أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14/10/2006   #1
شب و شيخ الشباب George Fahmy
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ George Fahmy
George Fahmy is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
21

Smile ألله الذي عرفته فأحببته فأمنت به فصار الكل لي.. جزء أول‏


"وتعرفون الحق والحق يحرركم"


“You will know the truth, and the truth will set you free” Jon.8:32




ألله الذي عرفته فأحببته فأمنت به فصار الكل لي..



جلست يوما في رحاب هذا الكون الفسيح المحيط بي والذي أنتمي إليه، ثم لم ألبث أن انطلقت بذهني إلي الفضاء الواسع محلقا كما النسر..ناظرا لما فيه من أعلي ومن أسفل قدر محدوديتي..متحررا إلي حين من كل معرفتي، فوجدت عجبا..جمالا..نظاما..إبداعا..ت نوعا..هدوءا..اتساعا..حدودا..ت عايشا..انضباطا في غير سيادة لأي من هذه الموجودات علي الأخريات، فسألت: تري من ذا الذي أوجد كل هذا ويديره منذ القديم؟، أهو الإنسان تاج الخليقة؟ .. لم أجد ردا بالإيجاب ولا من داخلي، فأين ذاك الإنسان بكل ما أوتي من علم وهذا الخلق المهيب؟، أكيد أن وراء هذا المشهد العظيم يوجد مبدع لكل هذا، وأن خلائقه تحدث عنه من يكون..أوليس هذا هو من يدعي بالإله (الكائن والذي كان والذي يكون)؟ .. ووجدتني أعود إلي بعض مما سمعته في سابق عهدي عن حديث دار بين عزته وواحد من بني جنسي ألا وهو الرجل أيوب الباحث عن السيد الإله.. (أيوب 38←42)، وكم كان حديث الإله واضحا وشافيا وعظيما بهذا المقدار الذي معه صرخ هذا الرجل من عمق ألام غربته قائلا: "بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني" (أيوب 42: 5).



أخيرا حط ذهني من عليائه إلي أرض بشريتنا، ولم يلبث أيضا هذه المرة حتي انطلق إلي عالمنا الإنساني بكل ما فيه من مظاهر الحياة بحلوها ومرها، فوجد فيه جمالا وإبداعا من جنس ما رآه قبلا في تحليقه.. عن عجائب الإله القادر علي كل شيء، إلا أن هذه العجائب كان قد لحق بها تشويه أفزعني.. كانت الخطية بكل أشكالها وسطوتها وسلطانها علي الإنسان لتدمير الإنسان وكل خليقة من حوله، وعندها تجلي أمامي الموقف.. يخيل إلي أنه قد دخل إلي عالمنا عدو غريب يريد منا قضاءا وعدما، ونحن منه غير واعين وليس فينا عن نزاله من قدرة، فتساءلت في ألم بصراخ كما الرجل المحبوب الي نفسي أيوب: كيف ومتي وبمن تكون نجاتنا؟، وعندها أشرق لذهني منطق أراحني من بعد هول ما رأيت في محدوديتي، وكان هو الحل الأوحد لهذه المعضلة أن يتدخل الخالق الإله بنفسه لكي يعيد الجمال بين خلائقه إلي حال نقائه يوم أوجده، وخاصة ما تميز به بني الإنسان من جمال علي مثال مبدعه، هذا الجمال الذي انفرد به الإنسان مما جعله يفهم ويحب ويحزن ويرجوا متضامنا الحياة الأفضل لكل الخلائق.



عند ذلك خرجت لحين في زماني من علياء صومعتي، وذهبت سائحا باحثا متسائلا بين إخوتي في إنسانيتي.. هل جاء الخالق منقذا ومحررا لعالمنا .. معطيا الطريق والوسيلة للحياة الأفضل؟.. هل ما ترائي لي ذهنيا من خلاص لحياتنا كان صوابا وصار واقعا وحياة؟، وهنا ويا للعجب جاءني مردود من كل حدب وصوب، الكثيرون قالوا أنه قد جاء وأنه قد فعل.. البعض قالوا بإرسالية بأناس منا.. آخرون قالوا قد جاء مختفيا.. غيرهم قالوا بشخصه، وكان أيضا تباينا في وصفهم لما قد فعل وما نلناه من حياة أفضل.. أهي هنا أم هناك؟.. كيف سنحياها؟.. علي أي حال ستكون؟،ووجدتني في تحد عظيم وصرت أختار وأجرب المرة تلو الأخرى، وقد أحاقت بي المخاطر في بحث عمري هذا، حتى صرخت بدموع إلي من أوجدني أنا وكل ما حولي وتضرعت: أنقدني فأنا لا أعرف.. !!، وكانت استجابته لذهني في روحي التي يعرفها حقا فهي منه وله، وقال لي: أنظر لا يضلك أحد، هوذا بعض من صفات الإله الحقيقي الذي يعرف جبلته وعنده حق رعايتها:



ظاهر بكل جلاء في مخلوقاته.. بوحدانيته.. إبداعه.. لمساته.. سلطانه.. دواميته.. قدرته.. "السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه" مز. 19:1



قادر أن يعلن ذاته أمام محدوديتك بطرق شتي بحسب ما يراه لفرحك ويقينك، إن كان بروحه ترفرف علي وجه المياه، أو في الهيئة كانسان غريب أو صديق، أو يأتي بتجليات خارقة للطبيعة (من له القدرة والسلطان).. كما في شجرة مشتعلة وهي لا تحترق وصوت متكلم يسمع ويفهم بشريا.. عصا خشبية ماءتة تصنع المعجزات.. في عمود سحاب بالنهار وعمود نار بالليل للحماية والرعاية لشعب بأكمله.. نار ودخان وصوت بوق وجبل يرتعد بحلوله.. سحابة تظلل في مجد محتضنة المكان والإنسان.. بالعيان علي المستوي الإنساني وجها لوجه وفما لأذن.. في حلم أو رؤية حيث يكون اللقاء علي مستوي الروح دون الجسد، وأخر الكل مشاركة بشريتكم وسكني روحه القدوس أجسادكم مصادقا أرواحكم مرشدا ومعلما. أقصد من ما سبق أنه غير محتجب، بل كلي الوجود ليس فقط في مخلوقاته بل بذاته، محبا لبني الأنسان حتي أنه في اهتمام يعلن لهم ذاته.


في إعلان السيد عن نفسه يجد الإنسان أعظم عزاء، إذ يستعلن له عظم مقاصد هذا الإله في حياة البشر، وكم محبته فائقة قدر ما يتذوقه الإنسان في حضوره من سلام وفرح عجيب..، وليس خوف وضيق وخوار وطنين في الأذان وثقل علي القلب يكاد يودي بحياة الإنسان.

الله لكل المخلوقات، يهتم في رعايته المسئولة بالكل، لا تصتبغ مقاصده وأفعاله بالعنصرية أو القبلية (التي هي في الحقيقة من صنع الإنسان)، فلا لغة أو عرق أو مكان أو عادات يفرضها لتحكم علاقة بني الانسان به، ولكن توجد لغة أخري غير حركة اللسان أو شكل المكان وسطوة العادات لتحكم تعايش الإنسان مع الإله.. إنها المحبــة.

كلمته ثابتة ووعوده صادقة، فلا تبديل أو ظل دوران فيما ينطق به، بل زوال السموات والأرض جائز وكلمته باقية، فلاعيب فيها أو شبهة نقصان حتي يلغها ويأتي بأفضل منها، وعند اختبار صدق كلامه يعلم الانسان أنه ليس ككلامه يكون كلام الاله وليست كوعوده تكون وعود الخالق، فهو القادر علي كل شيء.. يجري كلمته ويفي بوعوده ولو بعد حين.



وأمور أخري كثيرة يعلنها الاله الحقيقي عن نفسه بروحه القدوس وليس من مخلوق، داعيا ايانا وكل من يسعي من نحو معرفة الحق أن يتقدم ليقتني معرفة القدوس في كل حين.

جزء أول يتبع
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:17 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06099 seconds with 14 queries