![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||
مشرف متقاعد
|
![]() ذات يومٍ بعيد... في مكانٍ ما, حول المتوسط.. قريةٌ صغيرةٌ جميلة يتّخذ كل أهلها من الزراعة صنعةً, يأكلون من ثمر الأرض الذي يحصّلون, و بالفائض منه يتاجرون و بثمنه يأتون بما يلزمهم لحياتهم و زرعهم, و كان للقرية شيخٌ يحكمها و يأمر و ينهي كما يرى, و كلامه عند أهل القرية مسموعٌ و مُطاعٌ بلا جدلٍ و لا شك.. مرّت على القرية سنةٌ كان القحط فيها على حقولها جاثماً, و المطر منها هارباً, فكان الزرع هزيلاً و المحصول شحيحاً, فاجتمع رجال القرية بعد الحصاد لمحادثة شيخهم, و قالوا له: " يا شيخنا الحكيم, قد كان هذا العام علينا بائساً, فلا مورد للسقاية لنا إلا المطر, و هو كما ترى عيناك الخبيرتان عنّا قد غاب, و ليس عندنا من القمح ما يكفي خبز الشتاء لأهلنا, و سننفق من المال على شراء ما يلزم من مالنا الكثير, و لن يبقى لدينا إلا القليل, فهل ترى لو جمعنا حيلتنا من المدّخر و نسخّره لشقّ ساقية تأتي لنا من النهر القريب من الماء ما يكفي سقاية حقولنا, أو نحفر آباراً تعطينا من الماء ما يلزم" فصمت الشيخ قليلاً, ثم قال لهم أن يأتوه بالمال المدّخر ليجد لهم حلاً, و هكذا فعلوا, شاكرين له عزمه, و واثقين بحكمته و علمه و درايته. مضى الصيف و لاح الخريف في الأفق, و لم تشّق ساقيةٌ و لم يُحفر أي بئر, لكن مضافة الشيخ قد توسعت و مُد على أرضها السجّاد الثمين, و بإسطبله يقبع حصانان جديدان, فسأله الرجال بخجل عن قراره بشأن سقاية الزرع فطلب منهم ألا يقلقوا, فهذا العام سيكون ممطراً خيّراً, و مالهم بالحفظ و الصون لما فيه الخير للقرية, فصدّقه الناس و أعادوا الدعوة له بطول العمر و قوّة العزيمة.. و مرّ العام جافاً قاحلاً, و كادت أيامه تمرّ بدون مطرٍ, إلا بعض القطرات الخجولة العقيمة, و جاء وقت الحصاد و لم يكن هناك من السنابل إلا القليل, و أغلبها من حملها فارغة, تطير بها الرياح بين زوابع الغبار الجافة, فذهب الرجال إلى مضافة الشيخ يرجونه التصرّف, فلا قمح لديهم لصنع الخبز, و لا مالٌ في جيوبهم لشرائه من الجوار, فطمأنهم الشيخ و أكّد لهم أنه يملك جميع الحلول لمشاكلهم و همومهم, و طلب منهم أن يجمعوا أهل القرية في الساحة بعد العصر, فسوف يخطب فيهم و يهديهم الحلول. جاء العصر و ما بعده و دخل الشيخ الساحة التي اجتمع فيها أهل القرية, و حال صعوده إلى مصطبة صغيرة صمت الجمع ترقباً لكلمات شيخهم الحاكم العليم, و بعد السلام و التحيّة بدأ الشيخ كلامه قائلاً: " يا أهل القرية الكرام الطيّبين, إنني بحالكم عالمٌ, و بهمّكم شاعرٌ, و بمشاكلكم مفكّرٌ, و إني أرى أننا يا جيراني نمرّ بمرحلةٍ صعبة, فالجفاف الذي حلّ علينا كالمرض هو ناتجٌ عن حقد القرية المجاورة علينا, فقد أخبرني العارفون أنهم قد جاؤوا بمشعوذٍ يأمر الغيوم بالالتفاف بعيداً عنا فتفعل, و لهم بقريتنا مطمع, يريدون ألا نزرع لنشتري منهم القمح بغالي الثمن, و منا يكسبون و بمالنا يغتنون, و قد انتبهت إلى مؤامرتهم الدنيئة, و فكّرت في الخطّة التي تجعلنا نهزمهم شرّ هزيمة, فعلينا أن نتحلّى بالصبر و ألا نجعل صغائر الأمور تلهينا عن قضيتنا الأكبر, و إن تركتم تلك القضايا الصغيرة و أطعتموني فيما أخبركم فلسوف ننتصر عليهم و نستحوذ على حقولهم, و عندها سنكون أغنى قرية في الوادي, و لذلك علينا الآن أن نناضل في سبيل ذلك فقط, و أعلم أن منكم من كان يريد شقّ ساقيةٍ, لكنّه لعمري حلٌّ ضعيف, فبقيادتي لن ننال ساقيةً فقط و إنما سنملك النهر كلّه لنا, نرتوي بمائه و نسقي منه زرعنا, و نبيع منه للقرى الأخرى لما فيه مصلحتنا, و ما عليكم يا أحبائي إلا أن تطيعوني و لا تناقشوا ما أأمركم به, و سترون أن النصر سيكون حليفنا قريباً جداً". و أنهى الشيخ خطبته محاطاً بالتصفيق و الهتاف و التحيّة, و عاهده أهل القرية على الطاعة الدائمة, و الثقة بقيادته التي سوف تجلب لهم المجد و القوّة و السعادة. مرّ عامٌ ثم آخر, و أهل القرية بالكاد يستطيعون العيش, فقد كانوا يعطون للشيخ كلّ القليل الذي يحصّلون من أجل خططه التي لم تأت بنتيجة... لكنهم ثبتوا صابرين, و بحكمة الشيخ واثقين, حتى كاد يبدأ العام الثالث عندما حدث فجأة أن رحل الشيخ من القرية, و أصبح بين يومٍ و ليلةٍ من أغنى أغنياء المدينة... لم يبق في القرية اليوم إلا الشيوخ العجائز, يروون بدموعهم القليلة ما تبقّى من حقولهم الجافة, فقد هاجر من تلك الأرض كل من قدر على المشي, و يذكر أحد هؤلاء الكبار أنه قد مات في عامي القضية من أهل القرية تسعون شخصاً, كلّهم قضوا من الجوع و أمراضه, إلا شاباً واحداً كان قد تجرأ و سأل الشيخ الحكيم بعد نهاية خطبته الشهيرة عن ماذا سيفعلون لإطعام أبنائهم الخبز ريثما ينتصرون, فثارت عليه الجماهير و عاقبته على أنانيته و ضيق أفقه و اهتمامه بصغائر الأمور بدل الإخلاص للقضية الكبرى, و رجموه بالحجارة حتى سلّم الروح.. Yass
أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||||
![]() |
![]() |
#2 | ||||||
مشرف
|
![]() و ما زال النهر يجري حاملا معه قضية اهل الوادي (المتجددة) الى البحر .........
أدعى الناس الى الشفقة ذلك الي يحول أحلامه الى الفضىة و الذهب.. جبران خليل جبران
اذا كان العالم اشتراكيا بالفطرة و رأسماليا بالفطرة و ربما قوميا بالفطرة ... فهل يا ترى كان رجعيا بالفطرة ؟ لن نبق اسرى الماضي ... |
||||||
![]() |
![]() |
#3 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() ![]() لجمال ما خطت اناملك . سرد يلخص حال العربان المزري . ما أكثر آلامنا يا صديقي .
صديقي الله .
لا أحسدك على معرفتك مصير كل منا . لأنك قد تبكي على مصير حزين بينما صاحبه سهران يضحك. وتعرف الفرح قبل وقوعه فلا ترى مثلنا لذة المفاجأة. .... |
![]() |
![]() |
#4 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() لو لم نكن اغبياء لما رضينا بذلك ونحن الشعوب,,,بدر شاكر الشياب
ما بعرف شو يللي بصير,,دائما لما يمنح الشعب ثقته بشي قضية بيمنح بغباء ولما ما يثق بحدن بيكون هالشخص بستحق الثقة وبكون شخص عندو قضية وشريف,, يا ترى وين العيب,,, وما نزال ننتظر ان تنشق الساقية تحت ظلال معجزة
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,, فأضيع !!!! حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح! |
||||||
![]() |
![]() |
#5 | |||||||||
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
هلا بك أبو سارة ![]() اقتباس:
تحياتي ![]() اقتباس:
أحياناً طيبة القلب هي السب.. و أحياناً لأ, يمكن.. هلا فيكي ![]() |
|||||||||
![]() |
![]() ![]() |
|
|