أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 23/03/2005   #1
الأستاذ
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ الأستاذ
الأستاذ is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
في بلاد الله
مشاركات:
392

افتراضي عظة المطران إبراهيم نعمة في بداية الأسبوع العظيم


عظة المطران إبراهيم نعمة
مساء الاثنين العظيم
2005

باسم الآب و الابن و الروح القدس، أيها الأبناء المحبوبون...
لن ألقي عليكم مواعظ غريبة عما نحن فيه هذه الأيام، أيام الأسبوع العظيم المقدس. و لن أذهب بعيداً لاختيار ما أحدثكم عنه.
من هذا اليوم تبدأ آلام ربنا يسوع المسيح. و نحن، أي أنتم و أنا، لا نريد أن تنرك يسوع يسير وحيداً، على طريق الجلجلة الموحش و المقفر. نحن نريد أن نمشي معه لا كمتفرجين، بل كمشاركين. و نريد أن نستعرض ما نشاهده من أحداث و من أشخاص، بعين تتأمل، و قلب يتأثر، و ضمير يتعظ، و إرادةٍ تعزم عزماً جديداً.
أمامنا في هذه المرحلة الأولى من طريق آلام يسوع رموز و أشخاص، يمر ذكرهم في صلواتنا و ترانيمنا، و يجب أن لا يمر عبثاً.
أشخاص و رموز من العهد القديم:
1- يوسف الكلي الحسن، يؤخذ رسماً ليسوع في بداية آلامه. يوسف هذا كان الابن الأصغر ليعقوب أب الآباء، مولوداً له من رحيل، فحسده إخوته و أخفوه في حفرة جب، و غشوا أباهم بحيلة بواسطة الثوب الملطخ بالدم أن وحشاً افترسه ثم بيع للإسماعيليين بثلاثين من الفضة، و هؤلاء باعوه بدورهم لرئيس حرس فرعون ملك مصر، فلما هامت بالفتى مولاته، ثم حقدت عليه بجنون لأجل عفته لكونه رفض أن يلبي شهواتها و ترك ثوبه و هرب، و أما هي فوشت به فألقي في ظلمة السجن، ثم أخرج منه بواسطة تفسيره الأحلام، و صار مقرباً للملك و سيداً لكل مصر، ثم اعتلن لإخوته بوساطة توزيع القمح.
و المسيح أيضاً حسد من بني جنسه أي اليهود، و بيع من التلاميذ بثلاثين من الفضة، و سجن في الجب المظلم أي في القبر، ثم خرج من هناك بسلطان ذاتي و صار ملكاً على مصر، أعني الخطيئة. و بمحبته اشترانا بتوزيع الخبز السري...
2- رمز التينة (مرقس و متى). و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا، و رأى من بعيد تينة على الطريق، و لم يجد فيها إلا ورقاً...
التينة هي محفل اليهود الذي لم يجد فيه المخلص ثمراً سوى التعلق الخارجي بالناموس... و هي رمز كل نفس خالية من الثمر الروحي.
3- العذراوات الحكيمات و العذراوات الجاهلات. ليعلمنا الرب أن نسهر دائماً و نكون مستعدين لاقتبال الختن الحقيقي بزيت الأعمال الصالحة، و أعمال الصدقة و الرحمة.

الأشخاص الذين نصادفهم و نحن نرافق المسيح على درب آلامه:
1- الشعب الجاحد:
غريب تحول الشعب من حالة إلى حالة. مرة يصادق متولياً، و مرة أخرى يرذله. مرة ينتصر له و يحبذه، و مرة أخرى يرفضه و يثور عليه، تتقلب عواطف الشعب مع تقلبات الزمن و المصلحة.
الشعب اليهودي نراه ينقلب على المسيح.
ليس المسيح غريباً عنه، فقد سمع تعليمه، و رأى عجائبه، و شاهده يتجول في القرى و المدن، و يدخل إلى البيوت و المجامع، و يشترك معه في الأفراح و الأحزان. شارك في عرس قانا، جالس العشارين، تحنن على الجمع لأن لهم ثلاثة أيام و ليس لهم ما يأكلون، و إن صرفهم إلى منازلهم صائمين يخورون في الطريق لأن فيهم من جاء من بعيد.
أحبوه و تبعوه، كانوا خمسة آلاف في البرية، حتى التزم أن يعبر البحيرة و يركب السفينة "فأمر تلاميذه أن تلازمه سفينة من أجل الجمع لئلا يزحموه"(مر9:3).
التزموا مرة أن يثقبوا السقف لكي يصلوا إليه"تحنن عليهم لأنهم كانوا معذبين منطرحين مثل الخراف التي لا راعي لها"(متى36:9).
مرات جربوا أن يقيموه ملكاً، و مرة أخرى استقبلوه استقبال الظافرين و الفاتحين... حتى ارتجت المدينة. و أحدث ذلك الاستقبال الشعبي الزاحف هلعاً في قلوب الفريسيين. فكيف تغير و انقلب ذلك الشعب على يسوع، وتحول من هتاف إلى هتاف، من هوشعنا إلى اصلبه.
انقلب الشعب الضعيف الإيمان. آمن بالمسيح رجل عجائب، آمن به مكثِّر الخبز، آمن به محذراً من الفريسيين. ثم انقلب بسبب تأثير أولئك الفريسيين الذين امتلأوا كبرياء و أنانية، و خافوا على زعامتهم من يسوع.
و نحن كم من الانقلابات في حياتنا! أم كم مرة أدرنا لله ظهورنا و تصرفنا على هوانا، خالفنا وصيته و مشيئته و خنَّا محبته، و أهملناه...
ننقلب على الله بسبب نقص في معرفتنا له، و جهل لتعليمه.
"من يفصلني عن محبة المسيح" قال القديس بولس. هل نستطيع أن نردد هذه الكلمة معه؟ إننا نحتاج لنقولها إلى شجاعة و ثبات في اتباع المسيح.
2- يهوذا و بطرس:
واحد خان و الثاني جبن. يهوذا كان تلميذاً كسائر الرسل. عامله المسيح بحنان و احترام، تمهل على تذمره، و صفح عن إهماله، و غض الطرف عن سرقاته. أعطاه سلطاناً كسائر الرسل أن يصنع العجائب و يطرد الشياطين، علم و بشَّر و تجول في أرجاء اليهودية كلها. و عززه كثيراً، إذ جعله رجل ثقة...
لكن في الداخل كان يهوذا يعيش بعيداً عن المسيح و تعليمه. أفكاره ليست كأفكار المسيح. يسوع يحب الفقر، و هو يحب المال. يسوع يبشر بملكوت روحي، و هو يريد ملكوتاً زمنياً. يسوع يريد الكفر بالنفس، و هو يريد لذة الحياة. كان يسمع كلام يسوع لكنه لم يكن يفهمه بمعناه الحقيقي. هو الذي كان يتذمر و يقول هذا غير مستطاع، و يزجر الأطفال. كان بعيداً عن أفكار الله.
و السؤال: هل يهوذا كان وحيداً؟ ألم يكن هناك مئات و ألوف يهوذا بين المسيحيين على مر العصور؟ أليس بيننا، في مجتمع اليوم أكثر من يهوذا؟ هل الخيانة خطيئة نادرة في عالمنا؟
و بطرس كان متقدماً بين الرسل. عندما تبع يسوع غيَّر له اسمه، كان سمعان فسماه بطرس أي الصخرة. أعده ليكون الصخرة... ما أعظم هذه الشهادة من فم المسيح. و ما أعظم الدور التاريخي الذي سيناط به.
تقدم بطرس على الجميع و تعزز. رافق المسيح مرافقة خاصة دون سائر التلاميذ في أكثر من ظرف: في التجلي، في النزاع... سأله ماذا تقول الناس عن ابن البشر.
كان رجل الثقة. و كان له من الدالة ما يجعله يجرؤ على معاتبة المسيح: ترى الناس يزحمونك و تقول من مسني... يقول عن المرأة اللجوجة اصرفها...
لكنه تعالى على إخوته الرسل، و اعتمد على نفسه فوق الحد، لو تركك الجميع أنا لا أتركك.. و عند أول تجربة حقيقية جبن و ارتعد و أنكر. راح يتبع من بعيد. لا يريد ترك المسيح نهائياً، و لا يريد اتّباع المسيح نهائياً.. هو بين بين، لا يقطع الشعرة مع يسوع.
كان بطرس في حالة نفسية صعبة، فلا هو شجاع إلى آخر حد، و لا هو جبان إلى آخر حد، و لا هو مجرم إلى آخر حد. فهو لم يهرب و لم يختبئ كسائر الرسل الآخرين، بل بقي يتبع يسوع منتظراً نهاية المغامرة.
إن اتّباع بطرس ليسوع بهذه الطريقة هو صورة صادقة و كاملة لاتّباع كثيرين للمسيح. فما أكثر النفوس التي و إن كانت لا تقطع الصلة مع المسيح فهي مع ذلك لا توثق صلتها كثيراً معه. فهي تخاف من تطلبات حبه، و تخاف من اتباعه عن قرب أن يصل الأمر بها إلى الجلجلة. فهي تتبع يسوع لا بكرم و سخاء بل ببخل و خوف. و الحب يدعو إلى البطولة.
إن اتباع يسوع عن بعد هو أقرب إلى الهرب، بل إلى الجحود و النكران، و هذا ما وصل إليه بطرس فعلاً. يسوع يتطلب منا نحن المسيحيين جميعاً أن نتبعه عن قرب، و أن نثبت إلى جانبه، و في أيام كثر فيها الابتعاد عن الله، أن نتبعه عن قرب أكثر و لو كلفنا ذلك التضحية بالحياة. إن هنالك ضلالاً كبيراً شائعاً، و هو تجاهل هذا المبدأ: في اتّباع يسوع لا محل مطلقاً للحلول الوسطى، فهي تعاكس تماماً متطلبات و كمال الحب.
و إذا طلب الله من إنسان كل شيء، فهو على حق في طلبه، فهو الخالق و السيد المطلق. لكن بما أن الإنسان يحلم دائماً بالحلول الوسطى، يظن بسهولة أنه يتبع يسوع عن قرب، بينما هو في الواقع يتبع يسوع عن بعد، و يظن أنه كريم مع الله بينما هو بخيل. و يظن أنه لا يمكنه أن يعطي أكثر، بينما يمكنه أن يعطي شيئاً كثيراً.
و يقول أحدنا بأنه لا يوجد شيء ليقدم لله بينما يوجد كل شيء، أعطني قلبك، أي لا تعلق قلبك في الأرض بل فيَّ أنا. كم مرة نسترجع من الله بيد ما أعطيناه باليد الأخرى.
نظن أننا أعطينا الله محبة كاملة، و نحن نهيم بحب أشياء الحياة التافهة، و نظن أننا نستطيع أن نخدم الله و نخدم ذواتنا. أن نعبد الله و أن نعبد المال.
لا سبيل للتعرج على الجانبين. يقول الرب:"إذا كان الرب هو الإله فاتبعوه و إذا كان البعل(الصنم) هو الإله فاتبعوه"(سفر الملوك)
و إذا طلب الله منا تضحية فله أسباب، و هو غير ملتزم أن يكشفها لنا و يفهمنا إياها. إما لا يغب عن بالنا لحظة أن الله عندما يطلب من شيئاً فهو يطلبه عن دافع حب كبير حتى و لو كان ما يطلبه شاقاً علينا. فلا نخاف و لا نجبن.
قالت إحدى القديسات: " ماذا يهمني إذا كانت أقدامي تنزف دماً من حذائي، و أن أسلك الطريق الشاقة، و إني مستعدة أن أبدأ من جديد لأني وجدت الله"
و يقول القديس فرانسوا دي سال"إن الخوف هو شرٌٌّ أعظم من الشرِّ."

لطالما قلت أن الإنسان هو إنسان ما لم يتخلى عن كونه إنسان
لكني الآن أقول أن الإنسان يبقى إنسان حتى لو تخلى عن كونه إنسان، إذا بقي على وجه الأرض إنسان لم يتخلى عن كونه إنسان
  رد مع اقتباس
قديم 23/03/2005   #2
صبيّة و ست الصبايا Espaniol
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Espaniol
Espaniol is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
FROM HEART OF FLAMINGO
مشاركات:
1,166

افتراضي


الموضوع رائع ننتظر المزيد

jesus i trust in u

فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد
و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة..
و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام
  رد مع اقتباس
قديم 13/04/2005   #3
post[field7] فرير فادي
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ فرير فادي
فرير فادي is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
لبنان
مشاركات:
13

إرسال خطاب AIM إلى فرير فادي
افتراضي


وين باقي العظات
فرير فادي
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 05:42 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06799 seconds with 14 queries