أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/09/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا Rena
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Rena
Rena is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
اللاذقية العذراء
مشاركات:
212

افتراضي في العيادة....


- مرحباً ..
- أهلاً ..هل يو جد موعد مسبق ..!!
- كلا ...
- إذن أعطني اسمك لكي أدونه في سجل المرضى
- أنا لست مريضة ولكنني أريد أن أقابل الطبيب ...
- أأنت من معارفه ؟
- تستطيعين قول هذا .... والآن أريد أن أقابله ...
- انتظري قليلاً ... لديه مريض ....


- ابداي بالحديث يا صديقتي ....
- أرجوك يا دكتور ... لم آت إلى هنا كي أبدأ الحديث .... أتيت لكي تسألني وأجاوب .... قالوا لي أني بحاجة إلى طبيب نفسي ... لعلّي أجد دوائي لديك ....
- حسناً ... كم عمرك ....!
- بعدد تلافيف دماغي ....
- لماذا أنتي حزينة ...؟
- لا أدري .... بل نعم أدري ... ولكن هذا السؤال جد متشعب ....ولا أدري من أين أبدأ ...
- حسناً ... لنبدأ أنا وأنت من الطفولة إلى هذه اللحظة بالسير جنباً إلى جنب ... ولا تخافي لأنني هنا لأجلك ...
- لا بأس ...
- هل كنت تحبين اللعب مع الأطفال عندما كنت ضغيرة .؟
- أنا بشكل عام اجتماعية .... ولكن عندما كنت صغيرة ...كنت أغار من صديقاتي ... كن أجمل مني .... كانوا يسموني *فزّيعة* فكنت أكرههن وبالرغم من كرهي كان قلبي أبيضاً ... كانوا يستغلوني لأكتب لهم وظائفهم المنزلية .. مع أنني كنت أعلم أنهم لا يحبونني إلاّ أنني كنت أسعى جاهدة لأكون محبوبة حتى ولو على حساب نفسي ...
- هل كنت تبكين في مثل هذه المواقف ؟
- في بادئ الأمر نعم ... إلاّ أنني شعرت في وقتها أنني منبوذة من أصدقائي ...
- هذا فقط لأنك لم ترين نفسك جميلة ...؟
- نعم انا جميلة يا دكتور ... أظر إليّ .. ولكنني عندما كنت صغيرة كان منظري جد تعيس ....سبحان مغير الأحوال ...
- بما أنك جميلة الآن .... من المفترض أن تكون مشكلة الشكل قد زالت ... أليس كذلك ..؟
- نعم ولكن الله لا يكملها مع أحد ... فذهبت مشكلة لتأتي أخرى ....
- وما هي الأخرى ؟
- عندما بدأت ألاحظ أن جسدي يتغير وينضج لاحظت بأن نظرة الناس أيضاً تتغير ...
- هل حاول أحدٌ استغلالك جسدياً ....؟!
- لا أدري ...
- لا تخافي فأنا لا أعلم حتى اسمك ... وجميع الفتيات يتعرضن لكثير من المواقف الحرجة في حياتهن .... فكيف الجميلات منهن ...!
- تعرضت كثيراً لدرجة انني أشعر بالقرف .... و الاشمئزاز ....
- هل ما زلت فتاة ..؟
- عفواً ...!!
- أعتذر .... ولكن قصدت بسؤالي هل حاول أحدٌ أن يغتصبك ؟
لأن الشعور الذي ينتابك شعور فتاة قد اغتصبت أو مرّت بهكذا موقف ...
- نعم يا دكتور ... أنا فتاة .... لكي لا تشعر بأنك تتكلم مع عاهرة سأتكلم بوضوح أكثر ....
- يا صديقتي لم أقصد شيئاً ....ولكن ...
- حسناً ... لا عليك .... عندما أسير بالشارع أسمع تعليقات كثيرة بالرغم من أن ملابسي لا تخدش الحياء العام ....
- هذا أمر عادي وأقل من عادي ....
- لا أقصد التعليقات العادية التي تحب سماعها الفتيات .... أسمع تعليقات قذرة ....
في البدابة كنت أبكي وأخاف جداً .... وعلى وجه الخصوص عندما أجد نفسي وحيدة في غرفتي وأبدأ بالتخيل ..
- هل تتخيلين ما تسمعيه ؟
- جداً....
- هل أحببت يوماً ... ووجدت نفسك سعيدة وأنت تتخيلين نفسك معه ؟!
- أحببت ولكن أحاول أن لا أضعه في محور مخيلتي لكي لا أكرهه ...
- هل تجدين صعوبة في التعامل مع الجنس الآخر ...!!؟
- لا أشعر بأنني أنثى لتسألني عن الجنس الآخر ....
- حسناً .... لا تشعرين بأنوثتك ....؟!!
- كلا ...
- ألم تبلغي ..؟!
- نعم ....
- ألا تشعرين بخصوبة جسدك في كل شهر ...!!؟
- خصوبة ....!!
- نعم ... فمن الجميل أن تعلمي أن جسدك له دورة حياة في كل شهر ....
- أنت على خطأ ... لأنني أكره حياتي ... فهل تعتقد أنني سأكون سعيدة عندما أعلم أن حياتي تتجدد في كل شهر ...؟!
- يبدو انك لا تعلمين نعمة ربك عليك ....
- ربي ...!! أتيت إلى عيادة طبيب نفسي ليحدّثني عن ربي ....!!
- هل تؤمنين بالله ..؟
- لا أؤمن بنفسي فكيف لي أن أؤمن بالله ؟
- هل تشعرين بأنك دون كل البشر ...؟
- بالعكس أشعر بأنني أسمى من كل البشر ...
- هل تشعرين بالكمال ؟
- الكمال لله ...
- هل تدركين التناقضات التي تعيشيها ....؟!!
- بالعكس أنا متفاهمة جداً مع نفسي ...
- هل تصلين ؟
- لي صلاتي الخاصة ...
- كيف تصلين ..؟؟
- في كثير من الأحيان تنتابني حالات ضعف شديدة وقوية ... أشعر أنني بحاجة لإله كبير يساعدني ....
لا يوجد طريقة محددة ....
- هل تقراين القرآن ...؟
- أقرأ القرآن والانجيل ....
- ماذا تشعرين وأنت تقراين ؟
- أشعر بثورة في أعماقي ... ومن بعد أن تنتهي أفتح عيني على عالم قذرٍ تحضنه الخطايا ...
- ما نوع الثورة التي تشعرين بها ....؟
- ثورة على نفسي .... أريد أن أتمرد ... ان أخرج من ترهات أصدقائي ....أريد أن أطلب المغفرة على أخطائي ولكنني لا أقدر ...
- لماذا ؟
- لأن الله لا يسمعني ....
- إن الله قريب .... فقط ادعيه بقلبٍ صافٍ ...
- يسمع الجميع إلاّ أنا ...
- هل له ثأرُ معك ...!!
- كلاّ ولكن ...
- لا أريد أن أكون رجل دين ... ولكن يا صديقتي في زمننا هذا نحتاج إلى الإيمان لكي نصبر ... نحتاج إلى التسليم لكي لا ندخل في تعقيدات نحن بغنىً عنها ....نحتاج لأن نشعر بأن الله معنا لكي لا نخاف .... لأن زمننا زمن أفلام الرعب ....
- لا أشعر بوجود الله يا دكتور ...
- لأنك لا تشعرين بنفسك ...
- دكتور .... أنا تعبة ....
- حسناً ... عندما تشعرين أنك بحاجة لي .... تعال ...
- نلتقي .... أكيد ...
03/08/2008
01:50 a.m





يتبع ....

لطالما بحثنا في أعماقني عن إلحاد يحررنا من ظل وضعتنا فيه القبيلة ....!!
  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا Rena
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Rena
Rena is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
اللاذقية العذراء
مشاركات:
212

افتراضي


- لا بد من العودة لذلك أتيت ....
- أهلاً يا صديقتي ...
- أعود ليس لأنني أرحّب بصداقة طبيب نفسي ولكن فقط لأثبت لك أنني سليمة ...
- ومن قال أنك مريضة ؟
- كثيرون ....
- لا بد أنهم لا يمتلكون القدرة على سماع هموم الغير لذلك ينصحونك بالتوجه إلى عيادة نفسية ...
- لا أستبعد هذا ....
- والآن .... بماذا توديّن أن نبدأ ..؟
- أريد أن اتحدث ... منذ زمن لم أتحدّث مع انسان كبير ...
- ألا تتحدّثين مع والديك ...؟!
- لا أقصد الكبر بالعمر ....أقصد انساناً أقدر على التواصل معه وتطوير أفكاري به ...
- ولا تجدين هذا الانسان ...!!
- إنه مفقود ....
- تأكدي ستجدينه ...
- لا لن أجده ...
- وما الذي جعلك واثقة بل وجازمة ؟!
- مذ كنت صغيرة وأنا أجد نفسي مع من هم أكبر مني سناً ...كنت أوعى من عمري .... وكنت أجد نفسي أتطور والجميع لا يبرحون أماكنهم ...
- هذا شيء جيد .
- بالعكس إنه في غاية السوء فكنت في دهشة من أمرهم .... و أتساءل هل أنا كبيرة بما فيه الكفاية لأجالسهم ..!! أم هم أصحاب العقول الصغيرة ..!!
وكنت في حديثي معهم أشعر بالحيرة والخوف والثقة بالنفس ....
- طبيعي .
- وما الطبيعي في الموضوع ؟!
- عليك ألاّ تنسي أنك كنت صغيرة وكبيرة في آن واحد .... فعقلك يطالب بشيء ... و جسدك يطالب بشيء آخر .... فمن الطبيعي أن يولد في داخلك صراعٌ يجعلك تشعرين بالحيرة والخوف والثقة ...
- أفضّل العزلة في كثير من الأحيان ...
- لماذا ؟
- لأنني أشعر بأن الجميع يشفقون علي وأن تكون مشفوق عليه أمر صعبٌ جداً ....
- كيف يتولّد لديك هذا الشعور ومن أين ...؟
- لا أدري .... جميع من أعرفهم يقولون لي إن حياتي عذاب ولا أستحق الحياة لشدة أحزاني وينصحوني بالانتحار ....ولعلّ أغلبهم يدعون ربّهم لكي أموت شفقةً علي ...
- ما الشيء الذي يجعلك لا تحبين الحياة .... أكثر شيء ؟
- أشعر بأنني مختلفة عن جميع البشر ...
- كيف ...!!؟
- جميع الناس قلبهم ينبض إلاّ أنا رأسي هو الذي ينبض ...
- تفكرين كثيراً ...!؟
- لا أستطيع أن أنام من شدة التفكير ....
- إذن أنت من الجماعة التي تحمل سلّمها بالعرض ...!!
- نعم .
- شيء آخر يجعلك تحسّين بشفقة الآخرين عليك ...!!
- العائلة .
- ما بها ؟
- كنا كلما اجتمعنا أجد الجميع يتبرعون لي بالنقود .
أشعر وكأنهم يشفقون علي أو أنهم أخطاؤا بحقي في يومٍ من الأيام ويعتقدون أن المال سيعوّض ...
- لماذا تأخذينها من هذا المنظار ...!! لعلّهم يريدون أن تعرفي قيمة المال وأن تحسني انفاقه ففي هذا مسؤولية وثقة في آن واحد .
- هذا المال آذاني أكثر ما أفادني وهم لم يحسبوا حساباً للجانب السيء من الموضوع .... صحيحٌ أن هذا جعلني قنوعةً ولا أطلب الكثير من هذه الحياة ولا أتمنى ما ليس عندي ولكن كان له آثارٌ سيئة علي ...
- قولي لي كيف آذاك ...؟
- أبسط حالة عندما كنت أخرج مع أصدقائي ... كنت دائماً أدفع عن الجميع وكنت أعطي ولا أنتظر مقابلاً ...ولكن مرّت الأيام وأتت علي أيام سوداء من الناحية المالية لأنني أصبحت بعيدة عن عائلتي .... في ذلك الوقت اكتشفت أنني جمعية خيريّة لأناس بلا خير ...
- أكنت تدفعين عن الشبان أيضاً ...!!
- في البداية نعم ....فعندما نجلس في أحد المقاهي كان يقول أحدهم **أنا فري ولا تفرق إن دفع الشاب أو الفتاة ** وأكثرهم يقول هذا وأنا أكره حركة تحرر المرأة إن كانت تجعل الرجل امرأة والامرأة رجل ...
- والأن ..؟!
- الآن لا أصدقاء ولا هم يحزنون وأضف على ذلك أنني بعيدة كل البعد عن عائلتي .... منعزلة عن الجميع ...
- الأصدقاء فهمنا ... ولكن العائلة لماذا ؟
- في حياتي حققت الكثير من النجاحات على الصعيد العلمي والأدبي وحتّى نجاحات رياضيّة ولا يستطيع أحدٌ أن يتكلم عني بالسوء ومع هذا لا أجد أحداً يفخر بي .... وعندما أبدأ بالتأفؤف من طريقتهم في تحطيم المعنويات يدّعون أنهم يفعلون هذا لكي تتولد لدي ردة فعل إيجابية لكي أتطور وأصبح أفضل وأفضل ... وهذا الأسلوب يقتلني ويجرّنب إلى الخلف لا إلى الأمام .
- تحبّين أن يمدحك أحد ؟!
- ليس هكذا ... لأنني لو لوجدت أحداً يمدحني لأصابني الغرور وعدت إلى الخلف أيضاً ...
- ماذا تريدين إذن ؟!
- تناسبني عادةً الحلول الوسطى ... ولكنهم لا يعلمون أن أقصى اليسار هو ذاته أقصى اليمين ... للحديث بقية ولكنني مضطرة للذهاب الآن ....
- إلى اللقاء .... على فكرة .... من الجيد أن يكون لدي زائرة مثلك ...
- على الرحب والسعة ....
- أشعر بأنك ستصبحين طبيبتي النفسية بعد عدّة جلسات ...
- ألم أقل لك أنني لست مريضة ..!!
- والله شكلي أنا المريض ...
- هذا موضوع شائك وتلزمك عدّة جلسات يا دكتور ....
- حسناً ..... نلتقي لأنني أرحب بصداقة طبيبتي النفسية ...


يتبع ....
03:16 a.m
05/08/2008
  رد مع اقتباس
قديم 01/10/2008   #3
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


تسجيل متابعة
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 02:04 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06470 seconds with 12 queries