أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24/06/2007   #1
شب و شيخ الشباب Maher 4x4
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Maher 4x4
Maher 4x4 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
Between The Sky & Heaven
مشاركات:
4,863

Smile قصة أعجبتني!!


مرحبا

قصة قصيرة وصلتني اليوم ع الأيميل وعجبتني كتير حبيت حطا وتقروها ...

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
إنه يريد تلبية نداء الجنس..

لكنه في كل مرة يتكرر فيها هذا النداء اللحوح، يعجز أن يحققه في صورة إنسانية راقية !!.

إنه يحلم بالزواج، ويراوده هذا الحلم كثيرًا.. ولكنه عاجزًا أمام حتى مجرد التفكير فيه !!.

فمجتمعه وضع أمام هذا اللقاء الإنساني الراقي.. عقبات وأهوال، وقيم وموازين.. باطلة.

وتمضي الحياة، ويتمنى هذا اللقاء.. ولا يتحقق، فيشعر أحيانًا بالاقتراب منه، وأحيانًا أخرى باليأس من الوصول إليه !.

وبمرر السنوات، وبُعد الأمل، وضغط الواقع، وفراغ الحياة.. يتحول نداء الجنس هذا، إلى ثقل شديد على النفس تكاد تنفجر منه. وأكثر من هذا.. بل وفي كل ثورة للجنس في جسد هذا الإنسان، يشعر وكأنه لا يريد من الحياة.. سوى هذا اللقاء !!.

ولكنه..

مازال يريده في صورة راقية.. إنسانية لا حيوانية، إنه يشعر ويؤمن أنه إنسان، وأنه لن يحقق اللذة الجسدية الخالصة، إلا إذا كانت في صورة إنسانية راقية، تلتقي فيها الأرواح والقلوب أولاً، ثم الجسد ثانيًأ..

إنه يؤمن أن هذا هو المبدأ الحقيقي الصادق للذة، ولكنه لم يعش مع إنسان مثل هذا الشعور في أي من صوره.. فيبقى الضغط عليه من كل جانب كما هو.

فكان عليه أن يُسلح نفسه بكثير من الأسلحة؛ التي تحفظه من اختراق المشاعر والأفكار الهابطة إليه؛ فتهوي به إلى درك الحيوان، ومشاعر الحيوان، وسلوك الحيوان !!.

فجعل نفسه يوزع هذه الطاقة الكبيرة المكبوتة.. بين عمل صالح يتقرب به إلى ربه، وبين إحساس الجمال في مخلوقات الوجود، وبين عاطفة روحية صافية تجاه إنسان آخر مثله، وبين الشوق إلى لقاء حوراءه في السماء، وبين التطلع إلى الالتحام بتوأم روحه في الأرض، وبين الخوف من تبديد هذه الطاقة، وضياع لذتها في طريق خطأ..

فيعكف على بناء هذه القلعة الحصينة، حتى لا تخترقه الأسهم المسمومة القاتلة المصوّبة إليه من كل حدب وصوب.

فيشعر بلذة تحقيق الذات، وتحقيق إنسانيته في واقع حياته.. رغم أن هذا الواقع جحيم.. مرير، بأفكار البشر الضالة، ومشاعرهم الهابطة، وسلوكهم الشاذ.. عن طبيعة الحياة، وحركة الوجود الكبير !!.

ثم.. حدث ما كان يخاف..

تتعرض قلعته الحصينة التي يحيط بها روحه وقلبه وذاته إلى الهجوم..
ولا مفر من مواجهة العدو؛ فيستخدم سلاح تلو الآخر، ويتهدم من قلعته ـ أثناء المواجهة ـ بعض الجدران.. ويستمر الصراع ـ في مواجهة الثورة الجنسية الحادة في جسده ـ، ويتملكه الخوف من الهزيمة ـ فالهزيمة تعني فقدان إنسانيته وضياع ذاته ـ وتبلغ القلوب الحناجر.

ويشتد الصراع.. إنه الصراع الإنساني بين الإنسان وجسده، وبين الإنسان وروحه، وبين الإنسان وواقعه.. ولا يتوانى أحد في الاستسلام !.

وفي هذا الخضم العجيب.. يخرج العدو الأول للإنسان بوجهه القبيح، وهدفه القذر..
يزين الشطان المعصية، ويُجمل صورتها المنحطة بكل مساحيق التجميل، ويجعلها ضرورة واقعية منطقية لا مفر منها.

ويُطل كذلك المَلاك، بأنواره الشفافة، وبهدفه النبيل..

يُحبب للإنسان الطاعة، ويلمس جوانب الإنسان المفطور فيها على حب الخير والجمال، ويستحث العقل على عدم الخنوع والغفلة، ويُعلق رجاءه بالله.

ومن عجائب هذا الصراع، أن كل صغيرة وكبيرة فيه لها قيمتها.. فذرة الخير تؤثر، وذرة الشر تؤثر.


ولكن طبيعة الإنسان تأبى أن تظل في صراعٍ دائم.. إنها تحب الاستقرار والاطمئنان، وحسم الصراع في سرعة؛ تنتهي معها الخوف والقلق من نتيجته.. !!.
وبفضل الله، كان ينتهي الصراع المتكرر في كل مرة، بانتصار إنسانية هذا الإنسان.. بانتصار جوانب الخير على كوامن الشر.. باختيار لذة الروح، على لذة الجسد.

وكان يعرف أن هذا الانتصار، هو أروع الانتصارات الإنسانية، وأجملها، وألذها لكل نفس سوية.. وإن كان هذا الانتصار ليس له قيمة أو اعتبار لدى المجتمع والواقع الذي يعيش فيه.. بل إنه لا يراه انتصارًا من الأساس.. بل إنه يفخر ويعتز ويجاهر بانحطاطه وحيوانيته !!.

ولكن هذا الانتصار الجميل، الذي يشعر فيه الإنسان بقيمته، وقدرته على الانتصار.. لا يبقى دائمًا، والإنسان على نفس أسلحته القديمة، دون تجديد لها، وزيادة في كميتها ونوعيتها.. فالباطل من حوله يتسلح بكل ما هو جديد، وعدم تجديد الإنسان لما يحفظ به إنسانيته.. يعني أن المواجهة القادمة مع الباطل، غالبًا ما ستكون في صالح هذا الباطل.

...... !!

ثم تأتي موجة عنيفة من موجات الجنس في جسد هذا الإنسان، صاحب النصر القريب.. جعلته لا يريد إلا لحظة أو حتى لمحة واحدة من الجنس، وإن كانت مسعورة !.

إنه الآن لا يريد سوى الجنس..

لا يريد الزوجة الحنونة، ولا العش الهادي، ولا الذرية الصالحة.. إنه فقط يريد الجسد الفاتن !!.

فيعيد النظر في إمكانية تحقيق الصورة الربانية لهذا اللقاء الجنسي، فلا يجد إلا عقبات، وتحديات.. تزداد وتتوحش يومًا بعد يوم..

والصورة الوحيدة الممكنة أمامه هي لقاء الأجساد بلا رابطٍ مقدس، ولا ميثاقٍ غليظ.. أي مجرد تفريغ للطاقة في جسد الآخر !! أيًا كان هذا الآخر.

فانتبه إلى أن هذا الممكن، هو الصورة الحيوانية الخالصة، التي تلتقي بها الحيوانات؛ لتحقق هذه الضرورة الجسدية لها..

ولكنها عندما تتم بين الحيوانات، فإنها تتم بصورة فطرية مناسبة لها، لتحقق به بقاءها وتحفظ بها نوعها.. أي أن هناك مغزًا من وراء هذا اللقاء، وليس مجرد لذة جسدية خالصة.

فتعجب.. !!

إن الصورة الممكنة والمتاحة له، هي صورة أضل وأقل من صورة الحيوان !!.
ولكن هذه النتيجة القاسية، لم تغير من قوة الرغبة الجنسية في جسده، ولم تؤثر في حقيقة الصراع في واقعه..

واشتدد الصراع.. في أعمق صورة وأقسها على النفس..

وبدأت المعركة..

رفع أسلحته، فوجدها على غير صورتها السابقة.. لقد أصابها بعض الصدأ.. كما أن جدران قلعته التي تهدمت في المعركة المنتصر فيها سابقًا، كان قد غفل عن إعادة ترميمها وتجديد بناءها، ويمكن اختراقها الآن بسهولة..

وفي هذه اللحظات المريرة، مَرّ شريط حياته، بعد انتصاره الأخير.. فوجده فارغًا !!!
لقد سقط في الفراغ.. والفراغ بالنسبة للنفس مَهلكة وضياع..

لقد كان فارغًا من سمو الروح الحالمة، ونبض القلب المحب، وصيحات العقل الموقظة، ووحزات الضمير اللائمة، وجهد النفس المؤمنة..

فشعر بالخوف الشديد، والقلق المميت، والحيرة المعذبة.. لأنه مهزوم هذه المرة، وهذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها أنه سيدرك الهزيمة..

فلقد اجتمعت عليه أسباب الهزيمة، من قوة الرغبة الجنسية، وفراغ النفس الإنسانية.. الذي أدركه فقط عند لحظات المواجهة الحاسمة !!.

ورغم أن شعور الهزيمة تملكه، وبوادرها تتوالد على أرض المعركة.. وكل الشياطين من حوله تتراقص فرحًا، وتقنعه بالاستسلام أمام هذا المنطق الواقعي.. !!

إلا أنه قرر عدم الاستسلام، وسيخوض هذه المعركة ـ وإن هُزم فيها ـ بلا استسلام، وبتقبل لوم النفس دون مكابرة، وأن يَصدق نفسه، ولو كذب على كل الدنيا..

وكان المنهزم في هذه المعركة هي نفسه، والمنتصر فيها هي نفسه.. والمستسلم فيها هي ذاته !!.

وبلغت المعركة ذروتها.. وإن كانت مقاومة هذا الإنسان فيها ضعيفة للغاية.. لأنه كان فارغًا، إلا أن الأمل الباقي لتحقيق نصر صعب هذه المرة هي رغبته في عدم الاستسلام، وصدقه مع نفسه.

وبدأت بوادر الهزيمة تخرج من نفسه إلى واقعه..

اجتمعت عليه الشياطين توسوس له..

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



  رد مع اقتباس
قديم 24/06/2007   #2
شب و شيخ الشباب Maher 4x4
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Maher 4x4
Maher 4x4 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
Between The Sky & Heaven
مشاركات:
4,863

افتراضي


ببعد الأمل في الزواج، وباليأس من لقاء توأم الروح، ومن استحالة تحقيق هذا الزواج في ظل هذه الظروف، ومن عدم السعادة من الزواج.. الذي أصبح مجموعة من المشكلات والمسؤوليات التي لا تنتهي !! ومن شقاء الأبناء التي ستأتي في هذه الظروف العصيبة..

إلى متى ستظل هكذا.. وما ذنب هذا الجسد المعذب، أو ليس له حق عليك ؟!

أنت الآن في زهرة شبابك، وتمضي السنوات بلا أي أمل في تحقيق ما تحلم به ؟!

ثم لما لا تكون منطقيًا مثل الآخرين.. كن واقعيًا.. هذا هو قدرك.. وهذه هي ظروف الواقع ؟!!

إننا نعلم أنك من اللذين لا يستسلمون بسهولة، ونحن لا نطلب منك سوى لقاء واحد غير كامل حتى لا تقع في الجُرم الكبير، والذنب العظيم فجأة..


ولكن هذه الوساوس لم تكن تعني مجرد ذنب تقترفه النفس، لضعفها أو جهلها..

كــــلا !!

إنما كانت تعني أن هذا الذنب، أصبح الآن هو الوسيلة الوحيدة الممكنة، لتلبية حاجات الجسد المعذب.. أي أن هذا الذنب ـ وغيره ـ سيصبح مستقبلًا حزءًا من حياة هذا الإنسان، إذ لم يعي حقيقة هذه الوساوس، ثم التخلص من براثنها.

كانت ليلة عصيبة، إنه الآن في شقته المستأجرة وحده.. جسده مرهق للغاية، فلم يأكل شيئًا، ولم ينم منذ وقت طويل.. في فراشه وحيدًا إلا من وسوسة الشياطين.. يفكرون في كيفية تحقيق هذا اللقاء !!

إن معارفه قليلون، والذين يعرفهم يعلمون عنه أنه إنسان ليس له في مثل هذه الأمور..ولا يعرف أحدًا من جنسه الآخر، يمكن أن يستجيب لهذا اللقاء..

ففرحت روحه من تلك الصعوبة، وشعر بالضيق من هذه العقبات !.

فقرر النوم الآن، والبحث عندما يستيقظ عن وسائل لتحقيق هذه الهزيمة لنفسه !.

ورغم إرهاقه الشديد، لم يستطع النوم، وبدأ القلق والأرق يظهر عليه.

إنه لا يعرف اليأس.. لا بد أن هناك طريق..

قَلّب في ذاكرته بين معارفه، عساه يجد من يساعده، تذكر واحدًا يعرف امرأة لها في مثل هذه الأمور، ويمكن أن تقبل بأي عرض..

ولكنه كيف سيصل إليها !؟ وبأي دعوى.. إن حياءه يمنعه من الإفصاح المباشر عن رغبته المتوارية خلف جسده..

أخبرته الشياطين أن العلاقات الناجحة بين البشر الآن في واقعه هذا، لا تقوم إلا على الكذب والخداع.

وكان هذا الخبر صحيحًا.. عندما نُعرف هؤلاء البشر.. بالضالين.

وأخبرته كذلك، أن الصراحة والوضوح؛ ستُفشل هذا اللقاء أو على الأقل تُصعب منه، وعليه التلون بألوانهم حتى يحصل على ما يريد !.

ولأنه في سكرة الرغبة الجامحة..

راح يجهد عقله في اختلاق قصة مقنعة لصاحبة وللمرأة التي يعرفها صاحبه.. حتى يحصل على وسيلة اتصال بها، دون أن يكون باطن الأمر معلوم..

ولأنه أيضًا عزم على عدم الاستسلام، جعل في هذه القصة مخرجًا له، إذا أحب التراجع عما يريد في آخر لحظة..

وجاءت القصة هكذا:

"إن لدينا صديق، وقع على فتاة كان على علاقة بها حتى حملت منه.. ونحن بحاجة إلى المال لإسقاط هذا الجنين وإعادة الفتاة إلى عذريتها، لذا فنحن نريد من يحل محل هذه الفتاة؛ حتى نحصل على المال اللازم لتلك العملية من أم هذا الشاب.. لأن الفتاة الحامل جارة لأم الشاب، أي أن هذه الفتاة ـ التي نريد ـ مجرد ممثلة لهذا الدور لتحصل على المال، وكان هذا هو المَخرج الذي وضعه هذا الإنسان لنفسه ـ في قصته ـ إذا أحب التراجع..
فلو أنه قال: أنهم حصلوا على المال من أي طريق.. ستنتهي الحاجة إلى هذه الفتاة وترحل".

ولم ينتظر إلى طلوع الشمس.. ورغم أن الساعة تشير إلى الثانية صباحًا، عزم على تنفيذ هذه الخطة المستوحاه من وساوس الشياطين..

اتصل بصاحبه ـ في مقر عمله ـ : هناك مشكلة كبيرة حدثت، ونحن بحاجة إلى فتاة.. وبدأ يقص عليه قصته، وبالفعل استجاب صاحبه، وأعطاه وسيلة الاتصال بها.
هرول مسرعًا.. في تلك الساعة المتأخرة من الليل للاتصال بها على هاتفها..

إلا إنها لا تجيب..

يكرر مرة ثانية.. وثالثة.. ولا تجيب..

انتظر قليلًا.. بين قطع الليل المظلمة الباردة القاسية..

شعر بقذارة الموقف الذي يقف فيه.. !!

توسوس الشياطين.. حتى عاود الاتصال مرة أخرى..

وهذه المَرة سمع صوتها..

عرفها بنفسه، وقصته.. فلم تصدقه، وتمنّعت عنه.. وطلبت تأكيد من صاحبه الذي تعرفه هي.. !

هرول إلى صاحبه ثانية، يحكي له ما حدث.. وطلب منه الاتصال بها، وانتظر أكثر من ساعة ينتظر هذه المكالمة..

تأمل الحالة التي يقفها وسط هذا الليل الحالك..

وتساءل:

ما هذا الذي أنا فيه ؟ ما هذا الذي أصنعه في نفسي ؟!!!

تذكر من يقف على الثغور، وموقفه هو.. !!

كان هذا من لوم النفس الذي استمع إليه دون مكابرة، وذاك هو الصدق معها..
إلا أن هذا اللوم كان ضعيفًا، ولم يمنعه عن المضي فيما يخطط.. !!

بعد أن تمت المكالمة من صاحبه.. عاود الاتصال بها، ليؤكد لها قصته، وحاجته إليها..
وكان الليل هو وقت عملها القذر، فكان الاتصال لا يسبب لها أي إزعاج..

تشير الساعة الآن إلى الخامسة صباحًا، فتواعدا على اللقاء بعد ساعة في مكان يصحبها منه..

ودخل وقت الفجر.. بسكونه الجميل، وتسبيحاته المترنمة بموكب الملائكة المشهود..

استقل سيارة ليذهب بها حيث مكان اللقاء.. كان المطر شديدًا، والريح هائجة؛ تحاولان منعه عما يمضي فيه..!!

وصل إلى المكان مع الفجر.. ولأنه كان قد عزم على عدم الاستسلام، فقرر أن يصلي أولًا قبل أن يذهب للقاءها..

........ !!!

وا عجبًا لتلك النفس.. وما أعظم هذا الخالق..

إن مشهد الصلاة هذا، ومشهد البحث عن الفتاة.. يجسد في حقيقته "الصراع" الإنساني بين الخير والشر.. في النفس الإنسانية، والمقاومة والدفع بينهما لينتصر أحدهما على الآخر..

إنه لمحة من طبيعة الحياة الإنسانية على هذه الأرض..

إنها النفس المستسلمة لله، التي تأبى الاستسلام للشر بهذه السهولة، وتظل بذور الخير فيها تحاول الصعود بالنفس الإنسانية؛ حتى لا تهبط إلى درك الحيوان..
ولكنها في ذات الوقت ضعيفة، قد تهوي إلى الشر تحت ضغطٍ ما..!

ولكن هذا لا يعني بحال "الإزدواجية" المُهلكة للنفس الإنسانية..

"الأزدواجية" هي "الرضا" بقبول الخير والشر معًا في نفس واحدة، دون "مقاومة" أو "دفع" لهذا الشر أو "الصراع" الذي يُبقي أحدهما..

"الإزدواجية" تجعل النفس في تميع،وغموض، وهلامية.. تفقد معها تميزها، وطبيعتها، وقوامها..

"الإزدواجية" تعني "قبول" الخير إن وجد، و"التكيف" مع الشر حيث كان.. وهذا هو الداء العضال.

أم "التدافع" أو "الصراع" بين الخير ـ مُمثلًا هنا في الصلاة ـ والشر ـ ممثلًا هنا بالبحث عن الفتاة ـ.. هو من طبيعة النفس السوية.. التي تخوض معركتها مع الحياة، فترتقي حينًا، وتهبط حينًا آخر.. إلا أنها تظل راغبة في الصعود إلى السمو الإنساني والكمال.


صلى ...وخرج يبحث عنها.. فلم يجدها !؟

جن جنونه..

حاول الاتصال بها فلم يتمكن من جود وسيلة اتصال في مثل هذا الوقت، وفي ذلك المكان..
  رد مع اقتباس
قديم 24/06/2007   #3
شب و شيخ الشباب Maher 4x4
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Maher 4x4
Maher 4x4 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
Between The Sky & Heaven
مشاركات:
4,863

افتراضي


رجع إلى صاحبه.. وفي الطريق كان الصبح يتوالد في خفة ورشاقة، وقطرات الندى الحانية تداعب الأشجار.. والطبيعة من حوله جميلة.. تدعوه إلى النظر إليها، والتمتع بها، ولكن قوة الرغبة الجنسية، منعته من هذه الرؤية، وتلك المشاعر الراقية.

عاود الاتصال.. فأخبرته أنها كانت هناك، فطلب منها أن يلتقي بها عند صاحبه..
وذهب الإنسان المعذب ينتظر المرأة عند صاحبه، حاول أن يشغل باله بأي عمل حتى يمضي الوقت سريعًا.. فقد كان يكره أن يظل يفكر في هذا الأمر وينتظره، لأنه كان يشعر بالدونية الشديدة فيما يحاول فعله.

وأخيرًا..

وصلت المرأة، وأخبرها القصة، وأنها ستحصل على مبلغ من المال مقابل تمثيلها هذا الدور الذي أخترعه في قصته..

طلب منها الخروج من عند صاحبه ـ حيث مقر عمله ـ واللقاء في أحد الأمكان العامة للحديث في تفاصيل.. القصة.

كانت تسأل أسئلة كثيرة حول قصته.. وكان لكل سؤال إجابة جاهزة، حتى تبدو القصة منطقية..

شعر الإنسان المعذب أن هذه المرأة جاهزة لأي عمل يطلبه منها.. بل إنها توحي إليه ببعض الحركات والإماءات ما ثيره بها..

وبدأت المرأة في الحديث عن نفسها.. كان يعرف أن كل كلامها كذبًا..

حاول هذا الإنسان يتخيل نفسه مع هذا المرأة يلتقي بها.. إلا أنه وجد نفورًا ما ؟!!!
أحس من سلوكها وكلماتها وحركاتها وأفكارها ومشاعرها؛ أنها لا تروق له إطلاقًا..

ورغم أن جسدها فاتن، إلا أن كان شيئ معنوي فيها دني وحقير وكاذب.
وكانت مرهقة للغاية، ولم تنم طوال الليل.. حيث عملها القذر، ولم تجد ـ حتى الآن ـ مكانًا للنوم فيه..!

انتهزها الإنسان الحائر فرصة، في أن يعرض عليها المجئ عنده لتنام..

ولم تُبدي المرأة أي مناع أو تحفظ أو اعتراض..!

هنا شعر بنشوة الانتصار في تحقيق مخططه بهذه السرعة.. فلقد وسوست الشياطين بالليل، وتحقق الانتصار في الصباح !!.

الانتصار.. في أن يذل نفسه، ويُشقيها !!!.

كان يشعر بالخجل الشديد، وهو يسير معها في الشارع.. كان يريد أن يتوارى من كل الناس، حتى من نفسه.. !!

ووصل إلى شقته المستأجرة..

صعدت هي أولًا، ثم هو وراءها.. لأنه معروف أنه أعزب، ولا يريد أن يُرى بصحبتها..
وأُغلق دونهما باب واحد.. ووصل إلى هدفه أخيرًا.

...................

كانت هي تبدل ملابسها.. بلا حياء أو خجل !! كأنه ينتظر منها ذلك !!؟؟

وكان هو في حالة لا أصدق حدوثها، ولا أعرف أن هناك أحد يصدقها.. !!!

إنها ملك له الآن، وبين يديه يفعل بها ما يشاء.. وهي بلا مأوى، وهو يعيش وحيدًا..
إلا إنه..

يتعفف عن إمداد يده لملامستها.. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ما الذي حدث ؟!!!

أين الرغبة الجنسية الجامحة ؟؟! أين الجسد الهائج ؟؟!

ضُرب بينه وبينها حجابًا مستورا.....

إنه لم يتخيل نفسه، يحضن أو يقبل مثل هذه الجرثومة.. ولو احترق الجسد من رغبته..

شعر بأنه أسمى من هذا الوضع، لقد شعر بالخجل من نفسه.. !!

لم ينكسر هذا السمو حين ملكها !!

إنه لم يمس امرأة قط في حياته لا تحل له، وحينما يلمس.. يلمس هذه ؟!!

تلك التي تتقلبها الأيدي، وتعبث بها..

أنى له... ؟!

ولما لم تجد المرأة استجابة، ومع إرهاقها الشديد.. كانت تريد النوم، فأدخلها إحدى غرف المنزل، وأغلق عليها..

وتركها..!!!

كان هو الآخر مرهقًا للغاية، خلد إلى النوم، في وسط ذهول شديد، وعجب بالغ.. !!

لم ينم إلا ساعات قليلة.. استيقظ فيها مع وقت الظهر.. واستيقظت معها نفسه..
وعاد يتأمل ما حدث.....

كان يظن أن شهوة الجنس، مثل شهوة الطعام.. يمكن أن يلبيها الإنسان بأي شكل..

لقد أدرك أمام هذه المرأة..

أن الجنس عاطفة راقية.. راقية جدًا، لا يمكن أن تحقق لذتها إطلاقًا بلقاء الأجساد وحدها.. كان لا بد من أن تلتقي القلوب والأرواح أولًا..

وكان هذا مستحيلًا أن يلتقي قلبه وروحه، بقلبها وروحها..

إنه رغم قوة رغبته الجنسية، وهدفه الخسيس، إلا أنه كان راقي المشاعر.. مرهف الحس، يرجو الكمال.

كان لا يريد ألا يتلوث بها، وأن يحافظ على نفسه نظيفة من دنسها.

فعزم على الخروج من هذا المأزق.. وتذكر المخرج الذي وضعه في قصته..

ترك المنزل وهي نائمة فيه، ثم ظل خارجه ....
وعاد إلى البيت، ووسوست الشياطين.. إلا أن وساوسها كانت ضعيفة للغاية أمام عزمه وإرادته..

طرق بابها.. أخبرها أنه تم الحصول على المال اللازم، ونحن الآن في غير حاجة إليها.. وأن عليها الذهاب الآن، لأن هناك سفر مفاجئ له.

ارتدت هي ملابسها، ووضعت بعض المساحيق، التي لم تخفي أبدًا روحها الدنسة، وقلبها الخرب.. فلم تؤثر في قرار هذا الإنسان العجيب بعدم ملامستها.. !!

ظلت جالسة بعض الوقت ـ وهو لا ينظر إليها ـ عسى أن يتراجع عن قراره.. إلا أنه أخبرها بضرورة الخروج الآن، حتى يدرك سفره.. !!

وخرجت..

وأدرك أن للحرمان لذة.. لذة عميقة !!

وأغلق بابه.. فشعر بلذة عظيمة.. عميقة، كان يدرك أنها أعظم بكثير من لذة تقارب الأجساد التي لا يعرفها..

لأن اللذة التي يشعرها الآن، يشعر معها بالرضا والسعادة..

لذة رعاية الإله العظيم..إله لا يدركه أغلب البشر في هذا الزمان....

لذة انتصار الذات..

لذة سمو الروح..

فالسعادة والرضا، لا يمكن أن يتحققان على هذه الصورة التي تلتقي بها الأجساد وحدها.. بهذه الصورة المنحطة..

إن الصورة الراقية الإنسانية للعلاقة الجنسية، وحدها هي التي تُشعر الإنسان بتمام تحقيقها، وبتمام لذتها، وبتمام السعادة والرضا بها..

وهذه الصورة الراقية هي الالتقاء في سمو الروح الحانية، ونبض القلب المحب، وهدف العقل النبيل.. عندها تلتقي الأجساد بلذتها العميقة في مودة ورحمة، وميثاق .. في حنان الخالق العظيم..

وعندها يصبح الإنسان.. إنسانًا.
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2007   #4
شب و شيخ الشباب albasha_ew
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ albasha_ew
albasha_ew is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
مصر
مشاركات:
54

إرسال خطاب Yahoo إلى albasha_ew
افتراضي


شكرا ليك على مجهودك في نقل القصة الجميلة دى
ومجهو فعلا جميل وان كان يغلب على القصة دى الفلسفة شوية
لكنها جميلة بين تنازع رغبات الفرد وبين الواقع
ودا هو الصراع conflict
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:47 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.16390 seconds with 14 queries