أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18/06/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي روايات الطيب صالح


الروائى السودانى الطيب صالح من مواليد السودان اثبت وجوده السردى من السبعينات بعد ان طرق باب نادر الطرق من الاساليب السردية الجديدة ( الواقعية السحرية ) فى رواية موسم الهجرة الى الشمال
اختلاف الطيب صالح يكمن فى نأيه عن الاسلوب الشائع فى الرواية السودانية منذ القدم فى التعبير بواقعية شديدة عن المجتمع السودانى وحسب من صحراء عادات وتقاليد وغيره ,,, خرج الطيب عن هذا المألوف واصبحت رواياته اشبه بالروايات العالمية مع الاحتفاظ بملامح السودانية فى قلمه طبعا

اضع اليوم مجموعة روايات له ,,, ستنال الاعجاب


موسم الهجرة الى الشمال


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 





عرس الزين


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 





دومة ود حامد



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 18/06/2008   #2
شب و شيخ الشباب VivaSyria
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ VivaSyria
VivaSyria is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
المطرح:
في وطن تعب الناس فيه من الدعاء إلى الله
مشاركات:
2,166

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
مع الاحتفاظ بملامح السودانية فى قلمه طبعا

عفواً بس ثقافتي محدودة شوي كيف بتجي الملامح السودانية في القلم؟؟ تحديدا انو السودان بلد تاريخياً ضعيف بالنواحي الأدبية الإبداعية

الحرية لكل أسرى الحرية في سوريا...


العربي الذي لايجرأ من الذل والخوف على رفع رأسه لرؤية القمر !!!

كيف سينتصر على غزاة القمر؟؟!!
  رد مع اقتباس
قديم 18/06/2008   #3
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : VivaSyria عرض المشاركة
عفواً بس ثقافتي محدودة شوي كيف بتجي الملامح السودانية في القلم؟؟ تحديدا انو السودان بلد تاريخياً ضعيف بالنواحي الأدبية الإبداعية

صحيح الادب السودانى قبل ثلاثينيات القرن الماضى كان يغيب عنه مفهوم النضج والحرفية يعنى تقريبا كان مقتصر على الحكايات الشفهية وتداول الاساطير لان السودان قبل الثلاثينيان كان يغيب عنها مفهوم الوسط الثقافى اللى ممكن يتبنى اعمال ادبية بالنقد والنشر لكن بعد احتكاك السودانيون بالمصريين بدأ يطلعوا على الاساليب المنتشرة ع الساحة العربية من اساليب عربية موروثة او اساليب مترجمة وبدأوا كمان ينشروا بدور النشر المصرية
بيعتبر بعض النقاد ان بداية النضوج الحقيقى فى السرد السودانى كان بصدور رواية ( الفراغ العريض ) لملكة الدار محمد عبد الله اللى ظهرت عام 52 وبعدها رواية تاجوج لعثمان محمد هاشم وتوالت الروايات لكنها مثلما قلت لم تخرج كثيرا عن سياق البيئة السودانية بخصوصيتها الشديدة التى لا يتلائم معها سوى الاسلوب الواقعى التقليدى
,,حتى جاء الطيب صالح مجددا ومجربا
بعرف انو من الصعب تحديد اول المجددين لكن العين بتكون ع الظاهرين ع الساحة مين يعرف المغمورين ؟ وخصوصا ان فى الجنوب السودانى يكتب الادباء باللغة الانجليزية وللاسف مبعترفش بكتاباتهم بعض النقاد
  رد مع اقتباس
قديم 18/06/2008   #4
صبيّة و ست الصبايا simsima57
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ simsima57
simsima57 is offline
 
نورنا ب:
Apr 2008
المطرح:
حمص و احلى مصير
مشاركات:
380

افتراضي


هلئ انا مابعرف اذا رواياتو احتفظت او لا بالملامح السودانية

بس بعرف انو موسم الهجرة الى الشمال هي رواية كتير حلوة والي فترة حابي ناقشا معكن (للي قراها )

ع كل حال شكرا كتييير الك

looking for serenity
  رد مع اقتباس
قديم 19/06/2008   #5
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : simsima57 عرض المشاركة
هلئ انا مابعرف اذا رواياتو احتفظت او لا بالملامح السودانية

اكيد فيكى تلاحظى وصفات البنايات والاشخاص كمان العادات والتقاليد اللى تحدث عنها الروائى وشخصية بنت مجذوب الحكيمة والجريئة .. قال احدهم انها نموذج موجود فعلا فى الشمال السودانى
  رد مع اقتباس
قديم 19/06/2008   #6
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : simsima57 عرض المشاركة
والي فترة حابي ناقشا معكن (للي قراها )

يا ريت انا مستعدة
  رد مع اقتباس
قديم 19/06/2008   #7
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


طيب منستغل الفرصة ...
هية الرواية على ما اعتقد ... رح تاخد معي 10 ايام لتخلص
شو رأيكن نبدا المناقشة ب 1 تموز ؟


انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 20/06/2008   #8
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : butterfly عرض المشاركة
طيب منستغل الفرصة ...
هية الرواية على ما اعتقد ... رح تاخد معي 10 ايام لتخلص
شو رأيكن نبدا المناقشة ب 1 تموز ؟

ننقاقشها هنا ؟؟

اية رايك ابدا موضوع عن الطيب صالح فى اسبوع وكاتب بعد ما موضوع ليو تولستوى ينتهى وبعدين نتناقش هناك احنا وكل اللى قروا الرواية او بادئين فيها دلوقتى؟؟

اذا ممكن هذه الفكرة قولى ميمو
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #9
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
ننقاقشها هنا ؟؟

اية رايك ابدا موضوع عن الطيب صالح فى اسبوع وكاتب بعد ما موضوع ليو تولستوى ينتهى وبعدين نتناقش هناك احنا وكل اللى قروا الرواية او بادئين فيها دلوقتى؟؟

اذا ممكن هذه الفكرة قولى ميمو
بالفعل فكرة معقولة جدا ً ...
بعد عشر ايام منستناكي تحكيلنا عن الطيب الصالح ... بأسبوع وكاتب
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #10
شب و شيخ الشباب blacky
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ blacky
blacky is offline
 
نورنا ب:
Nov 2006
المطرح:
اعماق الجحيم
مشاركات:
77

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : VivaSyria عرض المشاركة
عفواً بس ثقافتي محدودة شوي كيف بتجي الملامح السودانية في القلم؟؟ تحديدا انو السودان بلد تاريخياً ضعيف بالنواحي الأدبية الإبداعية
انت ما بتعرف شى عن السودان
السودانيين فيهو مبدعين كبار كبار

القدس لازم حنخدها ودا حق مش محتاج لسكوت
والأم ايه اللى يفيدها لو اخدت منها ضناها تموت

آخر تعديل butterfly يوم 04/07/2008 في 12:59. السبب: تهجم ...
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #11
post[field7] abderahmane mounife
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ abderahmane mounife
abderahmane mounife is offline
 
نورنا ب:
May 2008
مشاركات:
144

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
الروائى السودانى الطيب صالح من مواليد السودان اثبت وجوده السردى من السبعينات بعد ان طرق باب نادر الطرق من الاساليب السردية الجديدة ( الواقعية السحرية ) فى رواية موسم الهجرة الى الشمال
اختلاف الطيب صالح يكمن فى نأيه عن الاسلوب الشائع فى الرواية السودانية منذ القدم فى التعبير بواقعية شديدة عن المجتمع السودانى وحسب من صحراء عادات وتقاليد وغيره ,,, خرج الطيب عن هذا المألوف واصبحت رواياته اشبه بالروايات العالمية مع الاحتفاظ بملامح السودانية فى قلمه طبعا

اضع اليوم مجموعة روايات له ,,, ستنال الاعجاب


موسم الهجرة الى الشمال


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 





عرس الزين


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 





دومة ود حامد



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 




أتفق معك مئة في المئة،فقد سبق لي أن أنجزت أطروحة جامعية حول أعمال الطيب صالح بين الخصوصية و العمومية،و استنتجت نفس الاستنتاجات
كمال الزبدي
روائي مغربي
  رد مع اقتباس
قديم 22/06/2008   #12
post[field7] abderahmane mounife
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ abderahmane mounife
abderahmane mounife is offline
 
نورنا ب:
May 2008
مشاركات:
144

افتراضي أضيف الكتاب الرابع للطيب صالح


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
الروائى السودانى الطيب صالح من مواليد السودان اثبت وجوده السردى من السبعينات بعد ان طرق باب نادر الطرق من الاساليب السردية الجديدة ( الواقعية السحرية ) فى رواية موسم الهجرة الى الشمال
اختلاف الطيب صالح يكمن فى نأيه عن الاسلوب الشائع فى الرواية السودانية منذ القدم فى التعبير بواقعية شديدة عن المجتمع السودانى وحسب من صحراء عادات وتقاليد وغيره ,,, خرج الطيب عن هذا المألوف واصبحت رواياته اشبه بالروايات العالمية مع الاحتفاظ بملامح السودانية فى قلمه طبعا

اضع اليوم مجموعة روايات له ,,, ستنال الاعجاب


موسم الهجرة الى الشمال


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 





عرس الزين


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 





دومة ود حامد



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 




شكرا أختي اسبيرانزا
أضيف لك الرواية الرابعة للروائي الطيب صالح،أقصد الرواية التالية:
منسي إنسان نادر على طريقته.. الطيب صالح

رابط التحميل من:

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



شكرا اسبيرانزا

كمال الزبدي
روائي مغربي
  رد مع اقتباس
قديم 22/06/2008   #13
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : abderahmane mounife عرض المشاركة
منسي إنسان نادر على طريقته.. الطيب صالح

رابط التحميل من:

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


,,,,,,,,
  رد مع اقتباس
قديم 22/06/2008   #14
post[field7] abderahmane mounife
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ abderahmane mounife
abderahmane mounife is offline
 
نورنا ب:
May 2008
مشاركات:
144

افتراضي شكرا اختي اسبيرانزا


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
,,,,,,,,
اشكرك على نبل ردودك،وحفاوة تعليقاتك
الأستاذ كمال الزبدي
المغرب

http://kamalazabdi1.maktoobblog.com/

آخر تعديل butterfly يوم 23/06/2008 في 19:25. السبب: ممنوع وضع روابط خارجية
  رد مع اقتباس
قديم 29/07/2008   #15
شب و شيخ الشباب saleh_fidy
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ saleh_fidy
saleh_fidy is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
مشاركات:
15

افتراضي


شكرًا لاتكفي على هذه المجموعة القيمة ...
  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #16
شب و شيخ الشباب nabaga
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ nabaga
nabaga is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
مشاركات:
9

افتراضي الطيب صالح


الطيب الصالح
عبقرية روائية جديدة

بقلم رجاء النقاش


لم أصدق عيني وأنا ألتهم سطور هذه الرواية وأتنقل بين شخصياتها النارية العنيفة النابضة بالحياة ، وأتابع مواقفها الحارة المتفجرة ، وبناءها الفني الأصيل الجديد على الرواية العربية .. لم أتصور أنني أقرأ رواية كتبها فنان عربي شاب ، ولم أتصور أن هذه الرواية الناضجة الفذة – فكراً وفناً – هي عمله الأول . لقد أخذتني الرواية بين سطورها في دوامة من السحر الفني والفكري ، وصعدت بي إلى مرتفعات عالية من الخيـال الفني الروائي العظيم ، وأطربتني طرباً حقيقياً بما فيها من غزارة شعرية رائعة .

ولم أكد أنتهي من قـراءة الرواية ، حتى تيقنت أنني - بلا أدنى مبالغة – أمام عبقرية جديدة في ميدان الرواية العربية .. تولد كما يولد الفجر الجديد المشرق ، وكما تولد الشمس الإفريقية الصريحة الناصعة .

فمن هو هذا الفنان الشاب ، وما هي روايته ؟ .. إنه كاتب سوداني لم أسمع عنه ولم اقرأ له شيئاً قبل هذه الرواية ، واسمه الطيب الصالح . أما روايته فاسمها " موسم الهجرة إلى الشمال " ... وكل ما عرفته عن هذا الفنان الشاب أنه من مواليد 1929 ، وأنه تخرج في إحدى الجامعات الانكليزية ، ولذلك فليس أمامنا إلا أن نواجه الرواية نفسها بدون أي مقدمة عن المؤلف ، فأثمن ما لدينا عن المؤلف هو الرواية .

إن الرواية تعالج المشكلة الرئيسية التي عالجها من قبل عدد من كبار الكتاب العرب . إنها نفس المشكلة التي عبَّر عنهـا توفيق الحكيم في روايتـه " عصفور من الشـرق" وعبَّر عنها بعد ذلك يحيى حقي في روايته " قنديل أم هاشم " وعبر عنهـا الروائي اللبناني سهيـل إدريـس في روايته " الحي اللاتيني " .. وأقصد بهذه المشكلة : مشكلة الصراع بين " الشرق والغرب " وكيف تواجه الشعوب الجديدة هذه المشكلة .. كيف تعالجها وتتصرف فيها ؟ .. هل تترك هذه الشعوب ماضيها كله وتستسلم للحضارة الغربية وتذوب فيها وتقلدها تقليداً كاملاً ؟ هل تعود هذه الشعوب إلى ماضيها وترفض الحضارة الغربية وتعطيها ظهرها وتنكرها إنكاراً لا رجعة فيه ؟ هل
تتخذ موقفاً ثالثاً يختلف عن الموقفين السابقين ... وما هو هذا الموقف الجديد ؟... تلك هي المشكلة التي تعالجها رواية الطيب الصالح .

وقبل أن نتعرض لمناقشة الرواية ، وما تقدمه إلينا فكرياً وفنياً ، لابد لنا أن نلاحظ ملاحظة أولية ، فهذه الملاحظة بالذات تفسر لنا ما في الرواية من عنف ليس موجوداً في الروايات السابقة التي تناولت نفس الموضوع ، فمشكلة الشرق والغرب كما ظهرت في الروايات السابقة لا ترتبط بتجربة مريرة مثل تلك التي يعبر عنها الطيب صالح ، ذلك أن الشرقي عند هذا الفنان الشاب هو شرقي إفريقي " أسود اللون " ومشكلة البشرة السوداء هذه تعطي للتجربة الإنسانية عمقاً وعنفاً ، بل وتمزجها بنوع خاص من المرارة . إن توفيق الحكيم أو يحيى حقي أو سهيل إدريس أو غيرهم من الادباء الذين عبَّروا عن مشكلة الصراع بين الشرق والغرب ، كانوا جميعاً من آسيا وشمال إفريقيا . وهذا معناه ببساطة أن مشكلة اللون لم تكن عندهم عنصراً من العناصر المشتركة في الصراع الكبير . ولكن ها هو الطيب صالح يصور هذه المشكلة ويعبَّر عنها من خلال إنسان إفريقي ذي بشرة سوداء ، يذهب إلى لندن ويصطدم بالحضارة الغربية اصطداماً عنيفاً مدوياً من نوع غريب . وعنصر اللون هنا له أهميته الكبرى ، فالبشرة السوداء أكثر من غيرها هي التي انصب عليها غضب الغربيين وحقدهم المرير ، وهي التي تفنن الغرب في تجريحها إنسانياً قبل أن يكون هذا التجريح سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً . إن الإنسان الأسود قد عاش قروناً من التعذيب والإهانة على يد الغرب ، وتركت هذه القرون في النفس الإفريقية جروحاً لا تندمل بسهولة . ومن هنا كانت حرارة المأساة كما رسمها الطيب صالح في روايته الفذة . إنه يصوّر صدام أقدار متضادة إلى أقصى حدود التضاد . فمصطفى سعيد بطل الرواية ، لا ينتقل من السيدة زينب إلى لندن ، أو من السيدة إلى باريس ، أو من بيروت إلى باريس ، كما تجد في الروايات العربية التي صورت نفس المشكلة . إن هذا البطل الروائي الجديد ينتقل من قلب إفريقيا السوداء إلى لندن . والحوادث الرئيسية في الرواية تجري في أوائل هذا القرن حيث كانت إفريقيا تغوص في ظلم وظلام لا حد لهما . على أن هذا كله لا يعني أن رواية " موسم الهجرة إلى الشمال " قد ركزت تركيزاً حاداً على مشكلة اللون ... على العكس تماماً نجد أن الطيب صالح يمس هذه المشكلة برقة وخفة ورشاقة ، وهو يمسها من بعيد جداً ، حتى لا نكاد نلتقي بها إلا بين السطور . ولكن هذا العنصر اللوني مع ذلك يفسر لنا عنف الرواية وحدتها بصورة لا تجدها في أي رواية عربية أخرى عالجـت نفس الموضوع .. إن الجرح الإنساني الذي ينزف في هذه الرواية العظيمة هو اكثر عمقاً من أي جرح آخر ... إنه جرح الإنسان الإفريقي الأسود .
وأول ما يلفت النظر بعد ذلك في هذه الرواية ، هو ما يمكن أن نسميه بالموقف الحضاري للكاتب الفنان ، ولا يستطيع أن يصل إلى هذا الموقف إلا فنان ذو عقل كبير وقلب كبير ، لأن صغار الفنانين ليس لهم موقف حضاري على الإطلاق .. ورواية "الطيب" تعكس موقفاً محدداً واضحاً ، لقد سافر مصطفي سعيد بطل الرواية إلى لندن ، ووصـل هناك إلى أعلى درجات العلم ، وأصبح دكتوراً لامعاً في الاقتصاد ، وإن كانت ثقافته قد امتدت واتسعت حتى شملت كثيراً من ألوان الأدب والفن والفلسفة وأصبح مصطفى سعيد مدرساً في إحدى جامعات انكلترا ومؤلفاً مرموقاً . ولكنه في حياته الخاصة ارتبط بعلاقات وثيقة مع أربع فتيات انكليزيات ، وانتهت هذه العلاقات جميعاً نهايات حادة دامية . وهي نهايات تشبه طبيعة مصطفى سعيد نفسه ، وتشبه عواطفه الساخنة ومزاجه الحاد كالسكين .

إن هذا البطل الروائي الوافـد من إفريقيا ، يتعثر في أزمات حادة مريرة ، ولا حل له في آخر الأمر كما تقول رواية الطيب صالح إلا بأن يعود إلى قرية في قلب السودان ، ليشتري بضعة أفدنة هناك ، ويعمل فيها بنفسه ويتزوج بنتاً من بنات القرية السودانية ، ويواصل حياته الجديدة بطريقة منتجة هادئة ، لم يعرفها من قبل في انكلترا حيث عاش هناك حياة عاصفة مؤلمة .
  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #17
شب و شيخ الشباب nabaga
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ nabaga
nabaga is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
مشاركات:
9

افتراضي


إن الحل الذي يراه الطيب صالح في روايته أمام بطله المضطرب المعذب هو أن يعود إلى أصله ومنبعه ليبدأ من جديد هناك . فهذه هي البداية الصحيحة والسليمة . لم يجد نفسه في لندن مهما أخذ من علمها وثقافتها ، ومهما طاردته نساؤها وتعلقن به تعلقاً جسدياً شهوانياً عنيفاً ، لن يجد الطمأنينة ابداً إلا إذا عاد إلى النبـع ، وألقى وراء ظهره بقشور الثقافة الغربية ، وأبقى على جوهر هذه الثقافة ثم مزج هذا الجوهر بواقع بلاده ... هنا فقط سوف يصبح إنساناً منتجاً ... إنساناً فعالاً له دور حقيقي في الحياة .

وهذا هو نفس الحل الذي ارتآه من قبل توفيق الحكيم لبطله محسن ، فقد عاد به إلى الشرق ليبدأ البداية الصحيحـة . وهذا ما رآه يحيى حقي في "قنديل أم هاشم" لبطله "إسماعيل" ... إن اسماعيل لكل علمه لا يمكن أن يقدم لوطنه شيئاً إلا إذا بدأ من السيدة زينب وتزوج من فاطمة الزهراء ابنة هذا الحي الشعبي .. فالذين يتعالون على واقعهم الاصلي ، أو ينفصلون عنه ، لا يمكن لهم أبداً أن يؤثروا على هذا الواقع أو يغيروا فيه أي شئ ، إن مثل هذا الواقع لم يهضمهم ولن يعترف بهم ، بل سوف يرفضهم تماماً مثلمـا يرفض أي جسم غريب وشاذ . لابد أن تكون البداية من الواقع ، من النبع الأصلي ، من القرية ، من السيدة زينب ، من الناس الذين بدأ بينهم الإنسان وخـرج منهم .

على أن هذه الرؤية الحضارية عند هذا الفنان الشاب ترتبط أشد الارتباط برؤية إنسانية أخرى ، استطاع الطيب صالح أن يصورها ويجسدها لنا في روايته بصورة عميقة تسمو إلى درجة عالية من الشفافية والمقدرة الفنية الخلاقة المبدعة .

وهـذه الرؤية الإنسانية تتضح أمامنا بعد تحليل الرواية وتحليل علاقاتها المختلفة .

فمصطفى سعيد بطل الرواية يرتبط في انكلترا بأربع علاقات نسائية ، وتنتهي هذه العلاقات بانتحار ثلاث فتيات ، كما تنتهي العلاقة الرابعة بالزواج ثم بجريمة قتل قام بها مصطفى سعيد .. لقد قتل زوجته في سريرها ، وبعد محاكمتـه في لندن ، والنظر في ظروف القضية ، تم الحكم عليه بسبع سنوات ، قضاها في احد السجون ، ثم عاد إلى احدى القرى السودانية واشترى أرضاً عمل فيها بنفسه وتزوج من احدى بنات القرية وهي حسنة محمود وأنجب منها ولدين .

والعلاقة بين مصطفى سعيد والفتيات الانكليزيات الثلاث لم تتجاوز العلاقة الجسدية ، لم يكن هناك بين هذه العلاقات علاقة حب حقيقية ، بل كانت كلها علاقة شهوة جامحة ، فالفتيات الانكليزيات يرين في مصطفى سعيد مظهراً للقوة البدائية الوافدة من إفريقيا . إنه بالنسبة إليهن ليس إنساناً يستحق علاقة عاطفية كاملة بكل جوانبها الروحية والمادية معاً ، فهو كائن غريب ، يحمل رائحة الشرق النفاذة ، وهو حيوان إفريقي يستحق أن تلهو به هؤلاء الفتيات ، ويستمتعن به فقط .

إن علاقة مصطفى سعيد بهؤلاء القتيات ليست علاقة عاطفية إنسانية صحيحة قائمة على التوازن والمساواة ، بل هي علاقات حسية قائمة على الاستغلال ، وهذا النوع من العلاقات يذكرنا ولا شك بالعلاقات بين الاستعمار والبلاد المحتلة ، فالاستعمار يستغل بلداً من البلدان ويستنزفها بقسوة لكي يستمتع بما فيها من ثروات وإمكانيات ، ولو أننا لاحظنا تمسك الاستعماريين ببلدان إفريقيا على سبيل المثال لوجدنا أن هذا التمسك فيه رائحة خارجية سطحية من المحبة والعشق بل والهوس العاطفي ، لقد كان الفرنسيون يتركون الجزائر بعد استقلالها وهم يذرفون الدموع الغزيرة ، وفي جنوب إفريقيا نجد أن الاوروبيين لا يريدون أن يتركوا الارض الإفريقية ، إنهم يتمسكون بها كما يتمسـك العشاق بشئ عزيز عليهم ... ولكنهم في حقيقتهم ليسوا عشاقاً ، وإنما هم يستغلون ويستثمرون الأرض والناس .

هكذا كانت فتيات لندن يجدن في مصطفى سعيد صحة وقوة وإثارة لخيالهن الجامح حول إفريقيا وما فيها من عنف وحيوية ، ومن هنا أقبلت عليه الفتيات كالفراشات ، أو أن أردت صورة أقبح وأصدق : فإنهن قد أقبلن عليه كما يقبل الذباب على قطعة من الحلوى .

أكان من الممكن أن يحب مصطفى سعيد مثل هؤلاء الفتيات ؟ كلا بالطبع ولا واحدة منهن أثارت فيه عاطفة سليمة . وقد كان هو نفسه مشحوناً – من الداخل – ضد أوروبا ، وضد التشويه الإنساني الذي حملته أوروبا إلى إفريقيا والإفريقيين في نفس الوقت . ولذا كانت نظرته إلى الاوروبيات إليه نظرة غير إنسانية ، ومن هنا اقتصرت هذه العلاقات كلها على الجانب الجسدي ، ثم سئم منهن في النهاية فتركهن وانتهى بهم الأمر إلى الانتحار ، لا بسبب عاطفة صادقة ، ولكن بسبب عادة جسدية عنيفة ضاعت وضاع معها كل ما حولها من خيال جامح . ثم جاءت علاقة مصطفى سعيد بالفتاة الانكليزية التي تزوجها . ظل في البداية يطاردها وترفضه رفضاً كاملاً ، واخيراً طلبت منه أن يتزوجها . وتم الزواج بالفعل ، ولكنها تعودت على أن تثيره بشتى الوسائل والاساليب العنيفة دون أن تسمح له بالاقتراب منها ، إنها تشتهيه وتحتقره في نفس الوقت . تريده وتنكره بل وتنكر على نفسها أنها تريده . وظلت هكذا تعذبه وتعمل على تهديم أعصابه بلا رحمة حتى هددها بالقتل فلم تعبأ بالتهديد . وجاء يوم قرر فيه أن يقتلهـا بالفعل ، فاستسلمت للقتل كما تستسلم لأي علاقة جسدية تريدها في هوس مجنون . وكان مقتل هذه الفتاة عنيفاً غريباً ، وكانت هي نفسها تشتهي هذا القتل وتطلبه وتتمناه ، لأنها كانت تجد في مصطفى سعيد مثالاً مجسداً للعنف الإفريقي ، وكان لديه ولا شك الكثير من "السادية" أو الرغبة في تعذيب الآخرين ، كما كان لديها أيضاً الكثير من " الماسوشية" أي الرغبة في تعذيب النفس .
  رد مع اقتباس
قديم 12/08/2008   #18
شب و شيخ الشباب nabaga
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ nabaga
nabaga is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
مشاركات:
9

افتراضي


وهكذا كانت هذه الزوجة الانكليزية هي الأخرى تحمل نموذجاً معقداً للحب المريض الشاذ . لقد كان الجنس بشتى صوره في علاقاته مع الأوروبيات مطلوباً لذاته، فالجنس أولاً وأخيراً هو الهدف ، هل شرط أن يتحقق الجنس في إطاره الإفريقي الجامح المثير للخيال ، ومن هنا كان الجنس في تجربة مصطفى سعيد مع الفتيات الانكليزيات مجرداً من أي معنى إنساني ، فليس وراء هذه العلاقات كلها أي رغبة في بناء أسرة ولا أي رغبة في إنجاب أولاد ولا أي رغبة في مواصلة حياة منتجة ... الجنس للجنس ، هذا هو شعار أولئك الفتيات الانكليزيات مع هذا الفتى الإفريقي ، كل ذلك رغم ما كانت بعض الفتيات تقمن به من محاولات لتغطية هذه الرغبة المجنونة ، بأساليب مكشوفة من الحديث عن الفن والشرق وإفريقيا .
وهكذا فشلـت علاقاته النسائية في أوروبا فشلاً إنسانياً وانتهت بالجريمة والسجن .
بقى في حياة مصطفى سعيد بطل الرواة حبان ناجحان : أما الحب الأول فهو حي " اليزابيث" وهو نوع من عاطفة الأمومة . إن هذه السيدة الانكليزية كانت تعيش في القاهرة مع زوجها المستشرق الذي تعلم اللغة العربية واعتنق الاسلام وقضى عمره كله في البحث عن المخطوطات العربية ودراستها .. ثم مات ودفن في القاهرة التي أحبها وقضى فيها أعظم سنوات عمره . كانت اليزابيث ، زوجة المستشرق بمثابة الأم الروحية لبطل الرواية مصطفى سعيد . لقد احبته كجزء من حبها للشرق وفهمها له ، وأحبته لأنها أحست بامتيازه وذكائه وصفاته الإنسانية الاخرى ، ولم تفكر فيه أبداً على أنه " لعبة إفريقية" مثيرة . لذلك كان حبها ناجحاً ، وظل مشتعلاً حتى النهاية ، وان طغت عليه جوانب الأمومة بسبب السن .

ومن الواضح أن اليزابيث قد تدربت كثيراً حتى استطاعت أن تصل إلى هذا المستوى من العاطفة النقية الصافية ... لقد عاشت في القاهرة طويلاً مع زوجها ، وتعلمت العربية وعاشرت الناس في الشرق وأحبتهم ، لقد اكتشفت الشرق من جانبه الإنساني لا من جانبه الجسدي والمادي . ولذلك أحبت مصطفى سعيد ووجدت سعادة غامرة في هذا الحب ، ولم تطلب من مصطفي شيئاً ، بل كانت تساعده كلما احتاج إلى المساعدة ، إن لذتها الكبرى هي في هذا الحب الصافي نفسه ، وفي اكتشافها لروح الشرق الجميل : بتراثه وتاريخه وشمسه وناسه – ولقد نظرت اليزابيث إلى مصطفى سعيد في ضوء رؤيتها للشرق كله .

أما الحب الثاني الحقيقي الناجح ، فقد التقى به مصطفي سعيد بعد أن خرج من سجون لندن وعاد إلى السودان واختار إحدى القرى ليقيم فيها ، هناك تزوج فتاته السودانية " حسنة بنت محمود" وعاش فيها سعيداً كل السعادة حتى مات غريقاً في أحد الفيضانات التي التهمت بعض أهل القرية وكان بينهم مصطفى سعيد .

وهذا الحب هو وحده الذي أنجـب مصطفى سعيد – من خلاله – ولدين .. هنا " الجنس" له دور في بناء الحياة ، والحب مبني على الاقتناع والمساواة والرغبة الصادقة في إقامة علاقة إنسانية صحيحة .. ومصطفى سعيد في تلك القرية السودانية معشوق حقيقي بسبب صفاته الأصيلة فيه ، مثل ذكائه وعمق شخصيته ، وحبه للقرية ، وقدرته على العمل والإنتاج . إنه ليس كما كان في أوروبا : حيواناً عنيفاً متوحشاً ، تجري وراءه الفتيات لغرابته وشذوذه ، إنه هنا إنسان طبيعي ، والحب في هذه القرية السودانية بسيط وصادق وأصيل . ومصطفى سعيد لم ينجب إلا من زوجته السودانية ، وليست هذه الفكرة في الرواية تعبيراً عن أي تعصب قومي ، ولكنها فكرة تكشف عن معنى إنساني بالدرجة الاولى فالزوجة السودانية هي الحب الوحيد الحقيقي ، ولذلك فهي ليست عقيماً مثلما كان الامر مع القتيات الاوروبيات وعواطفهن الغريبة الشاذة .

وبعد موت مصطفى سعيد ، رفضت زوجته السودانية " حسنة بنت محمود " أن تتزوج من " ود الريس" وهو عجوز سوداني من ابناء القرية ، لقد كانت " حسنة" تفضل الموت على أن تتزوج من " ود الريس" . لقد ذاقت عذوبة الحياة في ظل مصطفي سعيد ذلك الإفريقي الذي صقلته الحضارة والتجربة ثم عاد في نهاية المطاف إلى أرضه ، ليبدأ منها بداية حقيقية ، لقد وجدت فيه وهي البنت الإفريقية البسيطة شيئاً جديداً : فهو منها ولكنه غريب عنها وجديد عليها ... ولذلك كله احبته بعد أن تسد عينيها إلى عالم أوسع واعمق من عالمها البسيط .

وما اشبه حسنة بنت محمود بالسودان نفسه ، بل ما اشبهها بمصر وبكل بلد شرقية متطلعة إلى الجديد .. تريد أن تخطو إلى الامام دون أن تنزع جذورها من الأرض .

وكانت " حسنة " ، بعد أن مات زوجها مصطفى سعيد تريد أن تتزوج شخصاً آخر هو " الراوي" الذي يقدم لنا القصة بلسانه . وهذا " الراوي" هو في الحقيقة الامتداد الوحيد المقبول لمصطفى سعيد .. سافر إلى أوروبا وعاد إلى وطنه يحمل مشعلاً هادئاً وصادقاً ، ولذلك جعله مصطفى وصياً على أولاده وثروته وزوجته وأسراره جميعاً .
ولكنهم فرضوا على " حسنة" أن تتزوج من العجوز " ود الريس " فكانت النتيجة أن قتلته وقتلت نفسها . وبذلك تكون " حسنة " قد قتلت التقاليد القديمة التي تعودت أن تجعل من المرأة شيئاً من المتاع المادي وليست "إنسانة" ذات عاطفة خاصة مستقلة . انها قتلت رمزاً من رموز الماضي بتقاليده ونظرته الخاطئة إلى الحياة ، وأحدثت بهذه "الجريمة" صدمة مفجعة لمجتمع قريتها الإفريقي الهادئ البسيط ... لقد استيقظ هذا المجتمع فجأة على هذه الجريمة الحادة القاسية . وفي هذه الجريمة سقطت حسنة شهيدة حبها ، وشهيدة حرصها على ألا تتراجع عن العالم الجديد الجميل الذي خلقه لها زوجها الأول مصطفي سعيد .

وما اشبه جريمة " حسنة" بجريمة مصطفى نفسه في لندن " جريمة حسنة " هي ثورة ضد التقاليد التي تحول المرأة إلى لعبة . وجريمة مصطفى سعيد هي قتل للوجدان الأوروبي المعقد ، والذي يعلن كراهيته واحتقاره لإفريقيا ثم يتمسك بها ويقبض عليها بأصابعه ، بل وينشب أظافره فيها حتى لا تضيع .. فموقف أوروبا من إفريقيا هو تظاهر بالكره يقابله حرص على إفريقيا وتمسك بها مستبد وعنيف . وهذا هو نفسه موقف الزوجة الانكليزية من زوجهـا الإفريقي مصطفى سعيد ... كانت تبدي له كرهاً وتمنعاً واحتقاراً ، وهي في الحقيقة تريده لتعتصره وتحقق متعتها ثم تعامله بعد ذلك كالكلب .

جريمة " حسنة " هي قتل للوجدان الإفريقي بتقاليده القديمة بحثاً عن وجدان إفريقي جديد ، وجريمة مصطفى سعيد قتل للوجدان الاوروبي باستبداده وعنفه ورغبته في السيطرة بحثاً عن وجدان أوروبي خال من التعقيد والمرض .

كل شئ في هذه الرواية الكبيرة له معناه : الحب والجنس والجريمة . بقى ان نلاحظ كيف مات مصطفى سعيد في الرواية ، لقد مات غريقاً في ماء النهر دون أن تطفو جثته أو تظهر بعد ذلك ، وهكذا اختارت أنامل الفنان الموهوب لبطله أن يذوب في النيل رمز الارض والاصل وإفريقيا .. رمز المنبع الكبير والبداية الصحيحة .

لقد مات مصطفى سعيد ميتة كبيرة لها مغزاها ، كما كان كل شئ في حياته له مغزاه ... ولعل النهر نفسه أراد أن يتطهر بالنور الذي وصل إليه مصطفى سعيد بعد تجارب شاقة وبعد اصطدام حاد وامتزاج عنيف بالحضارة الاوروبية . ولعل مصطفى سعيد أراد أن يتطهر هو ايضاً من آثامه الفكرية والجسدية في هذا النهر المقدس لأنه مصدر الحياة التي تدب على شطآنه !
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 05:55 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.15747 seconds with 12 queries