أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > منبــر أخويـــة الحــــــر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12/08/2008   #1
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي المواطنة في سوريا


مرحبا
قبل ما ابدا الموضوع رجااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااء لا حدا يرد قبل ما خلص كتابة كل التحقيق اللي هوي 3 مراحل وهلكت لجبته

أخي المواطن الشاب
سمعت بالتأكيد بمصطلح المواطنة من مكان ما، ربما مرت في كتاب على نحو عابر في سنوات الدراسة الأولى، أو قالها مثقف غاضب في قناة تلفزيونية، ليست الفضائية السورية غالباً، وربما قيلت في اجتماع حزبي عاصف، أو في خطبة مسؤول ما.
بالتأكيد أخي المواطن، سمعت بالكلمة؟ لكن هل عشتها؟
أيها المواطن الشاب المتسكع مساءً في الغساني والشعلان، وأنت أيها المواطن المنتظر صباحاً لفرصة عمل كعامل مياوم، أنت المواطن الذي تقف أربع ساعات على أبواب السفارات، والذي نسيت كل طرقات البلد ما عدا طريق المطار؟ أنت الذي تفكر مئة مرة قبل أن تقول رأيك وتفكر مئة مرة في لقمة يومك قبل أن تفكر في رأيك؟ أخي المواطن الذي تشعر أنك غريب في الوطن.. أيها المواطن الذي لا يناديه أحد بهذا الاسم إلا عند دفع فاتورة الهاتف، أنت المواطن الذي لا ينتمي لأي حزب أو تيار أو قضية، وغير المسموح له أن ينتمي حتى لجمعية، أيها المواطن الذي يرمي قمامته من شباك منزله اللامع، ومن نافذة سيارته المسرعة، ومن يحطم كل ما يسمى ممتلكات عامة لأنها ليست له، أنت المواطن الذي لا يعرف أنه مواطن... إننا نريد رأيك.
اليوم لن نناديك "أيها المواطن"، اليوم نسألك أن تبحث معنا عن هذه الكلمة في أعماق شعورك، في كل ما تعلمته و رُبيت عليه، وفي كل ممارساتك اليومية.
تفتح مجلة شبابلك هذا الملف، ويدها على قلبها، خوفاً من المصطلح الملون بالإيديولوجيات، والمعتقل بأسرار التاريخ وأحلام الدولة.
ولعلمنا أن "المواطنة" هي من الصعوبة بمكان أن نختصرها بملف وربما بعشرات الملفات والمقالات والتحقيقات، فإننا سنفتح المجال للبحث ما استطعنا فيه، وفي ملف هذا العدد، نحاول لملمة المواطنة من حيث هي "شعور" في بادئ الأمر، قبل أن ننتقل في الملف القادم لنبحث عن الكيفية التي ينمو هذا الشعور فينا "إن كان ينمو بالفعل" من حيث التنشئة في البيت والمدرسة والخطاب الحكومي ووسائل الإعلام.
وبعد ذلك سنبحث في ملفات أخرى عن ممارسة المواطنة من حيث هي حقوق وواجبات، ومن حيث ارتباطها بالعمل السياسي والمدني.


المواطنة... حقوق، شعور وممارسة
هل نتعامل مع سورية على أنها وطن نهائي للسوريين؟
تحقيق: موريس عائق


أنا أعيش هنا... هل يكفي هذا لأكون "مواطناً" هنا؟! ما الذي يجعلني مواطناً هنا؟ أن أولد هنا؟ أن أعيش هنا؟ أن أموت هنا؟...
ماذا إن ولدت هنا وانتقلت لأعيش هناك، هل أكون مواطناً هنا أم مواطناً هناك؟ وهل يمكن أن أكون مواطناً هنا وهناك؟ أو أن أحمل "مواطنتي" معي في حقيبة سفر وأنتقل بها بين هناك وهناك؟!
مفهوم إشكالي...
في التحضيرات الأولية لإجراء بحث ميداني عن المواطنة في سورية، وفي أحد مراكز الأبحاث "الحساسة" دخل الباحث "س" إلى مكتب مديره الباحث "ع" وقال له مستغرباً: تصور أن العينة التجريبية لبحثنا لم تستطع أن تحدد مفهوم المواطنة... لا أحد يعرف معنى المواطنة!
فأجابه المدير "ع" ببرود لا يتناسب وحماس الباحث "س": بالطبع لن يعرفها الناس هنا، وربما لن يفهموها، لكنهم إما أن يعيشوها أو لا يعيشوها...
ما هي إذاً تلك المفردة "مواطنة" التي قد نعيشها أو نمارسها دون أن نفهمها أو دون أن نعرفها حتى؟! ما هي تلك المفردة التي يمكن أن نفقدها أو تُسلب منا قبل أن تصلنا؟!
المواطنة هي علاقة بين فرد ودولة يحددها قانون تلك الدولة بما تتضمنه من واجبات وحقوق، بحسب دائرة المعارف البريطانية... وهي صفة ينالها الفرد ليتمتع بـالمشاركة الكاملة في دولة لها حدود إقليمية، بحسب موسوعة العلوم الاجتماعية.

الدكتور سمير حسن، عميد كلية الآداب في جامعة دمشق يرى أن المواطنة كمصطلح اجتماعي سياسي، مفهوم حديث ارتبط في نشأته بالتحولات الاقتصادية الاجتماعية في أوروبة وبالتفكك الذي نتج عنها في البنى القبلية والعشائرية والعائلية في العصر الحديث. وهو ذو صلة وثيقة بمفهوم العقد الاجتماعي وتحول القانون إلى مخاطبة الفرد، لا الأسرة، كوحدة اقتصادية وحقوقية مستقلة، وتعزز ذلك من خلال سيادة القانون المدني ودستور الدولة ومسؤوليتها عن الأمن العام في الوطن، الأمر الذي جعل آليات الحماية الذاتية الدينية أو العرقية أو القبلية أو العشائرية أو العائلية... تتراجع أمام سيادة قانون الدولة العام.
وفي هذا الإطار، أخذ الأفراد يبدعون آليات وقنوات جديدة للتعبير عن مصالحهم وممارسة فعالياتهم ونشاطاتهم ومشاركاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكونوا جماعات انتماء جديدة تأسست على الإيديولوجيات والسياسة والمصالح المادية المشتركة بدلاً من الدين والعائلة والعرق، فقامت الأحزاب والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى حيث علاقات المصالح المشتركة والإيديولوجيا، لا علاقات الدم، هي التي تمثل الرباط الأساسي في تنظيم هذه الحركات.
شعور أم سلوك أم حقوق؟
كالعديد من المفاهيم يقسم الباحثون مفهوم المواطنة لثلاثة عناصر (المعلومات والمشاعر والسلوك). ولهذه العناصر مستويان، مستوى المفهوم الذهني والشعور ومستوى الممارسة، فالأول يتمثل في المعلومات عن الوطن والوعي بالحقوق والواجبات والرضا عن تحصيل الحقوق وأداء الواجبات، والثاني أي ممارسة المواطنة ويتمثل بالالتزام العام بالأنظمة والقوانين واحترامها وبممارسة العمل السياسي والعمل المدني الطوعي. وإذا كان المستوى الأول يعتمد في معظمه على التربية والتعليم ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، فالمستوى الثاني يعتمد غالبا على النظم والتشريعات التي تنظم عمل المواطنين من ناحية وعلى مستوى الدافعية عند الأفراد من ناحية أخرى. لكن هل شعورنا بالمواطنة ضروري لممارستنا إياها؟
يقول الدكتور سمير حسن: شعور المواطنة شعور مكتسب، فالفرد يكتسب هذا الشعور في نظام اجتماعي متكامل. وفي الأزمنة المعاصرة يكتسبه من خلال التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والتجربة الاجتماعية برمتها، وحين تتضافر التجربة الاجتماعية مع مؤسسات التنشئة فإنها تنجح في ترسيخ هذا الشعور لدى الفرد، وإحساسه بأنه جزء من الكل الاجتماعي، ويتطور عن ذلك شعور أعمق بالانتماء إلى الوطن وإحساس بالوطنية التي هي الجانب العملي السلوكي للمواطنة، والذي يجعله متحمساً ومستعداً للدفاع عن هذا الكل، كونه يشعر فيه بالأمن والحماية الاجتماعية وتحقيق مصالحه الحياتية، بما لا توفره تماماً أي جماعة أخرى أو أي وسط اجتماعي آخر.
ويخلص الدكتور سمير حسن لتعريف المواطنة كالتالي: المواطنة هي علاقة اجتماعية تقوم بين الأفراد والدولة بحيث تقدم الدولة الحماية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للأفراد، عن طريق القانون والدستور الذي يساوي بين الأفراد ككيانات بشرية طبيعية، ويقدم الأفراد للدولة الولاء ويلجؤون إلى قانونها لحماية مصالحهم والحصول على حقوقهم.
فحين يفترض أن تكون الحكومة التي تسير الدولة هي المسؤولة عن ترسيخ الشعور بالمواطنة، فإنها إذا أخلت بشروط العقد، أي إذا لم تؤمن الحماية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للأفراد ولم تساو بينهم عملياً أمام القانون، كان من الطبيعي أن يخف إحساس الأفراد بشعور المواطنة والولاء لقانون المجتمع – الدولة. وأن يبحثوا عن مرجعية أخرى تحميهم وتلبي مصالحهم، أو تربي فيهم شعوراً ولو كان وهمياً بهذه الحماية، كالعودة إلى الارتباط بالجذور الدينية أو الطائفية والعائلية والقبلية والعرقية والإقليمية...

ويوضح الدكتور حسن: هنا ولإزالة أي التباس ممكن فإننا نسارع إلى القول بأن مبدأ المواطنة لا يعني إلغاء الانتماءات الأخرى، بقدر ما يعني إعادة ترتيبها في الحس العام بحيث يكون الانتماء إلى الوطن والدولة والقانون المدني، متقدماً على أي انتماء آخر كالعائلة والعشيرة والإقليم والدين والطائفة العرق.
بعد أن نشأ المفهوم، تم اغتياله
المواطنة مفهوم حديث أيضاً بالنسبة للأستاذ عمار ديوب، أحد ناشطي مناهضة العولمة في سورية... إذ يرى أن هذا المفهوم ينتمي لتشكيلة اجتماعية اقتصادية سياسية جديدة وتحديداً للمجتمع البرجوازي المدني؛ «هذا المجتمع الذي كرّس، مفهومياً وليس واقعياً، المساواة والعدالة وحرية الأفراد، وعلمانية الدولة، وفصل السلطات، والمواطنة القانونية. وحقق واقعياً عدم المساواة والاستغلال وإطلاق حرية رأس المال، وعدم احترام حرية الآخرين، وتحقيق مصلحة رجال الأعمال أو مبدأ المنفعة الاقتصادية لأفراد الطبقة الرأسمالية... أي بعد أن نشأ المفهوم تم اغتياله على أرض الواقع».
ويضيف الأستاذ ديوب: تزامن نشوء مفهوم المواطنة مع مجموعة مفاهيم أخرى كالديمقراطية والعلمانية ومركزية العقل وأهمية دور الفرد، وبالضد من مفاهيم الإيديولوجية الإقطاعية وسلطة المقدس. واقتصادياً تزامن مع صعود الثورة الصناعية وتحكمها بكامل البنية الاجتماعية الرأسمالية، فالمواطنة كمفهوم يأخذ مداه من جملة الحقوق والواجبات التي تصون حياة الأفراد، وتلتزم الدولة البرجوازية (العقد الجديد) بالسهر على عدم الإخلال بها، وبالتالي، الدولة، لا الأسرة ولا الدين ولا سلطة رجالات الدين، هي الحامية لتلك القوانين...
أما في بلادنا العربية فقد ظهر مفهوم المواطنة، بحسب عمار ديوب أيضاً، بالتزامن مع مفهوم المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان ومع الليبرالية الجديدة وبالضد من الدولة الاستبدادية على طريقة ظهوره في بولونيا وتشيكوسلوفاكيا، فكان ظهوره سياسياً ونخبوياً ...
وتساءل الأستاذ ديوب في نهاية حديثه: بعد صعود الحركات الاجتماعية المناهضة للعولمة وحركات اليسار اللاتيني يطرح العالم السؤال التالي: هل نكتفي بمواطنة قانونية ثبت فشلها أم نستهدف مواطنة جديدة اجتماعية ديمقراطية سياسية تحقق مصلحة جميع الناس...؟
ومن وجهة نظره كمناهض للعولمة رأى أن هذا لن يتم إلا بالقضاء على الاحتكارات الرأسمالية الكبرى التي تنتقص حق الأفراد الفقراء بمواطنة متساوية حيث الاستغلال، الفقر، القمع، التمييز بين الذكر والأنثى، الاتجار بالجنس، انعدام الحريات، الحروب، الديون، والديون المشينة، والعشائرية والقبلية والطائفية السياسية...

طين... ووطن
لكن إن كانت النشأة غربية والمفهوم حديثاً، هل يعني هذا أن مواطنتنا ليست أصيلة بقدر ما هي مستوردة؟ هناك من يراها غير ذلك.
في كتاب للدكتور حسان عباس والدكتور أحمد معلا، يحمل عنوان "دليل المواطنة" تتوزع عدة نصوص تتحدث عن المواطنة وحقوق الإنسان وتجاورها لوحات بصرية لمجسمات طينية تمثل جموعاً بشرية في تكوينات متناغمة مع النصوص.
"دليل المواطنة" هو الكتاب الثاني للدكتور عباس بعد كتاب سابق حمل عنوان (أنا،أنت،هم) يقول الدكتور عباس: «الكتاب الأول قدم رداً على بعض الصحفيين الذين هاجموا أفكار المواطنة عبر مقالات في الصحف معتبرين إياها أفكاراً غربية وغريبة عن مجتمعنا، لذا قمت بمساعدة زملاء لي باختيار ما يقارب الـ 60 نصاً من الأدب المشرقي منذ أيام حمورابي حتى اليوم، تتحدث عن حقوق الإنسان والمواطنة، دون أن نسميها مواطنة أو حقوق إنسان تماماً. إن حقوق الإنسان وفكر المواطنة ليسا اختراعاً غربياً و إنما هو عالمي وهذا ما حاولنا إبرازه».
لكن الكتاب التالي "دليل المواطنة" أتى ليذكر الناس بما لديهم و بما يجب أن يعرفوه، الكتاب للتذكير فقط بحسب الدكتور عباس الذي عمل مع د.معلا، كي ترتبط النصوص بمادة خلاقة و ليس «مجرد صور توضيحية، فقرن المقروء بالمنظور يفعل الذاكرة أكثر و يرسخ الفكرة في الأذهان بأسلوب أفضل و بهذا نجمع الفكر والفن معاً»

الكتاب أتى بعد معرض جمع النصوص والمنحوتات وحمل عنوان (طين- وطن). سألنا الدكتور معلا أولاً عن العلاقة بين الطين والوطن فقال:
«أنت من هذا الطين... أنت من هذا التراب... أنت من هذا المكان، وميكانيكياً أنت من هذا الوطن. أردنا أن نقول من الكتاب والمعرض أن مكونات هذا المجتمع كلهم خلقوا من ذات الطين، وبالتالي كلهم وبتلويناتهم المختلة والمتعددة المستويات يستطيعون فتح حوار حول قيمة المواطنة ومعناها خشية أن نصل إلى يوم يصبح فيه كل واحد منا لديه فكرة عن الوطن مغايرة لفكرة الآخر... وبالنهاية يوجد في المجتمع السوري تركيبات متنوعة، عرقية وإثنية ودينية. ووجودهم مع بعضهم البعض غنى وثراء. لذلك أتصور أن مفاهيم المواطنة موجودة في ثقافتنا، وليست مستوردة من الخارج، على العكس أنا أرى سوريا صورة مصغرة لأوروبة القادمة...»
يعمل الدكتور معلا في تجربته التشكيلية على فكرة الجموع وعلاقتها بالفرد، لذلك فموضوع الكتاب يتسق مع مشروعه بالأساس، ولكن هل يمكن للوحات أو الأعمال التشكيلية أن تعمل على ترسيخ مفهوم كالمواطنة رغم ما توصف به من نخبوية؟ يرفض الدكتور معلا هذا الكلام ويشدد أن التشكيل ليس نخبوياً ويقول: «التشكيل في المعنى العميق هو جزء من الحياة اليومية، فثيابك وديكور منزلك وأشياؤك كلها فيها تشكيل. وصف التشكيل بالنخبوية فيه تلفيق، تلفيق يتعلق بالتسويق والمبيعات أكثر مما يتعلق بالفن. إضافة لأن ثقافة العصر ليس فيها نخبة، فالكل لديه أسئلة جمالية تتعلق بالفن والتشكيل، لدى الريفيين ولدى البدو كما لدى أهل المدن...».
إذاًً ما هي اللوحة البصرية التي ستعكس حقيقة مواطنتنا في سوريا؟

سوريا... قطر أم وطن؟
تعريفات عديدة للمواطنة تربطها (على مستوى الشعور والإدراك) بوجود حدود واضحة ومتفق عليها للوطن... وبالتالي تأثير الحدود كان كبيراً جداً في التشويش على مواطنتنا وشعورنا بها وتالياً ربما فهمنا لها...
ففي المثال السوري نرى أن حدود الجمهورية العربية السورية اليوم لم تكن أبداً هي الحدود المؤطرة لما يعتبره السوري وطنه. فالوطن هو عربي وسورية هي قطر. «المؤتمر الوطني السوري في السابع من آذار (مارس) 1920» أصدر بياناً يؤكد أن سورية بحدودها الطبيعية (فلسطين والأردن وسورية ولبنان) دولة عربية مستقلة، وتدار مقاطعاتها على طريق اللامركزية الإدارية. الأمر الذي سيعزز خطاباً سياسياً يعمل على توجيه المواطن السوري نحو الانتماء إلى كيان نظري أبعد وأعم من البلد الذي يحتضنه، (بحسب الكاتب السوري غازي دحمان) الذي يضيف موضحاً: «الأمر الذي سيحدث انفصاماً في الشخصية عند السوريين، بين الانتماء لبلدهم وبين الاتجاهات الشمولية، وغالباً ما أقرت الأنظمة السياسية المتعاقبة في سورية بهذا الوضع، ولم تعتبر أن الكيان الذي تحكمه هو الكيان النهائي»

وبعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، كان الاتجاه القومي في سورية مصب كل حراك أو اضطراب أو تناقض طبقي وثقافي واجتماعي وسياسي، كما أن الإيدولوجيا القومية العربية ذات الجذور التاريخية العريضة والتأثير الوازن ستجعل الشعب السوري (بحسب دحمان أيضاً) يعتبر على الدوام أن تخليه عن كيانه السياسي بمثابة انتصار. ويضيف دحمان: «من هنا نلاحظ اشتعال مشاعر السوريين عند إقامة الوحدة مع مصر عبد الناصر والتي عبروا عنها في أعراس الفرح المديدة في مدنهم وقراهم. وفي أعقاب الانفصال لم تكن الدولة في سورية تملك أي شرعية شعبية، فقد عاش السوريون لحظات الانفصال وبعدها في انفصال تام عن السياسة وتعاملوا معها بلا جدية واضحة، لذلك اضطرت القيادات الجديدة بعد الانفصال إلى اللعب على الوتر القومي الذي سيحكم سياسة سورية حتى يومنا نزولاً عند رغبة شعبية كبيرة».
ويخلص غازي دحمان في مقال له في صحيفة الحياة للقول:
"الملاحظ أيضاً أن الوطنية السورية لم تتأسس في تاريخها على قيم وأسس تنطلق من الشخصية السورية، وذلك عائد بدرجة كبيرة إلى أن السوريين في مختلف الأوقات لم يتعاملوا مع سورية باعتبارها الوطن النهائي لهم، فهي إما جزء من العروبة وسيلتحق في إطاره العربي في يوم ما على ما اعتبرته التيارات القومية الفاعلة على الساحة السورية، أو حتى جزء من إقليم الشام الأوسع بحسب ما تصوره القوميون السوريون، أو ربما هي حالة ضمن إطار أوسع على ما نظر إليه الإسلاميون والماركسيون، في كل الحالات كان يتم إلغاء «السورنة» أو على الأقل إنزالها إلى درجة أدنى في سلم الانتماء".



وحياة سواد عينيك يا حبيبي غيرك ما يحلالي
we ask syrian goverment to stop panding akhawia
نقسم سنبقى لاننا وارضنا والحق اكثرية
  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #2
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


باق هنا كالأرض..
تحقيق: وائل قدور
كثر الشبان المتذمرون في الفترة الأخيرة من مشكلات حياتهم المادية والعاطفية التي تشوشهم وتدفع البعض منهم أحياناً إلى التفكير بالسفر... والعياذ بالله. ما لنا ولهم!
إلى كل الشباب الذين اختاروا أن يبقوا هنا... حددوا أهدافكم، حددوا رغباتكم، حددوا ماذا تريدون، تحلوا بالروح الرياضية والأمر في غاية البساطة، فقط تلقوا منا بعض النصائح... والمايكروفون مع الزميل عدنان فليبدأ (الماتش):

هل تبحثون عن العمل والدراسة؟.. طيب.. جهزوا رئاتكم المتعبة، هيئوا غددكم اللعابية واستعدوا للسباق، الهثوا وراء معدلات القبول الجامعي، أسعار الجامعات الخاصة والتعليم المفتوح، وراء معدلات الدبلومات والدراسات العليا، وراء أقساط دورات اللغات والكمبيوتر، انعطفوا باكراً والتقطوا جرائد الإعلان واقفزوا من رقم لآخر، لا تيأسوا من أن جميع الخطوط خليوية، لا تستكينوا لأن أجهزة البراق ابتلعت نقودكم، تابعوا.. هرولوا من مقابلة عمل لأخرى.. أحنوا رؤوسكم أمام شروط العمل والدوام والراتب.. اقتحموا مكاتب التشغيل والمحلات والدكاكين والأكشاك.. اخلقوا شواغركم بأيديكم.. ولا تصبروا، فلا حاجة للصبر بعد كل ما فعلتم... انقضوا على أول فرصة عمل تلوح لكم ولا تنظروا للخلف وتتذكروا اختصاصاتكم.. فالمستقبل أمامكم!!
هل تريدون السكن؟.. بسيطة.. طاردوا أسعار البيوت الكبيرة والصغيرة والحقيرة.. اهبطوا إلى الأقبية أو تسلقوا الأسطح.. اعملوا واعملوا.. ووفروا ثم وفروا ثم استدينوا ثم اقترضوا ثم جمّعوا أنفسكم وتشاركوا.. وأخيراً.. ها هو أيجار أمتاركم المربعة لستة أشهر سلف، ولكن إياكم والتعب، ابدؤوا ومنذ الآن بالبحث عن مسكن آخر، وابدؤوا بتوفير المبلغ الجديد للسكن الجديد، ولكن تستحقون مكافأة صغيرة.. بإمكانكم أن تلتقطوا أنفاسكم قليلاً فقبل ستة أشهر لن تجدوا أنفسكم بالشارع.. على كفالتي!
تشعرون بالضغط وبحاجة الترويح عن أنفسكم؟.. أيضاً بسيطة، املؤوا جيوبكم وانتشروا في الشوارع، وهلموا.. أصدروا أوامركم إلى بنكرياسكم ليفرز كميات إضافية من الأدرنالين فنحن بحاجة لها.. شمروا عن سواعدكم السمر.. وانتظروا.. لحظة.. فعّلوا منعكساتكم الشرطية.. ها هو المنبه (الميكرو) آت.. هجوم.. الآن إما أن تركبوا أو لن تركبوا أبداً.. تدافعوا، وادفعوا.. لا تأخذكم رحمة بشيخ أو رضيع.. إياكم أن تنتظروا –كالمهابيل- أن ينزل الركاب.. ما هي إلا خدعة لكسب الوقت وتضليلكم.. اصعدوا.. تكدسوا.. انحشروا.. قرفصوا وتمسكوا.. أرأيتم؟ لا شيء مستحيل! الآن بسرعة إلى المقاهي والكافيتريات.. توزعوا.. واحذروا من الإحباط إن لم تجدوا متسعاً.. انتظروا.. دافعوا عن حقكم في الجلوس.. اجلسوا.. تكوّموا.. تكدسوا.. تمترسوا وراء سجائركم وخراطيم نراجيلكم.. أشهروا أجهزتكم النقالة.. الشيطان، الجاسوس، الدمعة وقاهرها، الباندا والمجنزرة.. أطلقوا العنان لبلوتوثاتكم.. الأغاني، المقاطع الكوميدية المحتشمة منها والإباحية، عمليات التفجير والإعدام.. لا تنسوا كاميراتكم، فاللحظات السعيدة بحاجة إلى توثيق دائم.. لا تنسوا أنكم جيل التوثيق والتنظيم والأرشفة..
أخيراً هل تنشدون الحب؟! أبسط من بسيطة.. تهندموا وتأنقوا، برمجوا قلوبكم على موجات طوائفكم تحسباً من هدر الوقت والمشاعر على شريك قد ينتمي إلى طائفة أخرى.. فالمضاعفات ستتضاعف إن تطورت العلاقة باتجاه الزواج! اختاروا عشيقكم وانتشروا في المدينة.. فالحدائق أبوابها مشرّعة، والشوارع لا تشكو من شيء، أحبوا وتصارعوا مع خطيئتكم إن فكرتم بمسك يد الشريك أو تقبيله.. تصارعوا مع تربيتكم ومعتقداتكم.. إن حسمتم المعركة فتأهبوا للمعركة التالية.. إقناع الشريك.. أيضاً نجحتم.. إليكم إذاً بالناس ونظراتهم.. عمال الحدائق وتعليقاتهم.. عناصر الأمن وتعاونهم!.. اعشقوا وتمعشقوا.. هنا لا يوجد عقود إيجار، فالتبديل قد يحدث قبل انقضاء ستة أشهر أو أكثر.. لا تساوموا، وتصبّروا.. بدلوا شريككم فوراً إن شعرتم بأنه لا يفهمكم أو أنه متعصب أو متحرر زيادة أو لا يطوّر نفسه أو ظهر على حقيقته..
نصائح إضافية: إياكم والمبالاة.. بأي شيء.. لا تنسوا أنكم الضحية، فإن لم تتقنوا أداء دوركم الآن فلن تفلحوا في تقمصه لاحقاً.. قبل النوم وأمام التلفاز قليل من ممارسة التأثر لمناظر الجثث، أتبعوها فوراً بجرعة من التأثر أمام قنوات الأغاني.. حملقوا بالأجساد المتمايلة والوجوه الحزينة.. من المفيد أيضاً ساعة أو ساعتين من السوليتير أو الفيفا أو الألعاب الاستراتيجية.. الآن حان وقت النوم.. وحان وقت النصيحة الأخيرة: لا تحلموا.. إن استطعتم!!

  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #3
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


مواطنة الشباب السوري و فعل الحب عن بعد ...!
تحقيق: رشا فائق

د. حسان عباس: تبرز المشكلة عندما لا يشعر الوطن المواطن بأن هذا المكان له
"تزوجت عن طريق الأسرة من طبيب مصري و انتقلت للعيش معه في مصر،بعد الزواج الذي لم يستمر لأكثر من شهر عدت إلى بلدي لألد ابني الوحيد بعد تسعة أشهر، و أبدأ معه رحلة البحث عن جنسية.فوالده لم يرسل لي سوى شهادة ميلاد هي اليوم كل ما يملك لإثبات شخصيته.لم أترك بابا إلا وطرقته،السفارة المصرية،الخارجية و الداخلية و من ثم الهجرة و الجوازات التي منحت ابني تذكرة عبور لمصر في عمر السادسة عشرة و مع ذلك لم يحصل على جواز سفر لأنه قاصر و القانون المصري يشترط موافقة الأب (الذي لم يتعاون معنا)....تعرض ابني لحادث سير مما أعاق تقدمه لامتحان الشهادة الثانوية، و لم نستطع اتخاذ أي إجراء بحق المخالف نظرا لعدم وجود أي أوراق ثبوتية لديه.... "
بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن و الأسى تروي السيدة منتهى الهواري حكاية ابنها الشاب الذي ولد في دمشق و درس في مدارسها، تربى في حاراتها وأتقن لهجتها و لم يعرف غيرها وطناً.و مع ذلك فإنه بلغ الخامسة والعشرين دون أن يمتلك حق العمل أو التملك أو الزواج أو حق قيادة سيارة في شوارعها و لا حتى حق قطع تذكرة سفر بالنقل الداخلي لأنه ببساطة لا يمتلك هوية شخصية تثبت انتماءه إلى سورية الوطن الذي ولد على أراضيه ،تربى و عاش فيه منذ مولده و حتى تاريخ بلوغه الخامسة و العشرين من العمر....
“ابني مواطن سوري مثل أي مواطن سوري آخر،انه يشعر بالانتماء إلى كل شبر في سورية التي درس على أرضها و أكل و شرب من خيراتها،و هو على استعداد لتأدية الخدمة العسكرية–رغم انه وحيدي-مثله مثل باقي الشباب السوري الفارق فقط هو أنه لا يحمل الهوية السورية".
نبرة السيدة هواري الصادقة أثارت في داخلي الكثير من التساؤلات،ففي الوقت الذي يحلم فيه ابن هذه السيدة بالجنسية السورية، و يقدم الطلبات تلو الطلبات للحصول عليها نجد آلافا من الشباب السوريين الطامحين بالحصول على جنسية أخرى لا محدد لها سوى أن تكون أجنبية .....هل يشعر هذا الشاب بالانتماء إلى سوريا أكثر منا نحن بقية الشباب الذين نشأنا وكبرنا و درسنا في هذا البلد و نحمل هويته؟ لماذا يناضل هو في سبيل الحصول على الهوية السورية في حين نقاتل نحن سعيا وراء أخرى؟
الانتماء هوى أم هوية:
انس شاب قارب الثلاثين من العمر،اعتاد الجلوس أسبوعياً مع رفاقه في أحد مقاهي دمشق القديمة،إلا أنه و منذ ما يقارب الشهرين اعتاد الجلوس في المقهى بشكل يومي،يدفع عن نفسه مرة واحدة فقط في الأسبوع و باقي الأيام يمضيها على حساب رفاقه و السبب بحسب قوله "عاطل عن العمل" و يعول.
ابتسامته الدائمة تحمل في طياتها إحساسا بالمرارة و الفشل،يقاومه دائماً بالسخرية بكل ما يحيط به بدء من نفسه.و لأنه فاضي وغير راضي– حسب تعبيره-فلم يمانع من دردشة سريعة حول وضعه قبل وصول أصدقائه إلى المقهى" تخرجت من الجامعة منذ ما يزيد عن الخمس سنوات تنقلت خلالها في العمل بين ما يزيد عن ثلاث شركات و أربعة مكاتب و خمسة محلات تجارية فأنا خريج تجارة و التجارة شطارة و لكنها معي و للأسف خسارة فقط... ففي كل مرة أجد فيها عملاً أتركه بسبب تدني الأجر أو حتى غيابه إذ غالبا ما تمر الشهور و صاحب العمل يماطل في تسديد الراتب أو حتى يسدده على دفعات و بالتقسيط مما يضطرني في النهاية لترك العمل….. آخر عمل لي كان في أحد المكاتب التجارية في منطقة راقية،إلا أنني و بصراحة ضجرت من اضطراري للخروج من المكتب والتسكع في الشوارع هربا من حملات التفتيش الخاصة بالتأمينات الاجتماعية إذ أن صاحب العمل اشترط منذ البداية عدم تسجيل أي موظف(كنا قرابة الخمسة عشر موظفاً) في التأمينات. في أخر مرة طفح بي الكيل و رفضت التسلل هربا و كأنني مهاجر غير شرعي في بلد أوروبي فكان مصيري هذه المرة الشارع، و لكن بصورة نهائية ..."
حكاية انس و اضطراره مع رفاقه للتسلل من الباب الخلفي للمكتب في كل مرة يزور فيها مندوب التأمينات مقر عمله دفعتني لسؤاله عن رغبته بالسفر للخارج فكان جوابه و بسرعة" إيدي بزنارك بس كيف؟لقد راسلت ابن عم والدي في السعودية و قد وعدني خيرا و لكنني بحاجة إلى كفيل و انشالله بيصير خير" وعن إمكانية عودته في حال نجاح سفره قال انس"حدا بيطلع و بيفكر يرجع ...!"و عندما أخبرته بقصة ابن السيدة هواري و حلمه بالجنسية السورية قال لي ساخرا" الحب شي و الجازة شي تاني".
و قبل أن أبادر أنس بسؤال جديد وصل صديقه جورج الذي بدا ضجرا و ذا مزاج سيئ....بعد السلام و التعارف التفت انس نحوي قائلا":قصتي مملة و عادية و تشبه قصص ألاف من الشباب السوري العاطل عن العمل و الذي إن حالفه الحظ و وجد عملا فإما أن يتحكم به صاحب العمل ممليا شروطه كما حدث معي،أو يجد فرصة في إحدى المؤسسات الحكومية التي تطبق قوانين العمل و لكن من دون عمل، و بالتالي يتحول إلى عاطل عن العمل و لكن بدوام رسمي(يضحك)لذا أنصحك بالكتابة عن جورج فقصته أكثر طرافة".
التفت نحو جورج الذي بدا خجلاً و بعد تردد قال"أنا حمصي الأصل قدمت إلى دمشق قبل حوالي العشر سنوات بهدف الدراسة و بقيت فيها بعد التخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير،اعمل حاليا في مخبر لتحميض الصور و حلمي أن أنجز معرضاً للتصوير الضوئي خاص بي و لكنني بصراحة لا أجد الوقت الكافي لتنفيذ هذا الحلم فأنا مضطر لتغيير منزلي كل ثلاثة أو أربعة أشهر بحسب الظروف،خاصة و أنني لا أستطيع تسديد الاجار بصورة مقدمة و إنما كل شهر بشهره مما يدفعني إلى حمل أغراضي بحثا عن مكان جديد في كل مرة يقرر فيها صاحب المنزل زيادة الأجرة...هل تصدقين أنني و خلال العام الماضي تنقلت بين خمسة بيوت(طبعا اقصد بالبيت غرفة و منافع)في النهاية قلت يا ولد ارجع إلى بلدك حمص و استقر هناك و لكن أخي تزوج هناك وخسرت حتى غرفتي في منزل العائلة"
و عندما سألت جورج هل يشعر بالحنين إلى مدينته حمص أجابني"أنا في دمشق منذ أكثر من عشر سنوات و أعرف شوارعها و حاراتها كابن دمشق إن لم يكن أكثر،أحياناً اشعر أنها تخصني أكثر من حمص التي قضيت فيها طفولتي وجزءاً من شبابي في حين أمضيت معظم شبابي هنا في دمشق، و لكنني و بصراحة اشعر بالحنين إلى أي مكان استقر فيه،أي مكان لا اضطر لمغادرته كل ثلاثة شهور أو أربعة في أحسن الأحوال... أشعر بالحنين لأي أربعة جدران تحتضنني أنا و كراكيبي و تفسح لي مجالاً لأعلق ثيابي في خزانة و أنا مطمئن إنها لن تخرج منها قبل عام على الأقل أنجز خلاله المعرض الحلم".
"هل تفكر في السفر؟؟"سألت جورج،فقال"و من لا يفكر في السفر في هذا البلد– يلتفت نحو أنس الذي بدا مطرقا– هل تعرف أن صديقنا عمار سيسافر إلى السعودية الأسبوع المقبل- يعود لتوجيه الحديث لي- عمار خريج هندسة و حاصل على دبلوم عال و قد حصل بشق الأنفس على فرصة عمل براتب جيد في إحدى الشركات الكبرى في المنطقة الحرة و لكنه سيترك كل هذا ليسافر إلى السعودية و براتب لا يزيد كثيرا عن ما يحصل عليه هنا....""ما السبب ؟؟"تساءلت،فأجاب ببساطة"العسكرية خدمة العلم،عمار شارف على الثلاثين وإذا التحق بخدمة العلم فسوف يخسر الوظيفة و لن يجد مثلها بعد انتهاء الخدمة لأنه سيكون قارب الثالثة و الثلاثين و من دون خبرة عملية و لن يجد وقتها حتى وظيفة في الدولة....".
قلت لجورج"و لكنك سوري و من واجبك أن تؤدي خدمة العلم لبلد أنت تحمل هويته؟؟؟قاطعني انس"من واجبي نعم و لكن أليس من حقي أن أجد عملاً يؤمن لي دخلاً مقبولاً؟؟أليس من حقي أن اعمل في ظروف و شروط تحترم دراستي و مؤهلاتي؟؟ أليس من حقي أن أجد مسكناً بشروط صحية اسكن فيه ؟؟أنا سأقدم عامين من عمري، و لكن على ماذا سأحصل في المقابل؟ الأسعار ترتفع يوما بعد يوم...أسعار الإيجار في الضواحي تنافس الأسعار في وسط المدينة؟؟أنا اليوم أقارب الثلاثين و لا املك دخلا ثابتا...ساعديني في تأمين عمل بدخل جيد بعد الخدمة و مسكن لائق في الضواحي و أنا على الاستعداد لخدمة العلم لثلاث سنوات....أنا سوري الهوى قبل الهوية و لكن هل تهواني سورية كما أهواها أنا؟هل تفكر بي كما أفكر بها أنا....؟ هل تقاتل من اجلي كما سأقاتل أنا ؟"

الموطنة مفهوم حياتي:
غادرت المقهى و أنا أفكر بحال هؤلاء الشباب، أنس الذي خسر عمله لأنه رفض أن يعامل كغريب،كمجرم فار من العدالة أو كمهاجر غير شرعي، و هو ابن البلد و مواطن فيها له من الحقوق كما عليه من الواجبات....جورج و رحلته بحثاً عن جدران أربعة تلملم إحساسه بالاغتراب داخل بلده... حلم انس بالسفر و رغبة جورج بالاستقرار في أي بقعة في العالم و إن كانت خارج الوطن...
ترى لماذا يحلم معظم الشباب السوري بتذكرة سفر توصلهم للخارج أيا كان عربياً أو أجنبياً؟؟ربما يبدو الحلم مشروعاً عندما يرتبط بمحاولاتنا لتحسين ظرفنا المعيشي و الحياتي.و لكن الأمر يبدو مختلفا عندما يصبح حلم السفر للخارج مرتبطا بحلم الحصول على جنسية أخرى،ترى لماذا نسعى نحو تغيير جنسيتنا؟؟؟أو بمعنى أدق ما الذي يدفعنا إلى طلب تغيير هويتنا و ما يعنيه ذلك من تغيير انتمائنا الذي استمر لما لا يقل عن عشرين عاماً في سبيل الحصول على هوية أخرى و انتماء آخر لا يمت لنا بصلة يوماً واحداً ؟؟؟
يقول أمين معلوف في كتابه (الهويات القاتلة)" نعم،في كل خطوة في الحياة نصادف إحباطا و خيبة و إهانة فكيف لا تصبح شخصيتنا ممزقة ؟ و كيف لا نشعر بهويتنا مهددة ؟كيف لا نشعر بأننا نعيش في عالم يمتلكه الآخرون و يخضع لقواعد يمليها الآخرون،عالم يشعر فيه المرء انه بات غريباً أو دخيلاً أو منبوذاً؟ كيف نجنب الآخرين الانطباع بأنهم قد خسروا كل شئ و أنه لم يعد لديهم ما يخسرونه حتى باتوا يتمنون على طريقة شمشون أن ينهار الهيكل ،يا رب عليهم و على أعدائهم؟ ".

كلمات معلوف و قصص الشباب دفعتني لزيارة الباحث و المفكر د.حسان عباس، بحثاً عن إجابة لتساؤلات الشباب و تساؤلاتي أنا أيضا.ماذا نفعل نحن الشباب سوريو الهوى قبل الهوية و نحن نتعرض يومياً لاختبارات لمدى صدق هوانا وقوة مشاعرنا تجاه وطننا؟؟ماذا نفعل و نحن نرى وطننا يقزم أحلامنا يوماً بعد يوم؟؟ماذا نفعل ونحن نعيش كل يوم صراع البقاء من دون حب أو الهروب نحو المجهول...و لكن مع كل الحب؟؟؟
يقول د.حسان عباس"المواطنة مفهوم يحمل بالضرورة بداخله مفهوم العلاقة،فلغوياً المواطنة من المفاعلة(أي أن هناك أكثر من فاعل)،والعلاقة هنا هي بين الكائن المواطن و مكان الكينونة و هو الوطن.هذه العلاقة إذا لم تكن مشدودة من قبل الطرفين فإنها حتما ستكون علاقة ضعيفة تخمد انتماء المواطن و شعوره بالانتماء إلى الوطن.والشد من جانب الوطن يكون من خلال القانون الذي يكفل حماية الحقوق بالعدالة والمساواة الاجتماعية و تكافؤ الفرص في حين أن الشد من قبل المواطن يكون من خلال احترام القانون و ما يفرضه من واجبات و أسلوب التمتع بالحقوق. و تبرز المشكلة عندما لا يشعر الوطن المواطن بأن هذا المكان له و من أجله من خلال حماية حقوقه المدنية،السياسية والاجتماعية مما يؤدي بصورة طبيعية إلى أن يخفت شعور المواطن بانتمائه و مواطنته.وهنا أود أن أؤكد بشدة على أن المواطنة مفهوم حياتي وليس سياسياً أو اجتماعياً...و بالتالي السؤال هو هل كفل الوطن للمواطن الشاب أساسيات أموره الحياتية؟؟؟هل منحه فرصة عادلة و منطقية لاختيار دراسته الجامعية؟؟؟هل المعايير المعتمدة اليوم للمفاضلة الجامعية تضع الطالب الصحيح في الموقع الدراسي الصحيح؟؟؟بعد التخرج،هل يحصل الشاب على فرصة عمل تناسب إمكاناته و مؤهلاته العلمية ؟؟أين هي المنابر الحرة التي تكفل للشباب التعبير عن رأيهم و مواقفهم بعيداً عن الأقنية الرسمية الحكومية؟؟؟لنكن واقعيين الشباب السوري يبدأ حياته العملية بالإحباط بدءاً من موضوع الدراسة الجامعية مرورا بموضوع خدمة العلم و انتهاء بإيجاد فرصة عمل مناسبة، و هذا ما يبرر ارتفاع نسبة الشباب الراغبين في السفر و الاغتراب و العمل في الخليج ليس بسب ما يقدمه العمل هناك من مزايا مادية و إنما لأن الشباب ببساطة لا يشعرون بالاستقرار و بالتالي لا يمانعون في الغربة إلى الخارج البلد طالما أنهم مغتربون أساساً في الداخل.أنا أجزم أن غالبية الشباب السوري يرغب بالعمل و البقاء في سورية و لكن هل تتاح لهم الفرصة؟؟الشباب و مع الأسف لا يقيمون باعتبار ما هم (ماذا يحملون من معرفة،قدرة على العمل...)و إنما يقيمون باعتبار من هم (أي إلى من ينتمون عائلة،حي،قبيلة،مدينة....)و من الطبيعي أن يحبط كل من يملك الما الحقيقية و لكن لا يستطيع تقديم المن الحامية ....
ماذا يفعل الشباب؟حقاً لا أعرف،بالطبع لن نطلب منهم شهادة جماعية أو تضحية كاملة و لكن ربما يمكننا أن نطلب منهم أن يسعوا للتشبه بالمسيح بمعنى أن عدم الحصول على كامل الحقوق لا يجب أن يؤدي بالضرورة إلى عدم القيام بالواجبات،نحن بحاجة إلى نوع من التضحية حتى لا نراكم الأخطاء....المطلوب من الشباب اليوم العمل بمقولة(تشاؤم العقل و تفاؤل الإرادة)نحن لا نمتلك بديلاً لمجتمعنا ولكن لابد أن نعمل و لو لمجرد الإحساس بالحياة،أن نكون فاعلين أفضل بكثير من أن نكون مفعولاً به أو فيه، فالتراكم لابد و أن يؤدي إلى نتيجة و لو للأجيال القادمة... البعض ربما يفضل الابتعاد و عدم المشاركة و هذا من حقه و لكن ليس من حقه أن يلومنا لاحقا و يتساءل لماذا لم يتغير شيء في البلد...البلد لن يتغير إلا بيد شبابه...".
  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #4
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


مؤشرات
مؤشرات عن أعداد وتوزع المغتربين السوريين وهي إحصاءات ومؤشرات تقريبية:

تشير إحصائية عن أعداد المغتربين في أوروبة مأخوذة عن دراسة لبنك الاستثمار الأوروبي بعنوان: " تفعيل حوالات العمال المغتربين في دول حوض البحر الأبيض المتوسط"إلى أن عدد المغتربين السوريين حول العالم يقدر بـ 981000 مغترب لعام 2000 (الإحصائية عن European Survey of Information Society Projects and Actions،(الدراسة لا تحصي المتحدرين من أصول سورية في أمريكا اللاتينية حيث توجد الكتلة الأكبر للمغتربين السوريين الذين يقدر عددهم بعدة ملايين .... وهي غير دقيقة حول المغتربين في دول الخليج العربي ).
في أوروبا يوجد 66000 مغترب سوري لعام 2003 نصفهم موجودين في ألمانيا والسويد. و تشير بعض الأرقام المتداولة إلى حوالي 500 ألف أمريكي سوري في الولايات المتحدة الأمريكية. في حين أن الأعداد في كندا و أستراليا وأفريقيا وروسيا والدول المستقلة غير متوفرة.
خلال السبعينيات كان لافتاً للانتباه هجرة النخب السورية المثقفة وبقاؤهم في الخارج، وكانت هناك أيضاً هجرة مهمة عبر الدول المتاخمة لسورية مثل لبنان والأردن، وفي عام 1990 – 1991 عاد إلى سوريا 150000 سوري كانوا يعملون في الكويت .
يشكل السوريون في أوروبة 5% من السوريين في العالم (حسب نفس الدراسة)، في حين يشكل السوريون في ألمانيا 45% من السوريين في أوروبة.
لا توجد إحصائية لعدد المغتربين في الدول العربية حيث يتم تسميتهم جالية عربية و ليس مغتربين !!! يتجمع معظمهم في المملكة العربية السعودية و يزيدون عن المليون...
حسب دراسة مشتركة بين هيئة تخطيط الدولة و الـ UNDP فإن 20 % فقط من المغتربين السوريين الذين يحصلون على الدكتوراه من الجامعات الأجنبية يعودون إلى بلدهم.
  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #5
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


شظايا وطن
حتى أزرع في الأرض جنتي، أو أنتزع من السماء جنتها
تحقيق : راما نجمة
"لن ارتد حتى أزرع في الأرض جنتي، أو أنتزع من السماء جنتها، أو أموت، أو نموت معاً"، كان هذا صراخ غسان كنفاني، وتحديه للسماء أنه لن يرضى أي تعويض عن وطنه التي هي حياته.
نداء لم يبق له الكثير من الصدى، في زمن انقطاع الذاكرة عن رحم الأرض، هل ثقبت الذاكرة واحتلت الأرض كما يقولون، أم ربما العكس هو ما حدث حقاً!؟
كان التراب يوماً مصنوعاً من البشر، وكان البشر مصنوعون من التراب، كانت الأرض عرضاً، والعرض شرف الذاكرة التي لا تنسى، كان الوطن أرضاً ترفض حدودها، وليس 28 كرسياً في مجلس الوزراء ذي الأربعة جدران، كان الألم تاريخاً للنضال، ولم يكن الحاضر براغماتياً لأبنائه وحاقداً على أحفاده، ما الذي حدث حتى جعل الشعارات مضحكة والأغاني مريضة، كيف سنتحدث عن المواطنة ونحن نعيش على أرض مثقوبة وفي ذاكرة محتلة؟. أليست المواطنة هي شعور بالوطن بداية، فتعالوا نلملم شظايا هذا الشعور...
"تستغرق الطريق من مجدل شمس الى مدينة الأشباح مدينة القنيطرة "، فترة زمنية لا تتجاوز الست والثلاثين دقيقة. الذاكرة المحمولة في الأذهان ممن تبقى من جيل الآباء والأجداد الذين عايشوا فترة ما قبل الاحتلال، تستحضر بقايا من الماضي، في وجدان الحاضر، فتتجسد أمامنا حاضرة من عبق الماضي سهول المنصورة، واشجار الحور في تل البرم، وعين حورا، وتل الأحمر وصدر العروس. التي تطل على مجدل شمس ومسعدة وبعض الأشجار العالية التي سلمت من الاقتلاع في مدينة القنيطرة، وقرية عيون الحجل، تستحضرك، حركة الجنود في مخفر القنيطرة، وثكنات الجيش المهجورة التي اخترق جدرانها الرصاص، واحتضنت زواياها العالية أعشاش عصافير الدوري، والسنونو، بعد أن هجرها حماتها وروادها، واقتلعوا من أرضهم، منذ سنين، حاملين معهم، معاناة شعب مشرد، ومهجر، تحول إلى مخيمات اللاجئين والنازحين، وتاركين وراءهم ذكريات وتاريخ شعب عريق الجذور والأصول، رازح تحت نير الاحتلال."
أيمن أبو جبل -أسير سابق
مجدل شمس - الجولان السوري المحتل

كلنا نعرف متى احتل الجولان، نحفظ تاريخ النكبة، مثلما نحفظ تاريخ تحرير القنيطرة، من أجل عشر علامات في مادة التربية القومية، ثم يغيب الجولان، يحضر خجلاً في نشرات الأخبار، كرمح في خاصرة الوطن، كسبب لكل القضايا، للحرب والسلم والديمقراطية المعلقة، يذهب الجولان كحياة كبشر وحجر، ويحضر كقضية وتاريخ يستدعى قسرياً في وقت الحاجة، الجولان وسكان الجولان وقرى الجولان وتاريخ الجولان وجغرافية الجولان، ليست حاضرة في وعينا وتفكيرنا وفي ذاكرتنا، هذا الجنوب السوري، هذه الأرض التي احتلتها إسرائيل، فثقبنا ذاكرتنا وأسقطناها منها، وكما يقول المحلل السوري، ياسين الحاج صالح فإن "توطين الجولان في الوعي والثقافة والذاكرة السورية، ليس في التغلب على حواجز الاحتلال المادية بل في تكثيف شبكات التواصل والتفاعل المعنوي والشراكة الروحية بين السوريين الذين يفصلهم المحتل".
ماذا فعلت الحكومات السورية لتقوي ارتباط الجولانيين ببلدهم، أو ماذا قدمت من التزامات أو استحقاقات تجاه أهالي الجولان المحتل، وماذا فعلت جمعيات حقوق الإنسان من أجل الأسرى السوريين الموجودين في السجون الإسرائيلية،وماذا فعلنا نحن، سوى إقصاء الجولان من الوعي والذاكرة، بل نسيناه كمجتمع حي...
الذاكرة
"صفعه على وجهه صفعة خفيفة لم تكن كافية لهش ذبابة عن وجه السجين... لو وجدت فعلاً، وكرر ذلك مرتين أو ثلاث.
ضحكت في سري متألماً آسفاً لمعرفتي إلى أين سيؤول به الأمر. فبعد أيام صار صوته الحاد يملأ الجناح، ولا يترك الكرباج من يده يضرب به كل سجين يمر دون أي سبب فإن لم يجد سجيناً يضرب الحيطان.
حزنت على هذا الصبي الذي بكته أمه مثل كل الأمهات السوريات، يوم فارقها لأول مرة من حياته ليخدم الوطن: ليحميها ويحمي إخوته وأبناء قريته من ضيم ومن شر يتريص بهم من ذاك الغريب وراء البحار أو وراء الجولان... أو وراء البقاع".
لؤي حسين
الفقد- حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي

هكذا صار وفقدنا بوصلة الوطن، أصبح الاختلاف حول الوطن يصنفنا إلى أعداء وأصدقاء، تأسست لدى جيل كامل ذاكرة مريضة بحمى الخلافات الداخلية وقد أضحت جبهة المعارك القاسية، هل يمكن أن ننكر أن الذاكرة السورية، والتاريخ السوري الحديث يوجد هناك، مدفون في أعماق اللاشعور، أو في مملكة الصمت الرهيبة التي تكبر داخلنا...
أو كما تراها الكاتبة سمر يزبك "حواف الهاوية التي نعيشها في سورية من عزلة ثقافية وسياسية، شبيهة بعزلة إجبارية في قصر كبير، زخارفه مترفة الضوء. مترعة النوافذ، لكن الحركة فيه ممنوعة، إلا لصالح زخرفة الغامض المجهول الذي لا نعرفه ولا نراه ويبقى متخفياً وراء الشعارات الوطنية، والأعلام الخفاقة تحت سماء الوطن".
فذاكرتنا مجروحة بل هي محتلة ببقايا صور مشوهة عن الوطن، ومشاهد مقسمة على قياس انقسامات هذا الوطن، وبالتالي لن يسترجع السوريون ذاكرتهم الحقيقية إلا بعد أن يسوّى هذا الأمر، أي بالديمقراطية والحرية واحترام الإنسان.

التراب
وفي مكان ما، في الأرض ربما، وفي نفوس الذين توجهوا نحو سموات الغيب داخل الأرحام، التي لم تحبل بعد، على حافة سقوط الإنسان وعبوره... في أي من هذه الأماكن الغامضة كان يكمن ألم، لا حدود له يسع الأرض والسماء، ويسد جميع المنافذ في وجه الإنسان الباحث عن أرض صغيرة مطهرة من الدم والبؤس وآثار أحذية الجنود.
حيدر حيدر
الفهد- رواية عن زمن سوري

في يوم ليس بعيد، حارب السوريون من أجل قطعة أرض، أقاموا الثورات وحفروا الخنادق، تحزبوا وتشاجروا، كانت الأرض هي الشرف والوجود، من يبع أرضه يخسر احترامه الاجتماعي، لا تعني الأرض لجيل اليوم الكثير، التراب مجرد تراب، قد يباع وقد يشترى، وقد يكون صفقة رابحة أحياناً...
رغم أن المعادلة البسيطة تقول إن قطعة الأرض هي أفضل تجسيد مرئي للوطن، بل أن الإنسان يشعر بوطنه جاثماً في قلبه، عندما يمسك بصك ملكية لأرض ما على امتداد جغرافية الوطن، ولو كانت بضعة أشبار، فمن لا يرى لا يصدق، ومن لا يمسك التراب بيديه، لا يدرك كم يساوي وطنه...
وربما أحد الأدلة على ذلك، كيف يسعى المغتربون إلى شراء الأراضي في وطنهم كصلة لا يمكن أن تنقطع مع بلدهم الأم، يقول المغترب سمير سمعان واصفاً علاقته بالمكان: "سكه الحديد التي تمر بقريتي الروضة وتلك البئر التي يستقي منها السكان حتى ذاك اللباس المنتمي للأرض ببساطته، أشياء ما زالت تدغدغ ذاكرتي المشتتة بين مناطق شتى لم تستطع أي منها أن تحفر في داخلي مثل وطني".

الغربة
ومن أنينها العميق، أسمع الضربات الأخيرة لشعبي، أسمع موسيقا الأبواب المخلعة، وهي تغلق بالحراب، بالأصابع المجلدة على أطراف الشوارب.
سأتأمل القدم الغائصة في الوحل، وهي تقلب وجهي على الجانبين، لتعرف من أنا؟
من هذا الغريب الميت في شوارعنا.
وعندما تهدأ رئتاي، وتغمضان كعينين جميلتين ومامن جديبة تبعثها الريح أو عجوز تلم أطرافي عن التراب... سأبكي بمرارة، وأعض الأرض التي أهانتني، سأغرس أسناني حتى اللثة.... في السهول التي شردتني.
محمد الماغوط
غرفة بملايين الجدران- وجه بين حذائين

نخاف أن نموت غرباء على أرضنا، لا تكتمل رواية الاغتراب الا باستحضار الوطن الذي تبدأ الغربة بفقده، وفيها يزداد الوطن حضوراً بأحداثه وتفاصيله وشخوصه، وتصبح حياة الوطن ظلاً دائم الحضور لحياة الغربة، ففي الغربة ليس هناك ما هو أكثر حضوراً من الوطن.
ربما الغربة من حيث المبدأ تقيض الوطن، لكنها أيضا وجهه الآخر، وشكوى الغربة هي الأكثر احتشاداً بالوطن واحتفاءً بصوره ورموزه واستحضارا لشخوصه وأحداثه من خلال حنين طاغ إلى تلك المرحلة من العمر التي كان فيها للإنسان وطن يسكنه قبل أن تأتي مرحلة الغربة التي يسكن فيها الوطن الإنسان.
  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #6
شب و شيخ الشباب zen
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ zen
zen is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
جريدة الدليل والوسيلة عمدور ع شغل
مشاركات:
7,229

إرسال خطاب ICQ إلى zen إرسال خطاب AIM إلى zen إرسال خطاب MSN إلى zen إرسال خطاب Yahoo إلى zen بعات رسالي عبر Skype™ ل  zen
Smile اانا سوري أه يا نيالي


هلق أول شي موضوع كتير مثير
بظن انو من فترة حكينا عنو
بس انا الفكرة براسي كانت شوي أبسط اذا صح التعبير
بهالموضوع أو البحث اللي انت منزلوا لقيت الموضوع متشعب كتير
ودسم خرج يعني الواحديحكي في
انا بعتقد انو انتمائتنا اللي هي بسوريا تحديداً كتير مختلفة
بترتبط بجوانب دينية و جوانب عشائيرية
والغريف انو أول مرة بعتقد أنو السياسة ما بيكون الها اصبع بهالموضوع
طبعاً من وجهة نظري
كيف ؟
راح فسر واعطي مثال عايشو انا
الانتماء لبلد معين من الجانب الديني
متل الشيعة بشكل عام طبعاً انتمائهون بيكون لإيران وانا قلت بشكل عام منشان ما حدا ياخدها مأخذ انو
عم شكك بوطنيبة حدا
السنة بينتمو للسعودية للأرض الطاهر (مع أنو ما بظن) طبعا معروف هالشي
كما الانتماء لأسباب عشائرية
يعني الواحد اذا هيك بيعملوا زيارة للمناطق لمتاخمة للحدود بيلاقي البشر اللي هونيك انتمائهون خارج الحدود بيكون
ويمكن يتخطى بلد معين
متل منطقة الجزية بيشعوا بحنية أكتر للعراق
انا عشت فترة 9 شهور بضيعة أو قرية تابعة لمحافظة درعا
هونيك الناس بالمجمل ما بيحسو حالون سوريين نهائيا
بيفكروا حالون انون خليجيين من الإمارات والكويت وهالدول هي
حتى المحلات عندون كلها أسمائها (دبي - السعودية - الكويت)والذي منو وطبعاً حكيت مع بعضون
وأول ما جيب شي طرطوشة بهالموضوع بدو يصير يثبتلي أصل عشيرتوا اللي هي جاية من الخليج وانو هوي مو سوريا أصلا
وذا هلاء تخطينا الحدود منلاقي بلبنان المسيحيين ما بيشعروا انون بينتموا للهمنطقة الجغرافية
بيحسو أنو من أوربا جد انا مرة سمعتا من مفكر لبناني على التلفزيون
وقتها كانو عامميلن لقاءات مع الناس وهالشي صحيح
بس انو شو وصلون لأوربا
كمان السريان هني أكتر ناس بيحسو بسوريتون لانوون بيعتبروا أصل السوريين وسوريا تسمت هيك ع أسمون
هلاء بالخلاصة ...
أنو الدين لهون لاحقنا مدري ليش حتى بالمواطنة والوطن راح يكون شوكة (طبعاً مع احترامي لكل الأديان)
وأول مرة بحس انو السياسة ما دخلها
مدري ليش انا كل علة بشوفها برجعها للتربية أنو ليش ما منربي الجيل الجديد على انو سوري

SYRIA

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

"حسام*عاشق من فلسطين*ناطرك"
We Ask The Syrian Government to STOP Banning Akhawia"

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:43 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.23952 seconds with 14 queries