أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27/12/2007   #37
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


كيف ترد على من يقولون بتراجع الشعر لصالح الرواية؟
والعالم يذهب للتسطيح والتبسيط أكثر، فبدهي أن يتجه الناس للحكي والسرد أكثر من العمق، الشعراء جميعا يتشبثون بعدة مقولات نافلة تؤكد أهمية الشعر وشرف الميزة الأدبية، والبعض يتحدث عن أزمة الشعر، وانحسار جمهور الشعر، وكل ذلك صحيح، لكنني شخصيا لست معنيا بالكثير بتوزيع الكتب، ومقاييس سوق الكتب، سأظل أكتب كأني اكتب لكل الناس، وكأني لا أكتب لأحد، وحين أطبع كتابا من كتبي، لا أطمح ان ينافس أي كتاب آخر، وأستغرب لو قال لي أحدهم أنه اشترى كتابا لي، او تكبد عناء البحث عنه وشرائه.
اعرف كل ذلك، وأعرف أن سوق الرواية اليوم أفضل، لكني ومن باب العناد، سأظل أدرك في داخلي، أن ما أفعله هو الصواب، يمكن لي أن أنخرط في لعبة الكتابة، وشروط السوق، ولكني ما زلت أعيش حالة جمود عقلي، تتمسك وتبرهن لي أن الشعر وحده السيد، ولا مجال لمقارنته مع أي نمط كتابي آخر. هذه قناعاتي وأنا مدرك أنها غير عملية وليست مقبولة. لكن لا بأس من الخسارة والهزيمة، إن كان الامر يتعلق بكتابة القصيدة، التي أحبها وأجد نفسي مهووسا بها. ولا آبه بتراجع دور الشعر، وأزمته وانكفاء الناس عن قراءته، وانكفاء النقاد عنه، لكن ليس لدي حاليا خيارات بديلة.

*في تجربتك الشعرية الكثير من التكثيف هل هناك من مبررات لهذا الاختيار؟

-العالم مكثف، صحيح أننا نشعر بطول الزمن والكثير من الوقت الزائد والفراغ الهائل، لكن اللحظات المؤثرة والخطيرة في الحياة، دائما تكون لمحات سريعة، من هنا أميل للتكثيف لأنه يختزل الكون والحياة في ومضات، ولأن أرواحنا صارت قلقة وسريعة الإشتعال، فإن ومضة سريعة تكفي لتحطيم أو بناء أو تدمير عالم بكامله، الحروب التقليدية والسفر التقليدي، وطرق التعابير القديمة انتهت، ونحن مقبلون على زمن أسرع مما نحن فيه، ولا يجوز أن تظل خطاباتنا السياسية والأدبية والحزبية والفكرية مطولات لا تنتهي، كأننا ما زلنا نقيم في العصور الحجرية، ولم ندخل عصرا جديدا.
هذا جانب ام الجانب الآخر، فهو سبب ذاتي وشخصي، فانا دائما على عجلة من امري في الكتابة، لذا ألخص الأشياء بسرعة كي لا امل من مواصلة الكتابة، لا أنفع للكتابة المسهبة والمطولة، وأجد روحي تهرب مني بسرعة، وتريد تفريغ كل ما لديها بشكل سريع أيضا.
هل تعتقد أنه مازال هناك قارئ وفي للكتاب في زمن الانترنت؟
*
- نعم القارئ موجود والكتاب سيظل سيداً، مهما تراجع مستوى القراءة ودور الورق، وحتى لو تحول الناس كلهم إلى شاشات الكمبيوتر، سيظل للكتاب سحر خاص، وسيبقى هناك من يحمل هذا السحر، وسوف ينتقل الناس قريباً إلى الكتاب من جديد، بعد أن يثبت الانترنت فشله في التثقيف، ويثبت أن متعة القراءة الورقية لا تضاهيها متعة. ولعل الجامعات اليوم منخرطة، في هذه اللعبة لعبة الانترنت لكن الناس سيعودون مستقبلا للكتاب، لأن الحياة والثقافة، لا يمكن أن تختصر في شاشة صغيرة، فهناك فضاء للكتب وللمكتبات، لم تعوض عنها كل هذه المعلومات السطحية الضخمة المتاحة عبر التكنولوجيا الحديثة.
ما جدوى الكتابة ؟
*
- ليس لها جدوى إلا احتراق صاحبها، ولا يسلم أي مشتغل حقيقي في الكتابة من المس،الذي يشبه الجنون، لكن لا جدوى مباشرة من الكتابة، وسط هذا المحيط الهائل من الأمية. لكن لا يملك المبدع الحقيقي بدائل عن الاشتعال في جمر الحروف.
*ماذا عن التجارب الشعرية الجديدة؟

- جميلة جدا، وأحبها وأحب دائما العناصر الطازجة فيها، فهي متسرعة أكثر منا، وتنظر للعالم بمنظار جديد نحتاجه لا شك، كما ان التجديد في الشعر، وفي أي فن من الفنون يتم دائما بالعناصر والمواهب الإبداعية الجديدة. لكن للأسف ومع زحمة النشر، تختلط الامور على البعض، ويظن كل من يكتب أنه يقدم شيئا جديدا، لكن يمكن تمييز بعض التجارب الجيدة، وفي الكثير من التجمعات العربية بلا تحديد، بل لم تعد القصيدة والشعر، مربوطين بعاصمة معينة أو مجلة محددة، صار العالم أرحب من أن يحشر في نمط محدد، ومكان معين، وتجربة واحدة.
متى تتملكك اللحظة الشعرية؟
لا توجد وصفة للحالة الشعرية ولا يمكن وضع برنامج لكتابة القصيدة كما هو الحال في كتابة الرواية او القصة القصيرة او الدراسة، لكنني ضد ضرورة الكتابة اليومية كي لا يفقد الشاعر قدرته على الكتابة كما يقول البعض، ولا أملك بحرا أغرف منه يوميا، لأن اللحظة الشعرية مرتبطة بمزيج من التوترات والقلق والدوافع التي ربما تجتاحني في معينة أحبها، أكثر من بقية الحالات، وبعد شعوري بالذروة الجنسية، دائما أجد في نفسي رغبة بالكتابة، لكنها لا تتبلور ولا تظهر إلا حينما تشاء هي وبطريقتها، تظل مهمتي حينها إفساح المجال لها للظهور والتعبير.
*هل تتحمل القصيدة أدوارا في الحياة؟

كما تتحمل الشمس دورها، والأغنية دورها، والصبايا الذاهبات إلى موعد العشق الاول دورهن، كذلك تتحمل القصيدة حكمة الخروج دائما على نمط البيت العمودي والقصيدة المتفعلة وحتى تقليدية قصيدة النثر، وهي تركض دائما باتجاه تثوير اللغة، وإحيائها من جديد، ورغم القداسة التي تتمتع بها لغتنا لكنك ترى معي كيف استطاعت القصيدة إنزال اللغة من السماء إلى المقاهي ودفاتر الطالبات وشفاه المغنين. مهمة القصيدة في الدرجة الأولى، التعبير عن رؤية الشاعر للوجود، فلسفته السرية لصياغة الحياة، وفق نمط شعري غير تقليدي، وهي في هذه السيرورة ترسل شراراتها للأرض الرطبة، والباردة لكي تسخن وتدفأ، وتتحرك البذور في باطن التربة، وبالمقابل تساهم في تخضير نبات المعنى وخضرة اللغة، وتحاول إعادة صياغة الطين من جديد.
ما الذي يمنح قصيدة ما خلودا في وجدان القارئ ونحن في زمن متسارع؟

* ليس بالضرورة أن تخلد أجمل القصائد، ربما يساهم الوجدان الشعبي في لحظة ما بتخليد قصيدة ركيكة او بيت شعر سطحي، في العمق لا يُحتفظ بالقصائد العميقة إلا في الكتب، وفي الثقافة الشفاهية يردد الناس ما يصلح للحكم البسيطة أكثر مما يصلح لتثوير الوعي، ويتناقل المتناقلون ما يساهم في تثبيت اليقين اكثر وما يقلل من شقاء الحياة وشر الوجود، أما الشعر الحقيقي فهو يشبه النار المقدسة، والشعر الوجودي ثقيل على العامة لهذا تحتفظ الأساطير ببعض الديمومة فيما يساهم الدين في تكريس بعض المفاهيم الشعرية، لكن الغيوم العابرة لا تتوقف بثقلها في السماء بل تترك ماءً يحيي الأرض وهذا هو الشعر.
كيف ترى موسى حوامدة في عيون القصيدة القادمة؟

*ربما تحررني القصائد الجديدة دائما من عقدة الطمأنينة، والركون إلى منصة الثقة، دائما تذهب رياحي باتجاه آخر، عما توصلت إليه، ولذا لا أعرف كيف سأرى نفسي بعد لحظة او عمر معين، ولا أملك تصورا لما سيتبلور من قصائد، تحملني إلى أفق جديد، أو مناخات جديدة، أو منزلقات أبعد، لكنني لا أفضل الاستقرار، وأرفض التنميط ، وأفرُّ دائما إلى جهة أبعد.
ألا تخشى قصيدتك الزمن؟
* بالتأكيد كل أدب مهدد بالزوال، كما كل الثقافات والبشر، ولكل أثر في الوجود عمر افتراضي سيعيشه، ولا أفكر كثيرا في أهمية الزمن، ولست من الذين يعولون على الاجيال القادمة، فلها حين تجيء، آفاقها وأمزجتها ونظرتها لكل شئ، وربما تتخلى عن كثير من هذا الإرث الثقيل عليها، وتجد لنفسها لغة متطورة، أكثر منا، وآفاقا شعرية أعلى مما وصلنا، هذا شيء بديهي وطبيعي، وربما تنساق وراء موضات وعصرنة وتكنولوجيا تبعدها عن الجوهر الحقيقي لثقافتها، لا شيء مضمونا غدا، والأرجح ان العودة لنا قد تكون كنموذج لدراسة التراث الغابر، وشكل الإنجازات الأدبية والثقافية في عصر العولمة المدمر هذا.
تركت مجموعاتك الشعرية صدى طيبا ، هل أنت منحاز اليها الان بنفس الرضى؟

- على الإطلاق، لدي دائما هاجس التغيير وعدم الرضا، ودائما أفكر بالتخلي عما كتبت والهروب إلى لغة جديدة وعوالم أحدث، وتجتاحني رغبة أحيانا بحرق الكثير من القصائد، لكني أتردد لحظات حينما أجد أن البعض أحب حتى تلك القصائد الاولى، فأقول ربما ساهمت في بلِّ شفاه البعض، أو في منحه بعض الشعور باللذة، كما أنه لا يجوز لي بعد الخلاص من الكتابة والنشر، أن أنقلب على مؤلف غيري، لان ذاك الذي كتبها لم يعد “أنا” لأني لا أحس اليوم بمثل ما كان يحس “هو” من قبل، ولا أرى العالم كما كان يراه، ولا أفكر بطريقته، وربما كان يرى أفضل مني، ويفكر بحكمة أكثر مني، أو بجنون أقرب شعريا مني، لكني اليوم لست “هو”، فلا أترك الحكم على ما اقترف لمن لا يجد وصلا به، ربما تقطعت بيني وبينه السبل، ولا بد من احترام تجارب الآخرين

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:46.
  رد مع اقتباس
قديم 27/12/2007   #38
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


*هل تتفق مع تعاطف الساحة الثقافية مع الكثير من المبدعات رغم ضعف مايقدمنه من انتاج ابداعي؟
-هذه ظاهرة تشي بتخلف العرب عن غيرهم، وتشي بأن عقدة الذكورة وتمييز المرأة عن الرجل، حتى لدى المثقفين والمبدعين موجودة، كما هي لدى الناس العاديين، لأن الاهتمام المبالغ فيه بالأسماء النسوية، لمجرد أنها “نسوية” وتريد التعبير عن مكنوناتها، والوقوف صفا مع الرجل، تعني تخلفا مزدوجا تمارسه المرأة التي تتوهم هذه العقدة، ويمارسه الرجل أيضا الذي يساهم في تكريس بعض الأسماء المفتعلة. اما في العمق فقضية الحرية والتحرر واحدة، والكتابة لها جنس واحد، والأدب لا يعرف التفرقة، لذا تم إغراق الثقافة العربية حديثا بقائمة طويلة من المسميات، والأسماء مما ساهم في تخريب الذائقة أولا، كما ساهم بعض النقاد في ذلك، وبعض دور النشر، ووسائل الإعلام، بترويج بعض الظواهر والأسماء النسائية، على حساب القيمة الأدبية . لو كنا أحرارا في العمق، ولا نؤمن بالتفرقة، لما ارتجفنا حين نرى تلك الصورة الجميلة، لهذه الروائية، أو تلك الشاعرة، ولتعاملنا مع النتاج الإبداعي، وليس مع الوجه والجسد الأنثوي.
* لمن يقرأ موسى حوامدة؟
- لا تهمني الأسماء الشائعة كثيراً، أتوقف كما قلت لك عند الكتب والنصوص بلا انطباعات مسبقة، حتى لو رُوِّج للبعض، بل أحيانا، أهرب مما يروج له كثيرا، وأخشى أن الترويج يكون لتغطية ضعف معين.
*ما الذي أضافته الترجمة الى مشوارك الابداعي؟
-شعور لذيذ انك مقروء ومفهوم من قبل بشر جدد وثقافات جديدة يقرأون قصائدك بلا مواقف قطرية أو رجعية مسبقة وبلا انطباعات متأصلة من قبل، وهذا وهم الانطباع الاول، قبل القراءة فانت حين تدخل إلى اسم مكرس ومشهور ومروج له لن تجرؤ على التشكك فيما تقرأ، ولا التمتع بالنفور أو الإعجاب مما تقرأ، كما تقرأ لاٍسماء طازجة وغير معروفة. الترجمة هي نوع من الشعور بهذا الطعم الذي لا تجده إلا نادرا في العالم العربي فهم يقرأونك بخلفية معينة وبنمط واحد ومحدد وبانطباعات منقولة نقلا ومرسخة من جهات مختلفة، لكن القارئ غير العربي قد يقبل عليك بطريقة مختلفة.
كلمة أخيرة؟
- قلت كلاما كثيرا ماذا سأقول بعد؟

*قل ما تشاء عن الشعر والقراءة وعنك؟

*أتمنى ان أقرأ عربيا بشكل دقيق لا أريد حملات دعائية فارغة ولا ترويج حكومي ولا حزبي او وطني فقط أريد ان يتعامل معي القارئ بشكل محايد وان يدخل كتابي بلا خبرة سابقة وبلا نوايا مسبقة وبلا قسوة كما أتمنى ان لا يجفل من دهشة الشعر وان يترك روحه تعبر عما تراه وتشعر به، وأن يبتعد عن المقارنات والاحكام الجاهزة.
كما اتمنى ألا يتوقف البعض عند بطولتي في المحاكم وألا ينسى ان قصيدتي عارية، لا تريد تهليلا أو تقليلا ليدخلها بلا أفكار جاهزة وبلا نظريات معدة سلفا، وليتحرر القارئ من عقده عسى يحررني من عقدي أيضا.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:47.
  رد مع اقتباس
قديم 29/12/2007   #39
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوار مع فاروق شوشة
الملفات المرفقة

- لا تقم بإستخدام برامج تنزيل او تسريع تنزيل المرفقات .
- لا تقم بتنزيل اكثر من مرفق بنفس الوقت.
مخالفة هذا او ذلك يؤدي للحجب الأوتوماتيكي لعضويتك عن المرفقات كاملة و عدم قدرتك على تصفح وتنزيل اي مرفقات بشكل دائم.


نوع الملف : doc فاروق شوشه.doc‏ (38.5 كيلو بايت, 0 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:51.
  رد مع اقتباس
قديم 29/12/2007   #40
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


فاروق شوشه


اهملنا شعر التفعيلة فضاع كبرياء القصيدة

فاروق شوشة, هو فاروق محمد البغدادى شوشة , ولد فى يناير 1936 بقرية ( الشعراء ) بمحافظة دمياط , درس حتى نهاية المرحلة الثانوية بدمياط , ثم التحق بكلية دار العلوم بالقاهرة وتخرج فيها 1956 ثم نال الدبلوم من كلية التربية بجامعة عين شمس 1957 وفى 1958 التحق بالاذاعة المصرية وارتقى بها حتى اصبح رئيسا بها حتى اصبح رئيسا لها 1994

وفى مسيرته :
رئيس اتحاد كتاب مصر
رئيس جمعية المؤلفين والملحنين
عضو مجمع اللغة العربية
اصبح الان الامين العام للمجمع
برنامجه اليومى ( لغتنا الجميلة ) باذاعة البرنامج العام يدخل عامه الاربعين بعد اشهروبرنامجه التليفزيون الاسبوعى ( امسية ثقافية ) دخل عامه الثلاثين منذ اول هذا العام
يعمل ايضا استاذا للادب العربى بالجامعة الامريكية بالقاهرة



حوار مع شوشة اجراه معه :: بشير عيّاد

هل ترى اننا اليوم نمر بمرحلة ((مخاض شعرى )) , وان عمليات التجريب المستمرة سوف تتمخض عن شئ ما او شعر ما ؟؟!

-من المؤكد ان الساحة الشعرية الان فى مخاض وهو الذى نتصور دائما انه سيحمل مولودا بحكم التجارب السابقة
-فقد جاءت حركة الشعر الجديد وهزت القصيدة العمودية بعنف _ ايا ما كانت التسمية _ ثم فتحت التفعيلة بابا لقصيدة النثر , لولا شعر التفعيلة ما كانت قصيدة النثر , وانا اتصور فى داخلى ان قصيدة هى رد فعل لعدم احكام كثير من نماذج الشعر الحر , قصيدة الشعر الحر عندما ترهلت ولم يعد لها احكام القصيدة العمودية , واصبحنا نرى الكثير من مطولات الشعر الحر التى تنافس فيها عدد من كبار الشعراء قد فقدت معالمها, ولم تعد لها بداية ونهاية , تخلت عن فكرة الاحكام الفنى الذى يضبط كل شئ بميزان شديد الدقة , فوجدت قصيدة النثر فرصتها للتمرد , وللتعبير عن اننا محتاجون الى شئ فيه حرارة من نوع اخر ... الخ
-صحيح هناك ارهاصات قديمة بقصيدة النثر , لكن انا اتكلم عن الواقع , قصيدة النثر هى مولود طبيعى
عن شعر التفعيلة , ولابد ان يرى الشعراء الامر فى هذا الاطار , ولكنه مولود تخلى عن الموسيقية , ففقد شرعية الشعر الخيط الاساسى فى داخل اى بناء شعرى خيط موسيقى هو لا يضاف .. ولكن به يولد الكلام , فهو جزء من التكوين الشعرى وهو فى رحم الشاعر , الكلام لا يتزل عاديا ثم تزنه على الورق , الكلام يتوالد موزونا وموسيقيا , اذاًً , الموسيقى فى جينات القصيدة وليست عنصرا مضافا لنبقيه او نبعده ونفصله . الى اخر ما يتصور البعض , وبدون هذه الجينات الموسيقية فى العمل الشعرى لا نرى انه شعر , صحيح ان من يبدعون قصيدة النثر خصوصا فى الجيل الرائد الاول امثال محمد الماغوط وانسى الحاج واودونيس , كتبوا لنا كلاما جميلا نستمتع به على انه ابداع جميل باللغة فى صورتها النثرية عندما يصبح النثر عملا فنيا جميلا , هو يفوق الكثير من الابداعات الشعرية المتعارف على انها شعر... هذا ليس بدعة , وليس شيئا غير مألوف ولكن لكى نميز الاشياء لابد ان نقول : يا من آثرتم كتابة قصيدة النثر , انتم تخليتم عن عنصر جمالى اساسى فى التكوين الشعرى ... ماذا اكتسبتم بديلا منه؟! .. هذا هو السؤال . لا اعتراض لى على ان يكتبوا , ولا على من يمارس حريته , ولا اتوقف لاسال نفسى مثل هذه الاسئلة على الاطلاق , قد يصادفنى فى قصيدة ما مقطع يجئ نثريا , لا بأس , ليس لانى اريد كتابة قصيدة نثر , ولكن لانى اخضع للكلام الجميل عندما يواتينى فى سياق شعرى لا اعتراض لى على نفسى فكيف ارفضه من الاخرين هذا هو السؤال

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:54.
  رد مع اقتباس
قديم 29/12/2007   #41
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


الا ترى ان الشعر فى شكليه الموسيقيين العمودى والتفعيلى _ ما يزال مليئا بالغبار والاتربة ؟؟؟
الشعر الحر_ بكل اسف _ بعد مرور اكثر من نصف قرن الان لم نهتم بان نقيم مؤتمرا واحدا نقيم فيه حصاد هذا الشعر ... ماذا صنعت ايها الشعر الحر فى القصيدة العربية ؟؟ ماذا قدم شعراؤك عبر نصف قرن من انجاز شعرى؟؟ انا هنا لا اتكلم عن شاعر , ولا عن قصائد ... انا اتكلم عن حركة شعرية بسطت جناحيها على الافق العربى كله , ما هو الانجاز الحقيقى لهذه الحركة ؟ هل هو المسرح عندما كتب عبد الرحمن الشرقاوى وصلاح عبد الصبور مسرحيات بالشعر الحر؟؟ هل الانجاز مسرحى بالدرجة الاولى خصوصا ان هناك من يرى ان صلاح عبد الصبور قمه فى مسرحه تختلف عنه فى شعره , والكلام نفسه قيل عن شوقى وقيل عن الشرقاوى هل جاء الشعر الحر ليحل معادلة الدراما المسرحية والشعر الحر وكفى ؟؟ هل الشعر الحر فى اطار القصيدة _ والقصيدة الذات_ ما زال يعطى الزخم الذى قدمه فى موجاته الاولى عندما كان السياب انشودة المطر وصلاح عبد الصبور يكتب "اغنية حب) واحمد عبد المعطى حجازى يكتب ( كان لى قلب ) هل هذا كله مستمر حتى الان ام ان هناك شيئا اخر؟ كل هذا كان لابد ان يخضع للدراسة والتقييم , انا فى كثير من الاحيان احس ان هناك جيشانا فى داخلى يطمح الى كبرياء القصيدة العمودية , واسميه ( كبرياء ) لان القصيدة العمودية فى وجدانى كانت تعنى الشموخ والهيبة والكبرياء والسلطة الشعرية والاحكام ... كل هذه المفردات .
انا اتامل الان ما يكتب من نماذج فى الشعر الحر .. اجد التدفق الموسيقى , اجد انسياب اللغة , اجد الطواعية اجد الاقتراب احيانا من اللغة الواقعية لكن لا اجد هذه الاشياء التى تكلمت عنها والتى كانت تجعلنى استشعر الزهو... هذا هو شعر امتى , هذا هو ابداع لغتى , ليس هذه الكتابات المهمشة التى يوحى الىّ الكثير منها انها مترجمة , وانها خلت من الوتر او خيط الامومة الشعرى الذى لا يرى , والذى يربط الشعر الراهن بابيه وجده , والذى يقول لى هذا شعر جده عند المتنبى او عند ابى تمام , الابن غير الاب وغير الجد ولابد ان يكون هكذا لكن الخيط المشدود الذى قد لا يرى بالعين لكنه يحس عند القراءة لا نراه الان
الذين يتكلمون عن ( قطيعة شعرية ) واهمون لان ( قطعة ) مع ماذا ؟ ماذا صنعت ليكون ذلك قطيعة معه ؟
انت تتمرد عليها .؟؟ ...انت تريد ان تفجر وتهشم .. ما الذى بين يديك؟ ما هو الموروث الشعرى الذى تعرفت على جمالياته؟؟
لا يمكن لاى بناء بناء ان يمسك ب ( المسطرين ) ليبنى الا اذا كان قد خبر كيف يبنى البيت , ويبنى القصر وتبنى الفيلا ويبنى القش ويبنى الكوخ , ويعرف معمار كل نموذج من هذه النماذج ... انت ماذا بنيت قبل ان تمسك بمسطرين الشعر لتبنى مدماكا واحدا فى البناء الشعرى؟؟؟!!!

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:55.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #42
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


يار يت تكون الحوارات كاملة
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #43
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

الملفات المرفقة

- لا تقم بإستخدام برامج تنزيل او تسريع تنزيل المرفقات .
- لا تقم بتنزيل اكثر من مرفق بنفس الوقت.
مخالفة هذا او ذلك يؤدي للحجب الأوتوماتيكي لعضويتك عن المرفقات كاملة و عدم قدرتك على تصفح وتنزيل اي مرفقات بشكل دائم.


نوع الملف : doc أورهان باموك.doc‏ (43.5 كيلو بايت, 0 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:03.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #44
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


أجرت المجلة الفرنسية “ليكسبريس” (عدد 03 /05/2007) مع الكاتب التركي أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل للأدب سنة 2006، حواراً مهما عقب صدور مؤلفه الأخير “إسطنبول- ذكريات مدينة-”. و هو بمثابة سيرة مزدوجة للكاتب و مدينته التي نشأ و ترعرع فيها.
و في هذا الحوار يتحدث الكاتب عن وجهة نظره في العمل الأدبي و عن مدينته وكذلك عن التهديدات التي وجهت إليه داخل تركيا بالقتل.
للتذكير فأورهان باموك من مواليد إسطنبول بتركيا سنة 1953، وله عدة أعمال روائية أهمها : الكتاب الأسود، القلعة البيضاء، إسمي أحمر، ثلج و اسطنبول. وقد نال عن جل أعماله عدة جوائز أدبية من وطنه تركيا و من فرنسا و ألمانيا كانت آخرها جائزة نوبل السويدية.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:57.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #45
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


- كيف هي أحوالك؟
- على أحسن وجه، لقد استقررت منذ أسابيع بنيويورك في إطار تلبيتي لدعوة وجهت لي من طرف جامعة كولومبيا. إنها المرة الأولى التي ألقي فيها دروساً، كما أنها المرة الأولى التي أزاول فيها مهنة معينة، فطوال عمري لم أفعل شيئا غير الكتابة. كما أنه بالنسبة إلي إنه رجوع إلى الأصل لأنني هنا داخل غرفة طلاب صغيرة كتبت روايتي الأولى : الكتاب الأسود. حينها لم أكن أملك مالا و لم أكن تقريبا أجد ما أقتات به و كنت أقرأ الكتب داخل أروقة المكتبات.
- تعود اليوم بعدما حصلت على جائزة نوبل للأدب، فما الذي تغير الآن؟
- لندع لغة الخشب جانبا. إن أول شيء يتغير بعد حصولك على جائزة نوبل هو رصيدك البنكي. بطبيعة الحال هذه الجائزة هي بمثابة تشريف لي خصوصا أنني أول تركي يحرز هذا التتويج. و إنني جد سعيد بذلك. و لكن من جهة أخرى فالجائزة تفرض علي أن أتحول إلى دبلوماسي ضدا على طبعي الذي لا يتلاءم مع كثرة الترحال و الاستجوابات بل ينحً تجاه العزلة و الإبداع. إنني أًستدعى في أنحاء المعمور لأعطي رأيي فيما يجري سياسيا، وهذا أمر يزعجني لأنني كاتب و لست معلقا سياسيا. من جهة أخرى حصولي على الجائزة مبكرا يوفر عني الإجابة عن أسئلة الصحافيين الدائرة حول إمكانية حصولي يوما عليها.
- أليست المسؤولية هي أكبر على عاتق من تسلم الجائزة؟
- إنه سوء فهم، فلا أعتقد أنه بحصولي على الجائزة أصبحت فجأة إنسانا مختلفا، أي مخولا لي الحديث في السياسة. أنا لا أحبذ فعل ذلك. إننا لا نصبح أكثر تأدبا لأننا حصلنا على جائزة نوبل. مسؤوليتي لا تنحصر في ادعاء إنقاذ العالم أو تغييره بخطابات سياسية، ولكن مهمتي هي الاستمرار في كتابة الروايات، ولهذا حصلت على الجائزة و ليس لأسباب سياسية.
- لكن هذا ما يروج له بعض خصومك داخل تركيا.
- هذا صحيح، و لكن ما يحرك هذه الهجمات هي الغيرة أو عدم اهتمام الوسط الأدبي بأصحابها. و في جميع الأحوال هذه الجائزة لا تغير من رؤيتي لحياتي في شيء، فأنا لا أنوي توجيه الضمائر بل سأستمر في الاستيقاظ كل صباح لأكتب القصص.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:58.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #46
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


- ولكن ألا تظن أنه بطريقة معينة يمكن للأدب أن يغير العالم؟
- ليس لي مثل هذا الادعاء. فأنا لا أكتب لأغير العالم. إنني أكتب لأنه يجب علي أن أكتب. هذا كل ما في الأمر. إنني أشبه بطفل يلعب الكرة عن حب و تأتي أنت لتسأله هل له نية في تغيير العالم بضربة كرة.لا، إنه يلعب لأن هذه اللعبة هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة له للوجود. و إذا أصبح يوما بطلا و ساهم ذلك في تغيير بعض الأشياء في العالم فهذا شيء آخر. فلنكن جديين، إن غاية الأدب ليست هي خدمة الإنسانية. على الكاتب أن يرصد أعماق وجدانه و مخيلته. التغيير يقع عندما يذهب بعيدا إلى حدود هذه المغامرة، و بنفاذه إلى عمق الروح الإنسانية قد يكتب روايات يمكنها، بطريقة ما، أن تكون مفيدة للبشرية. و لكن لا يجب أن تصير هذه النقطة هاجساً، فخدمة الإنسانية هي نتيجة و ليست هدفاً.
- تلقيت تهديدات بالقتل من طرف قوميين متعصبين فهاجرت من اسطنبول، فهل ستعود إليها؟
- نعم، لأنني لا أهول الأمور. و قد تلقيت دائما تهديدات و لكن لم يكن ذلك بسبب رواياتي، فالذين يهددونني لا يقرؤون كتبي. إن تصريحاتي خلال الاستجوابات الصحافية هي ما يجر علي هذه الاعتداءات و ليس عملي ككاتب، فتصريحاتي غالبا ما تُحور و تؤول بشكل سيء من طرف أشخاص أظن أنهم غيورون أو أناس هم في حالة غضب.
- هل تخشى الموت؟
- بطبيعة الحال. و لكننا سنموت يوماً. أليس كذلك؟ أظن أن إحدى السمات الرئيسية للطبيعة البشرية هي قدرتنا على نسيان المستقبل، و هذا ما يسمح لنا بأن نكون متفائلين. شخصيا هذا ما يجعلني أحافظ على ابتسامتي وفي البقاء على قيد الحياة. إنني باقٍ.
- تتموقع اسطنبول في قلب كل أعمالك و تكتب بأنها مدينة بين “عالمين”، كيف يمكن العيش هكذا مفرقاْ؟
- إن تركيا و اسطنبول تغري بالكثير من الكليشهات، بعضها يتضح أحيانا وكأنه واقع. و لكن في ما يخص اسطنبول يجب أن نفهم بأن هذه الحاضرة هي ثقافيا من أوربا الشرقية المنغرسة في المشرق. طبيعتها أن تكون بين الشرق و الغرب. و لكن، عندما نعيش هناك حياة يومية لا نشعر بالأمر. يجب أن يغادر المرء المدينة ليحس بذلك أو أن يكون أجنبيا و يقوم بجولة سياحية فيها. إن لنا ثقافتان، و روحان أيضا.
- هل تشكل هذه الطبيعة المزدوجة امتيازا أم مشكلا؟
- بالنسبة لي إنها امتياز. في اسطنبول كُثُر نحن الذين نريد الاستفادة من جميع ما تمنحه كل ثقافة على حدة. لكن بالنسبة لآخرين –وهم قلة- هذه الازدواجية غير متحملة و يًنظر إليها على أساس أنها “شيزوفرينيا”. مشاكل الهوية التي يتعرض لها بعض سكان المدينة هي مرتبطة جذريا بذلك. إنهم محاصرون بين وجهين متناقضين جداً في ما بينهما. بالنسبة للبعض هذه الازدواجية هي أيضا تعارض بين أمل في الديمقراطية و رفض لها. بينما أظن أن غنى و عمق الثقافة التركية مرتبط بهذا المزيج من حضارتين و وجدانين تتولد عنها مخاضات، لكن في خضم هذه المخاضات تنبثق الثقافة الحقيقية.
- كثيرا ما يقال عن نيويورك بأنها ليست الولايات المتحدة الأمريكية. فهل يمكنك أن تقول نفس الشيء عن اسطنبول، أي بأنها ليست تركيا؟
- في الواقع إن اسطنبول لهي مختبر خصوصا في مجال السياسة و الديمقراطية. وعلى العكس من ذلك إنني أتجاهل ذاك التكبر الفكري القائم على القول بأن المدينة التي نقيم فيها (نيويورك بالنسبة للأمريكيين أو اسطنبول بالنسبة للأتراك) هي مختلفة عن باقي البلاد، أي أنها أعلى منها مرتبة. إذا أكدت بأن اسطنبول لا تشبه المدن التركية الأخرى فهذا مرده قبل كل شيء لكوني كاتبا اسطنبوليا، فقد ولدت وترعرعت في اسطنبول و أكتب عنها منذ أن حملت القلم. والاختلافات التي أشدد عليها هي مميزات خاصة بهذه الحاضرة أكثر من أن تكون مجرد أشياء لا نراها بباقي المدن، وهذا بكل صراحة لأن اسطنبول مدينة تركية. لننسَ الخطاب السياحي الذي يدعي بأن الأمر يتعلق بطرف أوربا الموجود في آسيا. لا، فاسطنبول هي بحق حاضرة مخضرمة، غربية و شرقية، و لكنها تركية، تركية بعمق. إنها مدينة تسكنها عشرة ملايين نسمة أي أكثر من سكان نيويورك. بينما لا يزور السياح سوى جانب واحد، ذاك الذي يقطنه مليون واحد فقط من البشر، هذا المليون لا يمكنه أن يخفي التسعة الباقين و الذين يشبهون ملايين الأتراك في باقي البلاد. اسطنبول تشمل كل مشاكل تركيا. لا تنسوا بأن بعض سكانها هم من أشد الفقراء في كل البلاد. إن المدينة السياحية لا يجب أن تخفي الواقع. كل المشاكل التي تواجه تركيا هي متواجدة في اسطنبول: الهجرة، الدين، القومية…
- ستكون هناك إذن محاولة لتقديس اسطنبول على حساب باقي تركيا.
- إنها محاولات الغربيين خصوصا، أليس كذلك؟ صحيح أن الأحياء السياحية هي أكثر تقدما و أحسن تحديثا و تفتحا، و سياسيا هي أكثر وعيا من الأحياء الأخرى و لكنها ليست أكثر أهمية منها. إن اسطنبول حيث ترعرعت لا يزورها سياح، إنها نفس البيئة التي لقرية بوسط أناطوليا، يجب الإقرار بذلك. إن هناك جانبا أسود قديماً في هذه المدينة و الذي يجعل التعايش بين هذين العالمين مهما وخطيراَ في نفس الوقت.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:00.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #47
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


- في أية بيئة ترعرعت؟
- هذا الكتاب هو سيرة ذاتية، لكنه أيضا تأريخ للخمسين سنة الأخيرة من حياة اسطنبول. إنني أروي القصة الثقافية لمدينتي دون أن تستحوذ فيها سيرتي على الباقي. المشكل هو أن السيرة الذاتية هي فن الاجتزاء و عدم الإفصاح، أن نشتغل بواسطة الأجزاء و نترك بعض اللقطات للمونتاج كما يقال في السينما. كان بإمكاني أن أكتب عشرة أجزاء عن حياتي و عشرة أخرى عن مدينتي، و لكن بالاحتفاظ على نقط الاشتراك بين الاثنين لم يبق سوى كتاب واحد: هو هذا. لم أحتفظ سوى بالحلقات التي طبعت لحظات الانفتاح الفكري على الفن والسياسة، فكلها عرفت ميلادها في مكان ما من المدينة وفي وقت محدد، و بطريقة جعلتني لا أدعي رصد تاريخ اسطنبول بل أن أبين بأنه كان لها تأثير واضح في حياة شاب كان على الدوام يحلم بأن يصبح كاتباَ.
- أنت تروي بأنك كنت تتمنى أن تصبح رساماَ.
- نعم هذا صحيح بالفعل. بين 7 سنوات و 22 سنة أردت أن أصبح رساماَ. لقد رويت بأية طريقة دفعتني اسطنبول أن أصبح ذاك الرسام الذي لسته. وأنا يافع كنت أتنزه في أزقة المدينة أصور المناظر و الناس و عندما أعود إلى البيت كنت أظنني بمتابة بيسارو أو أوتريو. بعدئذ تساءلت عن البعد الجمالي لهذه المدينة، وبتأملي في هذه الفكرة اكتشفت نصوص الكتاب الفرنسيين للقرن التاسع عشر وعلى الخصوص بودلير. بالنسبة له فالمناظر تؤثر مباشرة على الحواس وعلى وجدان من يتأملها. و بالتنقيب في هذه الفكرة و بمحاولة معرفة لماذا كانت اسطنبول مثيرة جدا صادفت أيضا كبار الأدباء الفرنسيين الآخرين أمثال فلوبير ونيرفال و غوتيي الذين كانوا يأتون إلى اسطنبول ويكتبون حولها الكثير مؤثرين في الكتاب الأتراك و مانحين إياهم القوة أيضا للكتابة. وهكذا بقراءتي لهؤلاء الكتاب فهمت أن الكتابة كانت بصيغة أخرى تتساوى مع الرسم. و لأجل ذلك نجد الرسم والرسامين حاضرين دوما في رواياتي. إن الكاتب هو رسام يستخدم الكلمات بدل الألوان و القلم عوض الريشة.
- لماذا قايضت بالريشة القلم؟
- من بين أمنياتي في أن أصبح رساما هناك الرغبة في قضاء الساعات كل يوم وحيدا داخل المكتب. إنها أيضا ميزة الكاتب، إنني أحب هذه العزلة، كما أحب الحلم كذلك.
- ما هو مفتاح فهم اسطنبول؟
- التعقيد. إننا نعيش في مجتمعات تريد أجوبة آنية و سهلة لكل شيء. إن اسطنبول مدينة تذكرنا بأن هذه الرغبة هي مجرد وهم، فوحده التعقيد يجيب عن الأسئلة التي تطاردنا. واسطنبول هي وجه التعقيد بعينه، إنها المزيج بين مدينة إسلامية تقليدية و مدينة أوربية ليبرالية. مفتاح هذه الحاضرة هو في هذه النصيحة: احترموا هذه الظلال و الرموز، فكلما أفلتت منك المدينة يمكنك أن تفهمها، إنها مفارقة مطلقة، أفهم ذلك. ففي اسطنبول نأتي للتفرج على المدينة و ليس لاستكشاف أسرارها، لأننا في هذه الحال لن نخرج سالمين.
- هل هذا يعني أن اسطنبول قابلة للاندماج في أوربا؟
- بالنسبة إلي فاسطنبول تشكل جزءا من أوربا بما أن فريق غلط سراي لكرة القدم يلعب من أجل كأس أوربا. إذا طلبتم مني معرفة هل اسطنبول توجد في أوربا سأجيبكم بأن تنظروا إلى الخارطة لتعاينوا الأمر. لكن بكل جدية لسنا لحدود اليوم في المستوى المطلوب. من هذا المنطلق يتوجب على تركيا أن تكون ثقافيا قادرة على اللحاق بالديمقراطيات الأوربية في الاتحاد لكن دون القطع مع جوهرها الحقيقي. فرغبة تركيا في دخول الاتحاد الأوربي تطرح المشكل التالي: ماهي الثقافة الأوربية؟ هل هو الدين؟ هل هو التاريخ؟ هل هي الجغرافيا؟ أم هو شيء آخر؟ إن اسطنبول تنتمي تاريخيا و جغرافيا إلى أوربا، لكن السؤال الذي يجب علينا جميعا (الأتراك و باقي دول الاتحاد) الإجابة عليه هو : كيف نرى مستقبل أوربا؟

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:01.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #48
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

الملفات المرفقة

- لا تقم بإستخدام برامج تنزيل او تسريع تنزيل المرفقات .
- لا تقم بتنزيل اكثر من مرفق بنفس الوقت.
مخالفة هذا او ذلك يؤدي للحجب الأوتوماتيكي لعضويتك عن المرفقات كاملة و عدم قدرتك على تصفح وتنزيل اي مرفقات بشكل دائم.


نوع الملف : doc يوسف القعيد.doc‏ (61.5 كيلو بايت, 0 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:16.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #49
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* هل يستطيع المثقف العربي النجاة من السؤال السياسي؟
- لا.. إطلاقا سواء باعتباره إنسانا عربيا، أو باعتباره مثقفا عربيا، لا ينجو أبدا من الغرق في تفاصيل السياسية. وأنا أصاب بانزعاج شديد لأن معظم الكتاب الجدد في مصر يفتخرون بأنهم لا علاقة لهم بالسياسة إطلاقا، ويعلنون أن هذا شأن السياسيين وليس شأن المثقفين، وبالتالي لا علاقة لهم ولا اهتمام لهم بالسياسة، مع أنه – في تصوري – أن تعريف المثقف هو الإنسان الذي يتعدى إدراكه مشاكله الشخصية، يعني يكون مرشحا ليشعر بمشاكل الآخرين ويحس بهمومهم وبآلامهم ويعبر عنها وينفعل بها ويعتبرها همومه حتى لو لم يكن يعاني منها، هذا هو التعريف البسيط لكلمة مثقف، ومن لا يفعل هذا يفقد شرط من شروط أن يكون مثقفا.
* لو حدث أن تورط المثقف، هل يمكن للنص أن ينجو؟
- أنا أيضا معترض عن كلمة "التورط" والنص لا بد أن ينجو إذا كان صاحبه يريد له أن يبقى، لأن الكتابة الآنية لا يبقى منها شيء، وربما يُغتفر للشاعر أن يتابع حدث آني بقصيدة شعرية، ليس لمذبحة دمشق التي كتب عنها أحمد شوقي، ولا الحرب اليابانية التي كتب عنها حافظ إبراهيم، لكن في كتابة النص الروائي لا بد أن يستند إلى شيء باق، شيء يبقى مع الزمن، حتى عندما يقرأ هذا النص شخص لم يعاصر هذا الواقع يستطيع أن يصل إلى النص بسهولة، أو شخص بعيد عن المكان الذي تمت فيه كتابة هذا النص. الكتابة شرطها الجوهري يتأتى من تحقق شكلها الفني، وليس لأنها تحتوي على هذا الهم أو ذاك.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:06.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #50
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* عندما حصل ماركيز على نوبل سنة 1984 صرح بأنه أخذ منجزات القص من ألف ليلة وليلة وأنه لولا قراءته لها، ما كان قد أنجز ما أنجز. بعدها مباشرة تفطن جيلكم الذي كان مفتونا بالسطح إلى عمق هذا التراث، لكن للأسف عن طريق وساطة، فهل يحتاج كل جيل أدبي إلى كاتب مثل ماركيز ليهديه شهرزاده؟
- أنا أريد أن أحكي لك شيئا قبل أن نتحدث عن شهرزاد، عندما كتبت رواياتي الأولى في منتصف الستينات من القرن الماضي، كنا جميعا نفخر بأننا قرأنا البحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست ويولي لجوليس، ونعتبر أن قراءة هذين العملين هي جواز المرور إلى الكتابة الروائية، لكن بعد نكسة يوليو 1967، النكسة المدوية التي حدثت، حدث نوع من العودة إلى التراث كنوع من البحث عن أركان الذات وعن أشياء نستند إليها في معركتنا مع العدو الصهيوني، وفي هذه الأثناء أعدنا اكتشاف تراثنا، وأنا شخصيا اكتشفت في تراثنا سرد وحكي متقدم على الغرب نفسه يغني، فلو قرأت القرآن بعين الفنان ستكتشف أن في سورة يوسف وفي سورة مريم كل منجزات القص الحديثة التي جاءت من الغرب، المونولوج الداخلي، الجملة الاعتراضية، ضمير الغائب، ضمير المتكلم، ضمير المخاطب، ففي سورة يوسف تتجلى كل هذه الأشكال الفنية التي جاءت لنا من الغرب وسعدنا بها جدا، وأريد أن أقول أيضا أنه في سنة 1984 عندما حصل ماركيز على جائزة نوبل وصرح علنا أنه أخذ منجزات القص من ألف ليلة وليلة وأنه لولا قراءته لها مترجمة إلى لغته التي يقرأ بها، ما كان قد أنجز ما أنجز وأن الواقعية السحرية التي قدمها نابعة من ألف ليلة وليلة، هذا الكلام دفع أجيالا جاءت بعدنا لقراءة ألف ليلة وليلة، وأنا آسف لأننا عرفنا هذا التراث عن طريق الغرب، ويجب أن نعترف أيضا بحادثة أخرى مؤلمة، وهي أن ألف ليلة وليلة نشرت بالفرنسية قبل أن تنشر بالعربية، وأن نشرها العربي جاء بعد اكتشاف النص وترجمته إلى اللغة الفرنسية، لكننا جميعا أحفاد شهرزاد، والارتباط بتراثنا مهم جدا في أن نجد لغة قص عربية ونكهة عربية في القص والحكي وكتابة الرواية.
* تعتبر أن هذا الجيل الجديد أكثر حظا منكم؟
- لا.. أنا مختلف معك، هو أتعس حظا منا، أنا عندي ابن اسمه أحمد يدرس دراسات عليا في كندا، أنا أنظر إليه بإشفاق، الكتاب الذين جاؤوا بعدنا لن يكونوا أسعد حظا منا، نحن مررنا بخيبات وويلات لكن ما ينتظرهم مجهول، لا أدري إلى أين يمكن أن يقود الأشياء، يعني المدونات على الإنترنت خطر يهدد الكتاب، وضع الكتب على الإنترنت خطر يهدد الكتاب المقروء، هذا الإعلام الرهيب وهذه الفضائيات الرهيبة التي تملأ السماء العربية لا تخدم الثقافة، لكنها تشكل خطرا حقيقيا عليها، أنا لا أعرف شكل المستقبل الآتي، لكني أعتقد أن الوجدان، الكتابة والمعاني المجردة التي جرينا وراءها وحلمنا بها معرضة للخصخصة، وبالتالي أنا أعتقد أنه ينتظرهم مستقبل قد يكون ما عشناه نحن بويلاته وآلامه أفضل بكثير من الآتي.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:08.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #51
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


هل المستقبل للرواية، وما رأيك في مقولة "الرواية ديوان العرب"؟
- أنا موافق جدا على هذا الكلام، أنا أريد أن أقول أن الرواية ديوان العالم وليس العرب فقط، بمعنى أن أكثر الكتب نشرا وقراءة هي النص الروائي، ليس لأني روائي ولكن عندما أعرف مثلا أنه في فرنسا وحدها صدر سنة 2006 أكثر من 600 رواية، يعني بواقع روايتين في اليوم وأن حوالي 180 رواية منهم تنشر لكتاب يكتبون لأول مرة، للأسف لا توجد عندنا مثل هذه الإحصائيات في الوطن العربي، لكن أعتقد أن الرواية هي الفن الأول والجوهري والأساسي، ليس في مصر، ولا في العالم العربي، ولا في العالم الإسلامي وفي العالم الثالث، ولكنها على مستوى العالم
* كيف تفسر ظاهرة لجوء الشعراء العرب للرواية، هل هو موسم الهجرة إلى الرواية؟
- محمود درويش قال لي أنه يكتب رواية اسمها "البيوت" تدور حول البيوت التي سكن بها وعاش فيها، سميح القاسم يفكر في كتابة نص روائي، محمد عفيفي مطر انتهى من كتابة مجموعة قصص قصيرة للأطفال ويكتب نصا روائيا الآن، سعدي يوسف كتب نصا روائيا، محمد القيسي له نص روائي كتبه قبل أن يموت، وهكذا الكل يجري وراء النص الروائي، علما بأنني أعتقد بأن القصيدة الروائية التي تحافظ على الشكل الشعري وتحكي وتسرد، ربما كانت أفضل من أن يترك الشاعر النظم أساسا من أجل أن يكتب نصا روائيا، كان يمكن أن يكتب نصا مفتوحا يمكن أن يكون رواية ويمكن أن يكون قصيدة في نفس الوقت.
* هل أصيب الموضوع الشعري بالعجز وصار معقدا إلى هذا الحد؟
- ليست عاجزة، أنا سمعت من المنصف المزغني – باعتباره معنا الآن – في العراق منذ سنوات قصيدة سردية كان عنوانها "عياش" أعتقد أنها سرد حقيقي وأنها نص روائي، وأنه لو ابتعد قليلا عن القصيدة ودخل قليلا إلى الرواية كانت أصبحت نصا روائيا كاملا ومتكاملا.
* هل سرق منكم نجيب محفوظ قراء وحجب عنكم أشياء كثيرة؟
- لا.. أنا لا أوافقك، لأنه توجد دعوى مثارة في مصر من سنة 1968 تقول أن نجيب محفوظ أصبح عقبة أمام الروائيين العرب، وهذه الدعوى تقوم على نظرية تقول أنه في أعقاب كل روائي كبير مثل تولستوي، مثل تشيكوف، مثل دستوفسكي، مثل بلزاك.. أنه في أعقاب كل روائي كبير تأتي فترة من التدهور في الكتابة الروائية، إلى أن يأتي كاتب كبير بعد قرن من الزمان، وهي دعوى مغلوطة، لأني أعتقد أن نجيب محفوظ لم يحجب عنا شيئا ولم يأخذ منا قراء إطلاقا، ونحن لنا تواجدنا، لكنه ليس بشهرته وكثافته، وفقط ما أقوله عن محفوظ أن نوبل التي حصل عليها سنة 1988 لم تتحول إلى نوبل للأدب العربي مثلما كانت نوبل التي حصل عليها ماركيز سنة 1984 وأصبحت نوبل للأدب المكتوب باللغة الإسبانية، يعني أصبحت نهضة حقيقية لرواية أمريكا اللاتينية، والفارق الأساسي بين حالة محفوظ وحالة ماركيز، أن ماركيز جزء من الغرب لكن نجيب محفوظ الآخر، والآخر هذه هي مشكلته الأساسية.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:09.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #52
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* هل تعتقد أن هذه الجائزة العالمية أصبحت مشبوهة ومغلوطة، وبالتالي السؤال عن القيمة الحقيقية لهذا النص المتوج أو ذاك؟
- طبعا واضح جدا، الكاتب الأخير الذي حصل عليها هو التركي أورهان باموك وكان في زيارة لمصر منذ أيام وأنا قابلته مرتين وهو كاتب جيد ودؤوب وله انجاز روائي، لكن الجوهر في سبب حصوله على الجائزة هو موقفه من مذبحة الأرمن التي تمت إبان الحرب العالمية الأولى في تركيا، والأرمن مسيحيون وجزء من أوروبا، وتعرضوا للإبادة من تركيا، وتصديه لهذه القضية، وباموك لم يتصدى لها روائيا بمعنى لم يكتب روايات عنها، هو تصدى لها بتصريحات صحفية إثارية، لكن هذه هي حجر الزاوية في حصوله على الجائزة، الجائز طبعا أنا متأكد أن هناك دوافع سياسية تحركها، لكن بالنسبة لنجيب محفوظ أنا أعتقد أنه يستحق الجائزة التي حصل عليها في اليوم الذي كتب فيه الكلمة الأخيرة في ثلاثية بين القصرين سنة 1950، يستحق الجائزة فعلا بعيدا عن السياسة.
* هل يمكن أن ينزع أحد الكتاب العرب منزع باموك ويصرح تصريحات قد تكون خطيرة العواقب من شأنها أن ترفع أسهمه لدى البيت الأبيض السويدي؟
- أتوقع هذا، أتوقع كتابة روائية تغازل نوبل، مثل التركيز على الأقليات العربية مثل المسيحيين أو النوبة أو الأرمن أو الأكراد، أتوقع كتابة فلكلورية موجهة للغرب، أعتقد أن تكون هناك تصريحات نارية بهذا الشكل، أعتقد ستظهر الشخصيات الإسرائيلية أو الصهيونية كثيرا في المشهد الروائي العربي بحثا عن مثل هذا الرواج، وأتوقع أيضا أن هناك كتاب سيكتبون من أجل الترجمة، كما أعتقد أن هناك زيادة مطردة في ستحصل في أعدد العرب الذين سيكتبون بلغات غير اللغة الأصلية، أعتقد أنه ستظهر كتابة ناتجة من خطة خلفية من أجل الحصول على جائزة نوبل في السنوات القادمة.
* لماذا انحرفت الجائزة، ألم يكن أدونيس المرشح الأقرب؟ وهل فعلا أدونيس يستحقها؟
- أدونيس يستحق الجائزة وغيره كثيرون من المبدعين العرب، لكن أعتقد أنه يكون هناك قرار مسبق، أعتقد في سنة حصول محفوظ عليها كان هناك قرار أن تمنح لعربي، أن تمنح لشخص يكتب باللغة العربية، أو أن تمنح لمسلم، أعتقد أن أدونيس دخل في دائرة التصفيات الأخيرة لأني قرأت هذا الكلام على لسان سكرتير الأكاديمية، لكن الجوائز لا تعبر عن ضمير أدبي حقيقي في جميع الأحوال، وتحدث تداخلات كثيرة، الأدب آخر تجلياتها عند منح الجائزة لهذا الكاتب أو لذاك.
* اللهفة التي أصابت بعض الكتاب لترجمة أعمالهم إلى لغات أخرى مهما كان اسم المترجم، ومهما كانت ظروف الترجمة، ومهما كان ثمنها، هل يحط ذلك من قيمة النص العربي أصلا؟
- تماما.. أنا قلت لك أنه من توقعاتي السابقة أنه قد يكتب كاتب من أجل الترجمة، وهناك نصوص تصدر دون ذكر أسماء، هناك نصوص تقدم لمترجمين وهي مخطوطة قبل أن تنشر باللغة العربية، ثم تترجم وتصدر بلغات أجنبية قبل ان تصدر بلغتها الأصلية، وهذا ضد قانون الترجمة، لأن الترجمة تقوم على ترجمة نص أثبت وجوده في لغته وبيئته الأصلية ثم يترجم بعد ذلك، الآن يحدث العكس، واللاهثين وراء الترجمة الذين يقيمون في العواصم الأوروبية أكثر مما يقيمون في بلادهم، هؤلاء لا يعنيهم سوى أن يترجَموا بصرف النظر عن أي اعتبار آخر. وأنا أرى أنها هوجة لن يبقى منها شيء لأن القضية الأساسية مثلا أنا سافرت لندن وباريس وموسكو وطوكيو من أجل أن أحضر حفلات توقيع لكتبي المترجمة، وقد سألت سؤالا محددا للناشر، هذه الكتب التي تترجم هل تطبع منها طبعات شعبية؟ قال لا، سألت سؤالا آخر: هل يقرأها راكب المترو؟ قال: لا. وقال لي أنها في معظمها موجهة إلى دارسي الأدب العربي والمهتمين بالحضارة العربية والمهتمين بالتجربة العربية بعيدا عن القارئ العادي الذي يقرأ النص للمتعة، وأنا أعتقد أنه من النادر أن تصدر طبعات شعبية لكتاب عرب، وأن هذه الترجمات كلها لا تخرج عن نطاق دارسي الأدب والباحثين عن الأدب في أي مكان في العالم.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:11.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #53
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


أنا أتساءل معك: ما قيمة الترجمة لكاتب لم يقنع حتى في قومه؟
- لا قيمة لها، ولكن هناك كتاب ينفقون على ذلك الشيء الكثير، وهناك أنظمة حكم عربية أنت تعرفها كما أعرفها تنفق على كتابها بسخاء من أجل أن يترجَموا بصرف النظر عن هل هم موجودين في واقعهم أم لا؟ وهل هم مؤثرين في بلدهم أم لا؟ وهل لهم دور في مجتمعاتهم أم لا؟ والهدف هي الترجمة فقط، وهي تشكل حالة من الهوس الحقيقي عند كثير من الكتاب، وأنا أنظر لهم بسخرية شديدة جدا. الحمد لله أنا فقير ومن بلد فقيرة، لا أنا مستعد أن أنفق على ترجمة كتاب لي، ولا مستعد أن أسافر على حسابي الخاص، لا أستطيع حتى إذا أنا رغبت. وأيضا لا توجد حكومة مصرية مستعدة أن تلعب دورا من أجل ترجمة أعمالي، لأن أعمالي ضدها. وبالتالي فالحمد لله أنا خارج هذا المزاد الرهيب الذي يسيء كثيرا للأدب العربي المعاصر.
* المجتمعات العربية لا تقل غرائبية وسحرية عن مجتمع أمريكا اللاتينية، هل عجز الكاتب العربي على كتابة هذا المهرجان التراثي المتأصل أم أننا نفتقد إلى كاتب عربي مثل ماركيز لنستدل به على تراثنا وحضارتنا؟
- لم يعجز أبدا، فالمرآة التي تطير موجودة في ألف ليلة وليلة، الرجل الذي يتواجد في مكانين في وقت واحد موجودة في ألف ليلة وليلة، هذه الغرائبية السحرية موجودة في قصص القرآن نفسها، موجودة ويكتبها كتاب عرب معاصرون. لدينا من يكتب هذا ولدينا كتاب أهم بكثير من ماركيز، لكن المجتمع العربي لم يعد حاضنا لمواهب أبنائه وكتابه مثلما كانت تجربة مصر في الستينات.
* هل يمكن لواقع مثل واقعنا أن يفرز "الكاتب المؤسّسة"؟
- هذا غير موجود في مجتمعنا، نجيب محفوظ حتى وفاته لم يكن له سكرتير، عندما أتى باولو كويهلو إلى مصر كان معه 18 شخصا مرتبطين به، لدرجة أني أسميتها قافلة كويهلو، كان معه سكرتيرة خاصة، كاتب سيرته الذاتية، مخرج يخرج فيلم عنه، هذه تجربة لا بأس بها، أن يكون معك من يحمل عنك بعض الأعباء لكي تتفرغ للكتابة، لكن للأسف هذه غير موجودة في الوطن العربي، وأنا روايتي الأولى أصدرتها سنة 1969 يعني 38 سنة ومع ذلك مازلت أكدح من أجل أن أعيش، وما زلت أعيش من عائد عملي الصحفي وليس من عائد نشر أعمالي الأدبية، فالكاتب المؤسسة لم نعرفه بشكل متوسع في واقعنا، فأنا لا أخشى من فكرة المؤسسة.
* تراوح في الكتابة بين الرواية والقصة والمقالة، في أي موضع إبداعي يمكننا نتحسس روح يوسف القعيد؟
- أنا كاتب روائي بالدرجة الأولى، وأكتب القصة القصيرة في الاستراحة بين روايتين، أنا لا أدعي أني كاتب قصة قصيرة، أنا روائي، أعبر عن نفسي بالرواية وأحيانا أكتب القصة القصيرة، ولذلك تجد أن عدد رواياتي يفوق بكثير عدد مجموعاتي القصصية وأستريح جدا عندما أكتب واقع طالع من القرية المصرية، وأضيق ذرعا بالمدينة. أستريح جدا عندما أكتب رواية، وتقل هذه الراحة كثيرا عندما أكتب قصة قصيرة.
* المقالة الصحفية اليومية تقريبا هل تأخذ من النص الإبداعي؟
- أبدا، كل الأدباء لديهم إجابة جاهزة، يقول الصحافة سرقتني من الأدب، ولو لم أكن صحفيا كنت صرت أديبا أحسن، أنا أقول أن الصحافة خدمت الأدب كثيرا بالنسبة لي ومكنتني من رؤية كل شبر في مصر، ومكنتني من التنقل وأعطتني الوقت الكافي للقراءة والكتابة بشرط أن ما لقيصر لقيصر وما لله لله. وأنا أفعل هذا بدقة شديدة، أن أخصص وقت للكتابة الصحفية مرة في الأسبوع وأنتهي منها بسرعة، لكن الجوهر بالنسبة لي هو ما أكتبه أدبا، وهذا ما أنشره في الكتب وأسعى إلى نشره. وأعتقد أن هذا ما سيبقى مني وليس الكتابة الصحفية التي تكتب بمنطق "أكل العيش" أو مورد الرزق أو وسيلة حياة. رهاني الأساسي هو كتاباتي الأدبية وليست كتاباتي الصحفية.
* بمنطق "أكل العيش" هل يمكن أن تجمع في يوم ما كتاباتك الصحفية بين كتفي كتاب؟
- غير وارد بالنسبة لي، أو ممكن أفعل ذلك، يعني ليس لي موقف من هذه القضية. لكن الكتابة الصحفية مثل كتابة السيناريو للتلفزيون أو للسينما، يدخل فيها الإنتاج، يعني أنا مقالتي الصحفية تصدر في جريدة لها سياسة وتوجه ويمكن أن يتدخل رئيس التحرير، ودعك من كل دعوة من دعاوي الحرية في الوطن العربي لأنها كلها دعاوي كاذبة في كل أنحاء الوطن العربي ولا أستثني أي دولة منه، لكن الكتابة الأدبية مختلفة، عندما أكتب أدبا لا أعبأ بأي شيء ليس معنى هذا أني في الصحافة أنافق لكن عندما أكتب لا أكون حرا بالقدر الذي أكون به عندما أكتب نصا أدبيا.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:12.
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #54
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


هل يؤمن يوسف القعيد بروائية أبناء جيله؟
- طبعا.. أؤمن جدا وأؤمن بالأجيال التي جاءت بعدنا.
* هل ثمة أسماء مختلفة عن البقية؟
- من جيلنا هناك جمال الغيطاني، لديه تجربة مهمة جدا في استوحاء التراث، استوحاء السرد، استوحاه من كاتبين مؤرخين، لكنهم لو عرفوا معنى كلمة رواية في زمانهما لكانوا قاموا بانقلاب في تاريخ كتابة الرواية كلها كابن إياس الذي أرخ لمرحلة المماليك في مصر.. من الأجيال التي جاءت بعدنا، هناك كاتبة اسمها أمنية زيدان، كاتبة مهمة جدا تكتب نصا روائيا فيه إضافة، وهناك روائي شاب اسمه حسين عبد العليم كاتب له أهميته وله تفرده وأنا شخصيا أتابعهم باهتمام وأيضا أتابع الرواية العربية بقدر وصولها إلينا. هناك في تونس حسن بن عثمان، آخر نص قرأته له اسمه "شيشخان" نص مهم، وطبعا محمود المسعدي الذي اشتهر كثيرا لأن الدكتور طه حسين كتب عنه مقالا نشر عندنا في مصر، وأتابع بقدر كبير الكتابة الروائية في الوطن العربي بقدر وصول الكتاب، لأن الكتاب العربي ينتقل من قطر عربي إلى آخر بصعوبة شديدة، هذا إذا انتقل طبعا.
* ألم يتراجع دور مصر ثقافيا، وسحب منها البساط لصالح – ما تسمونه أنتم – الأطراف؟
- لا.. مصر تراجع دورها السياسي كثيرا منذ أن وقع السادات على كامب ديفيد، وأقام صلحا منفردا مع العدو الإسرائيلي، وأثر ذلك كثيرا على دورها الثقافي، لكن مازال هناك إبداع أدبي في مصر جيد وممتاز رغم تردي الوضع السياسي، أيضا أنا من المؤمنين بأن الأطراف، وأنا ضد هذا التعبير تماما، تأخذ دورها، حتى لو سحبت البساط. أنا سعيد بهذا لأنهم أشقاء ويكتبون بنفس لغتي ويطرحون نفس همومي ويشعرون بكل ما أتألم به، وأنا سعيد بهم جدا.
* يعاني الكاتب المغربي نظير شقيقه المشرقي من الغبن والتجاهل، ليس من الإعلام فحسب، بل من الكتاب المشارقة أنفسهم؟
- لا تصل كتبهم إلينا، وإذا وصلت في مناسبة مثل معرض الكتاب، تصل غالية جدا، أسعار فلكية، يعني كتاب بخمسين جنيه، من يشتريه؟ المشكلة في عدم التواصل وعدم وصول إنتاجهم إلينا، لكنه لو أتى إلينا، لو طبع في مصر، سنحتضنه، ولا تنسى أن رموز الثقافة العربية في النصف الأول من القرن العشرين، وإلى حد ما الربع التالي، كانوا كلهم صناعة مصرية، وكانوا كلهم ينشرون في المجلات المصرية، وينشرون كتبهم في مصر. هذه العادة تراجعت، وبالتالي لا نعرف عنها أي شيء.
* أبو القاسم الشابي مثلا اشتهر في المشرق؟
- طبعا، لأنه نشر في مصر وكان مرتبطا جدا بمصر، ولو لم ينشر – وهذا ليس من باب الشوفينية المصرية – لو لم ينشر الشابي شعره في مصر ما عرفه العالم العربي بهذه الكثرة وما ردّدت أشعاره عن الحرية بهذه الطريقة التي تمت بها عبر مصر.
* هل على الكاتب أن يقيم في مصر ليشتهر؟
- لا.. ينشر في مصر لا أقصد الإقامة بل النشر، هذه مسألة مهمة. نرجو أن نعود لها مرة ثانية، مصر مقصرة في حق الأشقاء العرب وهم أيضا مقصرين في حق مصر لأنهم يفضلون بيروت علينا الآن، لأسباب كثيرة ومتنوعة ولا أريد الدخول فيها، لكن يوجد تقصير مصري أنا معترف به، وأيضا هناك تقصير عربي لا بد أن يعترف به الأشقاء العرب ولا بد أن يتلافوه.
* كيف تفاعل يوسف القعيد مع الأحداث الأخيرة في لبنان؟
- أنا مؤمن بمبدأ يقول عدو عدوي حليفي، حسن نصر الله مسلم وعربي، نصر الله وقف ضد إسرائيل 34 يوما، وهذه مسألة أنا شخصيا فخور بها، بصرف النظر عن كثير من تجاوزاته داخل لبنان، هذه مسألة تخص الشعب اللبناني الشقيق لكن أنا سعيد بأن جيشا عربيا وقف ضد العدو الإسرائيلي 34 يوما، الباقي تفاصيل أنا لست طرفا فيها، ليست مسألة أني أنا متعب أو غير متعب، لكن أنا سعيد. طبعا ما يقوم به حسن نصر الله مؤخرا في الدعوة إلى عصيان مدني أنا ضده، لكن أقول أن هذه مشكلة لبنانية داخلية ممكن أن يتصرفوا فيها مع بعضهم.
* وماذا عن أشباه المثقفين الذين هرولوا لتمجيد إسرائيل؟
- خونة، خونة، خ..و..ن..ة..
* هل أنت متفائل بمستقبل الرواية العربية؟
- لا لست متفائلا، أنا مشغول جدا بقضية تراجع القراءة في حياتنا، مشغول بلا حدود بهذه القضية.
* ما رأيك في مقولة "الحداثة المزعومة"؟
- رأيي الشخصي أن الكتابة في العالم كله والعالم العربي جزء منه، داخلة على ما يسمى بالنص، الذي يكون فيه قص وشعر ودراما وبداخله كل تجليات الكتابة، أنا رأيي أن هذا هو مستقبل الكتابة القادم شئنا أم أبينا وبالتالي أعتقد أن الكتابة تسير في هذا الطريق حتى وإن لم ندرك نحن هذا وإن لم نستوعبه.
* عل ذكر "النص" في آخر كتاب لدرويش أشّر على غلافه كلمة "نص"؟
- هذا هو مستقبل الكتابة العربية كلها، الرواية والقصيدة والنص المسرحي والدراما.. سيكون هناك النص الذي يحتوي بداخله كل أشكال الكتابة المختلفة.
* الحداثة، هل هي نص أم سلوك؟
- الحداثة هي سلوك وليست نصا، وللأسف الشديد الحداثة فهمت خطأ مثلما فهمت البنيوية في النقد خطأ عندنا، الحداثة أن ترتبط بمجتمعك أكثر، أن تعبر عنه، أن تصير ضميره، أن تصير لسانه المعبر، أن تصير صوت من لا صوت لهم، لكن للأسف الشديد الفهم العربي للحداثة فهم خاطئ لأنه يرى أن الحداثة هي الإيغال داخل الذات والإطلال داخل النفس والبعد عن الجماهير، ويعتبرون الجماهير جريمة، لكن أنا رأيي أن هذا مفهوم خاطئ للحداثة، والحداثة لا تعني معاداة الجماهير كما يفهم الكثير من المحدثين العرب.
* هل ثمة كتاب -في فترة من فترات حياتك- أثر في توجهك الأدبي والفكري؟
- لا أنا ضد هذا.. ممكن أن أقول لك ألف ليلة وليلة لكن بمعنى أنه ساعدني على تأكيد اتجاهي أكثر من تغييري، الإنسان الذي يمكن أن يعيد إنتاج نفسه لأنه قرأ كتاب، أعتقد أنه غير صادق. بخصوصي ألف ليلة وليلة والقرآن الكريم، وأنا لا أقول القرآن نفاقا للإسلاميين، إطلاقا، أنا أقول القرآن بطريقة تغضب الإسلاميين لأنه عندما أتكلم عنه كنص قصصي يغضبون جدا ويعتبرون أ، هذا إبعاد للقداسة عن القرآن، لكن ساعدني على تأكيد اتجاهي لكنه لم يؤدي إلى تغيير هذا الاتجاه تغييرا مطلقا، من يقرأ كتابا فيصبح إنسانا آخر لا أعتقد أنه صادق.

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 12:14.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:30 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.27649 seconds with 13 queries