![]() |
من روايه "غرباء في اوطاننا " - وليد مدفعي
قرع باب منزلنا في وقت العشاء فتركت امّي المائده و سارت نحو الدهليز واصلت تناول طعامي و كان والدي يسألني عن الفحص بينما كان اخي مروان يزهو بساعه يده الجديده .
رجعت امّي قائله : وحيد .. اثنان من اصدقائك يطلبانك حالا . لم ا كن اتوقع زياره فتساءلت عن الضيفين و ظهرت الدهشه على وجهي, و لكن واحد منهم تبع امي الى الصالون و كانت قد تركت الباب مفتوحا , قال الوافد بلهجه آمره : اجلب بعض الحوائج و تعال معي فورا . تطلعت امي نحوه بفزع ثم تطلعت نحو والدي فأطرق رأسه و لم يقل حرفا. اتجهت نحو غرفتي صاغرا لاجمع حوائجي فتبعني والدي متسائلا: - ما معنى هذا الاجراء يا وحيد ؟ اجبته بصوت منخفض : أظنه اعتقالا ً يا والدي . صرخت امي بألم : وحيــــــد .... و أجهشت ثمّ بكت و قالت من خلال عبراتها : أبا زياد افعل شيئا ً . قال والدي محاولا ان يفهم الموضوع : - ماذا فعلت يا وحيد ... أسرقت شيئا ً ؟ أجبته بمراره : - اللصوص أسعد حظا من المناضلين في بلادي لان القانون لا يطالهم الا بقدر أما انا فأجهل مصيري بعد مغادره المنزل . عاود والدي السؤال : - قل لي ماذا فعلت ؟ أجبته بصدق و أخلاص : - أحببت وطني و أحببت الناس و رهنت فكري و قلمي من اجل مصيرهم ... هي زلّه قلم او عثره لسان سأكون على بينه من الامر غدا صباحا ً. جربت أن أبعد نظري عن عينيه و نت اتوقع صوته اللائم عندما سمعته يقول : - لا تخف يا وحيد .. أنت رجل الان , و سنكون الى جانبك طوال محنتك . ضمني و الدي الى صدره بينما كانت امي تصرخ برعب : - هـذا مستـحيل .. مســتحيل .. أفعل شيئا يا ابا زياد .. لا يمكن أن افقد اولادي كلهم لا استطيع ان اتصور بأنني بعد اليوم لن أجهز لهم الفطور و لن أعد القهوه. كنت اشتكي من كثره مطاليبهم .. ليعودو و ليطلبو أكثر من السـابق .. مازلت قويه و احب ان اغسل لهم و أن اطبخ الطعام الذي يشتهون .. سأحن الى ضجيجهم الى مشاحناتهم الى الخصام معهم .. أني اريدهم .. ضربت بيدها بقوّه على الجدار حيث استندت تبكي و واصلت الصراخ: - أريدهم أن يملؤوا البيت كل يوم و أن يبعثرو أغراضهم في الصالون و الغرف . لمن سأرتب الأسرّه , لمن سأوقد الحمام . لمن سأشتغل الصوف ؟؟ هم عزائـي و شغلي و عذابي و فرحتي لقد انتهيت بفقدهم .. أحس فاجعه تسـحق قلبي . اتجه والدي نحو أمي و أخدها بين ذراعيه بينما كان مروان ينظر بحذر و خوف . أخذت قميـصا و جوربا و منشفه و بيجامعه و تبعت الاثنين صـامتا ... للـرائع وليـد مدفعي آخر مقطع من كتاب غرباء في اوطاننا |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 05:56 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون