أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى
 
أدوات الموضوع
قديم 22/12/2007   #1
شب و شيخ الشباب kcart1
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ kcart1
kcart1 is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3

افتراضي هدية روحية، الجزء الثاني


ويوشيَّا ولد يكنيا واخوته في سبي بابل
(مت11:1) (ايام5:3و6)


هنا ايضاً قد اهمل متى الشريف اسم يواكيم لان يكنيا لم يكن ابناً بل حفيداً ليوشيَّا كما يشهد بذلك سفر الايام بقولهِ "وبنو يوشيَّا البكر يوحانان والثاني يواكيم والثالث صدقيا والرابع شلوم" (وهو يوآحآز نفسهُ) وابنا يواكيم يكنيا ابنهُ وصدقيا ابنهُ (1ايام16:15)، فقد اغفل اسم يواكيم لانهُ لم يملك لا بحسب الشريعة ولا بحسب العادة لان فرعون نخو قد نقل اخاهُ يوآحاز ملك اورشليم الشرعي الى مصر فمات هناك (2ايام2:36و3)، واقام يواكيم هذا ملكاً بعد ان غير اسمهُ الذي كان قبلاً الياقيم، واليك ما ورد في سفر الملوك بهذا الشان "وملَّك عليهم فرعون نخو الياقيم ابن يوشيا ملك يهوذا عوضاً عن يوشَّيا ابيهِ وغير اسمهُ الى يواكيم واخذ يوآحاز وجاءَ بهِ الى مصر فمات هناك" (4مل24:23)، وقد أُجلى العبرانيون الى بابل مرتين، فالجلاءُ الاول كان على عهد يواكيم بن يوشَّيا والثاني بعد ذلك بمدة قليلة من الزمان على عهد يكنيا (4مل1:24و16)، وهذا هو الجلاءُ الرسمي (2ايام2:36و10)، لان نبوخذناصر نقل وقتئذٍ من اورشليم الى بابل الوفاً كثيرة من اليهود مع الملك يكنيا المدعو ايضاً يواكيم،

وبعد سبي بابل يكنيا ولد شلاتئيل، وشلاتئيل ولد زربابل
(مت12:1) (1ايام17:3) (عزرا2:3و8و2:5)


بما ان يكنيا قد ارتقى الى العرش الملوكي وهو في السنة الثامنة من عمرهِ وقد ملك ثلاثة اشهر فقط، وبعد
ذلك نقلهُ نبوخذناصر مع جمهور من الشعب الى بابل ومات هناك (4مل3:25وايام اول17:3)، فيتضح جلياً انهُ قد ولد شلاتئيل بعد الجلاء وهو في بابل وكذلك شلاتئيل ولد زربابل، اما زربابل فانهُ رجع الى اورشليم وبنى مذبح الله (عزرا2:3و

وزبابل ولد ابيهود، وابيهود ولد الياقيم، والياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق، وصادوق ولد اخيم، واخيم ولد اليود، واليود ولد اليعازر، واليعازر ولد متَّان ومتَّان ولد يعقوب (مت13:1و14و15)


ان العبرانيين كان لهم جداول انساب مدققة لكنهنتهم كما يشهد بذلك يوسيفوس فلافيوس، ويؤَيد ذلك سفر عزرا الذي يظهر منهُ انُ بعد رجوع اليهود من بابل بما ان بعض المتكهنين لم يوجدوا مدونين في تلك الجداول منعوهم عن الخدمة الكهنوتية، وقد ذكر عزرا "انهُ لما طُلبت اسماؤُهم في قيود الاحصاءِ العام ولم توجد فُصلوا من خدمة الكهنوت (عزرا29:5)، فمَّتى الشريف قد اخذ الاسماء التي قبل ابيود من الكتاب المقدس، واما الاسماء التي من ابيود فما بعدهُ فاما انهُ قد تناولها من تلك الجداول اما انها كانت معروفة عندهُ بالتقليد او تلقنها من الروح القدس فاثبتها لاتمام النسبة من ابراهيم الى يسوع،

ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح
(مت16:1)


ان هذه الاقوال تولد امامنا ثلاثة مشاكل، الاول لماذا اما متى فدعا ابا يوسف يعقوب واما لوقا فدعاهُ هالي، والثاني لماذا هذان البشيران كلاهما عندما بسطا نسبة يسوع قد ذكرا نسبة يوسف كما لو كان يوسف اباهُ بالجسد حقيقةً، والثالث لِمَ هذا الاختلاف العظيم المشاهد في نسبتي المسيح المذكورتين من متى ومن لوقا وهو اختلاف ليس فقط في الاسماءِ بل في عدد الاعقاب ايضاً، فالمشكل الاول يتيسر لك حلُّهُ متى تفطنت بان ابا يوسف وغيرهُ من الناس كثيرين كان لهم اسمان فكان ابو يوسف يسمى يعقوب وهالي، وانهُ كان احدهما بحسب الطبيعة والاخر بحسب الشريعة، لان الناموس الموسوي قد حدد انهُ اذا مات رجل وليس لهُ ابن يتخذ اخوهُ امراتهُ زوجةً لهُ، والولد الذي يولد منها يحسب ابناً للمائت (تث5:25و6)، واما المشكل الثاني فتحلُّهُ اذا تأَملت اولاً بانهُ ليس فقط العبرانيون بل الامم ايضاً بحسب العادة الجارية لا يدخلون النساءَ في النسبة، ثانياً ان العبرانيين الذين كانوا منقسمين الى اثني عشر سبطاً كانوا يتخذون نساءَهم كل واحد من سبطهِ وليس من سواهُ، ثالثاً ان الخطبة كانت تحسب زواجاً وان لم يجتمع الخطيبان بشركة الزواج، ولذلك ترى الانجيلي يدعو يوسف رجلاً لمريم الدائمة البتولية، رابعاً ان الانجيليين كليهما قد قصدا ان يمثلا ان يسوع المسيح يتصل نسبهُ بابراهيم وانهُ اتخذ جسداً من سبط يهوذا وهكذا فعلا، لانهما بايرادهما نسب يوسف قد حافظا على العادة الجارية وتمما مقصدهما وذلك لان والدة الاله الفائقة القداسة التي منها اتخذ المسيح جسداً قد كانت مخطوبة ليوسف فكانت من سبط يوسف نفسهِ لا من سبط آخر، اعني من سبط يهوذا، ومن ثمَّ فبايرادهما نسب يوسف قد اوردا نسب مريم الدائمة البتولية نفسها ايضاً، واما لاجل حل المشكل الثالث فاعتبر ما ياتي، اولاً انهُ في ذلك الزمان كان بعض الناس لهُ اسمان وبعضهم لهُ ابوان كما ذكرنا قبلاً فترتب على ذلك ما نراهُ في انساب الكتاب المقدس من اختلاف الاسماءِ، ثانياً ان متى لم يتبع دائماً سلسلة النسبة من الاب الى الابن بل كان يتخطى احياناً من الاب الى الحفيد والى الحفيد الثالث مُغفلاً ما بينهم من الاسماءِ كما راينا في ما تقدم، وفضلاً عن ذلك كان يوجه نظرهُ بالاحرى الى الذين كانوا يملكون بالخلافة اكثر مَّما الى البنين الذين كانوا يولدون بحسب السلالة الطبيعية، واما لوقا فقد اَّتبع سلسلة النسب الطبيعي من الاب الى الابن، ثالثاً ان متى ينسب يوسف من سليمان، واما لوقا فمن ابن اخر لداود اسمهُ ناثان (مت7:1ولو31:3)، ويؤَيد هذا التفسير غريغوريوس النزينزي وافسافيوس اسقف قيسارية،

فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلاً، ومن داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلاً، ومن سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلاً
(مت17:1)


يلوح ان البشير الالهي عن قصد وتعُّمد قد اراد ان يورد ثلاثاً ويكرر ثلاثاً العدد اربعة عشر، لانهُ في الاربعة عشر الثانية اي التي من داود الى جلاءِ بابل وان كان قد اغفل ثلاثة اسماءِ وهي اسم أُحزيا واسم يواش واسم اماسيا واغفل اسم يواكيم ايضاً وبالتالي لم يبقَ الا ثلاثة عشر اسماً فقط فان اسم يكنيا قد ذكر في الاربعة عشر الثالثة فمع ذلك قال ايضاً بدون تبديل او تغيير "من داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلاً" وبما انهُ لا يمكننا ان نصدّق ان البشير قد تحّرى كتابة الثلاثة اربعة عشر باطلاً وبدون غاية فمن المرجح ان العدد اربعة عشر وتكرارهُ ثلاثاُ هو امرٌ سريٌّ يدلٌّ على امور الهية، فغريغوريوس الثاولوغوس لما لاحظ في نسبة يسوع المسيح الواردة في بشارة لوقا الانجيلي بان المسيح هو السابع والسبعون من آدم انشأَ مقالتهُ التي في عيد الخمسين حيث اوضح كل ما يتعلَّق بالعدد سبعة وبالعدد السابع والسبعين من آدم الى المسيح، ومع كونهِ لم يذكر شيئاً عن الثلاثة اربعة عشر الواردة في بشارة متى فقد جعل لنا وسيلة لكي نفهم ما ياتي وهو، ان العدد سبعة يدل ايضاً على الفراغ من اعمال الرب كما قال الكتاب "وفرغ الله في اليوم السابع من كل اعمالهِ التي عملها" (تك2:2)، وكما ان عمل الله هو ابداع العالم فكذلك اعادة ابداعهِ هي من اعمالهِ، فاعادة الابداع حصلت بتدبير التجُّسد الخلاصي، وعليه فقد قال مخلصنا "العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملتهُ" (يو3:17)، ولما كان معلَّقاً على الصليب قال "قد أُكمل" (يو30:19) فما هو الامر الذي قد أُكمل، فمن الواضح انهُ عمل الخلاص فالله سبحانهُ لهُ عملان عمل ولادة العالم وعمل اعادة العالم وبالتالي لهُ ايضاً فراغان من هذين العملين، وبما ان مضاعف العدد سبعة يكون اربعة عشر فلذلك يدُّل العدد اربعة عشر على هذين الفراغين، وقد كرر البشير العدد اربعة عشر ثلاثاً مشيراً بذلك الى فراغ الثالثوث الكلي قدسهُ من هذين العملين، وبعدما سرد نسب ولادة المسيح بحال سريَّة بهذا المقدار شرع يشرح ما يتعلق بولادة المخلص بغير زرع قائلاً

امّا ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا، لما خُطبت مريم امُّه ليوسف فمن قبل ان يجتمعا وجدت حُبلى من الروح القدس
(مت18:1)


لاسباب ثلاثة قد سُرَّ الله بان تُخطب مريم الدائمة البتولية ليوسف، اولاً لكي تنجو من خطر الموت لان العذراء التي كانت توجد حبلى بدون ان يكون لها رجل كان قصاصها الموت (تث23:22و24)، فالخطبة كانت تجعل الناس يظنون ان المخطوبة انما حبلت من خطيبها وهكذا كانت تنجو من الخطر، ثانياً لكي يُستدل عند ايراد نسبة المسيح انهُ مولود من جنس ابراهيم ومن سبط يهوذا، وهذا لا يمكن ان يكون بحسب العادة الجارية ما لم تكن العذراءُ مخطوبة لرجل من سبط يهوذا، ثالثاً لكي يخدم يوسف الخطيب بدون شبهة رديئة في ضروريات المسيح المولود، ولا سيما عندما يضطهدهُ هيرودس، وقد فُضِّل يوسف لهذه الخدمة على جميع الناس لانهُ كان يفوق جميع الناس في الفضيلة، فانظر بكم من الدقة قد ابان البشير الولادة التي بغير زرع ولادة الام الفائقة القداسة فقد قال "لما خُطبت مريم امُّهُ ليوسف" فالخطبة ليست بزواج وان كانت قد حسبت بمثابة زواج، ولكي لا يظن احد انهُ وان كانت الخطبة غير الزواج فقد اجتمع يوسف بالبتول، اضاف الى ذلك قولهُ "من قبل ان يجتمعا وجُدت حُبلى" على انهُ لم يكتفِ حتى ولا بهذا ايضاً لاجل شبهة خلسة الزواج التي خالجت قلب يوسف نفسهِ بل ازال كل ريبة وشبهة بقولهِ "وجُدت حُبلى من الروح القدس" اي انها قد حبلت بقوة وفعل الروح الكلي قدسة والكلّية قدرتهُ

واذ كان رجلها صدّيقاً ولم يشأ ان يشهرها همَّ بتخليتها سراًّ
(مت19:1)


ان كلمة صديق او بار تدل على الانسان الذي لم يظلم احداً، وتدل ايضاً على من كان مملؤًا من كل فضيلة كما قيل في الكتاب المقدس عن نوح وايوب ويوسف ايضاً (تك9:2 وايوب1:1)، اما فضائل يوسف فهي وداعتهُ وحلمهُ ومحبتهُ للقريب وغيرتهُ على ناموس الله وفطنتهُ، فانهُ قد اشتبه بالزنا ولكنهُ بوداعتهِ وحلمهِ احتمل العار الموهوم، فلو دفع البتول القديسة الى المحاكم لصارت عبرةً للهوان والقصاص، لان قصاصها كان الموت (تث22:22)، فمحبتهُ للقريب قد صدَّتهُ عن عمل كهذا، وغيرتهُ على شريعة الله الجأَتهُ الى تخليتها كزانية، فلو صرفها من عندهِ علانيةً لكان ذلك كافئاً لشجبها، على ان الفطنة التي فيهِ علَّمتهُ طريقةً تقوية وممدوحة، فمن جهةٍ لم يشأ ان يشهرها ويكشف خطيئَتها الموهوبة ومن جهة اخرى لم يشأ ان يعيش معها "فهمَّ بتخليتها سرًّا" اي اراد ان يطلقها بطريقة خفيَّة، هذا ما ارتآهُ يوسف الصديق ولكن اسمع ما دبرت عناية الله التي اقامتهُ حارساً للبتول وخادماً للمسيح الذي وُلد منها

وفيما هو متفّكِرُ في هذا الامراذا بملاك الرب ترآءَى له في الحلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك فان المولود فيها هو من الروح القدس
(مت20:1)


لماذا دعا الملاكُ يوسفَ ابن داود، لكي نعلم ان العذراءَ المخطوبة لهُ كانت هي ايضاً من سبط داود، فنتحقق ان ابن الله الوحيد قد اتخد جسداً من زرع داود بحسب سابق اقوال الانبياءِ القديسين، ولماذا قال ليوسف لا تخف، لان يوسف كان خائفاً مخالفة الشريعة فكان يهمّ بتخلية البتول القديسة ولذلك شجعهُ قائلاً، لا تخف مخالفة الشريعة فيما لو اخذت امرأَتك، وقد دعاها امرأَتهُ تعمُّداً لكي يحقق لهُ انها نقَّية ومنزهة عن الدنس، فكانهُ قال لهُ لا تخف مخالفة الناموس لانها لم تحبل من رجل بل من قوًّة الروح القدس

وستلد ابناً فتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم
(مت 21:1)


دونك المعنى الحقيقي لاسم يسوع الذي لم يوضحه انسانٌ بل ملاك الرب فقد قال الملاك ليوسف ان مريم ستلد ابناً واما انت فتسميهِ يسوع، لانهُ هو المخلص شعبهُ، اي المخلص جميع جنس البشر، لانهُ سيخلص جميع الذين يؤمنون بهِ من خطاياهم
 
إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:59 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.13653 seconds with 12 queries