة قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا إلَى قَوْله وَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر عَجَبًا قَالَ وَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلِمُوسَى وَلِفَتَاهُ عَجَبًا إلَخْ"
من تفسير الجلالين
 
قديم 31/12/2005   #52
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


المؤمن


آمن به أي وثق به وصدقه، والمضارع يؤمن، والمصدر إيمان. وآمن بشيء أي اعتقده حقيقة .. والإيمان التصديق .. وأمن بكسر الميم أي اطمأن ولم يخف. والإيمان وصف يوصف به الإنسان .. يقال آمن فلان أو فلان مؤمن .. والإيمان بمعناه الشرعي يعني أن يؤمن الإنسان بكل ما دعانا الله عز وجل للإيمان به. وآمن بالله أي اعتقده حقيقة .. فآمن بوجوده وبصفاته التي وصف بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه عليه افضل الصلاة وأتم التسليم. وقد دعانا الله إلي الإيمان بملائكته .. أي بوجودهم وبصفاتهم التي بينها لنا .. ودعانا إلي الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها .. والإيمان بالرسل الذين أرسلهم بكتبه عز وجل .. وفي ذلك يقول جل وعلا:
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "285"} (سورة البقرة)
إن الآية السابقة أوضحت أن حصر ما ينبغي أن يؤمن به الإنسان ليس بالأمر اليسير .. ذلك لأن الإنسان مكلف أن يؤمن بكل ما أنزله الله عز وجل على رسوله محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم .. أي مطالب أن يؤمن بالقرآن الكريم كلا وتفصيلا .. فيؤمن بأنه كتاب من عند الله عز وجل ويؤمن بصحة ما جاء فيه. وأن يؤمن بما جاء في السنة النبوية الشريفة هذا عن معنى الإيمان حين يتعلق بالإنسان.
فما المقصود (بالمؤمن) حين يكون اسما ووصفا للحق تبارك وتعالى؟
المؤمن كوصف من أوصاف الله عز وجل له معان متعددة .. منها أنه تبارك وتعالى مؤمن بكل ما دعانا إلي الإيمان به .. فهو مؤمن أنه موجود .. ومؤمن بأنه موصوف بصفات الكمال المطلق، ومؤمن بأنه واحد أحد، ومؤمن أنه لا إله سواه، حيث قال جل وعلا:
{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "18"} (سورة آل عمران)
وسمى أيضا بهذا الاسم لأنه يؤمن عباده من كل خوف .. كما قال سبحانه:
{لإيلاف قريش "1" إلفهم رحلة الشتاء والصيف "2" فليعبدوا رب هذا البيت "3" الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف "4"} (سورة قريش)
وقال سبحانه أيضا:
{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون "55"} (سورة النور)
وقال عز وجل:
{وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام "35"} (سورة إبراهيم)
فاستجاب الله عز وجل لدعوة أبي الأنبياء كما أخبرنا في كتابه العزيز فقال:
{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين "96" فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "97"} (سورة آل عمران)
وهو لا يؤمن عباده من مخاوف الدنيا فحسب، بل يؤمنهم من عذاب جهنم، ويبعثهم يوم القيامة من الفزع آمنين، وذلك بدعوته عز وجل لهم للإيمان به والالتزام بطاعته .. ولقد كرر سبحانه الدعوة إلي الإيمان في كتابه العزيز فقال جل وعلا:
{ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم "179"} (سورة آل عمران)
وقال عز من قائل:
{يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً "170"} (سورة النساء)
وقال سبحانه:
{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون "158"} (سورة الأعراف)
وإذا استجاب الإنسان لهذه الدعوة إلي الإيمان والدعوة إلي النجاة يكون جزاؤه الأمن يوم الفزع الأكبر .. كما قال عز وجل:
{من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزعٍ يؤمئذ آمنون "89"} (سورة النمل)
وقال سبحانه:
{وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون "81" الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "82"} (سورة الأنعام)
وينعم عليهم بنعمة الأمن الدائم في جنات الخلد .. كما قال تعالى:
{يدعون فيها بكل فاكهةٍ آمنين "55" لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم "56"} (سورة الدخان)
ويقول الإمام الغزالي: إن حظ العبد من هذا الوصف أن يؤمن الخلق كلهم جانبه، بل يرجو كل خائف الاعتضاد به في رفع الهلاك عن نفسه في دينه ودنياه،
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليأمن جاره بوائقه
وأحق العباد باسم المؤمن من كان سببا لأمن الناس من عذاب الله بالهداية إلي طريق الله والإرشاد إلي سبيل النجاة. فندعوه سبحانه وتعالى أن يهبنا إيمانا صادقا كإيمانه عز وجل بوجوده وبوحدانيته وكمال صفاته .. وندعوه أن يهبنا الأمن في الدنيا، ويبعثنا يوم القيامة من الفزع آمنين فهو عز وجل كما وصف نفسه قائلا:
{هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون "23"} (سورة الحشر)
 
قديم 01/01/2006   #53
صبيّة و ست الصبايا whiterose
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ whiterose
whiterose is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
4,570

افتراضي


شكراً كتيير يا أخ محمد
جزاك الله كل الخير وبارك لك في خطاك
وبشكر أختي وصديقتي آية الطف
وطبعاً عبد الرحمن
الله يجمعنا بالجنة سوى
 
قديم 01/01/2006   #54
صبيّة و ست الصبايا آية اللطف
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ آية اللطف
آية اللطف is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
سوريا
مشاركات:
242

افتراضي


إن شاء الله أختي الغالية الوردة البيضاء
وهذا موضوع عن الحج أتمنى أن يكون له أبعاده

لمكة كلمة لو تقولها !!!
يوم الحج الأكبر لكي تعود لمؤتمر الحج حكمته ومغزاه

ومَنْ أجدر من مكة أن تكون لها هذه الكلمة كل عام، وهي التي تحتضن أعظم وأقدم وأخلد مؤتمر سنوي عالمي، يتوافد إليه الناس من كل جنس وعرق ولون؛رجالاً وعلى كل ضامر، يأتين من كل فج عميق، منذ أذَّن فيهم بالحج إليها أبو الأنبياء إبراهيم { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى} [الحج:28] ومَنْ غير مكة تستحق أن تكون عاصمة للثقافة وهي التي تضم أول بيت وضع للناس مباركاً وهدى للعالمين، فيه آيات بينات،جعله الله حراماً ليكون للناس قياماً، وليكون لهم مثابة وأمناً،يقيمون فيه مؤتمرهم السنويَّ،مخبتين إلى الله، متّحدين تحت لواء أصلهم الإنساني الواحد، متبرئين من كل ما يمكن أن يفرق بينهم من لون أو عرق أو لسان أو مال أو لباس، أو رياش؟!

ومَنْ غير المسلم يملك خطاباً إنسانياً شاملاً، مرتكزاً إلى قيم ربانيةٍ تهفو إليه الفِطر الإنسانية السليمة، لا يصدر عن شخصٍ مهما علت مكانته الدينية أو السياسية أو الاجتماعية، ولا عن هيئة أو حزب أو سلطة مهما كانت صفتها محلية أو إقليمية أو دولية، إنما يصدر عن مؤتمر شعبي عالمي عريق راسخ لا يخضعُ لشيء من مؤثرات الزمان والمكان؟‍

حلم ما يزال يراودني منذ حجي الأول في ستينات القرن الماضي، وسؤال عريض يلح عليّ كلما حلَّ موسم للحج وارتحل :

لمَ لا يحتل نبأ الحج الأكبر في وسائل الإعلام العالمية مساحة أكبر من خبر أداء أي طائفة منعزلة في العالم لطقوسها الدينية التقليدية؟‍!

وهل يحتشد مليونا مسلم كل عام في مكة، يهرعون إليها من كل أنحاء الأرض يتكبدون لها المشاق والمتاعب والنفقات، لمجرد أداء طقوس تخصهم، بمعزل عن القضايا الإنسانية الكبرى؟‍!

أهكذا كان حج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خطب الناس فحرم دماءهم وأموالهم، ووضع عنهم ربا الجاهلية، وأوصاهم بالنساء خيراً، فتناولت خطبته أخطر جوانب حياتهم التشريعية والاقتصادية والاجتماعية؟‍

أليس في تجاهل المشكلات التي تعاني منها البشرية – ما كان منها متعلقاً مباشرة بالمسلمين، وما لم يكن له بهم علاقة مباشرة- بعداً عن مقاصد الحج التي قدم الله تعالى فيها شهود المنافع على ذكر اسمه، ونكوصاً عن أداء المهمة التي أناطها الله تعالى بالمسلمين إذ جعلهم أمة وسطاً وأشهد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ليكونوا بدورهم شهداء على الناس.

وهل تضاءلت المعاني الكبيرة للحج، والمثل العليا التي ينطوي عليها، والرموز السامية الرفيعة التي يحفل بها، لتقتصر على خبر عابر لا يحرك في المشهد الدولي ساكناً، ولا يبلِّغ رسالة الإسلام جاهلاً، ولا يصحح من ضلالات الإعلام العالمي خطأ، ولا يحقق للإسلام والمسلمين في المحافل الدولية حضوراً؟‍

وتتوالى مواسم الحج عاماً بعد عام، وتنفتح الثقافات الإنسانية على بعضها إثر ثورة الاتصالات العارمة التي أخذت تغمر العالم بالمعلومات، وتضعنا أحداث سبتمبر على تماسٍّ مباشر مع هذه الثقافات.. فيكبر السؤال:

ألم يأنِ أن يكون لنا منبر نبلغ منه رسالتنا ونوضح قضيتنا، ونصحح المفاهيم المغلوطة عن ديننا؟‍

وهل غير الحج الأكبر يصلح لأن يكون هذا المنبر؟‍

يملؤني الشعور بأن أوان تبليغ رسالة الإسلام إلى العالم أجمع – من أسلم نفسه منه لله ومن لم يسلم – قد آن، وأن هذه الندوة إن شاء الله ستكون المنبر، وأن موضوعها السنوي المتخذ- بشيء من التطوير- سيكون الرسالة.

لا شك أن تحقيق هذا الحلم الطموح تعترضه صعوبات جمة.

فالناس المخاطبون، تختلف ألسنتهم وألوانهم وأمزجتهم ودياناتهم، ومستوياتهم العلمية، واهتماماتهم الثقافية، وخصائصهم البيئية..

لكن هذا الاختلاف لم يمنع الإسلام من أن يتوجه بخطابه إليهم جميعاً، وعدَّ هذا الاختلاف آية من آيات الله، ونعمة منَّ الله تعالى بها على عباده؛ وسيلة للتعارف والحوار والتفاعل والتكامل بين الأمم والثقافات، وطريقاً إجبارياً لنمو الأفكار وارتقائها تلبية لنهم الإنسان إلى الاستزادة من العلم والمعرفة، وبحثه الحثيث عن الحقيقة التي لا تنقدح بوارقها إلا بتعدد الأفكار واحتكاك بعضها ببعض.

ولعل قدرة الخطاب القرآني الفذ على مخاطبة هذا التنوع الكبير أحد أسرار إعجازه، وسموه وارتفاعه فوق خصوصيات المكان والزمان والجنس واللسان.

وبذلك يجد المسلم نفسه ممتلكاً لأكثر أنواع الخطاب قدرة على النفاذ إلى قلوب جميع الناس، واستنهاض فِطَرهم السليمة، للقيام بسعي إنساني مشترك من أجل إقامة العدل ورفع الظلم وتحرير الإنسان من ربقة شهواته وأثرته، وذلك لباب واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أناطه الله تعالى بخير أمة أخرجت للناس.

و الحاج عندما يعود إلى بلده، بعد أدائه لفريضة الحج، ونجاحه في أعمال دورته التدريبية المكثفة، يمنحه مجتمعه لقب (الحاج)، وهو درجة اجتماعية رفيعة، ترتب عليه التزامات أخلاقية كبيرة، فقد أصبح بعدها مسلماً ملتزماً مؤهلاً لا يليق به أن يغش أو يكذب أو يخلف الوعد أو يرتكب أياً من الموبقات بذريعة الجهل.

ومن تقاليد هذه الدرجة أن تُمنح للحاج فور عودته في استقبال حافل تنصب له الزينات وتضاءُ الأنوار، وتقدم الهدايا، وينصت الناس فيه إلى الحاج يحدثهم عن مشاهداته ومشاعره وما استفاده من دروس الحج، ويطلبون منه الدعاء لهم بالمغفرة والهداية.

فإذا عرفنا أن كل حاج يستقبل وسطياً مئة زائر في الأيام الأولى التالية لعودته، فضلاً عمن يلتقيهم طوال العام، وأن حجم الحجيج البالغ حالياً حوالي المليونين مرشح للزيادة أضعافاً، باعتبار أن الحج فريضة على كل مسلم مستطيع من المسلمين الذي جاوز عددهم المليار، يؤديها مرة في العمر على الأقل، بمعنى أن المستطيعين من هذا المليار، عليهم أن يؤدوا هذه الفريضة خلال فترة استطاعتهم ولتكن خمسين سنة.. عرفنا أي منبر نرتقيه، وأي جمهور نخاطب، وأي عدد يمكن أن نبلغه رسالة الحج بالبلاغ المباشر الحي عن طريق الحجاج، وبالبلاغ المنقول في الأثير عبر أجهزة الإعلام المتنوعة..

وعرفنا بعد ذلك أي تفريط بحق هذا المنبر نرتكبه في عدم توظيفه التوظيف الأمثل والأجدى..

وعرفنا كذلك أي مسؤولية نتحملها جراء تقصيرنا في تبليغ رسالة الله تعالى إلى الإنسانية الظمأى إليها، التي لم تكن في يوم من الأيام أحوج إليها من أيامها هذه التي تغرق فيها في بحر الأنانية المادية الشهوانية وضلالاتها، التي ابتعدت بها عن طريق الله، وأبطأت بها عن وتيرة الكدح الإنساني المرسوم للإنسان في سعيه للتحرر من الفساد وسفك الدماء {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ}[الانشقاق 84/6].

ونتحملها كذلك كتماناً للشهادة التي ائتُمنا عليها { وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [ البقرة 2/283].

ونتحملها صمتاً مطبقاً إزاء الحملات الإعلامية المغرضة التي يشنها أعداء الإسلام عليه، يلبسون بها الحق بالباطل، ويستهدفون تشويه تعاليمه السمحة، وطمس حقائقه الناصعة؛{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [ الصف 61/8]. و { لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [ النساء 4/148].

****
وبهذا المستوى من الشعور المشترك بمسؤولية الرسالة وأداء الأمانة تقترح دار الفكر على رابطة العالم الإسلامي مشروعها التالي لتوظيف هذه الشعيرة الكبرى في خدمة الدعوة الإسلامية وقضايا المسلمين :

1-تختار الرابطة موضوع الحج السنوي، من القيم الإنسانية التي يتوجه بها الخطاب القرآني إلى الناس كافة، مما تجده ذا صلة وثيقة بأحداث العالم الجارية، وتشعر بحاجة الإنسانية للإصغاء إليه والتنبه له، وما أكثر هذه القيم التي يزخر بها الكتاب والسنة كالعدل والحرية والمساواة والسلم والأمن والمودة وحسن الجوار ورفع الظلم ومساعدة الضعيف وإطعام المسكين وعدم الإكراه في الدين والوفاء بالعهود وحرمة الدم والمال والوسطية والرشد والشورى، وما لا ينفد من كلمات الله في كتابه المبين الذي لا تنقضي عجائبه ولا يَخْلَق من كثرة الرد، ولا يكف عن تزويد البشرية بكل الحلول لمشكلاتها المستجدة والمتجددة إلى قيام الساعة.

2-وتستنبط منه شعاراً رشيقاً يسهل على الناس حفظه.

3- وتستقي منه عناوين لأبحاث وندوات ومقالات وقصائد تستنفر لها العلماء والأدباء والمفكرين والشعراء.

4- وتنظم لها مسابقات، وتخصص لها جوائز لأفضل بحث، وأفضل قصيدة، وأفضل عمل فني مبتكر يجسد الشعار المختار ويوضح فكرته.

5-ويعمَّم الموضوع والشعار على وسائل الإعلام وخطباء المساجد والملحقين الثقافيين، ليكون شغلهم الشاغل ومحور نشاطهم الثقافي والدعوي،يولِّدون منه الأفكار وينمونه ويعمقونه.

6-وتكتب الرابطة بذلك إلى التجار والصناع تشجعهم على استخدامه وإبرازه على بضائعهم التي يعود بها الحجاج هدايا إلى بلدانهم..

7-ثم تصوغ الرابطة منه في كل عام رسالة توجهها بلغات مختلفة إلى العالم كله عبر وسائل الإعلام، باسم مؤتمر الحج الأكبر، تتضمن الموضوع المختار والشعار المنبثق عنه وتطبيقاته المرجوّة، وحرصَ المسلمين على المشاركة في معالجة الهموم الإنسانية، والإسهام في بناء الحضارة العالمية على تقوى من الله ورضوان؛ مما يمكن أن يشكل لهم حضوراً فعالاً في المنتدى الدولي، ويدفع بالإسلام إلى مرتبته التي يستحقها في المجال الدعوي.

8-كما تصوغ من الموضوع السنوي ذاتِه رسالة إلى الحجاج، تتسم بالبساطة حتى يفهمها أدناهم، وبالعمق حتى تستقر في ضمائرهم، وباليسر حتى يمكنهم تبليغها وتمثلها وتطبيقها. توجهها إليهم بكل لغاتهم؛ مسموعةً ومطبوعةً، وبكل الوسائل التي تجعل منها رسالة يعودون بها إلى أهليهم، يُطلب منهم تبليغها، تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم،" فرب مبلَّغ أوعى من سامع"، وتكون مادة لحديثهم مع مستقبليهم متى عادوا إلى بلدانهم. وأغلب ظني أنها ستصبح حدثاً يؤرخ به الحاج حجه، فيقول: قد أديت حجي عام المساواة أو عام العدل أو عام الوفاء.

9-وتشكَّل في الرابطة دائرة للمتابعة، تؤجج الموضوع المختار في الداخل والخارج بكل الوسائل، لتجعله حياً طوال العام، حاضراً في ذاكرة العالم. أسوة بالموضوعات التي تتبناها سنوياً هيئة الأمم المتحدة فتجعل منها عاماً للمرأة وعاماً للطفل وعاماً للسياحة، وأعواماً أخرَ لأغراض شتى.

****
وأخيراً، إذا قدر لاقتراحي هذا أن يلقى القبول ولو في حدوده الدنيا، وأن يأخذ طريقه إلى حيّز التطبيق ولو بالتدريج، على هيئة فسيلة تُتَعهَّد وتُنَمّى ، أو فلزة تشذَّب وتهذَّب وتُنقىّ وتصقل وتُعدَّل، فإني أطمع أن تكون سنة يكتب الله تعالى لي ولكم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

وإن تكن الأخرى، فإني أسأل الله تعالى أن يقيض للمسلمين من يبتكر لهم خططاً أجدى وأكثر قابلية للتطبيق، تخرجهم من حالة العجز والكلالة والعيِّ التي يعانونها، وتبوئهم مكانتهم التي أعدهم الله تعالى لها ليكونوا {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [ آل عمران3/110].

وتعيد لمؤتمر الحج الأكبر هيبته العالمية، وجدارته بأن تُلقى من فوق منبره الفريد في العالم كلمة الملايين من المؤتمرين:

محمد عدنان سالم
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 02:04 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.29533 seconds with 13 queries