أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01/12/2003   #1
abomoro
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ abomoro
abomoro is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
Homs
مشاركات:
263

إرسال خطاب MSN إلى abomoro
افتراضي الصلاة منذ العهد القديم وحتى الكنيسة


أولاً: الصلاة في تاريخ إسرائيل
إن الميزة الثابتة في صلوات العهد القديم هي على الأرجح ارتباطها المباشر بالأحداث: تنبع انطلاقاً مما حدث، أو يحدث، أو لكي يحدث شيء ما، حتى يمنح الله خلاصه للأرض. فمضمون صلاة إسرائيل يحدّد صلتها بالتاريخ. والتاريخ المقدس من جهته مطبوع على الصلاة: المدهش أننا نلاحظ كيف تبدو الفترات الحاسمة من هذا التاريخ مقرونة بصلاة الوسطاء أو الشعب بأسر5، استناداً إلى معرفة قصد الله، طلباً لتدخله في اللحظة الراهنة. وسنكتفي بسرد بعض الأمثلة عن تلك الصلاة، التي تمهّد لمجيء صلاة المسيح وصلاة الكنيسة مصدقة عليها.
1. موسى:
إن صورة موسى غالبة على سائر وجوه المصلين في العهد القديم. وتعتبر صلاته نموذج لصلاة التشفع. فهي بذلك المقدّمة لصلاة يسوع. فمراعاة له يخلص الله الشعب (خروج 33: 17). إذ إن موسى يتميز عن الشعب هذا (32: 10، 33: 16). وإن صلاة موسى تحمل طابعا درامة (32: 32). وحججها تسير خط كلٍّ تضرع. ابتهال لمحبة الله: "هذه الأمة هي شعبك" (33: 13، راجع 32: 11، عد د 11: 12) إلى ألتماس عدالة الله وأمانته: "فلتعرفك الأمم تذكَر أفعالك السابقة" واعتماد على مجد الله: "ماذا عسى أن يقول الناس إذا أنت تخليت عنها" (خروج 32: 11- 14). ومن الصلاة أيضاً، ومن عمقها في التأمل يحدث تحولا لمصلحة الآخرين (34: 29- 35)، ينبع عمل موسى التشريعي وأخيرآ فإن المجموعة المنسوبة إلى موسى تحفظ ذكرى نوع من الصلاة المعرضة للفساد "تجربة الله ". فترى الصلاة قد تنحدر مع الشهوات، بعكس نداء النعمة الذي يتجه نحو تحقيق تدبير الله. ففي حادث "مريبا" وحادث "السمان" يضعون الله موضع التجربة (خروج 6 1: 7، مزمور 78، 106: 32)، بمعنى أنه يقال له: "سوف نؤمن إذا حقت إرادتنا" (راجع يهوديت 8: 11- 17) إنها حقاً الصلاة المضادة.
2. ملوك وأنبياء:إن لبشارة بالمسيح الآتي بلسان النبي ناتان قد أثارت لدى داود صلاة خلاصتها " افعل كما قلت " (2 صؤيل 7: 25، رجع 1 ملوك 8: 26). وكذلك سلمان وهو يدشن الهيكل. يشمل في صلاته كل الأجيال المقبلة (خدمة تكريس الكنائس: 1 ملوك 8: 10- 61)، وعنصر الندامة يغلب عليها (1 ملوك 8: 47)، وهو شعور نصادفه بعد تقويض الهيكل(باروك 2: 1- 3: 8 نحميا 9). وقد حفظت لنا صلوات أخرى للملوك (2 ملوك 19: 15- 19، 2 أيام 14: 10، 20: 6- 12، 23: 12 و18). والأرجح أن الصلاة من أجل الشعب كانت تدخل ضمن مهام الملك الرسمية.
وإن قدرة ابراهم على التشفع (تكوين 18 :22- 32) هي التي كانت سبباً في دعوته نبيا (20: 7). وكان الأنبياء رجال صلاة (إيليا: 1 ملوك 18: 36- 37. راجع يعقوب 21: 17- 18). وكانوا على نحو صموئيل (راجع أرميا) و عاموس (عاموس7: 1- 6). و بخاصة أرميا، من المتشفعين. وسوف يعتبر التقليد أنَ هذا الأخير هو "الذي يكثر الصلوات من أجل الشعب" (2 مكابيين 15: 14). إن مهمة المتشفع تقَتضي إدراكا كاملا في نفس الوقت للفارق المميز والعلاقة الرابطة بين الفرد وجماعته. وإن هذا الإدراك (راجع أيضا أرميا 45: 51) هو الذي الثراء على صلاة أرميا من عدة أوجه لصلاة موسى. ولكن مع الوفرة الغزيرة في سرد الأمثلة فتارة يطلب الخلاص للشعب (10: 23، 14: 7- 9 و19- 22، 37: 3...)، فيتبنى آلامه (4: 19، 8: 18- 23، 14: 17- 18)، وتارة يشكو منه (15: 10، 12: 1- 5)، بل يصرخ طالبا الانتقام (15: 15، 17: 18، 18: 19- 23) وأخرى يحنّ على مصيره (20: 7- 11...). وكثيرا ما تشبه هذه الصلوات شكلاً ومضموناً مع مجموعة المزامير.
ونرى كذلك عزرا ونحميا يصليان في آن واحد لأجل نفسيهما- ولأجل الأخرين (عزرا 9: 6- 15، نحميا 1: 4- 11). وكمان المكايون فيما بعد لا يشرعون في المعركة دون أن يصلوا (1 مكابيون 5: 33، 11: 71، 2 مكابين 8: 29، 15: 20- 28). وهكذا فإن أهمية الصلاة الشخصية بصيغتها التعبيرية لا تنفك تتّضاعف في الكتب المقدسة اللاحقة للسبي التي تحمل شهادة ذات قيمة عالية (يونان 2: 3- 10، طوبيا 3: 11- 16، يهوديت 9: 2- 14، استير4: 17). وقد كتبت هذه الصلوات لتقرأ في سياق عرض كما يمكن بعد ذالك اعتبارها صلاة خاصة، والكنيسة تشجع على ذلك. غير أن الهدف الذي توخاه واضعو المزامير تأليف مجموعة تضمها، هو أن يتخذ هذا العرض بمثابة صلاة. وما من صلاة لإسرائيل يمكن مقارنتها بكتاب المزامير. بسبب ما يمتاز به من طابع عالمي.
ثانياً: المزامير صلاة الجماعة
إن عجائب يهو (مزمور 104...)، ووصاياه (مزمور15: 81...)، والنبوات (مزمور 50...)، والحكمة (مزمور 37...)، والكتاب المقدس برمته، يصبّ في المزامير أسوة بالروافد في النهر، فيتحول فيها إلى صلاة ودعاء. وإن الوحدة في صلاة الشعب المختار، هي التي سادت صياغة هذا الكتاب، كما أدّت بالكنيسة إلى تبنيه. والله وهو يعطينا مجموعة المزامير، يضع على أفواهنا العبارات التي يرغب في سماعها منا ويبيّن لنا أبعاد الصلاة.
1. الصلاة الجماعية والصلاة الشخصية:
كثراً ما نجد أن الأمة هي التي تبهج أو تتذكر أو ترثي "نذكر"، إلى متى؟ (مزمور 44، 74، 77). وكذالك تفعل جماعهَ الأتقياء (مزمور 42: 5, أناشيد الصعود...). والهيكل الحاضر أو البعيد، المكان الذي تدوي فيه صلاة الجماعة، كثيراً ما يرد ذكره في هذا المقام (مزمور5: 8، 28: 2 و4، 8: 10 ...). ويعتمد المصلون على الأبرار (مزمور 119: 63) , ويتّخذون منهم حجة :ينبغي أن لا يفقدوا الإيمان إذا ما شاهدونا ونحن نسقط (مزمور 69: 7)، وإذا ما استجيب لنا فسيخبرون (مزمور 22: 23- عبرانيين 2: 12).
إن كتاب المزامير، رغم ما فيه ت ترديد لبعض العبارات, لا يعتبر بمثابة مجرّد مجموعة صيغ أو عبارات مراسم. فطابع التلقائية الظاهر فيه يدل على صدوره عن اختبار شخصي. وفضلا عن الصلوات الفردية الصرفة فإن المكانة فان المكانة المخصصة للملك بالذات هي الدليل على الأهمية المتساوية المقررة للفرد وللجماعة: فالملك هو من حيث المركز السامي شخص وحيد، وفي نفس الوقت تجد الجماعة فيه رمزها الحي. وإسناد كتاب المزامير في العرف إلى داود، الذي كان أول تلا المزامير ليشير إلى علاقته بصلاة شفاعة يسوع ابن داود.
2. صلاة المحنة:
إن صلاة المزامير تنطلق من الحياة في أوضاعها المختلفة. فقليلاً ما يشتمَ منها رائحة صلاة العزلة (مزمور 55: 7 , 11: 1) وكثيرا ما تردَد على آذاننا ضوضاء الميادين العامة وضجيج ساحات الحروب (مزمور 55: 59 , 22: 13- 14 و17) وهذا من شأنه أن يضفي على نصها صخباً لا يتوقعه البعض في كتاب صلوات. ولئن استدعى فيها الإنسان الله بالصراخ والزئير (مزمور 59: 4، 6: 7، 22: 2، 102: 6)، فذلك لأن الخطر الداهم يحيق به من كل جانب، ولأنه يحتاج إليه تعالى بكل كيانه روحاً وجسداً (مزمور 63: 2). والجسد بكل ما يصيبه من فرد وترح، يشغل في هذه الصلاة الحيز ذاته الذي يشغله في الحياة (مزمور 22: 38...). إن صاحب المزامير يبحث عن كل الخيرات: بالعبرية " طوب" (مزمور 4)، ولا ينتظرها إلا من الله.
ومن حيث إنه لا يتخلّى لا عن العيش مع الله ولا عن مواصلة مسيرة الحياة الدنيا، فهو يستعد لاختباره في بوتقة المحنة. ونحن لا نستطيع أن نفهم صلاته خارج هذا التطلّع , اختبار أسلوب الله خلال دروب الحياة التي سلكها الإنسان. إن صرخات التضرع تنطلق من اللحظات التي يكون فيها انتظار الإيمان معرّضاً للتجربة: هل قصد الله بالنسبة للفرد أو بالنسبة للشعب تعرّض للفشل أم لا؟ إن محيط المتضرع يجهل الصلاة (مزمور 53: 5)، وهم يتابعونه سائلين: "أين إِلَهُكَ؟" (مزمور 42: 4). وهو بدوره يسائل نفسه (مزمور 42، 43، 73). وإن يقينه ليس من أنواع اليقين الذي لا تستطيع الحياة أن تسلب منه شيئاً ولا تضيف إليه شيئا. هذا ما يفسّر المواضع التي تكون فيها البراءة ساطعة من ذاتها، ليس لمجرد المجاملة، ولكن أمام حالة الخطر، ولأن العدو الحاضر متربعاً دائماً، ينكرها (مزمور 7: 4- 6، 26).
3. الصلاة الواثقة:
العبارة التي تتردد في صلاة المزامير بالعبرية "بطح" ومعناها الثقة(مزمور 25: 2، 55: 24...). وهذه الثقة باللّه وبعنايته التي تنتقل من الضحك. إلى الدموع وبالعكس (مزمور 23: 4، 116: 10، 119، 143)، تتراوح بين التوسل ورفع الشكر، بل يشكر المرء قبل أن يستجاب (مزمور 2: 25- 27، 0 14: 4 1، راجعٍ يوحنا 11: 41). وما ينطوي على الحمد، قط يشكّل جزءا هاما من كتاب المزامير. الشبان الثلاثة الذين يحمدون الله ثلاثتهم معا، في أتون النار يمثلون وضعاً عاماً في كتاب المزامير.
4. الصلاة بحثاً عن الخير الحقيقي:
في انتظار الخير، أيا كان.الذي يطلب من الله. على الإنسان أن يتعالى على نفسه فيكتشف أن الله يعطي ذاته بإعطائه هذا الخير المطلوب. وصلاة المزمور تعلن فرح الإنسان وهو يعيش تحت نظر الله، ويكون معه، ويسكن في بيته (مزمور 16: 23، 25: 14، 65: 5، 91، 19- 1: 23 35). غير أننا لا نستطيع أن نجزم أن هذه الصلاة قد تغذّت بالرجاء في أن يرفع الله الإنسان إلى حياته ذاتها، ولكن يبدو أن هناك إحساسا بهذه الهبة المجانية (مزمور 73: 24- 26، 16).
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 07:13 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.03210 seconds with 11 queries