![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||
مشرف متقاعد
|
![]() هل يوجد إله؟
تقديم ! ربما ترى أنه من الغريب أن نحاول هنا الاستمرار في التدرج إلى محاولة إثبات وجود إله لنا ، أو لهذا العالم من حولنا ؟ فالبعض يرفض تماماً فكرة وجود إله ! والبعض الآخر – وهم أخوتنا المسلمين – يقولون لنا لماذا تكتبون لنا عن هذا الموضوع فنحن به عارفون ، فنحن نؤمن بإله ، بل ونوحده ( أي من الموحدين الغير مؤمنين بتعدد الآلهة) ؟ فنقول لهؤلاء ، لو أنكم تؤمنون بإله لما كان هناك خلاف حوله ، وجدل كبير حول ذاته ؟ ! بل إنه من اللازم علينا أن نضيف إلى هؤلاء كلهم المسيحيين الاسميين ، الذين ولدوا فقط في كنف كنيسة وحاولوا إرضاء الله ببعض أعمالهم ، معتقدين بكفاية معموديتهم وهم أطفال على يد كاهن لكن لماذا نكتب نحن عن الإيمان بالله ؟ الكلام عن الإيمان بإله – الله – إذا ما صدر من هيئة دينية ( أقصد هنا أي هيئة دينية ، سواء كانت إسلامية أم مسيحية ) أشبه ما يكون بالوضع الذي أجاد وصفه " كير كيجارد " في مثله الشهير ، والذي استعاده حديثاً " هارفيه كوكس " في كتابه " المدينة الزمنية " ، وأعني هنا مثل البهلوان(1) الذي أخذ يصرخ " النار ، النار " . فالقصة المعنية تجري حوادثها في الدانيمارك ، وتروي أن النار اندلعت فجأة في مدينة للملاهي متنقلة . وللحال أرسل مدير هذه المدينة بهلواناً ، كان قد ارتدى زي الاستعراض ، إلى القرية المجاورة التي يتهددها امتداد النيران عبر حقول القش . أسرع البهلوان إلى القرية يستغيث بسكانها لنجدة مدينة الملاهي المنكوبة . لكن القرويين الذين تراكضوا على صراخه ، ظنوا في الأمر خطة دعائية ماهرة تروم استجلابهم إلى حفلة الاستعراض ، فطفقوا يصفقون له مستغرقين في الضحك . أما البهلوان فكان يود بالحري لو تمكن من البكاء . وعبثاً راح يبذل جهده في استمالتهم وإقناعهم بأن المسألة ليست مسألة دعاية ، بل إن مدينة الملاهي تلتهما النيران فعلاً . لكن كلما ازداد إصراراً ازدادوا هم استغراقاً في الضحك وإعجاباً بحسن أدائه لدوره المفترض . وأخيراً ، حينما ضربت ألسنة اللهب في القرية ، أدرك الجميع أن أوان التصدي لها قد فات . وهكذا خربت القرية ومدينة الملاهي على السواء. يستعين " كوكس " بهذا المثل لتصوير وضع رجل الدين المسيحي المعاصر ، فالبهلوان العاجز عن جعل الآخرين يفهمون كلامه ، يرمز إلى " رجل الدين " . فهذا الأخير ، وقد تدثر بزي القرون الوسطى ، أو أي عصر ماضٍ آخر ، لا ينظر إليه الناس النظرة الجدية المبتغاة ، إذ مهما كان نوع الكلام الذي يقوله ، يظل هو موسوماً بسمة دوره . أي أن الناس ينظرون إليه نظرتهم إلى صاحب دور يقوم بالدور الموكول إليه ، مهما بذل من جهد ومهما اعتمد من أساليب لإقناعهم بجدية الوضع الذي يعرضه ، فهم مقتنعون ، مسبقاً ، بأنه إنما يلقي كلاماً من النوع الترويحي ، وبأنه يؤدي دوراً تمثيلياً لا علاقة له بالواقع . لذا تراهم يستمعون إليه باسترخاء غير عابئين بأقواله . ! وما أقرب هذه الصورة بنا نحن " المتنصرين " ، فكم كنت أشبه – أنا شخصياً - هذا البهلوان حين حاولت إعلان إيماني لأهلي مستخدماً اللغة التي تعلمتها من الكنيسة !، وكان كلما رفضوا أن يستمعوا لي ازددت أنا في المحاولة في التأثير عليهم ، لكن كل هذا كان بلا جدوى . وكم كان مشجعاً لي حين تقابلت مع صحفي شاب عربي ، ملحد ، دفعني أخ لي إلى محاولة إقناعه بوجود إله – الله – إلا أنه فاجأني بالقول : " إن أردت محادثتي عن وجود إله ، دع القرآن والإنجيل جانباً " . وعندما سألته : " وماذا تريدني أن أستخدم ؟ " ، أجابني قائلاً : " هذه مشكلتك أنت ؟ " ! نعم لقد كانت هذه مشكلتي ، فقد كان على أولاً أن أسمعه ، أن ألتحم به ، ولا أمثل دور المحب له ، بل أن أتعلم أن أحبه ، وهو يستطيع أن يفعل ذلك لو سمعته . تقول ألا أدريه بأن الله لم يصنع الإنسان ، لكن الإنسان هو الذي صنع الله . بل يمكننا أن نذكر ما كان يقوله كبار الفلاسفة الذين نقدوا الوعي الديني من أمثال " فويرباخ " الفيلسوف المادي الذي هاجم المسيحية بعنف ، ورأى أن الدين ضرب من الاغتراب : فهو أفكار الإنسان التي يخلعها على موجود في العالم الخارجي ، فهو يتمنى أن يكون قوياً ، لكنه يحس أحياناً بالضعف فيسقط هذه الأمنية على موجود في الخارج يتصور أنه " قادر على كل شئ " ، وهو يتمنى أن يكون عالماً ، لكنه يحس أحياناً بالجهل ، فيسقط هذه الأمنية على هذا الموجود الخارجي الذي يتخيله " عالماً بكل شئ " ، وكذلك في فكرة " الخلود " وغيرها ففي عالم محاط بالموت من كل الجوانب ، تقف علامة " لا " في مواجهة الموت وقفة أكيدة ، ومعها الإحساس بأن هناك الكثير ، من أين يأتي إحساس كهذا ؟ هل في الإمكان أن علامة السمو والتفوق هذه أو التبرير الأسمى هو آت من الله ؟ فهل يوجد اله ؟ أن كان كذلك فماذا يشبه الله ما هو الفارق بين الملحد و اللا أدري ؟ -1 هل يمكن إثبات وجود الله بنفس الطريقة التي تثبت بها بأن الماء يتكون من جزيئين من الهيدروجين و جزئ من الأكسجين ؟ -2 كيف يمكن أن يستخدم عقلياً الدليل الثانوي الأول كدليل لإثبات وجود الله ؟ -3 كيف تختلف مبادئ البرهان الكوني عن البرهان الغائي( الموجه نحو الغاية ) في الأساس؟ -4 كيف يمكن أن يستخدم الدليل الأساسي الأول عقلياً لإثبات وجود الله ؟ -5 – ما هو برهان علم الوجود و حقيقته ؟ -6 هل البرهان الأخلاقي و علم الجمال يمكن أن يستخدم كمؤشر مؤثر نحو إله شخصي ؟ -7 هل يمكن أن تدعو الله بضمير العاقل ؟ -8 هل اختبرت حقيقة الله بالتكلم معه مباشرة في الصلاة ؟ -9 مفـــردات للدراســة اللا أدريه : هو الاعتقاد بأن أية حقيقة مطلقة ( كالله ) هي غير معروفة و من الجائز غير معرفة الثانوي : حرفياً يعنى الدليل المتأخر و هو النتائج التي يمكن الوصول إليها بواسطة ملاحظة الحقائق عقلياً و توضح . السبب أكثر من النتيجة ( من النتيجة إلى السبب ) الأولى : حرفياً بمعنى الأولى الذي يتقدم من السبب إلى النتيجة – استنتاج منطقي يشير إلى أو يستنبط من منطق الغرض للبرهان الذاتي . السابق افتراضه بالتجربة الإلحادية : مذهب أو موقف ينكر وجود الله الكـونيـة : تتعامل مع الكون كنظام عام ، معالجة الأصول و البناء و الفراغ والزمن المتعلق بالكون غائي : و هو الذي يعالج دليل أو غاية – وجود الطبيعة ، أو العمليات الطبيعية الموجهة لغاية أو المرسومة بهدف تطوير الدرس .. يقول بعضهم إن الادعاء بأن براهين وجود الله ذات قوة مقنعة لا ترد ، إنما هو ادعاء ضعيف ! أما نرى حولنا ، وفي كثير من الأقطار أناساً ينتمون إلى جميع الطبقات الاجتماعية والمستويات الفكرية والثقافية ، يعلنون أنهم على الإلحاد ، ويعيشون وكأنهم غير مسئولين أمام ما يسميه المؤمنون " الله " ؟ فالإلحاد حدث خطير وواقع ناشب في العالم . فمن الضروري إذن أن نتوقف عنده قليلاً للنظر في واقعه وأسبابه . وأول سؤال يتبادر إلى الذهن هو هل عدد الملحدين بين الناس كبير ؟ أي هل هناك في صفوف البشر كثير من الملحدين الحقيقيين الذين يتخذون من الإلحاد مبدأ سلوك وحياة ؟ ! من البديهي أننا لا نعني بالملحدين أولئك الذين ترعرعوا وتربوا بعيداً عن كل تأثير ديني ، أو الذين تعودوا أن يقصوا عن مجال اهتمامهم الله والدين والمشاكل الماورائية ( الغيبية ) ، فهؤلاء جهلة ، لا ملحدين ! ولا نعني أيضاً أولئك الذين ، بعد طفولة في مناخ الدين ، تناسوا الدين مع متطلباته ، حين دخلوا معترك الحياة والعمل بدافع من الإهمال والفتور وعدم الاكتراث ، فهؤلاء ليسوا بملحدين ، بل هم لا مبالون ! ولا نعني أيضاً أولئك الذين تنتابهم الهواجس و ينهشهم الشك في أمر الإيمان ، أو الذين يفتشون عن الطريق السوي إلى الحقيقة ؛ فهؤلاء ليسوا بملحدين ، بل قلقون ومرتابون ! ولكننا نعني أولئك الذين ، بعد تفكير طويل ودراسة عميقة ، يعتقدون ، بيقين تام وهادئ ، أن الله غير موجود ! فهؤلاء ، هل هم كثيرون ؟ . من حيث المبدأ : لنفترض أن عددهم كبير ، فهل يهزمون بضخامة هذا العدد حقيقة وجود الله ؟ كلا ! فإن هذا العدد يصطدم دوماً بالإجماع البشري حول وجود الله ! من حيث الواقع : إن الصدمة التي يتلقاها البرهان بالإجماع البشري نتيجة إلحاد عدد الملحدين الحقيقيين المقتنعين الهادئين ليس هو في الواقع إلا ضئيلاً . أما نرقب ، غالباً في الذين يتبجحون بالإلحاد الاضطراب ؟ : ولنا ملاحظات لما ينم على قلقهم وشدة ارتيابهم ! فالملحدون يكرهون الله ، ويلاحظ ذلك في كتاباتهم وتصريحاتهم . ولكن ، إذا كان الله فكرة ينقصها الوجود ، وهي على كل حال فكرة جميلة ، فلم إذن الشتم والتجديف ؟ ، وإذا كان الله في حيازة العدم ، لاوجود له ولا شعور ، فلم يهدده الملحدون بقبضات أيديهم ؟ ! وإلحاد الملحدين ليس نتيجة أو نقطة وصول لمذهبهم الفكري ، بل هو نقطة انطلاق له ؛ ودليل ذلك سعيهم الدائب بلا هوادة وراء بينات جديدة لإثبات عدم وجود الله .فإنهم يهملون نظاماً فكرياً للأخذ بآخر يتناقض أحياناً مع الأول ؛ وفي جميع هذه التقلبات لا قصد لهم إلا التوصل إلى نفي وجود الله . فالإلحاد عندهم ليس نتيجة برهنة أسلوبية ، بل حكم تقرر من قبل يحاولون جاهدين تأييده ودعمه وإذا وقفنا بالملحدين أمام سرير الموت ، وجهاً لوجه أمام المجهول الأكبر ، فماذا يكون من أمر إلحادهم ؟ كم منهم في تلك الساعات الأخيرة الرهيبة ينكرون إلحادهم وينضمون إلى صفوف المؤمنين التائبين ؛ وكم منهم يثور قلقهم واضطرابهم أمام ذلك " المجهول " الرهيب في ختام " مغامراتهم " على الأرض . فموقفهم هذا يظهر بجلاء أن الطمأنينة الوحيدة والعقيدة لم تكونا من نصيبهم إبان حياتهم ؛ ولكنهم كانوا لا مبالين أثناء تمتعهم بالصحة ولا تظهر قيمة هذه البرهنة بجلاء إلا حين نثبت أن التاريخ لم يسجل قط في صفحاته أسماء مؤمنين أنكروا الإيمان في الساعات الأخيرة وانضموا إلى صفوف الملحدين .. . فجميع هذه الدلائل تشير إلى أن عدد الملحدين الحقيقيين في العالم أقل بكثير من الذين يظنون أنفسهم ، أو نظنهم لا دينيين ملحدين . وجميع المراقبين يشاطروننا هذا الرأي أسباب اللادينية ، أو الإلحاد . السؤال المطروح الآن هو : كيف يخسر المرء الاعتقاد بالله بعد الإيمان به رغم تلك الشواهد الواضحة ، والمتوفرة لديه ؟ إن هذا التراجع العقلي هو ، في العادة ، نتيجة التأخر الأدبي ؛ فالمرء لا ينسف ، على وجه الإجمال ، قانون الإيمان إلا بعد التمرد بخبث وعناد على وصايا الله وصوت الضمير . فبتأثير الأهواء الثائرة يتمنى المرء لو أن الله غير موجود . ويمضي هذا التمني ليزداد قوة ونمواً حتى ينتهي إلى الاعتقاد بعدم وجود الله . فالإنسان يقطع إذن مرحلتين قبل بلوغه الإلحاد المرحلة الأولى : الأهواء تقود إلى التمني . إن بعض الأهواء في الإنسان ، مجتمعة كانت أم منفردة ، بإمكانها أن تدفع به إلى اعتبار الله فكرة تضايقه وتحرجه ، وإلى تمني حذفها من الوجود . الكبرياء : يعتقد بعضهم أن الله فكرة مذلة لا تتفق وكبرياء الإنسان الذي يبغي أبداً الاستقلال والتحرر من كل قيد . فـ "هيجل " مثلاً كان يبدي للدين والإيمان كل استخفاف واحتقار -1 . الخيلاء : والخيلاء تحمل بعضهم على التفرد والتميز بالتصرف والرأي جلباً لأنظار الناس ، وتدفع بهم إلى أن يتظاهروا بأنهم أكثر علماً من غيرهم وأشد تحرراً في التفكير -2 . والإلحاد يحقق هذا المأرب ، فإنه يجعلهم منفردين متميزين ، ويظهرهم ثائرين على المألوف المتواتر ، مفكرين في ما لا يفكر فيه غيرهم . الطمع في المال : وأهل الطمع في المال يودون الانفلات من كل حد وقيد لبلوغ مأربهم ، فيجدون فكرة الله لاجمة ، معيقة ، فيسعون إلى خلعها وتقويضها. فإذا كان هناك إله موجود فعلينا أن نؤدي له حساباً دقيقاً عن المال الذي امتلكناه بالطرق الشرعية أو غير شرعية ، أو الذي أسئ استعماله -3 وتلك الهواجس ، والأفكار مقلقة ومنغصة حتى أن أصحاب الطمع المفرط يلجأون إلى الإلحاد كمخدر ومسكن . الدعارة ، أو الرغبة الشديدة في الملاذ الجنسية : فهذه الرغبات لا تجد لها رادعاً مثل فكرة " وجود الله " . فتحمل العقل على إنكاره حتى يفسح لها المجال . والملاحظ أن غالبة الانهيارات العقائدية تحدث إبان سن المراهقة والشباب ، وأن الإيمان ينطفئ في الكثير من الأحيان حين تشتعل نيران الشهوة الجنسية -4 المرحلة الثانية : الرغبة تقود إلى الاقتناع . من طبع الإنسان أن يميل إلى الاعتقاد بما يرجوه ، وينفي أيضاً بسهولة ما يخافه ، ويحاول التخلص مما يكبله ويعيقه . فالملحد يشعر أولاً بالخوف من الله ، فيفكر في نكرانه ، ثم يصرح بأنه لا يؤمن به ؛ ثم تتعاقب هذه التصريحات متكررة فتصبح مع الأيام جدية ، وتنتهي بالعقل إلى اتخاذ المنطق الذي رسمته له المشاعر . ربما أنت في حالة مماثلة ، وان كان كذلك فلا تفشل إذ يوجد أمل وتوجد إجابة صحيحه لمشاكل الحياة ما هي الإلحادية واللا أدرية ؟ الإلحادية ( هي مذهب أو موقف ينكر وجود الله ، هذا بشكل عام . لكن هناك ثلاثة أشكال للإلحاد المعاصر(2 . الإلحاد النظري : وهو مذهب ينكر وجود الله أو يرفض إثباته ( عن شكوكية أو نسبية أو لاأدرية أو وضعية جديدة ) الإلحاد العملي : وهو موقف من يعيشون كما لو كان الله غير موجود الإلحاد الكاذب : إلحاد الذين يظنون أنهم لا يؤمنون بالله ، مع أنهم في الواقع يؤمنون به دون أن يشعروا ، لأن الإله الذي ينكرون وجوده ليس هو بالله ، بل هو شئ آخر . فإن كنت مقتنعاً بأنه لا إله من أي نوع ، وإن كان فكرك قد استمر على هذا المنوال ، فنفع هذا الدرس قليل بالنسبة لك . ولكن إن كنت تتخذ موقف المدافع عن الإلحاد بصوت منخفض أو إن كنت غير راض بالإلحادية كحالة عقلية وروحية ؛ حينئذ اقرأ ولاحظ الدليل على صحة وجود الله في العالم اليوم غالباً ما يسمى مارتن لوثر ( 1483 – 1546 ) بأبي الإصلاح وقد قال مرة : " إن الله هو ما نعلق قلوبنا عليه " سواء كان قوة أو علماً أو ثورة أو مالاً أو دولة أو أياً من ألف شئ آخر. كل منا يعتمد على شئ ونعطى جل اهتمامنا له بهذا المعنى يستحيل وجود الإلحاد الحقيقي ، لأن كل واحد يعلق قلبه على شئ واحد على الأقل هذا الشيء الواحد يصبح إلهنا . لذا فالسؤال المطروح غالباً هو : بماذا تؤمن ؟ أما الإيمان المسيحي الأصيل ، فليس في الأساس تصديقاً لأفكار أو اعتناقاً لمبادئ ، إنما ارتباط صميمي بشخص حي ، هو الله . في منظار كهذا ، لم يعد السؤال اللائق هو : بماذا تؤمن ؟ بل : بمن تؤمن ؟ وهو السؤال الذي يجب أن يجيب عليه كل من يلقب نفسه بـ " الملحد " : اللا أدرية . في عصر فني كعصرنا ، يبدو أن أللا أدرية هي حالة تستميل وتجرب الكثيرين فـ " أللا أدرية "هي وجهة النظر التي تقول بأن معرفة الله محدودة أو مستحيلة . فلا يمكن إثبات وجود الله كما لا يمكن إثبات العكس أو إنكار وجوده . وطبعاً موقف كهذا يقود إلى حالة مفرغة ولا نهاية لها ، والحالة تلك لا إجابة لها ، وهي حالة -حتماً- تقود إلى اليأس أن كنت في مثل هذه الحالة ويمكنك أن تقول في إخلاص : " أنا فقط لا اعرف!" عندئذ فأنا أشجعك على ملاحظة ومراعاة الصفحات القادمة ، ليس فقط بذهنك ( العقل ) لكن أيضا بقلبك ( الإرادة ) : لاحظ شاب المشاكل المعقدة التي يواجهها أناس القرن العشرين فكتب قصيده عنوانها " البحث عن المعجزات " وأرسل هذه القصيدة إلى قسيس مشهور – كتب عليها مذكرة جاء فيها " أرجو أن تتحقق " ، وسواء تحققت أم لا بالنسبة لهذا الشخص فأنا لا اعرف إلا أن أقول إني انتظر معجزة في حياتي إني انتظر ذلك المجهول ... الذي لا يدين ... ... الذي يقبلني كما أنا .... ... الذي ينهى كل صراع ... ... الذي يريدني أن أكون حرا إني انتظر ذلك المجهول الذي يعتني بحق .. الذي يجعلني أرغب في الجرأة الذي يهبني الواقع الذي يجعلني أقف على أرض لم اقف عليها قبلاً أنى انتظر ذلك الشخص .. الذي يسميه كل شخص آخر - الله مشكلة البرهان على وجود الله واجه لويس كاسليس مسألة إثبات وجود الله وهو يقول : "هل يمكن إثبات حقيقة الله ، لكي نقدم لك إجابة صادقة ثابتة لا تهتز ، فهذا من الممكن .. ولكنك أنت وحدك الذي يمكنك أن تثبت هذا لنفسك – فلا أحد يستطيع أن يثبته لك وتوجد الكثير من القضايا التي قد تقود له ، إلى الإيمان بأن وجود الله إمكانية معقولة ، ولكن الدليل الوحيد الذي يحل المشاكل في النهاية ويطرد عنك شكك هو اختبار حقيقته لنفسك " إني اتفق مع لويس كاسيلس أنك لكي تثبت وجود الله من خلال الأدلة العقلية فقط فهذا مستحيل . لكن توجد المؤشرات الكثيرة القوية و التي تفرض نفسها و التي تقود إلى " إثبات وجود الله " . في مناقشة دليل وجود الله سوف لا ألجأ كثيراً إلى الكتاب المقدس كمصدر . وذلك من أجل سببين أولهما : وجود الله قد أوضحه الكتاب المقدس . فالكتاب المقدس يبدأ بدليل بسيط عن عمل الله " في البدء خلق الله ... ( تكوين 1:1 ) و يستمر متخذاً وجود الله عن يقين وبغير تساؤل و كما وضحه أحد اللاهوتيين قائلاً : " انه لا يبدو لأي كاتب بان أمر وجود الله كان في نظره يحتاج إلى دليل لإثباته ، لا في العهد القديم و لا في العهد الجديد ، ففي كل مكان و في كل زمان هي حقيقة ثابتة ". ثانيا : أولئك الذين يفحصون مزاعم المسيحية و أولئك المتشككون في أمر وجود الله يحتاجون إلى دليل آخر بجانب ما يقوله الكتاب المقدس فهم يتشككون في سلطان الكتاب لذلك فنحن سنعتمد الأدلة العقلية و المنطقية لوجود الله الدليـل الثانوي الأول الدليل الثانوي الأول هو دليل الحقائق الملحوظة . فهو ينظر إلى النتائج و منها ينتقل راجعا إلى الأسباب . فهو يؤسس العلة على النتيجة الملحوظة . يعتبر توما الاكوينى ( 1225 – 1274 ) أحد المفكرين المشهورين في التاريخ البشرى إذ قدم دراسته المشهورة " الطرق الخمس " التي يبنى على أساسها " أمر الوجود الإلهي " فهذه المادة وقفت ولزمن طويل كبحث كلاسيكي أدنى – و من الجميل أن تلاحظ بأنه اليوم يوجد تجديد في الاهتمام في هذه المؤشرات عن الله وهذه الأدلة البحثية " قد خاطب بها أولا توما الاكوينى لرجال الفكر"، مقدما لهم أسبابا عن " لماذا يجدر بالعاقل أن يؤمن بوجود الله " الحـركــة كل ما يتحرك يتحتم انه يتحرك بواسطة شيء آخر ، هذه الحركة ليست عملية غير محدودة ، لذلك تتخذ في النهاية طريقك راجعاً إلى " المصدر الأول للحركة و الذي يتحرك دون مؤثر آخر ومصدر كهذا يفهمه جميع الناس على أنه هو الله " . هذه هي كلمات الاكوينى نفسه ، و هي نفس الفكرة التي ذهب إليها أرسطو قبل المسيحية حين تحدث عن محرك لا يتحرك فبعد تحليل الجوهر و الحركة في الطبيعة استنتج أرسطو بأن المحرك الأول أو المبدأ الأول يتحتم وجوده و الفحص لما ذهب إليه يظهر أنه عن طريق الطبيعة أنها تعتمد على الله في وجودها . و بدون هذه العلة الأولى لا يوجد على الإطلاق وجود :الســببيـة . من المستحيل أن يكون شيء ما علة نفسه . فهذا يقود إلى ما لا نهاية من العلل و التناقضات – لذلك لا بد من وجود علة أولى في مكان ما . لذا ،من الواجب علينا أن نفترض علة أولى . و كل الناس يسمونها الله . حقا فإن هذا لم يضف شيئا إلى فكرة الاكوينى الخاصة بالحركة و لكنهما إذ يؤخذان معاً ، فهما تنوع لما يمكن أن يسمى بالقضية الكونية في القرن الثالث عشر ، وقد ظلت ثابتة ولم تقابل بتحدي يذكر سوى من جانب قلائل من الكتاب والعلماء . الإمكانية و الضرورة : أن القضية الثالثة للاكوينى مأخوذة عن الضرورة و الإمكانية و هي كآلاتي أن الاختبار يقودنا إلى استنتاج أن كل الأشياء ليست مستقلة و حقا كل شيء يعتمد على آخر في وجوده ، فالأشياء أما قادرة على الوجود أو هي ليست موجودة . فهي ممكنة "أن تكون أو لا تكون "و لكن من المستحيل لكل الأشياء أن تكون دائمة الوجود و لكن إن كان كل شيء من الممكن ألا يوجد حينئذ ففي وقت ما لم يكن شيئا موجوداً . لكن هذا ليس منطقيا وذلك لأنه من لاشيء لا يمكن أن يكون شيء لذلك يجب أن يكون شيء وجوده ضرورة للوجود و هو من يتحدث عنه جميع الناس بأنه الله . فكل شيء عدا الله يعتمد على شيء آخر ليأتي به للوجود تـدرج الوجــود تدرج الوجود الكامل في الكون " إن بين الكائنات من هم أكثر أو أقل صلاحاً و صدقاً و نبلاً و هكذا هذه الأشياء قيل عنها أنها خيرة أو أقل خيراً " بحسب درجاتها المختلفة من القرب لمن هو أعظم من الكل " – بمعنى أنه يوجد في الكون مستوى للمقارنة : بالذي هو نفسه كاملاً " و هذا ما نسميه الله " . إدارة الكـــون هذه ما تعرف على وجه العموم بأنها قضية الغائي – أو القضية من الفرض و التصميم . بمعنى " غاية أو نهاية " فأمر و ترتيب الكون يظهر بأن هدفا و قصدا و غاية من ورائه توجد " الأمور " لكنها لا تعرف بعد فهي تتم فرضاً لا صدفة بل بالتصميم و القصد و النية – وحيث أن هذه النية ليست من نفسها ، فهي توجد في كائن عاقل " به كل الأشياء الطبيعية " و قد توجهت نحو غايات و هذا الكائن العاقل نسميه الله أن الخمس طرق لتوما الاكوينى يمكن اعتبارها خمس قضايا متميزة متصلة ببعضها ، أو كأنها دليل واحد ذو خمس جوانب . يوجد بعض الفلاسفة المسيحيون الذين جادلوا هذه الناحية ، و قالوا بأن هذه الخمس قضايا تعتبر قضية واحدة . وأنى أتفق مع من يقول بأن فكر الاكوينى يحوى بعض الضعف لكنها في نفس الوقت إن أخذت القضية ككل فهي صحيحة . و لها تأثير فعال – و القضية تخدم كمؤشرات لكائن أو لعلة أساسية أولية عاقلة ، حرة أزلية ، لا حدود لعظمتها – والضعف الأساسي لهذه البراهين أنها لم توضح الله في تعبير الشخصية والحب و الاستجابة للإنسان والعالم ، لكن هذا سنعالجه فيما بعد الدليـل الأساسي الأول الوسائل الأولية هي التي تتقدم من العلة إلى النتيجة أو تعرف بأنها الدليل الذاتي و تعرف بأنها صواب بعيدٌ عن الملاحظة أو الاختبار . بهذا المعنى يقول الدليل الأساسي الأول لوجود الله بأن هناك شيئا عميقاً في داخل كل إنسان يدرك المسئولية تجاه آخر ... هناك نظـرية الـوجــود خلال العصور الوسطى ظهر رجل ديني باسم " أنسلم " من كانتربرى ( 1033 – 1109 ) مفكر أصيل هو صاحب هذه القضية . بدأ أنسلم بالآية الكتابية " قال الجاهل في قلبه ليس إله "( مزمور 14 : 1 ) ، فبالنسبة لأنسلم : الإنسان لا يمكنه التفكير في كائن أعظم من الله . فالإنسان هو مركز عالم يؤمن بوجود الحق و جميع الناس لديهم القدرة على معرفة الله . و على هذا الأساس طلب أن يبرهن على وجود الله بفكر الله نفسه . " الكائن الأعظم المدرك " و مع أن عبارة أنسلم لم تثبت وجود الله غير أنها أظهرت حتمية وجود الله و أنه غير محدود و كامل . فالله كائن بالمعنى السامي و الحقيقي . الفكـرة الفطـرية عن الله اعتبار الفكرة الفطرية عن الله هو مماثل للقضية الوجودية و في صورتها البسيطة تقول بأن كل شخص يولد و قد غرس في ذهنه فكرة اعتبار الله – وإذ يكبر الإنسان تتضح أكثر فكرة الله أو- تقوى الانطباع - ومنها جاءت الفكرة بأنه لابد أن يكون هناك إله – و الآن قد يضعف هذا الإحساس في الشخص أو يذهب عنه إلى جوانب اللاشعوري – لكن خلال الأزمات قد يستيقظ هذا الإحساس فجأة نقول هذا بطريقة أخرى وهى أن الإنسان له بناء تديني طبيعي أو تديني مطلق نظير التفكير و غيره . محدودية الإنســان نحن نذكر دائما محدوديتنا ، و بحسب قول أرسطو طاليس في تعريفه للإنسان : إنه كائن محدود " للإنسان إحساس بمحدود يته" وفي هذا القرن يوجد شعور بضعف الإنسان ، فنحن نعيش عصر التشاؤم – فرعب الحرب والخوف من الذرة وغير ذلك من اختراعات العصر جعلت الناس يتساءلون ما هو معنى حكمة الإنسان الحديث وخيره في هذه الأمور ؟ وبعض كتابات التيار الأدبي تعبر عن محدودية الإنسان – الشعور بالعدمية – يبدو وكأنه قد تمكن من إنسان اليوم وخاصة بين الجيل الأصغر سناً . . أنه عندما يشعر الإنسان بإحساس عميق بمحدود يته يجابهه غير المحدود – الله – لقد عرف بعض اللاهوتيين بأن في كل إنسان " إحساس بالاستقلال " وبعد ذلك يجب أن يتحقق الإنسان بأن الله هو الشخص الغير محدود الذي يجب أن يعتمد عليه الدليل من علم البديهيات . علم البديهيات هو تعبير يعنى " دراسة القيــم " ، وتوجد طريقتان من الأدلة في علم البديهيات تستخدمان كمؤشرين لوجود الله . وكلاهما نشأ من الإحساس بالقيم فالأول يعالج "القيم الأدبية" ، وأما الثاني يتعامل مع "القيم الجمالية" ( القيمة الأدبية ( الأخلاقية أصحاب العقول الكبيرة مثل س . أس . لويس (1898 – 1963 )(3) . وعقل " كارل يونج " (1875 – 1961) وقد آمنت بأن كل إنسان لديه إحساس أدبي وهو موجود في كل شعب وعصر وحضارة معروفة للتاريخ وعلم الإنسان ، وعالم النفس " الفينى فيكتور فرانكل " (1905 ) اعتقد بأن أحد الاحتياجات البشرية الأساسية هي " الإدراك للمعنى " ويقول بأن الإنسان يمكنه احتمال أية آلام إن كان يرى هدفاً أو معناً فيهما ، ومن الناحية الأخرى فهو يصير يأساً حتى في وسط الثراء إن لم يتمكن من أن يجعل حياته تتصل بشيء أكبر ويجعل الحياة ذات معنى ويقرر عالم اللاهوت " أوغسطس استرنج "إن الضمير يدرك وجود القانون الأدبي الذي له سلطان أسمى . ومعرفة التعدي على هذا القانون الأدبي يتبعها إحساس الهجر والخوف من العقاب والدينونة ، والقانون الأدبي ، حيث أنه لم يكن من صنع النفس ، والتهديد بالدينونة وحيث أنه ليس من اختلاق النفس ، فهذا يوضح بكل وقار وجود إرادة مقدسة فرضت هذا القانون ، وقوة فعالة تجرى التهديد والعقاب على مخترقي القانون الأدبي الطبيعي . بمعنى آخر فان الضمير يدرك وجود معطى القانون الأعظم وهو الله وضمان عقاب لكل من يتعدى قانونه القضية الجمالية القضية الجمالية تبدأ بالاعتقاد بأن معنى الجمال بين الناس في كل العالم ، وإدراك الجمال في الكون يمكن أن يرى كدليل مباشر لوجود الله الشخصي . فمثلاً في الطبيعة لا يوجد تناقض ألوان في الورود أو غروب الشمس أو الأشجار بل يوجد انسجام وجمال في الصورة البشرية ، والحياة الحيوانية وفى البحر . إن حقيقة أن للإنسان إمكانية جمالية بها يدرك ويقدر الجمال المحيط به ، لهو دليل قوى على هذه القيمة الجمالية الكونية واعتبار ما يوصف أنه " جميل " قد يختلف من حضارة لحضارة ، لكن ليس هذا هو بيت القصيد فالأمر هو أن في كل كائن بشرى عادى يوجد معنى وشعور بالجمال ، وقدرة على إجراء حكم عما هو جذاب ، وأكثر من هذا أن للإنسان قدرة ومهارة على اختلاق الجمال نفسه كالأعمال الفنية السيمفونية ، والأغنية ، ( ترنيمة )، أو قصيدة .كل هذا يطرح سؤالاً : كيف يتطابق جمال العالم وقدرة الإنسان الجمالية تطابقاً مقبولاً ؟ من المحتم أن يكون الأمر بالتصميم والتجديد ولكن التصميم يتطلب عقل والعقل ينبئ عن الشخصية التي تقود مرة أخرى إلى الله الإشارة إلى الله بضمير العاقل وليس بضمير غير العاقل نحن نستخدم ضمائر شخصية فيما يتعلق بالله – لأن لنا شخصية –هذا سواء كنا نؤمن بوجوده أم لا ، فدائماً ما نوجه كلامنا له ، أو عنه ، مستخدمين ضمير العاقل . فهو الكائن الذي له غايته الظاهرة المقنعة في الكون الذي وضع أمام ملاحظاتنا الفعلية . الله كأساس جميع الكائنات هو غير محدود أكثر مما ندرك عندما نحاول أن نقدم شخصيته في درجة مطلقة . وهو بكل يقين ليس أقل من شخص حي لذلك نتحدث عن الله بضمير العاقل ، لا لأننا نتمسك بأي مقاييس إنسانية عنه ، ولكن لأنه أفضل ضمير صحيح نعرفه يقدم لنا عالم الطبيعة الأستاذ "روبرت بويد " وأستاذ علم الفلك في الأكاديمية الملكية البريطانية – مساعدة في هذا الجانب وهو أن الله شخصية ، فيناقش ثلاثة أنواع للمعرفة وهي : المعرفة الحسابية ، المعرفة العلمية ، المعرفة الشخصية المعرفة الحسابية في المعرفة الحسابية لا يوجد سوى العالم فقط ( أنا ) مع بديهياته وافتراضاته … أما في المعرفة العلمية سنجد العالم يتجاوب ويتفاعل مع عناصر الطبيعة .. هنا تتفاعل " الأنا " العاقلة للعالم ن مع عناصر الطبيعة " هي " الغير عاقلة إن الوسائل الأولية للحصول على المعرفة الشخصية هو بالمواجهة يمكن أن تسمى أيضا المعرفة الإختبارية ، ومع أن المعرفة بالاختبار تعرف في بعض الأحيان على أنها أضيق من غيرها . فأنا أستخدم التعبير الذي أعنيه علاقة "أنا وأنت" والملاحظة لا بديل لها لمواجهة حقيقية ولتبادل فكرى – والمواجهة الشخصية تشمل الإعلان الذاتي – أو كشف علاقة " أنا وأنت " بدون حجاب في هذا النوع الثالث من المعرفة فنحن نرى الله " هو " باستخدام الضمير العاقل وليس ضمير غير العاقل – وكما قال القديس أوغسطينوس يا الله لقد خلقتنا لذاتك ، وقلوبنا قلقة حيرى حتى تجد الراحة فيك " تحــــــدى إن نقطة الاقتراب من الكتاب المقدس تختلف عما كنا نناقش ، ففي هذا يعتبر الكتاب المقدس وجود الله المحب حقيقة شخصية . ولكن يوجد أيضا فارق آخر وهو أن الكتاب المقدس يعلن لنا بأن الله يبحث عن الإنسان وليس الإنسان هو الباحث عن الله . إنه ليس بكاف أن تقتنع بأن الله موجود وتمضى بعيداً عنه شاعراً كأنك وصلت إلى حل مشكلة فلسفية أخرى . ورغم كل ما قيل فالأمر ليس إثبات وجود الله بالأدلة المنطقية ، بل هو أن الله قد عمل مكاننا وسمح لشخصه أن يعرف منا – الله موجود كالعلة الأولى – المحرك غير المتحرك أساس كل كائن ، أوأي تعبير فلسفي آخر تريد أن تستخدمه . لكن الأكثر أهمية ، فهو الشخص الذي تحدث وعمل في الوضع البشرى عبر التاريخ كله ، فقد كلمنا أولا من خلال إبراهيم ثم عن طريق أنبيائه كما يسجل العهد القديم وأخيرا في أكمل طريقة ممكنة إذ قد كلمنا في ابنه يسوع المسيح بتجسده . في ختام هذا الدرس أحضك أن تواجه الله ، اختبر حقيقته لقد سمعت عن طالب حق أمين إذ عندما كان يقاوم شكه في الله صلى قائلا " يا الله ، إن كان يوجد الله ، ساعدني لأعرفك وأدركك ، إن كنت تهتم اهتم بي ، إن كنت تريدني تعالى إلى " " آمين ربما تحدثت مع كثيرين من أصدقائك عن الله ، أرجو أن تكون قد طبقت هذا الدرس على حياتك ، ربما تساءلت وفكرت في هذه المسألة غالباً من قبل - خذ خطوة أكثر وتحدث إلى الله بنفسك ، فقط تحدث إليه كما تتحدث لصديق قريب ؟ حتى ولو أنك لا تشعر أنه قريب منك في هذه اللحظة . فهذا سيجعلك فوق مستـــوى" الأدلة الباردة " في نطاق المواجهة الشخصية " أنا وأنت " إن كنت تشعر أنك في حاجة لشيء لتبدأ به فيمكنك أن تستخدم نفس القصيدة التي اقتبسناها من قبل وأقدم لك اقتراحا آخر يمكنك به أن تتحدث لله بالطريقة التالية والكلمات الآتية أو ما يشابهها اسمع يا إلهي ، إنني لم أكلمك قط قبل الآن ، ولكنني اليوم أريد أن أقول لك : " كيف حالك ؟" لقد قيل لي أنك غير موجود ، . وأنا عندئذ ، كأبله صدقت ذلك ولكنني اليوم ، سمعت عنك البعض من الكثير ولكنني أريد أن أسمعك أنت محرري هذه الصفحات يقولون أنهم اختبروا محبتك ويقولون أنك أعطيتهم الشجاعة لمعرفتك وأعطيتهم القوة لأن يشهدوا عنك أريد يا رب أن اختبر هذه النعمة فهل تهمس في أذني : " محبة أبدية قد أحببتك ، لذلك أدمت لك الرحمة " آمين ![]() ![]() ![]() منقول من موقع المتنصرين |
||||||
![]() |
#2 | |||||||||||
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
الايمان او ادعائه هو ما يحقق هذا المأرب لأنه يجعل من اصحابه منفردين متميزين و يظهرهم انهم افضل الناس و احسنهم خاصة انهم يفكرون و يرون و يعلمون ما لايفكر به الاخرين و لا يروه و لا يعلموه. اقتباس:
الدين افيون الشعوب , لا الالحاد . لأننا اذ كنا نعلم ان لا وجود لله فاننا نعرف ايضاً ان العقل يتنافى مع الخظأ . اقتباس:
![]() الملحد ( وانا اقصد هنا بالملحد الانسان الذي يلحد الحاداً علمياً و الذي تم التغاضي عن ذكره في هذا المقال او ربما سقط سهواً ) الملحد هو انسان شديد السيطرة على النفس لأنه حتى يصل الى درجة الالحاد عليه ان يتعلم و يتمرن على مواجهة الضغوطات الداخلية و النفسية وان يتحرر من مخاوفه و ان يتحكم بغرائزه . على عكس المؤمن الذي يترك الامور لتسير كما رسمها له الله . اذ لا حول ولا قوة الا بالله , و الانسان هذا الكائن الضعيف الذي لم و لن يبلغ درجة الكمال يخطئ و ينقاد و ينحرف و ينجرف و الله غفور رحيم . اما بخصوص المرحلة التالية : الرغبة تقود الى الاقتناع ....فهل من الممكن ان نفهم كيف توصل جهابذة الدين الى هذه القاعدة؟ أم ان الغاية تبرر الوسيلة؟. اقتباس:
من طبع الانسان ان يميل الى الاعتقاد بما يرجوه و ينفي ايضاً بسهولة ما يخافه لذلك اخترع الله فالمؤمن يشعر اولاً بالخوف من المجهول ( الموت الحيوانات العواصف الزلازل البراكين الرياح ...الخ ) و من كل ما هو اقوى منه او عصي على فهمه فيفكر في نكرانه و في التغلب عليه ...ثم يصرح انه يؤمن بالله ( هذا الشئ الذي خلقني و يحبني و سوف يخلصني من كل شئ حتى من الموت مقابل بعض الشروط علماً انه قادر على كل شء ) ثم تتعاقب هذه التصريحات متكررة فتصبح مع الايام جدية و تنتهي بالعقل الى اتخاذ المنطق الذي رسمته له المشاعر . لن ارد على كل ماجاء في هذا المقال لأنه دون المستوى أولاً و لا يعنيني سوى من ناحية اسمية او شكلية انما رددت على القسم الذي وجدت فيه استخفافاً بعقول القرئين من حيث طرح الافكار باكبر قدر ممكن من الانحطاط الفكري و بابعد ما يمكن عن الموضوعية و الدقة . و لا شكر على واجب
J.S: Death is the solution to all problems. No man = No problem.
|
|||||||||||
![]() |
#3 | ||||||||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
الكاتبة كتبت :الملاذ الجنسية وليس الرغبة... ![]() اقتباس:
اقتباس:
![]()
نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...
|
||||||||||
![]() |
#4 | |||||||
مشرف متقاعد
|
![]() السيد لولو :
لم أجد تعبيراً ينطبق على ردك أفضل من ( و فسر الماء يعد الجهد بالماء ) يمكن انت ما قريت الموضوع ....او ما قريت الرد منيح ..لأنو واضح تماماً اني ماني عم ناقش وجود الله هون و انما عم رد عالتفسير العجيب لظاهرة الالحاد الوارد في الموضوع . اقتباس:
اي دخيل الله |
|||||||
![]() |
#5 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() يعني بعتقد انو بمجتمعنا في فكرة عن الملحدين بشكل عام انو عبدة شيطان او شي وحوش متنكرة
وهادا نقاش طويل بس ما عقيم ولازم ينقال
سلام على كفر يوحد بيننا.....وبعده اهلا بنار جهنم
لن ارتد حتى ازرع في الارض جنتي ..او انتزع من السماء جنتها ..او اموت او تموت او نموت معا. |
![]() |
#6 | ||||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() ردي كان على مظاهر أنت هاجمتها كما أنو في ناس كتير مش مقتنعين فيها ...انا حاولت وضح لا أكتر ولا أقل ...حابب قلك بس ...كل انسان بيمر بفترة الحاد وانا واحد من هدول الناس...بس الله حسسني بمحبتو الي أنو موجود ...
وبرأيي أنو في ناس كتير دوافعهم متل ما ذكر بالمقال ومش ضروري تكون أنت واحد منهم ... واذا كنت مرتاح بطريقة التفكير اللي عايش فيها وما عندك مشاكل فهيدا شي كتير منيح ...انشاء الله ع طول هيك بتكون مرتاح ومبسوط...وهيدا أكيد مش سبب بيخليني أكرهك لا سمح الله بالعكس أنا بحترم آرائك كتير والله يوفقك... |
||||||
![]() |
#7 | |||||||
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
بس نحنا اكيد ماعم نحكي هون عن اعراض فترة المراهقة نحنا عم نناقش موضوع الالحاد و اسس الالحاد و طبيعة الالحاد . و انا ما عندي مشكلة اني ناقش و حاور ..بس عندي مشكلة مع النصوص و المقالات و الخطابات اللي بتستخف بعقل القارئ و بتخاطب المتلقي بطريقة تلقينية تعليمية . و مع اني بنتقد هالاسلوب ..بس بنفس الوقت ما بستغرب انو يكون الخطاب الدني من هالنوع لأنو الخطاب الديني يتصف دائماً بالبراغماتية أو بالدوغمائية أو بكلاهما معاً . فاذا كنتو بدكن تقنعو البشر بوجود الله من حيث انو وجود الله نافع ( براغماتياً يعني ) فما بستغرب منكن اذا بعد كم سنة صرتو تقنعو البشر بأمور تتعارض مع موقفكن الحالي نظراً لكونكم براغماتيين . اما اذا كانت محاولتكن طرح وجود الله من منطلق دوغمائي ( يعني الله موجود اذا عجبك عجبك و اذا ما عجبك دق راسك بالحيط ) فما رح قلكن غير يا حرام ....يا حرام شو عم يصير معكن ولا شكر على واجب |
|||||||
![]() |
#8 | ||||||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
![]() ![]() |
||||||||
![]() |
#9 |
مشرف متقاعد
|
![]() و كمان أنا رح قلك يا ابو نهلة العظيم
أنو مارح أستغرب انو بعد كم سنة تقنع رفقاتك أنو في الله |
![]() |
#10 |
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() هلأ ما حدا قال أنو الملحدين أنو عبدة شيطان ؟؟؟؟ ما حدا جاب هالسيرة ... أنتو ألكن أفكاركن ... اصطفلو ما حدا ضاربكن ع إيدكن وقلكن أنو ما تفكرو هيك بس النقاش لازم يكون بالعقل متل ما بتدعو أنتو ... بس سؤال هيك ع السريع .. أنتو بتشوفو الهوا شي؟؟؟؟؟؟ طبعا لأ ما حدا بيقدر يشوف الهوا بس هيدا ما بيعني أنو مانو موجود صح ولا لأ ؟؟؟؟ بس صحي نحنا ما فينا نشوف الهوا بس فينا نشوف تأثيراتو .. فيك تشوف كيف بيحرك الشجر وفيك تشوف كيف لما بتكون قاعد بتجي نسمة باردة وبتبورد بعد ما تكون مشوب ... نفس الشي الله .. بس الله لأنو بيحبنا فرجانا حالو بوجود المسيح معنا ... وأنو هوي قديش بيحبنا ... قديش حلو أنك تعرف أنو مهما انظلمت بالدنيي في حدا رح ياخدلك حقك بالأخير؟؟؟ قديش حلو لما بتعرف أنو لو كل العالم كرهتك في حدا بيحبك وبيتم معك لو كنت لحالك ... قديش حلو لو كل الناس تركوك وما عاد تقدر توثق بحدا فين أنك تقدر تلقي همومك ع حدا بتعرف أنو ما رح يأزيك وبيخلي بابو مفتوح إلك ع طول .... كل هالشي بيتحقق لما بتآمن بوجود هالقوة العظيمة اللي قادرة تعمل كل شي بالعدل وبدون ما تظلم حدا ولو شي سيء صار للإنسان هيدا بيكون بسببو بسبب خطيئتو وظلمو لحالو ... ومع هيك الله فاتح بابو و إيمتى ما حبيت بتقدر تجي وتشكيلو همك ورح يساعدك ... بالنسبة إلي أنا كتير مبسوطة أنو في قوة كبيرة قادرة أنا تساعدني بكل شي بحياتي وتحبني لهالدرجة اللي بيحبني فيها الله ... يعني أنت بتقدر تنفي أو تنكر وجود المسيح وعذاباتو اللي تعرضلا ؟؟؟؟؟ لو الله مو موجود وكان المسيح إنسان عادي متلو متلنا ما كان تحمل كل هالعذاب ... صح ولا لأ ؟؟؟؟ وما كان تمسك بحكيو كل هالوقت ... وهيدا شي ما حدا بيقدر ينكرو لأنو التاريخ كتبو وكل المؤرخين اتفقو عليه ... يا ريت لو بدك تفكر بالعقل متل ما عم بتقول تفكر بالحكي كلو اللي انقال ... وأكيد الله ما رح يدلك غير ع الطريق الصح ...
![]()
" تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال و أنا أريحكم أحملوا نيري عليكم وتعملوا مني فإني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لأنفسكم لأن نيري هين و حملي خفيف "
{يا ليت قلبي يقتنيك فأفوز بك ... أحيا لأجلك حياتي خاضعا لك } أيها الرب يسوع المسيح ارحمنا... |
![]() |
#11 | ||||||||||
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
يعني هادا الحكي بينحكى مع ولد عمرو سنتين ..و ممكن يقتنع و ممكن لاء ... اذا سمحتى حاولي تلتزمي ع الاقل بالشي اللي عم تطرحيه اقتباس:
و اذا لاء ...فبلاها هالحركات...قديمة و مكشوفة ...و عيب كمان اقتباس:
اقتباس:
و اضح تماماً تأثير الأفيون على كلامك يا أخت هبة ولا شكر على واجب |
||||||||||
![]() |
#12 |
مشرف متقاعد
|
![]() أنا ما خرج ناقش بس أنا كنت قول انو المسيح متل متلو لمرّة ناس أنا بحبهم كتير ظلموني و حاول سامحهم و ما قدرت فكيف المسيح و هو عم ينصلب طلب المغفرة لكل الناس يلي عذبوا يعني السيح أكتر من إنسان عادي (( متلنا ))
معقول أنا والجاجة فكرنا بنفس الشي لما قطعنا الطريق!
|
![]() |
#13 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() اول شي اخت جيني ما حدا يقول ما خرج يناقش لانو الموضوع بمس الكل وكل انسان بحس بشي ولازم يقول بصراحة وشفافية
وانا بشكرك على مشاركتك وبالنسبة للمسيح فهو انسان عادي متلو متلنا يعني اكيد مانو اكسترا لانو اذا بتذكري انو بقول : باركوا لاعنيكم .... وبيطلب انو نكون متلو (من وجهة نظر مسيحية) يعني هوي بيعرف انو ممكن نكون متلو طبعا بفرض انو الاكلام اللي انقال هوي كلامو وما كلام منحول اي انسان مؤمن بقضية و مستعد يموت منشانا عندو القدرة انو يسامح قتلتو لانو نضالو بالذات مشان يخلين يعتنقوا مبادئو وما في شهيد حقيقي مات لانو بدو يقضي على اعدائو كل شهيد او مشروع شهيد هوي شخص بيحلم بالسلام والعدالة والاخوة وعم يضحي بحالو مشان نقرب خطوة للمجتم الافضل اللي ما رح يكون بالسما بس رح يكون على الارض |
![]() |
#14 |
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() أبو زياد أنا آسفة إزا أنت فهمت أني طلعت عن أدب الحديث بس أنا جبت مثال ما أكتر و ما بظن إني طلعت عن الأدب إزا جبت مثال زغير .... والنقاش طبعا لازم يكون بالعقل ... والعقل لا أنا ولا أنت منحددو ... لأنو إزا كل واحد فينا بدو يحدد العقل شو هوي معناها خربت الدنيي ... لأنو ما في عقل مثال بالكون كلو .... بس في شي بيقنعك وفي شي بيقنعني ... صح ولا لأ... لهيك أنا ما عم حاول أقنعك بشي أنا عرضت وجهة نظر وبيحقلك تقتنع فيها أو لأ أما تقلي أنو حركة قديمة ومكشوفة وأدب الحديث فما بظن أني أنا اللي طلعت عن أدب الحديث ... وماشي أكيد كان في ناس شهداء لأفكارن بس ما بظن كان في حدا منن تعذب قد المسيح و صار في متلو ... وأنا من ناحيتي ماني إتكالية بالعكس ... أنا بشتغل وبلجأ لربي لحتى يعيني إني آخد حقي ... وبالنهاية بتمنى أنو الكل يلتزمو بأدب الحديث ...
![]() |
![]() |
#15 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() اخت هبة
اشكرك بعنف ثوري انك اعتبرتي انو كلام حشت نشت صادر مني هادا شرف ما بستحقو ... مع انو الكلام بيشرح اللي بقلبي تماما شكرا الك مرة تانية ![]() |
![]() |
#16 | |
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
|
|
![]() |
#17 |
مشرف متقاعد
|
![]() جرّب تعامل إنسان كتير منيح و هو يعاملك بالعكس و خبرني كيف بتقدر تسامحو
![]() |
![]() |
#18 | |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() اقتباس:
وما رح عاملو بالعاطل لانو انا ما عاطل ..يعني رح بطل اتعامل انا وياه ..يعني كل اللي بقدر اعملو انو اتمنالو التوفيق بحياتو ..يعني يسعدو ويبعدو بالمشرمحي .. بدون ما اتمنا ينحرق بنار جهنم مثلا لانو ما حدي بيستاهل مهما كان. |
|
|
|