مديرا تلفزيونين يتراشقان التهم وطريق السائق لمنصب مدير الانتاج

[yamos2]

فادي عزام

26/03/2008

كل ما في الأمر أن السيدة الأولي في الإعلام السوري المعاصر، تخيلت حفلة لم تحصل، لمطربة كندية من أصل جزائري تدعي ليندا وبالغت في وصف الأجواء الراقصة للحفلة المفترضة، ووصفت كيف أبدعت المغنية وتمايلت وأطربت الحضور بأمسية رائعة، سوء حظ السيدة ديانا جبور انها لم تدرِ بأن الحفلة ألغيت والمسرح ظل مقفلا والمغنية تعشت في دمشق وطارت إلي بيروت، من ناحية مهنية الأمر فضيحة لأنه ليس من صحافي مبتدأ يضيف إلي اللامهنية تغطية أخري في الإعلام السوري بل صادر عن مرجعية إعلامية لها القدرة علي التصرف بأقدار الإعلام السوري. الرد جاء منطقيا من مدير سابق للتلفزيون السوري فؤاد شربتجي، المشكلة بالرد هو انه محمّل التشفي الشخصي مما جعل عدالة رده تبدو وكأنها تصفية حسابات لمن انتزعت منه المنصب المذكور أعلاه، كان يكفي أن يضع مقال السيدة الأولي للإعلام السوري المعاصر، ويعلق بأن الحفل لم يحدث، مع جلب تأكيد من السفارة الكندية (التي أكدت بالفعل إن الحفل أجل حتي حزيران/يونيو القادم) وخاصة أن موقفه مجروح من زميلته اللدودة.
السيدة ديانا جبور بالفعل وجدت نفسها بموقف لا تحسد عليه وهنا كان المحك الحقيقي، فبدلا من التصرف بمسؤولية تقطع الطريق علي تحول الأمر إلي فضيحة مع مهاترة، وتعتذر للقراء عن زلتها وكبوتها الصحافية، وفي أشرف الأحوال تقدم استقالتها وتسجل سابقة مهنية تنقذها من نفسها قبل الآخرين، ارتأت أن تبادر باتباع قاعدة شطرنجية قديمة بأن خير وسائل الدفاع هي الهجوم، فسارعت بالرد وأصرت علي ان هناك حفلة بديلة قامت بها المغنية الكندية، وهي بالذات حضرتها برفقة مجموعة من المسؤولين، وهنا التلويح كان واضحا والتهديد مبطنا، والهروب من المسؤولية مفتعلا، وتحول الموضوع إلي تراشق واتهامات وتهديدات باللجوء للقضاء، الأمر المحزن بالموضوع انه لا جدوي من التغيير، فالمشكلة ليست بالأشخاص إنما في الكراسي والمناصب، فهذه المناصب في الحقيقة هناك سلطة خفية تتحكم بها، ترسم حدودها، تفصل سياستها وتدعم أصحابها، سلطة هي مزيج من الأمني والبيروقراطي السوري المشهور، يعرف بالضبط كيف يروج لما يريد ويخرس أعداءه ويعرف متي يدافع عنهم وكيف يحرقهم، هي أحد أسباب الأمراض المزمنة في مؤسسة فريدة في تكوينها وآلية عملها مثل التلفزيون السوري المتخم بالهدر والفساد والمحسوبيات وكل آفات العصر الحديث والقديم، يحتاج ليس إلي إصلاح وتجميل وترقيع وتغيير، بل إعادة بناء بعد هدم كامل واقتلاعه من جذوره المنخورة بالكامل بسوس لا يكافح ولن يتوقف، فهذا أصبح مفروغا منه، ولكن الخبر الجيد ان يتراشق السيدة والسيد مديري التلفزيون السابق واللاحق(ة)، القابعة والمعزول، تعرف الجمهور السوري علي مغنية رائعة اسمها ليندا، أصلها من الجزائر وجنسيتها كندية، سينتظرها الجميع في الصيف القادم بفرح، ما لم يحدث شيء يعكر علي السوريين بعضا من الغناء والفرح وسط الوجوم والتلوث والهم الذي ما برح يلف حياتهم.

اللغز الاعلامي

زينة اليازجي ولونا الشبل، مذيعتان سوريتان انطلقتا من التلفزيون السوري، حاليا موجودتان، واحدة في العربية ولونا الشبل في الجزيرة، المتابع لهما يكاد لا يصدق إن هاتين المذيعتين صُقلت خبرتهما المهنية في تلفزيون متخلف كالتلفزيون السوري، ويطرح سؤالا مرا ومريرا، هي نفس المذيعة، نفس مخارج الحروف، نفس طبقة الصوت، نفس طريقة الإلقاء، نفس الكادر (تقريبا)، نفس اللغة العربية، ولكن لماذا وهما في التلفزيون السوري كانتا مذيعتين يقلب المشاهد العادي عنهما المحطة كلما أذاعتا نشرة أخبار، بينما في العربية والجزيرة لهما اسمهما وحضورهما ومهارتهما وقدرتهما الخلاقة الواضحة، ماذا ينقص التلفزيون السوري يا تري ليكون منصة إعلامية راقية مشاهدة مجادلة وحاضرة في مشهد الإعلاميين؟ ماذا ينقص هذا التلفزيون وميزانيته شبه مفتوحة، وموظفوه ينوف عددهم علي الستة آلاف موظف؟ ومجهّز مثله مثل كل المحطات المحترمة بأحدث الأجهزة والتقنيات؟ ماذا ينقص التلفزيون السوري يا تري ليرتقي لمستوي كوادره الهاربة منه؟ وربما إذا غيرنا صيغة السؤال لربما تمكنا من الوصول إلي حل لهذا اللغز الإعلامي الكبير، ما هو الزائد عن حاجة التلفزيون السوري، غير انه يحتوي تسعين مذيعة، الله يحرسهن ويرزقهن عقود عمل في الخليج العربي.

لماذا أوقف ؟

لا أحد يعرف لماذا أوقف برنامج ابن البلد، لا أحد يستطيع التكهن، برنامج كان يقدم شخصيات سورية في الداخل والخارج تعمل بحس اقرب للصوفية لخدمة بلدها ومجتمعها بصمت ولا تطلب مقابلا، برنامج يلقي الضوء علي ناس لا يحسنون تسويق أنفسهم ولكنهم يتقنون ما يعملون به، لا يعرفون كيف يقولون أنا، بل يفكرون دائما بصيغة نحن، شخصيات هامة ومدهشة ومؤثرة وصادقة وبارعة، بالمناسبة السؤال برسم السيدة ديانا جبور بالذات! لماذا أوقف برنامج (ابن البلد)؟ سنكتفي هذه المرة بالسؤال، وسنساعدها الأسبوع القادم علي الإجابة.

فلاش 1

لينا الجودي صحافية سورية شابة، فازت بجائزة الصحافي المتقصي لعام 2007 عن تحقيق يتناول موقعا أثريا هاما اختفي من الوجود، الجائزة تقدمها مؤسسة بريطانية محترمة، والصحافية الشابة طالبة في كلية الإعلام تعمل بجد. ونوعية المواضيع التي تعمل عليها وطريقة التناول تبشران بصحافية مميزة في المستقبل، التلفزيون السوري استضاف لينا الجودي في حوار حول فوزها بالجائزة، وانتهي الحوار بإبلاغها ان إدارة التلفزيون قررت ضمها للعمل في أسرة التلفزيون، نصيحة للصحافية الشابة: ابقي بعيدة عن المؤسسات الرسمية فإنها كفيلة بتحويلك من صحافية استقصائية إلي موظفة تنتظر (البونات) آخر كل شهر.

فلاش 2

سيدي أرجوك يا سيدي حولني عاملا في الإنتاج كي لا ينقطع رزقي، يقول سائق الوزير أو المدير لسيده المغادر مبني الإذاعة والتلفزيون، شفقة ورأفة ووفاء يقوم السيد المسؤول بتعين السائق منفذا للإنتاج، وما هي إلا شهور حتي يصبح منفذ الإنتاج، مساعدا لمدير انتاج يطلع علي خبايا وأسرار وطرق الشطارة في القنوات السرية والدهاليز الخفية لعمليات الإنتاج، يتقن السائق المهمة بسرعة وبقدرة قادر يتحول إلي مدير انتاج، يساهم بكل قوة وروعة وبهاء وإخلاص بإنتاج ما نراه علي الشاشة واستنزاف ما لا نراه من ملايين تذهب إلي جيوب معروفة وغير معروفة، ويعين سائقا ولا ينسي قبل أن يبلغ سن التقاعد ويذهب لإدارة مطاعمه وشركة تأجير سيارته، واستثمار عقاراته، وزيارة الحبيب المصطفي في رحلة حج حتي يعمل حسنة ويرد المعروف ويعين سائقه عاملا للإنتاج في التلفزيون العربي السوري.

فلاش 3

إلي كل من يهدد باللجوء إلي القضاء، نقول لهم لا تتوانوا ولا تتردوا باللجوء إليه علنا ننتقل معا من قطاع المحسوبيات والحلول العشائرية والمُحاباة القبلية إلي فضاء مهني يكون السيد القضاء هو الفصل والفيصل فيه، وليس التهويل والتخويف والتهديد الخفي والمبطن لكف الأفواه وعدم القدرة علي سماع الرأي الآخر.
كاتب من سورية


Original page:

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

=