أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12/01/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا جليد
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ جليد
جليد is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حُقول لُبنَان الحَزينة ..!
مشاركات:
25

Smile سَأعُودُ إليكِ ,,!


إهدَاء :



للدَمِ المَكنُون بَين جُزيئات التُراب ..
للحُزن المَغمُور فِي ثُغر أمهَاتٍ ثكَالى ..
لدَمعِ اليَاسمِين ,, القَادِمُ مِن الجِنَان مُتسربل فِي وجنَاتِ الأيتَام
لجَبين العِراق ,, ألف قُبلةٍ وَألفُ سَلام



[سَأعودُ إِلَيكِ ,,]




تعثرتُ بالأوراق القَابِعَة عَلى أرضِ غُرفَتِي ..كَأنهَا تَحمِل فِي طَياتِها شَظَايا لِتُغرس فِي قَدميّ ,,
تِلك الآهَات قَيدتهَا الأقدَارُ فِي سُطورِيَ ..هِيَ رَسَائلٌ مُخمَلية ,,مِنهَا !
وقَلِيلٌ مِن الدِفء المَخمُور بِجوف ظَرفٍ أبيض ,, قَد كَان يحتَضن تِلك الرِسائِل أو لنقل ,,
تِلك الأورَاق المَغمُورة فِي قَاع الشَوق / الطُهر !

أخَذ نَظرِي يدُور ,, فِي أرجَاء الغُرفَة ..أبحثُ فِيهَا عَن قَطرة أوكسجِين حَتى أحبِسهَا فِي صَدري لِأعيش ,,السَاعة الثانِيَة عَشر مُنتصف اللَيل .. أحَاول جَاهِدَاً .. أن أجعَل هَذه العَين تَغفو ,, لَكن ، دُون جَدوى !
أتقلبُ عَلى فِرَاشِي ، وَأغمِرُ مَلامِحِي فِي الوِسَادة حَتى تُمحَى !.. وَينتهِي هَذا الأرق وَأرحَل لِدُنيا الكَوابِيس / الأحلاَم كالمُعتاد !
أغمَضتُ عَينَيَّ ,, ومَرتْ .. دَقِيقَة ، اثنتَان ، ثلاث دقائق وأربع ,,
وحتى خمسة عَشر دقيقَة !

وَجُفونِي مُغلقة .. وَجسدِي قَد هَدَأت ثَورتُه ,, واسترسل فِي بِدَاية النَوم ,, حَتى .. طُرقَ بَاب غُرفتِي .. وَارتَعشَتْ الرُوح السَاكنة فِي جَسَدِي ،، بَقِيتُ عَلى فِرَاشِي مُتجَاهِلاُ طَرق البَاب ..

فَإنِي مُتعَبٌ مِن هَذِه الحَياة التِي أخَذت مِنِي الكَثِير الكَثير ,, مُغتَرِبٌ عَن وَطنِي .. بَعِيدَاً عَن حُجر أمِي ,, مُعدم ,, فَقِير ، أتجَول من وَطن لآخر بَاحِثَاً عَن هَويتِي ,, وأشحذُ عَلى عَتباتِ الألَم الخُبز والمِلح , فَهو طَعامِي !

كَتبَ الله لِي أن أكَرِس عُمرِي فِي الدِرَاسة خَارج الوَطن ، فَأوضَاع وَطنِي مُتشتتة وَصعب الدِرَاسة فِيهَا ،،
قَد استحوذَتْ رَائحَة البَارود كُل زَاوية مِن زَوايا قَريتي / البسَاتِين / مَدينتنَا
والوَطنُ بأكمَله !

رُبمَا تتَساءلون عَن سَبب رَحِيلي عَن هَذا الوَطَن الطَاهِر..
وَلمَ لمْ أبقَى وَأحمِي أرضِي وَأهلِي !..
قَد أقسَمتْ وَالدتِي عَليّ بالذهَاب وَأخذ أخِي حُسام مَعِي للدِرَاسة فِي الخَارج ,, والعَودة –بِإذن الله- وتَفخر بِنَا أمِي أمَام جِيراننَا والأهل والجَميع !

... وفِي طَريقنَا لِلرحِيل ، استُشهِدَ أخِي حُسَام ، قُتِل مِن قِبَل الحَمقَى الذِين لا يُريدون الرَحيل عَن أرضنَا , بَغدَاد ، صَرختْ أمِي , حَتى هَزّ صَوتُهَا المَبحُوح ,, كُل الشُعيرَات النَابتة فِي جَسدِي ..

بَكتْ لِفَقده ,, قَد كَانتْ حِينمَا تَشمُ صَدره ,, كَأنهَا فِي بَساتِين ملائكية , غَفتْ فِيهَا المَلائكة تُسبح الخَالق وَتبثُ رَائحَة الرُمان الطَاهرة فِي ذَاك البُستَان فَرحتْ لِشهَادَته ,, وهِيَ الآن فَخورةً جِدَاً بِابنها حسَام ، أمَا أنا .... !

أسمَعُ دَائمَاً صَوتَها ,, وهِيَ تَقول :
[ وَلِيد ، عُد بُنِي وفَرحنِي كَما فَرِحتُ بحسَام وَأنا أزفُه للجَنة ]
أمَاه أنَا .. كَجمرَة شَيئاً فَشيئَاً تنطفئ ، تُصبح رَمادَاً ,,فتموت !
[-... سَيد وَلِيد ، يا سَيد وَليد]


يَـاه صَوتٌ مِن خَلفَ البَاب قَادِم ,,
قَد أيقظنِي من التَفكِير الذِي وُلد مُنذ أن طُرقَ ذَاك البَاب ، حَدثتُ نَفسِي فَقلت :
" من ذا الذِي يَأتِيني فِي منتَصف الليل!!!"

وَقفتُ مَذهُولاً ، وَهتفتْ [.. إنِي قَادم] خَطوتُ خَطواتِي كَطفلٍ يَمشِي فَيتعثَر
أو كَكهلٍ أحمقٍ ,, ثَملَ بكؤوس مِن نَبيذ مُعتق خُمّر بالوَجع ,وصُبتْ مَرارتِه فِي كَأسه ، فَتحتُ البَاب .. وَأخذ ضَوء ذَاك الروَاق يَصفعُ عَيني بالنُور ,, نَظرتُ للعَامِل الذِي يَشتغِل فِي هَذا الفُندق ,, وقُلت لَه بدهَشة ,,



- ["مَاذا تُريِد ؟
إنِي لا أملك مَال هَذه الغرفَة الآن ... تَعال فِي وقت لاحق!"]
هَتف يَستوقِفنِي فقد كنتُ سَأغلق البَاب لأحظى بقليل من الرَاحة :
- ["مَهلاً يَا وَلِيد ...
قَد وَصلتنَا الآن رِسَالة مِن بَغدَاد ,, عَليكَ التوقِيع هُنا لتَأخذهَا!"]


شُلّ لسَانِي ,, إنِي عَاجزَاً حتى عَن التَنفس ,, فقد صَرعتني دَقات قلبِي السَريعة التِي تَكاد أن تَخترقَ قَفصِيَ الصَدرِي وَتخرج مِن جَسدِي أو مَع أنفَاسِي المَخبوءة فِي صَدري , هل توقفتْ الحيَاة !! ,, وعقَارب السَاعة هَل شُلتْ أجزائهَا !! مَاذا يَحدث لِي أنا ..!



- [... سَيد وَليد ,, أتريد الرسَالة أم أرحَل ! ]
- [ أنَا ؟؟ .. بغدَاد !,, رسَالة !!!! نعم بالتَأكيد]

وكَأنها الحُروف لم تَتبع منهجَاً لتسِير عَليه !..وَقّعتُ مُسرعَا ,, أخذتُ الرسَالة ، وأغلقتُ البَاب ، قَفزتُ بَين الرَسَائل المُبعثَرة هُنا وَهنَاك حَتى وَصلتُ للفِرَاش ، وجَلستُ أنظر للرِسَالة ألمهَا لِصدرِي أشمُ رَائحتهَا البغدَادِية ,,رَائحَة الطُهر ,, الطِين ,, وعِطر أمي ، بُستاننا .. أشجَار التفَاح ..وَأيضَاً ,, رَائحة يَاسمِين ، أختِي الصَغِيرة يَاسمِين ,, هِي حُورِيَة هَطلتْ مِن جَنةٍ سَابعَة ,, تَروي أبصَارنا نُورَاً وضيَاء ,, هِيَ صَغيرتِي يَاسمِين !


فَتحت الرسَالة ,, قَرأتها كَثيراً ,,و حَفظتُ الجَمال ، رتلتها تَرتِيلا ,, شوَق أمي , صَغيرتِي يَاسمين ,أبي ..وصُورة حُسَام لَم تُفارق السطُور ؛ ابتلعتُ الحزن عَلقمَاً ,,ابتسَمت أيضَاً ، لأن رُوحِي تَخلتْ عَن جَسدِي اليَوم وَغادرت لِلعراق ,, وبالتحدِيد لمدينتي بَغدَاد ,,ومَرتْ بكل الشَوارع والجِدران التِي رَسمتُ فِيهَا بالطباشير ,, عَلم وطنِي والنَخِيل !



الوَاحِدة صَباحَاً ,, خَمدتْ نَار الشَوق ,,
خُمّرتْ فِي قَارورَة فَارغَة ,, سَأرشفها يَومَاً مَا ,,
إن جُنّ القَلب مُشتَاقَاً ,, لشَمس بَغدَاد والطِين الطَاهر .. ورَقص الفُرات ,, بَاحِثَاً عَن دِجلَة .




سَأعود يَومَاً يَا عِرَاق ,, سَأعُود إليكِ ..!
بِقَلم : زَهرَاء بِنت رِضَا الهَاشم
[ جَـلِيد ]






هَمسَة :
[ هَذا حَرفِي ,,
وحُقوقه مَحفُوظَة !]
دُمتُم بِألفِ سَلام
جَ ـلِيد ..
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 05:47 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.07562 seconds with 14 queries