![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#91 | ||||||
مشرف
|
![]() 8 حزيران الاتصال : إن الحافز الوحيد الذي يؤول إلى الحوار الحقيقي هو الرغبة الحقيقية في الاتصال بالآخر . لقد قلنا إن الأتصال يعني المشاركة وأنا أشارك الآخر بذاتي فقط عندما أبوح بمشاعري . فيبقى الحافز الحقيقي الوحيد إلى الحوار رغبتي في أن أقدم إلى شخص آخر أثمن ما لدي ّ ، أن أبوح له / لها بذاتي بشفافية تعطي الحوار معناه الحقيقي . أنا على يقين من أنك شعرت أحيانا ً ، كما شعر ت أنا ، أن لا رغبة لدى الآخر في التحاور معك . حتى أولئك الذين يحبوننا ونحبهم ، او هكذا نعتقد لا يظهرون دوما ً على استعداد للإصغاء لما نقول . لقد التقيت العديد من الزوجات اللواتي يشعرن هكذا نحو أزواجهّن ومن الأزواج الذين لديهم الشعور نفسه نحو زوجاتهم . وهكذا يشعر الشاب والفتاة عندما لا يبدي الأهل اهتماما ً بهما . في اعتقادي أن غالبية تلك الحالات يمكن فهمها بأن الحوار الذي يتعثر الآن إنما لجأ سابقا ً إلى الحوار في سبيل أحد الحوافز الاثنين : التلاعب أو التهوية . انا أعرف من خبرتي الشخصية أنني أشعر بعدم الارتياح عندما يحاول أحد أن يستعملني ويوجه سلوكي بطريقة ملتوية . أبدأ آنذاك ألتفت إلى ساعتي وأبحث عن طريقة أنهي بها لقائي الإنسان اجتماعي بطبعه وكأن قاعدة التواصل محفورة في قلوبنا . ولكن تلك الرغبة في أن اعرف الآخر وأن اعرّفه ذاتي ، لا تعني انني أرغب في أن أكون " مكب نفايات " أو " حلال مشاكل " ولا أحد منا يودّ أن يشعر أن إنسانا ً أخر يحاول استخدامه . ![]()
انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||||
![]() |
![]() |
#92 | ||||||
مشرف
|
![]() 9 حزيران لقد اتضح لي باكرا ً جدا ً في حياتي ، كما أتذكر الآن أن قلب الإنسان ، ذاك الوعاء السريع العطب . يبقى فارغا ً إلى أن يسكن الله فيه . أنا متثبت من ان إيماني ، وأنا طفل كان صدى لإيمان أمي ، ولكنه كان غير ذلك أيضا ً . إنها يد الله كانت تستوقفني . وكأن لطفها يداعب روحي ، وكان هناك جوع . وعندما كان يطفئ أبي وأمي أضواء بيتنا ليأويا إلى الفراش في سكون الليل ، كنت أظن أن أضواء الحياة تنطفئ وخفقان العالم كله يتوقف ، ويغرق الجميع في سكون النوم . لذا يخف عمل الله في ذلك الوقت فيصبح باستطاعته أن يصغي إلي ّ بانتباه أبر ، أنا لا أذكر كم مرة حدث ذلك ولكنه حدث بضع مرات على الأقل . فأحسست كل مرة بدفء مريح . إذ كنت أظن أن الله قد ترك كل شي ليكون بكليته لي أنا وحدي . وكان قلبي يخفق لشعوري بقرب الله مني وعندما كنت آوي إلى بعض الأماكن الخفية . وكانت تبدو لي وكأن لونا ً من الخرافة يلفها أو ربما كانت مخيلة الطفل عندي تضفي عليها ثوبا ً رائعا ً . وكنت أدرك إدراك الطفل على سذاجته ، أن ذلك المكان هو بيت الله . وكم أعجبت بفرح أن يكون الله قد فتح في بيته شبابيك زجاجها الملون ، وعطّره بعطر كأنه الطيب . كان الغموض يشوب كل ما ارى وبه أشعر . ولكني كنت على يقين في قرارة نفسي من أن في ما أرى أبعد مما أرى أنها يد الله كانت تستوقفني وكانت أولى لمعات إيماني تلوح في افقي ، وتوقي إلى الله كان ينمو في أعماق نفسي أذكر أنه عندما اقترب يوم مناولتي الأولى كتبت ذلك التاريخ على كفي يدي . ربما كانت تلك مذكرة الطفل إلى نفسه . ولكني أظن أنه حتى في بداية إيماني تلك كنت أشعر بأن لكل موعد لي مع الله أثرا ص خاصا ً لا يمحى |
||||||
![]() |
![]() |
#93 | ||||||
مشرف
|
![]() 10 حزيران أن أقول " نعم " لله ليس بالأمر البسيط .لأن تبديل حياتي إلى حياة حب ليس أمرا ً بسيطا ً او سهلا ً . فإذا ما انتقيت الحب ّ كمبدأ لحياتي ، أصبح الهاجس عندي والسؤال الكبير : ماذا يحتم علي ّ الحب أن أكون وأقول وأعمل ؟ فإجابتي الدائمة عن كل ما تطرح الحياة علي ّ ، وموقفي من كل ما يتطلب وقتي ، وأعصابي وقلبي كل ذلك يجب أن يتغير ليصبح دائما ً عمل حب . ففي النهاية ، ذاك ال" نعم " هو الذي يجعلني أنفتح على الله . إن انتقائي لمبدأ الحب كمبدأ لحياتي يجعل كأس نفسي رحبة ، فيسكب الله هباته ونعمه وقواه فيها . |
||||||
![]() |
![]() |
#94 | ||||||
مشرف
|
![]() 11 حزيران علي ّ أن اكون صادقا ً مع ذاتي وأسائل نفسي بكل صراحة : هل أريد حقا ً أن أعرف مشيئة الله وأعمل بها ؟ أم أنني أريد أن يعمل الله بمشيئتي ؟ أتراني أذهب إلى الله وأنا على يقين من أنني أريد أن أكتشف مشيئته وأتممها في حياتي ؟ أم أنني أضع مخططاتي الخاصة أولا ً وأروح أسأل الله بإلحاح أن يحقق لي أحلامي ؟ يبدو لي أنني لن أبحث عن إرادة الله وأعمل على إتمامها إلا إذا ترسخت لدي ّ قناعة بأمرين أساسيين ، أوّلهما أن الله يريدني أن أعيش سعيدا ً أكثر مما أريد أنا ، وثانيهما أن الله يريدني أن أعيش سعيدا ً أكثر مما أريد أنا ، وثانيهما أن الله أعلم مني بكثير بما سوف يجلب لي السعادة الحقيقية |
||||||
![]() |
![]() |
#95 | ||||||
مشرف
|
![]() 12 حزيران " إن سعادتي هي في أن أعمل مشيئتك يا رب ّ . فها أنذا آت " ( مزمور 140 ) نحن نتلو الصلاة الربية مرارا ً كل يوم " لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض " وهذا يختصر كل شيء . فما من شك لدي ّ أن القداسة تكمن في أن يتم الإنسان إرادة الله في حياته . هذه علامة إيماننا وهي الشهادة على مقدار حبّنا . فكثرة الصلاة وحدها لا تؤول إلى القداسة ، والقداسة هي مجرّد شعور بإننا نعيش في وحدة مع الله بنعمة خاصة منه . المقياس الوحيد للقداسة أو للقرب من الله هو إرادة عزم صادقة على تتميم إرادته " لتكن مشيئتك " . ففي الفصل السابع من إنجيل متى يقول لنا يسوع " ليس من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوت . بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات " |
||||||
![]() |
![]() |
#96 | ||||||
مشرف
|
![]() 13 حزيران كانت العادة أيضا ً في الأربعينيات أن تقبل المدارس الإكليركية الطلاب عند إنهائهم المرحلة الثانوية . فذات يوم وأنا في السنة الأخيرة ، إذا بي أمام مرشد روحي ، وسمعت نفسي أقول له إنني أريد أن أصبح كاهنا ً . لو سئلت آنذاك ، كما سألني هو ، لماذا تريد أن تصبح كاهنا ً ، لأتى جوابي حذرا ً و أسبابي غامضة . وربما حاولت الإدلاء بالشروحات المناسبة ، ولو شابها بعض الغموض ، لتلك الخبرة التي أحسست بيد الله تلمسني . وتيار نعمته يدفعني بهدوء وثبات في كل يوم من عمري . خيل إلي ، لسبب ما آنذاك أن خدمة الله في الكهنوت هي أفضل ما يمكنني فعله والباقي كان كلاما ً بكلام " وكم كنت بارعا ً في فن الكلام هذا " ما من أحد في عائلتي أو بين أصدقائي أخذني آنذاك على محمل الجد أو صدّق ما كنت أقول . حتّى أبي ذاته الذي كان متثبتا ً في قرارة نفسه . انني سأصبح محاميا ً بارعا ً مكث حتى لحظة ذهابي يشك في ما أقوله وأذكر أنه كان يروق لي أن الناس لم يصدقوني . ما كنت أظهر بمظهر التقي ، وكأني " من مصاف الذين " منذ صباهم وجدوا ليكونوا في خدمة المذبح . لقد كنت الملاكم والمناظر وعازف البيانو والراقص والبهلوان . لكن قوة حب الله التي لا تقاوم كانت تدفعني إلى ما هو أهم وتقودني إلى مكان أفضل . |
||||||
![]() |
![]() |
#97 | ||||||
مشرف
|
![]() 14 حزيران في إحدى أمسيات الصيف ، وانا جالس إلى طاولتي أدرس ، إذا بفراشة أتت لتتخبط على زجاج شباكي ، تحاول الوصول إلى الضوء الذي ينير طاولتي . ومرة بعد مرة كانت تلك الفراشة تندفع نحو الضوء ، فتصطدم بالزجاج فتسقط . ولكنها تنهض وتدور وتحاول مجددا ً . فطنت فجأة أن تلك الفراشة في خيبة فشلها ، ترمز إلى محاولتي الوصول إلى الله . فكان بيني وبين وجهه برقع عجيب وقد هجرني دفؤه وغابت عني لذة حضوره . أتراني غير امين ، ام تراه يطلب إلي ّ أن أنمي إيماني ؟ إن في كل منا ميل إلى البحث عن مؤاساة الله لا عن إله المؤاساة . وربما كان ذلك مختبر الحياة والحب الذي يطلب إلي ّ من خلاله أن أنضج . كتب بول تيليش ، ان دورة الموت والقيامة في المسيحية هي نفسها تتمثل في نمو الإيمان أيضا ً . فالإيمان العتيق يجب أن يموت ، أن يلتهمه الشك ، ولكن ليولد مكانه إيمان جديد اعمق ![]() |
||||||
![]() |
![]() |
#98 | ||||||
مشرف
|
![]() بدي أعتذر من المتابعين وخصوصي باشق هالشهر مضغوطة جدا ً رح يكون صعب أني تابع الموضوع كل يوم بيومو ![]() ملاحظة : بعد كام يوم بيصير مرام عندها الكتاب بتقدرو تنقو عليها هية تكتبو ![]() |
||||||
![]() |
![]() |
#99 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() تحية عبقة بروح المحبة يغبطها الله بنعمته الإلهية لتنمو بفيض إرادته حين قرأت تابعت , أغمضت عيني ,و تأملت و أضحى مسيري اليومي ناقصاً بلا لقاء روحي مبعثه الله مستقره الانسان درب تواصله الأب جان باول اليسوعي استكمالاً لما ابتدأته Butterfly أمد يدي قربكم أشابكها , أقرأ و نتأمل متابعاً متأملاً ..... |
||||
![]() |
![]() |
#100 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() ![]() 15 حزيران أتيت الى المذبح لأقتبل سرَّ الكهنوت , و أتت عاداتي معي ,و انقسامي على نفسي و كذلك غموض هويَّتي و في يوم رسامتي وهبت الله فقط قسماً من ذاتي . لست أدري كم كان كبيراً أو صغيراً . و لم أحسّ بخجل من ذاتي لأنه ما سبق لي أن و قفت أمام نفسي و صارحتها . إنّ للطبيعة البشرية حِيَلها البارعة في التغلب على الصعوبات و المشاكل . فالذاكرة تنتقي ما تريد أن تتذكّر , و كذلك العين ما تريد أن تشاهد . و إنَّنا غالباً مانسمع فقط مانريد أن نسمع . و بعد أن قدمت ذاتي محرقة علنية لله , و لم يعد بوسعي القبول , في سري , أن أبحث عن بعض أجزاء تلك التقدمة التي لم تُحرَق . فما كانت المرواغة يوماً طريقتي في الحياة , و لكنَّ كلامي عن الحياة غالباً ما كان أفضل ممّا تمكّنت من أن أحقق في عيشي . فيوم رسامتي كانت الشمس دافئة مشعَّة , و كان الأهل و الأصدقاء يحتشدون في كنيستنا الرطبة . كنا في بداية الاحتفال ننبسط على وجوهنا أمام المذبح . فانبساط طالب الكهنوت على وجهه أمام المذبح يرمز إلى موته , إلى تخليته عن ذاته و عن كل ما يعود عليه بالفائدة و المنفعة الذاتية . ينهض عندما يدعوه الأسقف , و نهوضه يعني أنه الآن يحيا للمسيح فقط و لخدمة ملكوته , و أن كهنوته ليس سوى اتحاد أعمق بالمسيح . وإنه يُدعى , في الواقع , مسيحاً آخر , و منذ ذالك الحين أعاني من البعد بين ما أقوله و ما أنا ملتزم به فعلاً . و تلك المعاناة لم تكن في يوم رسامتي . كانت الشمس في ذلك اليوم تشعّ بكل أنوارها و الاحتفال كان رائعاً و أصبحت كاهناً . بكت أمّي في ذلك اليوم و ضمّتني إلى صدرها طويلاً و في عينيها بريق فخر و اعتزاز . |
||||
![]() |
![]() |
#101 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 16 حزيران الإنسان قبل أن يستوقفه الله يكون شيئاً , و بعد ذلك يصبح كائناً آخر . حتى عندما لايكون التغيير مأساوياً و فأختبار حضور الله يترك دائماً أثراً لا يُمحى . إنّ العواطف الهيّاجة و إيحاءات اللاوعي تجيئ و تمضي . أمّا (( زمن الربّ )) فثابت دائماً . الإنسان الذي استوقفه الله حقّاً لا ينسحب من الواقع ليعيش في برج عاجيّ و ينعم و حده بحضور الله فيه , بل إنه يتعمق في و عيه للمحيط من حوله , فيرى بعينيه الجديدتين جمال العالم , و ينصت بشغف إلى موسيقاه و شعره فيكتشف الجمال من حوله يوماً بعد يوم . و لكنه يجد نفسه أيضاً على صلة أعمق بالحزن في قلوب الناس . و يحسّ في نفسه بوعي جديد للواقع الذي يعيش . إنه يختبر نوعاً جديداً من الحيويّة . و لقد قال القديس إيريناوس في الجيل الثاني : (( إن مجد الله يتجلى في الانسان الذي يعيش الحياة بمثلها )). فإذا ما استوقف الله إنساناً , لا بد لذلك الإنسان من أن يقف و يقول : نعم للحياة مرة أخرى الإنسان الذي انفتح على الله يزداد تحوُّلاً , بفضل ذلك , إلى ما يشبه الله , أن يزداد حبَّاً . فيوحنا يقول : (( الله محبة .... و كل محبّ مولود لله و عالِم بالله ... مَن أقام في المحبة أقام في الله , و أقام الله فيه )) . فأعظم خلق الله و أروع عجائبه يبقى دائماً الانسان المحبّ , الكائن الذي تحوّل من إنسان يأخذ إلى إنسان يعطي . ذاك هو جوهر و جود الله في الانسان , و ذاك هو عمل الله . فموهبة الحب هي أعظم مواهب الروح . |
||||
![]() |
![]() |
#102 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 17 حزيران يخيل إلي أننا نحاول أحياناً أن نملي على الله أفكارنا في الشهادة و الخدمة , بدل أن نسلم إليه إردتنا لنكون رهن مشيئته . أترى أنّ أنانيتنا قد شوّهت اختبارنا لحضور الله في حياتنا ؟ أو أنّ آذاننا قد صمتت لسماع السيد يقول لنا : (( إنّ مَن أراد أن يُحيي نفسه يُهلكها ؟)) أشعر أنني فوت على نفسي فرصاً عديدة كان بوسعي أن اختبر فيها حضور الله في حياتي و ذلك لأنني كنت مفرطاً في انشغالي بذاتي . فما أصغيت الى ما كان الله يطلب منّي لأنّني كنت منشغلاً في ما أريد أن أطلب منه . و ما أتتني أجوبة من الله لأنّني كنت مخطئاً في طرح أسئلتي عليه . إنّني أحسّ في قرارة نفسي أنّ السبيل الأفضل إلى خبرة روحية حقيقية هو أن أسأل الله نعمة العطاء , نعمة المشاركة , أن أصلّي لأتمكن من بلسمة الجراح و حمل العزاء الى القلوب و إحلال المصالحة بين الناس , أن أعرف كيف أشجّع رفيقاً في فشله , و أسند صديقاً في كبوته , و أجدّد ثقتي بأخٍ في محنته , و أغفر لمَن أساء إلي و أُعربْ عن امتناني لمَن خدمني . أصلي لأتغلب على الخوف و أقدر الجمال في الطبيعة و في الناس من حولي , و أن أقول لهؤلاء كم أنّي أحبهم و أن أعيد هذا القول على مسامعهم مراراً . أنا أخشى أن يكون قد فاتني مراراً صوت الله يناديني في مناسبات متكررة و من خلال العديد من الناس الذين مّروا في حياتي . ذلك لأنّي كنت أخطئ في طرح الأسئلة أو طلب الأشياء . و من المرجّح أنّ انهماكي بالتكلم حال دون قدرتي على الإصغاء . |
||||
![]() |
![]() |
#103 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 18 حزيران إنّ في الصراحة الكلّية مع الله قوّة شفاء خاصّة . لقد تكلم عالِم النفس يونغ Jung عن الاضطراب العصبيّ و كأنّه انقسام داخل الذات , حرب في الداخل , حدوث تفتُّت و تشرذم . و القديس بولس قال : " إنّي أشعر في أعضائي بشريعة أخرى تحارب شريعة عقلي " . إنّنا نجابه المشكلة الحقيقية عندما نبدأ نتساءل هل نقبل و اقعنا البشري هذا , على ضعفه , و هل نشعر بارتياح و نحن بشر غامضون , يختلط الشرّ فينا دائماً بشيئ من الخير , والخير فينا تلوّثه دائماّ بعض شوائب الشرّ؟ يتأكّد لي أن ارتياحي في و اقعي البشري هذا رهن قبول الله لي كما أنا , كما أني أشعر بأن قيمتي الحقيقية فيه عليّ إذاً أن أكون ذاتي مع الله , لأن سوى عن ذلك لامنفعة فيه . كما عليّ أن أقف موقفاً يثق بعظمته و تفهّمه . ذاك هو الأساس و هو كذلك بداية كلّ صلاة . |
||||
![]() |
![]() |
#104 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 19 حزيران قال القديس أوغسطينس : " عندما نضرع إلى الله طالبين , نكون نحن في أوج قوّتنا و هو في قمة ضعفه ". و السيّد المسيح أكدّ لنا أن " اطلبوا تجدوا . إقرعوا يُفتح لكم . كلّ ما تسألون باسمي تنالونه " . إنّني غالباً ما أشبّه الله )) بنقطة كهربائية (( فوراً كلّ )) نقطة (( قوة كهربائية مذهلة تنير غرفة , تدفئ منزلاً , تريك صورة ... إلى ما هنالك .. و لكنّنا لا نحصل على الطاقة إلاّ عندما نحقّق اتّصالاً بها . نحن نعرف حق المعرفة أنّ قدرة الله حاضرة دائماً لتنير ظلمتنا و تجبر كسرنا و تملأ فراغنا و تقوّم اعوجاجنا و تشدّد عزيمتنا و تخلق فينا قلوباً محبّة . و طريقة الاتّصال بهذه الطاقة هي الصلاة . فصاحب المزامير يؤكّد لنا : " الربّ قريب من كلّ مَن يدعوه " ( مزمور 145 - 68 ) . |
||||
![]() |
![]() |
#105 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 20 حزيران ليس فينا حاجة الى وصف لاهوتي دقيق يصور لنا الله , لكي نبدأ الحوار معه . و لو كانت تلك هي الحال لما تمكّن أحد من البدء بذلك الحوار . أن نتعرف إلى الله فتلك مسيرة في الحوار . نبدأ بأفكار غامضة , و أفكار مشوّهة و مخاوف لا أساس لها , نتوّجها كلّها بأحكامنا الشخصية المسبقة . و لكن , بشكل تدريجيّ , نظهر له ذواتنا , و يظهر لنا ذاته , فنروح نصحّح أفكارنا المخطئة و ننفذ الى حقيقة مرَّة أخرى . نختبر مظاهر جديدة من سرّه , و هو الإله العطوف الذي لا ينسى أحداّ , حتّى لو نسيت الأمّ طفلها , ثمرة أحشائها . أن نكون قد أخطأنا في نظرتنا الى الله , فذلك يعني أنّنا لم ننجح في مخاطبته . و لكنّ المثابرة على مثل هذه الصلاة هي التي تظهر لنا شيئاّ فشيئاّ حقيقة وجهه , إلى أن يأتي يوم " يوم أعرفه مثلما أنا أُعرف " . أهمّ ما كان فيَّ من حاجة لكي أبلغ هذه اللحظة من حياتي , هو اليقين بأن الله يريد حقّاً أن يكون بقربي . كانت فيَّ حاجة إلى أن أتخلص من نظرتي إلى الإله البعيد اللامبالي , الغريب عنّي و عن قدراتي كلها . و فوق كلّ شيئ كانت فيَّ حاجة إلى النجاح في صلاتي هذه . كان من الضروري أن أشعر بلمسة يد الله , أن أختبر أفكاره تمتد إلى عقلي , و صلابة قوّته و رغباته تسيطر على إرادتي . و أن أسمع صوته و أرى في ظلمة ليلي نوره و أنعم بسلامه في لحظات قلقي . آنذاك فقط , و في تعرّجات رحمة الله , الإله الحاضر , القريب , عرفت حقّاً أن الله يريدني أن أكون له و أن يكون هو قسمتي للأبد . آنذاك فقط , و بعد هذا النجاح , عرفت أنّ الله أصبح بالنسبة إليّ شخصاً جديداً , و أنا بدوري مَنْ أكون بعد هذا اللقاء كما كنت من قبله . |
||||
![]() |
![]() |
#106 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 21 حزيران أنا الآن أفهم الصلاة , بل أمارسها كلقاء حميم في علاقة الحبّ , أخاطبه بصدق و أستمع إليه بثقة . الصدق في مخاطبة الله هو بدء الصلاة , هذا يضعني أمام الله , حيث يجب أن أكون . أنا أعتقد أنّ العطاء الأساسي في الحبّ هو العطاء من الذات في الانفتاح على الآخر - و ما من عطاء حقيقي من دون هذا الانفتاح . فالعلاقة الحقيقية مع الآخر تبدأ في اللحظة التي نقرّر فيها أن نضع ذواتنا الحقيقية أمام الآخر , لكي يرفضها أو يقبلها , كما تكون , في مختلف أحوالها و الظروف . نحن لا نبدأ في عملية الحبّ إلاّ عندما نبدأ في الانفتاح بصدق على الآخر . لأنّ الحبّ عطاء من " الذات " لا ممّا أملك فعطائي ناقص , بل هو شبه عطاء , و لن يكتمل حقّاً إلاّ عندما أعطي من ذاتي في انفتاح صادق . تبنى العلاقة مع الله كما تبنى كلّ علاقة شخصية , أقبل أن أقول له في الحقيقة من أنا . لا يمكنني أن أضع ذاتي بين يديه و أنتظر منه أن يقبلني أو يرفضني , أن يحبّني أو عرض عني قبل أن أقول له مَن أنا . فقاعدة مارتن لوثر Martin Luther الأولى في الصلاة هي :" لا تكذب على الله " . عندما أحاور الله في الصلاة , يجب أن ألقي بذاتي أمامه بكل حقيقتها . عليّ أن أبوح له بعمق مشاعري , و أفكاري , و رغباتي , مهما كانت طبيعتها . قد لا تكون كما أريدها , و لكنّها تبقى مشاعري أنا و أفكاري و رغباتي أنا , مع كلّ ما فيها من صواب و خطأ . عندما بدأت أصلي هكذا إلى الله , طارحاً أمامه مشاعري بعري حقيقتها , عرفت آنذاك لماذا قادني الله إلى التمرّس على الاتّصال بذاتي .و عرفت لماذا علّمني كيف أواكب مشاعري المتغيّرة و رغباتي المتبدّلة . و لماذا مكنّني من أن أبوح بها للآخرين . لقد أفادني ذلك في مجالات متعدّدة , و لكنّه مكنّني , بنوع أخصّ , من أن أخاطب إلهي بصدق . لقد حرّرني من كذب تلك الصيغ المبتذّلة , المحضرة مسبقاً , التي تخنق التحدث الشخصي إلى الله في الصلاة . لقد أطلعته على حقيقة موقعي منه , و أخبرته عن إيماني أحياناً و عن قلّة إيماني أحياناً أخرى , عن قنوطي في الاستجابة لدعوته , عن امتعاضي من استعمال الآخرين لي " كمنفعة عامّة " , و كخادم عليه جميع الواجبات و ليس له أيّة حقوق . كما أنّي أفرغت أمامه كلّ عواطفي النابضة , مدلياً بحقيقتي دائماً من دون الادّعاء أبداً أنّي على حقّ . |
||||
![]() |
![]() |
#107 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 22 حزيران إذا لم تكن مخاطبة الله في الصلاة أمراً سهلاً , فخبرتي تدلّني على أنّ الإصغاء إليه في حوار الصلاة أصعب . كيف يتصل بي الله ليُظهر لي ذاته. كيف يكشف لي عن ذاته بعد أن أكون قد خاطبته بصدق عن ذاتي ؟ هل عليّ أن أنتظر ساعات و أيّاماً , بل أسابيع و سنوات , لأسمع الجواب من الله عن انفتاحي عليه ؟ أم أنّ هنالك جواباً سريعاً و مباشراً ؟ نعم اعتقد أنّ جواب الله يأتي سريعاً و مباشراً . أطرح على نفسي أسئلة كهذه : هل باستطاعة الله أن يوحي لعقلي بفكرة جديدة و بشكل آلي ؟ و هل بإمكانه أن يخلق فيَّ نظرة جديدة إلى الحياة , فأراها كما هي , بفشلها و نجاحها , بآلامها و بهجتها ؟ و هل يقدر أن يضع رغبات جديدة في قلبي و قوّة جديدة في إرادتي ؟ و هل يمكنه أن يلمس عواطفي فيهدّئها ؟ و يهمس في أذني عبارات تنفذ إلى نفسي و تملأ مخيّلتي ؟ و أخيراً هل يستطيع الله أن يُحيي ذكريات تكدّست في عقلي و يعيدها إلى ذهني في لحظة حاجتي إليها ؟ كل هذه الأسئلة تبدو خطيرة لي. فإذا كانت الأجوبة عن تلك الأسئلة بالإيجاب , فطريقتي في الصلاة ناجعة . و إذا كانت الإجابة سلباً , فأقرّ آنذاك أنّي على خطأ , و أن ليس لدّي ما أقدمه إليكم . أصلّي إلى الله , أبوح له بسرّ هويّتي , و أصغي إليه يبوح لي , لا بحقيقته فقط , بل بحقيقتي انا أيضاً , بمعنى حياتي و معنى العالم من حولي . أنا أصغي إليه , و في صمتي أحمل إليه قدرات الإدراك التي فيّ و التي من خلالها يأتي إليّ . |
||||
![]() |
![]() |
#108 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() ![]() 23 حزيران بعد أن أقف بذاتي أمام الله , يأتي إليّ بعيني لأرى كلّ شيئ من خلال عينيه و نظرته الإلهية إلى الأمور , يرسّخ تلك النظرة في عقلي و يملأني من أفكاره . يوسّع رؤياي و يجعلني أدرك ما هو مهمّ في الحياة , أفرّق بين ما هو تافه في عينيه و ما هو كبير . أنا كنت دائماً أحدّد الوهم بأنّه ارتباك بين المهمّ و التافه في الحياة . تتوتر أعصابي و تكبر الأمور في عيني من غير قياس , خاصّة عندما يتهدّد أحد " كياني" , يتهدّد " الأنا " فيَّ . أروح آنذاك أشنّ الحرب حيث أناس مسالمون , و أنازع في أمور ليست بموضوع نزاع . و أخبره بذلك , فيأتي , و بلمسة عطف , يملأ عقلي من فكره و رؤياه , فتتبدّد من نفسي الأوهام كلّها . |
||||
![]() |
![]() ![]() |
|
|