أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى
 
أدوات الموضوع
قديم 22/12/2007   #1
شب و شيخ الشباب kcart1
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ kcart1
kcart1 is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3

افتراضي هدية روحية، تفسير انجيل متى البشير الطاهر الذي يتلى في الاحد الواقع قبل ميلاد


تفسير الانجيل مأخوذ من كتاب بهجًةُ الفُؤاد في تفسَير الاناجيل الآحاد
كتاب يشتمل على تفسير جميع الفصول الانجيلية التي تتلى في الكنائس الأورثوذكسية على مدار السنة. ويلي كل فصل عظة أدبية.
تأليف العلامة السعيد الذكر نيكيفوروس ثيوطوكي مطران استراخان واسطفروبوليوس في روسيا سابقا وقد عربه الخوري يوحنا حزبون خادم الكنيسة الأورثوذكسية في يافا وأستاذ اللغة العربية في مدرسة المصلية اللاهوتية وغطاس بطرس قندلفت مدير المدرسة الأورثوذكسية الكبرى بدمشق.

تفسير انجيل متى البشير الطاهر الذي يتلى في الاحد الواقع قبل ميلاد المسيح


ليس احدٌ من المؤرخين عند ذكره نسبة احد من البشر قد ارتقى في تلك النسبة صاعداً بمقدار ما ارتقى الانجيليان متى ولوقا عندما حررا جدول نسبة يسوع المسيح، فمتّّى قد ابتدأَ بتلك النسبة من ابراهيم ونزل بها حتى وصل الى يسوع المسيح، واما لوقا فقد ابتدأَ من يسوع المسيح وارتقى بنسبتهِ حتى بلغ الى اللّه، فلذلك عند تلاوتك هذه النسبة يظهر لك انك تشاهد سُلَّم يعقوب ابى الاباءِ، فان سُلَّم يعقوب كانت ملائكة اللّه يصعدون عليها حتى السماءِ وينزلون حتى الارض، كذلك النسبة الانجيلية فان اجداد المسيح يصعدون بها حتى يبلغوا الى الله وينزلون بها حتى يصلوا الى يسوع المسيح نفسهِ الذي تأنس على الارض، ومن المعلوم ان يسوع المسيح لهُ ولادتان احداهما الهية من ابٍ بدون أُمّ، والاخرى انسانية من أُمّ بدون ابٍ، فاما الولادة الالهية فقد رسمها لوقا كارزاً بالمسيح يسوع ابناً لله بقولهِ "بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله" (لوقا38:3)، واما الولادة الانسانية فقد ذكرها متى في تعليمهِ ما يتعلق بولادتهِ من بتول فقال "اما ولادة يسوع المسيح فهكذا كانت" (مت18:1)، ففي هذا اليوم الذي هو الاحد الواقع قبل عيد ميلاد المسيح قد تُليت نسبة يسوع المسيح حتى اننا عند سماعنا اياها نتهَيأُ لنعيد كما يليق بالله لميلاد مخلَصنا الالهي، ولا يخفى ان تفسير هذه النسبة مما يزيل كل صعوبة ظاهرة فيها ويجعل ما فيها من المعاني المقدسة والسرية مفهومة فيسرُّ قلوب السامعين ويحرك فيها عاطفة العشق الالهي والميل الى الفضيلة، فطوبى لمن يسمع هذه الاقوال بما يجدر بها من الاصغاءِ والورع،

كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم
(مت1:1)


أَسمعت هذا اللقب الفائق الشرف وهذا العنوان العجيب "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم" فاذا سأَل سائل ماذا يدعى كتاب انجيل متى، اجبناهُ انهُ يدعى "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم" ولكن لماذا اورد كلمة ميلاد في المتن اليوناني بلفظة γενέσεως لا بلفظة γεννήσεως لان لفظة γενέσεως هي اجمع للمعاني واعمُّ من لفظة γεννήσεως فانها تدل ليس على الميلاد فقط بل على الافعال والسيرة والحياة والموت، فكما ان موسى النبي بقولهِ "هذا كتاب مواليد البشر" (تك1:5) (بلفظة γενέσεως) قد اوضح ان كتاب الخمسة الاسفار الذي الفهُ يشتمل على مواليد البشر الذين كانوا في غابر الازمنة وعلى افعالهم وحياتهم وموتهم كذلك متى البشير بقولهِ "كتاب ميلاد يسوع المسيح" (بلفظة γενέσεως) قد ابان ان الانجيل الذي أَلفه يشتمل على ولادة يسوع المسيح وحياتهِ وتعليمهِ وآلامهِ وموتهِ وكل ما يتعلق بهِ، واما يسوع فمعناهُ في اللغة العبرانية مخلص وبما انهُ مخلص العالم فلذلك دُعي يسوع، واما لفظة المسيح فمعناها الممسوح، لان يسوع بصفة كونهِ انساناً قد مُسح لا بزيت ماّدي كما كان الكهنة والملوك يمسحون، بل بالروح القدس كما سبق فتنبّأََ عنهُ اشعيا قائلا "روح الرب عليًّ الذي لاجلهِ مسحني" (اش1:61)، وقد دعا البشير يسوع المسيح ابناً لداود وابراهيم بحسب كونهِ من نسلهما فان منهما حقييقةً كان اصل والدة الاله الفائقة القداسة التي منها اتخذ المسيح جسداً وصار انساناً، وقد قدَّم داود على ابراهيم لان داود كان اقرب الى يسوع المسيح واكثر كرامةً من ابراهيم، وبما ان الانبياءَ قد سبقوا فتنبَّاوا انهُ مزمع ان يتجسد من نسل داود، ولا سيما ان داود نفسهُ قد اوضح ان الله اكَّد له بقسم انهُ سيصعد الذي من ثمرة بطنهِ على كرسي العظمة في السماوات فقد قال "حلف الرب لداود حقَّا ولا يخلف انهُ من ثمرة بطنك اجعل على كرسيك" (مز11:31) ولما كان البشير قد وضع عنواناً كهذا في صدر انجيلهِ المقدس وقد جرت عادة جميع المؤرخين الذين يدوّنون بتدقيق تاريخ احد الناس ان يبدأُوا اولاً باجدادهِ وبعد وصف ما يتعلق بولادتهِ يشرحون كل ما يتعلق بهِ، فلذلك قد شرع متى في كلامهِ بذكر اجداد يسوع المسيح على التوالي مبتدئاً من ابراهيم ولد اسحق، واسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا واخوتهُ (مت2:1وتك3:21و26:25و35:29)، وقد ابتدأَ بنسبة يسوع المسيح من ابراهيم بما انهُ اول اجداد العبرانيين الذين منهم ولد المسيح واول انسان "حُسب ايمانهُ برًّا" (رومية9:4) ولهُ اولاً قد اعطى الله المواعيد اذ وعدهُ بان بهِ اي بالمسيح المخلص الذي سيولد من نسلهِ يتبارك جميع قبائل الارض فقد قال الله لهُ "وابارك مباركيك والعن لاعنيك ويتبارك بك جميع قبائل الارض" (تك3:12)، وقد اورد البشير اسم يهوذا فقط مغفلاً اسماءَ اخوتهِ لان من سبطهِ تجسد وولد المسيح كما سبق ابو الاباءِ يعقوب وتنبًّأَ عنهُ قائلاً "يهوذا شبل اسد من فريسةٍ جثم وربض كشبلٍ فمن ذا ينهضهُ" (تك9:29)، ثم حقق الرسول ذلك بقولهِ "فانهُ واضح ان ربنا قد اشرق من يهوذا" (عب14:7)، ثم استطرد البشير كلامه في سلسلة اعقاب يهوذا قائلاً

ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد ارام، وارام ولد عميناداب، وعميناداب ولد نخشون ونخشون ولد سلمون
(مت4و3:1)


لماذا يا ترى قد اورد ليس فقط فارص والد حصرون وجد من يتلوهُ من الاعقاب بل ذكر اخاهُ زارح ايضاً، ذلك لانهما كليهما كانا توأَمين وما حدث في ولادتهما كان رسماً لامرٍ الهي، فانهُ لما حانت ساعة ولادتهما اخرج زارح يدهُ اولاً واذا بصرتها القابلة ربطتها على الفور بخيط احمر اما هو فجذبها مع الخيط الاحمر الى الوراءِ ثم خرج فارص وولد اولاً، فهذا كان دلالة على الحقيقة الاتية وهي كما ان يد زارح ظهرت قبل ولادة فارص كذلك قد ظهر الايمان الانجيلي قبل الناموس لان جميع القديسين الذين قبل الناموس قد تزكوا بواسطة الايمان بالمسيح وليس بواسطة الناموس، ثم ان ابراهيم واسحق ويعقوب والصديقين الذين قبل الناموس قد سلكوا بمقتضى الانجيل، وعندما اعطي الناموس انكفأَت السيرة الانجيلية بمثابة يد زارح، وبعد ولادة فارص خرج زارح مع شارة الخيط الاحمر، اعني اشرق الايمان الذي خُتم بدم يسوع المسيح، وقد ذكر امَّهما ثامار ايضاً وان كانت قد ولدتهما بالاثم لكي يعلمنا ان شرور الاجداد لا تحول دون ارضاءِ الله تعالى،

وسليمان ولد بوعز من راحاب، وبوعز ولد عوبيد من راعوث، وعوبيد ولد يسًّى ويسَّى ولد داود الملك، وداود ولد سليمان من التي لاوريَّا، وسليمان ولد رحبعام، ورحبعام ولد ابيَّا وابيَّا ولد آسا
(مت1و3و6و7) (وراعوث21:4) (ايام اول24:12) (2مل24:12) (3مل45:14و21:14و8:15)


قد ذكر البشير ثلاثاً من النساءِ وهنَّ راحاب وراعوث والتي لاوريَّا اعني بتشبع، فراحاب هي راحاب نفسها الغريبة الجنس والزانية التي قبلت عندها في اريحا جاسوسي العبرانيين فخلَّصها هؤلاءِ وعاشت معهم، وقد ذكرها النبي والملك داود بقولهِ "اذكر راحاب وبابل اللتين تعرفانني" (مز3:76)، واما راعوث فكانت هي ايضاً من قبيلة غريبة اعني من المؤابين وقد تركت ديانتها ووطنها وانسباءَها وآمنت بالالهِ الحقيقي واتحدت مع اليهود فاتخذها بوعز امرأَةً لهُ، واما بتشبع فهي امرأَة اوريا التي فسق بها داود وتسبَّب بقتل زوجها، وبعد ذلك اظهر للخطأَة مثال التوبة الحقيقية، وقد ذكر البشير راحاب وراعوث لكي يوضح ان عند الله "ليس يهوديٌّ ولا يونانيٌّ ليس عبدٌ ولا حرٌّ، وليس ذكرٌّ وانثى" (غل28:3)، بل جميع الذين يتقدمون اليهِ يحُسبون واحداً بالذات، وكما ان راحاب قد خلصت بقبولها الجواسيس وراعوث لما تركت عبادة آبائها استأهلت ان تصير جدَّة للمسيح هكذا كنيسة الامم بقبولها الرسل وتركها عبادة الاوثان قد استأَهلت الخلاصِ، واما بتشبع فقد ذكرها لكي يعلمنا قوَّة التوبة ويوضح انها تمحو الخطية محواً تاماً حتى ان الخاطىء التائب لا يحُسَب خاطئاً بل باراًّ،

وآسا ولد يهوشافاط، ويهوشافاط ولد يورام، ويورام ولد عوزيَّا وعوزيَّا ولد يواثام، يواثام ولد آحاز، وآحاز ولد حزقياَّ، وحزقياَّ ولد منسى، ومنسى ولد آمون، وآمون ولد يوشياَّ
(مت8:1و9و10) (واايام10:3و13)


ان عوزيَّا هو الملك الذي تجاسر بان يبخّر في الهيكل فاصابهُ البرص (2ايام19:26)، وكان لهُ اسمان لانهُ كان يدعى ايضاً عازاريًّا، واعلم ان عوزيَّا او عازاريَّا لم يكن ابن يورام بل حفيدهُ الثالث (4مل1:15)، لان عوزيَّا او عازاريَّا كان ابن امصيا بن يواش ويواش بن اخزيا بن يورام (1ايام11:3و12)، فمن ذلك يظهر جليَّا ان متى البشير قد اغفل ثلاثة اسماءِ اي اسم اخزيا واسم يواش واسم امصيا وذلك إِمَّا لانهم كانوا مشهورين في الكفر وفي الشر كما يشهد بذلك الكتاب المقدس (4مل27:، او لاجل كفرهم وشرورهم كانت اسماؤُهم محذوفة من جداول الانساب العبرانية، او لان البشير قد تحَّرى عمداً ان يؤّلف الثلاثة اربعة عشر جيلاً من ابراهيم الى المسيح،
 
إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 16:43 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.09611 seconds with 12 queries