أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28/06/2008   #199
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


الطيب صالح والادب السودانى

بعتقد ان لا يمكن فهم منهج مبدع الا بدراسة ظروف مجتمعه وتطور الادب فيه وخصوصا اذا كان اديب كبير بتحوم حوله الالقاب بالتميز والفرادة على كل كتاب عصره
لذا اسمحولى اضع الاول نبذة مختصرة عن الادب فى السودان بعدها ندلف الى عالم الطيب صالح

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 28/06/2008   #200
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


نبذة مختصرة عن الادب فى السودان

نشأ الادب كفن ناضج فى السودان منذ فترة الثلاثينيات وكانت دعامتا الكتاّب الاساسية فى خلق مادتهم الفكرية داخل الادب ( التاريخ والاسطورة ) كميل طبيعى لشعب لا يملك الانفتاح الكامل على الاخر,, فتركز خيال المبدعين الاوائل على البيئة المحيطة من عادات وتقاليد وسلسال تاريخى للعشائر وايضا الدين وعلى الرغم من ان الاسطورة كانت تشكل حضورا كافى فى عقل وحياة الانسان السودانى الا ان الدين والعادة لوحظ فرط تأثيرهما على القلم السودانى
يعنى نعتبر الادب السودانى فى فترة ما قبل الاعلام والانفتاح ادب محلى شديد الخصوصية والنمطية سواء فى الموضوعات كما ذكرت او فى المفردات التى كانت سجعية فى اغلبها
جاءت المرحلة المهمة قبل ان يدبر عقد الثلاثينيات بظهور مجلتى النهضة والفجر التى تبنت نشر اعمال ادبية ومحاولة مناقشتها باسلوب منهجى ونشر الجيد منها فى الصحف المصرية
هذا الاهتمام والانفتاح الجزئى ساهم فى بزوغ نجوم روائية مثل عثمان على نور الذى اعتبر فيما بعد رائد القصة السودانية القصيرة وكذلك السيد الفيل وغيرهم من الكتاب
ثم ذيلت هذه الفترة بمأساة الاستعمار التى ساهمت فى تفجير قرائح المبدعين من شعراء وناثرين ,,,وقراءة اعمال الادباء المصريين الذين شاركوهم نفس الهم الاستعمارى فباتت الكتابتان تتطور يدا بيد متأثرة احدها بالاخرى
فى فترة الاربعينات ظهر جيل الوعى بالانجليزية الذين درسوا اللغة فى ادابها ونشروا اعمال انجليزية مترجمة فى الصحف السودانية مما افاد فى اتساع رقعة الانفتاح ومن ثم الاستفادة
فى الخمسينيات والستينيات باتت رقعة التأثر مدهشة فى ظهور كتاب وجوديين متأثرين بالتيار الوجودى الذى عم اوروبا ,,,وظهر فى مقابلهم كتاب جسدوا مفهوم الواقعية الاشتراكية على نحو واضح
من التيار الاول ظهر البشير الطيب واحمد الامين البشير
ومن التيار الثانى ظهر الطيب صالح ومحمد مدنى وغيرهم
كانت هذه المرحلة تحمل من الحماسة والتشجيع للادب السودانى ما لم تحملة اى مرحلة اخرى
حتى جاءت النكسة...وتأثر السودان كباقى الاقطار العربية بالاحداث المأساوية وجاءت مرحلة الارتداد الجماعية للماضى وللتراث ,,كانت مرحلة ارتداد لاواعية حملها عليهم الحزن العميق من هذا الواقع والحنين الى امجاد الماضى
مرحلة الارتداد كانت تشمل ارتداد فى طرق موضوعات الماضى من مجد العشائر والعادات والتقاليد وكذلك الاساطير البطولية لكن الاسلوب كان تقدميا فظهر اسلوب الفانتازيا والسخرية والواقعية السحرية
فى الثمانينيات كانت المرحلة النسوية بحق حيث اثبت المرأة السودانية وجودها الادبى على الساحة لكنه لم يتعدى حدود الكتابات الرومانسية المفرطة او الكتابات الثورية على اوضاع المرأة داخل مجتمعهم
سلمى الشيخ وفاطمة السنوسى كانتا اعلى صوت نسوى فى هذه الفترة
ومن فترة التسعينيات حتى الان يستبشر النقاد بمحاولة نهوض اخرى تظهر فى السودان فى الحبر الرجالى والنسائى جنبا الى جنب
  رد مع اقتباس
قديم 29/06/2008   #201
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي



ولد الطيب صالح عام 1929فى شمال السودان,, تلقى تعليمه الاساسى فى المدارس المحلية بعدها سافر الى العاصمة السودانية الخرطوم ليتم تعليمه الجامعى
بعد الجامعة والعمل لفترة كمدرس تطلع الطيب صالح للخروج عن المستقبل المألوف لاى موظف حكومى تأخذه الحياة بروتينيتها الى طرق مألوفة ليست حقيقة بمبدع يأمل مستقبل مميز,,,قرر الطيب السفر الى لندن ليبدأ المرحلة الاهم فى حياته
داخل لندن كان الميلاد الحقيقى لعقلية الطيب الملاحظة للاجواء الاوروبية ومقارنتها باجواءنا العربية من حيث الثقافات , الحريات , السياسات ,الجديد فى اساليب السرد والحكى الاوروبية ,, فقد كان كل هذا كفيل بأن يخلق داخل الطيب صالح نفس نهمه تتطلع لشق جيوب اى خبرة جديدة
و كان الطيب صالح من ضمن الفئة المؤمنة بضرورة اكتناز الخبرات وتبييتها حتى تأخذ حيز من النضج والرؤيا الاوضح ,, بمعنى ادق محاولة لخلق فلسفة خاصة للاشياء بعيدا عن الاراء العامة التى قد يشاركه فيها الكثيرون فكان يبتعد عن الكتابة القصصية رغم امتلاكه الاسلوب الادبى الذى شهد له به الكثيرون,,,منهم الروائية غادة السمان التى قرئت له عدة مقالات وقالت ( هذا اديب كبير , فقط لو يكتب )
لكن الطيب صالح اكتفى بكتابة قصص قصيرة فى البداية يكتبها من ان لاخر يدرب فيها قلمه على الادبية وايضا ليسجل خبرة قصيرة اخذت حيز نضج لا يسعه الا قصة قصيرة
جاءت فترة الستينيات التى قرر الطيب فيها كتابة اول رواية وكانت رواية (موسم الهجرة الى الشمال) التى تطرق فيها الى مسألة الصراع الحضارى بين الشرقى والغربى ,,
نالت هذه الرواية شهرة عالمية وترجمت الى اكثر من ثلاثين لغة ,,كانت الرواية معلنة عن شخصيتها المختلفة وسط باقى الروايات السودانية التى ما كانت تجرؤ على الاقتراب من اى تابو الا على استحياء
فى هذه الرواية كسر الطيب تابو الدين ( ود الريس ) تابو الجنس ( مصطفى سعيد وبنت مجذوب ) وتابو السياسة ( شخصية الراوى )
لذا كان من الطبيعى ان تواجه الرواية برفض من قبل البعض ,, لكنها اثبتت وجودها الحقيقى فى النهاية
الف الطيب عدة روايات اخرى منها ( عرس الزين ) الذى تحول لمسلسل تليفزيوفى فى ليبيا
و( دومة ود حامد) و( مريود ) و ( ضو البيت ) و( منسى انسان نادر على طريقته ) الى جانب مجموعة من القصص القصيرة
فى الحياة المهنية تقلد الطيب صالح وظيفة مذيع فى البى بى سى اللندنية ثم مدير لقسم الدراما ثم عمل مذيعا بالاذاعة السودانية ثم وكيلا لوزارة الاعلام فى قطر ومديرا اقليميا لمنظمة اليونسكو فى باريس
  رد مع اقتباس
قديم 29/06/2008   #202
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي قصة قصيرة للطيب صالح


حفنة تمر – الطيب صالح

لابدّ إنني كنت صغيراً جداً حينذاك. لست أذكر كم كان عمري تماماً، ولكنني أذكر أن الناس حين كانوا يرونني مع جدي كانوا يربتون على رأسي، ويقرصونني في خدي، ولم يكونوا يفعلون ذلك مع جدي. العجيب أنني لم أكن أخرج أبداً مع أبي، ولكن جدي كان يأخذني معه حيثما ذهب، إلا في الصباح حين كنت أذهب إلى المسجد، لحفظ القرآن.

المسجد والنهر والحقل، هذه كانت معالم حياتنا. أغلب أندادي كانوا يتبرمون بالمسجد وحفظ القرآن ولكنني كنت أحب الذهاب إلى المسجد. لابد أن السبب أنني كنت سريع الحفظ، وكان الشيخ يطلب مني دائماً أن أقف وأقرأ سورة الرحمن، كلما جاءنا زائر. وكان الزوار يربتون على خدي ورأسي، تماماً كما كانوا يفعلون حين يرونني مع جدي.

نعم كنت أحب المسجد. وكنت أيضاً أحب النهر. حالما نفرغ من قراءتنا وقت الضحى، كنت أرمي لوحي الخشبي، وأجري كالجن إلى أمي، والتهم إفطاري بسرعة شديدة واجري إلى النهر وأغمس نفسي فيه. وحين أكلُّ من السباحة، كنت أجلس على الحافة وأتأمل الشاطئ الذي ينحني في الشرق ويختبئ وراء غابة كثيفة من شجر الطلع. كنت أحب ذلك. كنت أسرح بخيالي وأتصور قبيلة من العمالقة يعيشون وراء تلك الغابة … قوم طوال فحال لهم لحى بيضاء وأنوف حادة مثل أنف جدي. أنف جدي كان كبيراً حاداً. قبل أن يجيب جدي على أسئلتي الكثيرة، كان دائماً يحك طرف أنفه بسبابته.

ولحية جدي كانت غزيرة ناعمة بيضاء كالقطن. لم أرَ في حياتي بياضاً أنصع ولا أجمل من بياض لحية جدي. ولابد أن جدي كان فارع الطول، إذ أنني لم أرَ أحداً في سائر البلد يكلم جدي إلا وهو يتطلع إليه من أسفل، ولم أرَ جدي يدخل بيتاً إلا وكان ينحني انحناءة كبيرة تذكرني بانحناء النهر وراء غابة الطلح. كان جدي طويلاً ونحيلاً وكنت أحبه وأتخيل نفسي، حين استوي رجلاً أذرع الأرض مثله في خطوات واسعة.

وأظن جدي كان يؤثرني دون بقية أحفاده. ولست ألومه، فأولاد أعمامي كانوا أغبياء وكنت أنا طفلاً ذكياً. هكذا قالوا لي. كنت أعرف متى يريدني جدي أن أضحك ومتى يريدني أن اسكت، وكنت أتذكر مواعيد صلاته، فاحضر له ((المصلاة)) وأملأ له الإبريق قبل أن يطلب ذلك مني. كان يلذ له في ساعات راحته أن يستمع إليّ أقرأ له من القرآن بصوت منغم، وكنت أعرف من وجه جدي أنه أيضاً كان يطرب له. سألته ذات يوم عن جارنا مسعود.

قلت لجدي: (أظنك لا تحب جارنا مسعود؟) فأجاب بعد أن حك طرف أنفه بسبابته: (لأنه رجل خامل وأنا لا أحب الرجل الخامل). قلت له: (وما الرجل الخامل؟) فأطرق جدي برهة ثم قال لي: (انظر إلى هذا الحقل الواسع. ألا تراه يمتد من طرف الصحراء إلى حافة النيل مائة فدان؟ هذا النخل الكثير هل تراه؟ وهذا الشجر؟ سنط وطلح وسيال. كل هذا كان حلالاً بارداً لمسعود، ورثه عن أبيه).

وانتهزت الصمت الذي نزل على جدي، فحولت نظري عن لحيته وأدرته في الأرض الواسعة التي حددها لي بكلماته. (لست أبالي مَن يملك هذا النخل ولا ذلك الشجر ولا هذه الأرض السوداء المشققة. كل ما أعرفه أنها مسرح أحلامي ومرتع ساعات فراغي). بدأ جدي يواصل الحديث: (نعم يا بنيّ. كانت كلها قبل أربعين عاماً ملكاً لمسعود. ثلثاها الآن لي أنا). كانت هذه حقيقة مثيرة بالنسبة لي، فقد كنت أحسب الأرض ملكاً لجدي منذ خلق الله الأرض. (ولم أكن أملك فداناً واحداً حين وطئت قدماي هذا البلد. وكان مسعود يملك كل هذا الخير. ولكن الحال انقلب الآن، وأظنني قبل أن يتوفاني الله سأشتري الثلث الباقي أيضاً). لست أدري لماذا أحسست بخوف من كلمات جدي. وشعرت بالعطف على جارنا مسعود.

ليت جدي لا يفعل! وتذكرت غناء مسعود وصوته الجميل وضحكته القوية التي تشبه صوت الماء المدلوق. جدي لم يكن يضحك أبداً. وسألت جدي لماذا باع مسعود أرضه؟ (النساء). وشعرت من نطق جدي للكلمة أن (النساء) شيء فظيع. (مسعود يا بنيَّ رجل مزواج كل مرة تزوج امرأة باع لي فدناً أو فدانين).

وبسرعة حسبت في ذهني أن مسعود لابد أن تزوج تسعين امرأة، وتذكرت زوجاته الثلاث وحاله المبهدل وحمارته العرجاء وسرجه المكسور وجلبابه الممزق الأيدي.
وكدت أتخلص من الذكرى التي جاشت في خاطري، لولا أنني رأيت الرجل قادماً نحونا، فنظرت إلى جدي ونظر إليّ. وقال مسعود: ((سنحصد التمر اليوم، ألا تريد أن تحضر؟)) وأحسست أنه لا يريد جدي أن يحضر بالفعل. ولكن جدي هب واقفاً، ورأيت عينه تلمع برهة ببريق شديد، وشدني من يدي وذهبنا إلى حصاد تمر مسعود. وجاء أجد لجدي بمقعد عليه فروة ثور. جلس جدي وظللت أنا واقفاً.
كانوا خلقاً كثيراً. كنت أعرفهم كلهم، ولكنني لسبب ما أخذت أراقب مسعوداً. كان واقفاً بعيداً عن ذلك الحشد كأن الأمر لا يعنيه، مع أن النخيل الذي يحصد كان نخله هو، وأحياناً يلفت نظره صوت سبيطة ضخمة من التمر وهي تهوي من علٍ. ومرة صاح بالصبي الذي استوى فوق قمة النخلة، وأخذ يقطع السبيط بمنجله الطويل الحاد: ((حاذر لا تقطع قلب النخلة)).
ولم ينتبه أحد لما قال، واستمر الصبي الجالس فوق قمة النخلة يعمل منجله في العرجون بسرعة ونشاط، وأخذ السبط يهوي كشيء ينزل من السماء. ولكنني أنا أخذت أفكر في قول مسعود: ((قلب النخلة)) وتصورت النخلة شيئاً يحس له قلب ينبض. وتذكرت قول مسعود لي مرة حين رآني أعبث بجريد نخلة صغيرة: ((النخل يا بنيّ كالادميين يفرح ويتألم)).
وشعرت بحياء داخلي لم أجد له سبباً. ولما نظرت مرة أخرى إلى الساحة الممتدة أمامي رأيت رفاقي الأطفال يموجون كالنمل تحت جذوع النخل يجمعون التمر ويأكلون أكثره. واجتمع التمر أكواماً عالية. ثم رأيت قوماً أقبلوا وأخذوا يكيلونه بمكاييل ويصبونه في أكياس. وعددت منها ثلاثين كيساً. وانفض الجمع عدا حسين التاجر وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من الشرق، ورجلين غريبين لم أرَهما من قبل. وسمعت صفيراً خافتاً، فالتفت فإذا جدي قد نام، ونظرت فإذا مسعود لم يغير وقفته ولكنه وضع عوداً من القصب في فمه وأخذ يمضغه مثل شخص شبع من الأكل وبقيت في فمه لقمة واحدة لا يدري ماذا يفعل بها.
وفجأة استيقظ جدي وهب واقفاً ومشى نحو أكياس التمر وتبعه حسين التاجر وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا والرجلان الغريبان. وسرت أنا وراء جدي ونظرت إلى مسعود فرأيته يدلف نحونا ببطء شديد كرجل يريد أن يرجع ولكن قدميه تزيد أن تسير إلى أمام.

وتحلقوا كلهم حول أكياس التمر وأخذوا يفحصونه وبعضهم أخذ منه حبة أو حبتين فأكلها. وأعطاني جدي قبضة من التمر فأخذت أمضغه. ورأيت مسعوداً يملأ راحته من التمر ويقربه من أنفه ويشمه طويلاً ثم يعيده إلى مكانه. ورأيتهم يتقاسمونه.

حسين التاجر أخذ عشرة أكياس، والرجلان الغريبان كل منهما أخذ خمسة أكياس. وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من ناحية الشرق أخذ خمسة أكياس، وجدي أخذ خمسة أكياس. ولم أفهم شيئاً.

ونظرت إلى مسعود فرأيته زائغ العينين تجري عيناه شمالاً ويميناً كأنهما فأران صغيران تاها عن حجرهما. وقال جدي لمسعود: ما زلت مديناً لي بخمسين جنيها نتحدث عنها فيما بعد، ونادى حسين صبيانه فجاؤوا بالحمير، والرجلان الغريبان جاءا بخمسة جمال. ووضعت أكياس التمر على الحمير والجمال. ونهق أحد الحمير وأخذ الجمل يرغي ويصيح. وشعرت بنفسي أقترب من مسعود. وشعرت بيدي تمتد إليه كأني أردت أن ألمس طرف ثوبه.

وسمعته يحدث صوتاً في حلقه مثل شخير الحمل حين يذبح. ولست أدري السبب، ولكنني أحسست بألم حاد في صدري. وعدوت مبتعداً. وشعرت أنني أكره جدي في تلك اللحظة. وأسرعت العدو كأنني أحمل في داخل صدري سراً أود أن أتخلص منه. ووصلت إلى حافة النهر قريباً من منحناه وراء غابة الطلح. ولست أعرف السبب، ولكنني أدخلت إصبعي في حلقي وتقيأت التمر الذي أكلت.


  رد مع اقتباس
قديم 30/06/2008   #203
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوار مع الطيب صالح
  رد مع اقتباس
قديم 30/06/2008   #204
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي




كيف يفهم الطيب صالح العلاقة بين الإسلام والعروبة والوطنية والديمقراطية، قال:

هذه قضية طويلة وكبيرة.. هذه عايزة Symposium ، مش لقاء. حقيقة نحن السودانيين بنأخذ الأمور كما هي، يعني إلى حد قريب ما كنا نسأل عن موضوع قضية الهوية.. هذه التي جاءتنا من بلاد الشام، ما كان عندنا أزمة الهوية: من نحن.. وإيه تركيبتا.. إلى أي حد نحن عرب والى أي حد نحن أفارقة، نحن عرب مسلمين هذا هو الذي نفهمه، في السودان. يقال في السودان: دا ولد عرب، والعروبة عندنا قضية مفروغ منها، مفهوم قائم بحد ذاته، لما يقال دا فلان ولد عرب، دي قيمة. بعدين يدخل في نطاق هذه العروبة كل من يتكلم اللغة العربية، عندنا في الشمال قبائل نوبية وهي أعرق قبائل في وادي النيل هؤلاء أمة ورثت الحضارة الفرعونية القديمة، وهم الآن عرب. بعدين نحن مسلمون.. الحقيقة المهمة في السودان، هو أن الإسلام دخله سلماً ولم يدخله حربا، وأنا متأكد أنه العديد منكم يعرف تاريخ السودان، لكن فقط أذكركم أن دخول العرب للسودان بدأ في بداية الفتح العربي لمصر لأن بعدما دخل عمر بن العاص مصر في خلافة سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) دخل جيش عربي بقيادة عبد الله ابن أبي الصرح، ووجد ممالك مسيحية مستقرة ومتطورة ومتحضرة جداً فصالحهم العرب، صالحوهم ولم يحاربوهم، ثم ظلت القبائل العربية تهاجر جنوباً وتدريجيا بدأ التزاوج بين العرب وبين القبائل النوبية إلى أن آل الأمر إلى العرب والى المسلمين وتكونت عندنا دولة عربية إسلامية هي دولة سنّار، وسنّار هذه دولة كثير من المؤرخين اعتبروها تعويضا عن ضياع الأندلس حين قامت في السودان هذه الدولة المسلمة العربية. فنشأ عندنا إسلام يتميز بروح تسامح لا حد لها. ما عندنا أبدا التشنج بأمور العقيدة، وعندنا في أم درمان، التي هي العاصمة الوطنية للسودان، حي كامل يسمونه المسالمة، لأنه لهؤلاء أصول قبطية وبعضهم دخل الإسلام وبعضهم ظل على مسيحيته، ومرات في العائلة الواحدة تجد جزءا مسلما وجزءا نصرانيا، ثم نحن في إسلامنا أخذنا كثير من التراكمات الحضارية الموجودة في وادي النيل، فالإسلام بالنسبة لي هو هذا، ولذلك ما يحدث الآن في السودان، أنا أعتبره ضد طبيعة الأرض وطبيعة الحضارة التي أنشأناها على مدى القرون، هذه الحدة في الفصل بين الأمور، انه هذا مسلم وهذا غير مسلم، وهذا كافر.. لم يكن عندنا هذا الكلام، وأظن أن المنطقة العربية كلها تميزت بهذه السماحة في المعاملة منذ صدر الإسلام، منذ عهد الرسول، وفي التاريخ طبعا تعرفوا بأنه في معركة القادسية حين أصيب المثنى بن حارث الشيباني التفت خلفه فوجد عربيا نصرانيا، فقال له: أنت لست من ملتنا ولكنك أخونا فاحمل الراية. عربي نصراني حمل راية المسلمين في معركة القادسية. هذه القضية مهمة جدا لأنه الآن في الغرب يتهموننا بأننا ناس متزمتين ومتعصبين، بينما حضارتنا كلها قائمة على فكرة التسامح وفكرة خلط الأخذ من كل شيء مفيد وجمعها في سياق واحد. في بلاد الشام فعلوا ذلك، في وادي النيل فعلنا ذلك مع إخواننا المصريين، في بلاد المغرب العربي عملنا ذلك، في أرض الرافدين.. هذا هو تراثنا. وأرجو أن تتغلب روح التسامح في نهاية الأمر على التزمت ومحاولة فرض الأشياء، وأكتفي بهذا الجزء من سؤالك ولنتحاور على شيء آخر.

سؤال: من المعروف أن في تراثنا العربي الإسلامي ظهرت مجموعة من المدارس، وبرزت مدرستان، مدرسة المشرق ومدرسة المغرب. وفي الظروف الحالية الآن، هنالك سعي لإحياء التراث، هل لديك تعقيب على ذلك؟ على مشاكل إحياء التراث.. وماذا نستطيع أن نأخذ من التراث بحيث يتفق مع الظروف في الحاضر، ثم هل التراث شيء محدود يجب أن نأخذه كما هو أم لدينا القدرة على تعديله؟

الطيب صالح: أنا الأسبوع الماضي بالصدفة كنت في مؤتمر في برشلونة، نظمته منظمة اليونسكو للحوار في قضايا جنوب السودان، وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها مدير عام اليونسكو، وهو أسباني، قال جملة لفتت نظري، يقول: "الماضي هو مثل المرآة الخلفية للسيارة تنظر إليها علشان تتأكد من طريقك إلى الأمام"، التراث هو في واقع الأمر، يعني تصوري له، انه شيء عايش فينا، في ناس بتصوره وكأنه في مخزن ونفتح المخزن ونأخذ منه التراث، نحن نحمل التراث في أنفسنا.. نحن نسير والتراث يسير معنا، طبعا يكون من الجميل لو عرفنا كيف نأخذ من التراث ما نصلح فيه أمرنا في الحاضر. يعني التراث فيه أشياء طبعا لا حاجة لنا بها.. في حروب وخصومات، لكن قمم التراث، القمم المضيئة في التراث العربي الإسلامي ما تزال إلى يومنا هذا تعتبر جديرة، وأنت قلت بين المشرق والمغرب، هو في واقع الأمر ما فيش خلاف حقيقي، يعني حصل بطبيعة الحال بحكم الجغرافيا والمناخ في كل منطقة، الناس يؤكدوا أشياء ويقللوا من أشياء، والغريب أننا في وادي النيل، مصر والسودان، نحن مسلمون سنة في وادي النيل، كلنا، ولكننا في ولائنا لآل البيت، كأننا شيعة، خلطنا بين هذا وذاك، وما حصل عندنا أي تـناقض.. السوداني والمصري في ولائه لآل البيت، كأنه شيعي، ولكنه سني. ونحن في السودان كلنا سنة مالكية، فالتراث يجب أن يستعمل لتأكيد القيم الايجابية في الأمة وليس لتفرقة الأمة. لسوء الحظ هناك بعض الناس، بيستعملوا التراث لتفرقة الناس، أنا عندي محك بسيط جدا: لما اسمع كلام أي زعيم أو قائد، أسأل هل هذا الكلام يفرق الناس أو يجمعهم، إذا كان يفرقهم، فمهما بلغ من الفصاحة والبيان، أنا عندي هذا الكلام لا قيمة له، إذا كان يجمعهم ويؤكد نوازع الخير والايجابية فيهم، فهذا عندي حسن. هذه قضية طويلة طبعا، قضية التراث، لأنه ما أدري من أين عملنا هذا التمييز، الإنكليز مثلا عندهم كلمة لقضية التراث Heritage ما عندهم شيء انه شكسبير مثلا يقول التراث، نحن عندنا بعض الناس يقول لك هذا هو التراث، يا أخي الجاهلية عايشة بيننا اليوم، المتنبي عايش بيننا اليوم، نحن عندنا شعراء في السودان، بوادي السودان كأنهم يعيشون في زمان الجاهلية من ناحية الفصاحة، فهذا الشيء عائش بيننا.. ليس هناك هذا التفريق الذي يقولك الأصالة والمعاصرة، السفور والحجاب، هذه الثنائية في الفكر العربي الحديث لا أدري من أين جاءتنا، وكان واضح جدا في أيام تأجج ماضينا أن المفكر أو العالم يحسن كل شيء.. ابن سينا كان يحسن في الطب والفلسفة والشعر والموسيقى.. وكل شيء، لم يكن عنده هذه التفرقة بين هذا وذاك.

سؤال: أود أن اسأل عن رأيك بالنسبة للسودان وكيفية التعامل مع مشكلة الهوية التي تتحدث عنها.. وكيف يمكنها أن تحتوي الاختلافات القائمة داخل السودان ومع جنوبه؟

الطيب صالح: أنا قلت لك عن بعض الناس الذين يحددوا وجهة نظرهم بالنسبة للمستقبل، ويقولون لك: هذا هو الحل ولا تتناقش معي! أظن أول ثورة عسكرية في العالم العربي كانت انقلاب حسني الزعيم في سوريا.. يجي واحد يقولك خلاص هذا هو الحل. فالقضايا، عشان نصل إلى حلول، يجب أن تطرح بحرية وبدون خوف، فلا بد من الحوار الحر الصريح، وهذا منتدى حوار الذي نحن فيه، إذن لا بد من نظام ديمقراطي. ونحن طبيعتنا في السودان أصلها طبيعة ديمقراطية. لا تصدق الذين يقولون إن الشعب غير مؤهل للديمقراطية.. مافيش شعب عربي.. مافيش شعب إطلاقا، ليس مؤهلا للديمقراطية. يا أخي تجد الرجل الأمي في العالم العربي يقوم بمسؤوليات جسام في تربية أولاده وفي إصلاح حاله واتخاذ قرارات معيشية مهمة جدا، فكيف هذا الإنسان غير قادر أن يقول أن هذا يصلح وهذا لا يصلح كنائب للبرلمان؟.. كلام فارغ.. لأنهم يريدون أن يستأثروا بالسلطة ويوهمون الناس بأحلام لا أساس لها من الواقع، ويحجروا الرأي.. وبعدين لا تصل إلى حل. لو أن الديمقراطية استمرت في السودان بعد الاستقلال إلى يومنا هذا لكنا أولا في تقديري المتواضع عملنا مثل ونموذج في منطقتنا للحكم الديمقراطي.. لأن هذا الشعب عنده استعداد ديمقراطي. ثانيا، كنا حللنا مشكلة الجنوب، كنا حللناها إمّا بوحدة حقيقية أو بفصل الجنوب بالتراضي. لكن في كل مرة كان يجينا عهد حكم عسكري ويقولك نحنا سنحل مشكلة الجنوب ويدخلوا جيش نظامي في غابات وأحراش ويفشلون في كل مرة. وهذا الحكم الآن أيضا فاشل. فلا بد من حرية الفكر ولا بد أن كل إنسان يقول بأمانة كيف يرى الأشياء...عندها نصل إلى حل. وأظن أن الأمة العربية ككل في حالة كهذه يمكن أن تنطلق انطلاقة كبيرة جدا.
ورداَ على تعليق تضمن تشاؤما بشأن مستقبل الأمة العربية، قال الطيب صالح:
فكرة أن الأمة ماتت، أنا أعتقد أن هذا تشاؤم لا مبرر له، ما في أمة تموت، هذه الأمة لو كان لها أن تموت لماتت من زمان لأنها تعرضت إلى بلاوي. هذا الغرب بالمناسبة الواحد حين يقرأ تاريخ أوروبا كل الذي نراه هذا عمره أقل من قرن، كل الذي نراه كما تعلم سيدي بأوروبا عمره أقل من قرن ما في معجزة بالمناسبة نحن مرات لأنه بنشوف هذا الغرب عنده هذا الجبروت الصناعي والحربي والطيارات، بنفتكر أن الإنسان الأوروبي أو الإنسان الأميركي نزل من السماء. هؤلاء ناس ..بشر.. بالمناسبة عاديين زينا، بل لعلنا من ناحية الذكاء الفردي والقدرة على الإبداع أكثر منهم إبداعا، الموضوع كله إننا طبعا تعرضنا إلى تجارب مريرة.. يعني يدوب تنفسنا الصعداء بعد الحكم العثماني.. جاءنا الاستعمار الغربي .. يا دوب تحررنا من الاستعمار الغربي وما عرفنا نلقط نفسنا.. جابوا لنا إسرائيل. فنحن ووجهنا بقضايا ضخمة كونية، وما كنا مستعدين لها.. والأمة في حالة من البلبلة، لكن هذا لا يعني بأنها أمة ميتة إطلاقا، هذه أمة حيّة. أنا أظن- وهذا إحساسي من مشاهداتي- حين تجد المفتاح، ممكن يحصل انطلاقة وقفزة كبيرة جدا. هذه أمة قفزات.. لأن عندك مثلا الإنكليز أو الفرنساويين بيمشوا واحد اثنين ثلاثة أربعة حتى يصلوا للنتيجة، وكل واحد في مصنع بيعطوه ال Manual وماشي عليه.. نحن مش ناس بتاع Manual.. جايز نوصل للنتيجة. كنا فعلا في المدارس، ودرّسونا إنكليز عن مشاكل حسابية، وكنا نوصل للحل ونكتب الحل، هو يقول لك لا، إيه الخطوات التي وصلتك إلى هذا الحل. فهذه الأمة ليست أمة خطوات، هذه أمة قفزات. ويا سيدي أنت تشاؤمك في غير مكانه، وأظن تشاؤمك مصدره الإفراط في الحب للأمة.. مرات المحب يصدم.
================================================== ==================
مركز الحوار العربي- الأحد 22/10/1995

  رد مع اقتباس
قديم 01/07/2008   #205
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي متابع


يعطيك العافية اسبيرانزا.. حوار مهم..

لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد ..

اللحظةُ عندي توقيعٌ ..
إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات
  رد مع اقتباس
قديم 02/07/2008   #206
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي






رواية موسم الهجرة الى الشمال


رواية موسم الهجرة للشمال نص روائى خرج الى النور فى اواخر الستينيات طرق فيه الطيب صالح مواضيع شتى اولها مسألة صراع الحضارات وما قد يواجه شخص خرج من بيت امه الكبيرة (وطنه ) ولا يحمل اى انتماء او حنين لها ( مصطفى سعيد وامه ...مجازا هى السودان الوطن ) وتطرقه الى مسألة الجنس حينما يتحول الى قوى بغض وتفريغ لانفعالات السخط من نفسه او من الاخر ( دولا وافرادا ) ومسألة الدين حينما يكون فى عقول العامية متروكا للتفسيرات الشخصية و ( المال والنسوان زينة الحياة الدنيا) وما يترتب عليه من مصائب لا متوقعة كذلك مسألة سياسات الحكام والمقفين فى برجهم العاجى حينما يتحدثون عن اصلاحات يوتوبية فى حين ان الواقع لا يحتاج منهم سوى النظرة البسيطة والاحتياجات الاولية كمسألة تطوير وتوحيد مناهج التعليم وجعلها على مستوى عالمى والواقع يقول انه لا توجد مدارس اساسا فى السودان قرى بأكملها خالية من المدارس فلماذا لا ينشئوا المدارس اولا ثم يتحدثوا فى المناهج واخيرا سحر الشرق فى عقول الاوروبيون فما من شخصية اوروبية نسائية اخذت بغرام مصطفى سعيد الا لانه اسرهم بجو الشرقية التى يحياها فى بيته وفى احاديثه لكن للاسف هذه السحرية لا نلبث الا ان نسيئ لها بافعال غرائزية غير محكومة
هذا على مستوى ايديولوجيا النص ,
اما على المستوى الاسلوبى فقد استخدم الطيب تقنيات اسلوبية متنوعة نجح فى تنسيقها وتوليفها ,,,كاسلوب الاسترجاع مثلا..( فكل شخصية تقريبا جعل لها حيز رواية يسمح لها بالارتداد الى الماضى لاسترجاع ذكريات ستساهم بصورة اساسية فى مسار الحكى ) كذلك استخدم تقنية الاستباق فى تطلعات وتنبؤات الراوى لشخصية مصطفى سعيد تارة و لغرفة اسراره تارة اخرى
كذلك المزج بين الشعرية والنثرية من خلال اقتباس بعض من أشعار ابى نواس
وتقنية التسريع ,,,من خلال فتح حوار بين الشخصيات ,,,فالحوار عادة ما يختزل السرد ويسرّعه
وتتقنية التبطيئ من خلال الوصف ( وصف الامكنة والشخصيات )
على المستوى التعبيرى استخدم الفعل الماضى الذى دل على التقريرية لايهام القارئ بواقعية الاحداث كما استخدم المضارع احيانا ليدخل القارئ فى جو الاحداث
النهاية رومانسية به مسحة اوروبية فكل نهاية لشخصية تنتهى إما بالانتحار او القتل وهذه النهايات نادرة الاستخدام داخل الروايات العربية فى ذلك الوقت وخاصة فى السودان بسبب سيادة الفكر الاسلامى الذى كان يستبعد ان ينهى شخصية فرد ( ولو فرد ورقى _ بتعبير باختين ) بالانتحار
**عذرا على عدم تلخيصى للرواية فتلخيص اى عمل ادبى فى نظرى هو خيانة للعمل وللمؤلف
  رد مع اقتباس
قديم 02/07/2008   #207
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي




محاكمة الطيب صالح ( منقول )

أجريت للطيب صالح عام 1987ممحاكمة أدبية في الخرطومنظمها اتحاد الكتاب – اتهم فيها بأنه اقتحم المناطقالمحظورة وادخل الجنس في القرية ، فقال إنه كان ينقلواقعاً .. واردف يقول ( الكتاب في الغرب يستطيعون أنيقولوا كل شئ ، فلا أفق يحدهم ) .. ومعنى هذا الحديثأن الكتاب في الشرق – وهو فهمه – لهم ما يؤطر أفقهمويحد من انطلاقتهم في التصوير .. وفي الاستفادة من كلما هو متاح .. ورغما عن ذلك لا يزال الطيب صالح متهماًبالجرأة الفائقة في استخدام الجنس في نصوصه .. وأناأستطيع أن أقول ان ذلك يتم للاستفادة منه في فنية النص .. وان الجنس لا يقحم في النص باعتباره تذويقاً له مثلما يفعل الآخرون .. ولو رجعنا إلى روايته ( موسمالهجرة إلى الشمال ) وهي الرواية التي استخدم فيهالجنس كثيراً، لوجدنا أن له غاية في النص وهي توضيحالفارق بين الجنس الذي مارسه مصطفى سعيد في لندنكأسلوب وسلاح للغزو والانتقام، والجنس الذي مارسه بعدرجوعه للسودان باعتباره وسيلة وطريقة لاستمرار الحياة ( يرى الطيب صالح ان الجنس موجود في التراث العربي .. خاصة الشعر ) .
الطيب صالح عندما يكتب فإنه ينتصر على معوقات كثيرة،منها ما هو نفسي، وما هو اجتماعي ( لأنني كانسان عاديغير راغب في الغوص في أعماق نفسي ..أريد أن أعيش علىسطح الحياة كسائر الناس ) .. ولهذا، فالطيب صالح يفرقبين الإنسان العادي والكاتب الذي يجب عليه أن يغوص فيأعماق نفسه ليخرج لنا هذه الكنوز واللالىء ، وهوعندما يمارس حياته كانسان عادي فلا يهتم كثيراً بالبحثفي تفاصيل الأشياء وعلاقاتها .. أما عندما يكتب فانهيتعمق ويغوص في العلاقات بين الأشياء ويربط بينهاولذلك فنحن نحس في إنتاجه بهذه الكثافة والغنى والعمقومحاولة استكشاف ما هو كائن خلف ما هو بادٍ .
(
مشاكلي النفسية مرتبطة بعملية الكتابة فقط ،لأنني أغرق في ينبوع داخلي عميق وهذا الينبوع هو منطقةالفوضى .. الفوضى هي أن يصبح كل شئ محتمل، وكلما أوغلالكاتب داخل نفسه بحثاً عن الضوء كلما ازدادت الفوضى .. ثم تأتى مرحلة تستقر خلالها عملية الخلق فيتضحالطريق وقد يكون خطأً أو صحيحا ..المهم في اللحظةنفسها يكون هو الضوء ).. لذلك فإن عملية الخلق عندالطيب صالح تعني التوغل في منطقة الفوضى ،بحثا عنالضوء فيتوه ويفصل عن هذا العالم بحثا عن التضاريسالتي تحدد تفاصيل عمله الجديد ..وقد أحسسنا بذلك فيموسم الهجرة إلى الشمال ،عندما اختلط الحلم والواقعوالحقيقة بالخيال وتحول التاريخ إلى قواد وتبادلتالشخوص الأدوار ..
ولعل هذا يفسر الانسجام والتجانس في المشاهد التييصورهاوالإتساق بين كلماته وجمله إلى الدرجة التي تجعلالقارئ يلهس وراءه لهاثاً .. ووفقاً لحديث الكاتب هذافإن الكتابة هي الضوء الذي ينير للناس دياجير حياتهمويخلصهم من الظلمة التي يعيشونها .. فالكتابة توجه،تقود، تنير الطريق، وهذه غايات لا يصل إليها ويدركهاإلا من أدرك معنى عملية الكتابة والإبداع ..و يتسق هذامع ما يجريه الكاتب من حوار على ألسنة بعض أبــطاله..( سنهزم الفقر ونخضع الشمس ذاتها لارادتنا ) ، إذنللكاتب قضايا يعمل من أجلها وأهداف يناضا من أجلتحقيقها والكتابة هي وسيلته في ذلك .. فهي تحركالعقلية وتهيئها لتقبل الجديد من الأفكار والرؤى .
(
كل أنواع الكتابة بغيض إليٌ وأنا لا اكتب إلا إذابلغ السيل الزبى) .. فإذا تساءلنا هنا يا ترى ما سببهذا البغض ؟ .. تكون الإجابة أن ذلك يعود إلى الزهدالذي تتميز به الشخصية السودانية التي لا تسعى إلىالشهرة والمجد بقدر سعيها إلى الرغبة في حياة مستقرةهادئة سعيدة ..ورغما عن ذلك فإن الكاتب يجد نفسهمدفوعا للكتابة مرغما عليها لتوضيح شئ أو لتجسيد موقفأو لإعلان رأي .. وهذا يكشف لنا أن الكتابة عند الكاتبليست ترفاً أو تسلية، بل لها أهدافا ومرام تتجاوزمصالح الكاتب إلى غايات إنسانية تخدم الفكر الإنسانيوتساعد في ثراء التجربة الإنسانية .. وهذا هو قمةالإحساس بالمسؤولية عن الكتابة التي ينبغي ألا تمارسلمجرد تزجية الفراغ أو قتل الوقت، بل يجب أن تمارسلاهداف وغايات أسمى وأكبر ..ولذلك فإن روايات الطيبصالح وقصصه تتكثف فيها المعارف وتتقاطع فيها الثقافاتوتتنوع فيها الرؤى وتتجدد فيها المواقف بدرجة يحارالمرء فيها .. ومرد ذلك كما أرى يعود إلى إدراك الكاتبلوظيفة وغايات وأهــداف عملية الكتابة ..

(
إن للفـن غايات تثقيفية جماهيرية وهو عنــده جزءمتمم للأبعــاد الفكــرية ..وصورة ما هو كائن في الفنلا تنفصل عن صورة ما سيكون ومن يرفض الماضي بكليته هواعجز عن بناء المستقبل والحاضر.. ولكن الطيب صالح وهويصيغ هذه الأفكار يشخصها بحيث تبدو وكأنها قصة سيرةذاتية ..) ولهذا فقد قلت ان الكاتب شديد الاعتدادبالماضي والتراث .. يعرف جيداً ما لهما من أدواروأبعاد في تشكيل الحاضر ورسم آفاق المستقبل .. كما أنفي هذا التراث الإجابة على العديد من الأسئلة التيتؤرق بال الحاضر وتحاصره .
ويمكننا اعتبار أن فعل الكتابة عند الطيب صالحتعبير عن قلق عميق يعيشه مثقف إفريقي في زمن أصبحمطلوبا منه وبسرعة تحديد المــسار والطريقة والوجهة ..عليهأن يختار نمطاً في التفكير والعيش والنظر إلى الآخرين .. وهذا هاجس يحفز على الإبداع ويطرح أمام الكاتبقضايا مصيرية ملحة تتطلب إعلان الرأي عنها بشجاعة ..
بعد هذا نتعرف على لسان الطيب صالح على الذين تأثربهم .. يقول الكاتب إنه تأثر بكل من مصطفى صادقالرافعي .. طه حسين .. أحمد ذكي .. إبراهيم عبد القادرمن مصر .. جمال محمد أحمد ..والمرحوم أحمد الطيب منالسودان .. مارون عبود من لبنان .. محمود السعدي منتونس .. ويعترف أنه مدين بصفة خاصة لأستاذه جمال محمدأحمد.. ومن الأجانب يقول إنه تأثر بشكسيبر وجوناثانسويفت وكنراد وفوكنر وتعجبه الرواية الإنجليزية فيالقرن التاسع عشر بشكل عام.
وبالرجوع إلى الرواية الإنجليزية في ذلك الوقت نجدأن سماتها انحصرت في الدفاع عن قيم الريف الإنجليزيوتحصينه ضد حضارة المدينة وشحن الإنسان بالاهتماماتالشاملة لتغييره إلى إنسان افضل. والعمل على تحطيمالقيم البالية ..و دراسة النفس الإنسانية من خلالالخلفية الاجتماعية .. ولهذا عرفت سر إعجاب الكاتب بها، لأننا في رواياته نجد شيئاً من هذا وذلك.


  رد مع اقتباس
قديم 02/07/2008   #208
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


انا الان هويت وانتهيت ... خلصت خلاص كلامى
اذا مستعدين لبدء نقاش حول الرواية ....اتفضلوا
  رد مع اقتباس
قديم 02/07/2008   #209
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : achelious عرض المشاركة
يعطيك العافية اسبيرانزا.. حوار مهم..
مرورك كان اهم
  رد مع اقتباس
قديم 02/07/2008   #210
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


يعطيك العافية اسبيرانزا.. خلصت بسرعة
رح نترك هلق مهلة أربع أيام لحتى الناس تلحق تقرا -هي بحسب شروط الموضوع-
  رد مع اقتباس
قديم 02/07/2008   #211
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
انا الان هويت وانتهيت ... خلصت خلاص كلامى
اذا مستعدين لبدء نقاش حول الرواية ....اتفضلوا
أنا لسا ما قريتا.. بدك تراجعي Butterfly
بظن انو مناقشتا بالموضوع اللي نزليتها فيه..
  رد مع اقتباس
قديم 04/07/2008   #212
صبيّة و ست الصبايا مبدعة وراء الستار
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مبدعة وراء الستار
مبدعة وراء الستار is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
بين ثنايا سطوري
مشاركات:
442

افتراضي


أسجل حضوري هنا
حقا عمل رائع
ودي و شكري الكبيرين

here is the deepest secret nobody knows
here is the root of the root and the bud of the bud
and the sky of the sky of a tree called life;which grows
higher than the soul can hope or mind can hide
i carry your hearti carry it in my heart
  رد مع اقتباس
قديم 04/07/2008   #213
شب و شيخ الشباب مختلف
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ مختلف
مختلف is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
2

إرسال خطاب MSN إلى مختلف
افتراضي


تسلمو على الموضوع الحلو وللصدفة انا من كم يوم كاتب قراءة بسيطة في المشهد الأخير من "موسم الهجرة الى الشمال" و اتمنى انها تكون قد المقام وتعجبكم ، خصوصا انها اولى مشاركاتي بالخوية الجميلة

__________________________________________________ _____


بدا لي أن شخصية الراوي في القصة كانت شديدة الانبهار بحياة وحتى ممات مصطفى سعيد ، بان ذلك جليا في وقوعه في غرام حسنة بت محمود ،–ربما كان ذلك فقط تقليدا له على مستوى اللاوعي- "أحب حسنة بنت محمود أرملة مصطفى سعيد ،أنا مثله" رغم أنه "يعرف حسنة بت محمود منذ ان كانت طفلة" ولئن كان ود الريس قد أحبها هو الآخر فإن ما ينطبق عليه من أنه" لا تعجبه الحمارة إلا إذا رأى رجلا آخر راكبا عليها" لا يجري على شخصية الراوي . أيضا تمثل التأثر المفرط بمصطفى سعيد في تلك المجادلة الداخلية التي عايشها الراوي داخل غرفة مصطفى والتي كان انعكاسها الخارجي استنتاجه المغلف بغرور لم يكن مكونات شخصية ود حاج احمد* أن مصطفى سعيد "يريد أن يكتشف كأثر تاريخي له قيمته ، إنما أنا لا أملك متسعا من الوقت للمضي في هذه المهزلة." ...
لكن التجلي الثالث والابين كان في المشهد الأخير الذي قرر الراوي وضعه لنفسه والذي يُقرأ من خلفه انفجار مفاجئ لرغبة مكبوتة في التطرف عاشت ردحا من الزمن خلف الحياة المتزنة للراوي . ولم يتأت له ذلك سوى عبر محاكاة المشهد "الميلودرامي" الذي تخيله الراوي لنهاية مصطفى سعيد والذي لم ينجح حتى في إخفاء اعجابه الشديد به "اذا كان مصطفى سعيد قذ اختار النهاية ، فإنه يكون قد قام باعظم عمل ميلودرامي في رواية حياته " .
ما يرثى له أنه وبالأخير عاد الضعف البشري الكامن في شخصية ود حاج احمد والمتمثل في حب الحياة ، وهو ماكان مطلق الغياب في التكوين النفسي لمصطفى سعيد " انت لست انسانا ، أنت آلة صماء". فكان أن أعاد الراوي النظر في استسلامه لمشيئة النهر و قرر أن "سأحيا بالقوة والمكر" ،ولكن كبرياء النفس كان حاضرا هذه المرة إذ كان الحوار الداخلي مسوقا بمبررات من شاكلة "طول حياتي لم اختر ولم اقرر، انني اقرر الآن انني اختار الحياة" و "سأحيا لأن علي واجبات يجب أن أؤديها.." ساقها الراوي ليبرر قراره الجبان بالهرب من مصيره المحتم....
و هنا قد يكون باديا للعيان أن الراوي إذا ماتم انقاذه فانه سيعيش حياة مليئة بالذل العلني والصراع الداخلي بين النفس الملمة بواقع الخوف المتأصل في شخصيته ، والأنا المغرورة التي تحاول سوق المبررات من جديد وهو ما يغلب الظن لدي أن تكون نتيجته " الانتحار"!!....


* لم يرد في الرواية تحديد لاسم الراوي ولا والده ، فأثرنا الاشارة اليه بـ"ود حاج احمد" نسبة الى جده لتقليل استخدام ضمير الغائب أو لفظ "الراوي"
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2008   #214
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


بشكرك على تحليلك النفسانى


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : مختلف عرض المشاركة



* لم يرد في الرواية تحديد لاسم الراوي ولا والده ، فأثرنا الاشارة اليه بـ"ود حاج احمد" نسبة الى جده لتقليل استخدام ضمير الغائب أو لفظ "الراوي"
من ذكاء بعض الروائيين عدم ذكر اسم للراوى كى تمر لحظات على القارئ يعتقد ان المؤلف هو الراوى ( مع العلم ب انفصالهما ) وذلك لايهام القارئ ان المؤلف رأى الاحداث حقيقة ويسردها للقارئ ,,يعنى كنوع من الايهام بالواقعية ,,لذا ما الداعى لرؤيتك بضرورة تقليل لفظ الراوى والعوض عنها باسم ؟؟؟
عدم ذكر اسم للراوى شئ مدروس اعتقد من جانب الطيب صالح ...
تسلم على مرورك المختلف
  رد مع اقتباس
قديم 07/07/2008   #215
صبيّة و ست الصبايا ليندا
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ليندا
ليندا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
1,130

Smile احســـــــــــــــــــــا ن عبد القدوس





احسان عبد القدوس
ناظر مدرسة الهواء الطلق الذي لقبه نجيب محفوظ
بـ(قاسم أمين الأدب العربي )



من انا ؟؟
أكاد اجن ..اريد ان اعرف من (انا )؟؟
من هو هذا الشخص الذي اطلق عليه لفظ (انا)؟؟
اريد ان اراه ,واتعرف عليه ,واناقشه في هذه التصرفات التي ترسم ذكرياتي ,وحاضري ومستقبلي ..تصرفاتي أنا ..
ذنوبي وحسناتي أنا ..
ان النتيجه التي توصلت اليها _على قدر جهدي _هي ان (انا )ليس (واحداً),انما (انا)عدة اشخاص ..أنا ليس فردا ,ولكن مجتمعا ً..
أي الانسان يعيش في (مجتمع )حولهه ,ومجتمع آخر في داخله ,,ليس هناك واحداً ابداً الا الله ..
اذن ..
انا مجتمع اعيش في مجتمع
لا واحد ...لا فرد

بهذه الكلمات الفلسفيه البسيطه يلخص احسان نظرته الى نفسه ونظريته كانسان يحمل تحت جلده قضايا وهموم مجتمع بأسره مجتمع يعايشه ويعيش فيه يسايره ويسير به يحمله ويحتمله يحلم به ويحلم له ..
عاش حياته طولا وعمقا دون ان يتنازل عن مبدأ ...بل ضل حريصا على الا يبدأ في التنازل مهما كانت النهاية ..كان عاشقا متيماً بالحرية ..مدافعاً عنها ...ومندفعاً اليها ..لم يقايض عليها حاكماً ولم يرض بغيرها لمحكوم ,,كان سلساً في اسلوبه الذي يكتب به ,,,واسلوبه الذي يعيش عليه...تراه فوق اوراقه ,وترى أوراقه فتراه!!

يتبع....

لا تحلموا بعالم جديد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر اخر جديد
وخلف كل ثائر يموت
احزان بلا جدوى
ودمعة سدى

،،أمــل دنقل
:
((We ask the Syrian government to stop banning Akhawia ))
  رد مع اقتباس
قديم 07/07/2008   #216
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

Wink


بداية موفقة..
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 12:57 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.24327 seconds with 13 queries