أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 09/08/2005   #1
Anonymous
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Anonymous
Anonymous is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
1,826

افتراضي لماذا تحذفون ما اعلق بهي على افتراءاتكم .. تخافون من ردودي


اعيد كل ما كتبت :
1.الإرهاب والتطرف :
وحول هذا الموضوع قدمت مداخلة تقوم فكرتها على أن :
· الإرهاب ظاهرة عالمية لا دين لها ولا جنسية .
· الإرهاب والتطرف سلوك يعكس ثقافة ما وتربية ما .
· ثقافة الأجيال اليوم وسلوكياتها الشاذة ، هي ثمرة المصادر الثقافية والتربوية الأكثر تأثيراً مثل : أفلام العنف والسطو والاغتصاب والتحلل الجنسي ، والتفكك الأسري والتفسخ الاجتماعي ، والترويج لظاهرة تعاطي المخدرات،والاستهتا بالقيم الدينية والإيمانية والأخلاقية ، واتساع ظاهرة الظلم والحروب وعبثية استخدام أسلحة الدمار الشامل ، حيث أن ذلك كله يفرز أجيالاً ساخطة وغير مسؤولة ، وبنسب متفاوتة في غالب بلدان العالم.. وهذه الأجيال غير المسؤولة هي التي تمارس اليوم الإرهاب والتطرف ، والتي من أخطرها وأشدها على مستقبل الأمن البشري انتشار ظاهرة إرهاب وعنف أطفال المدارس .
· لذا علينا قبل ومع المطالبة بمراجعة المناهج التعليمية، التي أصبحت ملحة لمن هجروا قيم الإيمان، وجردوا مناهجهم من المثل الأخلاقية ، علينا المطالبة بجدية وإلحاح بمراجعة ثقافة أفلام هوليود ودزني وغيرهما من وسائل الإعلام العابثة التي تنخر بأساسيات التكوين التربوي والسلوكي لأجيالنا. . كم ينبغي مراجعة قيم ومبادئ الثقافات التي سيطرة منذ بداية القرن العشرين على تربية وصياغة ثقافة الأجيال البشرية مثل الثقافة الفاشية , والنازية , والصهيونية , والماركسية , والعلمانية , ففي ظل هذه الثقافات عانة البشرية من كوارث حربين عالميتين مدمرتين , ومن حرب باردة أدخلت العالم في سباق نكد لإنتاج أسلحة الدمار الشامل التي تشكل اليوم أكبر تهديد لأمن الأجيال وسلامة البيئة , وفي تربة هذه الثقافات نمت وترعرعت ثقافة وسلوكيات العنف والإجرام الاجتماعي والتدهور الأخلاقي في أكبر مدن وعواصم الدول التي تزعم التحضر والتقدم , وما يجري في إرلندا من إرهاب وعنف طائفي وما تمارسه الألوية الحمراء في إيطاليا ونظيرها في إسبانيا , وما جرى في أنفاق المواصلات قي اليابان , وما تفجع به الأسر الأمريكية والأوربية من تقتيل وسفك للدماء بين أطفال المدارس بسبب الإرهاب والعنف الذي استشرى بين تلامذة المدارس الابتدائية فضلاً عما يجري في المدارس المتوسطة والثانوية لأكبر دليل على أن الإرهاب هو من صناعة وإنتاج الثقافات السالفة الذكر. أما الإسلام وبشهادة الخصوم قبل الأصدقاء فقد كان عصره ولا يزال حيثما ساد وحكم عصر الأمن والأمان والسلام البشري , ارتقت به الحضارة البشرية ارتقاء لا نظير له , وعم الأرض العدل والسلام والرخاء .

2. الدين والسلام :
كانت مداخلتي بهذا الشأن ترتكز على ما يلي :
· السلام اسم الله في الإسلام .
· أصل العلاقة بين الناس قائمة على المودة والقسط .
· والعدوان والظلم هما مبررا الدفاع عن النفس و عن الخصوصيات المادية والمعنوية .
· والناس شركاء في خيرات الأرض على أساس من صون حرمة الممتلك ، واحترام مشروعية تبادل الانتفاع .

3. الدين والديموقراطية :
كان تعليقي على الموضوع بالأفكار التالية :
· العقد الاجتماعي في الإسلام يقوم على التلازم بين عقدين : عقد الإيمان وعقد الأداء في الحكم .
· عقد الإيمان يمثل الفارق الجوهري بين الإسلام والديموقراطية ، حيث أن عقدها الاجتماعي يقوم على عقد الأداء فقط مع تغييب عقد الإيمان .
· عقد الإيمان في الإسلام يرد مرجعية التشريع إلى الله تعالى ، بينما عقد الأداء في الديموقراطية يرد مرجعية التشريع إلى الشعب ، وهذا ينشئ فوارق جوهرية بين المنهجين.
· الديموقراطية ركزت على الوسائل والآليات ولو على حساب الأهداف والغايات أحياناً ، بينما الإسلام ركز على الغايات والأهداف، وجعل الوسائل طوعاً لها تتغير بمقتضى الأحوال والأزمان والتراضي بين الناس .
· الإسلام يقرر التكامل والتناصح بين مسؤوليات طرفي عقد الأداء وفق ضوابط عقد الإيمان ، بينما الديموقراطية تقوم على أساس التعارض والتضاد بين مسؤوليات طرفي عقد الأداء .

4. الدين والمرأة :
جاءت مداخلتي مرتكزة على ما يلي :
· الإسلام يقرر التكامل المنصف بين مسؤوليات الرجل والمرأة في ميادين الحياة .
· الإسلام يؤكد أن الأسرة مؤسسة أساسية من مؤسسات المجتمع المدني .
· الإسلام يقرر التكامل بين المسؤوليات في مؤسسة الأسرة وباقي مؤسسات المجتمع فلا تطغى مسؤولية على حساب الأخرى .
· الإسلام خفف عن المرأة بعض المسؤوليات ومنحها بعض الامتيازات تقديراً لاضطلاعها بمسؤوليات الأمومة والطفولة .

5. الشريعة الإسلامية وحالة غير المسلم معها:
كانت مداخلتي وفق الإيجاز التالي :
· الإسلام : عقيدة وشريعة
· العقيدة : تمثل الخصوصية الدينية للمسلم التي تميزه عن غيره ، شأنها في ذلك شأن عقيدة أي دين في تمييز أتباعها عن الآخر، والإسلام حسم هذه المسألة بالنسبة لغير المسلم فقرر قاعدة : لكم دينكم ولي دين ، وكذلك قاعدة : لا إكراه في الدين .
· والشريعة بدورها تقوم على نوعين من القوانين : قوانين الأحوال الشخصية ، وقوانين المصالح العامة للشعب .
· فبالنسبة للأحوال الشخصية فقد حسم الإسلام هذه المسألة بالنسبة لغير المسلم حيث أعطاه الحق بأن يتعامل في ذلك مع قوانين دينه ومعتقده .
· وفيما يتعلق بقوانين ومبادئ المصالح العامة في الشريعة الإسلامية ، فالمسلم وغير المسلم أمامها سواء بسواء لا تمييز بينهما .
وعلى أساس مما تقدم من توضيح ، لا أحسب أن هناك مشكلة لغير المسلم في ظل الشريعة الإسلامية .

6. الإسلام والأصولية :
بشأن هذه المسألة المتكررة حول عقدة عدم فهم المصطلحات ركزت في مداخلتي على النقاط التالي :
· الأصولية باختصار : هي التزام كل إنسان بثوابت ومنطلقات ما يعتقده وما يؤمن بصحته ، أي الالتزام بأصل وجذور ومقومات اعتقاده .
· وعلى هذا الأساس فإن لأتباع كل دين أو مذهب أو ثقافة أصوليتهم ، التي ترتكز على ثوابت ومنطلقات وجذور منشأ الاعتقاد لديهم .
· ونحن هنا نجتمع بصفتنا أتباع أديان ومذاهب وثقافات لكل منا خصوصيته وأصوليته العقدية التي تميزه عن الآخر ، ولولا الاختلاف حول جوهر هذه الأصول لكنا ديناً واحداً.
· ونحن أتينا إلى هنا بصفتنا أتباع لمفردات هذا التنوع الديني والمذهبي والثقافي والحضاري ، لنبحث معاً عن مسؤولياتنا المشتركة تجاه تحقيق عالم أفضل لتعايش بشري آمن .
· لذا أحسب أنه لا طائلة من استمرارية الجدل بشأن الأصولية ، فهي بتقديري أمر محسوم لدى أتباع كل دين أو ثقافة ، والأفضل لنا التحول بحوارنا إلى إمكانية التأمل معاً ، حول البحث عن الكليات العليا التي من شأنها أن تجمعنا وتوحد عملنا باتجاه تحقيق مصالحنا وأمننا المشترك .
· وعلى أساس مما تقدم فإنني أعتقد بأننا جميعاً يمكن أن نلتقي على :
1. الإيمان بالإله الواحد الذي نؤمن بأنه خالقنا ورازقنا ومدبر أمرنا وندين له بالعبودية والطاعة .
2. الإيمان بوحدة الأسرة البشرية والعمل على صون سلامة أمنها ومصالحها .
3. الإيمان بأننا مكلفون جميعاً بمهمة ربانية جليلة هي : عمارة الأرض وإقامة العدل بين الناس .
4. الإيمان بالمحافظة على كرامة الإنسان وصون سلامة البيئة .

مسألة اضطراب الاستقرار في أغلب بلدان العالم ، وكيف تحقيق عالم آمن ..؟
حول هذا الموضوع كانت مداخلتي على النحو التالي :
· أود أن أقدم لسؤالي بالعبارة القيمة التي ذكرها الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابه الشهير ( نصر بلا حرب ) حيث يقول : في القرن العشرين خطا تقدمنا التكنولوجي خطوات أكثر من تقدمنا السياسي ، الأمر الذي ينبغي ألا ندعه يتكرر مرة ثانية في القرن الحادي والعشرين ، وذلك من أجل تقليل فرص الحروب لصالح زيادة فرص السلام .
· ومن تراثنا الإسلامي المؤمن الكيّس من عرف زمانه واستقامة طريقته .
· وسؤالي هو : هل نحن وقد أصبحنا في القرن الحادي والعشرين قد أخذنا بنصيحة الرئيس نيكسون ..؟ أم أننا لا نزال مصرين على ترسيخ خلل التوازن بين تقدمنا العلمي والتكنولوجي وتخلفنا القيمي والأخلاقي ، الذي هو مصدر حالة الرعب المدمرة لسلوكيات أجيالنا واستقرار مجتمعاتنا ..؟ أرجو الإجابة .
· فتولى الإجابة المستر هيساشي أوادا / رئيس معهد الشؤون الدولية في اليابان حيث قال : بكل تأكيد لا يزال العالم غافل عن مثل نصيحة الرئيس نيكسون لإعادة التوازن بين حركة العلم والقيم والأخلاق .. ولا شك أن القيم تبقى صمام الأمان لسير حركة العلم والتكنولوجيا وأشكرك على إثارة هذه المسألة الجوهرية شديدة الصلة بموضوع جلستنا .

أما عن مسألة الأولويات الجديدة في السياسة الخارجية الأمريكية بعد 11 سبتمير 2001م .

كانت مداخلتي حول هذا الموضوع ، على النحو التالي :
· أجد من المفيد أن أبدأ مداخلتي بالحكمة الشهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق المستر روزفلت حيث يقول : ( ليس ما نملك هو المهم لكي نكون أمة عظيمة ، ولكن المهم هو الطريقة التي نستخدم بها ما نملك ) .
· ومن تراثنا الثقافي ( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) .
· لقد أصيبت مشاعر الناس بفداحة الجريمة يوم الحادي عشر من سبتمبر ، وطعنت الإنسانية بأساسيات قيمها ، والشعب الأمريكي ألمّ به خطب جلل أوجع قلبه وأدمع عينه وجرح كبرياءه الحضاري ، لقد كانت بكل تأكيد إحدى الكوارث الإنسانية الكبرى .
· نعم من حق أمريكا أن تتأثر وأن تغضب وأن تحدثها نفسها بالثأر ، ممن انتهك سيادتها وهزّ أركان أمنها ودمر رمزية عظمتها ، إلا أن الأمم العظيمة من شأِنها ألا تخرجها الأحداث الجسيمة عن توازنها الثقافي ، وألا تعطل قيمها ومثلها الحضارية ، وألا تدع الحدث مهما كبر وعظم أن يحبسها أو يحجزها عن ممارسة أخلاقيات رسالتها الحضارية في الحياة ، فهي إن وقعت في ذلك فقد أعطت للحدث فرصة تحقيق أهم أهدافه .
· والإسلام يقرر قاعدة عظيمة بهذا الشأن إذ يؤكد على العدل مع وجود العداوة والخصومة ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) .
· قد مرت بالعالم من قبل كوارث عظمى وحروب طاحنة وصور من الإبادة الجماعية المرعبة ،بل مورست بحق الشعوب محارق بشعة لا تزال صخور الوديان والجبال حيث جرت تحمل بصمات بشاعة حقد ودموية سلوكيات من اقترفوها ، ولا يزال العالم يتعرض لمثل هذا العدوان الدموي الوحشي في أكثر من مكان ، وهذا يتطلب من المجتمع الدول أن يتعامل بحكمة وروية مع الأحداث الجارية ، مثلما تعامل من قبل مع أحداث تاريخية كالتي ألمحت إليها ، من أجل ألا تستعر النيران وتعم البلوى في الأرض .
· لذا فإنني لست مع مقولة سياسات جديدة لأمريكا والعالم بعد 11 سبتمبر ، ولكنني مع وجوب رؤية واقعية للعالم ، تقوم على أساس دراسات موضوعية للحدث ولكل الأحداث المؤلمة الجارية في عالم اليوم ، والتي تهدد بإفراز سلوكيات أكثر شذوذاً وانحرافاً وأشد إجراما مما حدث في 11 سبتمبر ، إذا لم نتدارك الأمر كلنا جميعاً وبمسؤوليات جادة على كل مستوى .
وللعلم أنني غادرت أمريكا دون أن أعرف هل تلك السيدة نشرت هذا الكلام كله ، أم اختصرته ، أم أنها تجاهلته كلياً ، لذا أرجو ممن وقع بين يديه شئ منه منشوراً فليتفضل بإرساله إلي مشكوراً .

مسألة ما هو المقدس في عالم اليوم ؟

وفي هذا الشأن طرحت أمام المجموعة التي أشتركت معها بالحوار ما يلي :
· ينبغي أن نفرق بين ما يبدوا أنه مقدس في عالم اليوم وبين ما ينبغي أن يكون مقدس فيه .
· أحسب أن ما هو مقدس في عالم اليوم هو موضع اختلاف كبير وجدل شديد بين الناس ، وذلك بسبب من تشتت المفاهيم الدينية والثقافية والفكرية وحتى الحضارية ، وهذا التشتت بدوره نابع من غياب أو اضطراب المفاهيم حول أصول ومنطلقات المرجعيات الدينية أو الفكرية للتكوين الثقافي للأجيال البشرية .
· لذا ينبغي أن نتأمل معاً ، ونعمل معاً على بلورة فهم واقتناع مشترك ، حول كليات مرجعية للثقافة البشرية ، وفي هذا الصدد أقترح ما يلي ليكون أساس لمرجعية دينية وثقافية لنا جميعاً :
1. الإيمان المطلق بالإله الواحد الأحد ، وأن لكل دين أو مذهب خصوصيته الاعتقادية التي تميزه دينياً عن غيره .
2. الإيمان بوحدة الأسرة البشرية ووحدة مصالحها وأمنها.
3. أننا جميعاً مكلفون من ربنا وخالق ومدبر أمرنا جلّ شأنه بمهمة عمارة الأرض وإقامة العدل بين الناس .
4. التأكيد المحافظة على حياة الإنسان وكرامته ، وصون سلامة البيئة باعتبارها سكن البشرية المشترك .
ولمست ارتياحاً من أعضاء المجموعة نحو ما اقترحت ، وتمت من قبلهم إضافات لا تخرج بجملتها عن السياق العام لما طرحت .

أما عن الحوار مع عدد من الجهات الكنسية والثقافية مثل :
1. المجلس لوطني الأمريكي لكنائس المسيح / نيويورك وهو من أكبر المؤسسات الكنسية في أمريكا وله مكاتب في جميع الولايات الأمريكية ، مثلما أن له مكاتب في معظم بلدان العالم ، وهم معتدلون في مواقفهم الدينية والسياسية ولديهم تحفظ تجاه السياسة الإسرائيلية في فلسطين .
2. الكاتدرائية الوطنية للبعثة المسكونية ( العالمية ) ، وتظم مجموعة من الكنائس المتنوعة ولها نشاط مع اليهود / واشنطن .
3. بيت ( وليم بين ) وهو هيئة كنسية تظم تحالف هيئات دينية متنوعة بما فيهم المسلمين ، ولها برامج تدريبية متنوعة وتركز على عدم استغلال الدين لأغراض غير روحية أو سياسية / واشنطن .
4. تحالف أتباع الأديان وهو منظمة كبرى تظم ممثلين عن مختلف الأديان ، وتعتني بتنمية التعاون بين الأديان من أجل تأمين حياة أفضل / واشنطن
5. مركز دراسات التفاهم الإسلامي - المسيحي / واشنطن .
6. مركز الحوار بين الحضارات / جامعة جورج تاون / واشنطن .
7. الاتحاد اللاهوتي والبيت الدنوميكاني للدراسات / واشنطن ، وهو مؤسسة كنسية تحالفيه بين عدد من الكنائس المعنية بالدراسات الدينية.
8. المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان / واشنطن .
9. المؤسسة الدائمة من أجل الحرية الدينية / واشنطن .

حيث جرى حوار صريح ومطول مع جميع هذه المؤسسات حول العديد من الموضوعات الخاصة والعامة ، الدينية منها والثقافية والحضارية والاجتماعية ، في إطار من الموضوعية والعلمية والجدية ، وذلك كله في جو من روح المودة والاحترام المتبادل ، ولمسنا انطباعاً حسناً ورغبة ملحة في تكرار مثل هذه اللقاءات ، بل أن الأمر انتهى مع هذه الجهات إلى القبول المبدئي بتوقيع اتفاقيات مع المنتدى الإسلامي العالمي للحوار ( باعتباره الهيئة الإسلامية العالمية المعنية بالحوار ) حول استمرارية الحوار وتفعيل العلاقات الثقافية والحضارية بين الناس .

ونذكر فيما يلي نماذج من الموضوعات التي أثيرت أثناء اللقاءات مع الجهات الدينية والثقافية السالفة الذكر :

السؤال الأول :

· أرجو ألا أزعجكم إذا سألتكم : لماذا المملكة العربية السعودية تمنع غير المسلمين من دخول مكة ..؟ ولماذا هي من جهة أخرى تمنع بناء معابد لغير المسلمين على أرض السعودية ..؟


جواب :

1 - قبل كل شئ نود أن نؤكد للزميل المحترم أن مثل هذه الأسئلة لا تزعجنا على الإطلاق .. بل نتلقاها بكل ارتياح وسرور لأمرين : لأنها تشعرنا ( أولاً ) بصراحة السائل ووضوح نهجه معنا ، ورغبته الجادة في التعرف على مفاهيمنا الدينية وموقفنا ورأينا في مسائل غير واضحة لديه ، ولأنها ( ثانياً ) تعطينا الفرصة لتجلية هذا الأمور وإزالة الملابسات التي تحجب حقيقتها الدينية عن غير المسلمين .
2 – أستأذن الزميل السائل بإدخال تعديل على صيغة السؤال ليكون بنظرنا أكثر دقة وموضوعية .. وإلا سأجيب عليه كما ورد ولا حرج .. فابتسم السائل قائلاً : لا مانع من التعديل ما دام لا يلغي الغاية من السؤال.
3 – فقيل له التعديل لن يلغي غاية السؤال بل سيؤصلها من الناحية الدينية .. والتعديل كما يلي :
ما هي المبررات الدينية التي تلزم السعودية باتخاذ قرارها بمنع غير المسلمين من دخول مكة ..؟
ومبرر التعديل أن قرار المنع بشأن هذه المسألة يقوم على مبررات ونصوص دينية ، ليس للمسلمين بعامة ولا للسعودية بخاصة تجاهها خيار إلا الالتزام والتنفيذ ، فالمنع ليس - كما يتصوره البعض - قراراً سياسياً من القيادة السعودية .. فالقيادة السعودية تجاه مثل هذه المسائل الدينية شأنها شأن كل مسلم ، لا تملك إلا الالتزام بالقواعد الدينية من غير زيادة أو نقصان .. وهذا التوضيح هو المبرر لطلب التعديل في السؤال – إن كان مقبولاً – ليكون البحث والحوار مركزاً حول معرفة المبررات الدينية ومقاصدها وغاياتها ، ومن ثمّ فهم موقف المسلمين منها باعتباره موقفاً دينياً بحتاً ، تمليه ضرورات الإيمان والاعتقاد الديني ، شأنهم في ذلك شأن أهل الأديان الأخرى في موقفهم من مسائل الاعتقاد لديهم .. وليس كما يتوهم البعض أنه موقف بشري تعصبي أو موقف سياسي تمليه مفاهيم خاصة .
فابتسم السائل ثانية قائلاً : لقد تفهمت التعديل ومبرراته .. وأنا جاهز للتعرف على المبررات الدينية لقرار منع غير المسلمين من دخول مكة .
فقيل للسائل بعد الشكر على تفهم التعديل ومبرراته :
1 – إن مكة المكرمة مكان عبادة ، لا يقصدها المسلمون من غير أهلها ولا يدخلها من حيث الأصل إلا للعبادة ، وما يترتب للمسلم مع العبادة من مصالح أو منافع ، إنما هي بسبب ما تتطلبه خدمات هذه العبادة وليست مقصودة لذاتها ، فلولا علة العبادة والتعبد بسبب من وجود بيت الله فيها ، ولولا دعوة الله جلّ شأنه للمسلمين بالحج إليها ، واعتبار الحج فريضة وركناً من أركان الإسلام ، لما طمع أحد من المسلمين بسكنى مكة أو زيارتها ، ولما قامت مكة من حيث الأصل ولما كان لها وجود ، لأنها بكل المعايير المدنية والحضارية لا تمتلك مقومات الوجود الحيوي المادي بالأصل ،فهي بوادي جاف تطوقه جبال عالية جرداء قاسية المراس ، فمبرر وجودها كان دينياً ، وتطورها على مر الزمان كان لحاجات دينية ، وزيارتها والتوجه إليها لمقاصد دينية ، والسكن فيها لأسباب مرتبطة بأمور دينية خالصة ، وهذا كله مؤكد بنصوص دينية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهاهي اليوم من أجمل وأجل مدن العالم بسبب من الحرص الشديد والعناية الخاصة من القيادة السعودية ، التي عملت بجد وبذلت الكثير ولا تزال تعمل وتبذل كل ما بوسعها لتكون هذه المدينة الربانية بالوضع الحضاري ، الذي يليق بقدسيتها ومكانتها في قلوب المسلمين قاطبة.
2 – ولعظمة هذا المكان وعظمة قدسيته ولاعتباراته الدينية ، فقد اختصه الله تعالى بآداب وأحكام ومراسيم محددة ، ورسم له حدودا جغرافية دينية تعبديه ، وفق دوائر جغرافية متعددة تحيط بمكة المكرمة ، لكل دائرة منها أحكامها الشرعية والتعبدية بما يتعلق بمكة ، وهذا ما يمكن تسميته ( (Geo-religious1 أي أن لكل دائرة جغرافية أحكامها الدينية ، على كل مسلم أن يلتزم تلك الأحكام والآداب والقواعد ، وأي مخالفة لذلك يترتب على المسلم بموجبها عقوبات محددة ، مع التوبة إلى الله والاستغفار ، أما الدوائر الجغرافية الدينية لمكة هي :
أ – دائرة المسجد الحرام .
ب – دائرة مكة المكرمة .
ج – دائرة الحدود المحلية للحرم المكي .
د – دائرة الحدود الدولية للحرم المكي .
ه – دائرة ما وراء الحدود الدولية للحرم المكي .
هذه الدوائر الخمسة لكل منها أحكامها الدينية والتعبدية ، التي ينبغي على المسلم التزامها واحترامها وعدم مخالفتها ، وعلى سبيل المثال : إذا رغب مسلم بزيارة مكة فعليه أن يعرف حدود المنطقة التي سينطلق منها لأداء هذه الزيارة ، ومن ثمّ معرفة الأحكام الدينية والشروط المطلوب توفرها لتكون زيارته صحيحة ، فلو كان مثلاً يعيش في دائرة ما وراء الحدود الدولية لمكة ، ورغب في زيارة مكة فعليه إذا وصل الحدود الدولية أن يقوم بالأعمال التالية :
1. يخلع ملابسه العادية .
2. يغتسل ويزيل الشعر من مواضع محددة من بدنه .
3. يلبس لباس الإحرام المعروف .
4. يصلي ركعتين .
5. يعلن قصده من الزيارة أهي للعمرة أم الحج ؟
6. يبدأ- وبصوت مسموع لمن حوله - بترداد النص الشرعي للتلبية وهو ( لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك ) .
وفي حالة المخالفة لهذه الشروط أو لأحدها ، يترتب على المسلم عقوبة بقدر نوع المخالفة ، مع التوبة والاستغفار .
وهذا يعني و بكل وضوح أن مكة المكرمة ليست مدينة مفتوحة على الإطلاق وبدون شروط للمسلم نفسه ، فمن باب أولى ألا تكون مفتوحة على الإطلاق لغير المسلم ، فمن أراد دخولها فلا بد أن يلتزم شروط وأحكام وآداب الدخول إليها ، فقال السائل : لو قمت أنا شخصياً بامتثال وتنفيذ هذه الشروط الستة .. هل بإمكاني دخول مكة ؟ قيل له نعم ولن يستطيع أحد أن يمنعك من دخولها إذا قمت بأداء هذه الشروط الستة ، ونحن لسنا مكلفين أن نتقصى حقيقة ما في قلبك ، فيما إذا عملت بهذه الشروط عن إيمان بها أو بدوافع أخرى ، وذلك لسبب بسيط هو أن المسلمين مأمورون بالتعامل في قضية الإيمان مع ما يعلنه الإنسان بلسانه ويؤديه من أعمال ، أما حقيقة سريرته وما يحيك في صدره فهذا أمر يترك إلى الله تعالى ، فهو سبحانه الذي يحكم على السرائر .
فقال السائل لقد بدأت أتفهم حقيقة موقفكم من منع غير المسلم من دخول مكة .. بل إنه موقف مبرر ومقنع .. ولكن ماذا عن مسألة عدم السماح ببناء معابد لغير المسلمين على أرض السعودية ..؟
فقيل للسائل : نحسب أن أمر هذه المسألة بسيط ، فلسنا وحدنا الذين نحدد جغرافية خاصة لمنطلق عقيدتهم ، فأغلب الأديان تخص عقيدتها بحصانة جغرافية لا يشاركها بها أحد من الأديان الأخرى ، فمثلاً أتباع العقيدة الكاثوليكية اتخذوا من دولة الفاتيكان حصانة جغرافية لعقيدتهم ، فلا يسمح أن يقام داخل الفاتيكان معبد لأي عقيدة أخرى ،حتى لأتباع الكنائس المسيحية الأخرى ، ونبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قد جعل الجزيرة العربية كلها حصانة جغرافية لعقيدة الإسلام ، معلناً ألا يجتمع مع الإسلام دين آخر في جزيرة العرب ، أما خارج الجزيرة العربية فهاهي معابد غير المسلمين تجاور وتطاول مساجد المسلمين في جميع بلدان المسلمين ، بل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل مدينة القدس طلب إليه كبير أساقفتها ( صفرينيوس ) أن يصلي في كنيسة القيامة ، فرفض عمر قائلاً : أخشى أن يتخذها المسلمون مسجداً من بعدي ، مما يؤكد حرص المسلمين على عدم انتهاك حرمة معابد غير المسلمين ويؤكد المحافظة عليها ، بل أن الطوائف المسيحية اصطلحت فيما بينها على أن يكون مفتاح كنيسة القيامة بيد أحد المسلمين ، بعد أن اختلفوا على شرف حوزة مفتاحها ، ولا يزال حتى يومنا هذا مفتاح كنيسة القيامة بيد أبناء إحدى العائلات المسلمة في القدس .

ومن جهة أخرى فشعب المملكة العربية السعودية كله مسلم ، والإسلام شرط أساس لجنسية المواطن السعودي ،وبهذا لا يوجد شخص واحد في السعودية يدين بغير الإسلام .
أما الفئات غير المسلمة الوافدة إلى المملكة ، فهي قادمة بعقود عمل ولأزمنة محددة ، وليس أحد منهم لديه إقامة دائمة ، وهم بتناقص مستمر بسبب من تزايد وفرة الكفاءات السعودية البديلة ، بالإضافة إلى أن عقود العمل الموقعة من قبل الوافدين تشترط احترام قوانين وتقاليد السعودية، ومن قواعدها وتقاليدها الدينية ألا تبنى معابد لغير المسلمين على أرضها ، وهذا يعني أن المتعاقد غير المسلم حسب العقد هو في خيار أن يقبل أو يرفض ، أما وقد وقّع عقده فعليه أن يلتزم بما وقع عليه.

وخلاصة القول : أن قرار عدم السماح لبناء معابد لغير المسلمين على أرض المملكة العربية السعودية ( جزيرة العرب ) ، يقوم على المبررات التالية :
1. المبرر الديني المبني على نص شرعي لا يملك أحد مخالفته.
2. مبرر اجتماعي لعدم وجود مواطن واحد يدين بغير الإسلام .
3. مبرر قانوني لوجود عقود عمل مشروطة بهذا الشأن .

السؤال الثاني :

· ما هي حالة غير المسلمين مع تطبيق الشريعة الإسلامية في الدول المسلمة الأخرى أي غير السعودية التي فهمنا خصوصيتها ، حسب فهمكم للشريعة الإسلامية ..؟



جواب :

الإسلام باختصار شديد يتكون من قسمين رئيسين :
1. عقيدة وما يتعلق بها من عبادات .
2. شريعة وما يتعلق بها من أحكام .

فالعقيدة والتي تمثل الخصوصية الدينية للمسلم التي تميزه عن غير المسلم ، فقد حسم الإسلام أمرها بين المسلمين وغيرهم فقال : ( لكم دينكم ولي دين) أي أن لكل مواطن في الدولة المسلمة عقيدته ، وله حريته بأن يمارس عباداته وفقها وبمقتضى تعاليمها .

أما الشريعة فتتكون من قسمين :

1. أحكام تتعلق بالأحوال الشخصية.
2. أحكام تتعلق بالمصالح العامة .

فبالنسبة للأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية فقد حسم الإسلام أمرها بما يخص غير المسلمين ، فأعطاهم حق التحاكم إلى شرائعهم وأعرافهم .

أما الأحكام التي تتعلق بتسيير مصالح الناس العامة ، فالمواطنون أمامها سواء لا فرق بين مسلم وغير مسلم ، وعلى الجميع أن يعملوا معاً ، وأن يفكروا معاً في اتخاذ ما يرونه مناسباً للمصلحة العامة .

وبناءً على ما تقدم من توضيح ، لا أرى هناك مشكلة لغير المسلم في الدولة المسلمة ، بل أحسب أن الدولة المسلمة قد منحت غير المسلمين من الحقوق ما لم يمنحهم إياها نظام آخر .

السؤال الثالث :

· لماذا السعودية لا تلتزم الديموقراطية في نظامها السياسي ..؟ وهل هذا يعني أن الإسلام يتعارض مع الديموقراطية ..؟


جواب :

بداية كنا نود أن نسأل : هل أنتم راضون عن نظامكم السياسي ..؟ فإن كان الجواب ( لا ) .. عندها يكون السؤال مبرراً .. لماذا لا تتخذوا الديموقراطية بديلاً لهذا النظام غير المرغوب به ..؟ وإن كان الجواب ( نعم ) .. عندها يكون السؤال الموضوعي : ما هي مبررات رضاكم عن هذا النظام ..؟

أما جوابنا بما يخص رضانا عن نظامنا الذي نحكم به ، فنقول وبكل ثقة واطمئنان : نعم نحن راضون كل الرضا عن نظامنا الذي يحكم بلادنا وشعبنا .. وبما يتعلق بمبررات هذا الرضا فنذكر منها بإيجاز :
1. لأنه نظام قائم على تطبيق أحكام ديننا وشريعة ربنا .
2. لأنه يحقق لنا العدل والأمن والأمان .
3. وننعم معه بالاستقرار والتنمية المطردة .
4. ولأنه يتيح لنا كل الأسباب الممكنة للتقدم والارتقاء .
5. وييسر لنا كل عوامل التواصل الثقافي والحضاري مع باقي الأمم .
6. ولأنه يؤصل لنا مقومات تمايزنا الثقافي وتعايشنا الحضاري الكريم مع غيرنا من الأمم .

ولكن ومع رضانا المبرر عن نظامنا .. فإن لدينا الجرأة الكافية التي نعترف بها أننا غير راضون ، عن بعض جوانب أدائنا التطبيقي لقيم ومبادئ وتوجيهات هذا النظام الرباني العظيم .. وهذه مسألة تتعلق ببعض جوانب النقص في الإعداد المناسب للكفاءات والمهارات ، لتكون على مستوى قيم النظام ورسالته الحضارية الغنية بالمبادئ والحوافز والضوابط التطبيقية في شتى مجالات الحياة ، وقيادتنا السياسية مهتمة بهذه المسالة اهتمام جذري , وهي ماضية بكل جدية في علاج هذه القضية ، ونحسب أننا في تقدم إيجابي باتجاه توفير الكفاءات والمهارات وتأصيل المفاهيم العملية اللازمة لتحسين مستوى الأداء والتطبيق لنظامنا الذي ارتضيناه وآمنا به ، وفي هذا المجال نسعى للاستفادة من تجارب الآخرين ، والتعاون معهم في كل ما يعيننا على تحسين أدائنا ، والارتقاء بمستويات تطبيقنا لقيمنا ومبادئنا ، وتفعيل مقومات هويتنا الثقافية والحضارية .

أما كون الإسلام هو الذي يصرفنا عن الأخذ بالديموقراطية لكونها تتعارض معه .. فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر من قبل من لديهم مثل هذا الفهم أو مثل هذا التصور .
فالإسلام يقيم موقفه من أي مبدأ على معايير ثوابته ومنطلقاته مثل : العدل ، حرمة حياة الإنسان وكرامته ، حرية الإنسان وأمنه ، مصالح الناس وسلامة البيئة ..إلخ ، فالإسلام يقترب من أي نظام أو يبتعد بمقدار قرب أو بعد هذا النظام أو ذاك من هذه القيم وترجمتها في حياة الناس إلى واقع معاش ، فهناك كثير من الدول التي تأخذ بالنظام الديمقراطي وتمارس وسائله ، ولكنها في واقع الحال نعاني من أوضاع اجتماعية وسياسية وأمنية تتناقض كل التناقض مع ما تعلنه الديموقراطية من أهداف وغايات ، أو أنها لا تزال دون المستوى الأمثل للديموقراطية .. وهناك بالمقابل دول تعلن أنها تأخذ بنظام الإسلام ، ولكن في واقع الحال ليست أحسن حال من غيرها ، أو أنها لا تزال في واقع حالها دون المستوى الأمثل للإسلام وقيمه السامية .. وهذا يعني بكل تأكيد أن الخيرية لا تزال نسبية في كلا الاتجاهين .. ومن هنا ينبغي أن ننقل الحوار بيننا من دائرة أشكال النظم والوسائل ، إلى دائرة المعايير والغايات والأهداف ، ومن ثمّ الوقائع الميدانية التي تصدقها وتؤكدها ، لنكون أكثر موضوعية وعلمية وأكثر واقعية ، ولننهي حالة الانحباس في دوامة المقارنة بين الوسائل وأشكال النظم ، لأنها تبقى من المتغيرات التي تقررها وتطورها مستلزمات الغايات والأهداف لا العكس ، ويوم ينتظم الحوار حول الغايات والأهداف ، نكون قد وضعنا أنفسنا على المسار الموضوعي الصحيح والعملي ، الذي سينتهي بنا إلى ميادين الفهم والعمل المشترك ، وينأى بنا عن مواضع الخلاف و الاستعصاء الجدلي حول أشكال النظم ووسائلها ، على حساب الارتقاء بالغايات والأهداف .

وتأسيساً على ما تقدم .. فإن نظام الإسلام ركز على الأهداف والغايات ، واعتنى بالمنطلقات والقيم والمبادئ العليا ، باعتبارها الأساس لمنهجية تحقيق الغايات والأهداف ، تاركاً للناس حرية الخيار والاجتهاد بشأن الحاجات والمحسنات والمكملات ، وكذلك حرية الخيار في تحديد نوع الوسائل وأشكال النظم وآلياتها ، وفق مقتضيات الحال عبر الزمان والمكان ، والتاريخ الإسلامي يؤكد ذلك ويصدقه ، فليس هناك نمط ثابت للحكم ، أو نمط ثابت لوسائل وآليات الحكم ، فقد استخدمت أنماط للحكم مثلما استخدمت أنماط للوسائل والآليات ، ولم يعيق هذا التنوع بأنماط الحكم والوسائل المسلمين ، من أن يشيدوا أعظم حضارة في التاريخ البشري ، وأن يقدموا صفحات مشرقة من الإبداع الإداري والعلمي والتكنولوجي ، ونماذج رائعة في العدل الإقليمي والدولي ، وصور ناصعة لمراتب كرامة الإنسان وأمنه وكفايته ، ومواثيق عادلة للتعايش الإقليمي والدولي على أساس من التنوع الديني والثقافي ، وبعد وفي ضوء كل ما تقدم تنتفي مقولة ، أن الإسلام يرفض التعامل مع الديموقراطية ، أو غيرها من النظم بحجة التناقض معها ، حيث أن الإسلام لم ينشغل بأنماط الحكم ووسائله ، بل ركز على الغايات والأهداف ، واعتنى بالقيم والمبادئ المحققة للأهداف والوسائل . . فقال السائل : لاشك أن هذا التوضيح مفيد وموضوعي ويشد السامع إلى تأمله بجدية واحترام .. ولكن هذا التوضيح يطرح من جهة أخرى سؤالاً نجده يأتي في الوقت والموقع المناسب وهو : أين نقاط الالتقاء والافتراق بين الديموقراطية والنظام القائم في السعودية ..؟
نعم أوافقك تماماً على موضوعية هذا السؤال ، وأنه يأتي في موضعه المناسب مع سياق ما تقدم .. وتستحق بذلك الشكر والتقدير لأمرين اثنين أولهما : ما يؤكده سؤالكم عن عمق استيعابكم وتفهمكم للعلاقة بين الغايات والمبادئ من جهة ، والوسائل وأشكال النظم السياسية من جهة أخرى في منهج الإسلام .. وثانيهما : رغبتكم في التعرف على ساحات الالتقاء بين الديموقراطية والإسلام ، وهذا بحد ذاته توجه إيجابي وموضوعي ، للبحث والتنقيب عن قيم ومفاهيم اللقاء بين الثقافات والحضارات ، ونبذ ورفض ثقافة الصراع واستبعاد منهجية حشد أسباب وعوامل أحقادها وتأجيج نيرانها .. أما جوابنا عن سؤالكم : قد تفاجأ إذا قلت لكم : أن الديموقراطية تلتقي مع الإسلام في جانب أساس من جوانب عقده الاجتماعي الذي تأخذ به السعودية .. والعقد الاجتماعي في الإسلام يقوم على عقدين اثنين :

1. عقد الإيمان.
2. عقد الأداء .

وعقد الإيمان : هو عقد بين الشعب ( ولاة أمر ، ورعية ) وبين الله تعالى على تطبيق شريعة الله وتحقيق مصالح الناس وإقامة العدل بينهم . . وهذا يعني وباختصار : أن الله تعالى هو وحده مصدر ثوابت ومنطلقات التشريع في الأمة ، وأن الشعب عليه واجب الاستنباط والاجتهاد والتطوير في كل ما يحقق مصالح الجميع وإقامة العدل ، في إطار التزام وتطبيق ثوابت ومنطلقات التشريع .

أما عقد الأداء : فهو عقد بين ولي الأمر وبين الرعية للعمل معاً، على إنفاذ عقد الإيمان ، والتزام قيمه ومبادئه ، وتحقيق غاياته وأهدافه ، كل حسب مسؤولياته وصلاحياته ، وعلى أساس من السمع والطاعة لولي الأمر والنصح له بالمعروف . . وهذا يعني وباختصار أيضاً : أن الشعب حسب عقد الأداء ( البيعة ) يفوض الحاكم أو ولي الأمر وفق آلية يرتضونها ، ليقوم بأمانة تطبيق عقد الإيمان وغاياته ، وإقامة العدل وكل ما يحقق مصالح الناس وأمنهم ، مع التعاون معه وبذل النصح له .

والديموقراطية : كما هو معلوم تقوم على عقد اجتماعي ( عقد أداء ) بين الحاكم أو ولي الأمر وبين الشعب ، يقوم الحاكم بموجبه بإنفاذ إرادة الشعب ورغباته في تسيير مصالح المواطنين وأمن البلاد وتنميتها .. وهذا يعني وباختصار : أن الشعب هو مصدر التشريع ، وأن الحاكم مفوض وفق عقد الأداء بإنفاذ إرادة الشعب وتشريعاته التي قررها لتحقيق مصالح الناس والبلاد ،والحاكم بذلك مسؤول أمام الشعب وفق آليات وقواعد يرتضيها الشعب . . أي أن الشعب جمع لنفسه المصدرية المطلقة للتشريع ، والسلطة المطلقة للرقابة والمحاسبة ..

والمتأمل في العقدين .. العقد الاجتماعي ( عقدي الإيمان والأداء ) في الإسلام .. والعقد الاجتماعي ( عقد الأداء ) في الديموقراطية .. يجد أن هناك فوارق جوهرية بينهما:
1- الديموقراطية بجملتها تجربة بشرية خاضعة للخطأ والصواب وعرضة للفشل الكامل والنجاح ، أما الإسلام فهو منهج رباني محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والأداء البشري في إطاره مرشد بقيم الإسلام وضوابطه ومعاييره ، مما يجعل الأخطاء فرعية وجزئية لا جذرية وشمولية .
2- الديموقراطية ركزت جلّ اهتمامها على الوسائل والآليات والمصالح المادية ، وأهملت إلى حد كبير القيم والروحانيات والسلوكيات ، أما الإسلام فقد أكد على التوازنية الدقيقة والوثيقة ، بين الوسائل والماديات والمهارات ، وبين القيم والروحانيات والسلوكيات .
3- الديموقراطية تؤسس العلاقة بين الحاكم والشعب على أساس معيار تحقيق المصالح وفق ( عقد الأداء ) ، أما الإسلام فإنه يؤسس العلاقة بين الحاكم والشعب على إخلاص العبودية لله ، على أساس من معايير العدل ، وتحقيق مصالح الناس ، وفق التكامل بين ( عقدي الإيمان والأداء ) .
4- الديموقراطية تعتمد الأكثرية معياراً مطلقاً لتقرير الخطأ والصواب ، بينما الإسلام يقرر الثوابت الربانية معياراً مطلقاً لتقرير الخطأ والصواب في أفعال الناس .
5- الديموقراطية تقرر أن ممارسة السلطة من الحقوق والمكتسبات ، بينما الإسلام يعتبرها من التكاليف والتضحيات .
6- الديموقراطية أوحت بمنهجية التضاد والمعارضة بين فئات الشعب في ميادين تسيير مصالحهم ، بينما يقرر الإسلام مبدأ التناصح والتعاون في ميادين الحياة .
7- الديموقراطية اعتبرت المسائل الأخلاقية شأن شخصي تدخل بالحريات المطلقة للأفراد ، أما الإسلام فيقرر منظومة أخلاقية متكاملة وملزمة للجميع ، وأن الحريات الفردية محكومة ومنضبطة بالمعايير العليا لقيم الإسلام وتقاليد المجتمع بعامة .
8- الديموقراطية شطبت الأسرة من مؤسسات المجتمع المدني ، واعتبرتها شأناً فردياً ، أما الإسلام فيؤكد أن الأسرة مؤسسة مركزية في بناء مؤسسات المجتمع المدني .
9- الديموقراطية تقرر أن الرجل والمرأة متساويان على الإطلاق في الحقوق والواجبات ، أما الإسلام فإنه يقرر التكامل المنصف بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات .



السؤال الرابع :
كيف يمكن التوفيق بين قولكم بسماحة الإسلام وأنه دين الرحمة وبين ما يقوله القرآن لكم : يا أيها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة .. وكما يقول أيضاً : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .

جواب :

بداية نؤكد لكم أننا نؤمن تمام الإيمان بهذه الآيات ونعمل بها ونلتزم بما جاء فيها وفي غيرها من الآيات التي تشترك معها بهذا الموضوع من توجيهات وهي كثيرة , ولكن مع التوضيح التالي :
1. إن النص من القرآن الكريم حتى يفهم الفهم الصحيح ينبغي أن يوضع في سياق النصوص التي تسترك معه في نفس المجال والاختصاص .
2. وأن الآيات ذات الموضوع الواحد ينبغي أن تفهم في سياق التوجه العام لمجمل آيات القرآن الكريم ورسالته العامة .
3. وأن توضع كذلك في سياق النصوص النبوية المعنية بنفس الموضوع , وكذلك في سياق التوجيه العام للسنة المطهرة .
فإذا مر النص في هذه الدوائر الثلاثة مع توفر باقي أدوات النظر الشرعي في النصوص مثل إجادة اللغة العربية والإحاطة بعلوم القرآن والسنة والإلمام بوسائل وأدوات الفهم الصحيح للنصوص , عندها يمكن فهم النص والتعرف على دلالاته الصحيحة .
أما بشأن هذه النصوص التي ذكرتها , فهي تلحق بغيرها من النصوص التي تتكون منها تعاليم وقيم وأوامر وآداب اللوائح العسكرية المتعلقة بساحات القتال وفق النظام العام للإسلام.
وهنا أتسائل هل هناك في العالم لائحة عسكرية واحدة تقول للجند في ساحات القتال أن يرموا أعداءهم بالرياحين والزهور ؟ أم أنها تأمرهم بسحق أعدائهم براجمات الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل ؟ أما في خارج ساحات القتال فاسمع ماذا يقول القرآن بشأن العلاقة مع غير المقاتلين من الناس : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبّروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.
بل إن الإسلام ليأمر الجند في ساحات القتال , ألا يقتلوا شيخاً أو امرأة أو طفلا ً أو عابداً في صومعته , و ألا يقلعوا شجراً مثمراً إلا لضرورة , وألا يغوروا ماء ولا يتابعوا فاراً من معركة , وألا يجهزوا على جريح , و أ لا يمثلوا بأجساد موتى أعدائهم , بل عليهم دفنهم لأن النفس البشرية مكرمة بالإسلام أياً كان انتماؤها , فصمت السائل ولم يعقب .
 
قديم 09/08/2005   #2
شب و شيخ الشباب Atramez_Zeton
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Atramez_Zeton
Atramez_Zeton is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
Homs
مشاركات:
2,916

إرسال خطاب MSN إلى Atramez_Zeton إرسال خطاب Yahoo إلى Atramez_Zeton
افتراضي


اقتباس:
لماذا تحذفون ما اعلق بهي على افتراءاتكم .. تخافون من ردودي
المشرف حطلك سبب التعديل و كان واضح انو طويل كتير و خرج عن الموضوع بعدة جوانب

الاطرميز واحد ...بس الزيتون كتير و متنوع
 
قديم 09/08/2005   #3
شب و شيخ الشباب نيقولا
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ نيقولا
نيقولا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
735

إرسال خطاب ICQ إلى نيقولا
افتراضي


تعديل اداري
1-تمت الاساءة الشخصية و توجيه التجريح للشخص الذي تتحاور معه
2- الخروج عن الموضوع

www.serafemsarof.org
تعليم الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة المقدسة الرسولية
 
قديم 09/08/2005   #4
شب و شيخ الشباب نيقولا
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ نيقولا
نيقولا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
735

إرسال خطاب ICQ إلى نيقولا
افتراضي


تعديل اداري
الخروج عن الموضوع
 
قديم 10/08/2005   #5
شب و شيخ الشباب ابن الشام
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ ابن الشام
ابن الشام is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
mazah
مشاركات:
62

إرسال خطاب AIM إلى ابن الشام إرسال خطاب MSN إلى ابن الشام إرسال خطاب Yahoo إلى ابن الشام
افتراضي أقترح


أقترح أن الشاب المدعو نيقولا أنت يرسل إلى مكان يتعلم فيه الأخلاق لأن ملافظه تدل عن عدم وعي ديني لا بالمسيحية ولا بأي شيء أخر ياجماعة
 
قديم 10/08/2005   #6
شب و شيخ الشباب عدنان
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ عدنان
عدنان is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
35

إرسال خطاب ICQ إلى عدنان إرسال خطاب AIM إلى عدنان إرسال خطاب MSN إلى عدنان إرسال خطاب Yahoo إلى عدنان
افتراضي


شو يابابا شو مشان الله يكرمك و لا انت هيك بتحس ايه يلا ولي ولي اغغغغغغغغغغغغغغ

لدينو
 
قديم 10/08/2005   #7
شب و شيخ الشباب عدنان
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ عدنان
عدنان is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
35

إرسال خطاب ICQ إلى عدنان إرسال خطاب AIM إلى عدنان إرسال خطاب MSN إلى عدنان إرسال خطاب Yahoo إلى عدنان
افتراضي


تعديل اداري
رد خارج عن الموضوع
 
قديم 10/08/2005   #8
شب و شيخ الشباب magoody1981
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ magoody1981
magoody1981 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
ببلاد حسب الله السادس عشر
مشاركات:
652

افتراضي


تعديل ادراي
تمت الاساءة الشخصية و توجيه التجريح للشخص الذي تتحاور معه

دع الأيام تفعل ماتشاء.....وطب نفساً إذا حكم القضاء
 
قديم 10/08/2005   #9
شب و شيخ الشباب magoody1981
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ magoody1981
magoody1981 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
ببلاد حسب الله السادس عشر
مشاركات:
652

افتراضي


تعديل ادراي
تمت الاساءة الشخصية و توجيه التجريح للشخص الذي تتحاور معه
 
قديم 10/08/2005   #10
شب و شيخ الشباب Finding Light
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Finding Light
Finding Light is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
مشاركات:
79

افتراضي


اقتباس:
تعديل ادري
رد خارج عن الموضوع
اقتباس:
تعديل ادراي
رد خارج عن الموضوع
نيقولا بإمكانك تحترم نفسك ووتكلم بأدب يا أكابر ..

على كل .. كل واحد يتكلم بالمستوى الذي تربى به ..

وهاقد ظهرت على حقيقتك ..

أرجو من الإدارة التصرف بحق هذا الشخص ..

وسوف تظهر هنا عدالة الإشراف إن كان لها وجود ..
 
قديم 10/08/2005   #11
Anonymous
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Anonymous
Anonymous is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
1,826

افتراضي


تعديل اداري
تم الاساءة الشخصية و توجيه التجريح للشخص الذي تتحاور معه
 
قديم 10/08/2005   #12
شب و شيخ الشباب Atramez_Zeton
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Atramez_Zeton
Atramez_Zeton is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
Homs
مشاركات:
2,916

إرسال خطاب MSN إلى Atramez_Zeton إرسال خطاب Yahoo إلى Atramez_Zeton
افتراضي


مغلق
السبب مبين
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:54 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.14177 seconds with 14 queries