![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
عرض نتيجة التصويت: هل بدأت قراءة لجبران؟ | |||
نعم |
![]() ![]() ![]() |
29 | 90.63% |
لا |
![]() ![]() ![]() |
3 | 9.38% |
المشاركون بالتصويت: 32. لا .. مافيك اتصوت بهال الإستفتاء |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#91 | ||||
مشرف متقاعد
|
![]() ملابس .. ( من كتاب التائه the wanderer)
تلاقى الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر .. فقال كل منهما للآخر : هل لك أن تسبح ؟ ثم خلعا ملابسهما وخاضا العباب .. وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال ومضى في سبيله .. وجاء الجمال أيضا من البحر ولم يجد لباسه .. وخجل كل الخجل ان يكون عاريا .. ولذلك لبس رداء القبح ومضى في سبيله .. ومنذ ذالك اليوم .. و الرجال والنساء يخظئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض غير انا هنالك نفرا ممن يتفرسون في وجه الجمال ويعرفونه رغم ثيابه .. وثمة نفر يعرفون وجه القبح والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم .. ! |
||||
![]() |
![]() |
#92 |
مشرف
|
![]() الدهــر
جبران خليل جبران تنبثق الأرض من الأرض كرها وقسرا ثم تسير الأرض فوق الأرض تيها وكبرا وتقيم الأرض من الأرض القصور والبروج والهياكل وتنشئ الأرض في الأرض الأساطير والتعاليم والشرائع ثم تمل الأرض أعمال الأرض فتحوك من هالات الأشباح والأوهام والأحلام ثم يراود نعاس الأرض أجفان الأرض فتنام نوما هادئا عميقا أبديا ثم تنادي الأرض قائلة للأرض أنا رحم وأنا القبر وسأبقى رحما وقبرا حتى تضمحل الكواكب وتتحول الشمس إلى رماد ليس الوصال بالالتصاق ولا البعد بالانفصال لم أجد غبيا في الناس إلا وجدت عروقه متشبثة في نفسي غريب الدار يستأنس بصنوة أما غريب الفكرة فلا يجد من يستأنس به ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() SYRIA
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
"حسام*عاشق من فلسطين*ناطرك" We Ask The Syrian Government to STOP Banning Akhawia"
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
![]() |
![]() |
#93 |
مشرف
|
![]() سكوتي إنشــاد جبران خليل جبران سكوتي إنشاد وجوعي تخمة وفي عطشي ماء وفي صحوتي سكر وفي لوعتي عرس وفي غربتي لقاء وفي باطني كشف وفي مظهري ستر وكم أشتكي هما وقلبي مفاخر بهمي وكم أبكي وثغري يفتر وكم أرتجي خلا وخلي بجانبي وكم أبتغي أمرا وفي حوزتي الأمر وقد ينثر الليل البهيم منازعي على بسط أحلامي فيجمعها الفجر نظرت إلى جسمي بمرآة خاطري فألتقيته روحا يقلصه الفكر فبي من براني والذي مد فسحتي وبي الموت والمثوى وبي البعث والنشر فلو لم أكن حيا لما كنت مائتا ولولا النفس ما الدهر فاعل بحشد أمانينا أجابت أنا الدهر |
![]() |
![]() |
#94 |
مسجّل
-- اخ حرٍك --
|
![]() من أجمل ما كتب >> جبران خليل جبران <<--------------------------------------------------------------------------------
بين ليل و صباح (1) اسكت يا قلبي فالفضاء لا يسمعك. اسكت فالأثير المثقل بالنواح والعويل لن يحمل أغانيك وأناشيدك. اسكت فأشباح الليل لا تحفل بهمس أسرارك ومواكب الظلام لا تقف أمام أحلامك. اسكت يا قلبي، اسكت حتى الصباح، فمن يترقب الصباح صابرًا يلاقي الصباح قويًا. ومن يهوى النور فالنور يهواه. اسكت يا قلبي واسمعني متكلمًا. في الحلم رأيت شحرورًا يغرد فوق فوهة بركان ثائر. ورأيتُ زنبقة ترفع رأسها فوق الثلوج. ورأيت حورية عارية ترقص بين القبور. ورأيت طفلاً يلعب بين الجماجم وهو يضحك. رأيت جميع هذهِ الصور في الحلم، ولما استيقظت نظرت حولي رأيت البركان هائجًا ولكنني لم أسمع الشحرور مغردًا ولا رأيتهُ مرفرفًا. ورأيتُ الفضاء ينثر الثلوج على الحقول والأودية ساتراً بأكفانه البيضاء أجسام الزنابق الهامدة. ورأيتُ القبور صفوفاً منتصبة أمام سكينة الدهور وليس بينها من يتمايل راقصاً ولا من يجثو مصليّاً. ورأيتُ رابية من الجماجم وليس هناك من ضاحكٍ سوى الريح. في اليقظة رأيت الحزن والأسى فأين ذهبت أفراح الحلم ومسرّاته ؟ أنـّى توارت بهجة المنام وكيف اضمحلّت رسومه ؟ وكيف تتجلد النفس حتى يعيد النوم أشباح أمانيها وآمالها ؟ ![]() ![]() ![]()
أحلى أيام العمر عمر السهر
|
![]() |
![]() |
#95 | ||||||
مشرف متقاعد
|
![]() لكم من اللغة العربيّة ما شئتم ، ولي منها ما يُوافق أفكاري وعواطفي .
لكم منها الألفاط وترتيبها ، ولي منها ما تُومئ إليه الألفاظ ، ولا تلمسه ، ويصبو إليه الترتيب ، ولا يبلغه . لكم منها جُثث محنَّطة باردة جامدة ، تحسبونها الكلّ بالكلّ ، ولي منها أجساد لا قيمة لها بذاتها ، بل كل قيمتها بالروح التي تحلُّ فيها . لكم منها محجَّة مقرَّرة مقصودة ، ولي منها واسطة متقلِّبة لا أستكفي بها إلا إذا أوصلت ما يختبئ في قلبي إلى القلوب ، وما يجول في ضميري إلى الضمائر . لكم منها قواعدها الحاتمة ، وقوانينها اليابسة المحدودة ، ولي منها نغمة أحوِّل رنّاتها ونبراتها وقراراتها إلى ما تثبته رنَّةٌ في الفكر ، ونبرةٌ في الميل ، وقرارٌ في الحاسة . لكم منها القواميس ، والمعجمات ، والمطوَّلات ، ولي منها ما غربلته الأذن ، وحفظته الذاكرة من كلام مألوف مأنوس ، تتداوله ألسنة الناس في افراحهم وأحزانهم
بالغرام هل كون ابتدى ..وياسلام مش بائي حدا ..
.وقلبي ئال عحالو اهتدى.......... بالغرام مافي نجوم مابدها قمر ...مافي ليل مابدو سهر مافي عيون مافيها نظر.. بالغرااااااااام رئيسة الحزب الكفوري أم وائل |
||||||
![]() |
![]() |
#96 | ||||||
مشرف متقاعد
|
![]() رسائل ميٌ زيادة وجبران خليل جبران . المفكرة ..
من الناس من يعيش للمال , ومنهم من يعيش للمجد , أو لخدمة الوطن أو للعلم ، ولخدمة نفسه والسعي وراء مسرته . ومنهم من يعيش لقلبه نائحاً على حب مضى منتظراً حباً مقبلاً . ومنهم من يعيش يومه ليومه وساعته لساعته ومنهم من يعيش لأسرته أو لبعض أفرادها ولو على حساب الأفراد الآخرين . غايات لا عداد لها تتنوع باختلاف الناس وباختلاف استعداداتهم ومداركهم . فلأي شيء كان يعيش جبران خليل جبران ؟ إن الذين تتبعوا كتاباته قد كانوا يظنون أنه يعيش لفنه الثلاثي : من أدب باللغة العربية , وأدب باللغة الانجليزية وتصوير يدوي ورسم . ولكنه في الواقع لم يكن يعيش لشيء من هذا . ها هو ذا يصف نفسه – وبأية بلاغة نادرة فريدة ! – في رسائل لم يفكر يوماً في أنها ستنشر عند وفاته ولا أنا تخيلت مرة أني سأنشر شيئاً منها وبخاصة في مثل هذا الظرف : " .. صحتي اليوم أردأ نوعاً مما كانت عليه في بدء الصيف . فالشهور الطويلة التي صرفتها بين البحر والغاب قد وسعت المجال بين روحي وجسدي . أما هذا الطائر الغريب ( يعني قلبه وقد كان مصاباً فيه ) الذي كان يختلج أكثر من مئة مرة في الدقيقة فقد أبطأ قليلاً بل كاد يعود إلى نظامه الاعتيادي . غير أنه لم يتماهل إلا بعد أن هد أركاني وقطع أوصالي . إن الراحة تنفعني من جهة وتضر بي من جهة أخرى . أما الأطباء والأدوية فمن علتي بمقام الزيت من السراج . لا , لست بحاجة إلى الأطباء والأدوية , ولست بحاجة إلى الراحة والسكون . أنا بحاجة موجعة إلى من يأخذ مني ويخفف عني , أنا بحاجة إلى فصادة معنوية , إلى يد تتناول مما ازدحم في نفسي , إلى ريح شديدة تسقط أثماري وأوراقي . أنا , يا مي , بركان صغير سدت فوهته فلو تمكنت اليوم من كتابة شيء كبير وجميل لشفيت تماما . لو كان بإمكاني أن أصرخ صوتاً عالياً لعادت إلي عافيتي , وقد تقولين " لماذا لا تكتب فتشفى لماذا لا تكتب فتتعافى ؟" وأنا أجيبك " لا أدري . لا أدري . لا أستطيع الصراخ وهذه هي علتي . هي علة في النفس ظهرت أعراضها في الجسد . " وتسألين الآن " إذن ما أنت فاعل ؟ وماذا عسى تكون النتيجة؟ وإلى متى تبقى هذه الحالة ؟" " أقول إنني سأشفى . أقول إني سأنشد أغنيتي فأستريح . أقول إنني سأصرخ من أعماق سكينتي صوتاً عالياً . بالله عليك لا تقولي لي " لقد أنشدت كثيراً وما أنشدته كان حسنا " لا تذكري أعمالي ومآثري الماضية لأن ذكرها يؤلمني , لأن تفاهتها تحول دمي إلى نار محرقة , لأن نشوتها تولد عطشي , لأن سخافتها تقيمني وتقعدني ألف مرة ومرة في كل يوم وفي كل ليلة . لماذا كتبت تلك المقالات وتلك الحكايات ؟ لماذا لم أصبر ؟ لماذا لم أضن بالقطرات فأدخرها وأجمعها ساقية ؟ وقد ولدت وعشت لأضع كتاباً – كتابا واحدا صغيرا – لا أكثر ولا أقل . قد ولدت وعشت وتألمت وأحببت لأقول كلمة واحدة حية مجنحة , لكني لم أصبر , لم أبق صامتا حتى تلفظ الحياة تلك الكلمة بشفتي . لم أفعل ذلك بل كنت ثرثارا فياللأسف وياللخجل ! وبقيت ثرثاراً حتى أنهكت الثرثرة قواي . وعندما صرت قادرا على لفظ أول حرف من كلمتي وجدتني ملقى على ظهري وفي فمي حجر صلد . " لا بأس .. إن كلمتي لم تزل في قلبي وهي كلمة حية مجنحة ولا بد من قولها . لا بد من قولها لتزيل بوقعها كل ما أوجدته ثرثرتي من الذنوب . لا بد من إخراج الشعلة " ذا ما يقوله ذاك الذي لم يكتب يوماً إلا الكلمة المجنحة الحية المحيية . هذا ما يقوله ذاك الذي لم تكن كل كلمة كتبها إلا شعلة منفصلة عن شعلة روحه أي عبقري لا يخجل بكتاباته السالفة , نظرا لسرعة التطور المكتسح كيانه ؟ إن العبقرية الحقة كثيرا ما تقاس بهذا الخجل الذي ينتاب صاحبها , ولو هو حاز بكتاباته إعجاب العالم . كتب رسالته تلك بعد إصدار كتابه " النبي" الذي تناولته بالترجمة إلى لغاتها عشرة شعوب مختلفة وكانت مجلات العالم وصحفه تتناقل كلمات جبران , ابن الشر ورسومه التي لا تضاهى . رسوم وكلمات لا يأتي بها إلا ذو المواهب الفذة , الذي جرده تهذيبه لفنه من كل زهو وكل دعوى , فسار شوطا بعيدا في جادة الوحدة الرهيبة التي لا يقوى على سلكها إلا الخلاق المبدع من بني الإنسان . إن جبرانا لم يكن ليسير وحده , بل كان شبح الموت يماشيه أنى ذهب . كان يعرف نفسه مقبلا على الرحيل بينما هو يصدر كتبه بالانجليزية " المجنون" و" السابق" و "النبي" و " رمل وزبد" و" يسوع ابن الإنسان" تحفة تلو الأخرى , فضلا عن كتبه العربية التي نعرفها جميعا وفضلا عن مجموعات رسومه التي كانت مفخرة العبقرية الشرقية بين أقوام تعرف معنى العبقرية ولا يفوتها من خصائصها شيء . وكان آخر كتبه الانجليزية كتاب " آلهة الأرض" الذي نعكف اليوم على مطالعته – وبأي حزن ! – وقد تلقيناه يوم إذاعة نعيه في مصر , وفيه اثنتا عشرة صورة من رسم يده . تلك كانت شيمة جبران في مؤلفاته الانجليزية وفي بعض رسائله الخاصة أيضاً إذ كان يلخص الجملة والمعنى رسما على هامش القرطاس في الغالب , أو هو يشرحه في صورة عجيبة تشغل الصفحة بحذافيرها . ليعود مرة بعد مرة إلى رسم شعاره التصويري الذي يمثل يدا تقدم كل حياتها وقوداً , وتظل اللهب خارجة من تلك اليد الكريمة وصاحبها يفكر في الحياة كما يفكر في الموت . فيقول في خطاب آخر كتبه بعد شهور طويلة . " أتعلمين , يا مي , أني ما فكرت في الانصراف ( الذي يسميه الناس موتاً ) إلا وجدت في التفكير لذة غريبة وشعرت بشوق هائل إلى الرحيل . ولكني أعود فأذكر أن في قلبي كلمة لا بد من قولها فأحار بين عجزي واضطراري وتغلق أمامي الأبواب . "لا " لم أقل كلمتي بعد , ولم يظهر من هذه الشعلة غير الدخان , وهذا ما يجعل الوقوف عن العمل مرا كالعلقم . أقول لك , يا مي , ولا أقول لسواك إني إذا انصرفت قبل تهجئة كلمتي ولفظها فإني سأعود ثانية لتحقيق أمنيتي . سأعود لأقول الكلمة التي تتمايل الآن كالضباب في سكينة روحي . " أتستغربين هذا الكلام ؟ إن أغرب الأشياء أقربها إلى الحقائق الثابتة . وفي الإرادة البشرية قوة واشتياق يحولان السديم فينا إلى شموس ..." إننا ننحني أمام ضريح جديد بعيد نام فيه ذاك القائل :" إن حنيني إلى الشرق يكاد يذيبني . فمتى , متى أعود إلى بلادي ؟". ننحني أمام القبر الذي ينام فيه رجل هو بروحه للإنسانية كلها ولكنه بجسده غريب بين الغرباء . أننحني لنقول كلمة الوداع ؟ لقد جزنا هذا التطور من الغفلة فصرنا نعلم أن الناس إلى الدار الأخرى متتابعون فهنيئا لك برحيلك , يا أخي , لقد أعطيت كثيرا , وإن أغاظتك هذه الكلمة , لقد أعطيت كثيرا وقال فيك الشرق للغرب " هاأنا ذا !" كما قال فيك الشرق الناهض لنفسه " هاأنا ذا ! ها أنا ذا !" حسنا فعلت بأن رحلت ! فإذا كان لديك كلمة أخرى فخير لك أن تصهرها وثقفها وتطهرها وتستوفيها في عالم ربما كان يفضل عالمنا هذا في أمور شتى ... حسنا فعلت بأن رحلت , يا أخي ! ففي ذمة الله وفي رحمته التي تسعنا جميعا أحياء كنا أو أمواتا ! يعتبر جبران خليل جبران من الأدباء الذين أثرَوْا فن المراسله عند العرب بما تركه من رسائل لفتت نظر الباحثين وأثارت فضولهم , فولجوا عبرها إلى عالم جبران المليء بالرموز والأسرار .. لقد فتح جبران فتحاً جديداً ورائعاً في دنيا الأدب العربي , عندما تحول عن التأليف بالعربيه ألى التأليف بالأنجليزيه.. حتى لمع أسمه في كثير من الدول الأجنبيه .. وفي هذا الموضوع أود أن أسلّط الضوء على الحب الذي نشأ بين جبران ومي زياده , , حب فريد لامثيل له في تاريخ الأدب , أو في سير العشاق ,مثال للحب النادر المتجرد عن كل ماهو مادي وسطحي . لقد دامت تلك العاطفه بينهما زهاء عشرين عاماً , دون أن يلتقيا الاّ في عالم الفكر والروح , والخيال الضبابي إذ كان جبران في مغارب الأرض مقيماً وكانت مي في مشارقها , كا ن في امريكا وكانت في القاهره. لم يكن حب جبران وليد نظره فابتسامه فسلام فكلام بل كان حباً نشأ ونما عبر مراسله أدبيه طريفه ومساجلات فكريه وروحيه ألفت بين قلبين وحيدين , وروحين مغتربين .ومع ذلك كانا أقرب قريبين وأشغف حبيبين .. كان طبيعياً جداً أن يتعارف بطلا هذا الحب عن طريق الفكر والنشر في اوائل هذا القرن , بعد ان أصاب كل منهما شهره كبيره .. كانت مي معجبه بمقالات جبران وافكاره فبدأت بمراسلته عقب أطلاعها على قصته ( الأجنحه المتكسره ) التي نشرها في المهجر عام 1912م, كتبت له تعرب عن أعجابها بفكره واسلوبه , وتناقش اراءه في الزواج وقيوده , والحب وأطواره حسب رؤيته في هذه القصه التي قرأتها له ... وتعرض عليه رأيها في وجهة نظره في حرية المرأه التي طالب بها والتي اتفقت معه في أمر وعارضته في جانب آخر , حيث قالت " لايصح لكل أمرأه لم تجد في الزواج السعاده التي حلمت بها أن تبحث عن صديق غير زوجها فلا بد أن تتقيد المرأه بواجبات الشراكه الزوجيه تقيداً تام حتى لو هي سلاسل ثقيله , فلو توصل الفكر الى كسر قيود الأصطلاحات والتقاليد فلن يتوصل الى كسر القيود الطبيعه لأن أحكام الطبيعيه فوق كل شيء, وهذه تعتبر خيانه ولوفي مظهرها طاهر وتخون الهيأه الأجتماعيه التي هي عضو عامل فيها " ومن هنا كانت البدايه ومن ثم تواصل بالرسائل التي كان كل منهما يبحث عن روح الآخر في يقظته وأحلامه , كان كل منهما يسعى لرؤية ذاته في روح صاحبه حتى لكأن تلك الروح هي المرآة التي ينعكس على صفحتها نور الأخر ... وكلما قرأنا هذه الرسائل النابضه بالحياة الناضحه بالصدق , كلما أزددنا يقيناً بأن الحب الذي شد جبران الى مي , وشغف مي بجبران , حب عظيم , بل عشق يكاد يكون صوفياً لأنه تخطى حدود الزمان والمكان والحواس الى عالم تتحد فيه قوة الوجود .. ويتضح لنا لدى التأمل في بعض الرسائل برغم ضياع بعضها أن الصله بين جبران ومي توثقت شيئاً فشيئاً لأن لهجته في مخاطبتها تدرّجت من التحفظ الى التودد , ومن الأعجاب الى صداقه حميمه , ومن ثمَ الى حب عام 1919م ما أن بلغ ذروته حتى عكرت صفوه سلسله من الخلافات بينهما التي عبّر عنها جبران مرةً " هي معاكسات التي تحوّل عسل القلب ألي مراره " وقال" ان الغريب حقاً في هذه الصله تأرجحها بين الحب الجامح والفتور , بين التفاهم التام الذي كان يضفي عليهما شفافيه روحيه تغمرهما بالسعاده ,وبين سوء التفاهم الذي كان يؤلمهما ويؤدي الى القطيعه احياناً ,,]ولكن شدة ولع كل منهما بالآخر كانت تدفعهما للتصالح مجدداً.. وبرغم كل هذا الحب كان كل منهما يخشى التصريح بعواطفه فيلجأ جبران للتلميح , ويرمز إليها ويضع عبارات وصور مبتكره وجميله .. فلم ينادِ مي قط بقوله حبيبتي" ولم يخاطبها باللغه المألوفه للعشاق , غير أنه عبّر عن حبه بما هو أبلغ عندما قال: أنت تحيين فيّ , وانا أحيا فيكِ " ووصف علاقته بها " بأنها أصلب وأبقى بما لايقاس من الروابط الدمويه والأخلاقيه "وبعد أن باح لها , رجاها ان تطعم النار رسالته اذا لم تجد لبوحه الصدى المرجو في نفسها .. كانت مي في حياة جبران الصديقه, والحبيبه الملهمه , وصلة الوصل بينه وبين وطنه , وأكثر ماحبه فيها عقلها النيّرالذى تجلى في مقالاتها وكتبها , وأحب فيها حبها له .., واعجابها بشخصيته وانتاجه الأدبي والفني الذي كانت تتناوله بالتقريظ والنقد في مقالاتها في مصر ... منقول |
||||||
![]() |
![]() |
#97 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() التحية والشكر لكل من شارك بهذا الموضوع الكبير والعميق والمفيد
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي
|
![]() |
![]() |
#98 | |||||||
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
![]() |
|||||||
![]() |
![]() |
#99 | ||||||
مسجّل
-- اخ حرٍك --
|
![]() مساء الخير . أنا احب الشاعر الروحاني جبران خليل جبران وبكل قوة . أحب طريقة حبه للاديبه مي زياده . يسعدني ان اكتب هذه الكلمات له من احدى ردوده على رسائل مي ![]() جبران احب مي على طريقته . وحمل لها في قلبه عاطفه روحيه قويه عميقه . ( انا ضباب يامي يغمر الاشياء ولا يتحد واياها .) ( انا ضباب وفي الضباب وحشتي وانفرادي . فيه جوعي وعطشي ومصيبتي ) ان هذا الضباب هو حقيقتي . يشوق الى لقاء ضباب اخر في الفضاء . يشوق الى استماع قائل يقول : " لست وحدك " نحن اثنان " انا اعرف من انت . انا اعلم ان الحياة بدون هذا الانجذاب النفسي ليست سوى قشور بغير لباب. واحقق ان كل ما نقوله ونفعله ونفكر فيه لا يساوي دقيقة واحده نصرفها في ضبابنا . ( احب صغيرتي ... غير اني لا ادري بعقلي لماذا احبها .ولا اريد ان ادري بعقلي . يكفي اني احبها بروحي وقلبي . يكفي ان اسند راسي الى كتفها كئيبا غريبا مستوحدا فرحا مدهوشا مجذوبا . يكفي ان اسير الى جانبها نحو قمة الجبل واقول لها بين الاونة والاخرى " انت رفيقتي " تفضلي بقبول تحيتي مشفوعة باحسن تمنياتي المخلص جبران
الحب هو الله لأن الله محبه
|
||||||
![]() |
![]() |
#100 |
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() جبران الانسان... جبران أحس بالألم ..بالتناقض..بالانكسار والحزن .. وفوق كل شيء بالحب الكبير وقد استطاع أن يعبر عن كل ذلك بلغة و لا أروع .
شكرا لكل من أتحفنا و ذكرنا بجبران خليل جبران |
![]() |
![]() |
#101 |
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() رائع جبران ..
وأكثر من رائع .. من يحب جبران مشاركة جديدة مني ... طبعاً رح تكون مني إلك
جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ هما يا زمانَ الوصلِ في الأندلسِ
لم يكن وصلكَ إلا حلماً في الكرى أو خلسةَ المختلسِ |
![]() |
![]() |
#102 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() ان صديقك هوكفاية حاجتك
هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر هو مائدتك وموقدك لانك تأتي اليه جائعا وتسعى وراءه مستدفئا ********* فاذا اوضح لك الصديق فكره فلا تخشى أن تصرح اليهبما في فكرك من النفي أو أن تحتفظ بمافيذهنك من الايجاب لأن الجبل يبدو للمتسلق له أكثر وضوحا وكبرا من السهل البعيد واذا صمت صديقك ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الاصغاء الى صوت قلبه لان الصداقة لاتحتاج الى الالفاظ و العبارات فيانماء جميع الافكار والتمنيات الرغبات التي يشترك الاصدقاءبفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات !!!!!!!!!!!!! وان فارقك صديقك فلاتحزن عى فراقه لان ماتتعشقه فيه ,أكثر من كل شئ سواه, ربما يكون في حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره!!!!! ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير ان تزيدوا في عمق نفوسكم لان المحبة التي لا رجاء لها,سوى كشف الغطاء عن أسرارها,ليست محبة, بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة ولا تمسك الا غير النافع ******* وليكن أفضل ماعندك لصديقك فان كان يجدر به انيعرف جزر حياتك فالأفضل لك أن تظهر له مدها لانه ماذا ترتجي من الصديق الذي تسعى اليه لتقضي معه ساعاتك المعدودة في هذا الوجود؟؟؟ فاسعى بالاحرى الى الصديق الذي يحيي أيامك ولياليك لان له وحده قد اعطي ان يكمل حاجاتك ,لا لفراغك ويبوستك وليكن ملاك الافراح واللذات المتبادلة مرفوعا فوق حلاوة الصداقة !!!!!!!!!!!!! *لان القلب يجد صباحه في الندى العالق بالصغيرات فينتعش ويستعيد قوته* جبران خليل جبران
when you feel alone
just look at the spaces between your fingers remember that in those spaces you can see my fingers locked with your hands for ever (jesus saves you) |
||||||
![]() |
![]() |
#103 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() انا كتير بحب جبران وحابة كتير اقرى كتاب النبي دورت علي بكل المواقع بس ماكنت شوف غير مقاطع صغيرة ياريت اذا حدى بيعرف موقع مكتوب في يحطلي النك ومشكورين..
![]()
* Jesus I Trust In You*
|
||||||
![]() |
![]() |
#104 | ||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() لك طلبك وسوف انشر هنا "النبي" على حلقات
وظل المصطفى، المختار الحبيب، الذي كان فجراً لذاته، يترقب عودة سفينته في مدينة اورفليس اثنتي عشر سنة ليركبها عائداً الى الجزيرة التي ولد فيها. وفي السنة الثانية عشرة، في اليوم السابع من أيلول شهر الحصاد، صعد الى قمة احدى التلال القائمة وراء جدران المدينة وألقى نظرة عميقة الى البحر، فرأى سفينته تمخر عباب البحر مغمورة بالضباب. فاختلج قلبه في اعماقه، وطارت روحه فوق البحر فرحاً، فاغمض عينيه، ثم صلّى في سكون نفسه. **** غير أنه هبط عن التلة حتى فاجأته كآبة صماء، فقال في قلبه: كيف انصرف من هذه المدينة بسلام، وأسير في البحر من غير كآبة؟ كلا! انني لن ابرح هذه الارض حتى تسيل الدماء من جراح روحي. فقد كانت أيام كآبتي طويلة ضمن جدرانها، وأطول منها كانت ليالي وحدتي وانفرادي، ومن ذا يستطيع ان ينفصل عن كآبته ووحدته من غير ان يتألم في قلبه؟ كثيرةٌ هي اجزاء روحي التي فرقتها في هذه الشوارع، وكثير هم ابناء حنيني الذين يمشون عراة بين التلال، فكيف أفارقهم من غير ان أثقل كاهلي وأضغط روحي! فليس ما أفارقه بالثوب الذي أنزعه عني اليوم ثم أرتديه غداً، بل هو بشرة أمزقها بيدي. كلا، وليس فكراً أخلفه ورائي، بل هو قلب جملته مجاعتي وجعله عطشي رقيقاً خفوقاً. *** بيد أنني لا استطيع ان ابطئ في سفري. فإن البحر الذي يدعو كل الاشياء اليه يستدعيني، فيجب عليّ ان اركب سفينتي وأسير في الحال الى قلبه. ولو أقمت الليلة ههنا، فإنني، مع ان ساعات الليل الملتهبة، أجمد وأتبلور وأتقيد بقيود الارض الثقيلة. وانني اود لو يتاح لي ان يصحبني جميع الذين ههنا، ولكن أنّى يكون لي ذلك؟ فإن الصوت لا يستطيع ان يحمل اللسان والشفتين اللواتي تسلحن بجناحيه، ولذلك فهو وحده يخترق حجب الفضاء. أجل، والنسر، يا صاح، لا يحمل عشه بل يطير وحده محلقاً في عنان السماء. وعندما بلغ المصطفى سفح التلة التفت ثانية الى البحر فرأى سفينته تدنو من المرفأ، وأبناء بلاده يروحون ويجيئون على مقدمتها. فهتف لهم من صميم فؤاده وقال: يا أبناء أمتي الاولى، أيها الراكبون متون الامواج المذللون مدّها وجزرها. كم من مرة ابحرتم في احلامي؟! وها قد اتيتم ورأيتكم في يقظتي التي هي اعمق احلامي. انني على أتم الأهبة للإبحار، وفي أعماقي شوق عظيم يترقب هبوب الريح على القلوع بفارغ الصبر. ولكنني اود اتنفس مرة واحدة في هذا الجو الهادئ وأن ابعث بنظرة عطف واحدة الى الوراء. وحينئذ أقف معكم، ملاّحاً بين الملاحين. اما انت ايها البحر العظيم، ايها الأم الهاجعة. انت ايها البحر العظيم الذي فيك وحدك يجد النهر والجدول سلامهما وحريتهما. فاعلم ان هذا الجدول لن يدور الى دورة واحدة بعد، ولن يسمع احد خريره على هذا المعبر بعد اليوم، وحينئذ آتي اليك، نقطة طليقة الى اوقيانوس طليق. **** وفيما هو ماشٍ رأى عن بعد رجالا ونساء يتركون حقولهم وكرومهم ويهرولون الى ابواب المدينة. وسمعهم يصرخون بعضهم ببعض من حقل الى حقل مرددين اسمه وكل منهم يحدّث رفيقه بقدوم سفينته. *** فقال في نفسه: ايكون يوم الفراق يوم الاجتماع؟ ام يجري على الافواه مسائي كان فجراً لي؟ وماذا يجدر بي ان اقدم للفلاح الذي ترك سكنه في نصف تلمه، وللكرّام الذي اوقف دولاب معصرته؟ ايتحول قلبي الى شجرة كثيرة الاثمار فأقطف منها وأعطيهم؟ ام تفيض رغباتي كالينبوع فأملأ كؤوسهم؟ هل انا قيثارة فتلامسني يد القدير، ام انا مزمار فتمر بي انفاسه؟ اجل ، انني هائم انشد السكينة، ولكن ما هو الكنز الذي وجدته في السكينة لكي اوزعه بطمأنينة؟ وان كان هذا اليوم يوم حصادي ففي اية حقول بذرت بذاري، وفي اي فصل من الفصول المجهولة كان ذلك؟ وان كان هذه هي الساعة التي يجدر بي ان ارفع فيها مصباحي واضعاً اياه على منارتي، فإن النور الذي يتصاعد منه ليس مني. لأنني سأرفع مصباحي فارغاً مظلماً. ولكن حارس الليل سيملأه زيتاً، وسينيره ايضاً. قال هذا معبراً عنه بالالفاظ ولكن كثيراً مثل هذا حفظه في قلبه من غير ان يعلنه، لأنه هو نفسه لم يقدر ان يوضح سره العميق. **** وعندما دخل المدينة استقبله الشعب بأسره، وكانوا يهتفون له مرحبين به بصوت واحد. فوقفه شيوخ المدينة وقالوا له: بربك لا تفارقنا هكذا سريعاً. فقد كنت ظهيرة في شفقنا، وقد اوحى شبابك الاحلام في نفوسنا، وأنت لست بالغريب بيننا، كلا، ولا انت بالضيف بل انت ولدنا وقسيم ارواحنا الحبيب. فلا تجعل عيوننا تشتاق الى رؤية وجهك. ثم قال له الكهان والكاهنات: لا تأذن لأمواج البحر ان تفصل بيننا، فتجعل الاعوام التي قضيتها بيننا نسياً منسيا. فقد كنت فينا روحاً محيية، وكان خيالك نوراً يشرق على وجوهنا. قد تعشقتك قلوبنا، وعلقتك ارواحنا. ولكن محبتنا تقنعت بحجب الصمت، فلم نستطع ان نعبر عنها. بيد انها تصرخ اليك الآن بأعلى صوتها، وتمزق حجبها بيديها لكي تظهر لك حقيقتها. فإن المحبة منذ البدء لا تعرف عمقها الى ساعة الفراق. *** ثم جاء اليه كثيرون متوسلين متضرعين، فلم يرد على احد جواباً، ولكنه كان يحني رأسه، وكان الواقفون حوله ينظرون عبراته تتساقط بغزارة على وجنتيه وصدره. وظل يمشي مع الشعب حتى وصلوا الى الساحة الكبرى امام الهيكل. يتبع......
من السهل ان تعرف كيف تتحرر ولكن من الصعب ان تكون حراً
|
||||
![]() |
![]() |
#105 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() بانتظار الباقي..وشكرا الك ع مجهودك
![]() |
||||||
![]() |
![]() |
#106 | ||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() تابع كتاب النبي
المطرة وحدث اذ ذاك ان امرأة عرّافة خرجت من المقدس، اسمها المٍطرة. فنظر اليها نظرة ملؤها الحب والحنان، لأنها كانت اول من سعى اليه وآمن به مع انه لم يكن له الا ليلة وضحاها في مدينتهم. فحيته باحترام وقالت له: يا نبي الله، طالما كنت تسعى وراء ضالتك المنشودة، مفتشاً عن سفينتك التي كانت بعيدة عنك. وها قد وصلت سفينتك، ولم يبق من بد لسفرك. عظيم هو حنينك الى ارض احلامك وتذكاراتك ومواطن الفائقات من رغباتك، ولذلك فإن محبتنا لا تقيدك، وحاجتنا اليك لا تُمسك بك. ولكننا واحدة نسألك قبل ان تفارقنا: ان تخطب فينا وتعطينا من الحق الذي عندك. ونحن نعطيه لأولادنا، وأولانا لأولادهم وحفدتهم، وهكذا يثبت كلامك فينا على ممر العصور. ففي وحدتك كنت ترقب ايامنا، وفي يقظتك كنت تصغي الى بكائنا وضحكنا في غفلتنا. لذلك نضرع اليك ان تكشف مكنوناتنا لذواتنا، وتخبرنا بكل ما اظهر لك من اسرار الحياة من المهد الى اللحد. فأجاب قائلا: يا أبناء اورفليس، بماذا احدثكم إن لم أظهر لكم ما يختلج في نفوسكم وتتحرك به ضمائركم حتى في هذه الساعة؟ |
||||
![]() |
![]() |
#107 | ||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() حينئذ قالت له المطر: هات لنا خطبة في المحبة.
فرفع رأسه ونظر الى الشعب نظرة محبة وحنان، فصمتوا جميعهم خاشعين فقال لهم بصوت عظيم : اذا اشارت المحبة اليكم فاتبعوها، وان كانت مسالكها صعبة متحدّرة. واذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها، وان جرحكم السيف المستور بين ريشها. واذا خاطبتكم المحبة فصّدقوها، وان عطل صوتها احلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعاً صفصفاً. *** لأنه كما ان المحبة تكللكم، فهي ايضاً تصلبكم. وكما تعمل على نموّكم، هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم. وكما ترتفع الى اعلى الشجرة حياتكم فتعانق اغصانها اللطيفة المرتعشة امام وجه الشمس. هكذا تنحدر الى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزها في سكينة الليل. *** المحبة تضمكم الى قلبها كأغمار الحنطة. وتدرسكم على بيادرها لكي تظهر عريكم. وتغربلكم لكي تحرركم من قشوركم. وتطحنكم لكي تجعلكم انقياء كالثلج. وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا، ثم تعدكم لنارها المقدسة، لكي تصيروا خبزاً مقدساً يقرّب على مائدة الرب المقدسة. *** كل هذا تصنعه المحبة بكم لكي تدركوا اسرار قلوبكم، فتصبحوا بهذا الادراك جزءاً من قلب الحياة. غير انكم اذا خفتم، وقصرتم سعيكم على الطمأنينة واللذة في المحبة: فالأجدر بكم ان تستروا عريكم وتخرجوا من بيدر المحبة الى العالم البعيد حيثما تضحكون، ولكن ليس كل ضحككم، وتبكون، ولكن ليس كل ما في مآقيكم من الدموع. المحبة لا تعطي الا نفسها، ولا تأخذ الأ من نفسها. المحبة لا تملك شيئاً، ولا تريد ان يملكها أحد: لأن المحبة مكتفية بالمحبة. ***** أما انت اذا احببت فلا تقل: ان الله في قلبي" ، بل قل بالأحرى: "انا في قلب الله". ولا يخطر لك البتّة انك تستطيع على مسالك المحبة، لأن المحبة ان رأت فيك استحقاقاً لنعمتها، تتسلط هي على مسالكك. والمحبة لا رغبة لها الا في ان تكمل نفسها. ولكن اذا احببت، وكان لا بد ان تكون لك رغبات خاصة بك، فلتكن هذه رغباتك: ان تذوب وتكون كجدول متدفق يشنف آذان الليل بأنغامه. ان تخبر الآلام التي في العطف المتناهي. ان يجرحك ادراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك، وأن تنزف دماؤك وأنت راض مغتبط. ان تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق، فتؤدي واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر. ان تستريح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة. ان تعود الى منزلك عند المساء شاكراً: فتنام حينئذ والصلاة لأجل من احببت تتردد في قلبك، وأنشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك. يتبع..... |
||||
![]() |
![]() |
#108 | ||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() ثم قالت له المطرة ثانية: وما رأيك في الزواج ايها المعلم؟
فأجاب قائلا: قد ولدتم معاً، وستظلون معاً الى الأبد. وستكونون معاً عندما أيامكم اجنحة الموت البيضاء. أجل، وستكونون معاً حتى في سكون تذكارات الله. ولكن فليكن بين وجودكم معاً فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض، حتى ترقص ارياح السموات فيما بينكم. احبوا بعضكم بعضاً، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود، بل لتكن المحبة بحراً متموجاً بين شواطئ نفوسكم. ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه، ولكن لا تشربوا من كأس واحدة. اعطوا من خبزكم كل واحد لرفيقه ولكن لا تأكلوا من الرغيف الواحد. غنوا وارقصوا معاً، وكونوا فرحين أبداً، ولكن فليكن كل منكم وحده، كما ان أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعاً تخرج نغماً واحداً. ***** ليعط كل منكم قلبه لرفيقه، ولكن حذار ان يكون هذا العطاء لأجل الحفظ، لأن يد الحياة وحدها تستطيع ان تحتفظ بقلوبكم. قفوا معاً ولكن لا يقرب احدكم من الآخر كثيراً: لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها. |
||||
![]() |