أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 01/09/2005   #1
شب و شيخ الشباب الحق احق ان يتبع
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ الحق احق ان يتبع
الحق احق ان يتبع is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
274

افتراضي "مختصر القدر" لا استفتاء بعد اليوم.


السلام على من اتبع الهدى وبعد:

الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه، الحمد لله فاطر السماوات والأرض بإحكامه، الحمد لله الذي خلق الخلق ولم يتركهم سدى في ظلمات أعداءه، الحمد لله الذي كون الأكوان، وخلق الإنس والجان، سير البحار والأنهار، وجعل الجبال رواسي وأوتاد، رفع السماء بلا عمد ترونها، ووبسط الأرض للبسيطة، سبحانه ما أعظمه وأجله، قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } (12) سورة النحل.

ثم الصلاة والسلام على خير الأنام ومصباح الظلام، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الأشهاد.

وبعد:

قد وردت أسئلة حول القدر، وحول استحالة بأن يكون الله سبحانه يعلم القدر، وقال بعضهم: كيف تقولون: بأن الله خلق الخلق وخلق أعمالهم وأن الله يعلم ما يفعله عبده؟ وقالو: بأن ذلك لا يجوز لله، لأن الله سبحانه ـ في هذه الحالة ـ يجبر العبد على فعل المعاصي، لأن الله سبحانه خلق أعمالهم! وقال بعظهم: كيف تقولون بأن الله يعلم القدر لأن ذلك يستحيل عليه لأن مما يقع بقدر الله الحوادث والفيضانات والزلازل والبراكين وغيرها من المفاسد، وهذا يستحيل على الله تعالى، بل إن بعضهم أنكر وجود الله سبحانه وقالوا: إذا كان هناك إله فكيف يترك البشر اليوم تائهين ضائعين في حروب دامية وجوع ومجاعات وغيرها من المفاسد؟! وفي الحقيقة هم أسسوا منطوقهم على مفهوم ضيق جداً!


والجواب على هذه الأسئلة:

بسم الله رب يسر وأعن:

أولا: نوضح أن في مسائل القدر افترق الناس الى ثلاثة أصناف: منهم من يقول أن الله سبحانه لا يعلم فعل العبد إلى بعد وقوعه، وهؤ لاء القدرية، ومنهم من يقول بأن الله اجبر الإنسان على افعاله، وهؤلاء الجبرية، ومنهم ـ وهم الوسط ـ من يقول بأن الله يعلم فعل العبد ولكنه لم يجبره على أفعاله..

الجواب مجملا:

يقول الحق تبارك وتعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (3) سورة سبأ
ويقول سبحانه: {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (29) سورة آل عمران
ويقول تعالى: {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (4) سورة التغابن
ويقول تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام

والآيات في ذلك والله كثيرة، يصعب حصرها هنا، ولكن نكتفي بهذا وهو كافٍ ـ إنشاء الله تعالى ـ.

إن مما لا بد أن يعلم المرء أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق عبثا، بل لأمر عظيم وخطب جسيم عرض على السموات والأرض فأبين أن يحملنه وأشفقن منه وحمله الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.

وأيضا هو خلقهم وخلق أعمالهم وهو سبحانه عالم بأحوالهم وأعمالهم وعالم بالصالح والطالح، وبالطيب وبالخبيث، لأنه يستحيل كل الإستحالة بأن يكون من هذا شأنه سبحانه وهو لا يعلم أفعال العباد ولا يعلم مصيرهم ولا يعلم ما يخفون وما يعلنون!

الجواب المفصل:

نقول لهؤلاء: هل يعلم أحد أنه سيفعل فعل ما غذا او بعده؟
والجواب: لا.
لو أن شخصا ذهب بسيارته للمكان الفلاني وحصل له حادث ومات، هل يعلم هذا الشخص بأنه سيحصل له حادث ويموت؟
والجواب: لا، لأنه لو كان يعلم لما ذهب.

لو أن شخصا أراد أن يذهب إلى المكان الفلاني، هل يشعر بأن أحدا يجبره على ذلك؟
الجواب: لا، وهذا أمر معروف ومشاهد ومجرب.

لو أن شخصا أقبل على سن الزواج وأراد أن يتزوج الفتاة الفلانية وذهب لخطبتها، هل يعلم هذا الشخص بأن هذه الفتاة تقبل بزواجه؟
الجواب: لا، لأنه لو علم أنها لا تريده لما ذهب ليخطبها.

لو أن شخصا يكاد أن يهلك من العطش، وأمامه ماء، هل سيشرب بهذا الشخص من الماء؟
الجواب: نعم، لأنه يحتاج إلى الماء.

لو أن شخصا أراد ان يكون له أبناء، هل يجلس في بيته ويقول أريد أبناء، أم يتزوج لينجب أبناء؟
الجواب: يتزوج لينجب أبناء.

وبذلك عرفنا أن الإنسان لا يعلم مصيره ولكن يسعى لما يسعده، وهذا أمر معلوم.

وإذا أتى شخصا وقال: كيف يسعى الإنسان لما يريده وانتم تقولون بأن الله خلق فعله قبل خلقه؟
نقول له:
أن الله سبحانه خلق للإنسان إرادة وقدرة، فبهما يستطيع أن يفعل الإنسان ما يستطيع أن يفعله، لأنه لو أراد شيئا ما وهو قادر على أن يفعله لم يكون هناك مانع على هذا الشيء.

ولو أن شخصا يريد أن يفعل شيء ما وهو ليس له قدرة على فعله، لا يستطيع فعله، لأنه ليس له القدرة على ذلك.

ولو أن شخصا له القدرة على فعل شيء ما ولكنه لا يريده، لن يفعله، لأنه لا يريد ذلك.

ونقول لهذا السائل:
ما دمت تحتج على فعل المعصية وأنك تقدر على هذا وتريد هذا الشي، نقول له: أترك المعصية لأنك تستطيع أن لا تفعلها بقدرتك وبإستطاعتك.
وإن فعل الشيء عن قدرة وإرادة كتركه عن قدرة وإرادة ولا فرق بينهما.

وبهذا نعرف أن الإنسان ليس مجبورا على فعل شيء ما بل هو يختار ما يفعله.

وأما من يقول: بأنه يستحيل بأن الله يعلم القدر، لأن من القدر الحوادث والفياضانات والزلازل والبراكين وغيرها من المفاسد!

نقول له:
يقول الحق تبارك وتعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (41) سورة الروم

وبهذا نعلم أن الفساد في البر والبحر من زلازل وبراكين ومفاسد، أنه بسبب الإنسان وظلمه وجوره، لكي يعود للحق المبين.

وأيضا يجب أن نعلم قضية مهمة تزيل مشاكل كثيرة حول مسائل القدر:
أن المفاسد التي تحدث مثل الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها لا تنسب إلى الله تعالى لأن أفعاله سبحانه كلها خير، ولكن تنسب للمقدور الذي هو بالنسبة لله خير وبالنسبة للخلق شر، ونورد أمثلة توضح المعنى جلياً:

لو أن شخصا مريضا وصف له الطبيب دواء وكان هذا الدواء مراً فإن هذا الشخص سيشرب هذا الدواء على كره منه ولكن لمنفته له.

وأيضا لو أن ولدا كان مريضا وأراد والده أن يكويه لكي يشفى من مرضه فإن هذا الولد يتحمل الم هذا الكوي وحرارة الكوي ووالده ايضا ينزعج من أن يكوى ولده، ولكن كل ذلك لتحصل به المنفعه وهي الشفاء.

وهذه القضية مهمة جدا لكي نعرف القدر من المقدور والقضاء من المقضي.

وأما أنكر وجود الله وقال: لو كان هناك إله لما حصل لهم من الضياع والفساد والمجاعات وغيرها!

نقول له:
إن من الإستحالة ألا يكون هناك إله صانع مدبر حكيم في صنعه خبير في اتقانه عليم بعباده بصير بما يعملون.
لأنه ليس من المعقول بأن يكون هناك فعل من دون فاعل، أو حدث من دون حادث، وإن قلتم: اننا نؤمن بأن هناك قوة تدبر هذا الكون، فنقول: وما هذه القوة وهل تخفى قوة الصانع على المصنوعين؟! أم كان هذا القول عن هوى واتباع الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا.

وأخيرا:
أتمنى ممن عنده تساؤل أن يسأل في نفس الموضوع وليس خارجه، وأن يسأل على أنه سائل، لا على أنه مجادل مماري.

أسأل الله أن يهدي الجميع إلى الحق بإذنه.
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 15:35 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.05573 seconds with 12 queries