أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 31/03/2005   #1
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي فلسطينيات


يمكن عم كتر عليكون مواضيع مثبتة ..
بس يالله كلو مشان تتثقفوا :P :P

هادا القسم خاص بفلسطين .. يعني المواضيع اللي فيه رح تكون عن فلسطين .. شعر نثر رواية قصة ..
أو مقالات كتبت عن فلسطين ..

بتمنى تكون الردود .. هادفة .. ويفضل تكون مشاركات أدبية عن أدباء .. أو شي أنتو كاتبينو ..

مشكورين عم تتحملونا كتير

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #2
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي حنينُ القوافي .. قصائد في ذاكرة الوطن


حنينُ القوافي .. قصائد في ذاكرة الوطن



بقلم : سمير عطية

خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام



هل هي ظلال النكبة تمر علينا صامتة تجر معها أحزان السنين وآهات الغياب ؟

أم أنها ذكرى تسكن فينا وجعا لا يهدأ ونحيبا لا يموت ؟!

هل نسمع من بين عويلها صهيلا ونلمح على تراب الخيام حوافر لخيول مجد قادم ؟!

من أين نبدأ ؟ وكيف نلم شعث قصائد احترقت شوقا إلى الوطن؟!

نزيف الأيام يسأل عن تشريد لم يرى إلا خناجر تطعن في فؤاد المآقي ، أو أياد تحفر في صدور الحالمين قبورا أو مكانا لأوتاد الخيام ؟!

شعراء في ذاكرة الوطن ..أو وطن في ذاكرة الشعراء.... تتبادل الكلمات أماكنها في العبارات لكنها تظل تحمل في مضمونها صورا شعرية متسلسلة ، عذبة ، موجعة ، مغرقة في الحنين ، مولعة بالاشتياق ، راسخة الجذور في الأرض رغم أن صاحبها قد اقتٌلع منها ، هي قصائد متشبثة بالديار ، متمسكة بالحلم ،قابضة على جمر العودة بلا تفريط بحق أو ركض خلف إغراء .

حنينٌ القوافي يرتسم على أطياف أبوابها زيتون وسيف ، وقبضة من تراب الأرض...

لطالما بكاها الشعراء ، ووقفوا عند أحزانها ، وأرقهم العيش وهم يرونها في أسر المغول الجدد ، اليوم سيكون من العسير أن نتوقف عند كل هؤلاء الشعراء ، لكن هذا الملف سيكون مفتوحا باستمرار لإضافة المزيد من القصائد من أجل ديوان " العودة " الذي أرى في هذا الملف نواة له ، وخطوة على طريق القدس قد بدأت بالفعل ...

أعتذر لكل من لم أذكرهم من أولئك الذين عاش الوطن في وجدانهم شمسا لا تغيب وروحا لا تحترق ، أعتذر لفلسطين الحبيبة التي لا أزال أكتب عن قصائدها بحبر أسود ، وهي التي رغم ليل الاحتلال تصنع بمداد المحبين الأحمر لون الشفق في صبح الانتصار القادم لا محالة...

" إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا "
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #3
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي نزيف الكناري اللاجئ شعر : الشاعر الفلسطيني يحيى برزق


أتوقف في هذا الملف أولا عند مشهد شعري لفلسطين نعيشه عبر سيرة الشاعر يحيى برزق ومن ثم نذهب في إطلالة جميلة حزينة ، هناك حيث القوافي تطلق من بين جوانحها بيانات الحنين . وأغاريد المحبين ..كأجمل الأناشيد وأحلى الأغنيات على شفتي زهرة المدائن وأخواتها الحبيبات ...

إذا أردت الحديث عن نكبة فلسطين فحسبك أن تقف قرب زيتونة القوافي لتسمع شيئا من نحيب الكناري اللاجئ " يحيى برزق " ، بل إنك حين تتجول بين أشعاره فكأنك تعيش تلك الأحداث للتو بكل أبعادها ، وتعيشها بعد سنواتها الطوال بمرها الكثير والقليل من حلوها...

هي ليست دعوة للقنوط بالطبع ، لكنها في نفس الوقت ليست دعوة لتناسي الجراح ورسم الأمل على جبين الليل .

الكناري اللاجئ ...هو ذلك الشاعر الذي غلبه ال" حنين " الشعري ففاضت قصائده بالاشتياق واحترق عمره في ليالي الاغتراب ..



يرحلون بصمت !!

لا أدري لماذا تقفُ هذه العبارةُ على شَفَةِ القلم كُلّما هَمَمْتُ بالكتابة ؟

يرحلونَ بِِِِِصَمْتْ

وفي ذكرى أليمة على قلوبنا ، ذكرى تضييع فلسطين أَجدُ نفَسي محاطاّ بسؤالْ من أين أبدأ ؟ وكأنَّ الشاعرَ الفلسطيني المثقل بأحلامِِِِ ِ وطنه قد كُتبت عليه الحيرةُ حَيَّا ّ أو حتى بعد خروجه من دار الفناء , بل كأنّها تمتد إلى كُلّ من شرع بالكتابة عنه.

في نهاية الأمر خلْتُ أن تلك العبارة هي الأفضل لمن يريدُ أن يَكْتبَ عن شاعر غادرنا منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماّ ولَمَّا يرحَلْ بَعْدْ فما يزال يسكن في ضمير الوطن ولوعة الحكاية الفلسطينية .

لكنَّ السؤال عند البداية ينقلنا إلى حيرةٍ أخرى , هل نبدأ من الذين ينتَقون الشعراء للإعلام كيفما أرادت السياسة والقرارات الفوقية التي لا يُردُّ لها أمر ‍ّأم نبدأ من المؤسسات الثقافية المختلفة المتهمة بالعُقْم , والتي أدمنت الإبحار في الهوامش دون أن نرى فعلها الثقافي في حاضرنا ...

الحديث عن الشاعر يحيى برزق ربمّا تكون بوّابته من تلك الأسئلة التي تنزفُ هموماً تماما ّكما ظَلُّ قلبُ صاحبنا ينزف في قوافيهِ أحلام الوطن والأمة ...وربما تكون قصائده المثقلة بالأنين بوابة أخرى تصلح كي ندخل منها للعبور إلى ساحة الشعر وميدان الذكرى .

في عام 1963م أي منذ ما يقاربُ الأربعين عاماً صرّح شاعرُنا في مقابلة مع صحيفة أخبار فلسطين بأنه يقوم في تلك الأيّام بِجَمْعِ قصائده التي كتبها منذ عشرين عاماّ , أيّ أن نَتاجه الأدبي يقودُنا إلى منتصف الأربعينيات من القرن الماضي على وجه التّقريب .

وإذا كانَ بعضُ نُقَّادِ الأدبِ يبتعدون قليلاً عن التاريخ لأسباب متعددة ليس هناك مجال لبسطها , فإنّنا ونحن أمام سيرة شاعر وضع حُبَّ فلسطين و جرحها معاً تجد أنه من الضروري أن التوقف عندها قليلاّ , خاصة أنها ستعكس لنا جوانب مختلفة من حياة الشاعر و تصب في جانب غاية في الأهمية دور الشعر في المعركة على أرض فلسطين.

"ميلاده في مدينة بئر السبع حاضرة النقب بفلسطين،و لد شاعرنا في إحدى المدارس هناك".

يقولُ شاًََعرنا في إحدى اللقاءات الصحفية "ما زلتُ أذكرُ أنني في الثانية عشرة من عمري شهدتُ حفلاًَََ عجيباً أقامه المستعمرون الإنجليز في بلدتي الصحراوية "بئر

السبع" وأعدوا له فرقة موسيقية أخذت تصدح لتجذب جموع الشباب العربي كي ينخرطوا في جيوش الحلفاء، بعدما استعر أوار الحرب العالمية الثانية، و وقف الحاكم اكسفورد- مقيم الحفل- يُشيد بالصداقة العربية البريطانية التي لم يكن في حاجة إلى الإشادة بها\،و لم أقو طويلاً على سماع عبارات الحاكم فَصحْتُ مرتجلاً:



جاءتْ جيوشُ البَرتش تشدو بِِلحنٍ مُنْعِشٍ

وخطيبها يدعو الشبابَ إلى الهلاك المدْهِشِ

فهتفتْ يا جيش العـدا ميعادنا في المشمشِ



يقول شاعرُنا: برغم سذاجة الأبيات هتف النَّاسُ مَعي: ميعادُنا في المِشمشِ!!

وتطايرتْ شظايا خطبة اللورد المفوّه و ألحان الجوقة الموسيقية!

لا شك أن ميلاداً شعرياً في مثل ذلك العمر يُعتبر أمراً طيباَ للغاية خاصّة ً إذا ما رُبط هذا الميلاد كما رأينا بالدفاع عن الهم الفلسطيني و توعية أبناء الشعب من الأخطار التي تحدّق به.

لقد أدرك شاعرنا مُنذ طفولته أنه يعيشُ قضيةً لابد أن يكون له دورٌ فيها كمنبر من منابر الأمة ينبهها من كل خطر و يحفزها على حفظ حقوقها و لذا تراه يقول عن تلك الفترة:

"لا أكتمك القول إن القلق الاجتماعي كان وراء "لا أكتمكَ القول إن القلق الاجتماعي كان وراء الكثير ممَّا كتبتْ، فإنَّ الإنسان المعاصرْ لم يَعدْ في قُدرتِهِ أنْ يُمَدِّدَ ساقيه و يحظى بنومٍ هادئ في زحمة الصراعات الدولية إلا إذا فقدَ عقله أو إحساسه على حد رأي الكاتب الثوري تر وتسكي، فكيف بابن فلسطين الذي أورثه اليهودي التائه ضياعه بَعْدَما سَلَبَ منْهُ استقراره؟".

و رغم تلكم المخاوفَ و المحاذير التي تدور من حوله نراه لا يستسلم للهواجس، فها هو ينشر في جريدة(أخبار فلسطين) عام 1963م قصيدة بعنوان "خَفْقَةُ أمل عنوانها يحكى عََّما فيها!!

أُحسُّ بأنَّ الشفاهَ اليبيسه سَتَبْتَسُم يوماً لفَجْرٍ جَديدْ أُحسُّ بِوَهجٍ انكسارِ القيودْ وَ هَمَسِ انعتاقِ الحروف الحبيسة

أُحسُّ بأنَّ القلوبَ الكبيرة ستَخْفِقَ يوماً لشعبي الشريدْ لآه الجريحِ وَ حُلْم الشَّهيدْ و تكْسِرُ أغلالَ قُدْسي الأسيرة في مسيرة حياته التي كانت تنبضُ مع كُلِّ خَفْقِة قَلْبٍ في فلسطين، و ما كادت أوائل

السبعينيات تطلُّ على شعبه حتى عاد النزف إلى قصائدْه وهو الذي لم يتركها أصلاً .



المروءات أشاحتْ واختفتْ خَجْلةً بين بُطونِ الكُتُبِ

والفتوحاتُ وراياتُ الوغى غُيَّبتْ تحت ثرى قَبْرِ النَّبي

وبدا أمْسُكِ في مَغْرِبِهِ حائراً منْ يَوْمِكِ المغْتَرِبِ

يا بلادي الرَّزايا في جمةً ورذاذُ الوَحْلِ فوقَ الكتُبِ

لِمَنْ السَّيفُ الذي أَعْدَدْتِهِ لامعاً يُزْهَىَ بِحدِّ ذَرب ؟

لِمَنْ السَّيفُ وما جَدَّدْتِهِ للقاءِ الواغلِ المُغتَصِبِ ؟



من هنا، لم يكن شاعرنا ليترك الأوهام تُسيطر على الشارع الفلسطيني ، يرها تصول وتجول في دروب القضية دون أن يطلق باستمرار صرخاته الشعرية ، ويرتفع صوته رغم أنين وزهرة المدائن التي تبحث عن أنشودة الانتصار :



يا قُدسُ يا غُنوةَ الأحرار يُنْشِدها يومَ الوغى كَلُّ مغَّوارٍ وَمُقْتحمِ

عذراَ إذا جَرد الثُوارُ بيضَهُمُ وجئتُ أَحْمِلُ في يَوم الفدا قلمي



هذه القصيدة التي لا نبالغ إذا قلنا بأنها من عيون قصائد الشاعر يحيى برزق حيث تتجلى بها الصور البيانية الممزوجة بالعاطفة الجيَّاشة الصادقة والمفردات الرصينة ، إضافة إلى معاني تتأرجح بين الحُلْمِ والوجَعْ !!



ماذا أقول لكم والنَّصلُ ملءُ فَمي ماذا أقول لكُم والشَّوكُ في قدمي

وكلُّ جرحٍ لشعبي في مرابعِهِ وفي مهاجره مِنْهُ يَسَيلُ دَمي



ويمضي ويحكي لنا عن عشقه وهيامه يوطنه حتى يصل إلى صورة غايةٍ في الجرأة يصرَّح بها ويُعلنها على مسمع من الدنيا ومرأى :



وكلُّ حَبَّةِ رَمْلِ مِنْ ثرى وَطني لَيسَتْ تَُعادِلها بطحاء ذي سَلَمِ

أنَّى تَلَفَّتُ أستجدى العزاء بَدَتْ ربا فلسطين في صحوي وفي حُلمي

يافا مُجَرَّحَةُ الخدَّينِ راكعةُ والقدسْ دامعَةٌ في أسرِ مُنْتَقِمِ



وتواصل القصيدةُ نزفها ، تتعالى الصرخات وتنسكب العبرات ، وشاعرنا مذهول فيما يرى من حولهِ ، يُجَرَّحُهُ السكوت ويعييه الكلام ْ!!



ماذا أقول لكُمْ والخطْبُ يَجْمعُنا فَشَمْلُنا فيه أضحى جدُّ ملْتَئِمِ

خوفو بنى هرماً بالصَّخرِ يُخَلدُهُ ومنْ جماجمنا كم شيد مِنْ هَرَمِ



النزفُ لا يأتي إلا تغيب المحبوبة مغمور بالحب ، وحين لا تغيب المحبوبة عن خيال من يحب لا عجب بعد ذلك إن سمعناه يصرّح باسمها عَلَناً ، يرد على الذين يسألونه عن نتاجه الغزلي وقصائد الحب !!

" إنني اعتبر فلسطين حبيبتي حتى النفس الأخير قبل أن تكون وطني "، وإذا كان كلامه كذلك فإن قصيدة "حنين" وأخواتها تصدَّق ما يقول :



يا قلب مالَكَ في الحوادثِ كُلَّما

ذُكرَ الحمى خلْتَ الوجودَ جهنَّما

فمضيتَ تَخْفَقُ في الأضالعِ لاهثاً

متهدماً تشكو مُصابك للسَّما

فأنا ابنُ أرض بالربيعِ تَدَثَّرتْ

وَغَدَتْ الأطيارِ الخمائِلِ مَوْسِمَا



ويُعَرِّج في حديث الحنين على ميزَةٍ قُدْسيَّه تُطرَّز ثياب بلاده بالمجد وتباهي بطهرها النّبوي .



وإذا أفاضَ الطُّهْرُ ضَمَّ حَديثَه

طيف المسيحِ على الحروف ومَرْيمَا

أرضٌ سرى فيها النَّبيُ مُحَمَّدٌ

لَّما غَدَتْ نحو الكواكــبِ سـُلَّما



جاء على لسان شاعرنا رحمه الله في حديث لأحد الصحفيين في مسودة الدواوين التي جمعها ابنه الكاتب مخلص برزق .

"لدي مجموعات من القصائد ضاقت بها الأدراج والكويت ، إلا أنني لم أكن يوماً في وضع مادي يساعد على طبع واحدة من هذه المجموعات ، ولكنَّ أملي كبير من طبع كرَّاسة شعر هذا العام ، فادع معي !!."

وقال مرةً :" أبياتُ الشعر لا تقي حراً ولا برداً ، وإنما تبحث عن مأوى ولو فقد صاحبها المأوى!!" .

وعلى الرغم من ذلك فلم تجد أبياتُه ذلك المأوى ، وبقيت تعاني من التشرد والضياع وخطر الاندثار ، وكنها قد عاشت مرارة تجربة صاحبها وعرفت ما فيها فظلت متشردة هائمة علـى وجهها تحدث عن شاعرنا الذي صيغت حياته على منوالها .

قصتهُ ذلك الكناري الذي حطَّ على إحدى نوافذ منزله ذات يوم ، وبمجرد أن قام أحد أبناؤه بفتح النافذة إذا بالعصفور يدخلُ إلى البيت بدلاً من الهرب !!.

يدخلُ إلى فضاء قلب شاعرنا ن ينكأ جرح اللجوء والرحيل الصعب عن الوطن :



جاءني دامي الجراحِ شجيناً

راعش الذَّيلٍ مكفهرَّ المحيَّا

مثقلاً بالهمومِ كم عانق القيد

وأمضى أيامه منفيَّا

وهوَ الشَّاعر الذي أطربَ الرَّوَضَ

وأعطى الحياةَ معنى شذيـَّا

آه يا طائري ونحنُ غريبانِ

كلانا في التيه مَلَّ المُضيَّا

أوَ مازِلْتَ تَذْكُرُ الأَهْلَ مِثلي

يوماَ فارقتهم ضحى أوْ عَشيَّا



الحديث الوجداني المنسكب شعراً بسلاسة وعذوبة من وجدان القافية غريبة عجيبة ، إنها صورة الشاعر إذن يراها في رحلة ذلك الطائر في تشردٍ ونأي عن الأحبة والوطنْ . لكنَّ القصيدة وهي تقترب من نهايتها تصل بنا على وميض الروح التي لا يقتلها اليأس ، إلى ذلك الأمل الذي أخذنا إليه الشاعر منذ البداية فيتغنى بأقمار الدّيار ، وتلك القمار التي حفتهما ضمائرُ الآباء والأبناء حين قدَّمتْ الروح رخيصة في سبيل الله من أجل الوطن .



لم أَجِدْ لي غَيْرَ الإله نصيراً

في دروب الأسى ودرعاً قويَّا

وأريجاً أعاد لي نفخةَ القدسِ

وبتَّ الحيــاةَ في عِطفيَّـا

الشهيدُ القسَّامُ خضَّبِ مِنْـهُ

مَفْرقاً كانَ في الظلامِ سَنيَّـا

واصطفاه (البنَّاء) يوم تعالى

صوتَهُ الحرُّ بالجهادِ قَويَّـا



الشاعر يحيى برزق هو وذلك الكناريُ اللاجئ توأمان شُردْا عن ديارهما ، لا ندري أعاد العصفورُ إلى ربوعه وأهله وعشـه بعد ذلك أو لا ، لكن الذي نعرفه بكل أسى أن أمل العناق بالأرض الحبيبة لم يتحقق لشاعرنا ، وقضى غريباً عن دياره حتى ولو كان ذلك في بلادٍ عربية !
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #4
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي في انتظار العائدين شعر : محمود درويش


رغم أن الخيمة في المنفى صارت كوخا ، رغم أنه صار كالأسطورة التي تغيب عبر البحار ، رغم المغريات والآلام ، يظل الشاعر صامدا ولا يسافر ، ويرد على مغريات اللآلئ ، ولا يرى في الجبال الراسية عائقا مستحيلا، كما أنه لا يتخيل أنه بيده يبحر في المسافات الطويلة

هكذا حال الذين ينتظرون العائدين ..الأيام حكتها على لسان الشاعر محمود درويش فلا الأوجاع ولا اللؤلؤ اللماع يصرفه عن أمه التي تعد الطعام لهم ، وإذا سرق المحتل بعد الدار زاده فالأم تصنع من بقل الحقل طعاما للوطن وزادا للعائدين...



أكْوَاخُ أحْبَابِي عَلَى صَدْرِ الرِّمَالْ

وَأَنَا مَعَ الأَمْطَارِ سَاهْر ....

وَأنا ابْنُ عُولِيسَ الَّذي اِنْتَظَرَ الْبَرِيدَ مِنَ الشّمَالْ[1]

نَادَاهُ بَحَّارٌ ، وَلَكِنْ لَمْ يُسَافِر

لَجَمَ الْمَرَاكِبَ ، وَانْتَحَى أَعْلَى الْجِبَالْ[2]

- يَا صَخْرَةً صَلَّى عَلَيْهَا وَالِدِي لِتَصُونَ ثَائِرْ

أنَا لَنْ أبِيعَكِ بالَّلآلي ..

أنَا لَنْ أُسَافِر ..

لَنْ أُسَافِر ..

لَنْ أُسَافِر !‍‍!



أصْواتُ أحْبَابِي تَشُقُّ الرِّيحَ ، تَقْتَحِمُ الْحُصُونْ

يَا أُمَّنا اِنْتَظِرِي أمَامَ الْبَابِ . إنَّا عَائِدُون

مَاذَا طَبَخْتِ لَنَا ؟ فَإنَّا عَائِدُونْ

نَهَبُوا خَوَابِي الزَّيْتِ ، يَا أُمِّي ، وَأَكْيَاسَ الطّحِينْ

هَاتِي بُقُولَ الْحَقْلِ !

هَاتِي الْعُشْبَ !

إنَّا عَائِدُونْ !

خُطُوَاتُ أحْبَابِي أنِينُ الصَّخْرِ تَحْتَ يَدِ الْحَديدْ

وَأنا مَعَ الأمطَارِ ساهِدْ

عَبَثاً أُحَدِّقُ في الْبَعِيدْ

سَأظَلُّ فَوْقَ الصَّخْرَ .. تَحْتَ الصَّخْرِ .. صَامِدْ
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #5
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي سنعــــود للشاعر الفلسطيني : أبو سلمى عبد الكريم الكرمي


لعلها القصيدة الأشهر في الشعر الفلسطيني الذي ارتبطت ذاكرته بضياع فلسطين ، فاسم القصيدة الذي يوحي بحتمية الانتصار بعودة الغريب إلى أرضه ووطنه ، هذا التصميم لا يوحي به للوهلة الأولى ذلك التوجع اللامحدود للفراق ، بل ذلك الخيال السكن في فضاء فلسطين ، يحلق عند زيتونها ويجلس عند سهولها ، أسئلة الرفاق والاصحاب واحتراق الأيام في الشتات لا يثني من عزيمته بل يظل مبشرا بالعودة ، عودة كريمة تٌفتح فيها الأبواب ، وتٌذاب فيها القيود.



خَلعتُ على ملاعبها شـــــَبابي وأحلامي على خُضــرِ الرَّوابي

ولي فــي كُلِّ مُنعَطَفٍ لـــقاءُ مُوَشّي بالســَّلام وبالعِتــاب

وما رَوَت المروجُ ســوى غنائي وما رَوّى الكرومَ سـوى شرابي

سلي الأفـُقَ المُعَطَّرَ عن جَناحــي شذاَ وصباً يرفُّ على السـحاب

ولي في غوطتيك هــوى قــديم تَغلـغل في أمــانيّ العــِذاب

وفـــي ((برداك)) تاريخ الليـالي كأني كنت أقــرأ في كــتابي

درجت على ثراك وملء نفســـي عبير الخـالـدين من الــتراب

ألمـلم من دروبـــك كل نــجم وأنثرة , أضــيء به رحـابي

وعدت إلى حــماك خيال شـعب يطوف على الطلول وفي الشعاب

أتنكرني دمشـق؟‍..وكان عــهدي بـها أن لا تـلوح بالســراب

أتنـــكرني ؟‍.. وفي قلبي سـناها وأعراف العــروبة في إهابي

أمالي في ظــلال الديار حــب شفيع صـــبابتي عند الحساب

فلســـطين الحــبيبة كيف أغفو وفي عيني أطيــاف العــذاب

أطهـر باســــمك الدنيا ولو لم يـبرح بي الهوى لكتمت ما بي

تمر قـوافل الأيــام تـــروي مؤامـــرة الأعادي والصحاب

فلســطين الحبيبة ‍.. كيف أحــيا بعيداً عن ســهولك والهضاب

تناديني الســـــفوح مخضبات وفي الآفــاق آثار الخضــاب

تناديني الشـــــواطىء باكيات وفي سـمع الزمان صدى انتحاب

تناديني الجداول شـــــاردات تســــير غريبة دون اغتراب

تنادينــي مدائــنك اليتــامى تنـــــاديني قراك مع القباب

ويســــــألني الرفاق ألا لقاء وهل من عــودة بعد الغيــاب

أجل ‍.. ســــنقبل الترب المندى وفوق شـــفاهنا حمر الرغاب

غداً ســنعود والأجيال تصــغي إلى وقع الخـطى عــند الإياب

نعود مع العواصــف داويــات مـع البرق المقدس و الشـهاب

مع الأمل المجنح والأغــــاني مع النســــر المحلق والعقاب

مع الفجر الضحوك على الصحاري نعود مع الصــباح على العباب

مع الرايات دامية الحواشــــي على وهج الأســــنة والحراب

ونحن الــــثائرين بكل أرض ســـنصهر باللظى نير الرقاب

تذيب الـــقلب رنـــة كل قيد ويجرح في الجوانـــح كل ناب

أجل !.. سـتعود آلاف الضـ حايا ضحايــا الظلم تفتح كل بـاب
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #6
شب و شيخ الشباب zen
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ zen
zen is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
جريدة الدليل والوسيلة عمدور ع شغل
مشاركات:
7,229

إرسال خطاب ICQ إلى zen إرسال خطاب AIM إلى zen إرسال خطاب MSN إلى zen إرسال خطاب Yahoo إلى zen بعات رسالي عبر Skype™ ل  zen
افتراضي


اقتباس:
سَأظَلُّ فَوْقَ الصَّخْرَ .. تَحْتَ الصَّخْرِ .. صَامِدْ

بس ياريت تساويها
سنظل فوق الصخر ..تحت الصخر ..صامدون

SYRIA

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

"حسام*عاشق من فلسطين*ناطرك"
We Ask The Syrian Government to STOP Banning Akhawia"

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #7
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي عائدون شعر : أحمد مطر


نحتاج أن نعرفكم على أسلوب هذا الشاعر المتميز ...هل ستعيد قراءة ما كتب مرات ومرات عن ذلك الهتاف الذي غمر الحناجر ، إنها معالجة لنفس الموضوع الذي حكاه سليمان العيسى شعرا ، وهو ببساطة يعيب على الذين أدمنوا الصراخ دون أن يعملوا شيئا ..

اللحون والأغاني المتكررة إذا ظلت تدور على الألسنة فقط فهل ذلك يضمن العودة، إنها معالجة موضوعية ساخرة لمن لا يبصرون العودة على حقيقتها .



هَـرِمَ الناسُ .. وكانـوا يرضعـونْ

عندما قال المُغنّي : عائـدون .

يا فلسطينُ ومازالَ المُغنّي يتغنّى

وملايينُ اللحـونْ

في فضـاءِ الجُـرحِ تفنى

واليتامـى .. مِن يتامى يولـدونْ .

يا فلسطينُ وأربابُ النضالِ المدمنـونْ

سـاءَهمْ ما يشهـدونْ

فَمَضـوا يستنكِرونْ

ويخوضـونَ النّضالاتِ

على هَـزِّ القناني

وعلى هَـزِّ البطـونْ !

عائـدونْ

ولقـدْ عادَ الأسـى للمـرّةِ الألفِ

فلا عُـدنا ..

ولا هُـم يحزنـونْ !
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #8
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي يا قــــوم .. ! شعر : إبراهيم طوقان


رغم أن الشاعر إبراهيم طوقان قد رحل من الحياة قبل سنوات من النكبة إلا أن قصائده ظلت تحذر مما يحيق بالشعب الفلسطيني من أخطار وهنا في هذه القصيدة ينبه أبناء شعبه إلى خطورة الخصام الذي استشرى يومها بين أبناء الشعب الواحد وبتحريض خفي من الانتداب حينئذ..

قصيدة" يا قوم " تحكي بلوعة واضحة ولغة بسيطة مركزة وأبيات قليلة واضحة المضمون عن الحلم الذي تآكل في ضمائر البعض وينبه من كارثة تحدق بالشعب والوطن..وقد كان!!

جاءت هذه القصيدة مع بعض القصائد الأخرى " مناهج " و "فلسطين مهد الشقاء " وكذلك " أيها الأقوياء " يطلق فيها صرخات شعرية مما يراه من تآمر السماسرة وتحالف الأعداء على البشر والحجر ، وهنا نداء قصير يكاد يكون مشهدا من مشاهد إعلانات الخطرأو إطلاق " صافرات الإنذار" .



هَزِلتْ قضيَّتُكم فلا

لحمٌ هناك ولا دمُ

حتى العظام فقد تعرَّقها الذئابُ وأتخِموا

بلَيِتْ قضيتكم فصارت هيكلاً يتهدَّمُ

ضَمَرَتْ إلى ( بلديَّةٍ )

فيها العدا تتحكَّم(1)

أوضاعُها مجهولةُ

ومصيرها لا يُعلُمُ

يا قوم ليس عدوُّكم

مَّمن يلين ويرحمُ

يا قوم ليس أمامكم
إلاَّ الجلاء فحزِّموا.. (2)



________________

(1) كان الخصام بين الأحزاب العربية وقتئذ على أشده بسبب انتخابات البلديات في المدن الفلسطينية .

(1) وقد وقع ذلك ويا للأسف ..
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #9
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي سنة أضاءت ليلنا شعر : خالد أبو العمرين


الانتفاضة المباركة الأولى كانت كافية للشاعر كي تضيئ له الطريق ، وتجعله يحكي لنا الحكاية منذ أن كان لهم وطن يحتمون به ويحتمي بهم ، ويسامرونه ويسامرهم ، لكن الدخلاء على القضية ومن حرفوا فيها مركب العودة عن مساره يحظون في القصيدة بما يستحقون من تقريع شعري لا تحرقه الأيام ، ولا تٌخفي معالمه الحيل .

لكن هذا لا يمنع أن يذكر الوطن بأجمل ما نعرفه من غزل ، وأسلوب عذب رقيق يأتي في النهاية بشائرالوطن الذي " صار لهم " من جديد .



بالأمس كان لهم وطن

واليوم صار لهم كفن

من باع شبراً من بلادي

بعته وبلا ثمن



بالأمس كان لهم وطن

ودعوتهم للّة للقراّن

للسيف المحنَّى بالسُّنَن

لكنهم عبدوا وثن



بالأمس كانوا يحلمون

فيزهر الحقلُ

كانوا عروق الأرضِ

يركض في مواكب موتهم أملُ

كانوا الرجال إذا تقهقر في الوغى خيل

في عمق أغوار القلوبِ

تبيت عكا يغفل السهلُ

وتجئ حيفا بيتها المقلُ

كثر اللصوصُ وظل يزهرُ

في سماء بلادنا النخل ُ

رحل الصليبيون لكنا

بقينا مثلما الجبلُ

ذهب المغول وضاء بدرُ

العائدين وأمطر الأملُ

في قولنا الفعلُ

في ركبنا الشبلُ

في حكمنا العدلُ

واليوم ضلَّت دربها الأبلُ

وتكون يا ولدي أول من طعن ‍ ‍



بالأمس كان لهم وطن

واليوم صار لهم كفن

من باع شبراً من بلادي

بعته وبلا ثمن



يا سقطة الأبطال أن شاخ البًدن

يا ضيعة الفرسان إن وهن الرسن

كل المخازي والجرائم باسمهم

باسم الوطن

كل الذي حاكوه خلف ظهورنا

اليوم تخرجُ للعلن

واللد يا أهلي عيون الوطن

والمجدل المذبوح قربان الوطن

لا أنت من صُلبي

ولا من رحم أمك

مًن إِذَن ؟

هل أنت في صدري درن

هل أنت في عيني قذى ؟

من باع شبراً من بلادي

بعته وبلا ثمن

هذا زمان مسيلمة

هذي وربي المظلمة

شعب يدع إلى الفيافي المظلمة

شعب يُقاد لحتفة

وأخوه يقتاتُ دَمَة

من أيها الأعراب منكم ألهمه

من علَّمه

من صوت أحبابي بليل ألجمه

من زيَّن البيع الرخيص

ومن جهادي حرمه

هذي انتفلضة شعبنا

لا لن تكون المشأمه

هذي فلسطين الحبيبة

لن تكون مقسمه

وطني وهل أحد يطاول أنجمه

سنة تكون مقدمه

والدرب مهما طال َ

تقطعه الحشود المسلمه

وطني جهنم للغزاة

وشعبنا ما أعظمه

وغداً تكون المحكمه

لا للدعاوى المجرمه

فاليوم يوم الملحمه

الفارس المنهوك من يا أمتي قد ألجمه

يتسول الأوغاد في ليل الفتن

ويقبل الأعتاب بحثا عن وطن



بالأمس كان لهم وطن

واليوم صار لهم كفن

من باع شبراً من بلادي

بعته وبلا ثمن

شعبي تؤيده السماء

شعبي حجارتة تغمسها الدماء

شعبي سيفعل ما يشاء

متى يشاء

فهو الصباح إذا دهى الدنيا مساء

وهو المعبأ بالضياء ومن ( حراء )

وطني وكل ترابه خطو لدرب الأنبياء

والغانيات تقد ثوبي من وراء

يا بؤس أمتنا إذا حكم النساء

إ نا من الذل براء

إنا لأطفال الحجارة أولياء

ولمن تهدمت البيوت

على رؤوسهم الفداء

لن يركع الجسد المعبأ

بالخناجر والمحن



بالأمس كان لهم وطن

واليوم صار لهم كفن

من باع شبراً من بلادي

بعته وبلا ثمن

لا أنت من صلبي ولا من رحم أمك

من إذن ؟

ولدي هنا . والشمس بين يديه تنفجر

نهرا من الفخر الجسور فينطق الحجر

ولدي هنا في غزة الأبطال يعتمر

وأصابع الديناميت بين يديه تستعر

ولدي هنا الفجر

ولدي هنا المطر

ولدي لنابلس الفؤاد لغزة البصر

ولدي إذا قامة قيامته

أتى النصر

ولدي بلالٌ والمثّنى قائدي عُمرُ

ولدي على الأقصى ويافا مُؤتمن

من باع شبرا ًمن بلادي

بعته وبلا ثمن



ولدي هنا في قلبه القراّن تصنعه المساجد

ولدي يثور على التراجع والتردِّي

والمفاسد

أحجاره تهوى على الأعداء ترجم كل

قاعد

لم يجر خلف سراب أمريكا

حدود بلاده زرعت سواعد

ولدي ينادي هذه بيسان خالد

ولدي ومسجد القيادة والقواعد

يا عابد الحرمين والأقصى به مليون عابد

يا نازلين إلى الحضيض وشعبنا للنجم

صاعد

كفوا فما أنتم بنىّ , ولا أنا لكم بوالد

والقدس تحميها النساء , وعندكم خمسون قائد

والاحتفالات هناك ودمعتي للغدر شاهد

والأرض تنتظر البذار فكنتم قحط الزمن



بالأمس كان لهم وطن

واليوم صار لهم كفن

من باع شبراً من بلادي

بعته وبلا ثمن



سنة من الشهداء والجرحى وموت مفجعُ

سنة وأرضي للمفاخر تزرعُ

سنة وأبطالي بلا أهل وشعبي يبدعُ

سنة وأبطال الكلام وليس فيهم مدفع

سنة أضاءت ليل أمتنا

فواعجبي لمن فوق الهزائم يهجع

والقدس من عظم الشهيد

لها سياج أضلع

الناس في وطني سيولٌ كاسحلت

كلهم لن يخدعوا

سنة فهل في الأرض من سيوقع

وطني إذا كان الزمان قصيدة

فهو المدى والمطلع

كل البلاد عزيزة

وهوى بلادي أروع

لو صمت الدنيا فيافا للمدائن مسمع

وطني لمن قام الليالي ساجدا يتضرع

وطني لمن بدمانه

باب المحبة يقرع

وطني لمن وفي النذور وبالمكارم مولع

هو ليس للسّكرى ومن في دربهم قد طبعوا

الله أكبر في بلادي لن توقع إصبع

الله أكبر صيحة تعلوا على ثغر الزمن

وطني وما أحلى الوطن



بالأمس كان لهم وطن

واليوم صار لنا الوطن

من قال لا

فالأرض والرايات

تخفق باسمه طول الزمن
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #10
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي وقفة على أعتاف مستوطنة شعر : عبد الرحمن العشماوي


شاعرنا هذا لا يخذل الشعر، لأنه يقف عند نتيجة التشريد ، ومشهد من مشاهد التغريب المتواصل في الأرض الحبيبة، وهو مع هذا يستخدم أسلوبا شيقا، قريبا إلى النفس رغم قسوة الموضوع ، لكن الحوار المشترك بين الشاعر وابنه تٌعطي القارئ فرصة كي يرى النكبة المتجددة على حقيقتها، يحكي عن الأذان الذي غاب والبيت الذي اندثر، تساؤلات رمت بنفسها على لسان الصبي وارتدت إلى صدر الشاعر نبالا، وهو يرى الديار غريبة لا تلوي على شيء تغيب رغما عنها تحت معاول الأغراب.

يا أبي
هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ
أدماها الضجرْ
هذه قريتنا تشكو
وهذا غصن أحلامي انكسرْ
يا أبي
وجهك معروق
وهذا دمع عينيك انهمرْ
هذه قريتنا كاسفة الخدينِ
صفراء الشجرْ
ما الذي يجري هنا يا أبتي
هل نفضَ الموتَ التتَرْ ؟!


يا أبي
هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ
وفي طلعته لون الأسى
هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى
غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي
صوتَ الأذانْ
عجبًا
صوتُ الأذانْ ؟؟
منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ
منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ
تروي من حكاياتِ الزمانْ
( كان في الماضي وكان )
منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ
وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ
ينساب على هذي التِّلالْ
فلماذا سكت اليومَ
فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ ؟؟!
يا أبي
هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ
هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ
ساحت في الطرقْ
فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟؟


يا أبي
كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ
وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ
وعلى التكبير نغدو ونروحُ
وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ
وبه عطر أمانينا يفوحُ
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!
يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ
أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال
أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟!
هذه القرية ما عادتْ لنا
هذه القرية كانت آمنهْ
هي بالأمس لنا
وهي اليوم لهم مستوطنَهْ
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #11
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي حيفا في سواد العيون شعر : حسن البحيري


يحق لحسن البحيري أن يهيم عشقا في بلاده، أوليست فلسطين ؟!فكيف إذا كانت مهد مولده وممشى صباه عروس المدائن " حيفا " ، بقدر الحب تأتي اللوعة ، فيسافر في ذكرياته وتنزف أيامه الماضية قصائد ولا أروع ، فنعيش في حيفا دون أن نعيش ، ونبكي عليها ولم نرها إلا من خلال عيونه ، ولا يظل الأمر هكذا بل نهيم بوطن غادرتنا محسوساته ولم تغادرنا أحاسيسه ، لعيني حيفا وسواد عيونها التي أرمدت في أيام الاحتلال ، هو لا يبكي أطلالا ، ولكن يذكر عهدا وحسب الوفي أن يذكر اشتياقه ويكتبه في دفتر الأيام ...

يوم غادرت مسقط رأسي مدينتي الحبيبة ((حيفا)) ، بعد ظهر الخميس في 23نيسان عام 1948 لم يكن ليمر في توهم خيالي إني أغادرها إلى غير رجعة .. فلقد ركبت البحر إلى"عكا" (نحو ست عقد بحرية) على أن أمضى فيها ليلتي ، ثم أعود بعد أن يخفُ جحيمُ الموت .. ولكن :

(تقفون والفلك المحرك دانب وتقدرون فتضحك الأقدار!)



ما أَشرقتْ عينــاكِ إلاَّ خْاننـــي

بصَبابتي .. صبري .. وحُسْنُ تجملي

وتَحسَّستْ كفّـايَ من أَلـَم الجــوى

سهماً مغارسُ نَصْلـهِ في مقتلـــي

وتسارعتْ من مُهْجَتــي في وجنتـي

حُمْر المــدامع جــَدولاَ في جَدولِ

فَلقد رأيـتُ بلحظ عينـــكِ إذ رَنـــَتْ

والِتّيهُ يَكْحَلُهـا بمِيـــل تَـــدلُّلِ

(( حيفا )) وشاطئـها الحبيبَ، وسَفحـهَا

وذُرىً تعـالتْ للسِّـاكِ الأَعْـــزَلِ

ومُنىً تقَضــتْ في فَسيـح رِحابـها

وهوىً تولَّــى في الشبــاب الأولِ

ورأيتُ هَيْمَنــَة الأَمــانِ مُطَمـأَنَ

اللهفــاتِ من غَدْرِ الصُّروفِ الحُوَّلِ

بِظِلالِ أهـدابٍ تــَرِفُّ غَضــارةً

كظلالِ أَهْـدابِ الغمــام المثْقَــلِ

وذكرتُ من عُمــر النعيم مَضـاءه

بِصِبىً على رُودِ الليــالي مُعْجَــلِ



والعيْشُ بُسْتـانٌ وبَسْمــَةُ ســعدهِ

فجرٌ بأفراحِ المشــارق يَنجلــي ..

والنجــم يَسحبُ من مَشارفِ اُفْقـِهِ

ذيلَ الإباءِ إلى مَشــارِفِ مَنــْزلي

عينٌ رأيـتُ بِسْحــرِها وفُتونــها

أحلامَ عَهْـدٍ بالصَّفــاءِ مُظـــلّلِ

ولمحـتُ بين سوادِهـا وبياضــِها

ظِلَّ الصَّنَوْبَرِ في أعالي (( الكَرْمـلِ ))

فعلى جفــونكِ لاحَ طَـيفُ ربيعـه

والحُسْنُ يوطئه بســاطَ المُخمَــلِ

والسَّوْسَنُ المطلــولُ بَيْن صخـوره

خَفِــقُ العِطافِ على أغاني البُلْبـلِ

ومَضاجعُ الأحبــابِ في أحضـانه

بَيْنَ الخَمَائلِ من حَريـرٍ مَوصْــلي

والرّيح ُ تَشْــدو في مَلاعبِ دَوْحـهِ

نَغَمــاً تنـام له عيونُ العُـــذَّلِ

جَبَلُ أَطــَلَّ على مرابــع أُنْســهِ

قَمَري . . وغـابَ وَتِمُّه لم يكُمــلِ

وغَرَســْتُ بين شعافــِهِ وشِعابِــهِ

زَهـْر الصِّـبا وَرَوَيْتُه من سَلْسَلـي

ورعيتــه بالرُّوح من لَفــحٍ .. ومن

نَفْحٍ ومن غِيَـر الزمــانِ النُّــزَّلِ

فنَما على جُهــْدِ الضَّنى .. وعَنائــِه

وزكا على جُرحٍ عَسيـرِ المَحْمَــلِ

حتى استوى سُوقاً .. وَهَدْهَدَ خاطــري

مَجْنىً .. وأكمامُ الرًّجـاءِ بَسَمْنَ لـي

قَطَفـَتهْ كـفٌ غيـرُ كفّــى عَنْــوَةُ

وجَناهُ من أرضي غريـبُ المِنْجــلِ

فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِ تائـهاً

من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍ أَلْيَــلِ

مُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ ، مَشْدُوهَ الأســى

أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أو مُقبــِل

وأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــي وصَبابتــي

أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِ المتهــلِّلِ

فَتَلَفَّتــي ، لا تَعْطِفــي جِيدَ الحَـيا

عنّي ، ففي عينيكِ غايةُ مأْمَلـي ....
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #12
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي الرسالة الأولى .. من لاجئة شعر : سليمان العيسى


هل تكفي تلك المسيرات لتلبية نداء المسرى الحبيب من الدخيل الغريب ، كأن هذه القصيدة التي ولدت في بداية الستينيات من القرن المنصرم ، تعيش معنا في انتفاضة الوطن المقدس وهو يرنو لأحبابه خارج الحدود فلا يرى إلا هدير المسير أو هتاف المدائن المحاصرة بالعجز أو ليس لافتا أن تكرر القصة نفسها عبر الزمن بمشاهد تكاد تقترب من بعضها في الشبه كوجه المرآة ؟

صورة الهتاف هنا ينقلها الشاعر في قصيدته بما يراه ، ويراه غيره من الشعراء ولكن لكل له أسلوبه ، وبصمته الشعرية على دفتر النكبة ...



عائدون ... عائدون إننا لعائدون ..

هَدْرُ يَضجُّ بمَسْمَـعي ، ونِـــداءُ

وخُطىًٍ تُجَرُّ ، وشــارعٌ وضــَّاءُ

ومواكبٌ ألِفَ الطريـقُ ذَهابــَها

وإيابَها ، والريــحُ ، والضوضـاءُ

والهاتفون حناجرٌ يبـسَ الهــوى

فيها ، ومات الحبُّ ، فهي زُقــاء

كالدوحةِ .. انطلقَتْ تمدُّ فروعَهـا

في الأفقِ ، حين مضَى يَجِفُّ المـاءُ

هَدْرٌ يضِجُّ ... وفي فــؤادي هدأةٌ

مذبوحــةٌ ، وسكينـــةٌ بلهــاءُ

خرجوا، وآثرت الفِـرَارَ بعزلتــي

فالبيـــت حولي وحشةٌ خرســاءُ

الساحةُ الكبرى تَغَــصُّ رحابُــهَا

بالأبريـــاءِ، وتعصِفُ الأصــداءُ

سنعودُ .. حَنْجَرةٌ تصيحُ ، وهتفــةٌ

تمضــي مع التصفيقِ ، فهي هَبَـاءُ

وبلاغةٌ رُصِفتْ خِطابــاً ساحــراً

وقصيـــدةٌ ألفاظُـــها حمـراء

سنعود .. أَسمعُها ، وتُطْبـِقُ عُزْلتـي

فــوقي ، تفغــرُ حوليَ الأشـلاءُ

أنا مثلهـم ، يا شاعــري عربيــةٌ

لمعــَتْ على مأساتــِها الأسمـاءُ

أنا مثلهم ن لكنني – وأقولهــا –

عن كـلِّ ما صَخَبوا به صمــَّاءُ

خرجوا ، ولُذتُ بغرفتي ، ما هزَّني

رعدٌ ، ولا سَعَرتْ دمــي أنـواء

لم تختلِجْ قَدماي حيـن تحــركوا

أَتَلومُ يأسي ؟ إننـــي شـــلاَّءُ

مضتِ السنونَ ، وكَرَّ ألفُ مُجنـَّحٍ

في خـاطري ، وتَعرَّتِ الأشيــاءُ

فإذا القبورُ كما وَعتهـا محنتــي

ممــدودةٌ ، والليلُ ، والصحــراء

شَبَحٌ يلوحُ ، وومضـةٌ مجنونــةٌ

في الأفــقِ تسحقُ وَهْجَها الظلمـاءُ

ومواكبٌ من آمليــنَ .. تَلُفُهــمْ

في زَهـــْوِهِمْ دَوَّامــةٌ ســوداءُ

والساحةُ الكبرى .. خطيبٌ ساحـرٌ

يَطأُ النجـــومَ ، ونفحةٌ عصمــاءُ

مضَتِ السنونَ ، وخيمتي ممـدودةٌ

فوقـــي ، تقهقهُ حولَـها النَّكْبــاءُ

لم تختلِجْ قَدَمايَ يومـاً ، لم أسِــرْ

في مــَوْكِبٍ ، لم يَسْبنــــيِ لألاءُ

أرأيتَ كافـــرةً بكل شعاعـــةٍ

مثلــي ، تجودُ بها عليَّ سمـــاءُ ؟

عَفْوَ الضياءِ .. إذا أتتـكَ رسالتــي

وبكـــل حـــرفٍ غيمةٌ رَبْــداءُ

اليومَ تكتسحُ البـــروقُ سماءَنــا

وتموجُ فيــها العِـزَّةُ القعســــاءُ

ويلعلعُ المذياعُ .. فالدنيــا لنـــا

وعلى خُطـــانا تركــَعُ العليــاءُ

ذكرى تُثارُ ، وتَنْطــوِي ، فكأَّنـها

عِبْءٌ ، كذلكَ تسقُـــطُ الأعبـــاءُ

وضريبةُ الوطن الشهــيد تحيــةٌ

صخبـــتْ ، ولافتةٌ ... علت ، ونداءُ
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #13
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي حنين إلى الوطن الشاعر : عبد الرحيم محمود


هو كذلك دائما يبدأ الحب ، وهكذا يولد الحنين ، لكن في هذه المرة بطريقة فريدة ، حين يخرج الشاعر من فلسطين مكرها قبل النكبة ، يعيش بعيدا عنها وما من ذنب ارتكبه إلا ذنب العشق والهيام بالديار المحاصرة بحراب الانتداب أو قل إن شئت " الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق " ، في غربته وٌلد الحنين وما فارقه يوما ، وانكشف الاشتياق الذي كان محشوا في رصاصات يضرب بها الشاعر ٌ صدور الغرباء ..ومن أجل ذلك طاردوه ..

الجميل في الحكاية أنه عاد بعد ذلك واستشهد في معركة " الشجرة " في عام النكبة السوداء ، لكنها ظلت هناك في كل زيتونة من الكروم أغنية لوطن ظل محفورا في الفؤاد ومرسوما في العيون..ولله در الوطن ما أغلى عيونه...

تلك أوطاني وهذا رَسمُها

يتراءى لي على بَهجتها

في ضِياء الشمس في نور القمر

في خرير الجدول الصافي وفي

في هَتون الدَّمع من هول النَّوى

دقة الناقوس معنى لاسمها

فِكرة قد خالطت كلّ الفِكَر

هي في دُنيايَ سر مِثلما

يا بلادي يا مُنى قلبي إن

لا أرى الجنة إن أدخلتها

منيتي في ُغربتي قَبل الرَّدى

ظَمِئَت نفسي لِمغناك فَهَل

وتمرين بيمنـــــاك على

ويغني الطيِّر في أشجاره

خَبَر َتنقُلُه ريح الصِّبا

ويُلاقي كل إلفٍ ألفِه ِ

يابلادي أرشفيني قَطرَةً

ليت من ذاك الثّرى لي حَفنة


في سُوَيداء ُفؤادي مُحتَََفر

حيثما قلَّبت في الكون النَّظر

في النَّسيم العَذب في ثغر الزهر

صَخَب النهر وأمواج البحر

في لهيب الشَّوق قي قلبي استعر

واسمها مِلءَ تسابيح السَّحر

صُورة قد مازَجت كل الصُّور

قَد غدا اسم الله سِرِّاً في الصُّور

تَسلمي لي أنت فالدُّنيا هدر

وهي خلو منك إلا كسقر

أن ُأمَلّي من مَجاليك البَصَر

يُطفيءُ الحرقةَ بالفؤاد القَدَر ؟

جَسدٍ أضناه في البعد السَّهَر

نغماً يُرقِص أعطافَ الشَّجر

ويُذيع الزِّهر أنسام الخـَبَر

ويَلُمان الشَّتيتَ المـنتَِثرِ

كلُّ ماء غير ما فيك كـدَر

أتملى من شذى التّرب العـَطِر
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #14
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي أيوب الفلسطيني شعر : حيدر محمود


حكاية من الحكايات الفلسطينية المتعددة الأشكال و الأفكار والصور ، هنا يوظف الشاعر قصتي النبيين أيوب ويوسف عليهما السلام ، الأول الذي أخذ الفلسطيني الصبر عنه ، أما النبي الكريم يوسف والذي خذله إخوته ، يكرر الشاعر ذات المشهد في صور الخذلان من القريب ، وهو الفتى الذي كان يعيش سعيدا ولم يكن يتوقع أن تسلمه الأيام إلى خذلان القريب " الأشد مرارة " على نفس الحر من وقع " الحسام المهند " .



هل تعرفونَ الفتى أيّوب ؟.

كان له ..

فينا – إذا مرَّ –

عرسُ للحساسينِ ..

وكانَ أجملَ مَنْ فينا ،

وما حَمَلتْ ..أُمّي

بأعبقَ منهُ ،

في الرّياحينِ ..

إذا لَفى ..

قالت الدنيا :

( الأبيُّ لَفى ...)

وطأطأت هامها ، كلُّ الميادينِ !

وكان أيوبُ ( .. يا ما كان )

أُغنيةً ،

على شفاهِ الحيارى ،

والمساكين ....

وكانَ :

نجمةَ صبحِ الذاهبينَ إلى

نفوسهمْ ..

لُيريحوها من الطّينِ ..

ويمَسحوا الهُونَ ، عنها ،

بعدما رسَفَت

به .. زماناً ..

وما أقساهُ من هُونِ !!

لكنَّ أيوب .....

مطلوبٌ لإخوتِهِ ..

من بعدِ أن دوِّخوا

نقعَ الميادينِ ...

شدّوا أعنّةَ دبّاباتِهِمْ ،

ومَشَوْا ،

( إلى مواجِعِهِ )

مَشْيَ الشياطينِ !

كلُّ المنافي .. عليهِ ،

فهيْ تُسْلِمُهُ

منها ، إليها ، سجيناً ، غيرَ مسجون !

إنْ أَفْلَتَ الصَّدرُ ،

من سهمِ العِدى .. فَلَهُ

في الظهرِ ، من أهلهِ ،

مليونُ سكّينِ !

كأنّه لم يكن يوماً ،

أخا أحدٍ ..

مِنْهُمْ !!

ولا جاءَ من ذات الشرايينِ

لا يصبحُ الدَّمُ ماءً

عند أُمّتِنا ...

إلاّ إذا عاث بالأصْلابِ ،

صهيوني !

فلتَنْتَسب فَر‌َسُ الهيجا

لفارسِها ....

فقد تشابَكَ

حُرُّ القومِ ، بالدُّونِ ..

والأرضُ دوّارةٌ ،

لا تستقرُّ على ..حالٍ

وما أحدٌ فيها بمضمونِ!

أحاولُ الفهمَ :

هذا السُّوقُ أتعبَني ..

وحيّرَتْني اضطرابات الموازينِ !

هل صاحبي .. صاحبي ؟!

( من ذا يجاوبُني ..)

وهل عدوّي .. عدوّي ؟!

( من سيُفتيني !)

وكيف أعرفُ : سكيَناً ستذبحُني

وكيف أعرفُ سكيّناً ..

ستَحميني ..؟!

أحاولُ الفهمَ : لكنْ لا يُطاوعُني

عقلي .. فأبكي عليهِ ،

ثُمّ .. أبكيني !!

يا صبرَ أيّوبَ ..

صبِّرْني على زَمَنٍ

تجاوَزَتْ حدَّها ، فيه ، قرابيني !

إنْ أجدبتْ في مكانٍ ،

قيلَ لعنتُه ... حلَّتْ

وإنْ أخصَبتْ ،

راحوا وخلوني

إنّي لأعلِنُ : أنّ الأرضَ عاقلةٌ

وليس يُنقذُها....

غيرُ المجانين ....!

فيا بحارَ دمائي ،

أغرقني سُفُني ..

وأحرقي الأرضَ ، يا نَار الشرايينِ ..
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #15
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي أين أشعار الغزل ؟ شعر : سمير عطية


القصيدة تحكي عن نفسها ، في عنوانها ملخص ما كتبته في دفاتر القلب ، والأبيات تعيش الوطن من جديد ، نبضا وحلما ، وجعا وفرحا ، على مشارف البسمة تخرج الدموع من مخابئها كي تحكي الحكاية ..عن حنين القوافي ..عن وطن في ذاكرة الشعراء ..عن وطن في أشعار الغزل !!



قالوا انتهيتَ صديقنا ولقد دنا منك الأجلُ
لم نقرأ السَّطر المحببَ من غرامٍ أو غزلْ
أو نسمع الشِّعرَ الذي سيذوبُ في تلكَ المُقَلْ
حتَى متى يا حاملَ الأحزانِ نتنهجُ المُثُلْ؟
وَتُميتُ شِعركَ في صحارى العُربِ بَحثاً عن بطلْ؟


أوَاهُ يا أحبابُ لوْ تدرون ما تُخفي القلوبْ
كيف الفؤادُ بعشقِها أبداً وربِّ لا يَتُوبْ
حتَى أتى ذاك الزَّمانُ وقُطَعتْ فينا الدروبْ
العِلْجُ ضامَ حبيبتي ورمى بها وسطَ الكُرُوبْ
أمَا أنا يا إخوتي فنفيتُ عنْ وطني السَّليبْ


كنَّا نُسافرُ دائماً في جوف أصدافِ المحارْ
كُنّا نطير مع النّوارس ، فوقَ هاتيكَ البِحَارْ
كَنَّا نشيداً للبلابل والنّسائم والصِّغارْ
كُنَّا نُقسِّمُ يومَنا بين اللَقا والانتظارْ
كُنَّا وكان الحُبُّ ، جاء الليل وارتحل النَّهارْ


سُرقتْ سَعادَتُنا ومُزِّقت الأماني بالحرابْ
وتهدَّمَ العشُّ الذي صنعتْهُ أطيارُ الهضابْ
خُنِقَ الصباحُ على المشانِق مثلَ آلاف الشبابْ
ورأيتُ دمعَ حبيبتي يجري إلى الأرضِ اليبابْ
دمعٌ على مهدِ الصِّبا وعلى حبيبٍ باغترابْ


وأنا هُنا في غُربَتي ، أهفو إلى وطنِ الجُدُودْ
يجتاحُني شوقُ كنيرانِ وليسَ لها حُدودْ
ويلُقُّني همُّ وحزنٌ عندما ألقى السُّدُودْ
لكن قلبي رغم ذلك يظلُّ مُلْتاعاُ ودودْ
يرْنو إلى زمنٍ مضى بالحبِّ والعهْدِ السعيدْ


أو بعد هذا تسألوني أينِ أشعارُ الغزلْ ؟
أم قدْ حزمتُمْ أمْرَكُم لتُكَفْكفوا دمع المقلْ ؟
وتُحَرِّرُوا محْبُوبتي من ذُلِّ ذاك المعْتَقَلْ
لكن إذا ظل الدعاءُ لديْكُمُ هُبَلٌ هبلْ
فالموت خيرٌ للورى وليقتربْ منِّي الأجلْ
  رد مع اقتباس
قديم 01/04/2005   #16
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي احبك أكثر محمود درويش


احبك أكثر
محمود درويش

تَكَبَّرْ…تَكَبَّر!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك

وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

وأرضك سكَّر

وإني أحبك… أكثر

يداك خمائلْ

ولكنني لا أغني

ككل البلابلْ

فإن السلاسلْ

تعلمني أن أقاتلْ

أقاتل… أقاتل

لأني أحبك أكثر!



غنائي خناجر وردْ

وصمتي طفولة رعد

وزنبقة من دماء

فؤادي،

وأنت الثرى والسماء

وقلبك أخضر…!

وَجَزْرُ الهوى، فيك، مَدّ

فكيف، إذن، لا أحبك أكثر

وأنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:

نسيمك عنبر

وأرضك سكَّر

وقلبك أخضر…!

وإنِّي طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو وأكبر!
  رد مع اقتباس
قديم 01/04/2005   #17
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي الورد والقاموس محمود درويش


الورد والقاموس
محمود درويش

وليكن.

لا بد لي...

لا بد للشاعر من نخب جديدْ

وأناشيد جديده

إنني أحمل مفتاح الأساطير وآثار العبيد

وأنا أجتاز سرداباً من النسيان

والفلفل، والصيف القديم

وأرى التاريخ في هيئة شيخ،

يلعب النرد ويمتصُّ النجوم



وليكن

لا بدَّ لي أن أرفض الموت،

وإن كانت أساطيري تموت

إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء، وعن شعر جديد

آه... هل أدركت قبل اليوم

أن الحرف في القاموس، يا حبي، بليد

كيف تحيا كل ُّهذي الكلمات!

كيف تنمو؟... كيف تكبر؟

نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات

واستعارات... وسُكَّر!



وليكن...

لا بد لي أن أرفض الورد الذي

يأتي من القاموس، أو ديوان شعر

ينبت الورد على ساعد فلاّح، وفي قبضة عامل

ينبت الورد على جرح مقاتل

وعلى جبهة صخر...
  رد مع اقتباس
قديم 04/04/2005   #18
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي طفولة تنمو بين المقابر


الكاتب نضال حمد


نضال محمد حمد مواليد 1963 في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان.

متزوج وله ثلاثة أطفال.

مقيم في العاصمة النرويجية أوسلو منذ 1992

درس العلوم السياسية في جامعة فروتسلاف البولندية

أصيب اصابات خطرة وفقد ساقه في معركة الدفاع عن بيروت أبان حصارها واحتلالها سنة 1982

مهتم بالشؤون السياسية العربية والعالمية وخاصة الفلسطينية الاسرائيلية.

ملتزم بالعمل من أجل حرية شعب فلسطين وتحقيق وتطبيق حق العودة الخاص باللاجئين الفلسطينيين.

رئيس الجالية الفلسطينية في النرويج

ناشط في المنظمة النرويجية الموحدة من اجل فلسطين.

كتب مقالات في السياسة بالإضافة لبعض المحاولات والخواطر الأدبية الجياشة

نشر مئات المقالات والخواطر في المجلات والجرائد العربية وبعض المجلات الأجنبية.

ولازال ينشر في عدة مجلات وصحف عربية الكترونية وورقية.









..................طفولة تنمو بين المقابر ...............


عندما حدثت مذبحة مخيمي صبرا و شاتيلا في ايلول سبتمبر 1982 كنت يومها لازلت فتى صغيرا ومتسرعا، كنت لازلت في بداية سن الشباب الحيققي، 19 سنة فقط لا غير. وكنت احب واعشق فتيات من المخيم ، كن مجبولات من الطين الفلسطيني والحبق والزعتر البلدي، ومن الياسمين واشتعال الوطن في اكواخ القش والطين، واحتفالنا بحرية فلسطين تحت الواح الزينكو وعلى انغام مطر الشتاء الذي كان يوزع نفسه وفق تقاسيم الرياح، في مخيم لا يعرف الراحة او البنى التحتية، فقد كانت غائبة...

كنت افكر بفلسطين وبالحب العذري وبما تبقى لجميل من أثر بثينة ولخولة وهند وزبيدة وعنيزة، وامرؤ القيس الملك الضليل، وطرفة ومعصم خولة والخمرة والكبرياء الجاهلي وروح التحدي والشجاعة الخارقة والتمسك بكامل الملك والحقوق والتراب الموروث عن الأب والجد... أما الآن فلا أحد يتحدث عن التقسيم ولا احد يتحدث عن أراضي ال67 ومن ينطق بكامل التراب يتهم بالمس والجنون والخزعبلات واللا واقعية وغير العقلانية، اننا في زمن الانبطاح الفلسطيني ورفع المؤخرات العربية احتفالا بتدشينها امريكيا وصهيونيا...

نحن في زمن بدل من ان نحرر أرضا نخسر المزيد من المكاسب والاملاك والحقوق والاوطان والمقدسات، نخسر شعوبنا وذواتنا، فلا يصل الحق الى اصحابه ولا يعود الناس الى اوطانهم واحبائهم الا شهداء او جرحى أو اسري...

في زمن الطفولة التي تكبر وتنمو بين القبور والمقابر وتعرش على اضرحة الشهداء لتزيدها اخضرارا واحمرار ، نقول لكل حمامة ناحت بالأمس عند سجن ابي الفراس الحمداني في ارض الروم، وها هي تنوح اليوم على شبابيك السجون التي تعج بالفلسطينيين والعرب في كل مكان من سجن نفحة الصحراوي في فلسطين المحتلة مرورا بسجن ابو غريب الأمريكي في العراق المستباح وصولا لغوانتانامو الغياهب والمجهول، أننا باقون،صابرون ومتجذرون في هذه الارض وعليها مثل جذوع اشجار الصبر والتين والزيتون والعنب والنخيل..

في الزمن العربي المتهالك، كنت ادرس الوطن في قصص الآباء والأجداد عبر سماع حكاياهم والالتصاق بها ، لأنها كانت عنوان صراعنا وارشيف نضالنا ضد هؤلاء الغزاة الغرباء.. وكنت طفلا مجبولا بعرق الثورة الكادحة ومعجونا بدماء الحنين لوطن لم نره لكنا كنا نعشقه،وكنا نسميه الحكايات والقصص والروايات والاساطير، وكان فعلا اسطورتنا وروايتنا وحكايتنا وكل ما ملكت قريحتنا من إبداع روحي وفكري وميداني.. هكذا كنا نرى فلسطين الوطن المسجون والمسلوب والمنهوب والمصادر والمغيب والمجتث والمستأصل من ارض العرب.. فلسطين الانتماء، بلادنا الاصيلة كبراءة في طفولة تنمو على اضرحة الشهداء وبين المقابر، فوق عرائش المدافن، على اطراف المدن وفي مخيمات البؤس والحرمان والشتات، وطن البراءة حاضرا فينا كالخبز اليومي والهواء الذي نستنشقه يوميا أكان ملوثا ام نقيا..

في زمن الموت الرسمي العربي، وبعد مذبحة السادات الكمب ديفيدية السياسية، وصلحه الشهير مع سفاح دير ياسين، فجأة تفتحت جراحنا القديمة وكم من عدو أخذ يقتطف البراعم من ارض الازهار ، لتبدأ رياح الحرب والخيانة والعار ، ولتبدأ رحلة خطف ابناء المخيمات صغارا وكبارا ورجالا ونساء وعجزة واطفالا ، فاستشهدت مخيمات قبل معاهدة كمب ديفيد ومخيمات أخرى ابيدت قبلها وبعدها، فخسرت بعض العائلات الفلسطينية كامل اعضاءها، كل هذا على ايدي من يفترض أنهم اشقاء ، لكن هؤلاء كانوا كالترياق أكثر سُماً من الصهاينة انفسهم.

بعد نهاية المشير المثير، صاحب الغليون الشهير على منصة الاحتفالات بعيد التحرير في زمن الاستسلام الرسمي العربي الكبير ،وجدت نفسي في حصار بيروت ادافع عما تبقى من كرامة عربية مهانة تحت بساطير الغزاة و احذية لاعبي مونديال اسبانيا الكروي، ثم اصبت في المجزرة فاصبحت من ضمن ضحاياها في مخمي صبرا وشاتيلا يوم 17 ايلول 1982...

بعد اسبوع من اصابتي صحوت ، وجدت نفسي في غرفة بيضاء بالجامعة الأمريكية في بيروت الغربية.ثم بعد فترة من الإقامة في الجامعة المذكورة رغما عني وبسبب إصابتي الخطيرة، تعرفت على الكثيرين من ضحايا مجزرة الوطن اللبناني بكامله وكذلك على بعض ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، من بينهم كان هناك صديقان من مخيم شاتيلا هما المرحومان باتريس شاتيلا ، توفي فيما بعد تحت التعذيب في أقبية المكتب الثاني اللبناني بعيد المجزرة بقليل. أما الآخر فهو احمد طه وكان يومها جريحا ويسير على عربة مقعدين، لكنه بقدرة قادر استطاع مع عربته الافلات من المجزرة، وأحمد طه كما قيل لي مؤخرا قد توفي نتيجة مرض عضال في السويد. رحمهما الله ، كانا يأتيان لزيارتي بشكل منتظم في مستشفى الجامعة الأمريكية ، هذا بالرغم من انهما كان جريحان، باتريس بلا ساق واحمد تقريبا بلا ساق ايضا، الأول يجر العربة و الثاني بالمناسبة يتعكز عليها.

بقي الوضع هكذا حتى اختفيا فجأة، فقتل باتريس كما قلت نتيجة التعذيب العربي الشقيق ولأجل اصرارهم في دوائر الأمن واقبية المخابرات على معرفة واكتشاف سر فقدانه لساقه، بعدما كان فقد وطنه وبعض أهله في مجزرة العصر وبعدما كان شعبه يهان يوميا من قبل رجال المخابرات والقوانين السيئة التي تحرم اللاجئين الفلسطينيين من الكثير من الحقوق المدنية والسياسة في بلد المقاومة والحريات.

أما احمد فلم اسمع عنه أي شيء سوى ما عرفته اثناء احدى حفلات التضامن مع الشعب الفلسطيني في مهرجان كروي سنوي يقام بالنرويج، حيث ابلغني احد ابناء مخيم شاتيلا قبل عامين ونصف انه مقيم في مدينة هيلسينبورغ في السويد. وقد ارسلت له رقم هاتفي وعنواني وبريدي الالكتروني مع الشخص المذكور، على أمل اللقاء وتذكر تجربة الماضي وايام المجزرة السوداء وما بعدها من ايام اكثر سوادا. لكنه لم يجبني، وعلمت مؤخرا أنه قد توفي في السويد.

نعم لقد مات احمد طه غريبا في المنفى وليس كما صديقه الحميم خالد سرية في مذابح ومجازر حرب المخيمات في صبرا وشاتيلا، أو كما صديقنا اللبناني محمد علي الذي صرعته شظايا الصاروخ الصهيوني التي أصابتني كذلك. استشهد خالد سرية في مخيمه وهو يدافع عنه ضد الجماعات التي نفذت برامجها الدموية وحققت شعاراتها الطائفية على حساب مخيماتنا.

على هذه الصورة السوداء كان يومها الزمان العربي، خيانات ومجازر وحصارات وتصفيات وشطب للقضية الفلسطينية وللوجود الفلسطيني سلاحا وموقفا وبشرا، كل هذا بأيدي الأشقاء العرب، فلم تكد المخيمات تتعافى من مجزرة الصهاينة والانعزاليين حتى فوجئت بحصار ومجازر جديدة بالذات في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة والرشيدية ،كل هذا في سنوات الحصار الثمانينية.

الطفولة الفلسطينية تنمو بين القبور وفي المقابر التي صارت مساكن ودور عبادة ودور سينما، نعم يقيم الشهداء في مخيم شاتيلا بمسجد المخيم، حيث لم يكن هناك مكان لدفنهم سوى بيت الله. وهناك في بيت الرب ترقد عظام صديقي محمد حسين، هذا البطل العروبي، الذي كان خير سند لي في زمن اصابتي، وهو الذي احضرني الى منزله في المخيم وانا على سرير الجراح، ثم اصر على ان اشاهد مسرحية مدرسة المشاغبين لعادل امام وسعيد صالح واحمد زكي وسهير البابلي ويونس شلبي وحسن مصطفى، واذكر يومها انني ضحكت لأول مرة منذ استشهاد مخيمي عين الحلوة وسقوط العاصمة بيروت ورحيل سفن الفدائيين الى الشتات الجديد وإصابتي بشكل خطير جدا.

الشهيد محمد حسين كان من مفاتيح الصمود الأساسية في مخيم شاتيلا مع القائد الشهيد علي ابو طوق،رحل محمد بعد ان كان قد فقد شقيقه ايضا في حملات التصفية التي تعرض لها الفلسطينيون في تلك الفترة، حيث اقتيد الشقيق الى مسلخ برج المر الشهير ومن يومها غاب ولم يعد، لذا على الذين يريدون معرفة مصير المفقودين في لبنان ، ومصير الامام السيد موسى الصدر المفقود في ليبيا أن يتعاونوا ايضا في كشف مصير المفقودين الفلسطينيين اثناء حرب المخيمات.

فكم من الأمهات والآباء رحلوا عن الدنيا وهم ينتظرون أي خبر عن فلذات أكبادهم الذين فقدوا أو اختطفوا على حواجز الحرب الدموية في لبنان ؟ ومن هؤلاء كانت أم محمد حسين العظيمة، حيث بقيت على أمل ولم تفقد إيمانها، تنتظر عودة ابنها المفقود كما وتندب رحيل ولدها البكر محمد، لكن قلبها لم يحتمل الصمود فرحلت قبل عدة أسابيع لتجاور ولدها او ولديها...
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 07:16 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.23300 seconds with 13 queries