أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > درجة تانية > ملطوشات

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16/05/2008   #19
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


الغناء بــ اللى بلى بالك
الجمعة, 18 نوفمبر, 2005



فى السبعينات قرأت وسمعت لأول مرة عن الغزو الثقافى......

وقتها ساد المجتمع نوع من التغيير ؛ راه البعض غزوا ثقافيا يستهدف شبابنا

ووطننا....وبدات المقاومة ، لكنها لم تكن مقاومة كافية لهذا الغزو فوصلنا الان الى ما يمكن ان نسميه احلالا ثقافيا لأن ما يحدث الان هو بالفعل ثقافة تحاول ازاحة ثقافة .... رأس الحربه فى عملية الاحلال هذه هى الفن ... لأنه

عن طريق الفن تسطيع ان تضرب فى العصب الحساس لأية أمه او شعب،

وهو الوجدان الذى ما ان يصله المرض فيصاب الجسم كله بالشلل والهزال،

وتضعف القوى وتصبح المقاومة هزيلة بأ ختصار نصبح كا لسكارى المخدرين ، فيسهل الأ نقضاض علينا ونوافق بملء ارادتنا على أن نصبح تابعين فرحين بهذة التبعية ومهللين لها...

جاءت الهجمة فوجدت ارضا خصبة وبيئة مناسبة للنمو والتسيد.

وحدت شبابنا وقد تركناه وحيدا فى البرية بلا غطاء .... تركناه نهبا للبطالة واليأس والأحباط ... تركناه للكبت والخوف من المستقبل فى مواجهة الجوع..

بالمعنى الكلى للكلمة ، وهو جوع ثقافى واجتماعى وجنسى ... صادرنا حتى حق الحلم فلم يعد للشباب الا حلم واحد هو أن يرحل ويخرج باحثا عن

ارض تحتضنه ..ارض لا تؤمن بقانون انت مين ؟ وابن مين؟ حتى تحصل على وظيفة ثابته تؤمن لك المستقبل !!!! والغريب اننا دائما ما نقول للشباب قاوم

.. حافظ على شخصيتك .. انت ابن حضارة السبعة الاف عام......

ونسينا اننا تركناه صيدا سهلا لشركات حضرت بنموزج من الغناء بــ المؤخرة والمقدمة وبكل اعضاء الجسم الا الحنجرة ، فقد توارى الصوت خلف الصورة الجنسية الفجة التى تقدمها هذه الكليبات لمخاطبة غرائز الشباب بتقديمها

حلما مزيفا وهميا وكاذبا ... فــ دائما الكليب مملوء بالحدائق الغناء والأفق الفسيح والصبايا الحسان والسيارات الفارهة .... ولم لا وشبابنا فقد الحلم...

فأصبح عليه ان يعيش هذا الحلم الوهمى على شكل صور متتابعة متتالية..

هى اذن مخدرات على هيئة فن، وتأملوا معى هذه الوجوه المخنثة لأشباه الرجال التى تملأ الكليبات تأملوا الصبايا وقد تسابقن فى العرى والصياح

بـــ المؤخرة والمقدة ....تأملوا هذه الأجساد وهى تتلوى كالثعابين فى حركات مكررة وزوايا تصوير جنسية لا تخاطب الا الغرائز ....

وبعد هذا نقول للشباب قاوموا !!!! والأكثر اننا نطالب بفن جيد يحترم العقل

والوجدان ويحافظ على الهوية ..

أعتقد ان علينا الان التفكير بشكل علمى وسريع لمواجهة مشاكلنا الأجتماعيه والأقتصاديه وحتى يصبح الوطن وطنا، ووقتها سيظهر الفن الحقيقى وهو بالتأكيد ليس الغناء بـــــ المؤخرة ....!!!!!

(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النور:19]
  رد مع اقتباس
قديم 17/05/2008   #20
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 




* هل ترغب في النوم يا صغيري؟
- لا أريد أن أنام يا جدتي..
* الوقت متأخر يا صغيري.. هيا “نام نام وأذبح لك جوزين حمام”..
هل تحاول الجده بهذه العبارة أن تكرس الكرم الحاتمي في روح صغيرها، أم أنها تدربه عن العنف والذبح، لا أعلم ما هو الأصل التاريخي لهذه العبارة ولكن لماذا الذبح ولماذا الحمام، هل هو بالمعنى المصري له!..

أم أن الجده تعلم أنه سيأتي يوم تذبح فيه حمامة السلام!.. حمامة الصدق!.. حمامة الأخوة والإخاء!.. حمامة الترابط؟..
لم تذبح الحمامة يا جدتي بل نحرت على قارعة الطريق!.. وأصبح الكل يبصق على جثتها ويضحك فخور بأنه ينتهك حرة الميت قبل الحي!..
ما أعرفه أن هذه العبارة سمعتها في صغري ورددتها على مسامع أطفالي وهم صغار، وأشاهدها في التلفاز أيضاً، فهل نحن عنيفين بطبعنا؟، سؤال أتمنى أن أجد الإجابة عليه..
ضغوط الحياة الصعبة هذه الأيام!، وزيادة تكاليف المعيشة بشكل لا يطاق!، جعلت من البشر أناس عصبيون بشكل جنوني، فقط شاهدهم عند المحاسب في المحل التجاري، أو عن الإشارة بمجرد أن تخرج منك إشارة ربما عفوية، أو أن تضغط على بوق السيارة حتى يفور من حولك وكأنك قد صفعته على وجهه، لم يعد أحد يستطيع تمالك أعصابه!..
لم يعد أحداً يحترم أحد.. هل يتعمدون مضايقتك؟.. أم أنهم يمشون على غير هدى، لا يعرفون إلى أين المقر؟، لمن الشكوى؟، ماذا نقول؟، فقط أوامر من هنا وهناك.. ولا أحد يقدر أنك بشر..
مديرك في العمل.. يريدك آله لا تبالي بضغوط الحياة..
أطفالك.. لا يعرفون معنى أنك مرهق، هم لم يروك من الصباح.. يريدون اللعب معك.. الإرتماء في أحضانك..
وأنت هل تتذكر تيك الأيام التي أتعبت فيها الجده..
كيف تتأقلم مع من حولك؟، وأنت ترى من يحاول أن يرتقي للعلا على كتفك، تجده في كل مكان.. من الأخوة، من القبيلة، أو صديق عزيز..
ويبقى هؤلاء يطلقون الإشاعات ويصدقونها قبل أن يسمعها غيرهم، يكذبون.. يغتابون.. يتمادون.. ويعتقدون أنهم وصلوا للقلوب.. فلا يصدق اليوم إلا الكذاب الأشر..
وهم بذلك يحاولون دق المسمار الأخير في نعش ما بقي من ترابط.. ما بقي من صلة رحم.. من أجل مكاسب بسيطة لا تتعدى لقب أو نفوذ أو سلطة..
لم يحترموا هذا الأخ أو ابن العم أو حتى أخت..
وأنت تقف بعيداً لا تعرف من أين تأتيك الطعنة الأخيرة.. لا تعرف من يحاول النيل منك، ربما غريب.. وأحياناً كثيرة قريب.. من الممكن أن يكون صديق.. ولم تتخيل أنه شقيق..
لا أريد أن أسقط في وحل الكلمات، وتتقاذف مني العبارات.. هنا وهناك على وقع الآهات.. فقط أريد العيش بأمان.. بعيداً عن المنغصات..
آه جدتي ليتك علمتني العنف بدلاً من الرحمة..
جدتي كم اشتقت إلى صوتك.. لأني أشعر معه بالأمان.. أشعر بأنه لا يكذب.. يصدقني.. يطربني.. ولا يخدعني..
جدتي وهي تغني صوتها أرق من الأصوات التي بلينا بسماعها ليل نهار، ربما لأنه بدون مضخمات وبدون محسنات، صوت طبيعي ينبع من القلب، لا تريد مني أن أشتري شريطاً جديداً لها، هي تغني لأني جزء منها، بينما يغني آخرون لكي يسلبوا ما في جيبك..
الحياة صارت أقسى ولكن تبقى أغنية جدتي “نام نام وأذبح لك جوزين حمام” وإن نحرت حمامة السلام.. أفضل عندي من ما يحب أطفال هذا الزمان ترديده على لسان نانسي عجرم “كدي كدا ديد” عفواً “شخبط شخبيط”.
  رد مع اقتباس
قديم 17/05/2008   #21
شب و شيخ الشباب karim94
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ karim94
karim94 is offline
 
نورنا ب:
May 2007
مشاركات:
592

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : مالك الحلبي عرض المشاركة
جميلة كلمة الشرقيين
والمستشرقين
وننتظر بفارغ الصبر من المخرج أفراغ قطر بوله بأحدث القطرات من كلمات رنانة ومصطلحات جديدة لنحافظ على خاصيتنا ألا وهي الببغاء
إننا نتلقى ضخ هائل من التسويق المعرفي المستحدث مع تغيير الهيكل وإلباسه ذي الحضارة الحديثة وبتلقينا هذا الضخ أصبحت ردود فعلنا كردود فعل أكل القرنبيط والاستلقاء وإطلاق العنان لإخراج ما فتئ من القرنبيط من غازات متنوعة !!!!
هل أستطيع أن أقرأ معلقة واضعا سماع المسجل وأسمع أغنية تحمل كلمة بوس الواوا جالسا في كوفي مطرز بسبع نجمات واضعا كأسا من الكوفي ميت وبفمي علكة بابل وعلى رأسي شعر نعام!!!
هل هذا هو الأدب أم أن أخذ رسالة دكتوراه تتحدث عن السحاق واللواط والمناداة بحقوقهم
هل هذا الأدب؟ !!
هل رسالتي الأدبية والفكرية والأيدلوجية أن أسب الله عز وجل ورسوله وأقتص من كل شخص يقول كلمة يا الله !!!
هل الرسالة الإنسانية أن أعري جسدي وبيدي كأس من البيرة وبجانبي صاحبتي وأتناقش معها بوضع غزة !!!
هل إذا حاربت الخطأ من منظور الإنسان أعتبر شخص يعيش على أطلال التاريخ !!!
سيأتي يوما يقلد زيد من الناس على رواية تحكى عن ممارسة الجنس حصلت مع رجل وفتى صغير وتقدم له جميع الكؤوس
هل تعرف الإمعات ؟
أصبحنا وأمسينا إمعات هذا العصر
ذرة تقذفنا وذرة تتلقفنا
سنطلق على أنفسنا ( المستغربين الجدد القادمين من بلاد العرب المقيتة)
مرة كتبت جملة أهديها لنفسي ولمن أراد قرائتها وهي :
(أوقات تستهلك شخصية ما بشكل تدريجي باستهلاك القضية , لكن الجميل أن هناك مئة قضية وقضية .
وكونك تمتلك العقل والعين والسمع واللسان إذاً يمكنك أن تستهلك شخصياتك الكثيرة ! ! ! ! )
أما كلمتك عن (الحكم الإلهي ألرسولي ) فهو موضوع زاخر يمتطيه إمعات العصر الحالي !!!!!!!
عودوا إلى أخبار ستار أكاديمي فهي أسلم من أن تتعرضوا لجرعة أكسجين نقي !!!!.

( المستغربين الجدد القادمين من بلاد العرب المقيتة)

وفيهم أنواع:
المتأمركون الجدد.....أتباع الحرية و الديموقراطـــــــــــــية ......


المتمركسون الجدد....بين المطرقة و السندان........ أتباع البروليتاريا و الثورة........

وباقي الخزعبلات الماركسية ............


يسلمو

سئل أعرابي كيف عرفت ربك فقال البعرة تدل علي البعير والأثر يدل عل المسير فبحار ذات أمواج وارض ذات فجاج وسماء ذات أبراج الا يدل ذلك علي اللطيف الخبير......
http://www.dhr12.com
http://www.youtube.com/watch?v=LsPTBKsrygw
  رد مع اقتباس
قديم 19/05/2008   #22
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده
المرأة ان أحبتك قتلتك وإن أبغضتك قتلتك وحسبك أنك ميت في جميع أمرك
العاطفة من أسمى معاني الرحمة لكنها كغيرها من الأشياء التي لها معدل طبيعي أن قل يلزم رفعه وإن زاد يلزم خفضه ككل التوازنات الحياتية ، والمرأة بطبيعتها ليست ممن جبل على التوازن لا في حبها ولا في بغضها ، فعاطفتها إن جاشت أغرقت من حولها حالها حال رجل أوشك على الموت عطشاً فدلف وادياً يمني النفس بالماء وهو يعلم أن الوادي أشد عطشاً منه بينما هو على تلك الحال غمره سيل طلب على حين غرة فمات غرقاً وقد أوشك على الموت عطشاً
تنبيه لغير الناطقين بالضاد
( سيل ( الطلب) يأتي فجأة من أمكنة بعيدة ممطرة لأرض لم تمطر وعكسه سيل ( الوقع )

أذكر من ذكريات الزمن الغابر أن وزيراً يزر وزر وزارة ما ، كان في لقاء متلفز وفي الختام وجه له عنوان ليعلق عليه تعليقاً مقتضباً كما كانت موضة البرامج في تلك الفترة ، وكان عن رأيه في ( المرأة ) وقال فيما أذكر ، متسلطة إذا وليت السلطة !
رغم أن أكذب الناس حديثاً هم الوزراء إلا أنه كان صادقاً في موقف يجبن فيه الصادقين عن قول الصدق

في سنة 586 م عقد في فرنسا مَجمع لمحاولة الوصول إلى حقيقة المرأة إن كانت أنسيه أم جنيه ، وإلى وقت قريب كنت اعتقد أنهم ضلوا ضلالاً بعيداً كون المرأة من الأنس لاشك في ذلك ، لكن حسب المرء أن يزداد مع ازدياد الأيام نباهة وعلما ، فعلمت أن القوم لم يجانبوا الصواب ، فالمرأة بين البينين فلاهي من الأنس ولا من الجن ، بل فيها خصائص أنسيه وخصائص جنيه ، فإن كانت خصائصها الوراثية الإنسية سائدة ظهر لك الوجه الإنسي بينما يقبع خلفه جني مستتر لا تراه إلا عند احتضارك ونهاية أمرك وعندها لا تفيدك معرفتك ولا ينفعك الندم

ماذا لو كان العالم بلا نساء ؟!
بعيداً عن الشهوة والولد سنجد أن العالم سيكون عالم ملائكة لا حروب ولا قتال ولا مؤامرات وكل ما فيه أفراح ومسرات ، بينما لو كان العالم عالم نساء سيكون عالم قتل ودمار واستعباد فالسبب في كون العالم يرزح ما بين السلم والحرب والخير والشر كونه عالم يشترك فيه الرجال والنساء ، عالم اختلط فيه الأطهار بالأشرار

  رد مع اقتباس
قديم 20/05/2008   #23
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


غابت الرقابة السياسية فلتحضرْ الإعلامية!

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- 19/05/2008

بما أن البرلمانات ومجالس الشعب والجمعيات الوطنية في بلادنا العربية هي مجرد ديكورات، أو لنقل أفيال بيضاء لا قيمة لها ولا نفع، ولا حول ولا قوة لها في مراقبة السلطة التنفيذية وضبطها لأنها مجرد بيادق بيد الأنظمة

وبما أن النقابات وهيئات المجتمع المدني المفترض أنها قوة مراقبة ومعارضة إضافية، إما مدجنة، أو جزء لا يتجزأ من الأنظمة الحاكمة، فلا بد للإعلام إذن أن يملأ الفراغ، ويلعب دور الرقيب لفضح مكامن الخلل في المجتمعات العربية وحث السلطات على تصحيحها بعد أن بلغ السيل الزبى في معظم القطاعات.
البعض قد يقول إن وسائل الإعلام العربية، كالسلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمانات، والسلطة القضائية، والمجتمع المدني، مكبلة الأيدي، خاصة وأنها محتكرة لدى الأنظمة الحاكمة، وبالتالي لا يمكن التعويل عليها أبداً لتلعب دور السلطة الرابعة. وهذا صحيح. لكن الإعلام يمكن أن يشذ عن القاعدة العربية التي تخصي كل السلطات لصالح السلطة الأمنية. ويمكن لهذا الشذوذ أن يتحقق بطريقتين، أولاً بإطلاق العنان لوسائل إعلام خاصة مرتبطة، شئنا أم أبينا، بالسلطات الحاكمة، لكنها شبه مستقلة، على اعتبار أن الإعلام المستقل تماماً جزء من مجتمع ديموقراطي عام، وهو لم يتوفر لنا بعد، وثانياً بتطوير الإعلام الرسمي العربي ومنحه قليلاً من الحرية، بحيث يلعب دور الرقيب على سياسات الحكومات الداخلية، بما لا يتعارض أبداً مع سياسة الدول الخارجية والأمنية. وهو أمر، لو محصت فيه السلطات العربية المتحكمة بزمام الأمور، لوجدت أنه يخدمها أكثر بكثير مما يضرها. هذا طبعاً إذا كانت تلك السلطات تريد الخير والازدهار لمجتمعاتها فعلاً، ولا تعمل بمبدأ "بطيخ يكسر بعضه"، أو "أنا وبعدي الطوفان".
تدّعي الأجهزة الأمنية في البلاد العربية أنها تقف بالمرصاد لكل أنواع الفساد والتجاوزات والمخالفات، لهذا مثلاً تجد أن لها عيوناً وآذاناً في كل الدوائر والمصالح الحكومية بحجة مراقبة الأمور وضبط الفاسدين والمتجاوزين. لكن كما هو ملاحظ، فإن الفساد ينمو، والتجاوزات تتضاعف في ظل هذه المراقبة الأمنية، وتزداد الأوضاع سوءاً على كل الأصعدة، فأجهزة الشرطة في الكثير من البلدان العربية أصبحت رمزاً للفساد والرشوة، وحدث ولا حرج عن فساد الوزارات والدوائر الحكومية كالبلديات والمستشفيات وغيرها من المرافق العامة. ما العمل إذن إذا كانت الرقابة الأمنية قد فشلت في مهمتها، لا.. بل غدت متهمة بتفاقم التدهور والفساد. لا بد من الاستنجاد بالإعلام بنوعيه الخاص والحكومي!
لقد أثبتت بعض وسائل الإعلام العربية شبه المستقلة أنها تلعب دوراً رقابياً عظيماً على مستوى العالم العربي أجمع، فقد بدأ الكثير من المواطنين العرب من المحيط إلى الخليج يستنجدون بهذه القناة العابرة للحدود أو تلك بالتركيز على قضية من القضايا الداخلية في هذا البلد العربي أو ذاك. وقد نجحت بعض الفضائيات في دفع السلطات إلى تصحيح الكثير من الأمور تحت سوط الإعلام. وكم سمعت أناساً في العديد من البلدان العربية تهدد برفع قضاياها إلى هذه الفضائية العربية أو تلك، مما يدل على تنامي سطوة الإعلام العربي كقوة رقابية وتصحيحية. وبما أن الحكومات العربية غير منتخبة شعبياً، ولا تمثل إلا نفسها، فهي بالنتيجة حكومات جبانة وفاسدة في الكثير من الأحيان، وتخاف من الطير الطائر، فما بالك أن تتسلط عليها فضائية من النوع المؤثر والمشاهد على نطاق واسع، أو برنامج يحظى بشعبية عارمة، ويخلي الشوارع من المارة وقت بثه أحياناً.
صحيح أن الفضائيات العربية العابرة للحدود لا تقدر على لعب دور الرقيب بشكل منتظم كونها ليست معنية بالقضايا المحلية في كل بلد، لكنها تنير الطريق أمام وسائل الإعلام المحلية كي تقوم بالمهمة نفسها، ولو بنبرة أخف. ولو كنت مكان الممسكين بزمام الأمور في بلادنا لشجعت على قيام وسائل إعلام غير حكومية والسماح لها بلعب دور السلطة الرابعة وذلك بفضح الانحرافات التي تنخر في عضد معظم الوزارات، وخاصة الخدمية منها.
ولا بأس أيضاً أن يُسمح للإعلام الحكومي بالقيام بدور المراقبة وتشجيع العاملين فيه وتدريبهم على لعب ذلك الدور بطريقة مهنية وناجعة. فقد نجحت بعض الإذاعات الخليجية مثلاً في القيام بدور رقابي عظيم. أذكر على سبيل المثال البرنامج الإذاعي القطري الصباحي الشهير" وطني الحبيب صباح الخير" الذي شكل رأس حربة لمكافحة المخالفات والتجاوزات وتصحيح الأخطاء على صعيد الخدمات الحكومية. كما وجد فيه المواطنون والمقيمون متنفساً رائعاً للحديث عن مشاكلهم وقضاياهم وإحراج المسؤولين المعنيين بها ودفعهم إلى حلها. لقد أصبح هذا البرنامج بعبعاً بالنسبة لكل العاملين في وزارات الدولة بعد أن وضعهم تحت المراقبة والمحاسبة الإعلامية. وكم سعدت ذات مرة عندما شاهدت أحد الأطباء في أحد المراكز يرفض أن يُدخل مريضاً للمعاينة قبل دوره مبرراً ذلك بأن أحدهم قد يشتكي منه إلى برنامج "وطني الحبيب". وهذا مجرد مثال بسيط على قدرة الإعلام على المراقبة والمحاسبة.
وقد أعجبني أيضاً برنامج إذاعي آخر كانت تبثه إذاعة أبو ظبي واسمه "استوديو رقم واحد" مهمته أيضاً الوقوف على مشاكل المواطنين والوافدين وحلها مع المسؤولين بجرأة وصراحة رائعتين. وهناك برنامج في مصر بعنوان "العاشرة مساء" يحظى أيضاً بمتابعة كبرى لأنه يمس جوهر القضايا الحياتية للشعب المصري، ولا يسيء للنظام الحاكم، بل ربما يلمعه بشكل غير مباشر. قد يقول البعض إن مثل هذه البرامج موجودة في الكثير من الإذاعات والتلفزيونات العربية، لكن ما يميز برامج قطر وأبو ظبي ومصر أنها الأكثر جرأة وحدّة في عملية الرقابة والمحاسبة، وهما يقومان بدور رقابي أقوى من كل البرلمانات ومجالس الشورى العربية مجتمعة. فهما لا يداهنان المسؤولين، بل يضعانهم تحت المطرقة بقوة ويدفعانهم للوفاء بواجباتهم على أكمل وجه في خدمة الناس، وذلك على عكس البرامج العربية الأخرى التي تخاطب المسؤولين بكثير من الخوف والوجل، ولا تدخل في صلب مشاكل الناس وقضاياهم الحياتية.
لسنا بحاجة إلى برامج لرفع العتب، بل لبرامج صريحة وجريئة إلى أبعد الحدود بحيث تجعل فرائص المسؤولين من مديرين عامين ووزراء ترتعد لمجرد ذكر أسمائهم على موجات الأثير.
غابت الرقابة السياسية، فلتحضر الرقابة الإعلامية، حتى لو كانت مضبوطة حكومياً، وتخضع بدورها للرقابة. ألا يقولون إن الكحل يبقى أفضل من العمى؟
  رد مع اقتباس
قديم 20/05/2008   #24
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


بعيداً عن السياسة النساء يغنّين!!

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- 19/05/2008

في ذكرى النكبة اتضح أكثر من أي وقت مضى أن هناك عالمين ومفهومين وتوقعين مستقبليين للتوجه الذي سوف تتخذه منطقتنا وخاصة حيال الصراع العربي الإسرائيلي.

فالإعلام العالمي منشغل بالذكرى الستين لولادة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة بينما الفلسطينيون يحصون ضحاياهم على مدى ستين عاماً ويسلم الأجداد المفاتيح للأحفاد لبيوت هدمها الاحتلال الإسرائيلي منذ زمن واستبدل تصميمها العربي الجميل بمستوطنات اسمنتية بشعة وبمستوطنين مسلحين هدروا كرامة العربي منذ زمن واعتبروا الحصار والاستيطان والتهجير وتجريف الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون وتسميم الآبار أدوات لا بد منها لتحقيق حلمهم في بلاد الميعاد ولتأسيس دولتهم القومية في فلسطين، كل ذلك مع تطوير وعد بلفور نفسه الذي اعترف أن هذا الكيان سيؤسس في فلسطين، والذي أكد في الوعد نفسه «أنه من الواضح أنه لن يتم القيام بشيء يمكن أن يؤثر على الحقوق المدنية والدينية للمجموعات غير اليهودية في فلسطين». ولم يقل للأقليات ذلك لأن المجموعات غير اليهودية أي المجموعات المسلمة والمسيحية في فلسطين لم تكن أقليات بل كانت الأغلبية، ولو كانوا أقليات لما تردد بلفور باستخدام كلمة «أقليات» Minorities بدلاً من Communities. ‏
يتم تطوير أو تجاوز وعد بلفور باتجاهين رئيسيين اليوم: الأول هو محاولة طمس معالم فلسطين وهوية فلسطين التراثية والزراعية والاجتماعية والفنية والثقافية، والأمر الثاني هو التعدي المزمن والمدمر للحقوق المدنية والدينية للمجموعات غير اليهودية أي لمسلمي ومسيحيي فلسطين بحيث يمنعهم التنكيل، حتى من الصلاة في الجامع والكنيسة، وحتى من زراعة أرضهم ومن قراءة كتبهم أو استكمال تعليمهم في المدارس، وإذا كانت إسرائيل تحتفي بحضور رئيس الولايات المتحدة بذكرى تأسيسها الستين فماذا على العرب أن يفعلوا؟! ‏
لقد صنع الفلسطينيون رموزاً جميلة لقضيتهم ووضعوا المفتاح والكوفيّة في لوحات تقشعر لها الأبدان لكي يسلمها الأجداد للأحفاد ولكن السؤال الجوهري هو هل قضية فلسطين تخص الفلسطينيين فقط؟ وهل الصراع هو فقط على تلك الأجزاء من الأراضي العربية المحتلة أم إنه صراع على التراث والهوية العربيين وعلى نوع المستقبل الذي تطمح له هذه الشعوب؟. ‏
وعلّ أفضل وأهم قرار اتخذ في الذكرى الستين للنكبة هو قرار وزراء العدل العرب الذي اجتمعوا في القاهرة بتشكيل لجنة قضائية عربية لجمع وتوثيق الأدلة على جرائم الحرب والإبادة الإسرائيلية، وطبعاً هناك قرارات مماثلة لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ولكنها لم تنفذ، أهمية هذا القرار لوزراء العدل، في أنه يجب توثيق ونشر الأدلة على جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ووضع آليات العمل لتحديد أنجع السبل لملاحقة ومحاكمة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، لو كانت إسرائيل واثقة أن الآليات والتمويل سوف توضع لهذا القرار لأثار الرعب فيها كما أن هناك عشرات القرارات على مستوى مجالس وزراء العرب في مختلف المجالات التي لم تر طريقها إلى النور، لأن العرب لم يضعوا الآليات السليمة والتمويل اللازم لتنفيذ هذه القرارات. ‏
هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا بد من تسليط الأضواء على عناصر القوة العربية المعروفة والموجودة في ثنايا هذه الأمة الغنية لإخراج أجيالها من الشعور بالاحباط والدونية تجاه عدو يتقن فن الدعاية والإعلام مقابل عجز عربي واضح في هذا المجال. ‏
فقد أشرت قبل مرة إلى أعمال وندوات ومؤتمرات عربية تعقد وترى أن العمل الفكري والثقافي والاقتصادي يأخذ مساراً عربياً متكاملاً وموجوداً في كل عاصمة عربية، ولكن الأضواء لا تسلط عليه فيأتي ويذهب وكأنه غير موجود. ‏
في الأسبوع الماضي احتضنت مدينة دمشق عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، مؤتمراً للمدينة والثقافة وحضر المفكرون من فلسطين والأردن ومصر ولبنان جميعهم يكتبون بفضاء عربي وبلغة عربية مستندين إلى التاريخ والأبحاث العربية في هذا الصدد، وكانت الأبحاث على مستوى راق فقد حضر كمال أبو ديب من لندن وسحر خليفة من فلسطين ومحمد شاهين من الأردن وفريدة النقاش من مصر وعبد الله إبراهيم من العراق بالإضافة إلى أسماء أخرى من سورية وغيرها ولكن الحضور كان متواضعاً والإعلام لم يحتفِ على الإطلاق بهذا الحدث الهام، وبعد ذلك أقامت أيضاً الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية أسبوعاً بعنوان «النساء يغنين» في قصر العظم في دمشق أجادت به لبانة قنطار من سورية وكريمة صقلي من المغرب وفريدة العلي من العراق ومي فاروق من مصر وجاهدة وهبة من لبنان وجميعهن انصهرن مع جمهور لم يميز يوماً بين لبنان والمغرب ومصر والعراق بل توجه إلى قصر العظم كل يوم بالزخم ذاته وبالمحبة ذاتها وبالعشق ذاته لطرب عربي وحيد متعدد الظلال و أوجه الإبداع فقط في بلدان عربية مختلفة. ‏
في الثقافة والفن والأدب، الهوية العربية متينة ورصينة ومصدر فخر لنا جميعاً فلماذا لا تكون إحدى أدوات المقاومة الصلبة لهذا الطغيان الشرس الذي يحاول النيل من هويتنا وأمتنا ولغتنا ومستقبلنا؟ علّ ما أود قوله هو أن السياسة وحدها لم تعد كافية لمواجهة التحديات التي تواجهها هذه الأمة، وأحد هذه التحديات هو الاحتلال والاستيطان، بل نحتاج إلى شد أزر كل القوى المؤمنة من كتاب ومثقفين وأدباء ومفكرين وقضاة ومحامين لمعالجة الملفات المطروحة على جيلنا هذا والتي لن يسامحنا جيل المستقبل إذا لم نعالجها بكل أناة واقتدار، لو كانت كل هذه الملفات حاضرة في وعي العالم لما تجرأت إسرائيل على طلب شطب «النكبة، إذ إن «النكبة» ليست كلمة تشطب بل هي تاريخ عدوان وجرائم واغتصاب حقوق، ولما تجرأت بعثة الكيان لدى الأمم المتحدة أن تطلب توضيحات حول استخدام كلمة «النكبة» في بيان أصدرته الناطقة بلسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فهل نلتفت جميعاً إلى التوثيق والإعلام والتحصين لكل ما يمدنا بالقوة والمناعة بحيث يصبح العمل السياسي جزءاً من العمل المقاوم ترفده أعمال أخرى في غاية الأهمية وتضع على طاولات صنع القرار في العالم جرائم إسرائيل وصورتها الحقيقية بهدف دفع العالم إلى اتخاذ موقف مع الحق العربي وهذه مسؤولية كل عربي في كل بلدان العرب؟. ‏
د. بثينة شعبان : تشرين
  رد مع اقتباس
قديم 20/05/2008   #25
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


العرب ينقصهم التنظيم والإدارة والتوجيه والقيادة
19/05/2008

في مثل هذا اليوم من عام 1948 اعلن عن قيام الدولة العبرية على انقاض فلسطين العربية، ولادة كيان بعملية "قيصرية" على ايدي حلف تآمري دولي وسط أمة عربية اسلامية،

ليشكل هذا الكيان رأس الحربة لضرب اي عودة لوحدة عربية او اسلامية.
وحقيقة الأمر المشروع الصهيوني لم يولد قبل 60 عاما، أي بقيام الدولة العبرية في عام 1948، بل هذا التاريخ يمثل محصلة لجهود صهيونية قبل ذلك بكثير، ونتاج لعمل منظم من قبل مئات المنظمات العلنية والسرية اليهودية، وبدعم عالمي، أثمر قيام "اسرائيل" قبل 60 عاما على انقاض فلسطين.
البداية الحقيقية لقيام الدولة العبرية كانت في مؤتمر "بازل" الذي عقد في هذه المدينة السويسرية في الفترة من 29 - 31 أغسطس 1897 بدعوة من منظر الحركة الصهيونية تيودور هرتزل، هذا المؤتمر وهذا التاريخ هما الكارثة الحقيقية بالنسبة للامة العربية، فقد شاركت في هذا المؤتمر مئات من التيارات اليهودية داخل الحركة الصهيونية، ويعتبره - المؤتمر - الصهاينة بداية لمرحلة جديدة، مرحلة تحول المشروع من حركة "جنينية" الى منظمة عالمية قوية وفاعلة، تؤثر في القرار العالمي، عبر تكتلات وما يعرف بـ "اللوبي" الصهيوني في العواصم الاوروبية ذات النفوذ الكبير آنذاك - والى الآن - في صنع القرار العالمي، والتي كانت تحتكر صناعة القرار، وتحتل دولا ومناطق شاسعة من قارات العالم.
مؤتمر «بازل» تم خلاله وضع «الأساس» النظري للدولة العبرية، وحدد المشاركون فيه 50 عاما لقيام كيانهم في فلسطين، وهو ما تحقق فيما بعد، وان تأخر أشهرا قليلة، ليتحقق حلم الصهيونية في مايو 1948 بقيام كيانهم الغاصب في فلسطين.
في مؤتمر «بازل» اختصر هرتزل - وبالمناسبة هو يهودي الف في عام 1895 كتابا اسماه الدولة اليهودية - في كلمته تطلعات اليهود في جملة قال فيها "لو أردت أن اختصر مؤتمر بازل في كلمة واحدة وهذا ما لن افعله صراحة لقلت إن في بازل اسست الدولة اليهودية ولو أعلنت ذلك اليوم لقابلني العالم بالسخرية والتهكم ولكن بعد خمس سنوات على وجه الاحتمال وبعد خمسين سنة على وجه التأكيد سيرى هذه الدولة جميع الناس".
بعد 8 أعوام من مؤتمر "بازل"، ونتيجة للضغوط الكبيرة التي مارستها المنظمات اليهودية، عرضت الحكومة البريطانية على اليهود اقامة دولة لهم على أراض في أوغندا، إلا أن اليهود رفضوا ذلك، وأصروا على ان تكون فلسطين هي الدولة التي يتطلعون لاقامة كيانهم عليها، وهي التي وصفوها بأرض الميعاد، واتبعوا في سبيل تحقيق غاياتهم ابشع الاساليب من اجل تحقيق حلم العودة المزعوم، كان من ذلك الهجرة المنظمة لارض فلسطين، واستخدام الارهاب والقتل في عمليات شملت كل مناطق فلسطين ضد سكانها الاصليين من اجل ترويعهم واخراجهم، وربما المجال يضيق عن حصر الجرائم والمجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني سواء في كفر قاسم او بئر السبع او دير ياسين، وانتهاء بما يحدث اليوم في غزة الصامدة، اضافة الى ذلك استخدم سلاح المال وشراء الأراضي في فلسطين.
ثم جاء وعد بلفور في عام 1917، والذي يعود الى وزير الخارجية البريطاني جيمس بلفور، والذي اعطى ما لايملك الى من لا يستحق، وقضى بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتبنت عدد من دول العالم هذا القرار، ليعلن في عام 1948 عن قيام هذا الكيان.
الآن وبعد مرور 60 عاما على نكبة فلسطين رسميا، واكثر من 111 عاما على النكبة الحقيقية المتمثلة بمؤتمر "بازل"، ما هو موقف "إسرائيل" كقوة غاصبة.. هل هي في تمدد لمشروعها الاستيطاني أم وقف لهذا الزحف؟ وما هو موقف الدول العربية كأنظمة.. هل هو في قوة أم ضعف؟ وما هو موقف الشعوب العربية.. هل هو في قوة أم ضعف؟
المشروع الصهيوني مهما يقال عنه اليوم من انه يتمتع بقوة وسيطرة على ارض الواقع، وقوة عسكرية ضاربة تخيف جميع الأنظمة العربية، إلا أن هذا المشروع في حقيقة الامر في تراجع، فالحلم الصهيوني لم يكن باحتلال فلسطين، بل هو حدود "إسرائيل" كما تتناوله الأدبيات الاسرائيلية هي من "الفرات إلى النيل"، لذلك فإن "اسرائيل" ترفض ان يتم ترسيم حدود لها مع ما تسمى بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، على الرغم من ان هذه الدولة الفلسطينية ليس لها وجود حقيقي على ارض الواقع، وليس لها سيطرة في الاراضي التي تتواجد فيها، وليس لها سيادة او قرار يمكن ان تتخذه دون موافقة الطرف الاسرائيلي.
المشروع الصهيوني اصطدم بمقاومة - غير نظامية - جعلته يتراجع وينكفئ، ويعيش حالة من الخوف على مستقبله بالمنطقة، على الرغم من كل الدعم المقدم له من الغرب والولايات المتحدة الامريكية تحديدا، الا ان ضربات المقاومة وتناميها وتطور أدائها خلق حالة من الرعب عند صانع القرار الاسرائيلي، وعند اليهود في فلسطين عموما، فهناك رأي عام في اسرائيل لا يمانع من مغادرتها والعودة الى احضان أوروبا، وهي البلدان التي توافدوا منها، وهذا أمر طبيعي، فاسرائيل جسم غريب بالمنطقة ولا يمكن ان يستمر طويلا حتى مع وجود "الحبل السري" الذي يغذيه من الخارج، وحالات "الاكسيجين" التي تضخ إليه، الا انه في نهاية المطاف لن يعيش هذا الكيان بهذا الوضع أبد الدهر.
الوضع العربي الرسمي سيئ، والانظمة الرسمية العربية تعيش حالة من الضعف، وسبق للامة في تاريخها ان مرت بمرحلة في مثل هذه الحالة من الضعف، بل إن القدس نفسها احتلت من قبل الصليبيين قرابة 99 عاما، ولكن لم يستقر الحال للصليبيين في أرض فلسطين، فقد خاضت الامة بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي - وبالمناسبة هو ليس عربي بل كردي مسلم - معركة التحرير، وتم انقاذ القدس وتحرير فلسطين، ولكن طوال الاحتلال الصليبي للقدس لم يجرؤ احد عن التنازل عن فلسطين، او توقيع اتفاقيات "استسلام" او تنازل عن الحقوق العربية الاسلامية في ارض فلسطين، بل سلمت الراية من جيل لآخر الى ان هيئ المناخ والظروف لظهور القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي سبقه القائد نور الدين محمود زنكي، الذي حمل حلم تحرير فلسطين، فحققه صلاح الدين.
60 عاما قد تكون طويلة في عمر الأفراد، لكنها في عمر الامم ليست كذلك، وبالتالي فإن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين لن يتواصل ولن يستمر كثيرا، فكل الشواهد التاريخية، بل والحاضر كذلك يؤكد ان هذا الاحتلال زائل، مهما بلغت قوته وجبروته، المطلوب فقط عدم الاستسلام لهذا المشروع، ولهذه الدولة الغاصبة والمحتلة لارض المقدسات، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، المطلوب عدم توقيع اتفاقيات استسلام.. المطلوب تسليم الراية من جيل لآخر.. المطلوب عدم الرضوخ لما يسمى بالأمر الواقع.. المطلوب بث روح النصر والامل في الغد.
اذا كان وضع الحكومات العربية سيئا، والوضع العالمي متضامنا مع "إسرائيل"، فهذا لا يعني أن نستسلم، ولنأخذ من المشروع الصهيوني الدرس والعبرة.. ليس مطلوبا من الحكومات العربية او هذا الجيل تحرير فلسطين، بل المطلوب فقط عدم الاستسلام، وتسليم الراية للاجيال القادمة.
الشعوب العربية في الغالب لديها ممانعة من التعامل مع "إسرائيل"، وترفض اغتصابها لارض فلسطين، وروح الصمود لازالت قائمة على الرغم من المحاولات المستميتة من قبل الصهيونية واتباعها لكسر حالة الصمود لدى الامة، واشاعة روح الاستسلام والانهيار، الا ان الامة في مجملها مازالت حية، ولديها الاستعداد لمزيد من التضحية، ما ينقصها فقط التنظيم والادارة والتوجيه والقيادة.
الآن لم استفت ما بين المشروعين في العالم العربي.. مشروع المقاومة ومشروع الاستسلام لاسرائيل والقبول بالامر الواقع، لحقق مشروع المقاومة الفوز الكبير، بل والاكتساح التام، لأن الشعوب مازالت حية، وما الشعب المصري العظيم الا نموذج لرفض التطبيع، فبعد قرابة 30 عاما من توقيع الاتفاقيات، والجهود الاسرائيلية، الا انه رفض ان ينجر الى ترجمة تلك الاتفاقيات على ارض الواقع، او يتبادل الزيارات او ينسى فلسطين.
لا نريد في ذكرى النكبة ان نتباكى او نقيم "المآتم"، ثم ننسى الامر، ذكرى النكبة يجب ان تخلق فينا دافعا نحو التغيير، دافعا نحو اعادة حساباتنا في علاقات بعضنا ببعض أفرادا ومنظمات ودولاً، نحو تصحيح المسار.. نحو بث روح الأمل في الغد القادم.. فإسرائيل أوجدها قادتها وانشأوها من "لا شيء" فهل تعجز أمتنا - من قوة روحية وامكانات مادية وبشرية - عن إعادة أرض فلسطين الى شعبها وحضنها الأصيل؟
سنحتفل بالذكرى الـ 70 لنكبة فلسطين بعد 10 سنوات، ولكن عندها ستكون العودة الى ارض فلسطين أقرب بكثير مما هي عليه الآن.
نعم العودة ستكون اقرب، فان قبلنا نحن بالأمر الواقع، فان أجيال الأمة لن تقبل بذلك، مهما كانت القيود التي سيتم تكبيل الامة بها، ومهما كانت الاتفاقيات التي سيتم توقيعها من اجل "بيع" فلسطين، الا ان الاجيال القادمة سترفضها، لأن فلسطين وقف اسلامي، ولا يجوز التنازل عنها، حتى وان تنازل الفلسطينيون عنها، او العرب مجتمعون باعوها، فان هناك حقوقا اسلامية تاريخية، ولن تسقط تلك الحقوق بالتقادم او بمرور سنوات طويلة من الاحتلال، فحلم التحرير والعودة سيظل يراود اجيال الأمة، وسيظل اصحاب المنازل في كل قرية وفي كل مدينة في فلسطين يحملون تلك المفاتيح لحين العودة الى منازلهم، طال الزمن او قصر، فلسطين ستظل عربية اسلامية.
جابر الحرمي : الشرق القطرية
  رد مع اقتباس
قديم 20/05/2008   #26
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


هل هزيمة الموالاة صفقة جديدة!
حسيبة عبد الرحمن: ( كلنا شركاء ) 19/5/2008
لم أكن أريد الكتابة في الموضوع اللبناني الساخن. لكن اتصال الإذاعة البريطانية بي (للسؤال عن مادة سبق أن كتبتها في «السفير» اللبنانية حول الجيش) دفعني للكتابة ثانية في اللبنانيات كما يقال. توهماً مني أن هذه المادة تضيء زوايا سياسية أظن أنها مهمة، والعديد ممن يكتبون في الشأن اللبناني لا يقترب منها لأسباب عديدة تتعلق بكل كاتب.
وسأبدأ اعتماد طريقة القص من الوسط كأحد فنون القص التي تدرس في الأدب العربي:
اتخذت الحكومة اللبنانية قراراً بكشف شبكة اتصالات حزب الله، وكذلك نقل الضابط المشرف على المطار والمنتمي إلى الطائفة الشيعية (قراران يمسان الطائفة الشيعية) في بلد قام كيانه على الطائفية السياسية والمذهبية!
إذاً دخلت الحكومة في المحظور الطائفي للشيعة، وهي تدرك ذلك! ما بالك إذا عطفنا عليها علاقة شبكة الاتصال بسلاح حزب الله، ومحاولة تصفية الحزب، وإنهاء وجوده العسكري عبر أشكال مختلفة (منها ملاحقة قيادته وتصفيتها..)، أضف إلى ذلك أن القرارين كانا تجاوزاً لاتفاق دولي إقليمي محلي حول مرحلة ما بعد الرئيس اميل لحود، التزم كل من طرفي الصراع به، واستمر الستاتيكو إلى حين إصدار القرارات الأخيرة.
والسؤال الذي علينا طرحه: من دفع الحكومة اللبنانية لاتخاذ قرار كهذا ؟ هل الولايات المتحدة والسعودية؟ أم السعودية بعد إعطاء الضوء الأخضر الأميركي؟! أم الولايات المتحدة الأميركية؟! فقرار كهذا يحتاج لغطاء إقليمي ودولي (بغض النظر عن أوهام القرار الحر والمستقل لجميع الأطراف اللبنانية).
سأنتقل إلى مكان آخر يظهر للعيان في الجهة الشرقية، العراق وحركة المد والجزر لجيش المهدي المرتبط بمقتدى الصدر.
فقد شهد العراق والمناطق الوسطى والجنوبية منه هجوما لجيش المهدي ضد الجيش التابع للحكومة العراقية والأميركيين، استطاع جيش المهدي السيطرة على البصرة وبعض مدن الوسط، ما دفع الجيش الأميركي إلى الدخول الفعلي في المعارك. ومع ذلك لم تستطع القوى المتحالفة هزيمة جيش المهدي، وفتحت باب مواجهة قد توصل الاحتلال إلى خسارة مواقع كثيرة في العراق. فجأة سقطت البصرة وتبعتها مدن أخرى، وفجأة استعادت القوى الحكومية العراقية المدينة، وبقيت مدينة الصدر تحت خط المواجهات، ولم يتساءل أحد ماذا حصل؟ وما هي الشروط التي دفعت بجيش المهدي إلى التراجع؟
نعود ثانية إلى بيروت (وخلفنا ذلك المشهد العراقي السابق) وإلى قراري الحكومة اللبنانية اللذين سبق أن ذكرتهما. كيف قرأت الحكومة اللبنانية ما يجري في العراق وطبيعة موازين القوى على الأرض النخيلية؟ وهل من وشوشهم بأن قراراً ما قد صدر بتصفية المسلحين في المنطقة بمساعدة إقليمية؟ دفع الحكومة للتورط بهذين القرارين المفجرين للوضع اللبناني!
علينا قبل استكمال التحليل القول إن فريق الموالاة لم يقرأ جيداً ما يجري في المنطقة، وما هي الدوافع وراء تسريبات أجهزة الاستخبارات في العالم، منها تناول النائب وليد جنبلاط من خلال كتاب رئيس الاستخبارات الفرنسية السابق؟ ومن ثم ما قيل عن نائب الاستخبارات الإسرائيلي السابق، يضاف إلى ذلك ما نشر في الصحف الأميركية والبريطانية وسواها عن فريق الموالاة «وارتباطه». وعلى ما يبدو أن فريق الموالاة اللبناني كان منوماً عما يجري في الكواليس. أو نوّم! أو أن اغتيال عماد مغنية أوصل لهم رسالة خاطئة.
أما المكان الثالث فهو فلسطين (غزة)، حيث تسيطر حماس، ومع الأسف لم ينتبه فريق الموالاة إلى أهمية لقاء كارتر مشعل، وقبول الأخير بالدولة الفلسطينية على حدود .1967 أي إن التاريخ عاد إلى عام 1974 عندما قررت منظمة التحرير الفلسطينية قبول البرنامج المرحلي، الذي تلاه ذهاب المرحوم ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة لإلقاء كلمة باسم فلسطين، وما هي دلالات اللقاء (كارتر مشعل) ونتائجه التي ظهرت سريعاً في تصريحات لخالد مشعل الزعيم الإسلامي (المقاوم والشرعي) من اعتراف ضمني بوجود إسرائيل سيتظهر لاحقاً (موقف الجهاد الإسلامي هو موقف الجبهة الشعبية آنذاك)، وهو الموضوع الأكثر أهمية من مسائل التهدئة والتكتيكات الحالية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
والمكان الرابع هو سوريا، الأخ أو الصديق اللدود للبنان، وما قيل عن تسوية بين سوريا وإسرائيل بواسطة إسلامية تركية معتدلة، لن تكون هذه التسوية بدون غطاء إسلامي شرعي من حماس (المقاومة). عدا مجريات الملف النووي الإيراني واحتمال أن تكوّن المظلة النووية الروسية والصينية حلاً كحل الباكستان والإشراف الأميركي على البرنامج النووي الباكستاني.
هو الفضاء الإقليمي لمجرى الأحداث اللبنانية، فضاء يمثّل أهمية كبرى في مجريات الأحداث اللبنانية.
باعتبار لبنان باروميتر القياسات الحرارية للمنطقة، ولم نعد نقول الحلقة الأضعف، فقد أصبح لدينا العراق المفتوح والضعيف والمفكك.
بقي من اللوحة أو المشهد العام الجار الجديد (الولايات المتحدة الأميركية) وعلاقته بمجريات الأحداث تصعيداً، أو محاولة إيجاد تسويات جزئية أو كبيرة، ولن أتحدث عن الدور الإسرائيلي الذي تراجع كثيراً بعد أن حطت الولايات المتحدة ملائكتها المسلحة وعتادها في العراق.
لنعد ترتيب المشاهد والأوراق بحسب الأهمية بالنسبة للاعب الأكبر في العالم والمنطقة (الولايات المتحدة)، حيث يحتل العراق الأولوية في السياسات البوشية، ودول المنطقة تدرك ذلك، وعلى رأسها إيران اللاعب الثاني بعد الولايات المتحدة في العراق، فقد تكون هي من شجع جيش المهدي على اتخاذ خطوته الأخيرة بالهجوم ضد الاحتلال الأميركي وحلفائه العراقيين (الشيعة)، الذي حقق معادلة جديدة على الأرض، استدعى من الولايات المتحدة العمل السريع لتجاوز الهزيمة بعد فشل حلفائها (ما يسمى بالجيش العراقي) في صد الهجوم المهداوي. أي إن هجوما تكتيكياً من قبل المحور الإيراني بشكل أساسي، والسوري بشكل هامشي ضد الولايات المتحدة، ومشروعها في العراق، حاولت الولايات المتحدة الرد عسكريا في الساحة ذاتها (فشلت)، استدعى منها فتح حوار سري مع إيران، وأظن صفقة ما عقدت. وأرجح أنها نصت على تراجع جيش المهدي عن سيطرته، ووقفه العمل العسكري ضد حكومة المالكي، وجيش الاحتلال الأميركي، مقابل تقدم لحزب الله وحلفائه في لبنان. أي السماح لحزب الله بتثمير نتائج حرب تموز في الداخل اللبناني. وأعتقد أن الصفقة عقدت بمعزل عن دور أو معرفة سعودية. وهنا نلحظ أن الاستشعار السعودي كان بطيئاً في فهم المجريات والتطورات في العراق. وربما سرّب الأميركان معلومات خاطئة للمسؤولين السعوديين لتغطية الصفقة. فجاءت إشارة الهجوم ضد حزب الله من خلال قرارات الحكومة اللبنانية، وهي تعلم جيداً أنها لا تستطيع تطبيق أي من القرارين، لكن الهدف منه كشف حزب الله من قبل الشرعية (الحكومة)، ونزع شرعيته ابتداء من شبكة الاتصال.
وفي إشارة ثانية جاءت (إيران، سوريا) بردة فعل تمثلت بهجوم مضاد قام به حزب الله وحلفاؤه على المؤسسات (الحريرية والجنبلاطية) التي تعتبر صاحبة القرار الفعلي في الحكومة اللبنانية. وفي جردة حساب سريعة وتدقيقية نلاحظ أن المعارضة لم تقترب من المؤسسات الحكومية بمعنى مجلس الوزراء، الجيش، الجمارك، بل عمدت إلى قطع طريق المطار لعلاقته المباشرة بضابط أمن المطار، وبعض الشوارع، ما يعني أن الحزب لا يريد الانقلاب على الصيغة اللبنانية، بل الهجوم على مكاتب تيار المستقبل ووجوده في العاصمة بيروت، وإغلاق مكاتبه الإعلامية (الجهة السياسية التي اتخذت القرار ضده) وتسليمها إلى الجيش اللبناني. وأنا لا أريد تقييم ما حدث (وموقفي الاعتراضي عليه وعلى استخدام القوة في أي نزاع داخلي، حتى وإن كان الحق معه). ما يعنينا هو حصيلة التحرك الذي أدى إلى انهيار فريق الحريري ـ جنبلاط بسرعة، لم تدفع أحداً إلى التساؤل كيف حدث ذلك، ولماذا؟ وعندما استكمل الهجوم على الحزب التقدمي الاشتراكي في الجبل، تنبه زعيم المختارة السياسي المخضرم إلى دور الولايات المتحدة في كشفهم، فأعلن الاستسلام المنظم، مما يعني أن القوى اللبنانية الموالية للسعودية في طريقها نحو التحجيم، وقد يكون الهدف في ما بعد شطبها من الحياة السياسية اللبنانية (ولا أدري إن كان لمعركة نهر البارد، وما قيل عن دور سعودي حريري في هذا التحجيم).
قد يتوقف المرء عند أسئلة عديدة منها: ما هي الأسباب الحقيقية لتقليم دور السعودية في لبنان والعراق؟
أعتقد أن سياسة الولايات المتحدة تعتمد في وجه من وجوهها على تفكيك الروابط الأيديولوجية في المنطقة، وإن كانت على علاقة مصالح مع هذه الدول، فإن الحذر المستقبلي من رابطة الإسلام، وعلى وجه الخصوص الإسلام السياسي، يدفعها إلى فك تلك الروابط (وضع الباكستان). هذا دون أن ننسى أن السعودية فشلت في لعب دور الراعية السنية والقادرة على تغيير التوجهات الإسلامية (توجهات حماس، المسلحين السنّة في العراق وباكستان وأفغانستان). ولم تستطع لعب الدور (أيام الاتحاد السوفياتي) الذي كان عليها أن تلعبه، وهنا نعود ثانية إلى كشف المؤسسات الغربية لارتباطات المؤسسة السعودية الحاكمة بالأميركان وبالإسرائيليين (علاقات الأمير بندر بن سلطان).
وما دمنا نتحدث عن لبنان، فلا بد لنا من المرور إلى الدور الإيراني ومقارنته بالدور السعودي، وهنا علينا القول: رغم أهمية الدور الإيراني، إلا أن إمكان تمدده يبقى محصوراً، ليس كالامتداد السعودي، أو الناصري من قبل، لأسباب تاريخية، دينية ومذهبية. باعتبار الصراع السياسي والاقتصادي يتمظهر الآن على شكل صراع طائفي ومذهبي.
وفي عودة أخرى إلى موضوعنا اللبناني، وتحديداً إلى نتائج الصراع الميداني، فقد جاءت ردة فعل الموالاة بعد هجوم حزب الله وحلفائه على مؤسسات الحريري ـ جنيلاط، ردة فعل المذهول، ذهول الأنظمة العربية بعد حروبها الخاسرة. فاستل سعد الحريري الفتنة المذهبية ملوحاً بها، كما فعل مموله السعودي (وزير الخارجية السعودي)، وكأن قرار الفتنة بيدهما ! كما استحضرت التيارات الأصولية.
ما أريد أن أخلص إليه: إننا أمام صفقة إيرانية أميركية تقوم على انسحاب جيش المهدي (أو حله)، ودور سياسي كبير للصدريين، مقابل دور كبير لحلفاء حزب الله المسيحيين بشكل أساسي، وربما يتعداها إلى الدروز والسنة.
وبهذا تكون مرحلة الطائف تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد انسحاب سوريا من لبنان (الحد من دورها العسكري)، يليه تقليم الدور المالي والسياسي السعودي الذي تضخم كثيراً، ولم يعد مقبولاً في لبنان بعد حرب تموز، فكان قلب الطاولة بعد خروج سوريا وحرب تموز لا بد منه، وإعادة رسم الحياة السياسية اللبنانية وفق توازنات القوى الفعلية من جهة، وإعطاء دور كبير للجيش اللبناني (حليف حزب الله) في المرحلة القادمة. أما تمديد الأزمة التي بدأت منذ القرار 1559 واغتيال الحريري إلى حرب تموز ونتائجها، فهي كانت محاولة لفرض موازين القوى الخارجية في الداخل اللبناني.
وإذا تابعت التحليل في السياق نفسه، فإن الموالاة والسعودية تركا وحيدين إلا من تصاريح، ووعود أميركية هنا وهناك دون تقديم شيء ملموس لهما. ومن هنا نرى السرعة في الرجوع عن قراري الحكومة، والقبول بطاولة الحوار في قطر.
هذا يعني أن المرحلة التي جاءت بالقوة اليانكية الضاربة إلى المنطقة عشية سقوط بغداد وفرض ملامح خارطة وشروط سياسية لا تحتملها المنطقة، بدأت تتراجع نحو تسويات لن تتم مباشرة، بل تمهد الأرض لها. فالتاريخ والذاكرة يقولان ما بين خطاب عرفات واتفاق أوسلو ما يقارب العقدين من الزمن، وما بين حماس والاتفاق مع إسرائيل يلزمه زمن كي يكون الحل ممكناً، دون أن ننسى أهمية الحفاظ على الوضع الراهن وعدم تدهور القوى في المنطقة التي تعلن موالاتها للسياسة الأميركية، ونحن على مسافة أشهر من الانتخابات الأميركية
  رد مع اقتباس
قديم 26/05/2008   #27
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


التطوّرات المتوقّعة وتغيير العالم!
نصر شمالي 25/05/2008

قيل الكثير عن سوء فهم الإدارات الأميركية المتعاقبة للتطورات التاريخية التي شهدها العالم منذ عام 1990، وسوف يقال ما هو أكثر وأوضح في المستقبل القريب،

خاصة سوء فهمهم لحدث انهيار الاتحاد السوفييتي الذي أخلّ بتوازن العلاقات الدولية، والذي احتفى به الأميركيون لهذا السبب بالذات ويا للعجب، "لأنّ انهياره سيجعلهم قطباً وحيداً ينفرد في السيطرة على العالم"! ثمّ اتضح أنّ ذلك لم يكن في صالحهم على المدى القريب وليس البعيد، حيث لم يمض سوى عقد ونصف من السنين كي ينكشف مأزقهم التاريخي الخطير الذي نجم عن تفرّدهم الإمبراطوري في قيادة العالم! وهاهو مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، مايكل هايدن، يحاضر مؤخّراً أمام طلاب جامعة كنساس قائلاً أنً مرحلة ما بعد الحرب الباردة، أي ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، قد انتهت بضعف العلاقات والروابط التي تجمع بين الولايات المتحدة وأوروبا، وأنّ السيطرة الأميركية الأحادية على العالم قد انتهت في جميع المجالات بسبب صعود تأثير أطراف عالمية أخرى!
لقد أدّى ضعف الروابط بين الولايات المتحدة وبلدان أوروبا الغربية إلى صعود أطراف عالمية أخرى، مثل الصين والهند وروسيا وغيرها، وعندما يتحدّث هايدن أو غيره عن مثل هذا الضعف في الروابط الأميركية الأوروبية فهو يتحدّث بالضبط عن ضعف في بنية القيادة التاريخية للنظام العالمي الاحتكاري الربوي المهيمن منذ حوالي خمسة قرون! أي ليس عن مجرّد تناقضات داخلية روتينية، سببها التنافس والمزاحمة، لا تسمح أبداً مهما بلغت حدّتها بصعود الآخرين، حتى لو بلغت مستوى الاشتباك المسلح بين أطراف هذه القيادة التاريخية كما حدث في الحربين العالميتين، بل عن ضعف بنيوي تاريخي لا علاج له ولم يعد ممكناً معه التصدّي للقوى الناهضة، لا سلماً ولا حرباً!
ألم يصنّفوا الاتحاد السوفييتي إرهابيّاً؟
ولكن، ما هو السبب المباشر الذي أدّى إلى ضعف الروابط بين أطراف رأس المال الدولي القائدة للعالم؟ إنّ مايكل هايدن يذكر سببين هما: أولاً، الحرب العالمية على الإرهاب، ثانياً، احتلال العراق! ويقول هايدن بصدد السبب الأول أنّ الولايات المتحدة وأوروبا (الغربية) تتفقان على ضرورة مكافحة الإرهاب، لكنّ الفوارق الأساسية بين موقفيهما تكمن في رهان واشنطن على الحرب العالمية ضدّ الإرهاب، بينما أوروبا ترى اعتبار الإرهاب شأناً داخلياً! ولإيضاح ما قاله هايدن بلغة دبلوماسية شديدة الحذر نقول: إنّ ما يسمّى حرباً على الإرهاب ليس في التحليل العميق والأخير سوى حرب ضدّ الشعوب المتطلعة إلى الخلاص من ربقة عبودية رأس المال الدولي الاحتكاري الربوي، والجميع يعرف أنّ الاتحاد السوفييتي كان مصنّفاً إرهابياً وراعياً للإرهاب الدولي (إمبراطورية الشرّ!) وأنّ تهمة الإرهاب ألصقت بجميع حركات التحرّر والاستقلال في جميع الأزمنة والقارات، فقد كان الفرنسيون في الجزائر والإنكليز في الهند والعنصريون المستوطنون في جنوب أفريقيا وفلسطين والأميركيون في فيتنام واليوم في العراق وأفغانستان، جميعهم يحاربون "المخرّبين الإرهابيين القتلة المتوحشين"! وهكذا فلا بدّ أنّ سبباً آخر، غير الذي ذكره هايدن، دفع إلى اعتراض الأوروبيين على الحرب العالمية الأميركية ضدّ الإرهاب العالمي، والسبب بالطبع هو تطلّع الأميركيين إلى الانفراد في السيطرة على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، واعتبار شركائهم التاريخيين في جملة هذا العالم مع " المعاملة الخاصة" لهم!
ترك عملية لجم الشعوب لحكّامها!
لقد شملت نزعة التسلّط الإمبراطورية الأميركية الأوروبيين أيضاً، وأرعبتهم بالطبع، لكنّهم كانوا من الحكمة وبعد النظر، بعكس الأميركيين، بحيث بقي هاجسهم الرئيسي هو أن لا يفلت زمام العالم الذي يمسكون به على مدى خمسة قرون، وهذا يقتضي الاحتفاظ بالأميركيين شريكاً رئيسياً رغم عدوانيتهم ضدّ أوروبا بالذات أيضاً، وإقناعهم أنّه كان من الأفضل ترك عملية لجم الشعوب، أو "محاربة الإرهاب"، للحكومات التابعة في البلدان المظلومة باعتبارها قضية داخلية، حسب قول هايدن الذي عبّر بطريقة غير مباشرة عن موافقته، بل حذّر من الاستمرار في النظر إلى العالم بعد اليوم من منظور أميركي بحت، وشدّد على أنّ الدور المستقبلي لأجهزة الاستخبارات الأميركية هو التركيز على تقديم فهم أفضل لثقافات وأديان وحضارات الأمم الأخرى!
أمّا عن احتلال العراق، وهو السبب الثاني من أسباب ضعف الروابط بين أطراف رأس المال الدولي القائدة، فقد كان محاولة أميركية إمبراطورية انفرادية للإمساك بخناق العالم بما فيه الشركاء الأوروبيين، لكنّ المحاولة فشلت فشلاّ ذريعاً على الصعيدين العراقي والدولي، وتحوّلت إلى حرب استنزاف رهيبة مرعبة ومدمّرة للأميركيين قبل غيرهم، ونحن نعرف أنّ الأوروبيين عارضوا احتلال العراق لاعتقادهم بخطر فشل العملية، إضافة إلى أنّها ضدّهم أيضاً، ولاعتقادهم أنّ السيطرة على العراق يمكن تحقيقها بوسائل أخرى!
تطورات كافية لتغيير العالم!
لكنّ مايكل هايدن لم يقف عند هذه الحدود في محاضرته ذات الدلالات المستقبلية الخطيرة، فبينما بعض الحكومات والأوساط العربية القيادية يلهث خلف الولايات المتحدة، وينخرط في عملياتها كأنّما هي عمليات مضمونة النجاح، نسمع رجل الدولة الأميركي يقول أمام طلبة جامعة كنساس أنّ الولايات المتحدة مهدّدة بأكبر المخاطر الاستراتيجية: صعود الصين المتسارع، والانفجار السكاني الذي تشهده الكرة الأرضية، وانتشار العنف والحروب، واستنزاف الموارد العالمية المحدودة، وتوقّع صعود أطراف دولية أخرى سواء أكانت حكومات أم قوى مستقلة، وهي القوى التي سوف يزداد تأثيرها على مسرح الأحداث الدولي، إضافة إلى ما طرأ على الرابطة التاريخية الأميركية الأوروبية من ضعف، وإضافة إلى انهيار توقعات ما بعد مرحلة الاتحاد السوفييتي، أو الحرب الباردة، وفشل الأميركيين في السيطرة العالمية الاقتصادية والسياسية والعسكرية! أي أنّ الرجل، وهو ليس وحيداً في ما يقوله، يتحدّث عن تطوّرات تاريخية كافية تدفع في اتجاه تغييرات جذريّة في العلاقات الدولية، أي في اتجاه تغيير العالم، وهو يعترف بأنّ الولايات المتحدة لم تعد قادرة على التصدي لهذه التطورات، ويدعوها لمراجعة سياستها والكفّ عن النظر إلى العالم من منظور أميركي، أي للتصالح مع الأمم كخيار لا مفرّ منه، فهل يراجع أولئك العرب الذين تقودهم إدارة بوش الصهيونية مواقفهم قبل فوات الأوان، ويتطلعون إلى موقع كريم يليق بتضحيات أمّتهم في العلاقات الدولية الجديدة، القادمة لا محالة؟
  رد مع اقتباس
قديم 26/05/2008   #28
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


اللي أوله شرط

احنا هنروح نحشش في وسط البلد .. انت تاخد نص البلد ، وأنا آخد النص التاني ، وكل واحد يروح يحشش في النص بتاعه يا أخويا .
  رد مع اقتباس
قديم 26/05/2008   #29
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



ايّا خط منهم؟
  رد مع اقتباس
قديم 26/05/2008   #30
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


غزة بيروت أولا




غزة 14 - 6 -2007
بيروت 9 - 5 - 2008
متى الضفة ؟
  رد مع اقتباس
قديم 26/05/2008   #31
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


دعوة لخيانة العراق





دعوة للشباب الفلسطيني لبناء السجون في العراق
دعوة للشباب الفلسطيني لترك أنقاض مخيمات غزة و لبناء مخيمات الجنود الأمريكان
يتشرف مركز التجارة الفلسطيني و تحت رعاية وزير الاقتصاد الفلسطيني كمال حسونه "العضو الراسب في قائمة مصطفى البرغوثي" لحضور معرض اعادة اعمار العراق
يشتمل المعرض على جائزة أبو غريب لأفضل تصميم لسجن في العراق
و جائزة صدام حسين لبناء أفضل قصر للأمريكان في العراق

الدعوة عامة و يمنع أصطحاب المتفجرات
  رد مع اقتباس
قديم 26/05/2008   #32
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


3 كيلو موز ....و رمانة ....!





هذة القصة حقيقية, (ولكن البناء الدرامي من تصوري) مع صحة الأحداث
فقد وقعت في منطقة الأشرفية (منطقة للأكراد) في مدينة حلب (الشهباء)
بس لازم قبل ما تقراها, تكون عم تشرب عصير ليمون مهدئ للأعصاب
مع موسيقى لعمك (شوبان أفندي) ولو كنت معصب من شي لا سمح الله
بنصحك تكبس على الأكس الأحمر في أعلى يمين الصفحة وبلالك ياها.

- مرحبا يا معلم ...
نظر الخضرجي أبو غضب, بغضب الى كيس الثلاثة كيلو
غرامات من الموز الصومالي (الطويل الشهي) وفهم مغزى
عودة الزبون (بدو يرجّع الموز أخونا بالله ههه) رد بجفاء
- خير شوبدك ...!
- من شوي جيت وأخدت تلاتة كيلو من المو.... لم يدعة يكمل جملتة
- وهلق شوبدك ...!
- بدي أرجعهم ماظبطوا معنا
- شلون ماظبطو معك ...! مو قدامك نقيتهم وزنتهم ...!
- آية بدي أرجعهم ماظبطوا
- مافي ترجيع عمو ... هوينا بريحة طيبة من هون (تقليعة)
- شلون مافي ترجيع ...! بدك تبيعني بالغصب ... لك أنا ابن الأزعر (حسب ونسب)
- آية شو أعملك يعني ...! (للأستخفاف)
- مافي ترجيع يعني مافي ترجيع, وهّويا (للأستفزاز)
- أنت قد هالكلمة ...! (للتأكد من الإهانة)
- لك روووح عليك (مسبة) وعلى أكبر واحد فبيت الزعران

وهنا بدأت المعركة بتسارع شديد بأن جذب الأزعر أبو غضب
بكلتا يدية ولطمة كف على خدة الأيمن, (ياللأهانة) أبو غضب يلطم
أمام كبار الخضرجية, (هل قامت القيامة) ....!
أبو قاسم بياع (البصل الأخضر) حاضر, أبو بكري بياع (الكوسى) شاهد
الى جانب كبار الشخصيات (السوقة العريقة) أبو حسن بياع (القرنبيط)
والياسرجي بياع (البطاطا), كلهم ينظرون الى أبو غضب بتأثر وألم

الفزعة يا شباب الفزعة, وكأنة هتف (حي على الجهاد)
إلتم زملاء أبو الغضب وأحباءة ومعارفة, (ولك حتى منافسية الالداء)
من كل بسطة وعربية و وبراكة ومحل (معفن), ألتم القبضايات
على (مزابلهم) أصبح الجميع (كحزمة فجل واحدة), يجمعهم
واجب (سوقي) واحد (وحق الجيرة الأصيل) يدفعهم للهجوم
على كل من تسول لة نفسة المساس بأبي الغضب حتى ولو (بوردة دبلانة)

فكان الزود عن أبو غضب (مو عسواد عيونو لأ) لأن بحسبة بسيطة
قد يحدث ما حدث لأبو الغضب مع أي واحد منهم (فالكل بيهب للمشاركة)
هذا قانون السوق, هذا قانون المصلحة الخفي

وبدأت المعركة (معركة الموز) فجائية ودون ترتيب ودون استدعاء
أي مساعدات (محاربين أشداء) من زعماء (أبضايات) سوق الهال

بينما الأزعر عم (ياكل قتل), شي من يلي بحبو قلب أبو الغضب (ملاكمة حرة)
كفوف طيارة, (ورفسات كركلات ترجيح كرة القدم) والهدف هو جسد الأزعر
كف (عفواً خف) من أيد أبو محسن (بياع المخلل العتيد) كان لة دوي عجيب
ونكهة خاصة, سمع صوتة (كصوت التصفيق) لمسافة ليست بقليلة من المنازلة
يتبعها (بوكس) حديدي من قبضة (تيس ون, أبو جمعة) بياع (الخيار والخس)
حتى صبي المعلم عكرو ولقبة معضم, بياع (الحليب) صاحب الرائحة
النتنة تذكرك (برائحة الحليب عندما يقع في السيارة في فصل الصيف لساعات)
المهم ...
لم يتخلف (المعضم أقصد) عن المشاركة في المعركة وبشراسة
(بينما تخلف عن خدمة العلم لعامين كاملين)
- استطراد بسيط -
كان يحاول كسب رضى معلمة, وإعادة ثقتة فية, بعد أن فقدها
بفضيحة ضبطة (متلبسا) يضيف الى الحليب ماء (ياللفضايح)
وكان جام الغضب يصب على رأس معضم (كالمياة الإغريقية الحارّة)

- لأيمتى بدك تم حمار ... يا حمار ...!
لك عم تزيد لتر مي للتر الحليب يا واطي ...!
بدك تفضحنا أنت ولاة ...!
بصوت يشبة النساء وهن ينتحبن جاوبة
- مو أنت هيك قلتلي يامعلمي ... والله أنت هيك قلتلي ...!
زمجر بغضب وأردف
- قلتلك تزيد نص لتر مي للتر الحليب يا بهيــــــــم مو أكتر
شلاح من رجلك لبين ما أجيب الخيزرانة (أم الرمان) ولاة

(أم الرمان) آاااة .... لك الله يا خيزرانة أم الرمان كم يمقتك (معضم)
لطالما سهر الليالي يأن على وقع سياطك, إن رائحة شواء
لحم رجلية تكاد تشم من مسافة متر, إمتثل (معضم)
لأمر معلمة بأستسلام بعد دمعات مالحة أسقطها على خدة
ليخفف وطئة الغضب, وماهي إلا ثواني قليلة حتى
سمع صوت (معضم) وهو يصعد للسماء كالصاروخ
فأزعجت الغربان الراقدة على سطح محلة
وطارت لا تعلم الى أين تهرب من خوفها من صوتة القبيح

- على هامش سيرة (لتر المي والحليب) -
في أحد الأيام رجعت زبونة لمعلم الحليب تسألة
- من شوي جيت أخدت من عندك خمسة كيلو حليب مبستر ...!
مداخلة بسيطة, (دباح المعلم عكرو ولا تقلو بدي أرجع شي
من عندك, يمو بموت من قهرو) المهم...

- بتأفف وريبة رد, وبشو بقدر أخدمك يا خانم ...!
- لا بس بدي أسألك كم لتر مي بقدر أضيف للحليب ...
ههههه ... حاكم صاير تقيل (كذابة أشرة)
- تبسم المعلم بخجل (مصدقاً كذبتها) وقال وهو
يلوح بيدة ... لا لا ... أختي الحليب آخد كفايتو مو بحاجة
... إنتهى
ولأن رضى المعلم بمثابة التفاني في خدمة الوطن (السوق) ....
إنخرط معضم بالمبارزة

شاهد صديق صدوق المعركة واتصل بأخ عزيز, (الأزعر الأكبر)
واستشاط غبضاً, وأجرى مجموعة مكالمات (خليوية) وفي ظرف
خمس دقائق فقط اجتمع نحو عشر رجال (أشاوس) من كبار
المجرمين وخرجين السجون اختصاص (قتال الشوارع وسلبطة)
واتجهوا نحو السوق مهللين ومكبرين ...!
(مع أنهم لا يحفظون غير الفاتحة ...!)
وجرى ماجرى من المصارعة الحرة وقتال وزهق للأرواح
واستلت العصي الغليظة من أغمادها, ووزعت السكاكين (الشنتيانات)
على المتطوعين كأسلحة (تصنف بيضاء)
وكان الإلتحام وكان الامتحان (امتحان فرض الآراء بالقوة)


الى هنا والوضع (عال العال) وعادي جداً, ويحصل يومياً
(في أحسن المدن تقدماً) إبتداء ب(LA) وإنتهاء ب(NY)
فما بالكم لو حصلت في مدينة حـــــــــــــلب ...!
النخوة وإغاثة الملهوف (لا حدود لها) في حلب

يامو على الله ... (كناية عن أمر عظيم حدث)
مو خسى ....! ابن ابن ابن الخ الخ ... عم رفيقي هيك يصير معو ...!
حمااااااااااااااااد (إختصار اسم محمد بالحلبي)
خبر الشباب وجيبهم بالبيكابات (جمع بيك آب) بســـــــــــــرعة

مشاجرة .... مجرد مشاجرة, ودائماً وأبداً لأمر تافة
قد تكون فتاة (وما أكتر الدنجوانات) وقد يكون (داس على رجل)
أحدهم دون قصد, أو (بقصد, لا يهم كثيراً)
وقد تكون نظرة (زورة) مثال للتوضيح أكثر ...

- ليش عم تزور ...! (يمكن سهي ومو حاسس) ههه
ولكن لا سكوت, ولا إستكانة على الضيم, (لازم أربية)
- إنشالله ماعجبو ...! (افتتاحية تحرش كلاسيكية)
- آية ماعجبو هويا ...(دليل أنة على أهبة الاستعداد للمشاجرة)
- آية تعا لهووووون (وبدأ الفلم الهليودي الحلبي)

هكذا أصبحت حياتنا تافهه ولا قيمة لها, لذلك سوف
نملئها بالمشاجرات الدموية...!
مشان تلات كيلو موز (صومالي طويل, مدري مصري قصير)
تصير مجزرة مو عيب ...!
ترويع مواطنين (يفترض أنهم آمنين ...!)
مشان 3 كيلو موووووز والله عيب ...!

ولكن أين الأبرياء ...!
لا بد وأن يكونوا طرف أساسي في كل مشاكل الأرض
وأولى ضحايا هذا العصر الذي نعيشة
بقرب أرض المعركة اصطف طابووووور طويـــــــــل بطول تعاستهم
طابور مسرحية ثقافية هو ...!
أم طابور أمسية شعرية هو ...!
أم طابور عرض أزياء (فاضح) هو ...!
أم طابور حفل غنائي ساخر هو ...! بالطبع لا
إنة بالتأكيد طابور (الخبز, ليش في غيرو عنا...!)

رجل سبعيني يقف هناك, يتوكأ على عكازة (التي بحاجة لمن يعكزها)
يشاهد مسرحية (مألوفة وبايخة) تعرض أمام ناظرية
كبر سنة أولاً, وخوفة أن (يروح الدور علية) ثانياً
منعاة من التقدم لأصلاح ذات البين
لأن (بصراحة) ساعة ونصف من الإنتظار وسماع قواميس
الشتائم تتلى على مسامعة وتحمل قرف (الي يسوى والي مايسوى)
كفيلة بترك (أهل الحارة كلهم يموجون ببعض) ولا أن تذهب
معاناة ساعة ونصف وقوفاً على القدمين والعكاز, هدراً
هذة الأسباب كانت من أكبر العوائق التي وقفت حجرة عثرة
في طريقة لتهدأة النفوس وترطيب الخواطر (وتبويس الخدود المتشققة)

بينما الإخوة الأعداء, وأصدقاء (الدرب الإجرامي) الطويل
يفرغون طاقتهم (بسفك الدماء) والتي لايمكن كبتها واحتباسها
دون تفريغ ... حدثت مفاجأة ... (ذكرتني بفلم رامبو)
أخذ ابن المشنوق بياع (الدخان) يسدد (بكل ما أوتي من قوة) بعصاة المدببة
بمسامير تشوة كل شيئ, سددها على ظهر شعّار (البويجي المرتزق)
من الخلف وأخذة غدراً, فارتمى وهو يرتجف من الألم وغاب عن الوعي
فقد أصاب عامودة الفقري بشعر كاد أن يكسرة, وتسبب لة (فيما بعد)
شلل نصفي (مومشكلة كلو فدا الأبضايات, كلو فدا الزعامة)


وهنا الحدث الدرامي الأبرز في القصة والتي من أجلها
كتبت ماكتبت (بقهر ولوعة) هكذا سارت الأمور (على مايرام)
كما يرغب أصحابها أن تكون الى أن ...
أن رمى أحدهم .... ماذا تتوقعون أن يرمي ....! حجر ...! خيارة ...!
بطاطا ...! بطيخة ... تفاحة ...! برتقانة ...!
لا لا ... (أعوذ بالله مو عيب ...!)
لقد رمى (العكيد المعدل والزكرت المركز, المحارب المجهول)
قنبلة .....! شوووووووووو ...!
نعم قنبلة يديوية (رمانة) ....!
ياربي سبحانك, ماعم تركب معي 3 كيلو موز وقنبلة يدوية (رمانة) ...!
والله كتير هيك ...! عن جد ماعم تركب معي ...!
طيب لو كانت المسألة أربعة كيلو خيار بلدي
(من يلي بحبو قلبك, ويلي عم ناكل منة كل يوم)
يا ترى شو كان صار ...! عبوات ناسفة ...! ولا حزام ناسف ...!
ولا راجمات صواريخ ...! ولا كاتيوشا ...! ولا هاون ...!
ولا تفخيخ السوق كلة ...! وبكبسة زر بتحول من سوق خضرة
لسوق اللحوم المشوية على الفحم

بووووووووم وانفجرت القنبلة اليدوية حقاً (رمانة حربية)
بين الحشد الغفير وطارت الأشلاء بأتجاهات متفرقة ووقعت
الإصابات وبأعداد كبيرة, فالسلاح الحربي لم يكن من ضمن
قائمة الأسلحة المتعارف عليها أو المسموح بها محليا أو حتى
(المتوقعة على الأقل) وطار معها (طبعاً البريئ) صاحبنا
الرجل العجوز ذو العكاز القديم من قوة الإنفجار ووقع
على الأرض (لا من تمة ولا من كمة) ودماءة تسابق دماء زميلة
(زميل طابور الخبز أيضاً) بعد أن شارف (دور الخبز) على الإنتهاء
فلم يبقى سوى شخص واحد ويحصل على خبزة
حسبي الله ونعم الوكيل على الظلمة ....
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم على المفسدين في الأرض

ما ضلت حلب متل ما بعرفها بشعبها الطيب, لا لا ....
تغيرت, كل يوم قصص رعب وجرايم وسرقات واغتصابات
على غرار (عصابات شيكاغو) يعني صار الواحد
بيطلع من بيتو بيتشاهد (متل ما عملت سابقاً)
وبودع أهلو وبيكون كاتب وصيتو ... بركي شو عرفك ...!
بركي بيجية شي صاروخ (آر بي جي) طايش بشيلو
هوة والكم ليرة يلي معو وبخلصوة من الزفت يلي
عم يعيشة وبروح شهيد ...!
كل يوم منسمع قصص بتشيب شعر الراس
واحد قتل مرة ختيارة مشان 2800 ل س ...!
وغيرو, وغيرو, وغيرو, .... بس توصل الشغلة لقنبلة يديوية ....!
والله تقيلة شوي ...!
يعني بأذن الله, شي كم سنة بصير عنا سوق أسلحة (مرخص نظامي)
وشجارات بالأسلحة النارية والسيارات المفخخة ورهائن
وبيطلعلك واحد مقطوعة راسو مشلوفة مدري وين ...!

قلي رفيقي وقت سمع الخبر, طيب لو(لاسمح الله) صار غزو لسورية
شو بيعملو هالأكراد بالأشرفية, والشيخ طة, والشيخ مقصود ...!
قلتلو بيرفعوا علم( كرستان سورية) وبسكرو المنطقة وبيقصفونا بالصواريخ
وبتطلع هالدبابات, والكلاشنات, وبيبدى الكفاح المسلح الكردستاني ههههههه
(والله على جستي)

أحيانا بفكر عن جد, لازم أهاجر, لازم أترك هالبلد
بقول لحالي, طيب أنت عشت وأولادك (إذا أتجوزت)
شلون بدون يتربو بهيك أجواء, وهيك أخبار
وهيك نفسيات, وهيك عقليات ...!
لو كان ابني أو ابن الجيران حتى, عم يشتري موز أبو بطيخ مبسمر
وصار معو هيك شو ردة فعلي يا ترى ...!
لك عم أحكي عن الرجال العجوز (بحرقة) كأني بعرفة
طيب كيف لو كان حدا من معارفي صرلو حادث ممثل (لا قدر الله) ...!
شو بعمل ...!
يا حيف عليكي يا بلد, يا خسارة يا حلب, كنت مفكر أهلك (أهلي)
أحسن من هيك بكتير, يا خسارتك يا (متنبي) وقت قلت ....

كلما رحبت بنا الروض قلنا ..... حلب قصدنا وأنت السبيل
  رد مع اقتباس
قديم 29/05/2008   #33
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


لغويات لبنانية

فرق فرقًا فهو مفرق وجملة، ومنها فريق وفارق وفرقة وفرقاء، وفروق فى الرؤية والاتجاه والوطنية والعمالة ، وفرق يصنعه الحلاق فى رأسك وفرق وضعه الخالق فى منطقة أخرى .
ووفق بتشديد الفاء ووافق وموافقة ومنها موافقة وموالاة ومعارضة، واتفق واختلف ويا بخت من أتفق ووافق ويا بخت من وفق راسين فى الحالين، وبخاصة لو كان الرأسين يمتازان بالصلعة ، عون وجعجع .

" ويقع لبنان فى منطقة تتوسط بين الشرق والغرب على ساحل البحر الابيض المتوسط فغلب على إقتصاده الطابع الوسيط وكثر فيه الوسطاء الذين يجيدون فن التوسط والوساطة " محمد العبدالله

فلما توسط الوسطاء بين الفرقاء قبلت الوساطة لاستكمال عمليات التوسط والاقتصاد الوسيط المتعطل، وقد قال الله عز وجل " وكذلك جعلناكم أمة وسطًا " صدق الله العظيم، وقال نبيه برى بعد الوساطة : باسم المعارضة ارفع الاعتصام من وسط بيروت، وأذاع المذيع من إذاعة على موجة متوسطة رياضية يفيد إحتراف لاعب خط وسط من فريق النجمة إلى فريق الوحدة القطري .

والأرز شجرة كبيرة ويقال وارف ظلها يحسبه الظمآن ماء ويكاد زيتها يشتعل عرقًا زحلاويًا، والشجرة الكبيرة يقال لها دوحة فعقدت الوساطة بعيدًا عن المتوسط فى موقع وسط بين العرب وإيران - المتهممة بالأرننة وهى الإستعراض بالقوة فى لهجة أهل القاهرة - وخرجت الدولة الوسطى مصر من اللعبة وخرجت قبلة الوساطة الرياض أيضًا قبل أن تدخل وقال المستقبليون نحمد الله أن فارس لم تتوسط ، وفارس من الفرس والفروسية قوة 11 حصان فى الثلث وعلي الطلاق بالثلاثة .

وقلت لنفسي عطل لسانك قليلاً تضامنًا مع الثلث المعطل، ولا أراكم الله تعطيلاً فى عزيز لديكم، وامنع نفسك من إخراج ضحكة من أنفك تبدأ بحرف الخاء كلما سمعت من يدستر دسترة ودستور لامراء الطوائف وتوسط مع أرزة على شاطئ المتوسط .
يا لنفسي وياللبنان
  رد مع اقتباس
قديم 29/05/2008   #34
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


تصريف افعال

جلس
جلست
دخن
ضحكت
.....
دخلا
إستلقت
نام
فخرجت
  رد مع اقتباس
قديم 29/05/2008   #35
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


مينوبوز

كان اكتشاف مبكر لأسباب وجيهة، إن أمهاتنا وأطباءنا والمجتمع من ورائهم سيعرف محطات حياتنا بقوة حسب توجهات البويضات الصالحة للتطور في مبايضنا – المفترض إننا ولدنا بها ولذلك فليس من جديد ليحدث طوال حياتنا. والسبب الوجيه لهذا الاكتشاف المبكر المذكور سالفا هو إنني كنت أشكو آلاما بمعدتي وعمري 11 عاما غامضة الصفة، فشكوت من إن "بطني بتوجعني" فأخذتني أمي للطبيب وقالت له إن بطني بتوجعني وأضافت "بس دي حاجة عادية إن بطنهم توجعهم في السن ده"، وعليه ربما أحرج الطبيب أن يقول رأيا طبيا آخر، وربما كان معتقنعا إن "عادي إن بطنهم توجعهم في السن ده" لنكتشف بعد عدة أشهر إن أمعائي تحتوي على مستعمرات كثيفة من الإنتميبا هستولتويكا، وذلك طبعا بعد ظهور المضاعفات، بالرغم من إن الموضوع كله كان يمكن أن يحل بتحليل بسيط، لو لم تسقط الأم والطبيب الأعراض باعتبارها عادي إن بطنهم (بالجمع) توجعهم في السن ده، ومن أسباب الاكتشاف "السريع" للمرض هو إنني طورت مضاعفات جلدية نادرة الحدوث، بالاضافة لأنيميا الحديد.
سنوات كثيرة بسرعة عرفت خلالها إنه ليس عاديا إن "بطنهم توجعهم في أي سن" مرورا على الأطباء الذين يعتقدون إن أي شيء يحدث للنساء لا يمكن أن يكون بعيدا عن دورتهم الهرمونية: الصداع، الاكتئاب، الأعراض الجلدية، القلق، آلام المعدة والعضلات. قائمة تحوي كل الأعراض الإكلينيكية كافة، بما فيها العته والجنون المؤقت. ثم اكتشفت أيضا إن وجود الدورة الهرمونية ليس سببا وحيدا لتلفيق كل الأعراض المرضية وغير المرضية إليها، بل إن عدم وجودها أيضا سيكون سببا لتلفيق المزيد من الأعراض ببجاحة أكثر، وسيكون سببا مخزيا في تاريخ الطب لإهمال رعاية نساء يعانين من أمراض القلب والشرايين تحت زعم إن صداعهم وآلامهم الصدرية وتعرقهم الليلي ودقات قلوبهم المتسارعة "هي عادي في السن ده".
أما ما هو مزعج فعلا فهو التسمية "المحترمة" لسن اليأس بـالـ
  رد مع اقتباس
قديم 29/05/2008   #36
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي


change of life
باعتبارها نوع من التسمية الإيجابية. لدي بشكل شخصي، لا أدري بالنسبة لبقية النساء، قائمة بالمشكلات مع هذه التسمية تعيقني عن التعاطف مع ما يبدو وإنه نيات حسنة خلفها، فأولاً الدورة الهرمونية نفسها ليست بالشيء المهم في الحياة ليصبح توقفها "تغير الحياة". إنها مجرد نشاط هامشي يقوم به الجسم أهم منه قائمة طويلة من الأنشطة التي سيتضح لاحقا إن أول خلل في واحدة منها هو "تغير الحياة" الحقيقي، وهو ما يدفعني للسبب الثاني في القائمة وهو إن تغير حياتي سيكون مرض السكر – مالم يحدث ما هو غير متوقع من اصابتي بالسرطان مثلا أو بالشلل الرباعي أو بمرض ألزهايمر. كيف أقارن استغنائي عن المحارم الصحية بتغيير نظام غذائي بالكامل والتهديد المستمر بتعرضي لنوبات السكر والتهديد بالفشل الكلوي والعمى وفقد الأطراف؟
Change of life my ass!
سيقول قائل إن الموضوع أبعد من ذلك لإنه يعني انتهاء الفترة الإنجابية في حياة الأنثى، مفترضا – ذلك القائل الذكوري – إن حياة المرأة هي قدرتها على الإنجاب وعليه يكون "تغير حياتها" هو انتهاء تلك المرحلة. أظن إنه، حتى لو كان ذلك صحيحا، يكون الحمل والإنجاب هو تغير الحياة وليس إنتهاء إمكانيتهم.
أما السبب الأكبر على القائمة فهو إعطاء تطور طبيعي أكبر من حجمه بكثير بما يستتبع ذلك حتما من افتراض سيطرة ذلك الحدث الجلل على الأنثى: فهي مجنونة، قلقة، عرقانة، حرانة، تغار على زوجها وتظن إنها فقدت أنوثتها ومصابة بالاكتئاب وتثور لأتفه الأسباب ومجننة العيال والطبيب الطيب ينصح زوجها بإنه "يستحملها عشان الستات في السن ده بتكون حالتهم صعبة" وينصح الشيخ الطيب زوجها وأولادها بالرفق بها لإن "مخها تعبان شوية، وهي على كل حال ناقصة عقل ودين من الأول، فما بالك لما تنقطع عنها الدورة كمان". لست أدري من تحديدا إل "مخه تعبان شوية".
هل هناك من النساء من تتأثر وتلطم الخدود وتظن إن حياتها انتهت لا تغيرت فحسب حين تكف عن الدوران حول القمر؟ قطعا، ولكن هذا لا يجب أن يجعل العيون تنظر في الاتجاه الخطأ، وهو إن توقف الدورة الهرمونية هو السبب، بينما السبب الذي يخزق العين هو انحصار حياة هؤلاء النساء في كونهن إناثا، يحضن وينجبن – ولو إمكانية.
فكرت وأنا أبدأ هذا المقال في أن أضع فيه مشاعري الشخصية تجاه توقف دورتي الهرمونية، عصرت مخي ومشاعري كي أجد شيئا ... فلم أجد. ليست لدي أي مشاعر تخص الـ"مينوبوز"، لا سلبية ولا إيجابية. لم أجد شيئا أظنه سيتغير في حياتي فأٌقلق من مواجهة تغيره ولم أجد شيئا سأفتقده وفي الوقت نفسه لم أجد شيئا لدي رغبة أن أفقده. لا شيء. وجدت موقفي يشبه موقفي من معرفتي إنني أغير جلدي كله كل سبع سنوات، دون أن أحس، دون أن أهتم، دون أن أشعر إن خسرت جلدا ودون أن أشعر إني كسبت جلدا. مجرد مسألة يديرها جسمي فسيولوجيا لوحده ولا يطلب رأيي فيها ويخسر الجلد ويكسبه لمصلحتي ولست أعبأ، مثلما لست أعبأ بحركة أمعائي في هذه اللحظة بالذات.
ربما في تدوينة أخرى نفند أيضا الأسباب التي تجعل المرء يسقط من حسابه كل الادعاءات الساذجة بشأن تأثير توقف الدورة الهرمونية على جسد المرأة، من هشاشة العظام لأمراض القلب لتردي القدرة الجنسية. أقول ربما لإنني لا أشعر فعلا بأدني اهتمام بالمسألة، إنما يصعب علىَ أحيانا أن أرى النساء وقد جنين بينما يقتربن من سن الأربعين الجميل حصاد عمر قضينه يجمعن صفات الأنوثة عوضا عن صفات الإنسانية ويبنين قصور إناث بدلا من أن يبنين قصور بشر، فيفاجأن إن قصورهن قصيرة العمركالأهلة، تظهر صغيرة، تزدهر، ثم تتضاءل لتختفي. خسارة أن يوجه زرع عمر بأكلمه لما سيأخذه منهم في يوم واحد "مينوبوز"
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 14:15 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.38664 seconds with 12 queries