أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 17/05/2005   #1
صبيّة و ست الصبايا بنت الناصرة
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ بنت الناصرة
بنت الناصرة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
103

افتراضي الثالوث في الاسلام


- 1 - الثالوث في الإسلام

لعل الخلاف الأكبر في الحوار بين المسيحيّة والإسلام ,هو الخلاف القائم على اعتقاد المسيحيين بألوهية المسيح ,الأمر الذي يحسبه الإسلام كفراً. وقد اعترض عليه بعدة آيات من القرآن،أبرزها أربع ,وردت في سورة المائدة ,وآية خامسة في سورة النساء :

1لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ا بْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ا بْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً - المائدة 5 :17 - .

2لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ا بْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ا عْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِا للَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ - المائدة5 :72 - .

3لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ - المائدة5 :73 - .

4وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ا تَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ - المائدة 5 :116 - .

5يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَا~مِنُوا بِا للَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ا نْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِا للَّهِ وَكِيلاً - النساء 4 :171 - .

ومن يتأمل هذه الآيات في ضوء تفاسير علماء الإسلام يلاحظ أن هذه النصوص تحارب تعليماً يحمل معنى الإشراك بالله وتعدّد الآلهة وعبادة البشر. ولكن المسيحيّة لا تعلّم بالإشراك ولا بتعدّد الآلهة ولا بعبادة البشر ,بدليل قول المسيح

: لِلرَّبِّ إِلهكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ - متى 4 :10 - .

لعل من يقرأ المائدة 5 :116 يتصور أن المسيحيين يؤلهون مريم العذراء ,وهذا غير صحيح. والواقع أن السؤال الموجَّه إلى المسيح هنا ,نشأ من وجود أهل بدعة عند ظهور الإسلام. وهم أناس وثنيون حاولوا الالتصاق بالكنيسة ,فنادوا ببدعة مفادها أن مريم العذراء إلهة. ويقول المؤرّخون إنهم استعاضوا بها عن الزهرة التي كانوا يعبدونها قبلاً. وقد أطلقوا على أنفسهم اسم المريميين وأشار اليهم العلاّمة أحمد المقريزي في كتابه القول الإبريزي صفحة 26. وذكرهم ابن حَزْم في كتابه الملل والاهواء والنحل صفحة 48. ولكن هذه البدعة بعيدة كل البُعد عن المسيحيّة. وليس هناك مسيحي واحد يؤمن بها. وقد انبرى العلماء المسيحيون وقتها لمقاومة هذه الضلالة بكل الحجج الكتابية والعقلية ,ولم ينته القرن السابع حتى كانت قد تلاشت.

وكذلك المسيحيّة لا تعلّم بأن المسيح إله من دون الله ,بل تؤمن بأن الآب والابن إله واحد ,بلا تعدّد ولا افتراق. وقد أكّد المسيح ذلك بقوله : أَنَا وَالْآبُ وَاحِدٌ,,, أَنِّي فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ - يوحنا 10 :30 ,14 :11 - .

أما قول القرآن : لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة والذي يستند عليه أعداء المسيحيّة ,فقد قيلت بطائفة المرقونيين الذين لفظتهم الكنيسة وحرمت أتباعهم ,لأنهم علَّموا بتثليث باطل ,ونادوا بثلاثة آلهة وهم :

- أ - عادل ,أنزل التوارة - ب - صالح ,نسخ التوراة - ج - شرير ,وهو إبليس

كما أن الإسلام في نصوصه هذه ,حارب طائفتي المانوية والديصانية اللتين تقولان بإلهين أحدهما للخير وهو جوهر النور ,والثاني للشر وهو جوهر الظلمة.

إذاً فالإسلام لم يحارب عقيدة الثالوث المسيحيّة الصحيحة ,كما يتوهم البعض. ولهذا لا أعتبر أن آيات القرآن المقاومة لتعدد الألهة كانت موجَّهة ضد المسيحيّة.

وحين نتتبع هذا الموضوع في الكتب الإسلامية ,نرى أن علماء المسلمين بحثوا في عقيدة الثالوث

وهذه هي تعليقاتهم على قول القرآن : ولا تقولوا ثلاثة - النساء 4 :171 - .

1تفسير الزمخشري : يقولون : هو جوهر واحد ,ثلاثة أقانيم .

إن صحت الحكاية عنهم أنهم يقولون : هو جوهر واحد ,ثلاثة أقانيم : أقنوم الآب وأقنوم الابن وأقنوم روح القدس ,وأنهم يريدون بأقنوم الآب الذات وبأقنوم الابن العلم وبأقنوم روح القدس الحياة فتقديره - الله ثلاثة - . وإلاَّ فتقديره - الآلهة ثلاثة - . والذي يدل عليه القرآن التصريح منهم بأن الله والمسيح ومريم ثلاثة آلهة وأن المسيح ولدُ الله من مريم. ألا ترى إلى قوله : أأنت قلت للناس : اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ! وحكاية الله أوثق من حكاية غيره .

وقد علَّق كاتب مسيحي حكيم على تفسير الزمخشري بقوله : نعم ,إن حكاية الله أوثق من حكاية غيره. لكن القرآن حكى في تلك الآية لتفسير الثلاثة مقالة بعض النصارى من جهال العرب في تثليثهم الكافر الذي كفَّرته المسيحيّة قبل القرآن. فجاء الزمخشري وجعل من ذلك التثليث المنحرف تثليث المسيحيّة ظلماً وعدواناً ,مع أنه ينقل التثليث المسيحي الصحيح بتعبيره الصريح : الله ثلاثة : جوهر واحد ,ثلاثة أقانيم . ولماذا يشك في صحة قولهم الذي يورده عنهم ,وينسب اليهم قولاً كافراً هم منه براء؟ انه يفتري على القرآن وعلى المسيحية إذ يقول : وحكاية الله أوثق من حكاية غيره .

2تفسير البيضاوي : الله ثلاثة أقانيم : الآب والابن وروح القدس .

ولا تقولوا : ثلاثة! أي الآلهة ثلاثة : الله والمسيح وأمه. ويشهد عليه قوله : أأنت قلت للناس : اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟أو الله ثلاثة إن صحَّ انهم يقولون : الله ثلاثة أقانيم ,الآب والابن وروح القدس ,ويريدون بالآب الذات وبالابن العلم وبروح القدس الحياة .

والمسيحيون يسألون البيضاوي وأمثاله : لماذا هذا الشك من مقالتهم التي بها يجهرون؟ ولماذا الافتراء عليهم بنسبة مقالة كافرة من بعض جهال الجاهلية ,الى المسيحيّة جمعاء ,وهي منها براء؟

فالبيضاوي ينقل أيضاً صيغة التثليث الصحيح ولا يكفِّرها ,بل يكذب عليها مثل غيره ,اعتماداً على ظاهر القرآن في ما لا يعني المسيحيّة بشيء.

3تفسير الرازي : صفات ثلاث فهذا لا يمكن انكاره .

الرازي مفسّر متكلّم. وهو يتعرّض لصيغة التثليث المسيحي ويطبق عليها تكفير القرآن للثلاثة ,لتفسيره الخاطيء :

قوله - ثلاثة - خبر مبتدأ محذوف. ثم اختلفوا في تعيين ذلك المبتدأ على وجوه :

الأول : ما ذكرناه ,أي ولا تقولوا الأقانيم ثلاثة. المعنى لا تقولوا : إن الله سبحانه هو واحد بالجوهر ,ثلاثة بالأقانيم. واعلم أن مذهب النصارى مجهول جداً ,والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاث. إلاَّ أنهم سمُّوها صفات ,وهي في الحقيقة ذوات قائمة بأنفسها. فلهذا المعنى قال : ولا تقولوا : ثلاثة. انتهوا . فأما إن حملنا الثلاثة على أنهم يُثبتون صفات ثلاث فهذا لا يمكن إنكاره. وكيف لا نقول ذلك ,ونحن نقول : هو الله الملك القدوس السلام العالِم الحي القادر المريد . ونفهم من كل واحد من هذه الألفاظ غير ما نفهمه من اللفظ الآخر. ولا معنى لتعدد الصفات إلاَّ ذلك. فلو كان القول بتعدّد الصفات كفر ,لزم ردّ جميع القرآن ,ولزوم ردّ العقل ,من حيث نعلم بالضرورة أن المفهوم من كونه تعالى عالماً ,غير المفهوم من كونه حياً.

الثاني : آلهتنا ثلاثة ,كما قال الزجّاج مستشهداً بآية المائدة - 5 :116 - .

الثالث : قال الفرّاء : هم ثلاثة كقوله : سيقولون : ثلاثة . وذلك لأن ذكر عيسى ومريم مع الله بهذه العبارة يوهم كونهما إلهين .

ويعلق الكاتب المسيحي الحكيم ,الذي اقتبسنا منه بقوله : ونحن لا يعنينا التفسير اللغوي للمبتدأ المحذوف. إنما يهمنا تفسير الرازي لمقالة المسيحيين في التثليث. فهو يرد الأقانيم الثلاثة لأنها في الحقيقة ذوات قائمة بأنفسها .

وهذا هو غلطه في فهم العقيدة المسيحيّة. فليست الأقانيم الثلاثة في الله ذوات قائمة بأنفسها ,انما ذوات قائمة في

جوهر الله الفرد .

والتثليث المسيحي هو كما وصفه الرازي : أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاث .

والمسيحيون يسمون هذه الصفات الإلهية الثلاث : الأبوة والبنوّة والروحانية في الله أقانيم لتمييزها عن سائر صفات الله. فتلك الأقانيم الثلاثة هي صلات ذاتية كيانية لا محض صفاتية وهي قائمة في الجوهر الإلهي الفرد. لذلك نردّ على الرازي قوله : فأما إن حملنا الثلاثة ويجب أن نحملها على أنهم يثبتون صفات ثلاث ,فهذا لا يمكن إنكاره... فلو كان القول بتعدد الصفات كفر ,لزم رد جميع القرآن ,ولزم رد العقل .

فالمسيحيون يثبتون في الله ذاتاً موصوفة بصلات ذاتية كيانية ثلاث ,يسمّونها الآب والكلمة والروح.

هذا هو التثليث المسيحي الصحيح الذي لمحه الرازي وابتعد عنه لعقدة في نفسه.

وهذا ما يثبته المسيحيون من صلات ذاتية ,أو صفات كيانية ,في الله. فمن أنكرها لزمه ردّ القرآن ,ولزمه رد العقل ,لأن هذا التثليث الصحيح من صميم التوحيد.

4تفسير الغزالي : وهو ينصف المسيحيّة في عقيدتها التثليثية. قال حجة الإسلام الإمام الغزالي في كتابه الرد الجميل ص 43 ,يحلّل التثليث المسيحي : يعتقدون أن ذات الباري واحدة. ولها اعتبارات :

1فإن اعتُبرت مقيَّدة بصفة لا يتوقف وجودها على تقدم وجود صفة قبلها كالوجود ,فذلك المسمَّى عندهم بأقنوم الآب. وان اعتُبرت موصوفة بصفة يتوقفوجودها على تقدم وجود صفة قبلها ,كالعلم فإن الذات يتوقف اتّصافها بالعِلم على اتّصافها بالوجود فذلك المسمَّى عندهم بأقنوم الابن أو الكلمة. وان اعتُبرت بقيد كون ذاتها معقولة لها ,فذلك المسمَّى عندهم بأقنوم روح القدس.

فيقوم اذن من الآب معنى الوجود ,ومن الكلمة أو الابن معنى العلم ,ومن روح القدس كون ذات الباري معقولة له. هذا حاصل هذا الاصطلاح فتكون ذات الإله واحدة في الموضوع ,موصوفة بكل أقنوم من هذه الأقانيم.

2ومنهم من يقول : ان الذات ,إن اعتُبرت من حيث هي ذات ,لا باعتبار صفة البتة ,فهذا الاعتبار عندهم عبارة عن العقل المجرد ,وهو المسمَّى عندهم بأقنوم الآب. وان اعتُبرت من حيث هي عاقلة لذاتها ,فهذا الاعتبار عندهم عبارة عن معنى العاقل ,وهو المسمى بأقنوم الابن أو الكلمة. وإن اعتُبرت بقيد كون ذاتها معقولة لها ,فهذا الاعتبار عندهم عبارة عن معنى المعقول ,وهو المسمى بأقنوم روح القدس.

فعلى هذا الاصطلاح يكون العقل عبارة عن ذات الله فقط ,والآب مرادفاً له ,والعاقل عبارة عن ذاته بقيد كونها عاقلة لذاتها ,والابن أو الكلمة مرادف له ,والمعقول عن الإله عبارة عن الإله الذي ذاته معقولة له ,وروح القدس مرادف له.

هذا اعتقادهم في الأقانيم : وإذا صحَّت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ ,ولا في اصطلاح المتكلمين .

ويعلّق الكاتب الحكيم على أقوال الغزالي فيقول :

فالغزالي يشهد للمسيحيين بالتوحيد. ويشهد لهم بصحة اصطلاحهم في تفسير التثليث في التوحيد ,بناءً على الاعتبارين اللذين ساقهما عنهم : الأول على اعتبار الأقانيم في الله صفات ذاتية ,في الذات الإلهية الواحدة ,والثاني على اعتبار الأقانيم في الله أفعالاً ذاتية في الذات الإلهية الواحدة.

والقول الصحيح الذي يجمع الأفعال الذاتية والصفات الذاتية ,في الله الواحد الأحد ,

كونها صلات كيانية بين الله الآب وكلمته وروحه ,في الجوهر الإلهي الفرد .

وقد أنصف الغزالي التثليث المسيحي في هذا الحكم : إذا صحت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ ,ولا في اصطلاح المتكلمين . والمعاني قد صحَّت ,بحسب التنزيل الإنجيلي ,والكلام المسيحي الذي يفصّله.

مطابقة الأشعرية للمسيحيّة

الأشعرية هي مذهب أهل السنّة والجماعة في الإسلام. ومقالتها في مشكل الذات والصفات في الله ,هي أصحّ تعبير لحقيقة الأقانيم الثلاثة في الله.

كانت الصفاتية تقول : صفات الله هي غير ذاته ,مما يقود إلى القول بقديمين. فجاءت المعتزلة تقول : صفات الله هي عين ذاته مما يقود إلى التعطيل في الله. وقامت الأشعرية تقول بمنزلة بين المنزلتين : الصفات في الله ليست هي عين الذات ,ولا هي غيرها ,إنما هي في منزلة بين المنزلتين . وكيف يكون ذلك؟ هذا سر الله في ذاته. وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً - الإسراء 17 :85 - .

والتعبير الأشعري ,وهو قول الإسلام في الذات والصفات ,أصحّ تعبير للتثليث المسيحي : إن الأقانيم الثلاثة في الله الواحد الأحد صفات ذاتية ,بل صلات كيانية ليست هي عين الذات ولا هي غيرها ,انما هي في منزلة بين المنزلتين .

وإذا قيل : كيف يكون ذلك؟ أُجيب بما قاله الإمام مالك في الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى - طه 20 :5 - . قال : الاستواء غير مجهول ,والكيف غير معقول ,والسؤال عنه بدعة .

فإذا كان السؤال عن تعبير قرآني مجازي بدعة ,فكم بالحري السؤال عن صلات الله الأقنومية في ذاته؟ لذلك يكفر من يحوّل الكلام في الذات والأقانيم إلى عملية حسابية ,فيقول : كيف يكون الواحد ثلاثة؟ كلا ليس الواحد ثلاثة ,على اعتبار واحد ,وعلى صعيد واحد ,انما الله واحد في ذاته مثلث في صفاته ,أو صلاته الذاتية أي أقانيمه الثلاثة. وليس في هذا ما يتعارض مع النقل الكريم ,ولا مع العقل السليم.

هذا هو التثليث الصحيح ,في التوحيد الخالص.

وهذا التثليث الإنجيلي في التوحيد الكتابي ليس بالتثليث المنحرف الكافر الذي يكفّره القرآن بمقالته في الثلاثة ,وصيغها الأربعة ,وقد كفرتها المسيحيّة من قبله.

لذلك فتكفير التثليث المسيحي باسم التوحيد القرآني ,هو افتراء على التوحيد وعلى القرآن ,وجهل بالإنجيل والعقيدة المسيحيّنة.

ان التثليث المسيحي في التوحيد الخالص هو تفسير مُنزَل لحياة الحي القيوم في ذاته الصمدانية ,فلا خلاف على الاطلاق بين التوحيد القرآني والتثليث الإنجيلي ,في التوحيد الكتابي المتواتر في التوراة والإنجيل والقرآن.

(منقول)

لكل شعب وطن يعيش فيه ... اما نحن فلنا وطن يعيش فينا.

أنا من هذه المدينة ... انا من حواريها الحزينة.
 
قديم 17/05/2005   #2
yvision
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ yvision
yvision is offline
 
نورنا ب:
Jan 2005
مشاركات:
290

افتراضي


شكرا بنت الناصرة على الموضوع طبعا الموضوع طويل ولابد من قرائته بالكامل وأنا عندي إمتحان هذا الأسبوع
لكن أعدك بقرائته والتعليق وإبداء الرأي خلال يومين إن شاء الله.........

yvision
 
قديم 17/05/2005   #3
شب و شيخ الشباب بشارة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ بشارة
بشارة is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
الجليل
مشاركات:
418

افتراضي


الاخت بنت الناصرة

كمان مرة اشكرك من اجل موضوعك القيم.
ربنا يهدي الضالين... امين.


بشارة

من له يسوع له الحياة
 
قديم 17/05/2005   #4
شب و شيخ الشباب سيف الكلمة
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ سيف الكلمة
سيف الكلمة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
مصر
مشاركات:
161

إرسال خطاب AIM إلى سيف الكلمة إرسال خطاب MSN إلى سيف الكلمة إرسال خطاب Yahoo إلى سيف الكلمة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

لى بعض ملاحظات
1) الأشعرية ليست هى مذهب أهل السنة والجماعة ولكنها من أقرب الفرق الإسلامية إلى أهل السنة والجماعة وهناك فروق بين المذهبين
2) قول الله سبحانه وتعالى عما يصفون إلا عباد الله النخلصون
(لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يابنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) 71 المائدة
يشير إلى :
1) أن الله هو الخالق سبحانه وتعالى المعبود لذاته وحده
2) أن المسيح شخصية أخرى غير الله ودمج شخصية العبد الصالح المسيح نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع الله فى شخص واحد هو من الشرك بالله لقول الله فى باقى السياق (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) ووصف الله ذلك بالظلم لقول الله (وما للظالمين من أنصار) والعبد لا يستطيع أن يظلم الله وإنما يظلم نفسه بالإنصراف إلى شرك العباد فى عبادته لله

الدنيا ساعة اختبار ـــ فإما جنة وإما نار
أصدق وعد الله فى سورة الإسراء وأكذب توازنات القوى
بدأت فترة وعد المنتهى الآية 104 سورة الإسراء
وستنتهى بنهاية إسرائيل فى نصر للمسلمين أراه يقترب
الآية 7 سورة الإسراء
 
قديم 17/05/2005   #5
one
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ one
one is offline
 
نورنا ب:
May 2005
مشاركات:
187

افتراضي


الاخت بنت الناصرة
المنهجية العلمية في الكتب الاسلامية هي ذكر جميع الآراء وترجيح واحدة عن البقية اما في هذا المقال هناك اقتطاع ومونتاج غير علمي. هنا أيضا لم يقل احد ان الله له اكثر من مشيئة قبل التجسد.

ولأختصر عليك الموضوع. نحن نقول ان الكلام صفة. وانت تقولون ان الكلمة اقنوم.

والمشكلة تعدد المشيئة عندكم. وحين نسألهم عن ذلك يقال ان مشيئة الله غير مشيئة ناسوته وهذا كلام ضدكم فكيف يكون اتحاد بين عاقلين بمشيئتين مختلفتين؟

ولم يتوقف الامر عند الناسوت بل بين الاقانيم المتعدد المشيئة.

والدليل من كتابك:

يو 6: 38 لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني.

الاقنوم الثاني أي اقنوم الكلمة نزل من السماء ليس من نفسه بل الآب الذي ارسله ليعمل مشيئته لا مشيئة الابن. ولا دخل للناسوت هنا لاننا نتحدث عن الارسال من الساء أي قبل التجسد.

اذاً لدينا اقنومين بمشيئتين. وهذا تعدد في الالهة لان الله الحقيقي له مشيئة واحدة.

ولدينا مشيئة ثالثة وهي مشيئة الناسوت العاجز عن ادراك موسم التين:
يو 5: 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني

يو 4: 34 قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله.
يو 5: 19 فاجاب يسوع وقال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل.لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.


مشيئة رابعة للروح القدس:

يو 16: 13 واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية.

طبعاً لا يقبل المسيحيين ان روح الحق هو رسول وانسان. ويقولون انه الروح القدس.وهنا نقع في مشكلة ان هذا الاقنوم الثالث لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم.

النتيجة:
لدينا ثلاثة اقانيم لكل مشيئة مختلفة وهذا تعدد
اضف المشيئة الرابع للناسوت.



والعاقل يقول ان الكائن الواحد له ادراك واحد ومشيئة واحدة, لذلك الاسلام لا ينسب لله انفصام رباعي في الشخصية.

سؤال آخر مهم:
يوم الدينونة اين سيكون الناسوت؟ هل سيتحول الى اقنوم رابع؟
ومن سيدين العالم؟ الآب ام الابن؟

يو 5: 22 لان الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن.

اذاً الآب لن يتخذ أي قرار على الاطلاق وترك الامر للإبن (دليل آخر لتعدد المشيئة)

ولكن ما المقصود بالابن؟ الناسوت المخلوق ام الاقنوم الثاني الغير مخلوق ام هما معاً.

وهل في الملكوت سيبقى الاقنوم الثاني متجسداً في الناسوت مع اختلاف مشيئتهما؟

اذاً يا اختي بنت الناصرة كل هذه المتاهات ليست موجودة في الاسلام ولم يقل أي مسلم ان (الله لن يدين احد لكنه اعطى لنفسه كل الدينونة.)

هذا لا يقوله عاقل
 
قديم 18/05/2005   #6
yvision
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ yvision
yvision is offline
 
نورنا ب:
Jan 2005
مشاركات:
290

افتراضي


الأخت من الناصرة طبعا مقالك فيه إشكالية وهو وجود معلومات صحيحة 100% فيه و أخرى غير دقيقة
و أخرى خاطئة تماما وما أربكني هو تداخل الثلاثة بشكل مرهق للقارئ في مقالتك وأرد عليك بعد ترتيب الأفكار...

أختي الكريمة لا يجتمع القول بالثالوث و التوحيد على الاطلاق والمقال أعلاه يعكس وجود إشكالية مسيحية عندكم
ففكرة الله لا تزال غير واضحة وفكرة الثالوث بسبب بطلانها وخطأها فإن كل محاولة لشرحها وتبريرها ينتج عنها
مزيد من الأخطاء و الارباكات للقارئ ....

الله سبحانه تعالى يقول لكم (( لا تقولوا ثلاثة إنتهوا خير لكم ))
فلا تقولوا ثلاثة أقانيم و لا ثلاثة آلهة ولا أي لفظة ثلاثة القرآن أشد كتب الأرض بيانا وفصاحة ووضوحا ولأن الله
علم أن بعضكم سيبقى يبرر وبتحدث عن ثلاثة لكنهم واحد لأنه لن يستطيع مواجهة التوحيد وقوته فكان الله أبلغ
من الجميع وحازما في قوله و إنتهى من حيث تريدون بدء التبرير........فنهى عن إستخدام مجرد لفظة "ثلاثة"
سواء كانوا ثلاثة في واحد منفصلين أم متمايزين.......

والله في معرض رده قال للمسلمبن وللنبي محمد (ص) :
(( قل هو الله أحد ))

الله لم يكتفي بالقول بأنه إله و احد كعدد وهذا ماتصرون على الالتفاف عليه بأن تقولوا نحن نقول واحد لكنهم ثلاثة
الله في تلك السورة قال (( أحد )) ولم يقل واحد أي أنه فرد بذاته ونفسه دون أقانيم أو أجزاء أو تمايزات أو إنفصال
فهو واحد أحد ....

وأنا قلت سابقا الله رد في القرآن كل داعاوى القرق المسيحية غير الموحدة على الاطلاق فرد دعوى من وصفتيهم
المريمين الذين تحدثوا عن وجود إتصال مادي بين الله ومريم نتج عنه ولادة المسيح عليه السلام طبعا حتى الكنيسة
التثليثية ما قبلت بذلك وحاربت تلك الدعوى هذا صحيح لكن القرآن رد على تلك الطائفة بغض النظر هل أيدتها
الكنيسة أم لا فالله يرد ويقرر الصح من الخطأ فقال ردا على المريميين .
(( لم يلد ولم يولد )) (( لم يتخذ صاحبة ولا ولد ))


ورد الله في القرآن على القول ببنوة المسيح لله ورفض الله لفظة (ابن) نهائيا سواء أكان المقصود منها بنوة مادية
أو بنوة معنوية ونبه المسلمين إلى تجنب إستخدام هذه الكلمة نهائيا على المسيح أيا كان القصد منها...وشدد الله على عبودية
(عبادة) كل الرسل وكل شيء له بمافيهم المسيح عليه السلام...

{وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون }


ولهذا كان النبي محمد حذرا جدا من هذا الموضوع وخصوصا بعد وفاته فهو ما كان يخشى تأليهه وهو حي لأن المسيح
ما جعل إلها إلا بعد موته فقال :
[لا تطرونى (تمجدوني وتمدحوني) كما اطرت النصارى عيسى بن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله].

و رد الله دعوى من يقول بألوهية المسيح أو بوجود أي طبيعة لاهوتية له على الاطلاق سواء أكنا نتحدث عن
المسيح ذي الطبيعتين بحسب رأي (الكاثوليك) او ذو الطبيعة الواحدة (الأرثوذكس).
{ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون }

إذا فخلق المسيح لاحق وله بداية ........

من الناحية الفلسفية التي لطالما تاهت البشرية و أنهكت فيها وهي تجري وراء الكهنوت المسيحي وأسراره
أشدد على ما قاله one

النتيجة:
لدينا ثلاثة اقانيم لكل مشيئة مختلفة وهذا تعدد
اضف المشيئة الرابع للناسوت.


اقتباس:
والعاقل يقول ان الكائن الواحد له ادراك واحد ومشيئة واحدة, لذلك الاسلام لا ينسب لله انفصام رباعي في الشخصية.
و انتم كمسحيين مختلفون في هذه النقطة بالذات وعلى أساسها الانقسام المسيحي المشيئة الواحدة و الطبيعة الواحدة
أو المشيئتين والطبيعتين و معظم الانقسامات المسيحية في الطوائف والانشقاقات حصلت حول ذلك...
وأنتم تفرقون بين الكلمة و الروح ونحن نقول

إن صفات الكمال كلها لازمة لذات الرب

أما تسمية حياة الله ( بالروح أو القدس ) فهو أمر لم ينطق به شئ من كتب الله المنزلة
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:38 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.10861 seconds with 12 queries