أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الخواطر و الخربشات

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28/12/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا boozy
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ boozy
boozy is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
العراق الحبيب
مشاركات:
1,410

Talking بانتظار our Godot


Waiting for our godot
بانتظار our Godot

في طريقنا إلى كربلاء المقدسة, احد محافظات العراق الحبيب, استوقفني مشهد مكثف طوله لا يتجاوز الخمس ثواني, على قارعة الطريق المقفر الأبيض من شدة إشعاع شمس تموز القاسية, مشهد لمحته من نافذة السيارة المسرعة اللاهثة على الملح.. الملح, كانت الأراضي التي على جانبي الطريق تبدو بيضاء ملاحة من شدة الحرارة حتى تكاد تمتزج بالسماء المشعة عند نهاية الأفق البعيد المترامي في نهايات مرمى البصر..كان النهار يقارب على الانتصاف, وفي العراء..
In the middle of no where"" , لمحت بناءا طينيا مهدما, أو قيد البناء أشبه بغرفة صغيرة على جانب الطريق, في وسط اللاشيء, في العراء كما ذكرت و اٌأكد , كان هناك رجل قوي البنية, اسمر الوجه من حرارة الشمس, يحمل الحجارة الكبيرة – بلوك- وبجانبه خلطة اسمنت, يقوم بخلطها صبي صغير ضعيف البنية اسمر الوجه هو أيضا , حليق الرأس بواسطة مجرف – مسحة- أطول منه ومن الجانب الآخر لهما, ولد صغير وقصير, ربما لم يتجاوز الستة او السبعة سنين من العمر, يحمل الحجارة الصغيرة للرجل.. كان الثلاثة متشابهين , سمر الوجوه, حليقي الرؤوس, وكانوا يرتدون جلابيب – دشاديش- رمادية اللون تكاد تغلب على لون بشرتهم, كانوا أبا وولديه , أدرت رأسي اراقبهم من النافذة الخلفية للسيارة بعدما تجاوزناهم بسرعتنا الكبيرة وأخذت احدق بهم حتى غرقوا وامتزجوا بالأفق , ترى ما الذي يدفع بهؤلاء الثلاثة لبناء تلك الغرفة الصغيرة في مكان كهذا وبهذا الوقت من السنة والنهار الذات؟؟
خلال سنين دراستي للأدب الانكليزي , اكثر ما تأثرت به مسرحية "Waiting for Godot" للكاتب Samuel Beckett"" وهي تتحدث عن شخصين مختلفين بالشخصية يجتمعان صباحا قرب شجرة في مكان منعزل ينتظران شخص اسمه "Godot" " غودو" , والذي يرمز "للمخلص" بالمفهوم الواقعي على اختلاف تفسيره بين الاديان والثقافات المتنوعة.. ثم يأتي صبي يمثل " الرسول" يخبرهم بان "غودو" سياتي اليوم..
ويجلسلن تحت الشجرة ينتظران قدومه, وخلال فترة انتظاره يتجادلان, يبكيان, يضحكان, يسألان اسئلة غبية, يتصرفان تصرفات فطرية, ينتقدان بعضهما البعض.. ثم يذهب النهار ولا ياتي " غودو" فيذهب كل واحد في طريقه ويتفقان الأ يعودان مجددا..
وفي صباح اليوم التالي يعودان مجدا منتظران قدوم " غودو" ..
و الغريب بالامر انهما لا يتذكران بعضهما البعض, ولا يتذكران اليوم او الايام السابقة, وياتي الرسول ..وهكذا..حتى يقرر احدهما ان يشنق نفسه بالشجرة طالبا مساعدة الآخر على رفعه على الشجرة مبتدأ الصراع بين الموت والحياة.. حتى تنتهي المسرحية بافتراقهما مجددا دون حضور "غودو" كما وعدهم..
ان هذه المسرحية جعلتني اعيش مشاهدها وكأني واقفة في احد زواياها, وهذا ما حضر بذاكرتي لحظة مشاهدتي للرجل وابناه في العراء عند البناء الصغير.
ان في فطرة الانسان باختلاف ثقافته وحضارته ودينه وتفكيره, توق للانتظار, انتظار شخص, انتظار حدث, انتظار شيء كبير يعيد نصاب الأمور , او ربما يحدث فرقا كبيرا بحياة البشرية والعالم.
ربما يستغرب البعض الرابط بين مشهد الثلاثة على الطريق إلى كربلاء المقدسة, ومسرحية بانتظار غودو, لكني متأكدة إنكم حين ستقرؤون المسرحية ستفهمون, والتي يمثل أبطالها بتصرفاتهم وشخصياتهم وحتى أسماءهم تنوع الطبقات البشرية بأفكارها ومعتقداتها , وان تعدد ايام انتظارهم لغودو يمثل القرون التي عاشتها البشرية من قبل الميلاد وحتى اليوم..وان فكرة الشنق وغيرها من المناقشات المحتدمة بينهما تمثل الصراعات التي عاشتها الإنسانية , سواء كانت صراعات داخلية" صراع الإنسان مع الفكر والعادات والمجتمع" او " صراعات خارجية تمثل صراع الحضارات فيما بينها والأمم القوية مع الضعيفة" ضمن مبدأ واحد هو مبدأ " الحياة والموت, الهلاك والنجاة".




لستُ بجسدٍ تسكنه روح.
بل
ثلاثة أرواحٍ
و عقولٍ
و قلوب
جزئها المرئيُّ الصغيرُ
جسدْ.
http://evandarraji.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 28/12/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا boozy
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ boozy
boozy is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
العراق الحبيب
مشاركات:
1,410

افتراضي


????????????????
  رد مع اقتباس
قديم 28/12/2008   #3
شب و شيخ الشباب هكذا تكلمت
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ هكذا تكلمت
هكذا تكلمت is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
المطرح:
ع قبر الاستغلال
مشاركات:
78

Angry في انتظارك



لقد قراتها
واشكر لك هذه اللفته. لقد عشتها عندما قراتها
وهناك بعض المسرحيون العرب الذين رأو فيها تجسيدا لواقع الشعب العربي المنتظر دوما قدوما لايدرك ماهيته
ع فكره رائع هذا التحليل الذي ذكرته
وشكرا لمسرح العبث ولصاموئيل بيكيت
ولك صديقي





الانسان الذي لايخطىء هو الانسان الذي لايعمل
وكل ماهو انساني فهو يعنيني
  رد مع اقتباس
قديم 28/12/2008   #4
صبيّة و ست الصبايا boozy
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ boozy
boozy is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
العراق الحبيب
مشاركات:
1,410

افتراضي


شكرا لك صديقي..
لانك فهمتني وهذا دليل وعي وادراك وعمق بالنظرة
ان اغلب الناس يمعنون النظر بالقشور تاركين اللب..وادراك ماهيته..
انت انسان مثقف جدا...ربنا يخليك ويكثر من امثالك كقراء
  رد مع اقتباس
قديم 28/12/2008   #5
شب و شيخ الشباب SelavI
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ SelavI
SelavI is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
ما زلت اتسأل عنه
مشاركات:
946

افتراضي


لو لم يُعجن الانسان بأمل وهمي يبني به حجرا رغم علمه انه سيهدم يوما ما

لما صُنعت الحجارة ولا كبرت شجرة


لا حياة دون امل ولو كاذب ولا امل دون انسان وانسانية

جميل ربطكِ فلسفة بواقع

من دواعي سرورك ان تغوص في اعماق صورتك
تمضها بعينيك وذرايعك
وقلبك يلهو احيانا بخفقانه
وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة
فانتما تغمضان لا تبوحان
  رد مع اقتباس
قديم 29/12/2008   #6
شب و شيخ الشباب هكذا تكلمت
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ هكذا تكلمت
هكذا تكلمت is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
المطرح:
ع قبر الاستغلال
مشاركات:
78

Angry


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : boozy عرض المشاركة
شكرا لك صديقي..
لانك فهمتني وهذا دليل وعي وادراك وعمق بالنظرة
ان اغلب الناس يمعنون النظر بالقشور تاركين اللب..وادراك ماهيته..
انت انسان مثقف جدا...ربنا يخليك ويكثر من امثالك كقراء

الشكر لك لانك من اتحفنا بماقرأنا وبما سنقرأ
والواضح انك اوسع من سِواك مدى
  رد مع اقتباس
قديم 29/12/2008   #7
صبيّة و ست الصبايا boozy
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ boozy
boozy is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
العراق الحبيب
مشاركات:
1,410

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : SelavI عرض المشاركة
لو لم يُعجن الانسان بأمل وهمي يبني به حجرا رغم علمه انه سيهدم يوما ما

لما صُنعت الحجارة ولا كبرت شجرة


لا حياة دون امل ولو كاذب ولا امل دون انسان وانسانية

جميل ربطكِ فلسفة بواقع
شكرا لك انت صديقي
لكن الحياة لاتبنى بالتمني
والاحجار لا تحمل بالحلم
لا تنسى السعي والعمل مع وجود الامل والاحلام كفتيلة لشعلة الانجاز وتحقيق المراد

  رد مع اقتباس
قديم 29/12/2008   #8
شب و شيخ الشباب SelavI
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ SelavI
SelavI is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
ما زلت اتسأل عنه
مشاركات:
946

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : boozy عرض المشاركة
شكرا لك انت صديقي


لكن الحياة لاتبنى بالتمني
والاحجار لا تحمل بالحلم
لا تنسى السعي والعمل مع وجود الامل والاحلام كفتيلة لشعلة الانجاز وتحقيق المراد
البساطة تحمل في داخلها امل غير مرأي

وانتظار الامطار التي تروي الزرع فيها الكثير من الاحلام

تبقى الاهداف هي المحرضة على العمل
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2008   #9
صبيّة و ست الصبايا boozy
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ boozy
boozy is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
العراق الحبيب
مشاركات:
1,410

افتراضي


الاهداف والاحلام هي الشرارة التي تشعل فتيل الانطلاق
...
من يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر...
مو لو مو مو؟؟
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:13 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.07566 seconds with 14 queries