النقطة الثانية : لماذا أحرق عثمان الستة أحرف وأبقى على حرف واحد؟؟
واستفهامك
ألم يكون السبعة أحرف وحيا وحيا؟؟؟؟؟
الحمد لله أنه فعل ذلك حتى لا يحدث بيننا ما حدث بينكم ولا زال يحدث (سوف أشرح ماذا أقصد لاحقا في النقطة الخامسة)
وأصل السبعة أحرف هو
ما رواه الترمذي عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقي جبريل، فقال: يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين؛ منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابًا قط، فقال: يا محمد إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف، قال الترمذي: حسن صحيح.
وبذلك نعلم الهدف الأساسي من وجود سبعة أحرف لقراءة القرآن
ولكن في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه اتسعت دولة الإسلام بشكل كبير جدا
ودخل الكثيرين جدا في الإسلام
وبذلك أصبحت الرخصة لوجود السبعة أحرف غير لازمة لأن الأمة أصبح بها العديد والعديد من العلماء
وقلت لك سابقا
عندما اتسعت الفتوحات الإسلامية انتشر الصحابة رضي الله عنهم في البلاد المفتوحة يعلمون أهلها القرآن وأمور الدين وكان كل صحابي يُعلَّمُ بالحرف الذي تلقاه من الأحرف السبعة فكان أهل الشام يقرأون بقراءة أبي بن كعب رضي الله عنه ، فيأتون بما لم يسمع أهل العراق ، وإذا أهل العراق يقرأون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهلُ الشام فيُكفر بعضهم بعضاً .
ولماذا يكفر بعضهم بعضا؟؟؟
ذلك لأنه لم يتعلم القرآن إلا على حرف واحد وهو الحرف الذي يتكلم به قومه العربية
وهو يعلم تماما أن القرآن نزل على النبي لفظا ومعنى وبذلك لا يمكن تغيير أي حرف في القرآن
وعندنا في الإسلام قاعدة تقول
درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة
ووجود السبعة أحرف له منفعة في التسهيل ولكنه كان سيؤدي لمفسدة وهي الاختلاف بين الناس في القرآن
فكان الواجب تقديم درء المفسدة على جلب المنفعة
وهذا عين ما فعله الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه
وإليك قول علي الذي يثبت أن الجميع كان راضيا بل ومقتنعا بما يفعله عثمان تمام الاقتناع
روى ابن أبي داود بإسناد صحيح - كما يقول ابن حجر - من طريق سويد بن غفلة قال، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيراً في المصاحف .. فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا جميعا ، قال ما تقولون في هذه القراءة ؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قراءتي خير من قراءتك ، وهذا يكاد أن يكون كفراً ، قلنا : فما ترى ؟ قال : نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف . قلنا : فنعم ما رأيت .. قال علي : والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل ) .
رحمك الله يا عثمان
يتبع....
لبيروت....من قلبي سلام لبيروت
لا يزال المرء عالما ما طلب العلم ....... فإذا ظن أنه علم فقد جهل
لا تناقش غبيا ......... لأن الناس لن يعرفوا أيكما الغبي
|