أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 19/12/2005   #1
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي هل صلب المسيح حقيقة أم شُبّه لهم؟


هل صلب المسيح حقيقة أم شُبّه لهم؟

فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32
موقع مسيحيات فقط
http://www.answer-me-muslims.com/
 
قديم 19/12/2005   #2
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


هل صلب المسيح حقيقة أم شبّه لهم؟

آمن المسيحيون عبر كل تاريخهم وعصورهم، بناء علي ما سبق أنْ تنبّأ به آباء وأنبياء العهد القديم، من إبراهيم إلي موسي وجميع الأنبياء وكتاب المزامير الموحي إليهم بالروح القدس، وما دوّنه العهد الجديد تفصيليًا عن المحاكمة والصلب والقيامة وكرازة تلاميذ المسيح ورسله للعالم أجمع بالمسيح المصلوب، وما سجّله خلفاء التلاميذ والرسل، تلاميذهم الذين تعلموا علي أيديهم وتسلموا منهم الإنجيل، سواء المكتوب، العهد الجديد، أو الشفوي " فمًا لفم " ( 2يوحنا3/12و14 ).

وذلك إلي جانب ما سجله المؤرخون والفلاسفة الرومانيون واليونانيون والربّيون اليهود المعاصرون للحدث.

ولم يشك أحد من المسيحيين أو غيرهم في حقيقة صلب المسيح ولا في إمكانية وحقيقة قتل الأنبياء والعظماء عبر تاريخ العالم وفي سجلات الكتاب المقدس وبقية كتب اليهود وغيرهم وذلك بطرق اإعدام والقتل المختلفة حسب أسلوب وعقيدة كل زمن وكل عصر وكل دولة.

ولم يقل أحد بأنّ المسيح لم يُصلب أو يُقتل قبل مجيئ الإسلام كما لم يقل أحد بذلك غير الإخوة المسلمين وذلك بناء علي تفسيرهم لما جاء في القرآن في معرض توبيخه لليهود وحديثه عن كفرهم في قوله: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " ( سورة النساء 157و158 ).
ــــــــــ
- 8 -
1- آية وحيدة ونصّ غير واضح:
آمن المسيحيون، كما قلنا، منذ البدء بصلب المسيح، وشرح كتاب الإنجيل بأوجهه الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد حادثة الصلب تفصيليًا، بل كانت قصة الصلب هي أول من كرًز به تلاميذ المسيح ورسله وقدّموه للعالم أجمع وأوّل ما كُتب في الإنجيل، كما سبق أنْ تنبّأ عنه أنبياء العهد القديم تفصيليًا، وعرف ذلك العالم عنهم ولم يقل أحد بعدم صلب المسيح حتّي جاء نص الآية القرآنية المذكور. وبعد انتشار المسيحية بأكثر من 600 سنه. وهذه الآية غير واضحة ولنا عليها عدة تساؤلات:
(1) فهي تقول: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ "!! ولو افترضنا أنّ اليهود آمنوا فعلاً بأنّ المسيح هو رسول الله لما فكروا في قتله وصلبه بل لكانوا قد آمنوا به مثل بقية من آمن به منهم وصاروا مسيحيين (1) !!
(2) كما تقول " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ "!!! ولم يشك أحد لا من اليهود ولا من المسيحيين ولا من الرومان أو غيرهم في حقيقة أنّ الذي كان مصلوبًا ومعلقًا علي الصليب هو المسيح، ولا في
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ويري البعض أنّ الآية تتكلم بأسلوب العبرة وليس بأسلوب التاريخ والتأريخ، فيقول أ. محمد أحمد خلف الله " وبان للعقل الإسلامي أن وصف عيسي عليه السلام بأنّه رسول الله في قول اليهود الذي حكاه عنهم القرآن في قوله تعالي ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ لا يمكن أنْ يُفهم علي أنّه قد صدر حقًا من اليهود فهم لم ينطقوا بهذا الوصف وإنما القرآن هو الذي أنطقهم به . ذلك لأنّ وصفه بالرسالة ليس إلا التسليم بأنّه رسول الله وهم لم يسلموا بهذا، ولو سلموا بهذا لأصبحوا مسيحيين، ولما كان بينهم وبينه أي لون من ألوان العداء، ولما كان قتل وصلب، إنّ اليهود إنما يتهمون عيسي بالكذب، ويُنكرون عليه أنّه رسول الله، ويذكرونه بالشرّ، ويقولون إنّه ابن زنا وأنّ أمّه زانية. يقول اليهود كل هذا وأكثر منه، ومن هنا لم يستطع العقل الإسلامي أن يُسلم بأنّ وصف عيسي بأنّه رسول الله قد صدر حقًا من اليهو د" القصص القرآني مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم (ص66و67).
ــــــــــ
- 9 -
حقيقة موته علي الصليب أو دفنه في القبر، ولم يقل أحد بشيء مثل ذلك في أى كتاب من كتب المسيحيين أو اليهود أو الرومان أو غيرهم!!!
(3) وعبارة " وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ " لا تقول صراحة إن كان المقصود هو لإلقاء شبه المسيح علي آخر كما يقول أصحاب نظرية الشبه أم أنها تقصد شيئ آخر. يقول كل من الإمام الفخر الرازي في تفسيره، وابن كثير في كشافه: " شُبِّهَ " مسند إلي ماذا؟ إنْ جعلته إلي المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبّه، وإنْ أسندته إلي المقتول، فالمقتول لم يجرَ له ذكر؟ "( التفسير الكبير ج 3، ص35؛ والكشاف ج1، ص 580 ).
(4) إنّ كل الضمائر الموجودة بالآية والخاصّة بالمصلوب تعود جميعها علي المسيح وليس علي آخر يُمكن أنْ يُفترض أنّه المقصود!!!
(5) ولم تقل من هو المصلوب صراحة؟ سواء كان المسيح أو غيره؟.
(6) ولا من هو الذي ألقي عليه الشبه، إنْ كان هناك من ألقي الشبه عليه؟.
(7) ولا من هو المُشبّه؟.
( ولا من هو المُشبّه به؟.
(9) ولا كيف نجا إنْ لم يُصلب؟.
(10) ولا كيف تمّ ذلك؟.
(11) ولا متي تمّ ذلك؟.
(12) ولا تقول لنا أي تفاصيل توضّح المعني المقصود في الآية؟.
(13) ولا يوجد في القرآن آية غيرها توضّح ما جاء بها؟ بل علي العكس توجد ست آيات قرآنية تتكلّم عن موت المسيح ووفاته قبل رفعه وتلمّح لقتله، وهي:
ــــــــــ
- 10 -
1و2- فقد قيل عن لسان المسيح " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " ( مريم 33 ). وهذا نفس ما قيل عن يوحنا المعمدان، يحيي بن زكريا " وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا " ( مريم 15 ). والمعروف في المسيحية والإسلام أنّ يوحنا المعمدان أو يحيي بن زكريا مات قتيلاً علي يد هيرودس الملك (2) .

3 - " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون " ( البقرة87 ) . والآية هنا تؤكد على تكذيب اليهود لفريق من الرسل وحقيقة قتلهم لفريق آخر ، وفي نفس الوقت لا تذكر من الفريقين سوى موسى وعيسى ، ومن ثم فأحدهم من الفريق الذين كذبوه والآخر من الفريق الذي قتلوه!!!

4 - " الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " ( آل عمران183 ). والمسيح هو أكثر من أتي بالمعجزات وبالبينات بحسب ما ذكر القرآن وهو الذي أنزل الله عليه مائدة من السماء بناء علي طلب الحواريين

5- " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ
 
قديم 19/12/2005   #3
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


أورد الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ج2: ص53 و54 " بيان قتل يحيي بن زكريا عليه السلام. وذكروا في قتله أسبابًا أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزويجها فنهاه يحيي عليه السلام عن ذلك، فبقي في نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دمّ يحيي فوهبه لها فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طشت إلي عندها".
ــــــــــ
- 11 -
فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " ( سورة آل عمران 55 )

6- " وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " ( سورة المائدة 116و117 ). وهذه الآية لا تتحدّث عن الوفاة قبل الرفع أيضًا!! ولكن للإخوة المسلمين تفسيرات عديدة لقوله " مُتَوَفِّيكَ " و " فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي "، وأيضًا في زمن الموت المقصود في قوله " وَيَوْمَ أَمُوتُ ‏ ".

وباختصار فنصّ آية الشبه لا يُوضّح للمفسّر أي شيء يخصّ نهاية المسيح علي الأرض. ومن الصعب جدًا أنْ نقول أنّه ينفي صلب المسيح لأنّه لو كان يقصد أن المسيح لم يُصلب حقيقة، وقد ملأت عملية صلبه أكثر من ثلث العهد الجديد، كما ملأت آلاف الكتب التي كتبها آباء الكنيسة في نهاية القرن الأوّل الميلادي وما بعد ذلك، لكان القرآن قد شرح عملية عدم صلبه وإلقاء شبهه علي آخر بالتفصيل، كما فعل بعد ذلك بحوالي ألف سنة الذين زوروا كتاب إنجيل برنابا الخرافي المزيّف!!!!

فقد كان مبيتًا في نيّة من كتبوا ه9ذا الكتاب المزيّف أن يؤكدوا النظرية القائلة بعدم صلب المسيح فألفوا قصة إلقاء شبهه علي يهوذا!!! وأقول أنّه لو كان في نيّة القرآن القول بعدم صلب المسيح لكان قد فعل ما فعله من كتبوا هذا الكتاب المزيّف!!! ولكنه لم يفعل، فماذا نفهم من ذلك؟؟؟!!!!

والعجيب، بل والغريب، أنّه عند ترجمة قوله " وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ " إلي الإنجليزية، كما جاء في ترجمة القرآن المعتمدة من مجمع البحوث الإسلامية، لا يعطينا أي
 
قديم 19/12/2005   #4
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


ايها التائه المراوغ انسر مي مسلم

سابقى معك في هذا الحوار طالما بقيت على قيد الحياة.

نحن المسلمين لا ننكر وقوع الصلب ، ولكن المصلوب ليس هو سيدنا عيسى عليه السلام ( المسيح ) او ما تسمونه انتم النصارى ( اليسوع ).

وما اطالبك به ليس من اقوالي او من اقوال المسلمين او الله تعالى ، فانا اطالبك بما قلته انت بنفسك ، فانت الذي قلت بان هناك اكتشافات تاريخية تذكر قصة محاكمة وتنفيذ الصلب بحق سيدنا عيسى عليه السلام ، وانا ساقولها لك وباستمرار بان سيدنا عيسى لم يصلب ، واطالبك امام الجميع بان تثبت لنا هذه الاكتشافات التي تتكلم عنها والتي تثبت ان المصلوب هو سيدنا عيسى او كما تسمونه ( اليسوع ).

وانني اتحداك بان تاتينا بدليل واحد يثبت كلامك بان المصلوب هو سيدنا عيسى.

ساتركك مع نفسك تفكر في الورطة التي اوقعت نفسك فيها.

هههههههههههههههه

تحياتي

http://www.anssar.com/nadera1_files/fer%20on.jpg
 
قديم 19/12/2005   #5
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


معني واضح سوي قوله: " SO IT WAS MADE TO APPEAR TO THEM "، أي ظهر لهم هكذا، أو بدا لهم هكذا!! وهذا الكلام في حدّ ذاته لا ينفي وقوع الصلب علي المسيح مطلقًا، وسنوضّح ذلك في الفصول التالية.

والخلاصة، فنصّ الآية لا يقول أي شيء يُمكن أن ينفي حقيقة قصّة وحادثة صلب المسيح، بل علي العكس جعلت المفسّرون يتخبّطون ويروون روايات تتنافي مع المنطق والعدل وتمتليء بالخرافة!!!
2- روايات الشبه في صلب المسيح
جمع المفسّرون عشرات الروايات الخرافية التي نقلوها عن جهلاء أهل الكتاب ممن امتلأت أفكارهم بالفكر الخيالي الذي كان عالقًا في فكر بعض العامّة والبسطاء خاصة الذين كانوا يعيشون في المناطق النائية والمتطرفة والبوادي والصحاري لبعدهم عن المراكز الرئيسية للكنيسة الأم، وذلك دون أنْ يُشيروا أبدًا إلي ثقتهم فيها واعتمادهم عليها، وقد ذكر عن بعضهم ابن خلدون بقوله: " وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود ‏ . ‏ والسبب في ذلك أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية ‏ . ‏ فإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم وستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى ‏ . ‏ وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ ‏ ! ‏ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية ‏ . ‏ فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك ‏ . ‏ وهؤلاء مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم.
ــــــــــ
- 13 -
فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم في أمثال هذه الأغراض اخباراً موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ‏ . ‏ وتساهل المفسرون في مثل ذلك وملؤوا كتب التفسير بهذه المنقولات . ‏ وأصلها كما قلناه عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك إلا أنهم بعد صيتهم وعظمت أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملة فتلقيت بالقبول من يومئذ ‏ ‏ " ( تاريخ ابن خلدون جـ 1 فـ 5 ، و قراءات في الفلسفة د. علي النشار ص 26 ).

هؤلاء الناس رووا العديد من الروايات الخرافية التي امتلأت بها الكتب وخاصة كتب التفسير، كما يقول ابن خلدون، وإنْ كان ناقلوها لم يعتمدوا عليها أو يوحوا بصحتها ولكنهم نقلوها كما هي بل وكان لهم تفسيرات مختلفة عنها تماماً!! وكثيراً من هذه الروايات الخرافية يقول بصلب أخر بدلاً من المسيح بصورة خرافية وثنية. وهذا ملخص لبعض الروايات:

1- قال القرطبي في كتابه " الجامع لأحكام القرآن " في تفسيره لآية سورة النساء 157، قوله تعالى: " إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ " كُسرت " إنّ " لأنها مبتدأه بعد القول وفتحها لغة. وقد تقدم في " آل عمران" اشتقاق لفظ المسيح. " رَسُولَ اللّهِ " يدل، وإن شئت علي معني أعني. " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ " رد لقولهم. " وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ " أي ألقي شبهه علي غيره كما تقدم في " آل عمران". وقيل: لم يكونوا يعرفون شخصه وقتلوا الذي قتلوه وهم شاكّون فيه؛ كما قال تعالى: " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ " والإخبار قيل: إنّه عن جميعهم. وقيل: إنّه لم يختلف فيه إلا عوامهم؛ ومعني اختلافهم قول بعضهم إنّه إله، وبعضهم هو ابن الله. قاله الحسن: وقيل اختلافهم أنّ عوامهم قالوا قتلنا عيسى. وقال من عاين رفعه إلي السماء: ما قتلناه. وقيل:
ــــــــــ
- 14 -
اختلافهم أنّ النسطورية من النصارى قالوا: صُلب عيسي من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته. وقالت الملكانيّة: وقع الصلبُ والقتلُ علي المسيح بكمالِه ناسوته ولاهوته. وقيل: اختلافهم هو أنّهم قالوا: إنْ كان هذا صاحبنا فأين عيسي؟! وإنْ كان هذا عيسي فأين صاحبنا؟! وقيل: اختلافهم هو أنَّ اليهود قالوا: نحن قتلناه؛ لأنّ يهوذا رأس اليهود هو الذي سعي في قتله. وقالت طائفة من النصارى: بل قتلناه نحن. وقالت طائفة منهم: بل رفعه الله إلي السماء ونحن ننظر إليه ." مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ " من زائدة؛ وتم الكلام " .

2- وروى الطبري عدة روايات مختلفة بعضها عن بعض ولا توجد أية صلة بينها:
(1) " ثم إن بني إسرائيل حصروا عيسي وتسعة عشر رجلاً من الحواريين في بيت، فقال عيسي لأصحابه: من يأخذ صورتي فيُقتل وله الجنة، فأخذها رجل منهم، وصُعد بعيسي إلي السماء، فذلك قوله: " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " فلما خرج الحواريون أبصروهم تسعة عشر، فأخبروهم أنّ عيسي قد صُعد به إلي السماء، فجعلوا يعدون القوم فيجدونهم ينقصون رجلاً من العدة، ويرون صورة عيسي فيهم فشكّوا فيه، وعلي ذلك قتلوا الرجل وهم يرون أنّه عيسى، وصلبوه"!!
(2) واختلف أهل التأويل في صفة التشبيه الذي شُبّه لليهود في أمر عيسي، فقال بعضهم : لما أحاطت اليهود به وبأصحابه، أحاطوا بهم، وهم لا يثبتون معرفة عيسى بعينه، وذلك أنّهم جميعًا حُوّلوا في صورة عيسي، فأشكل علي الذين كانوا يريدون قتل عيسي، عيسي من غيره منهم، وخرج إليهم بعض من كان في البيت مع عيسي، فقتلوه وهم يحسبونه عيسي"!!
ــــــــــ
- 15 -
(3) " أتى عيسي ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت وأحاطوا بهم. فلما دخلوا صوّرهم الله كلهم علي صورة عيسي. فقالوا لهم حيرتمونا. ليبرزن لنا عيسي أو نقتلكم جميعًا. فقال عيسي لأصحابه من يشتري نفسه منكم بالجنة فقال رجل أنا، فخرج إليهم. فقال أنا عيسي فأخذوه. فقتلوه وصلبوه ومن ثمّ شُبّه لهم. وظنوا أنّهم قتلوا عيسى. ورفع الله عيسي من ذلك اليوم"!! (3) .

(4) " أن بني إسرائيل حصروا عيسي وتسعة عشر رجلاً من الحواريين في بيت، فقال عيسي لأصحابه: من يأخذ صورتي فيُقتل وله الجنة؟ فأخذها رجل منهم. وصُعد بعيسي إلي السماء، فلمّا خرج الحواريون أبصروهم تسعة عشر، فأخبروهم أنّ عيسي عليه السلام قد صُعد به إلي السماء، فجعلوا يعدون القوم فيجدونهم ينقصون رجلاً من العدة، ويرون صورة عيسي فيهم، فشلوا فيه. وعلي ذلك قتلوا الرجل وهم يرون أنّه عيسي وصلبوه"!!
(5) كان اسم ملك بني إسرائيل الذي أرسل إلي عيسي ليقتله رجلاً منهم يقال له داود. فلما أجمعوا لذلك لم يفظع عبد من عباده للموت فظعه ولم يجزع جزعه!!! وإنّه ليقول عمّا يزعمون: اللهم أن كنت صارفًاً هذه الكأس عن أحد من خلقك، فأصرفها عني وحتى أنّ جلده من كرب ذلك يتصفد دمًا. فدخل المدخل الذي أجمعوا عليه فيه، ليقتلوه هو وأصحابه، وهم ثلاثة عشر بعيسي فلمّا أيقن أنّهم داخلون عليه… ألقى شِبْه علي أحدهم فامسكوه وصلبوه"!!
ــــــــــــــــــــــ
(3) وروى الأمام جلال الدين السيوطي نفس الرواية تقريباً في كتابه " الدر المنثور في التفسير بالمأثور " فقال " فأتى عيسى ومعه سبعة وعشرون من الحواريين في بيت وأحاطوا بهم، فدخلوا عليهم وقد صورهم الله على صورة عيسى، فقالوا: قد سحرتمونا؟ لتبرزن لنا عيسى أو لنقتلكم جميعا، فقال عيسى لأصحابه: من يشتري منكم نفسه بالجنة؟ فقال رجل من القوم: أنا. فأخذوه فقتلوه وصلبوه، فمن ثم شبه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى وصلبوه فظنت النصارى مثل ذلك، ورفع الله عيسى من يومه ذلك"!!
ــــــــــ
- 16 -
(6) " أو يكون الأمر في ذلك كان علي نحو ما روى عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، أنّ القوم الذين كانوا مع عيسي في البيت تفرّقوا عنه قبل أنْ يدخل عليه اليهود، وبقي عيسي، وألقي شبهه علي بعض أصحابه الذين كانوا معه في البيت بعد ما تفرّق القوم غير عيسي وغير الذي ألقي عليه شبهه، ورُفع عيسي، فقتل الذي تحوّل في صورة عيسي أصحابه، وظنّ أصحابه واليهود أنّ الذي قُتل وصُلب هو عيسي لمّا رأوا من شبهه به وخفاء أمر عيسي عليهم؛ لأنّ رفعه وتحول المقتول في صورته كان يعد تفرق أصحابه عنه، وقد كانوا سمعوا عيسي من الليل ينعي نفسه ويحزن لما قد ظن أنّه نازل به من الموت، فحكوا ما كان عندهم حقًا، والأمر عند الله في الحقيقة بخلاف ما حكوا، فلم يستحق الذين حكوا ذلك من حوارييه أن يكونوا كذبة، أو حكوا ما كان حقًا عندهم في الظاهر وإنْ كان الأمر عند الله في الحقيقة بخلاف الذي حكوا " ( جامع البيان جـ 6 :12-14 ).

3- وذكر البيضاوي أربعة روايات تبدأ بإلقاء شبه المسيح على غيره وتنتهي بصلبه:
(1) " روى أنّ رهط من اليهود سبّوه وأمّه فدعي عليهم فمسخهم الله قردة وخنازير، فاجتمعت اليهود علي قتله. فأخبره الله تعالى بأنّه يرفعه إلي السماء. فقال لأصحابه أيّكما يرضى أن يلقى شبهي عليه فيقتل ويصلب ويدخل الجنة. فقام رجل منهم فألقى الله عليه شيه عيسى فقتل وصلب"!!
(2) " وقيل كان رجل ينافق عيسي فلمّا أرادوا قتله قال أنا أدلّكم عليه فدخل بيت عيسي فرفع عيسي وألقي شبهه علي المنافق فدخلوا عليه فقتلوه وهم يظنون أنّه عيسي"!!
ــــــــــ
- 17 -
(3) " وقيل دخل طيطانوس اليهودي بيتاً كان هو فيه فلم يجده، وألقي الله عليه شبهه فلما خرج ظُنّ أنّه عيسي فأخذ وصُلب"!!
(4) " وقال قوم صلب اللاهوت وصعد الناسوت " ( البيضاوي جـ 1 : 247 ).

4- وروى الأمام النسفي نفس الرواية الأولى والثالثة اللاتي رواهن البيضاوي.

5- كما روى ابن كثير في الجزء الأول من كتابه الكشاف نفس هذه الروايات وكذلك أيضا ابن مسعود والخازن والبغدادي وغيرهم نفس الروايات تقريباً ولا تختلف عنها سوى في تغيير مكان القبض على المصلوب واسم المصلوب الذي دعته بيهوذا ونطيانوس اليهودي وسرجس والحارس الذي أقامه اليهود لحراسة المسيح وأحد أصحاب المسيح الذي صلب راضياً ليدخل الجنة وأحد أصحاب المسيح الذي صلب جزاء لخيانته.... الخ ، بل وقيل لم يصلب أحد ولكن أرجف بقتله فشاع بين الناس !! بل وقال قوم، كما نقل البيضاوي " صلب الناسوت وصعد اللاهوت "!!.
 
قديم 19/12/2005   #6
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


3ـ تعليق على هذه الروايات:
هذه الروايات الخرافية غير المنطقية تشترك في صفات كثيرة نلخصها فيما يلي:
1- لم تأخذ هذه الروايات لا عن القرآن ولا عن السنة الصحيحة ولا كتب السير النبوية ولا عن أي وثيقة معتمدة من أي دين !! إلى جانب أنه لا يوجد هناك كتاب صحيح يعتمد عليه في هذا الأمر ليفسّر لنا تفسيرًا يُقتع جميع المفسرين!!
ــــــــــ
- 18 -
2- لم يعتمد معظم الكتّاب والمفسرون الذين نقلوا هذه الروايات الخيالية، على واحدة منها، وذلك برغم ذكرهم للعديد منها، لأنّه لا يوجد أي سند أو دليل لأي واحدة منها علي الإطلاق سوي القول " روي أنّ " أو " قيل " أو " عن وهب " أو " عن فلان "...إلخ.. وهؤلاء الذين نقلت عنهم هذه الروايات، سواء كانوا من اليهود أو النصارى الذين اعتنقوا الإسلام، كما يقول ابن خلدون في تاريخه كانوا " بادية جهلاء " ويسمّي العلماء ما نقل عنهم بالإسرائيليات!!

3- اعتمدت هذه الروايات بالدرجة الأولى على الفكر الغنوسي، الذي تأثر به بعض البسطاء من عامة البادية وذلك إلى جانب الفكر النسطوري الذي انتشر بواسطة الرهبان النسطوريين الذين عاشوا في الصحاري وكان بعضهم يعيش بالقرب من طرق الرحلات التجارية، والذين كانوا يعتقدون أن المسيح مكون من شخصين متصاحبين هما الإله الذي كان يقوم بالمعجزات والإنسان الذي كان يتحمل الآلام، وبالتالي فقد صُلب الإنسان لا الإله، أي صُلب الناسوت ولم يُصلب اللاهوت كما ذكر بعض ناقلي هذه الروايات " وقيل صلب الناسوت ولم يصلب اللاهوت ."

4- امتلأت هذه الروايات بالخرافة والخيال الساذج والتناقض الشديد، فقد ذكر بعضها أنّ سبب صلب المسيح هو " سبّه اليهود ومسخه لهم قردة وخنازير "!! والكثير منها لم يذكر سببًا لذلك!! كما تناقضت بشدة من جهة الشخص الذي قيل أنّه صُلب بدلاً من المسيح والمكان الذي تمّ فيه ذلك والزمان الذي تمّ فيه الصلب !! فيُقال أنّ الذي صُلب هو أحد أصحابه حبًا في معلمه أو جزاءً لخيانته !! أو أنّه أحد أعدائه أو الذي أرشد عنه أو حارس المنزل... إلخ !! وأنّه قبض عليه في بيته أو في بيت أحد أصحابه أو في مكان آخر وأغلب الروايات لا تذكر المكان على الإطلاق!! أما الزمان فغير واضح تماماً!!
ــــــــــ
- 19 -
5- نسبت هذه الروايات للمسيح صفات لا تليق به تمامًا وتختلف مع صفاته الحقيقية السامية مثل الإدعاء بأنه " سبّ اليهود ومسخهم قردة وخنازير "!! وهذه صفات وأعمال لا تليق بالمسيح الذي جاء " نوراً للعالم " ( يوحنا12/46 )، والذي كانت دعوته هي الحب والتسامح بلا حدود " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ اَلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " ( متى5/44 ).

والغريب أنّ بعض هذه الروايات، الخرافية الساذجة، تزعُم أنّ المسيح خاف وجبن أمام الموت وارتعب لدرجة أنه لم يرتعبْ أحد مثله أمام الموت!! وأنّ أحد تلاميذه كان أشجع منه وقبل أنْ يموت نيابة عنه!! فهل يقبل هذا إنسان عرف من هو المسيح؟!! وهل يتفق ذلك مع قول الرب نفسه " وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ اَلْخِرَافِ. ‏ " ( يوحنا10/15 ) و" لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. ‏ " ( يوحنا15/13 ). هل يخاف المسيح من الموت وهو القائل " وَلاَ تَخَافُوا مِنَ اَلَّذِينَ يَقْتُلُونَ اَلْجَسَدَ ‏ " ( متى10/28 )؟!!

الواقع أن هذه الروايات ألغت العقل تمامًا وجهلت الواقع والدين والتقليد والتاريخ وغرقت في الخرافة والجهل والحماقة لذلك لم يعتمد عليها أحد برغم امتلاء الكتب بها !!

4- الكتاب المعاصرين ونظرياتهم الخاصة:
بعد أنت تبين لنا أنَّ الروايات السابقة غير منطقية خرج علينا بعض الكتاب المعاصرين بنظريات وآراء خاصة بهم وحدهم، بل كل واحدة منها تخصّ كاتبها فقط؛ فقد أنتجها بوحي من خياله بدون أي سند من كتاب موحي به أو واقع أو تاريخ أو منطق سوي محاولة إثبات عدم صلب المسيح وعدم قيامته!! والعجيب أنهم جميعًا لم يتفقوا معًا علي رواية واحدة!! بل والأعجب أنه لم يتفق اثنان منهم علي رواية واحدة !! وهذه أم الروايات:
ــــــــــ
- 20 -
1- تقول الرواية الأولي ومؤلفها، من وحي خياله، الأستاذ عبد الحميد جودة السحار، والتي مزج فيها بين ما جاء في الأناجيل الأربعة وأفكاره الخاصة التي أنتجها خياله الخصب كمؤلف وكاتب سيناريو وحوار شهير!! أنّ يهوذا شكّ في المسيح فاتفق مع أعدائه أنْ يسلّمه لهم، وحجّة ذلك، لكي يزكّي في المسيح روح المقاومة ويُخرجه من عزلته حتى ينتصر عليهم في العيد فتؤمن به الوفود القادمة من بلاد كثيرة فيمهّد بذلك الطريق لملك المسيح الدائم!!! أي أنّ يهوذا أراد أنْ يخدم المسيح فباعه؟!! وبعد العشاء ذهب يهوذا إلي الهيكل ليُخبر عن مكانه وقاد مجموعة من الجنود الرومان وخدام رئيس الكهنة إلي حيث كان المسيح لأنّهم كما يزعُم هذا الكاتب " لم يكونوا يعرفونه " وقد أُرسلوا ليقبضوا على رجل لم يروه من قبل ليلتهم" !!

فقال لهم المسيح " أنا هو " فرجعوا للوراء وسقطوا علي الأرض، فأمر تلاميذه بالهرب، فهربوا وظلّ يهوذا وحده مذهولاً، فتقدّم المسيح خطوات " فرجع الجنود للخلف وانطلق المسيح من بينهم دون أنْ يروه وذهب ليختفي ". فقبضوا علي يهوذا الذي وجدوه واقفاً في الظلام وحده وهم يظنون أنّه المسيح فحاول مقاومتهم وأن يصرخ بهم أنّهم أخطئوا ولكن دون جدوي، فلزم الصمت وهو يظنّ أنّ الله أنزل به هذا البلاء جزاء شكّه!! واجتاز المحاكمات في صمت ولم يجب عن معظم ما وُجّه إليه من أسئلة!!. ولمّا سأله رئيس الكهنة " هل أنت المسيح ؟ لم يشأ أن يكذب وقال " أنت تقول... من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا في سحاب السماء "!! وقال لبيلاطس:" إذا أمرت بقتلي ترتكب ظلمًا كبيرًا لأنك تقتل برئ"!!

ثم أخذ يهوذا وصُلب علي الصليب قال " أنا عطشان " فأعطوه خلاً، فصدق قول المسيح، أنّه لن يشرب من نتاج الكرمة إلا في ملكوت السموات، فالمسيح
 
قديم 19/12/2005   #7
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


نسخ ولصق وهروب من الواقع الحقيقي ، وهروب ايضا من الرد على ما يلي :


ايها التائه المراوغ انسر مي مسلم

سابقى معك في هذا الحوار طالما بقيت على قيد الحياة.

نحن المسلمين لا ننكر وقوع الصلب ، ولكن المصلوب ليس هو سيدنا عيسى عليه السلام ( المسيح ) او ما تسمونه انتم النصارى ( اليسوع ).

وما اطالبك به ليس من اقوالي او من اقوال المسلمين او الله تعالى ، فانا اطالبك بما قلته انت بنفسك ، فانت الذي قلت بان هناك اكتشافات تاريخية تذكر قصة محاكمة وتنفيذ الصلب بحق سيدنا عيسى عليه السلام ، وانا ساقولها لك وباستمرار بان سيدنا عيسى لم يصلب ، واطالبك امام الجميع بان تثبت لنا هذه الاكتشافات التي تتكلم عنها والتي تثبت ان المصلوب هو سيدنا عيسى او كما تسمونه ( اليسوع ).

وانني اتحداك بان تاتينا بدليل واحد يثبت كلامك بان المصلوب هو سيدنا عيسى.

ساتركك مع نفسك تفكر في الورطة التي اوقعت نفسك فيها.

هههههههههههههههه
 
قديم 19/12/2005   #8
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


يشرب الخل الذي هو نتاج الكرمة بل يهوذا هو الذي شرب!! ثم صرخ " إلهي إلهي لماذا تركتني؟ " ولم يقل " أبي... أبي لماذا تركتني؟" لأنه لم يكن قد تعود أن يدعوا الله "أبي "!!
أما تلاميذه فقد هربوا وظنوا أنّ الذي صُلب هو المسيح لا يهوذا كقول المسيح " كلكم تشكّون في هذه الليلة ". ثم ذهب المسيح عند قبر يهوذا وظهر للمجدلية وتلميذي عمواس ثم لبقية التلاميذ دون أنْ يخبرهم بحقيقة المصلوب، ثم تركهم هكذا - في ضلال مبين - حتى يأتي الباراقليط، روح القدس،والذي يتصوّر الكاتب أنّه نبي المسلمين، فيذكرهم بكل شئ!! أي يتركهم لمدة 600 سنة علي الأقل في ضلال مبين!! هل يقبل العقل والمنطق هذا الكلام؟؟؟!!!.

والكاتب يزعُم أن التلاميذ خُدعوا من الله أولاً ثم أنّ المسيح أكمل هذه الضلالة وذهب إلي قبر يهوذا فتظاهر بأنّه هو الذي مات وقام ليُمعن بذلك في تضليل التلاميذ ثم تركهم في ضلال مبين ؟!! ليبشروا الناس بأوهام وضلال!!! ( عـبد الحميد جودة السحار" المسيح عيسى ابن مريم " ص 214– 256 ).

2- وتقول رواية ثانية: أن الذين ذهبوا للقبض على المسيح لم يكونوا علي بيّنة من هيئته أو هيئة يهوذا الذي أخذوه معهم ؟!! ليدلّهم عليه! لأنّهم إلتقوا بيهوذا في المعبد الذي عادة ما يكون ضؤه خافتًا وساروا إلي المسيح في الليل في ضوء المشاعل الذي لا تتبيّن فيه الأمور علي حقيقتها، وبالتالي لم يكن في وسعهم التفرقة بين المسيح ويهوذا؟! ولمّا جاءوا إلى حيث المسيح هرب كل التلاميذ وظلّ يهوذا وحده، فضاعت كلّ الوسائط التي يمكن بها الكشف عن المسيح!! وفي هذا الجو الملبّد بالغموض ظهرت ذراع الله القوية ورفعت المسيح إلى السماء، فسقط الجميع علي الأرض، علي وجوههم، ولمّا قاموا لم يجدوا أمامهم سوى يهوذا. فقبضوا عليه ظانين انه المسيح!!! ولما رأى يهوذا ذراع الله التي أنقذت
ــــــــــ
- 22 -
المسيح ندم أراد أن يكفر عن أثمه، فسلم لهم نفسه، فأخذوه وصلبوه وشاع أنّ الذي صُلب هو المسيح!! كيف رفعت ذراع الله المسيح أمامهم وأمام يهوذا ومع ذلك ظنوا أنّ يهوذا هو المسيح؟؟؟!!!

3- وتقول رواية ثالثة: " أنّ الله لم يُلقي صورة المسيح علي أحد بل أنّ اليهود لم يكونوا علي بيّنة من هيئة يهوذا أو هيئة المسيح!! ونظرًا لأنّهم كانوا يريدون القبض علي المسيح وصلبه في الليل وقعت أيديهم علي يهوذا فصلبوه أو هيئة المسيح وهم يظنّون أنّه المسيح "!!
هكذا بشكل اعبتاطي وبدون بحث أو تحرّي أو دليل؟!! هكذا، في نظر هذا الكاتب، يقبضون علي شخص وقف أمام أمة بأسرها؟!!

4- وتقول رواية رابعة: " في لحظة إتيان اليهود للقبض علي المسيح عيسى، فالأناجيل تقرّر أنّه عندما تحدّث إليهم وعرّفهم بنفسه، رجعوا إلي الوراء وسقطوا علي الأرض... " ثم يترك هذا الكاتب بقية ما جاء في الأناجيل ويؤلّف رواية من عنده هو ويقول " وفي هذه اللحظة رفع الله نبيّه إليه وألقى شبْهه علي تلميذه الخائن، فلما أفاق اليهود من سقطتهم لم يجدوا أمامهم سوي يهوذا فساقوه للمذبح "!!
هكذا دون تحقيق أو بحث وكأننا في عالم سحري خيالي يمت لكوكب أخر لا صلة له بالأرض!!

5- ويقول البعض، وهم غير مقتنعين بالروايات السابقة، أنّ المسيح قبض عليه بالفعل وحُكم عليه بالفعل ولكن الله أنقذه بعد ذلك، أنقذه بعد القبض عليه ومحاكمته ورفعه إليه ولا يذكرون كيف حدث ذلك بل أنّ أحدهم ينهي كتابه والمسيح مقبوض عليه وبين أعدائه ولا يقول لنا إنْ كان قد صُلب أم لا ؟!
ــــــــــ
- 23 -
ويترك المسألة بجملتها لإيمان القارئ سواء كان يؤمن بالصلب أم لا!!

6- وتقول رواية أخرى مختلفة تمامًا عن كل ما سبق !! " أنّ المسيح هرب قبل حادثة الصلب. فقد ذكر يوحنا، أنّ المسيح لمّا علم أنّ اليهود سيقتلونه لم يكن يمشي علانية، بل انطلق إلي ناحية بالقرب من البرّية مع تلاميذه. ومن ثمّ فإنّ تلاميذه هم الذين ألّفوا قصّة صلبه من عندياتهم، ليُكرم الناس ذكراه، ويعتنقوا المبادئ التي نادى بها في حياته لأن الناس يُجلون الشهداء ويُشيدون بأعمالهم كما يحفظون ذكراهم من عامٍ إلي عام"!!.

هل هذا منطق أو عقل؟!! وهل هذه أخلاق التلاميذ الحواريّين التي تجلّهم كتب الأديان وتضعهم في مصاف الأنبياء والرسل؟؟!!

7- وتقول روايات أخري: " أنّ تلاميذ المسيح جمعوا النبوّات التي قيلت في التوراة عن موت شخص كفارة عن العالم، وصاغوا منها قصة صلب المسيح، حتي يثبتوا أنّه الشخص الذي تنبّأت عنه من قبل"
هكذا وكأنّ ما حدث للمسيح حدث في زاوية ولم بره عشرات الآلاف بل ملايين الناس؟؟!!.

8- ويقول آخرين: " أنّ تلاميذ المسيح نقلوا موضوع صلبه أو موته لأجل خلاص العالم، من الأساطير الوثنية. لأنّ الوثنيين كانوا يعتقدون أنّ آلهتهم مثل كريشنا وبوذا وتاموز ولإيزيس وبروميتسييه تألّموا بآلام متنوعة، من بينها الصلب، لكي يخلّصوا الناس من خطاياهم ويمنحوهم حياة أبدية!!. ومرة أخرى نقول هل ما يتحدث عنهم هنا هم التلاميذ المسيح ؟! وهل هذا ما قاله التاريخ ؟!
ــــــــــ
- 24 -
وهل هذا يتفق مع العقل والواقع؟؟؟!!! ولو كان صلب المسيح وموته مجرّد اسطورة من الأساطير فهل كان يستشهد جميع تلاميذ المسيح ويُضحّون بحياتهم من اجل أسطورة؟؟!!.

9- وقال آخر: " أخذ جند الرومان يبحثون عن عيسي لتنفيذ الحكم عليه، واخيرًا عرفوا مكانه فأحاطوا به ليقبضوا عليه، وكان من أصحابه رجل منافق يشي به فألقي الله عليه شبه عيسي وصورته فقبض عليه الجنود وإرتجّ عليه وأسكته الله فنفّذ فيه حكم الصلب، أمّا المسيح فقد كتب الله له النجاة من هذه المؤامرة وانسلّ بين المجتمعين، فلم يحس به أحد وترك بني إسرائيل بعد أن يأس من دعوتهم وبعد ان حكموا بإعدامه... ولم تجد المراجع الإسلامية الدقيقة شخص هذا الواشي وربما تأثرت بالمراجع المسيحية فذكرت أنّ الخائن هو يهوذا الإسخريوطي " ( د. أحمد شلبي: المسيحية ط6 ص42-43 ).
وقال في طبعة الكتاب الثامنة ( ص54-55 ) متأثرًا بما جاء في إحدي روايات البيضاوي وما جاء في الكتاب المزيّف المدعو زورًا بإنجيل برنابا " أخذ جند الرومان يبحثون عن عيسي لتنفيذ الحكم عليه، كما أوردنا من قبل، وكمّل بقصة خيانة يهوذا ومجيئه مع الجند الرومان للقبض علي المسيح إلي أنْ قال " وتمّ كل شيء علي هذا النمط، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فإنّه عند تقبيل الخائن للمسيح ألقي الله علي الخائن شبه عيسي وملامحه تمامُا، فأصبح الدليل هو المدلول عليه، وأصبح الذي قبّل يحمل جميع ملامح الذي قُبّل، وتقدّم الرومان فقبضوا علي الخائن وارتجّ عليه، أو أسكته الله حتّي تمّ فيه تنفيذ حكم الصلب "!!!.
 
قديم 19/12/2005   #9
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


وهكذا تتغيّر الأفكار والأقوال تبعًا للمصلحة، وتؤلّف القصص والروايات لتأكيد العقيدة، والغريب أنّهم يتهموننا بالتحريف؟؟؟؟!!!!

10- وقال آخر: " تجلذت قدرة الله سبحانه في رفع السيد المسيح إلي السماء معززًا مكرّمًا وإيقاعها بالمجرم الخائن يهوذا لينال عقاب خيانته " ( د. عبد الغني عبود " المسيح والمسيحية " ص 189 ).

11- ونقل محمود شلبي عن عبد الوهاب النجار في كتابه " قصص الأنبياء ": " أمّا خاتمة أمر المسيح... بحسب قصص القفرآن فهي عجيبة وبسيطة .... لا تعقيد فيها ... ذلك أنّ المسيح قد أحرج الكهنة والفرّيسيّين بتعليمه وتجريحه إيّاهم في طريقتهم وخبثهم ... فأخرجهم ذلك إلي الكيد له والتدبير لقتله.
" فلما اختمر هذا الأمر في أنفسهم ... شكوا أمره للوالي طبعًا وزينوا له شكواهم بما يستدعي اهتمام الوالي... بأنْ إدّعوا عليه أنّه يقول أنّه ملك اليهود... وأنهم لا يقرّون بملك إلا قيصر رومية، فأرسل الوالي جندًا للقبض علي المسيح عيسي ابن مريم ... فلمّا أتوا ولم يبق إلا القبض عليه، والمسيح قد إهتم لهذا الأمر ... وخشي أنْ ينالوه بالأذي... أنقذه الله من أيديهم ... وطهّره منهم ... وألقي شبهه علي شخص آخر ... عُلم فيما بعد أنّه تلميذه الخائن ... وعرّفته الأناجيل بأنّه يهوذا – كما هو مشهور – وصار بحيث كل من رآه لا يشكّ أنّه يسوع ... فأخذ وصُلب وقُتل ... ونجا المسيح من شرّهم " ( حياة المسيح ص 402-403 ).

وهنا نسأل الناقل والمنقول عنه ونقول لهما؛ هل حقًا ما تقولانه هو ما جاء في القرآن؟؟؟!!!
وأين ورد؟؟؟!!!
وإذا كنتما قد خلطتما بين ما جاء في الأنجيل ونسبتماه للقرآن، فأين يوجد هذا الكلام في كلا الكتابين؟؟؟!!!
وهل يمكنم أن نصدّق أقوالكما بعد ذلك؟؟!!.
ــــــــــ
- 26 -
12- وهناك نظرية قال بها الشيخ محمد رشيد رضا أسماها بـ " نظريتي في قصّة صلب المسيح وقيامته من الأموات"!! قال فيها بالقبض علي المسيح ثم قال: " ولمّا كان الصباح ساقوه إلي بيلاطس الذي كان يودّ إنقاذه منهم ولكن الظاهر من الأناجيل أنّه لم يفلح فحكم بصلبه فأخذه العسكر إلي السجن حتي يستعدوا للصلب، ففرّ من السجن هاربًا إمّا بمعجزة أو بغير معجزة كما فرّ بعض أتباعه من السجون أيضًا... وربّما ذهب إلي جبل الزيتون ليختفي... وهناك توفاه الله أو رفعه إليه بجسمه، أو بروحه فقط فخرج الحرّاس للبحث عنه. وكان يهوذا مسلّمه مصممًا علي الانتحار ومضي خارجًا ليشنق نفسه في بعض الجبال ( متي27/3-20 ) ندمًا وأسفًا علي ما فعله فلقيه الحرّاس، ونظرًا لما بينه وبين المسيح من الشبه التام فرحوا وظنّوه هو وساقوه إلي السجن متكتمين خبر هروبه من العقاب ، ولمّا وجد يهوذا أنّ المقاومة لا تُجدي نفعًا ولمّا طرأ عليه من التهيّج النفساني الشديد واليأس الذين يُصيب عادة المنتحرين قبل الشروع في الانتحار ". ثمّ يُكمّل علي أنّ يهوذا هو الذي صُلب، وقال أنّه لم يكن حاضرًا وقت الصلب إلاَّ بعض النسوة اللواتي لا يُمكنهن من الإمعان والتحديق إلي المصلوب فب مثل هذا الموقف وكذلك لبعد موقفهن عنه، فلذا اعتقدن أنّه هو المسيح!!! ولمّا وجد في وجود العذراء ويوحنا عند الصليب ما يُبطل نظريّته وإدّعاءاته من الأساس قال: " وأمّا دعوي الإنجيل الرابع " ( يوحنا19/26 ) أنّ مريم أم عيسي ويوحنا كانا واقفين عند الصليب فالظاهر أنّها مخترعة " ( الصلب والفداء ص 67 و 68 ).

ولا نعرف من أين أتي هؤلاء الكتاب بالزعم القائل أنّه كان هناك شبه تام بين يهوذا والمسيح، إلاّ إذا كان من خيالهم لعدم إقتناعهم بنظرية إلقاء شبه المسيح علي غيره!!!
ــــــــــ
- 27 -
وهكذا يخترعون القصص ويؤلفون الروايات ويضعون النظريات، ويقولون، يبدو والظاهر وربّما... إلخ، في محاولة يائسة لإثبات عدم صلب المسيح. لا لشيء إلاّض لأنّهم لا يملكون سوي نصّ واحد غير واضح يتكلّم بطريقة غير واضحة المفترض أنّه يُناقش حقيقة يؤمن بها ملايين بل مليارات البشر عبر تاريخ البشرية!!! إنهم يؤلفون الروايات ويؤمنون بصحّتها!!!

وهذا يذكّرنا بأسطورة بجمليون، فما هي أسطورة بجمليون؟. تقول الأساطير اليونانية أنّه كان هناك صانع تماثيل يُدعي بجمليون صنع تمثالاً جميلاً لإمرأة جميلة، فأعجب بالتمثال إعجابًا شديدًا، ومن شدّة إعجابه به تمنّي أنْ يصير التمثال إمرأة حقيقية، فاستجابت له الآلهة وتحوّل التمثال إلي إمرأة حقيقية!!!

وهذا ما يفعله كتاب روايات الشبه. فهم ينسجون روايات من وحي خيالهم تقول بلإلقاء شبه المسيح علي آخر ويصدذقونها، برغم أنهم هم مؤلفوها، ولكن نقول لهم أننا نعيش الواقع وليس الأسطورة لذا لن تتحوّل رواياتهم التي ألفوها من وحي خيالهم إلي حقيقة، فلا هم بجمليون وليس لهم آلهة تستجيب لهم فتحوّلها إلي حقيقة كما يتوهّمون!!!.
5- التعليق على هذه النظريات والأقوال:
1- عند النظر إلى هذه الروايات والأقوال يتضح لنا للوهلة الأولى إنها متناقضة ومتعارضة ومتضاربة وأنّه لا أساس لها ولا سند ولا دليل علي صحّتها وأنّها مجرّد أفكار خيالية من تأليف رواتها ووحي خيالهم، وهم لم ينكروا ذلك!! بلّ إنّ كل منهم حاول أنْ يروي رواية، معتمدًا علي خياله بالدرجة الأولي مع محاولة بتر بعض آيات الكتاب المقدس وتأليفهما مع رواياتهم المزعومة!!! ولا نعرف كيف يستبيحوا لأنفسهم ذلك؟!! إذ لا همّ لهم إلا مجرّد الإيهام بأنّ المسيح لم يصلب
ــــــــــ
 
قديم 19/12/2005   #10
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


الذي صلب هو غيره!! بمبدأ الغاية تبرّر الوسيلة!! فالغاية هي محاولة الإيهام بأنّ المسيح لم يُصلب والوسيلة هي تلفيق روايات خيالية وغير واقعية للإيحاء والإيهام بذلك !! مع تغيير وتبديل الحقائق الإنجيلية!!
2- كما أن هذه الروايات قيلت أساسًا لتفسير عبارة " شُبّه لهُمْ " بمفهوم واحد فقط هو نظرية إلقاء شبه المسيح علي آخر دون أي اعتبار لحقائق التاريخ والتقليد المسيحي بالرغم عن صمت الآية عن ذكر أي تفصيلات!!!

3- هذا الصمت وضع هؤلاء الكتاب في حيرة فراحوا يؤلفون ويتخيل كل واحد منهم حسب هواه وحسب ما يتراءى له، ونتيجة لذلك خرج كل واحد منهم بفكرة أو برواية مختلفة تمامًا عن الآخر سواء في مكانها أو زمانها أو أشخاصها، فقد اختلفت هذه الروايات من جهة الشبيه الذي قيل أنّه صُلب بدلاً من المسيح، فقد قال البعض أنّ هذا الشخص لا يعرفه إلا الله " فلنترك المسألة عند هذا الحد " !! وقال البعض الأخر أنّه أحد الذين يحبون المسيح وقال غيرهم أنّه يهوذا جزاء خيانته أو جزاء شكّه في معلمه أو حباً في معلمه!!! كما اختلفت في كيفية القبض على المصلوب فقالوا أن المسيح ألقى شبهه علي يهوذا أو هرب أو صعد إلي السماء! أو أنّ يهوذا كان شبيهًا بالمسيح لدرجة عدم التفريق بينهما ! أو أنّ اليهود لم يكونوا علي بيّنة من هيئة المسيح أو يهوذا ! أو أنّ ذلك حدث بسبب الظلام ... إلخ.

كما أضافت الروايات الأخيرة أنّ المسيح حُكم عليه ولكنه لم يُصلب، بل هرب من السجن!!! أو أنّ قصة الصلب من الأساس ملفقة!! " فالمسألة كلها من تأليف تلاميذه "!! كما اختلفت هذه الروايات أيضاً من جهة الزمان والمكان ودوافع الصلب.

أخيراً يقول لنا الشيخ محمد أبو زهرة " أنّ القرآن الكريم لم يبيّن لنا ماذا كان
ــــــــــ
- 29 -
من عيسى بين صلب الشبيه ووفاة عيسى أو رفعه على الخلاف في ذلك، ولا إلي أين ذهب، وليس عندنا مصدر صحيح يُعتمد عليه، فلنترك المسألة: ونكتفي باعتقادنا اعتقادًا جازمًا أنّ المسيح لم يصلب ولكن شبّه لهم " ( محاضرات في النصرانية للشيخ محمد أبو زهرة ص 25)

إنّه لا يوافق علي كل ما روي من روايات ويعتبرها جميعًا من مصادر غير صحيحة، ويعتمد فقط علي اعتقاده بأنّ المسيح لم يُصلب دون الاعتماد على أي رواية لم تذكر في أي مصدر صحيح!!

هذا الرأي هو ما يتفق عليه الغالبية العظمي من المحاورين المسلمين الذين يتحاورون في موضوع صلب المسيح علي شبكة الإنترنت وأغلبهم يرفضون جميع هذه الروايات سواء قديمها أو حديثها لعدم صحتها وإلغائها للعقل والمنطق، ولأنها جميعًا تسقط دائمًا مع الحوار المنطقي الجاد، ويتمسّكون فقط بحرفية آية النساء 157.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
- 30 -
الفصل الثاني

نظرية إلقاء شبه المسيح علي آخر

تتعارض مع عدل الله وجلاله وعظمته

ومع العقل والمنطق والتاريخ

1- إشكالات روايات عدم صلب المسيح وإلقاء شبهه علي آخر:
لا يقدر أنْ يقول لنا أصحاب نظرية الشبه، كما بيّنا، أنّ آية الشبه ذكرت كيفية إلقاء الشبه ومتي حدثت؟ ومن هو الشبيه؟ ومن هو المُشَبّه به؟. كما يقول الشيخ عبد الرحمن أبو زهرة في كتبه محاضرات في النصرانيّة ص 25: " أنَّ القرآن الكريم لم يُبَينّ لنا ماذا كان من عيسى بين صلب الشبيه ووفاة عيسي أو رفعه علي الخلاف في ذلك، ولا إلي أين ذهب؟، وليس عندنا مصدر صحيح يُعْتَمَد عليه.

وكما علَق الإمام الفخر الرازي علي ما روي من روايات خياليّة عن الشبه بقوله " اختلفت مذاهب العلماء في هذا الوضع وذكروا وجوهًا ... وهذه الوجوه متدافعة متعارضة والله أعلم بهذه الأمور " ( التفسير الكبير للرازي جـ 3 : 35 ).

وقال في تفسير الآية 175 من سورة النساء، مكرّرًا ما قاله الزمخشري في كشافه " الأول: قوله شُبّه مُسْنَد إلي ماذا؟ إنْ جعلته إلي المسيح فهو مُشَبَّه به وليس بمُشَبِّه، وإنْ أسندته إلي المقتول، فالمقتول لم يُجْرَ له ذكر...

والثاني: أنّه إنْ جاز أنّ الله تعالي يُلْقِي شِبْهَه ( أي المسيح ) علي إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطة فإنَّا إذا رأينا زيدًا فلعله ليس بزيدٍ فإنّه ألقي شِبْه زيد عليه. وعند ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والملك موثوق به، وأيضًا يفضي إلي القدح في التواتر ... وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع وليس مُجيب أنْ يُجِيب عنه بأنّ
ــــــــــ
- 31 -
ذلك مختصّ بزمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأننا نقول لو صحّ ما ذكرتم فذاك إنّما يُعرف بالدليل والبرهان فمن لم يُعلن ذلك الدليل والبرهان وجب أنْ يشي من المحسوسات ووجب أنْ لا يعتمد علي شيء من الأخبار المتواترة ... وبالجملة ففتح هذا الباب يوجب الطعن في التواتر والطعن فيه يوجب الطعن في نبوّة سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ".

كما أنّ القول بعدم صلب المسيح وإلقاء شبهه علي غيره يوقعنا في جملة مشاكل دينيّة يلخّصها الإمام الفخر الرازي في تفسيره لسورة آل عمران 55 " من مباحث هذه الآية موضع مشكل وهو أنّ نصّ القرآن دال علي أنّه تعالي حين رفعه ألقي شبهه علي غيره ... والأخبار أيضًا واردة بذلك إلا أنّ الروايات اختلفت في ذلك فتارة يُروى أنّ الله تعالي ألقي شبهه علي بعض الأعداء الذين دلوا اليهود علي مكانه ... وتارة يُروى أنّ رغّب بعض خواص أصحابه في أن يلقي شبهه ( عليه ) حتي يُقتل مكانه. وبالجملة فكيفما كان ففي إلقاء شبهه علي غيره إشكالات:

(1) الإشكال الأول: إنّا لو جوَّزنا إلقاء شبه إنسان علي إنسان آخر لزم السفسطة، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانية فحينئذ أجوّز أنْ يكون هذا الذي رأيته ثانية ليس بولدي بل هو إنسان أُلقي شبَهه عليه، وحينئذ يرتفع الأمان علي المحسوسات. وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمدًا يأمرهم وينهاهم وجب أنْ لا يعرفوا أنّه محمد، لاحتمال أنّه أُلقي شبهه علي غيره، وذلك يُفضي إلي سقوط الشرائع. وأيضًا فمدار الأمر في الأخبار المتواترة علي أنْ يكون المُخبر الأوّل إنّما أخبر عن المحسوس، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولي. وبالجملة ففتح هذا الباب أوّله سفسطة وآخره إبطال النبوّات بالكلية.

(2) الإشكال الثاني: وهو أنّ الله تعالي كان قد أمر جبريل عليه السلام بأنْ يكون معه ( مع المسيح ) في أكثر الأحوال، هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله ( إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ).
ــــــــــ
- 32 -
ثم إنّ طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر، فكيف لم يكفِ في منع أولئك اليهود عنه؟ وأيضًا أنّه عليه السلام لمّا كان قادرًا علي إحياء الموتى، وإبراء الأكمة والأبرص، فكيف لم يقدرْ علي إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلي إسقامهم وإلقاء الزمانة ( العاهة ) والفلج عليهم حتي يصيروا عاجزين عن التعرّض له؟.

(3) الإشكال الثالث: إنّه تعالى كان قادرًا علي تخليصه من أولئك الأعداء بأنْ يرفعه إلي السماء، فما الفائدة في إلقاء شبْهه علي غيره، وهل فيه إلاَّ إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟.

(4) الإشكال الرابع : إنّه إذا ألقي شبهه علي غيره ثمّ إنّه رُفع بعد ذلك إلي السماء، فالقوم اعتقدوا فيه أنّه عيسي مع أنّه ما كان عيسي، فهذا كان إلقاءً لهم في الجهل والتلبيس. وهذا لا يليق بحكمة الله تعالي .

(5) الإشكال الخامس: إنّ النصاري علي كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدّة محبّتهم للمسيح عليه السلام، وغلوّهم في أمره أخبروا أنّهم شاهدوه مقتولاً ومصلوبًا، فلو أنكرنا ذلك كان طعنًا فيما ثبت بالتواتر، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة محمد، ونبوّة عيسى، بل في وجودهما، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكل ذلك باطل .

(6) الإشكال السادس: أنّه بالتواتر أنّ المصلوب بقي حيًا زمانًا طويلاً، فلو لم يكن ذلك عيسي بل كان غيره لأظهر الجزع، ولقال: إني لست بعيسي بل إنّما أنا غيره، ولبالغ في تعريف هذا المعني، ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعني، فلمّا لم يوجدْ شيء من هذا علمنا أنّ ليس الأمر علي ما ذكرتم . فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات ". ( التفسير الكبير ج2/466
 
قديم 19/12/2005   #11
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


وبالرغم من أنه علق على هذه الإشكالات إلا أنّ تعليقة كان غير مقنعًا سواء له أو لغيره، إذ يقول في رد مقتضب:

1- الجواب عن الأول: إنّ كل من أثبت القادر المختار، سلَّم أنّه تعالي قادر علي أنْ يخلق إنسانًا آخر علي صورة زيد مثلاً، ثم إنّ هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور، فكذا القول فيما ذكرتم.
ونقول هل حدث مثل ذلك في تاريخ البشرية؟؟؟ والإجابة بالقطع كلا!!!.

2- والجواب عن الثاني: إنّ جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالي عيسى عليه السلام علي دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلي حدّ الإلجاء ( أي اضطرار الله إلي إجراء تلك المعجزة )، وذلك غير جائز ".
ونقول علي العكس لو كان الله قد أنقذه بواسطة ملاك لظهرت عظمته وآمن به اليهود، ونسأل ونقول وهل إلقاء شبهه علي آخر ليس في إلجاء واضطرار؟؟؟!!!

3- والجواب عن الثالث: فإنَّه تعالي لو رفعه إلي السماء وما ألقي شبهه علي الغير لبلغت تلك المعجزة إلي حدّ الإلجاء ( أي اضطرار الله إلى إجراء تلك المعجزة )".
والسؤال هنا أيهما أكرم وأليق بجلال الله وعظمته؟ أنْ يرفعه أمام الجميع فتظهر قدرة الله أم يخدعهم ويلقي بشبهه على آخر؟؟؟!!!

4- والجواب عن الرابع: إن تلامذة عيسي كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس ".
ونقول أنه ولا واحد من تلاميذ المسيح قال بغير صلب المسيح!!!!!

5- والجواب عن الخامس: إنّ الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة علي الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلي الجمع القليل لم يكن مفيدًا للعلم ".
ــــــــــ
- 34 -
ونقول هل تدخل الشبهة علي أمّه وأخت أمه وتلميذه يوحنا ومن كان معهم من التلاميذ غير المعلنين مثل يوسف الرامي ونيقوديموس، أم على اليهود الذين كانوا حاضرين الصلب والذين جال يبشّر بينهم يُعلّمهم ويصنع المعجزات وكانوا يلتفون حوله بعشرات الألوف،أم علي الجنود الرومان الذين كانوا يقومون بعملية الصلب، أم سمعان القيرواني الذي كان يشاركه في حمل الصليب؟؟؟؟!!!!.

6- والجواب عن السادس: إنّ بتقدير أنْ يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلمًا وقبل ذلك عن عيسي، جائز أنْ يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة
تقول كل تفاصيل المحاكمة والصلب أنّ المحاكم والمصلوب كان هو المسيح وهذا ما دلل عليه بأقواله وتصرفاته!!!!

ثم يختم بقوله: " وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه. ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد في كل ما أخبر عنه، امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنصّ القاطع، والله وليّ الهداية".

هذا هو تعليق الرازي وتعليقنا عليه.

ولأن هذه الردود غير مقنعة، حتى له هو نفسه كما هو واضح. لذا فسّر بعض العلماء المسلمين الآية باعتبار أنّها لا تنفي الصلب.
ــــــــــ
‏ - 35 -‏
وحقائق التاريخ ، فيقول (4) : ‏
‏ " أهم الأسئلة فيما يتعلق بمسألة صلب المسيح أو نهاية شأن المسيح مع قومه كما ‏أفضل أنْ أسمّيها هي:
ما هو معني الصلب ؟
هل الصلب هو مُجَرّد وضع شخص ‏علي الصليب سواء مات من جرّاء الصلب أوّ لم يمتْ لأي سبب من الأسباب؟
أمّ ‏أنَّ الصلب لا يتمّ إلاَّ إذا مات الشخص المحكوم عليه بالصلب علي الصليب؟
إنَّ ‏تحديد معني الصلب بالإجابة علي هذه الأسئلة الهامة يجعلنا نعرف علي وجه الدقة ‏ما إذا كانوا قد قتلوه وصلبوه، أو أنَّهم ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ) .‏
‏ " جديرٌ بنا أنْ ندقّق في معني الفعل المبني للمجهول ( صُلِبَ ) . يُقال عن شخص ‏إنَّه صُلب إذا كان مات علي الصليب ويُقال عن شخص إنه ( أُغرِقَ ) إذا كان قد ‏مات إغراقًا تحت الماء ، أمّا إذا كان بعض الناس حاولوا إغراق شخص تحت ‏سطح الماء بهدف قتله ولم يمتْ هذا الشخص تحت الماء لأي سبب فإنَّهم لم يغرقوه‏‏. يجوز أنْ يكونوا قد شرعوا في قتله بإغراقه، ولكنهم في حقيقة الأمر ( ما قتلوه ‏وما أغرقوه )، حيث أنَّه لم يمتْ تحت سطح الماء من جرّاء إغراقهم له، في ‏محاولتهم قتله تحت سطح الماء. وهكذا لو وُضِعَ شخص علي الصليب ولم يمتْ ‏من جرّاء الصلب لا يجوز أنْ نقول عنه أنَّه صُلِبَ. ربما كان هذا شروعًا في قتله ‏صلبًا، ولكنهم (ما صلبـوه ) ".‏
‏ ولكنّنا نقول لسيادته نتفق معك في الجزء الأول من حديثك أنَّ اليهود دفعوا ‏الرومان لصلب المسيح ليتخلّصوا منه ومن رسالته، أمّا الجزء الثاني فقد تحقّق ‏لا بعدم موته علي الصليب بل بقيامته من الأموات في اليوم الثالث، وفي هذه ‏الحالة يكون قوله " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ " يعني أنَّ قصدهم وخطّتهم في القضاء ‏
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(4) أخطر المناظرات، هل مات المسيح عـلي الصليب؟ مناظرة بين داعـية العـصر " أحمد ديدات " والبروفيسير " فلويد كلارك " ص 28-100.
ــــــــــ
- 36 -
عليه لم ينجحا لأنَّه قام من الأموات وظهر لتلاميذه وأرسلهم للكرازة به في كل ‏العالم.‏
‏ ثمّ يوضّح الأستاذ علي الجوهري رأيه في نظرية إلقاء شبه المسيح علي شخص ‏آخر بقوله : " لأن إلقاء شبه المسيح علي شخص غير المسيح إنما هو نظريّة قال ‏بها المفسرون، إنَّها رأي المفسّرين، ومن المعروف أنَّ المفسّرين يَلْزَم كل منهم ‏أنْ ينظر في تفسير من سبقه من المفسّرين. هذا بطبيعة الحال من ضرورات ‏التصدّي لمحاولة تفسير آيات القرآن الكريم. ونظرية إلقاء الشِبْه غير مستساغة ‏وغير معقولة لأسباب هامة كثيرة:‏
أولاً : لا دليل عليها، ولتكون نظريّة مستساغة ومقبولة ومعقولة يلزم أنْ تتوافر ‏لها أدلّة علي صحّتها. ونظريّة إلقاء شبه المسيح علي شخص غيره لا يُنْهِضْ ‏دليل علي صحّتها، وتُنْهِضْ أدلّة علي عدم صحّتها 000 لقد اضطر المفسّرون ‏المسلمون إلي القول بنظريّة إلقاء الشِبْه إجابة وحيدة لسؤال فرض نفسه هو : إذا ‏كان المسيح ما قتلوه وما صلبوه، فماذا حدث له؟ وكيف نجا من القتل والصلب؟ ‏ويجوز أنْ يُوضع شخص علي الصليب بقصد قتله صلبًا، ولا يكون هذا الشخص ‏قد قُتل أو صُلب إذا لم يمت علي الصليب .‏
ثانياً : لأنَّ إنكار وضع المسيح علي الصليب يتعارض مع شهادة شهود العيان " وشهادة شهود العيان في هذه الجزئيّة بالذات لا تشوبها شائبة تَنَاقض أو خِلاف ‏بين الشهود. كلّ شهودهم مُجْمِعُون عليها000 في مسألة القبض علي المسيح ‏ووضعه علي الصليب يستحيل بحق إهدار شهادة شهود العيان، وكذلك وقائع ‏محاكمة المسيح أمام السنهدرين وأمام الحاكم الرومانيّ بيلاطس. قبضوا عليه، ‏وحاكموه، ووضعوه علي الصليب. وشهد بذلك عشرات بل مئات من شهود ‏العيان، ولا تناقض في شهادة شهود العيان بهذا الصدد يمكن التعويل عليه في ‏رفض محتوى شهادتهم ".‏
ــــــــــ
‏- 37 -‏
‏ " أليس المطلوب هو إثبات صدق القرآن الكريم فيما أخبر به من أنَّ أعداء المسيح ‏ما قتلوه وما صلبوه؟ يتحقّق المطلوب دون حاجة إلي الاعتماد في ذلك علي التسليم ‏بنظريّة إلقاء الشبه، ودون أنْ نصطدم بضرورة إهدار شهادة الشهود في مسألة ‏يستحيل فيها إهدار شهادة الشهود. ومن المعلوم أنَّه في بعض الحالات يمكن ‏التدليل علي فساد شهادة الشهود، وفي حالات أخري لا يكون هنالك سبيل إلي ‏إهدار شهادة الشهود. والقبض علي المسيح ووضعه علي الصليب من المسائل التي ‏لا يجوز إهدار شهادة الشهود بشأنها - والحق يُقال - بأي حال من الأحوال. إنَّهم ‏مُجْمِعُون عليها، ولا تناقض داخلي بشأنها، والحق يُقال أيضًا ولا ينبغي كمسلمين ‏أنْ نجادل بالباطل أبدًا. إنَّ الله سبحانه وتعالي يأمرنا بذلك. إنَّ الله يأمرنا أنْ نجادل ‏بالتي هي أحسن . والاعتراف بالحقائق، وعدم الجدال بالباطل إنما هما من أهم ‏ركائز الجدل بالتي هي أحسن. هل يجادل بالتي هي أحسن من يُنكر الحقائق ولا ‏يعترف بها ؟ " .‏
‏ ويُضيف " لأنَّ التمسّك بالمعني الأوّل من معاني إنتفاء الصلب بإنكار وضع ‏المسيح علي الصليب يُعَرّض مصداقية القرآن الكريم ذاتها للخطر 000 إنَّ مَثَلَ ‏مَن يُعَارضون أنْ يكون أعداء المسيح قد وضعوه فعلاً علي الصليب كَمَثَل شخص ‏حضر حفل زفاف صديق، وأثناء الحفل وقعت حادثة قتل أُتُّهم فيها هذا الشخص ‏وعندما يتمّ سؤال هذا الشخص: هل حضرت حفل زفاف صديقك أم لا؟ يقول لا، ‏أنا لم أحضر حفل زفاف صديقي . وإذا شهد شاهدان علي أنَّه كان يجلس بينهما في ‏ذلك الحفل نجد أنَّ إنكار ذلك الشخص حضوره الحفل يُسِئ إلي موقفه في التحقيق ‏ولا يُفيده " . ‏
ثالثاً : إنَّ نظريّة إلقاء الشِبْه وردت في إنجيل برنابا وهذا هو الدليل الثالث علي ‏فسادها وعدم صحتها: " إن الاحتجاج بورود هذه النظريّة في إنجيل برنابا يكشف ‏قبل أي شئ علي أنَّ هذه النظريّة ليست من بنات أفكار أيّ مُفَسّر مسلم ، بل هي
ــــــــــ
 
قديم 19/12/2005   #12
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


فكرة مسيحيّة 000 وفضلاً عن ذلك نجد أنَّ النصاري لا يعترفون بصحّة إنجيل ‏برنابا كله ، ولن نجد مسيحيا واحداً يعترف بصحّته . سيقول لك علي الفور أنَّه ‏إنجيلٌ مزيفٌ مُنْتَحَل لا صحّة ولا حُجَّة لكلِّ مُحْتَوَاه . إنَّه أبُوكْرِيفَا.‏
ولا يصحّ لنا كمسلمين أنْ نُقيم عقائدنا علي أساس من نصوص إنجيل برنابا الذي ‏لا يَعْتَرِف النصاري به ولا يجوز أنْ نثق بنصّ من نصوص إنجيل برنابا ".‏
رابعاً : " يوجد رابعًا سبب هام وهو عدم قدرة أي مفسّر من القائلين بهذه النظريّة ‏علي تحديد الشخص الذي ألقي الله عليه شبه المسيح عليه السلام. يقول بعضهم ‏‏- وراجع ما شئت أي تفسير موجز أو مطول - إنَّ الله ألقي شبه سيّدنا عيسي علي ‏يهوذا . ويقول بعضهم : إنَّ الله ألقي شبه سيّدنا عيسي علي شخص يدعي ‏طيطانوس. ويقول بعضهم : إنَّ الله ألقى شبه سيّدنا عيسي علي واحد من أتباعه ‏تطوّع لتحمُّل هذا المصير بدلاً من المسيح بعد أنْ وعده المسيح أنْ تكون له الجنة ‏دون تحديد لهذا الشخص بشيءٍ سوي أنَّه واحد من أتباعه. ويقول بعضهم: إنَّه ‏واحد من حرّاس المسيح.‏
‏ وأنت تعرف يا صاحبي أنَّه يلزم تحديد شخص واحد بعينه ألقي الله عليه شبه ‏سيّدنا عيسي. وعدم تحديد شخص واحد بعينه يفسد هذا الادعاء تمامًا من الناحية ‏الشكليّة البحتة. ولو مات رجل قتيلاً إثر طعنة سكين، ويريد أحد أنْ يُدافع عن ‏أحدِ المتّهمين بأنَّ شخصًا آخر غير المتّهم هو الذي طعنه بالسكين، لوجب عليه أنْ ‏يُحدّد من هو هذا الشخص تحديدًا قاطعًا. ولو تعدّدت الاحتمالات لأفضي ذلك إلي ‏عدم تحديد القاتل وكان ذلك من مصلحة المتهمين جميعًا مهما كان عددهم كبيرًا .‏
‏ ولا ريب أنَّ تضارب آراء المفسّرين علي هذا النحو بصدد رأيهم ونظريتهم ‏القائلة بإلقاء شبه المسيح علي شخص آخر غير المسيح يضعف من نظريّتهم هذه ‏إلي حدِّ الانهيار " .
ــــــــــ
‏- 39 -‏
خامساً : " وخامس الأسباب الدالة علي فساد نظرية إلقاء الشبه هذه هو أنَّ أي ‏مفسّر لا يستطيع أنْ يقول أو يدّعي أنَّه شاهد شبه المسيح يلقيه الله سبحانه وتعالي ‏علي شخص آخر. ولو زعم أحدهم هذا الزعم لكان زعمه باطلاً بطبيعة الحال. ‏ويزداد هذا الزعم ضعفاً وانهياراً لو لم يملكْ من يزعمه أي دليل علي صحته " . ‏
سادساً : " ضمائر الغائب الكثيرة الموجودة في الآية الكريمة 000 ما شأن ضمائر ‏الغائب الكثيرة الموجودة بالآية الكريمة ؟ وكيف تدل علي خطأ المفسّرين في القول ‏بنظريّة إلقاء شبه المسيح علي شخص آخر غير المسيح ؟
‏ نعرف جميعًا أنَّ ضمائر الغائب المفرد لا بد من إرجاعها إلي شخص تعود عليه ‏ضمائر الغائب. والمعقوليّة شرط لصحّة إرجاع ضمير الغائب إلي من يُفترض ‏رجوع ضمير الغائب إليه 000 (وقد) اختلف المفسّرون الإسلاميّون بشأنه اختلافًا ‏كبيرًا ولم يُصِبْ أحدهم الرأي الصواب في إرجاع هذه الضمائر إلي من تعود عليه ‏بشكل قاطع حتي الآن، إنَّهم جميعًا يُرَجِّحون إرجاع ضمير الغائب إلي المسيح في ‏قول الله سبحانه وتعالى: "وما قتلوه وما صلبوه صحيح تماماً ولكن الاستمرار في ‏إرجاع ضمير الغائب إلي المسيح في بقيّة الآية الكريمة خطأ وغير مقبول، ويُرْبِك ‏المعني الصحيح للآية الكريمة " . ‏
‏ " فإذا وصلنا إلي قول الله سبحانه وتعالى: " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ". أرجو منك يا صاحبي أنْ نُحَدّد ‏ضمائر الغائب المفردة في هذا الموضع من الآية الكريمة 000 إنَّ ضمائر الغائب ‏المفرد كثيرة في هذا الموضع من الآية الكريمة . قلت : وقد أرجعها المفسّرون ‏المسلمون كلّها إلي المسيح 000 إنَّ ضمائر الغائب المفرد المتكرّرة في هذا ‏الموضع تعود إلي اختلافهم، أي اختلاف أهل الكتاب من اليهود والنصارى في ‏مسألة أنَّ المسيح قد مات علي الصليب أم لم يمت علي الصليب. هذه المسألة ‏اختلفوا فيها ، هذا الشأن " اخْتَلَفُواْ فِيهِ " وبدءاً من ضمير الغائب المفرد الموجود
ــــــــــ
‏- 40 -‏
بآخر حرف الجر هنا تعود الضمائر علي الشأن الذي " اخْتَلَفُواْ فِيهِ " ولا تعود إلي ‏المسيح عليه السلام. هل اختلفوا في أنَّ الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه هو ‏المسيح أو هو شخصٌ آخرٌ؟ هذا احتمال ضعيف جدًا وبالغ الضعف وعديم ‏المعقولية. ويلزم أنْ يكون الرأي السليم سليمًا في نظر كل الناس وليس في نظر ‏المسلمين وحدهم 000 إنَّ أعداء المسيح لو كانوا قد اختلفوا بشأن شخص المسيح ‏وهل هو الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه ووضعوه علي الصليب لكان الأقرب ‏إلي المعقوليّة أنْ يتحروا ويدققوا ويحققوا هذه المسألة كل التحري والتدقيق ‏والتحقيق. وليس من المعقول طبعًا أنْ يكون هدف أعداء المسيح هو قتل المسيح ‏صلبًا ثم يقبلون بسهولة وبساطة وسذاجة أنْ يقتلوا ويصلبوا شخصًا آخر غيره . ‏لو اختلفوا في شخص المسيح لكان الأقرب إلي الصواب والمعقوليّة أنْ يوقفوا ‏إجراءات تنفيذ الحكم ليتحققوا أنَّ شخص الإنسان الذي يقومون بتنفيذ الحكم عليه ‏‏. وهذا التحقّق سهل ميسور لهم. وليس هناك أسهل من أنْ يحاوروا ويناقشوا ‏الشخص الموجود بين أيديهم ليكتشفوا حقيقته، خصوصًا أنَّ اليهود لم يعمدوا ‏إلي قتل المسيح غيلة، بل إنَّهم استصدروا حكمًا بقتله صلبًا من الحاكم الروماني ‏بيلاطس " .‏
‏ " إنَّ مصلحتهم تفرض عليهم ذلك، إنَّهم يريدون قتل وصلب شخص معيّن وليس ‏قتل وصلب أي شخص آخر غيره " . " يقول الله سبحانه وتعالى : ( مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ) وضمير الغائب الملحق بحرف الجر ( بِهِ ) يجعل المعني – والله أعلم بمراده - ‏هو : " ما لهم بشأن موته أو عدم موته على الصليب من علم " .‏
‏ " قال المفسرون : إنَّ ضمير المفرد الغائب هنا يعود علي المسيح، مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ . هل هذا معقول؟ كيف يكون شهود العيان الموجودين حول الصليب الذي ‏ُصلب عليه المسيح ما لهم بالمسيح من علم؟ هل يكون المفسّرون المسلمون الذين ‏لم تطأ قدم أحدهم في الغالب الأعم مكان الصليب، أعلم بالمسيح، وبما لو كان هو ‏
 
قديم 19/12/2005   #13
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


قالوا بصلب المسيح وأسباب قولهم بذلك
‏1 – عدم وضوح معنى الآية :‏
‏ كما سبق أنْ بينّا من عدم وضوح معني قوله " وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " فقد وُجد هناك ‏أربعة أراء لأربع مجموعات من العلماء المسلمين :‏
‏ 1 – الرأي الأول والذي يقول بإلقاء شبه المسيح علي آخر، ولكن كيف ومتي ومن ‏هو الشبيه فهذا غير معلوم، وهذا ما يتلخّص في قول الإمام محمد أبو زهرة ( إنَّ ‏القرآن ‎ ‎ الكريم لم يُبَيّن لنا ماذا كان من عيسي بين صلب الشبيه ووفاة عيسي أو ‏رفعه علي الخلاف ‎ ‎ في ذلك؟، ولا إلي أين ذهب؟، وليس عندنا مصدر صحيح يُعْتَمَد ‏عليه )، وهذا هو الرأي التقليديّ ورأي الأغلبية .‏
‏ ومن ضمن أصحاب هذا الرأي الذين نقلوا روايات عن جهلاء أهل الكتاب العرب‏، كما يقول ابن خلدون، أو الذين راحوا يؤلّفون روايات من وحي خيالهم هم !!‏
‏ 2 – الرأي الثاني والذي يري أنَّ المسيح صُلِبَ فعلاً وإنما قول القرآن جاء من باب ‏مجادلة اليهود والمقصود بها التنقيص من شأنهم، كقول د. عبد المجيد الشرفي " ‏هذا فليس من المستبعد أنْ يكون إنكار قتل اليهود عيسي وصلبه من باب المجادلة ‏المقصود بها التنقيص من شأن المجادلين".‏
‏ 3 – الرأي الثالث والذي يقول بصلب المسيح فعلاً ولكن بعدم موته علي الصليب، ‏ومن هؤلاء الأستاذ الجوهري فضلاً عمّا يناور ويقول به السيد أحمد ديدات !!‏
‏ ــــــــــ
‏- 47 -‏
‏ 4 – الرأي الرابع والذي يقول بصلب المسيح كما جاء في الأناجيل ، سواء عن ‏طريق النقل من الإنجيل بأوجهه الأربعة دون تعليق، مثل المؤرّخ الإسلامي ‏ اليعقوبي ، والأستاذ خالد محمد خالد. وغيرهم. هذا فضلاً عن البيضاوي الذي ‏نقل قول النسطورية: " وقيل صُلِبَ الناسوت ولم يُصْلَبْ اللاهوت " . ‏
‏ ولو كان نصّ الآية واضحًا تمامًا لما إختلف المسلمون عبر التاريخ في جزئيّة ‏واحدة حول معني الآية، ولكن اختلاف المفسّرين ، بهذه الصورة دليلُ علي عدم ‏وضوحها، وخاصّة أنّها الآية القرآنيّة الوحيدة التي تكلّمت عن هذا الموضوع، ‏باستثناء آيات الموت والوفاة، وهذا موضوع آخر.‏

‏2 – العلماء والمؤرخون المسلمون الذين قالوا بصلب المسيح :‏
‏ ظهر بعض الكتاب والعلماء والمؤرخين المسلمين الذين حاولوا التوفيق بين حقيقة ‏وتاريخية صلب المسيح وتفسيرهم لقوله "‏ ‎ ‎ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ ‏الَّذِينَ ‎ ‎ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا ‎ ‎ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً " ‏‏( النساء :157 ) . ولذا فقد قالوا بصلب المسيح ، وفيما يلي أهم من قالوا بذلك : ‏
‏ (1) وقال الشيخ احمد بن أبي يعقوب ، اليعقوبي، الذي يُعدّ من أقدم مؤرّخي ‏الإسلام والذي قال " ولما طلب اليهود من بيلاطس أنْ يُصْلَبَ المسيح. قال لهم ‎ ‎ خذوه أنتم واصلبوه أمّا أنا فلا أجد عليه علّة. قالوا قد وجب عليه القتل من أجل أنَّه ‏قال أنَّه ابن الله. ثم أخرجه وقال لهم خذوه أنتم واصلبوه فأخذوا المسيح وحملوه ‏الخشبة التي صُلِبَ عليها " ( تاريخ اليعـقـوبي جـ 1: 64 ). ‏
‏ (2) وقال أخوان الصفا من القرن الخامس الهجري (457 – 459): " فلما أراد ‏الله تعالى أن يتوفّاه (أي المسيح) ويرفعه إليه اجتمع معه حواريّوه في بيت المقدس ‏في غرفة واحدة، وقال أني ذاهب إلي أبي وأبيكم وأوصيكم بوصية 00 وأخذ عهدًا ‏
ــــــــــ
‏- 48 -‏
وميثاقًا فمن قبل وصيّتي وأوفى بعهدي كان معي غدًا 000 فقالوا له ما تصديق ما ‏تأمرنا به. قال أنا أوّل من يفعل ذلك. وخرج في الغد وظهر للناس وجعل يدعوهم ‏ويعظهم حتى أُخذ وحُمل إلي ملك إسرائيل فأُمر بصلبه. فصُلِبَ ناسوته (جسده) ‏وسُمِّرَتْ يداه علي خشبتي الصليب وبقي مصلوبًا من صحوة النهار إلي العصر . ‏وطلب الماء فسُقِيَ الخل وطُعِنَ بالحربة ثم دُفِنَ في مكان الخشبة ووُكِّلَ بالقبر ‏أربعون نفرًا. وهذا كله بحضرة أصحابه وحوارييه فلمّا رأوا ذلك منه أيقنوا ‏وعلموا أنَّه لم يأمرهم بشيء يخالفهم فيه. ثم اجتمعوا بعد ذلك بثلاثة أيام في ‏الموضع الذي وعدهم أنْ يتراءى لهم فيه. فرأوا تلك العلامة التي كانت بينه وبينهم ‏وفشا الخبر في بني إسرائيل أنَّ المسيح لم يُقْتَل. فنُبِشَ القبر فلم يُوجّد فيه الناسوت ‏‏"( رسـالة إخوان الصفا جـ 4: 96-97 ). ‏
‏ (3) ويقول د. عبد المجيد الشرفي (عميد كلية الآداب بتونس، وله كثير من ‏المقالات التي تتعلق بالعلاقات المسيحيّة – الإسلاميّة ): " وكما نفي القرآن ألوهيّة ‏عيسي وعقيدة الثالوث، فإنَّه نفى في الآية 157 من سورة النساء أنْ يكون اليهود ‏قتلوا عيسي أو صلبوه ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ 000 وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً )، ‏فهل تعني هذه الآية أنَّه قُتل وصُلب، لكن علي غير أيدي اليهود أم أنَّه لم يُقتل ‏ولم يُصلب البتة؟ لا شئ مبدئيًا يمكّننا من ترجيح أحد الاحتمالين إنْ اقتصرنا ‏علي النصّ القرآني وحده، ولم نعتمد السنّة التفسيريّة التي بتّت في اتجاه نفي ‏الصليب جملة في أغلب الأحيان. علي أنَّ هذه الآيات لا يجوز أنْ تُفصل عن الآية ‏‏33 من سورة مريم : { وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } ، ‏وكذلك عن الآية 55 من آل عمران : { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ }، وعن الآية 117 ‏من المائدة : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ }، وهي صريحة في أنَّ عيسي يموت ويتوفّي.‏‏
ــــــــــ
‏- 49 -‏
فليس من المستبعد أنْ يكون إنكار قتل اليهود عيسي وصلبه من باب المجادلة ‏المقصود بها التنقيص من شأن المجادلين، لا سيّما أنَّ كل الأحداث المتعلّقة بحياة ‏المسيح لم تزلْ منذ القديم محلّ أخذ ورد واختلاف، ولا أحد يستطيع إدعاء اليقين ‏فيها. يُضاف إلي هذا أنَّ إقرار القرآن برفع عيسي في الآية الموالية يتّفق والعقيدة ‏المسيحية في هذا الرفع، بل ويتماشي والعقليّة الشائعة في الحضارات القديمة ‏والمؤمنة بهذه الظاهرة. والأمثلة علي ذلك كثيرة. فهل نحن في حاجة إلي التنقيب ‏عن مصدر العقيدة القرآنيّة المتعلّقة بنهاية حياة المسيح في آراء الفرق الظاهرانية ‏‏(‏ Docetiste ‏ )؟¨، " أليس في منطق الدعوة ذاته ما يفسّر هذا الموقف الواضح في ‏سائر الأنبياء من جهة، والذي يترك الباب مفتوحًا للتأويل واعتماد المعطيات ‏التاريخيّة في أمر من جهة أخري " . ويقول المؤلف أيضًا تحت عنوان : الصلب :‏
‏ " من اليسير أولاً أنْ نسجّل أنِّ هذا الفرض لم يكنْ محلّ عناية كبيرة من قِبَل ‏المفكّرين المسلمين، رغم أنَّه غرض محوريّ في المنظومة اللاهوتيّة المسيحيّة ‏ويحق لنا أنْ نتساءل عن علّة هذا الإعراض النسبيّ، وهل ينمّ عن نوع من ‏الحرج في مواجهة الرواية ذات الصبغة التاريخيّة المتعلّقة بالصليب والسائدة في ‏أوساط النصاري 000 بمجرّد آية قرآنية ؟ أم هل اعتبر المسلمون أنَّ نظريّة الفداء ‏تسقط بطبيعتها إنْ لم ترتكز علي أساس متين بعد النقد الصارم الذي وُجّه إلي ‏عقيدتي التثليث والتجسّد ؟ "( المسيح في كشمير. د. فريز صموئيل ص139-140 ). ‏
‏ (4) وقال عبد الرحمن سليم البغدادي الذي كان عراقيًا وُلد وعاش ومات في بغداد ‏‏(1832‏ ‎ – ‎ ‏1911)، وكان رئيسًا لمحكمتها التجارية وانتخب نائبًا في المجلس ‏العثماني " ( َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ) لا يُفهم منها أنَّ المسيح لم يمتْ قطّ، بل هو ‏نصّ صريح في أنَّ القتل والصلب لم يقعا علي ذاته من اليهود فقط ". ربما يقصد ‏
ــــــــــ
 
قديم 19/12/2005   #14
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


علي أيدي الرومان( المرجع السابق ص 141 ).‏ ‏ (5) وقال الأستاذ نبيل الفضل " إنَّ عملية الصلب لا يهمّ أنْ تكون ‎ ‎ علي عمود رأسي ‏وآخر أفقي كما في الصليب، بل قد تكون علي عمود رأسي فقط. وصلب ‎ ‎ المسيح ‏ربما كان علي صليب ذي عمودين رأسي وأفقي، أو ربما علي عمود رأسي فقط‏، فإنْ كان المسيح قد ُصلب علي عمود رأسي فقط، فإن تعبير( صلب المسيح ) ‏يكون تعبيرًا غير ‎ ‎ كامل. فتعبير صلب يجوز في حالة وجود عمود رأسي وأفقي، ‏فإنْ كان عمود واحد فالأدق أنْ يكون التعبير هو ( تعليق المسيح ) لا ( صلب المسيح )‏‏. ورغم أنَّ الحالتين تؤدّيان إلي الوفاة بالاختناق، إلا أنَّ هذا يذكّرنا بقول القرآن ‏‏( وَمَا صَلَبُوهُ ) "(" هل بشّر المسيح بمحمد " نبيل فضل. رياض الريس للكتب والنشر. لندن ص 72-73؛ قبر المسيح في كشمير ص 142 ).‏ ‎ ‎
‏ (6) وقال المفكر والفيلسوف الدكتور فؤاد حسنين على أستاذ الفلسفة " قتلوه وما ‏قتلوه ، صلبوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. قتلوا الجسد وما قتلوا الكلمة، صلبوا ‏الجسد وصعدت الروح إلي خالقها 000" . ثم تحدّث عن محاكمات المسيح وكلماته ‏علي الصليب وإستهزاء اليهود به ثم‏ ‎ ‎ قال " أسلم يسوع روحه فصعدت إلي ربها ‏راضية مرضية " وتحدّث عن صلب المسيح وموته ‎ ‎ باستفاضة وكذلك عن دفنه حتى ‏وصل إلي قيامته من الموت فقال " وموت المسيح علي الصليب ‎ ‎ ليس هو معجزة ‏المسيحيّة. والعكس هو الصحيح أعني قيامة المسيح من بين الموتي " إلي أنْ ختم ‏مقاله بقوله " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ 000إلخ "( جريدة أخبار اليوم في 22/4/1970 ).‏
‏ (7) وكذلك تبني السيد أحمد ديدات وناشر كتبه السيد على الجوهري لقول الفرقة ‏القاديانية التي تعتقد أنّ المسيح صُلِبَ علي الصليب ولكنّه لم يمتْ عليه بل أُغْمَي
ــــــــــ
‏- 51 -‏
عليه وأُنْزِلَ من علي الصليب حّيًا ( أنظر كتاب " صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء " أحمد ديدات ترجمة عـلي الجوهري )!! ‏
‏ ( بل وقال الأمير شكيب أرسلان في كتابه " حاضر العالم " : " قال درنغم ( أحد ‏المستشرقين ): فقول القرآن ( وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) يذكّرنا بأقوال العهد الجديد 000 إننا ‏لو فرضنا وجوب أخذ هذه الآية علي ظاهرها فلا مانع من ذلك حسب عقيدة ‏الكنيسة نفسها، لأنَّ آباء الكنيسة ما زالوا يقولون، إنَّه ليس ابن الله هو الذي صلبه ‏اليهود، وأماتوه علي الصليب، وإنما الطبيعة البشرية في المسيح. وهكذا لا يكون ‏اليهود قتلوا كلمة الله الأبديّة، ولكن يكونون قتلوا الرجل الذي يشبهها، واللحم ‏والدم المتجسّدين في بطن مريم ".‏
‏ " وقال ( المستشرق ) : فلا يكون القرآن فيما قاله بشأن الصلب إلا مؤيدًا عقيدة ‏الكنيسة الكبري، وهي أنَّ في المسيح طبيعتين: إلهيّة وبشريّة، وأنَّ القتل وقع ‏علي الطبيعة البشريّة فقط 00 " . وقال الأمير أرسلان معلقًا " ولا نريد أنْ نفرغ من ‏هذه المسألة بدون أنْ نُعلّق علي بعض الملاحظات علي ما قاله درنغم فيها. فأمّا ‏ذهابه أنّ مراد القرآن بالآية الكريمة : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) إنما ‏هو وقوع القتل علي الجسد فقط، وأنَّ الله بعد ذلك رفعه إليه، (فأن له وجها ‏وجيهاً) لا سيما وأنَّ آية أخرى : " { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } تعزز هذا الرأي " ( كتاب " مقدمة في نشأة الكتابات الدفاعية بين الإسلام والمسيحية " حسني يوسف الأطير: ص 25- 28 ). ‏
‏ (9) وقال الإمام محسن فاني في كتابه الدابستاني في القرن التاسع للهجرة " أنه ‏عندما قبض اليهود علي عيسي، بصقوا علي وجهه المبارك ولطموه ثم أنَّ بيلاطس ‏حاكم اليهود جلده حتى أنَّ جسمه من رأسه إليى قدمه صار واحدًا 000 ولما رأي ‏بيلاطس من إصرار اليهود علي صلب عيسي وقتله قال " أني بريء من دم هذا ‏
ــــــــــ
‏- 52 -‏
الرجل وأغسل يدي من دمه " ، " فوضعوا الصليب على كتف عيسى وساقوه ‏للصلب "( عن كتاب " إنجيل برنابا في ضوء العقل والدين " لعوض سمعان ص 110 ). ‏
‏(10) وقال الكاتب الإسلامي المعروف خالد محمد خالد ، بعد أنْ تكلّم في فصل ‏كامل عن محاكمات المسيح: " لقد كان الصليب الكبير الذي أعدّه المجرمون ‏للمسيح يتراءى له دومًا " . " المسيح قد حمل الصليب من أجل السلام " ." الصليب ‏الذي حمله المسيح سيف أراد اليهود أنْ يقضوا علي ابن الإنسان ورائد الحق " . ‏
‏ ثم قال " وأريد للمسيح أنْ تنتهي حياته الطاهرة علي صورة تشبه الأحقاد الملتوية‏، الملتاثة. لخراف إسرائيل الضالة "( كتاب " معًا علي الطريق محمد والمسيح " ص 34 و 181 ).‏
‏ (11) ونقل الكاتب محمود أبو ريه فقرات كاملة من الإنجيل بأوجهه الأربعة خاصة ‏بكلام المسيح قبل صلبه مباشرة وكلام المسيح وهو معلق على الصليب وعند قيامته ‏‏. وذلك كحقيقة تاريخية( كتابه " محمد والمسيح أخوان " ص 46 ).‏
‏ (12) ويرى د. محمد أحمد خلف الله (في كتابه الفن القصصي في القرآن الكريم) ‏أنّ القصة القرآنيّة لم يُقصد بها التاريخ، ولكن العظة والاعتبار ولذلك يُهمل الزمان ‏والمكان، وهي تمثّل الصور الذهنيّة للعقليّة العربيّة في ذلك الوقت ولا يلزم أنْ ‏يكون هذا هو الحق والواقع ومن حقنا أنْ نبحث وندقّق. وهذا هو ما كتبه بالنص:‏
‏+ " يدلنا الاستقراء علي أنَّ ظواهر كثيرة من ظاهرات الحريّة الفنيّة توجد في ‏القرآن الكريم، ونستطيع أنْ نعرض عليك منها في هذا الموقف ما يلي:‏
‏1 - إهمال القرآن حين يقصّ لمقومات التاريخ من زمان ومكان 000 " . ‏
‏2 - اختياره لبعض الأحداث دون البعض، فلم يعنِ القرآن بتصوير الأحداث
ــــــــــ
‏- 53 -‏
الدائرة حول شخص أو الحاصلة في أمة تصويرًا تامًا كاملاً ، وإنما كان يكتفي ‏باختيار ما يساعده علي الوصول إلي أغراضه.‏
‏3 - كما لا يهتم بالترتيب الزمني أو الطبيعي في إيراد الأحداث وتصويرها وإنما ‏كان يخالف هذا الترتيب ويتجاوزه . ‏
‏4 - إسناده بعض الأحداث لأناس بأعينهم في موطن ثم إسناده نفس الأحداث لغير ‏الأشخاص في موطن آخر .‏
‏5 - إنطاقه الشخص الواحد في الموقف الواحد عبارات مختلفة حين يكرّر القصة .‏
‏6 - وجود مواقف جديدة لم تحدث في سياق القصة التي تصور أحداثًا وقعت ‏انتهت . " القرآن يجري في فنه البياني علي أساس ما كانت تعتقد العرب وتتخيّل، ‏لا علي ما هو الحقيقة العقليّة ولا علي ما هو الواقع العمليّ " .‏
‏ " إنَّ المعاني التاريخية ليست مما بُلّغَ علي أنَّه دين يُتّبَع، وليست من مقاصد ‏القرآن في شئ، ومن هنا أهمل القرآن مقوّمات التاريخ من زمان ومكان وترتيب ‏للأحداث 00 إنَّ قصد القرآن من هذه المعاني إنما هو العظة والعبرة أي في ‏الخروج بها من الدائرة التاريخيّة إلى الدائرة الدينيّة. ومعني ذلك أنَّ المعاني ‏التاريخيّة من حيث هي معانٍ تاريخيّة لا تُعْتَبَر جزءًا من الدين أو عنصرًا من ‏عناصره المكوّنة له. ومعني هذا أيضًا أنَّ قيمتها التاريخيّة ليست مما حماه القرآن ‏الكريم ما دام لم يقصده.‏
‏ " إنَّ ما بالقصص القرآني من مسائل تاريخيّة ليست إلا الصور الذهبيّة لما يعرفه ‏المعاصرون للنبي من التاريخ، وما يعرفه هؤلاء لا يَلْزَم أنْ يكون الحق والواقع، ‏كما لا يُلْزِم القرآن أنْ يُصَحّح هذه المسائل أو يردّها إلي الحق والواقع، لأنَّ القرآن ‏الكريم، كان يجئ في بيانه المعجز علي ما يعتقد العرب، وتعتقد البيئة ويعتقد ‏المخاطبون. ويضيف الكاتب أيضًا :‏
‏ ــــــــــ
‏- 54 -‏
" إنّ القرآن الكريم لا يطلب الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة. ومن ‏هنا يُصْبِح من حقّنا أو من حقّ القرآن علينا أنْ نُفْسِح المجال أمام العقل البشريّ ‏ليبحث ويدقّق، وليس عليه بأس في أنْ ينتهي من هذه البحوث إلي ما يُخَالِف هذه ‏المسائل، ولن تكون مخالفة لما أراده الله أو لما قصد إليه القرآن لأنَّ الله لم يردْ ‏تعليمنا التاريخ، ولأنَّ القصص القرآنيّ لم يقصدْ إلا الموعظة والعبرة وما شابههما ‏من مقاصد وأغراض. ونوجز ما سبق فيما يلي: ‏
‏ 1 - القصة القرآنية ، قصة لا تتوافر فيها مقومات التاريخ، ولم يكنْ هدفها التاريخ ‏بل العظة والاعتبار. وهي ما يعرفه المعاصرون للنبيّ من تاريخ، ولا يلزم أنْ ‏يكون هذا هو الحق والواقع.‏
‏ 2 - هناك أقوال جاءت علي لسان بعض الأشخاص، لم ينطقوا بها بل القرآن ‏أنطقها علي لسانهم.‏
‏ 3 - القرآن لا يطلب منا الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة ومن حقّنا ‏أو من حقّ القرآن علينا أنْ نبحث ونفتّش لمعرفة الحدث التاريخيّ كما وقع ‏ومخالفتنا للقصة القرآنيّة لا يمسْ القرآن.‏
‏ وإذا طبّقنا هذه المبادئ علي حادثة صلب المسيح نري:‏
‏ + أنَّ اليهود لم يقولوا أنَّ المسيح هو رسول الله، وإن القول " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ " ‏هو ما يعرفه بعض المعاصرين.‏
‏ + إنّ القرآن لا يطلب منّا الإيمان بعدم قتل وصلب المسيح. إذا رأينا من الكتب ‏المقدّسة أو من التاريخ ما يُؤكّد حقيقة صلب وموت المسيح، فالواجب علينا أو من ‏حق القرآن علينا أنْ نُؤمن بذلك، ولهذا فالمسيح قد صُلِبَ ومات علي الصليب.‏
‏ " إن القرآن لم يقصد إلي التاريخ من حيث هو تاريخ إلا في النادر الذي لا حكم ‏له، وأنَّه علي العكس من ذلك عمد إلي إبهام مقومات التاريخ من زمان ومكان " . ‏
‏ ــــــــــ
‏- 55 -‏
‏ " إنَّ وصف عيسي بأنَّه رسول الله في قول اليهود الذي حكاه عنهم القرآن في ‏قوله تعالي: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ }، لا يمكن أنْ يُفهم ‏علي أنَّه قد صدر حقًا من اليهود، فهم لم ينطقوا بهذا الوصف وإنما القرآن هو الذي ‏أنطقهم به، ذلك لأنَّ وصفه بالرسالة ليس إلا التسليم بأنَّه رسول الله وهم لم يسلّموا ‏بهذا، ولو سلّموا بهذا لأصبحوا مسيحيّين، ولما كان بينهم وبينه أي لون من ألوان ‏العداء، ولما كان قُتل وصُلب. إنَّ اليهود إنما يتهمون عيسي بالكذب، ويُنكرون ‏عليه أنَّه رسول الله، ويذكرونه بالشرّ، ويقولون إنَّه ابن زنا وأنَّ أمه زانية. يقول ‏اليهود كلّ هذا وأكثر منه، ومن هنا لم يستطعْ العقل الإسلاميّ أنْ يُسَلّم بأنَّ وصف ‏عيسي بأنّضه رسول الله قد صدر حقًا من اليهود" .‏
‏ " مصادر القصص القرآني في الغالب هي العقليّة العربيّة، فالقرآن لم يبعدْ عنها ‏إلا القليل النادر، ومن هنا جاءت فكرة الأقدمين القائلة: إن القرآن ليس إلا ‏أساطير الأولين ، وذلك لأنهم نظروا فوجدوا الشخصيات القصصية والأحداث ‏القصصية مما يعرفون "(" الفن القصصي في القرآن " محمد أحمد خلف الله مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، وكتاب " قبر المسيح في كشمير " د. صموئيل فريز 151-152 ). ‏
‏ (13) الأستاذ على الجوهري : والذي ترجم عددًا من كتب السيد أحمد ديدات ‏والتعليق عليها، وكان رأيه في قضية موت المسيح، كما بينّا في الفصل السابق، ‏هو كالآتي : " إذا لم يكن معني قوله سبحانه وتعالي : ولكن شبه لهم هو إلقاء شبه ‏المسيح علي شخص آخر غيره، فما هو معناها؟ هل لها معني آخر؟، وما هو هذا ‏المعني الأخير؟ ثم يركّز بعد ذلك علي القول بعدم موت المسيح علي الصليب ‏وإنزاله من علي الصليب حيًا، مغمي عليه( أنظر تعليقه علي كتاب " أخطر مناظرات العصر، هل مات المسيح علي الصليب" )!!!‏
‏ وقد تصوّر بذلك أنَّه حلّ مشكلتين الأولي عدم تاريخيّة ومعقوليّة ومنطقيّة إلقاء ‏شبه المسيح علي آخر ، والثانية هي إبطال عقيدة الفداء بدم المسيح.‏
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
 
قديم 19/12/2005   #15
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


علي أيدي الرومان( المرجع السابق ص 141 ).‏ ‏ (5) وقال الأستاذ نبيل الفضل " إنَّ عملية الصلب لا يهمّ أنْ تكون ‎ ‎ علي عمود رأسي ‏وآخر أفقي كما في الصليب، بل قد تكون علي عمود رأسي فقط. وصلب ‎ ‎ المسيح ‏ربما كان علي صليب ذي عمودين رأسي وأفقي، أو ربما علي عمود رأسي فقط‏، فإنْ كان المسيح قد ُصلب علي عمود رأسي فقط، فإن تعبير( صلب المسيح ) ‏يكون تعبيرًا غير ‎ ‎ كامل. فتعبير صلب يجوز في حالة وجود عمود رأسي وأفقي، ‏فإنْ كان عمود واحد فالأدق أنْ يكون التعبير هو ( تعليق المسيح ) لا ( صلب المسيح )‏‏. ورغم أنَّ الحالتين تؤدّيان إلي الوفاة بالاختناق، إلا أنَّ هذا يذكّرنا بقول القرآن ‏‏( وَمَا صَلَبُوهُ ) "(" هل بشّر المسيح بمحمد " نبيل فضل. رياض الريس للكتب والنشر. لندن ص 72-73؛ قبر المسيح في كشمير ص 142 ).‏ ‎ ‎
‏ (6) وقال المفكر والفيلسوف الدكتور فؤاد حسنين على أستاذ الفلسفة " قتلوه وما ‏قتلوه ، صلبوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. قتلوا الجسد وما قتلوا الكلمة، صلبوا ‏الجسد وصعدت الروح إلي خالقها 000" . ثم تحدّث عن محاكمات المسيح وكلماته ‏علي الصليب وإستهزاء اليهود به ثم‏ ‎ ‎ قال " أسلم يسوع روحه فصعدت إلي ربها ‏راضية مرضية " وتحدّث عن صلب المسيح وموته ‎ ‎ باستفاضة وكذلك عن دفنه حتى ‏وصل إلي قيامته من الموت فقال " وموت المسيح علي الصليب ‎ ‎ ليس هو معجزة ‏المسيحيّة. والعكس هو الصحيح أعني قيامة المسيح من بين الموتي " إلي أنْ ختم ‏مقاله بقوله " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ 000إلخ "( جريدة أخبار اليوم في 22/4/1970 ).‏
‏ (7) وكذلك تبني السيد أحمد ديدات وناشر كتبه السيد على الجوهري لقول الفرقة ‏القاديانية التي تعتقد أنّ المسيح صُلِبَ علي الصليب ولكنّه لم يمتْ عليه بل أُغْمَي
ــــــــــ
‏- 51 -‏
عليه وأُنْزِلَ من علي الصليب حّيًا ( أنظر كتاب " صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء " أحمد ديدات ترجمة عـلي الجوهري )!! ‏
‏ ( بل وقال الأمير شكيب أرسلان في كتابه " حاضر العالم " : " قال درنغم ( أحد ‏المستشرقين ): فقول القرآن ( وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) يذكّرنا بأقوال العهد الجديد 000 إننا ‏لو فرضنا وجوب أخذ هذه الآية علي ظاهرها فلا مانع من ذلك حسب عقيدة ‏الكنيسة نفسها، لأنَّ آباء الكنيسة ما زالوا يقولون، إنَّه ليس ابن الله هو الذي صلبه ‏اليهود، وأماتوه علي الصليب، وإنما الطبيعة البشرية في المسيح. وهكذا لا يكون ‏اليهود قتلوا كلمة الله الأبديّة، ولكن يكونون قتلوا الرجل الذي يشبهها، واللحم ‏والدم المتجسّدين في بطن مريم ".‏
‏ " وقال ( المستشرق ) : فلا يكون القرآن فيما قاله بشأن الصلب إلا مؤيدًا عقيدة ‏الكنيسة الكبري، وهي أنَّ في المسيح طبيعتين: إلهيّة وبشريّة، وأنَّ القتل وقع ‏علي الطبيعة البشريّة فقط 00 " . وقال الأمير أرسلان معلقًا " ولا نريد أنْ نفرغ من ‏هذه المسألة بدون أنْ نُعلّق علي بعض الملاحظات علي ما قاله درنغم فيها. فأمّا ‏ذهابه أنّ مراد القرآن بالآية الكريمة : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) إنما ‏هو وقوع القتل علي الجسد فقط، وأنَّ الله بعد ذلك رفعه إليه، (فأن له وجها ‏وجيهاً) لا سيما وأنَّ آية أخرى : " { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } تعزز هذا الرأي " ( كتاب " مقدمة في نشأة الكتابات الدفاعية بين الإسلام والمسيحية " حسني يوسف الأطير: ص 25- 28 ). ‏
‏ (9) وقال الإمام محسن فاني في كتابه الدابستاني في القرن التاسع للهجرة " أنه ‏عندما قبض اليهود علي عيسي، بصقوا علي وجهه المبارك ولطموه ثم أنَّ بيلاطس ‏حاكم اليهود جلده حتى أنَّ جسمه من رأسه إليى قدمه صار واحدًا 000 ولما رأي ‏بيلاطس من إصرار اليهود علي صلب عيسي وقتله قال " أني بريء من دم هذا ‏
ــــــــــ
‏- 52 -‏
الرجل وأغسل يدي من دمه " ، " فوضعوا الصليب على كتف عيسى وساقوه ‏للصلب "( عن كتاب " إنجيل برنابا في ضوء العقل والدين " لعوض سمعان ص 110 ). ‏
‏(10) وقال الكاتب الإسلامي المعروف خالد محمد خالد ، بعد أنْ تكلّم في فصل ‏كامل عن محاكمات المسيح: " لقد كان الصليب الكبير الذي أعدّه المجرمون ‏للمسيح يتراءى له دومًا " . " المسيح قد حمل الصليب من أجل السلام " ." الصليب ‏الذي حمله المسيح سيف أراد اليهود أنْ يقضوا علي ابن الإنسان ورائد الحق " . ‏
‏ ثم قال " وأريد للمسيح أنْ تنتهي حياته الطاهرة علي صورة تشبه الأحقاد الملتوية‏، الملتاثة. لخراف إسرائيل الضالة "( كتاب " معًا علي الطريق محمد والمسيح " ص 34 و 181 ).‏
‏ (11) ونقل الكاتب محمود أبو ريه فقرات كاملة من الإنجيل بأوجهه الأربعة خاصة ‏بكلام المسيح قبل صلبه مباشرة وكلام المسيح وهو معلق على الصليب وعند قيامته ‏‏. وذلك كحقيقة تاريخية( كتابه " محمد والمسيح أخوان " ص 46 ).‏
‏ (12) ويرى د. محمد أحمد خلف الله (في كتابه الفن القصصي في القرآن الكريم) ‏أنّ القصة القرآنيّة لم يُقصد بها التاريخ، ولكن العظة والاعتبار ولذلك يُهمل الزمان ‏والمكان، وهي تمثّل الصور الذهنيّة للعقليّة العربيّة في ذلك الوقت ولا يلزم أنْ ‏يكون هذا هو الحق والواقع ومن حقنا أنْ نبحث وندقّق. وهذا هو ما كتبه بالنص:‏
‏+ " يدلنا الاستقراء علي أنَّ ظواهر كثيرة من ظاهرات الحريّة الفنيّة توجد في ‏القرآن الكريم، ونستطيع أنْ نعرض عليك منها في هذا الموقف ما يلي:‏
‏1 - إهمال القرآن حين يقصّ لمقومات التاريخ من زمان ومكان 000 " . ‏
‏2 - اختياره لبعض الأحداث دون البعض، فلم يعنِ القرآن بتصوير الأحداث
ــــــــــ
‏- 53 -‏
الدائرة حول شخص أو الحاصلة في أمة تصويرًا تامًا كاملاً ، وإنما كان يكتفي ‏باختيار ما يساعده علي الوصول إلي أغراضه.‏
‏3 - كما لا يهتم بالترتيب الزمني أو الطبيعي في إيراد الأحداث وتصويرها وإنما ‏كان يخالف هذا الترتيب ويتجاوزه . ‏
‏4 - إسناده بعض الأحداث لأناس بأعينهم في موطن ثم إسناده نفس الأحداث لغير ‏الأشخاص في موطن آخر .‏
‏5 - إنطاقه الشخص الواحد في الموقف الواحد عبارات مختلفة حين يكرّر القصة .‏
‏6 - وجود مواقف جديدة لم تحدث في سياق القصة التي تصور أحداثًا وقعت ‏انتهت . " القرآن يجري في فنه البياني علي أساس ما كانت تعتقد العرب وتتخيّل، ‏لا علي ما هو الحقيقة العقليّة ولا علي ما هو الواقع العمليّ " .‏
‏ " إنَّ المعاني التاريخية ليست مما بُلّغَ علي أنَّه دين يُتّبَع، وليست من مقاصد ‏القرآن في شئ، ومن هنا أهمل القرآن مقوّمات التاريخ من زمان ومكان وترتيب ‏للأحداث 00 إنَّ قصد القرآن من هذه المعاني إنما هو العظة والعبرة أي في ‏الخروج بها من الدائرة التاريخيّة إلى الدائرة الدينيّة. ومعني ذلك أنَّ المعاني ‏التاريخيّة من حيث هي معانٍ تاريخيّة لا تُعْتَبَر جزءًا من الدين أو عنصرًا من ‏عناصره المكوّنة له. ومعني هذا أيضًا أنَّ قيمتها التاريخيّة ليست مما حماه القرآن ‏الكريم ما دام لم يقصده.‏
‏ " إنَّ ما بالقصص القرآني من مسائل تاريخيّة ليست إلا الصور الذهبيّة لما يعرفه ‏المعاصرون للنبي من التاريخ، وما يعرفه هؤلاء لا يَلْزَم أنْ يكون الحق والواقع، ‏كما لا يُلْزِم القرآن أنْ يُصَحّح هذه المسائل أو يردّها إلي الحق والواقع، لأنَّ القرآن ‏الكريم، كان يجئ في بيانه المعجز علي ما يعتقد العرب، وتعتقد البيئة ويعتقد ‏المخاطبون. ويضيف الكاتب أيضًا :‏
‏ ــــــــــ
‏- 54 -‏
" إنّ القرآن الكريم لا يطلب الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة. ومن ‏هنا يُصْبِح من حقّنا أو من حقّ القرآن علينا أنْ نُفْسِح المجال أمام العقل البشريّ ‏ليبحث ويدقّق، وليس عليه بأس في أنْ ينتهي من هذه البحوث إلي ما يُخَالِف هذه ‏المسائل، ولن تكون مخالفة لما أراده الله أو لما قصد إليه القرآن لأنَّ الله لم يردْ ‏تعليمنا التاريخ، ولأنَّ القصص القرآنيّ لم يقصدْ إلا الموعظة والعبرة وما شابههما ‏من مقاصد وأغراض. ونوجز ما سبق فيما يلي: ‏
‏ 1 - القصة القرآنية ، قصة لا تتوافر فيها مقومات التاريخ، ولم يكنْ هدفها التاريخ ‏بل العظة والاعتبار. وهي ما يعرفه المعاصرون للنبيّ من تاريخ، ولا يلزم أنْ ‏يكون هذا هو الحق والواقع.‏
‏ 2 - هناك أقوال جاءت علي لسان بعض الأشخاص، لم ينطقوا بها بل القرآن ‏أنطقها علي لسانهم.‏
‏ 3 - القرآن لا يطلب منا الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة ومن حقّنا ‏أو من حقّ القرآن علينا أنْ نبحث ونفتّش لمعرفة الحدث التاريخيّ كما وقع ‏ومخالفتنا للقصة القرآنيّة لا يمسْ القرآن.‏
‏ وإذا طبّقنا هذه المبادئ علي حادثة صلب المسيح نري:‏
‏ + أنَّ اليهود لم يقولوا أنَّ المسيح هو رسول الله، وإن القول " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ " ‏هو ما يعرفه بعض المعاصرين.‏
‏ + إنّ القرآن لا يطلب منّا الإيمان بعدم قتل وصلب المسيح. إذا رأينا من الكتب ‏المقدّسة أو من التاريخ ما يُؤكّد حقيقة صلب وموت المسيح، فالواجب علينا أو من ‏حق القرآن علينا أنْ نُؤمن بذلك، ولهذا فالمسيح قد صُلِبَ ومات علي الصليب.‏
‏ " إن القرآن لم يقصد إلي التاريخ من حيث هو تاريخ إلا في النادر الذي لا حكم ‏له، وأنَّه علي العكس من ذلك عمد إلي إبهام مقومات التاريخ من زمان ومكان " . ‏
‏ ــــــــــ
‏- 55 -‏
‏ " إنَّ وصف عيسي بأنَّه رسول الله في قول اليهود الذي حكاه عنهم القرآن في ‏قوله تعالي: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ }، لا يمكن أنْ يُفهم ‏علي أنَّه قد صدر حقًا من اليهود، فهم لم ينطقوا بهذا الوصف وإنما القرآن هو الذي ‏أنطقهم به، ذلك لأنَّ وصفه بالرسالة ليس إلا التسليم بأنَّه رسول الله وهم لم يسلّموا ‏بهذا، ولو سلّموا بهذا لأصبحوا مسيحيّين، ولما كان بينهم وبينه أي لون من ألوان ‏العداء، ولما كان قُتل وصُلب. إنَّ اليهود إنما يتهمون عيسي بالكذب، ويُنكرون ‏عليه أنَّه رسول الله، ويذكرونه بالشرّ، ويقولون إنَّه ابن زنا وأنَّ أمه زانية. يقول ‏اليهود كلّ هذا وأكثر منه، ومن هنا لم يستطعْ العقل الإسلاميّ أنْ يُسَلّم بأنَّ وصف ‏عيسي بأنّضه رسول الله قد صدر حقًا من اليهود" .‏
‏ " مصادر القصص القرآني في الغالب هي العقليّة العربيّة، فالقرآن لم يبعدْ عنها ‏إلا القليل النادر، ومن هنا جاءت فكرة الأقدمين القائلة: إن القرآن ليس إلا ‏أساطير الأولين ، وذلك لأنهم نظروا فوجدوا الشخصيات القصصية والأحداث ‏القصصية مما يعرفون "(" الفن القصصي في القرآن " محمد أحمد خلف الله مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، وكتاب " قبر المسيح في كشمير " د. صموئيل فريز 151-152 ). ‏
‏ (13) الأستاذ على الجوهري : والذي ترجم عددًا من كتب السيد أحمد ديدات ‏والتعليق عليها، وكان رأيه في قضية موت المسيح، كما بينّا في الفصل السابق، ‏هو كالآتي : " إذا لم يكن معني قوله سبحانه وتعالي : ولكن شبه لهم هو إلقاء شبه ‏المسيح علي شخص آخر غيره، فما هو معناها؟ هل لها معني آخر؟، وما هو هذا ‏المعني الأخير؟ ثم يركّز بعد ذلك علي القول بعدم موت المسيح علي الصليب ‏وإنزاله من علي الصليب حيًا، مغمي عليه( أنظر تعليقه علي كتاب " أخطر مناظرات العصر، هل مات المسيح علي الصليب" )!!!‏
‏ وقد تصوّر بذلك أنَّه حلّ مشكلتين الأولي عدم تاريخيّة ومعقوليّة ومنطقيّة إلقاء ‏شبه المسيح علي آخر ، والثانية هي إبطال عقيدة الفداء بدم المسيح.‏
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
 
قديم 19/12/2005   #16
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


علي أيدي الرومان( المرجع السابق ص 141 ).‏ ‏ (5) وقال الأستاذ نبيل الفضل " إنَّ عملية الصلب لا يهمّ أنْ تكون ‎ ‎ علي عمود رأسي ‏وآخر أفقي كما في الصليب، بل قد تكون علي عمود رأسي فقط. وصلب ‎ ‎ المسيح ‏ربما كان علي صليب ذي عمودين رأسي وأفقي، أو ربما علي عمود رأسي فقط‏، فإنْ كان المسيح قد ُصلب علي عمود رأسي فقط، فإن تعبير( صلب المسيح ) ‏يكون تعبيرًا غير ‎ ‎ كامل. فتعبير صلب يجوز في حالة وجود عمود رأسي وأفقي، ‏فإنْ كان عمود واحد فالأدق أنْ يكون التعبير هو ( تعليق المسيح ) لا ( صلب المسيح )‏‏. ورغم أنَّ الحالتين تؤدّيان إلي الوفاة بالاختناق، إلا أنَّ هذا يذكّرنا بقول القرآن ‏‏( وَمَا صَلَبُوهُ ) "(" هل بشّر المسيح بمحمد " نبيل فضل. رياض الريس للكتب والنشر. لندن ص 72-73؛ قبر المسيح في كشمير ص 142 ).‏ ‎ ‎
‏ (6) وقال المفكر والفيلسوف الدكتور فؤاد حسنين على أستاذ الفلسفة " قتلوه وما ‏قتلوه ، صلبوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. قتلوا الجسد وما قتلوا الكلمة، صلبوا ‏الجسد وصعدت الروح إلي خالقها 000" . ثم تحدّث عن محاكمات المسيح وكلماته ‏علي الصليب وإستهزاء اليهود به ثم‏ ‎ ‎ قال " أسلم يسوع روحه فصعدت إلي ربها ‏راضية مرضية " وتحدّث عن صلب المسيح وموته ‎ ‎ باستفاضة وكذلك عن دفنه حتى ‏وصل إلي قيامته من الموت فقال " وموت المسيح علي الصليب ‎ ‎ ليس هو معجزة ‏المسيحيّة. والعكس هو الصحيح أعني قيامة المسيح من بين الموتي " إلي أنْ ختم ‏مقاله بقوله " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ 000إلخ "( جريدة أخبار اليوم في 22/4/1970 ).‏
‏ (7) وكذلك تبني السيد أحمد ديدات وناشر كتبه السيد على الجوهري لقول الفرقة ‏القاديانية التي تعتقد أنّ المسيح صُلِبَ علي الصليب ولكنّه لم يمتْ عليه بل أُغْمَي
ــــــــــ
‏- 51 -‏
عليه وأُنْزِلَ من علي الصليب حّيًا ( أنظر كتاب " صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء " أحمد ديدات ترجمة عـلي الجوهري )!! ‏
‏ ( بل وقال الأمير شكيب أرسلان في كتابه " حاضر العالم " : " قال درنغم ( أحد ‏المستشرقين ): فقول القرآن ( وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) يذكّرنا بأقوال العهد الجديد 000 إننا ‏لو فرضنا وجوب أخذ هذه الآية علي ظاهرها فلا مانع من ذلك حسب عقيدة ‏الكنيسة نفسها، لأنَّ آباء الكنيسة ما زالوا يقولون، إنَّه ليس ابن الله هو الذي صلبه ‏اليهود، وأماتوه علي الصليب، وإنما الطبيعة البشرية في المسيح. وهكذا لا يكون ‏اليهود قتلوا كلمة الله الأبديّة، ولكن يكونون قتلوا الرجل الذي يشبهها، واللحم ‏والدم المتجسّدين في بطن مريم ".‏
‏ " وقال ( المستشرق ) : فلا يكون القرآن فيما قاله بشأن الصلب إلا مؤيدًا عقيدة ‏الكنيسة الكبري، وهي أنَّ في المسيح طبيعتين: إلهيّة وبشريّة، وأنَّ القتل وقع ‏علي الطبيعة البشريّة فقط 00 " . وقال الأمير أرسلان معلقًا " ولا نريد أنْ نفرغ من ‏هذه المسألة بدون أنْ نُعلّق علي بعض الملاحظات علي ما قاله درنغم فيها. فأمّا ‏ذهابه أنّ مراد القرآن بالآية الكريمة : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) إنما ‏هو وقوع القتل علي الجسد فقط، وأنَّ الله بعد ذلك رفعه إليه، (فأن له وجها ‏وجيهاً) لا سيما وأنَّ آية أخرى : " { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } تعزز هذا الرأي " ( كتاب " مقدمة في نشأة الكتابات الدفاعية بين الإسلام والمسيحية " حسني يوسف الأطير: ص 25- 28 ). ‏
‏ (9) وقال الإمام محسن فاني في كتابه الدابستاني في القرن التاسع للهجرة " أنه ‏عندما قبض اليهود علي عيسي، بصقوا علي وجهه المبارك ولطموه ثم أنَّ بيلاطس ‏حاكم اليهود جلده حتى أنَّ جسمه من رأسه إليى قدمه صار واحدًا 000 ولما رأي ‏بيلاطس من إصرار اليهود علي صلب عيسي وقتله قال " أني بريء من دم هذا ‏
ــــــــــ
‏- 52 -‏
الرجل وأغسل يدي من دمه " ، " فوضعوا الصليب على كتف عيسى وساقوه ‏للصلب "( عن كتاب " إنجيل برنابا في ضوء العقل والدين " لعوض سمعان ص 110 ). ‏
‏(10) وقال الكاتب الإسلامي المعروف خالد محمد خالد ، بعد أنْ تكلّم في فصل ‏كامل عن محاكمات المسيح: " لقد كان الصليب الكبير الذي أعدّه المجرمون ‏للمسيح يتراءى له دومًا " . " المسيح قد حمل الصليب من أجل السلام " ." الصليب ‏الذي حمله المسيح سيف أراد اليهود أنْ يقضوا علي ابن الإنسان ورائد الحق " . ‏
‏ ثم قال " وأريد للمسيح أنْ تنتهي حياته الطاهرة علي صورة تشبه الأحقاد الملتوية‏، الملتاثة. لخراف إسرائيل الضالة "( كتاب " معًا علي الطريق محمد والمسيح " ص 34 و 181 ).‏
‏ (11) ونقل الكاتب محمود أبو ريه فقرات كاملة من الإنجيل بأوجهه الأربعة خاصة ‏بكلام المسيح قبل صلبه مباشرة وكلام المسيح وهو معلق على الصليب وعند قيامته ‏‏. وذلك كحقيقة تاريخية( كتابه " محمد والمسيح أخوان " ص 46 ).‏
‏ (12) ويرى د. محمد أحمد خلف الله (في كتابه الفن القصصي في القرآن الكريم) ‏أنّ القصة القرآنيّة لم يُقصد بها التاريخ، ولكن العظة والاعتبار ولذلك يُهمل الزمان ‏والمكان، وهي تمثّل الصور الذهنيّة للعقليّة العربيّة في ذلك الوقت ولا يلزم أنْ ‏يكون هذا هو الحق والواقع ومن حقنا أنْ نبحث وندقّق. وهذا هو ما كتبه بالنص:‏
‏+ " يدلنا الاستقراء علي أنَّ ظواهر كثيرة من ظاهرات الحريّة الفنيّة توجد في ‏القرآن الكريم، ونستطيع أنْ نعرض عليك منها في هذا الموقف ما يلي:‏
‏1 - إهمال القرآن حين يقصّ لمقومات التاريخ من زمان ومكان 000 " . ‏
‏2 - اختياره لبعض الأحداث دون البعض، فلم يعنِ القرآن بتصوير الأحداث
ــــــــــ
‏- 53 -‏
الدائرة حول شخص أو الحاصلة في أمة تصويرًا تامًا كاملاً ، وإنما كان يكتفي ‏باختيار ما يساعده علي الوصول إلي أغراضه.‏
‏3 - كما لا يهتم بالترتيب الزمني أو الطبيعي في إيراد الأحداث وتصويرها وإنما ‏كان يخالف هذا الترتيب ويتجاوزه . ‏
‏4 - إسناده بعض الأحداث لأناس بأعينهم في موطن ثم إسناده نفس الأحداث لغير ‏الأشخاص في موطن آخر .‏
‏5 - إنطاقه الشخص الواحد في الموقف الواحد عبارات مختلفة حين يكرّر القصة .‏
‏6 - وجود مواقف جديدة لم تحدث في سياق القصة التي تصور أحداثًا وقعت ‏انتهت . " القرآن يجري في فنه البياني علي أساس ما كانت تعتقد العرب وتتخيّل، ‏لا علي ما هو الحقيقة العقليّة ولا علي ما هو الواقع العمليّ " .‏
‏ " إنَّ المعاني التاريخية ليست مما بُلّغَ علي أنَّه دين يُتّبَع، وليست من مقاصد ‏القرآن في شئ، ومن هنا أهمل القرآن مقوّمات التاريخ من زمان ومكان وترتيب ‏للأحداث 00 إنَّ قصد القرآن من هذه المعاني إنما هو العظة والعبرة أي في ‏الخروج بها من الدائرة التاريخيّة إلى الدائرة الدينيّة. ومعني ذلك أنَّ المعاني ‏التاريخيّة من حيث هي معانٍ تاريخيّة لا تُعْتَبَر جزءًا من الدين أو عنصرًا من ‏عناصره المكوّنة له. ومعني هذا أيضًا أنَّ قيمتها التاريخيّة ليست مما حماه القرآن ‏الكريم ما دام لم يقصده.‏
‏ " إنَّ ما بالقصص القرآني من مسائل تاريخيّة ليست إلا الصور الذهبيّة لما يعرفه ‏المعاصرون للنبي من التاريخ، وما يعرفه هؤلاء لا يَلْزَم أنْ يكون الحق والواقع، ‏كما لا يُلْزِم القرآن أنْ يُصَحّح هذه المسائل أو يردّها إلي الحق والواقع، لأنَّ القرآن ‏الكريم، كان يجئ في بيانه المعجز علي ما يعتقد العرب، وتعتقد البيئة ويعتقد ‏المخاطبون. ويضيف الكاتب أيضًا :‏
‏ ــــــــــ
‏- 54 -‏
" إنّ القرآن الكريم لا يطلب الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة. ومن ‏هنا يُصْبِح من حقّنا أو من حقّ القرآن علينا أنْ نُفْسِح المجال أمام العقل البشريّ ‏ليبحث ويدقّق، وليس عليه بأس في أنْ ينتهي من هذه البحوث إلي ما يُخَالِف هذه ‏المسائل، ولن تكون مخالفة لما أراده الله أو لما قصد إليه القرآن لأنَّ الله لم يردْ ‏تعليمنا التاريخ، ولأنَّ القصص القرآنيّ لم يقصدْ إلا الموعظة والعبرة وما شابههما ‏من مقاصد وأغراض. ونوجز ما سبق فيما يلي: ‏
‏ 1 - القصة القرآنية ، قصة لا تتوافر فيها مقومات التاريخ، ولم يكنْ هدفها التاريخ ‏بل العظة والاعتبار. وهي ما يعرفه المعاصرون للنبيّ من تاريخ، ولا يلزم أنْ ‏يكون هذا هو الحق والواقع.‏
‏ 2 - هناك أقوال جاءت علي لسان بعض الأشخاص، لم ينطقوا بها بل القرآن ‏أنطقها علي لسانهم.‏
‏ 3 - القرآن لا يطلب منا الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة ومن حقّنا ‏أو من حقّ القرآن علينا أنْ نبحث ونفتّش لمعرفة الحدث التاريخيّ كما وقع ‏ومخالفتنا للقصة القرآنيّة لا يمسْ القرآن.‏
‏ وإذا طبّقنا هذه المبادئ علي حادثة صلب المسيح نري:‏
‏ + أنَّ اليهود لم يقولوا أنَّ المسيح هو رسول الله، وإن القول " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ " ‏هو ما يعرفه بعض المعاصرين.‏
‏ + إنّ القرآن لا يطلب منّا الإيمان بعدم قتل وصلب المسيح. إذا رأينا من الكتب ‏المقدّسة أو من التاريخ ما يُؤكّد حقيقة صلب وموت المسيح، فالواجب علينا أو من ‏حق القرآن علينا أنْ نُؤمن بذلك، ولهذا فالمسيح قد صُلِبَ ومات علي الصليب.‏
‏ " إن القرآن لم يقصد إلي التاريخ من حيث هو تاريخ إلا في النادر الذي لا حكم ‏له، وأنَّه علي العكس من ذلك عمد إلي إبهام مقومات التاريخ من زمان ومكان " . ‏
‏ ــــــــــ
‏- 55 -‏
‏ " إنَّ وصف عيسي بأنَّه رسول الله في قول اليهود الذي حكاه عنهم القرآن في ‏قوله تعالي: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ }، لا يمكن أنْ يُفهم ‏علي أنَّه قد صدر حقًا من اليهود، فهم لم ينطقوا بهذا الوصف وإنما القرآن هو الذي ‏أنطقهم به، ذلك لأنَّ وصفه بالرسالة ليس إلا التسليم بأنَّه رسول الله وهم لم يسلّموا ‏بهذا، ولو سلّموا بهذا لأصبحوا مسيحيّين، ولما كان بينهم وبينه أي لون من ألوان ‏العداء، ولما كان قُتل وصُلب. إنَّ اليهود إنما يتهمون عيسي بالكذب، ويُنكرون ‏عليه أنَّه رسول الله، ويذكرونه بالشرّ، ويقولون إنَّه ابن زنا وأنَّ أمه زانية. يقول ‏اليهود كلّ هذا وأكثر منه، ومن هنا لم يستطعْ العقل الإسلاميّ أنْ يُسَلّم بأنَّ وصف ‏عيسي بأنّضه رسول الله قد صدر حقًا من اليهود" .‏
‏ " مصادر القصص القرآني في الغالب هي العقليّة العربيّة، فالقرآن لم يبعدْ عنها ‏إلا القليل النادر، ومن هنا جاءت فكرة الأقدمين القائلة: إن القرآن ليس إلا ‏أساطير الأولين ، وذلك لأنهم نظروا فوجدوا الشخصيات القصصية والأحداث ‏القصصية مما يعرفون "(" الفن القصصي في القرآن " محمد أحمد خلف الله مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، وكتاب " قبر المسيح في كشمير " د. صموئيل فريز 151-152 ). ‏
‏ (13) الأستاذ على الجوهري : والذي ترجم عددًا من كتب السيد أحمد ديدات ‏والتعليق عليها، وكان رأيه في قضية موت المسيح، كما بينّا في الفصل السابق، ‏هو كالآتي : " إذا لم يكن معني قوله سبحانه وتعالي : ولكن شبه لهم هو إلقاء شبه ‏المسيح علي شخص آخر غيره، فما هو معناها؟ هل لها معني آخر؟، وما هو هذا ‏المعني الأخير؟ ثم يركّز بعد ذلك علي القول بعدم موت المسيح علي الصليب ‏وإنزاله من علي الصليب حيًا، مغمي عليه( أنظر تعليقه علي كتاب " أخطر مناظرات العصر، هل مات المسيح علي الصليب" )!!!‏
‏ وقد تصوّر بذلك أنَّه حلّ مشكلتين الأولي عدم تاريخيّة ومعقوليّة ومنطقيّة إلقاء ‏شبه المسيح علي آخر ، والثانية هي إبطال عقيدة الفداء بدم المسيح.‏
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
 
قديم 19/12/2005   #17
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


القراء الافاضل

لقد قمت بتكبير الخط بسبب ضعف النظر عند انسر مي مسلم ، فاعتقد بعد الآن ليس له عذر بانه لم يعد يستطيع قراءة مداخلتي هذه .

هذا الموضوع طرحه انسر مي مسلم للهروب من الرد على ما يلي ، وانني ساتابعه اينما ذهب حتى يعطينا دليل ما قاله بنفسه بان هناك اكتشافات تاريخية تؤكد محاكمة وصلب المسيح عليه السلام ، علما باننا نحن المسلمين لا ننكر الصلب كصلب ولكن المصلوب ليس هو سيدنا عيسى كما يدعي النصارى ويتفاخرون بذلك.


ايها التائه المراوغ انسر مي مسلم

سابقى معك في هذا الحوار طالما بقيت على قيد الحياة.

نحن المسلمين لا ننكر وقوع الصلب ، ولكن المصلوب ليس هو سيدنا عيسى عليه السلام ( المسيح ) او ما تسمونه انتم النصارى ( اليسوع ).

وما اطالبك به ليس من اقوالي او من اقوال المسلمين او الله تعالى ، فانا اطالبك بما قلته انت بنفسك ، فانت الذي قلت بان هناك اكتشافات تاريخية تذكر قصة محاكمة وتنفيذ الصلب بحق سيدنا عيسى عليه السلام ، وانا ساقولها لك وباستمرار بان سيدنا عيسى لم يصلب ، واطالبك امام الجميع بان تثبت لنا هذه الاكتشافات التي تتكلم عنها والتي تثبت ان المصلوب هو سيدنا عيسى او كما تسمونه ( اليسوع ).

وانني اتحداك بان تاتينا بدليل واحد يثبت كلامك بان المصلوب هو سيدنا عيسى.

ساتركك مع نفسك تفكر في الورطة التي اوقعت نفسك فيها.

هههههههههههههههه

تحياتي
 
قديم 19/12/2005   #18
شب و شيخ الشباب answer me muslims
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ answer me muslims
answer me muslims is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
القاهره
مشاركات:
1,234

إرسال خطاب AIM إلى answer me muslims إرسال خطاب Yahoo إلى answer me muslims
افتراضي


أصل فكرة الشبه في صلب المسيح

في الفكر الغنوسي الوثني

‏ 1 - هل كان هناك مسيحيون عبر التاريخ القديم القريب من عهد ‏المسيح من ‎ ‎ أنكر صلب المسيح أم لا ؟‏
‏ والإجابة هي لا، ولكن كان هناك جماعة وثنيّة تُسمّى بالخياليّة وبالغنوسيّة ‏ويُسمّى أتباعها بالخياليّين والغنوسيّين ويُسمّى فكرها بالخياليّة أو الشبحيّة، قالت أنَّ ‏المسيح كان إلهًا فقط ولم يكن له جسد وطبيعة الإنسان، بل كأن شبحًا وخيالاً، ‏ظهر في هيئة وشبه ومنظر الإنسان ولم يكن له جسد فيزيائي من لحمٍ ودمٍ وعظامٍ ‏‏!! ولذا فقد كانت عمليّة صلبه مُجرّد مظهر وشبه، شُبّه للناظرين أنَّه يُصْلَب، ‏صُلِبَ مظهريًا ، بدا وكأنَّه يُصْلَب، عُلِّق علي الصليب وبدا للناظرين أنَّه يُصْلَب !! ‏ودُفِنَ في القبر ولكنه خرج ككائن من نور لأنَّه هو نور وروح محض !!! وعندما ‏خرج من القبر ككائن من نور كانت قدماه علي الأرض ورأسه تخترق السماء !!!!‏
‏ فما هي الغنوسية ، أو الخيالية ؟ ومن هم هؤلاء الغنوسيون ؟
‏(1) الغنوسية (†) هي حركة وثنيّة مسيحيّة ترجع جذورها إلي ما قبل المسيحيّة بعدة ‏قرون. وكان أتباعها يخلطون بين الفكر الإغريقي - الهيلينتسي - والمصري ‏القديم مع التقاليد الكلدانيّة والبابليّة والفارسيّة (خاصة الزردشتيّة التي أسّسها الحكيم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
(†) وتعني الغـنوسية – Geosticism " حب المعرفـة " ومنها " Genostic " – غـنوسي – محب المعرفة. من كلمة " Gnosis " اليونانية وتعني " المعرفـة " وهي عـبارة عن مدارس وشيع عـديدة تؤمن بمجموعات عـديدة من الآلهة. وكانت أفكارهم ثيوصوفية سرية. ولما ظهرت المسيحية خلط قادة هذه الجماعات بين أفكارهم، وبين بعض الأفكار المسيحية التي تتفق معهم!!
ــــــــــ
‏- 57 -‏
الفارسي ذردشت (630-553 ق م) وكذلك اليهوديّة، خاصة فكر جماعة الأثينيّين ‏‏(الأتقياء) وما جاء في كتابهم " الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام "، والفلسفات ‏والأسرار والديانات الثيوصوفية (1) . وذلك إلي جانب ما سُمّي بالأفلاطونيّة الحديثة، ‏التي كانت منتشرة في دول حوض البحر المتوسط في القرن الأوّل. بل ويرى ‏بعض العلماء أنَّ كلّ أصول الغنوسيّة موجودة عند أفلاطون (2) لذا يقول العلامة ‏ترتليان (نهاية القرن الثاني الميلادي) " أنا آسف من كل قلبي لأنَّ أفلاطون صار ‏منطلق كل الهراطقة " (3)
‏ وكانوا ينظرون للمادة علي أنَّها شر ّ! وآمنوا بمجموعة كبيرة من الآلهة، فقالوا ‏أنَّه في البدء كان الإله السامي غير المعروف وغير المدرك الذي هو روح مطلق، ‏ولم تكن هناك المادة، هذا الإله الصالح أخرج، إنبثق منه، أخرج من ذاته، عدد ‏من القوات الروحيّة ذات الأنظمة المختلفة التي أسموها بالأيونات (‏ Aeons ‏)، هذه ‏القوات المنبثقة من الإله السامي كان لها أنظمة مختلفة وأسماء مختلفة وتصنيفات ‏وأوصاف مختلفة (4) . وتُكوّن هذه الأيونات مع الإله السامي البليروما (‏ Pleroma ‏)‏، أو الملء الكامل، دائرة الملء الإلهي. وأنَّ هذا الإله السامي الذي أخرج العالم ‏الروحي من ذاته لم يخلق شيء.‏
‏ ومن هذه الأيونات قام أحدهم ويدعى صوفيا (‏ Sophia ‏)، أي الحكمة الذي بثق، ‏أخرج، من ذاته كائنًا واعيًا هو الذي خلق المادة والعوالم الفيزيقية، وخلق كل ‏شيء علي صورته، هذا الكائن لم يُعرف شيء عن أصوله فتصوّر أنَّه الإله الوحيد ‏والمطلق، ثم إتّخذ الجوهر الإلهي الموجود وشكله في أشكال عديدة ، لذا يدعي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) See Pre-Christian Gnosticism Edwin M. Yamac chi pp. 21-27 & The Secret Books of the Egy. Gmo. Jeams Doresse.
(2) A Commprehensive Study of Heretical Beliefs Spaning 2000 Years History (From 33-200 AD.).
(3) Tertullian A Treatise on The Soul.
(4) A Commprehensive Study of Heretical Beliefs Spaning 2000 Years History (From 33-200 AD.).
ــــــــــ
‏- 58 -‏
أيضًا بالديمورجس (‏ Demiurgos ‏)، أي نصف الخالق. فالخليقة مكوّنة من نصف ‏روحيّ لا يعرفه هذا الديمورجس، نصف الخالق ولا حكامه (5).
‏ ومن هنا فقد آمنوا أنَّ الإنسان مكوّن من عنصرين عنصر إلهي هو المنبثق من ‏الجوهر الإلهي للإله السامي يشيرون إليه رمزيًا بالشرارة الإلهيّة، وعنصر ماديّ ‏طبيعيّ فانيّ. ويقولون أنَّ البشريّة بصفة عامة تجهل الشرارة الإلهيّة التي بداخلها ‏بسبب الإله الخالق الشرير وارخوناته (حكامه). وعند الموت تتحرّر الشرارة ‏الإلهيّة بالمعرفة، ولكن إنْ لم يكن هناك عمل جوهريّ من المعرفة تندفع الروح، ‏أو هذه الشرارة الإلهيّة، عائدة في أجساد أخري داخل الآلام وعبوديّة العالم (6) . ‏
‏ وأعتقد بعضهم بالثنائية (‏ Dualism ‏) الإلهيّة أي بوجود إلهَين متساويَين في القوة ‏في الكون؛ إله الخير، الذي خلق كل الكائنات الروحيّة السمائيّة، وإله الشرّ الذي ‏خلق العالم وكل الأشياء الماديّة !! وربطوا بين إله الشر وإله العهد القديم!! وقالوا ‏إنَّ المعركة بين الخير والشرّ هي معركة بين مملكة النور ضد مملكة الظلمة!!‏
‏ وأعتقد بعضهم أنَّ إله الخير خلق الروح وقد وضعها إله الشر في مستوي أدني ‏في سجن الجسد الماديّ الشرير. وهكذا فإنَّ هدف البشريّة هو الهروب من سجن ‏الجسد الماديّ الشرير والعودة إلي اللاهوت أو التوحّد مع إله الخير !!‏
‏ ولذا فقد نادوا بوجود مجموعة من التعاليم السريّة الخاصّة جدًا والتي زعموا أنَّ ‏المسيح قد كشفها وعلّمها لتلاميذه ربما لسوء فهمهم لآيات مثل " وَبِأَمْثَالٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ هَذِهِ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا. وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ. وَأَمَّا عَلَى انْفِرَادٍ فَكَانَ يُفَسِّرُ لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ. " ( مر 4/33-34 )، و " لَكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ وَلَكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الدَّهْرِ وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ الَّذِينَ يُبْطَلُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(5) The Gnostic World View: A Brief Summary of Gnosticism.
(6) The Gnostic World View: A Brief Summary of Gnosticism.
ــــــــــ
‏- 59 -‏
بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا " ( 1كو2/6-7 ) (7) . ‏
‏ هذه التعاليم السريّة المزعومة كتبوها في كتب ونسبوها لرسل المسيح وتلاميذه ‏وبعضهم نسب لقادتهم وذلك اعتمادًا علي ما جاء في الإنجيل للقديس يوحنا " وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. " ‏‏( يو20/30-31 ) و " وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. " ( يو21/25 ) ( . ‏
‏ يقول القديس إريناؤس أسقف ليون بالغال (فرنسا حاليًا) " أولئك الذين يتبعون ‏فالتنتينوس (ق 2م) يستخدمون الإنجيل للقديس يوحنا بوفرة لشرح أفكارهم التي ‏سنبرهن أنّها خاطئة كليّة بواسطة نفس الإنجيل " (9) .‏
‏ (2) كما سُمِّيَت هذه الهرطقة أيضًا بالدوسيتية (‏ Docetism ‏) ، والتي تعني في ‏اليونانية "‏ Doketai ‏ "، من التعبير " ‏ dokesis ‏ " و " ‏ dokeo ‏ " والذي يعني " يبدو ‏‏" ، " يظهر " ، " يُري " ، وتعني الخيالية "‏ phantomism ‎ ‏ ". فقد آمنوا أنَّ المسيح ‏كان مُجرّد خيال وشبح (‏ phantom ‏)، وأنَّه أحد الآلهة العلويّة وقد نزل علي ‏الأرض في جسد خياليّ وليس فيزيائيّ، ماديّ، حقيقيّ، إنَّه روح إلهيّ ليس له ‏لحم ولا دم ولا عظام، لأنَّه لم يكنْ من الممكن، من وجهة نظرهم، أنْ يتّخذ ‏جسدًا من المادة التي هي شرّ في نظرهم ! لذا قالوا أنَّه نزل في صورة وشبه إنسان ‏وهيئة بشر دون أنْ يكون كذلك، جاء في شكل إنسان دون أنْ يكون له مكوّنات ‏الإنسان من لحمٍ ودمٍ وعظامٍ، جاء في " شبه جسد " و " هيئة الإنسان "، وقالوا ‏أنَّه لم يكنْ يجوع أو يعطش أو ينام، ولم يكن في حاجة للأكل أو الشرب 000 إلخ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(7) Robert Jonse Heresiess & Schisms in Early Church.
( Ibid.
(9) Irenaeus against Heresies.
ــــــــــ
‏- 60 -‏
‏وأنَّه كان يأكل ويشرب وينام متظاهرًا بذلك تحت هيئة بشريّة غير حقيقيّة. وشبّهوا ‏جسده بالنور أو شعاع الشمس، فإنَّ النور وشعاع الشمس يمكن لهما أنْ يخترقا ‏لوحًا من الزجاج دون أنْ يكسرا هذا اللوح " . كان مجرد خيال (10) . ‏
‏ جاء في أحد كتبهم والذي يُسمّى بـ " أعمال يوحنا " (11) ، أنَّ المسيح عندما كان ‏يسير علي الأرض لم يكنْ يترك أثرًا لأقدامه وعندما كان يوحنا يُحاول الإمساك به ‏كانت يده تخترق جسده بلا أي مقاومة حيث لم يكنْ له جسد حقيقيّ. وكانت ‏طبيعة جسده متغيّرة عند اللمس، فتارة يكون لينًا وأخري جامدًا ومرّة يكون ‏خاليًا تمامًا. كان بالنسبة لهم مُجرّد شبح وحياته علي الأرض خيال. وكان يظهر ‏بأشكال متعددة ويغيّر شكله كما يشاء وقتما يشاء !! أي كان روحًا إلهيًا وليس إنسانًا ‏فيزيقيًا (12) . ‏
‏ + وقال بعضهم أنَّه إتّخذ جسدًا نفسيًا ‏ Psychic ‏ ، عقليًا ، وليس ماديُا. ‏
‏ + وقال بعض آخر أنَّه إتّخذ جسد نجميّ ‏ Sidereal ‏ .‏
‏ + وقال آخرون أنَّه إتّخذ جسدًا ولكنه لم يُولَد حقيقة من امرأة (13) .‏
‏ وجميعهم لم يقبلوا فكرة أنَّه تألّم ومات حقيقة، بل قالوا أنَّه بدا وكأنَّه يتألّم وظهر ‏في الجلجثة كمجرّد رؤيا. وقد أشار إليهم القديس أغناطيوس الإنطاكي (35 - ‏‏107) تلميذ القديس بطرس الرسول وحذّر المؤمنين من أفكارهم الوثنيّة قائلا : " ‏إذا كان يسوع المسيح - كما زعم الملحدون الذين بلا إله - لم يتألّم إلاَّ في الظاهر ‏، وهم أنفسهم ليسوا سوي خيالات (بلا وجود حقيقيّ) فلماذا أنا مكبّل بالحديد " (14) ، ‏‏" وهو إنما إحتمل الآلام لأجلنا لكي ننال الخلاص، تألّم حقًا وقام حقًا، وآلامه لم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
تاريخ الفكر المسيحي د. القس حنا الخضري ج1: 206 (10) Irenaeus against Heresies. 1:24 ; 2
(11) See NT Apocrypha Vol. 2.
(12) Robert Jonse Heresiess & Schisms in Early Church.
(13) Catholic Enc. Docetism.
(14) رسالته إلي ترالس 10:1.
ــــــــــ
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 23:27 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.50743 seconds with 12 queries