أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى
 
أدوات الموضوع
قديم 11/01/2008   #1
شب و شيخ الشباب secular
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ secular
secular is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
المطرح:
بقلب الحرية ...
مشاركات:
253

Exclamation ما هي المسيحية - مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي


الآب و الإبن و الروح القدس ..
طبيعة وحدانية الله في الفكر المسيحي
هل الله واحد أم ثلاثة ؟؟؟

لعل من اكثر الامور التي تصعب على الفهم عند كثير من البشر هي طبيعة
الله فالبعض يرفض فكرة الثالوث و يعتبرها كفراً و يعتبر الله مجرد جسم مصمت يملأ
الكون و لكن من يدقق بكثير من الآيات عند جميع الأديان ..
سيجد انه كثيراً ما يوصف الله أن له يد و يقول كلاماً أي له فم و له إرادة أي عقل
و يهب لنجدة الذين يطلبونه وقت الضيق ..
و انا اطلعت على قليل من تعاليم السيخ و الهندوس ..
وجدتهم يجسدون الآلهة يعني أن فكرة تجسد الإله و نزوله هي غاية البشر
و منيتهم ..لعل كل الأديان تسعى لله و تطلبه و تصلي له لكن المسيحية وحدها
تعلم أن الله تجسد و هو أتى لعالمنا و تجول بيننا و علم تعاليم رائعة و عاش حياة كاملة و عانى من التجارب و لكن كان كاملاً و زكياً و بدون خطيئة ..بل و افتدى خطايانا على الصليب ..


الكتاب المقدس هو كلمة الله ، وبعهديه القديم و الجديد هو مرجعنا لأي سؤال متعلق بالله، و يؤكد الكتاب المقدس حقيقة وحدانية الله بشكل لا يقبل المساومة، و هو مليء بالشواهد التي تقر بهذه الوحدانية ، مثل:

خروج 2:20 "أنا الرب إلهك.. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي".
تثنية 35:4 "لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه".
إشعياء 5:45 "أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي"
إشعياء 18:45 "أنا الرب وليس آخر"
إشعياء 21:45 "أليس أنا الرب ولا إله غيري. ليس سواي"
إشعياء 22:45 "لأني أنا الله و ليس آخر"
إشعياء 9:46 "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي".
رومية 12:10 "لأن رباً واحداً للجميع"
كورنثوس الأولى 6:8 "لكن لنا إله واحد"
أفسس 5:4 .... "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة"
1 تيموثاوس 5:2 "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد"
يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل"
وقانون الإيمان الذي نردده في كنائسنا بجميع طوائفها يقول:"نؤمن بإله واحد


فنحن موحدون نؤمن وبكل يقين أن الله واحد لكن هذه الوحدانية ليست وحدانية مُجردة مُطلقة، لكنها وحدانية جامعة مانعة، بمعنى أنه إله واحد، جوهر واحد، ذات واحدة، لاهوت واحد، لكنه أقانيم متحدون بغير امتزاج، ومتميزون بغير انفصال، وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية تدل على التمَيّز بغير انفصال( إتحاد في الجوهر و الطبيعة وتميز في الشخصية).
والأدلة كثيرة على أن وحدانية الله جامعة وليست مطلقة، فأسماء الله قد وردت في العهد القديم بصيغة الجمع أكثر من ثلاثة آلاف مرة. أول آية في الكتاب المقدس في سفر التكوين تقول " في البدء خلق ( بصيغة المفرد) الله ( ألوهيم بصيغة الجمع) السموات والأرض." نعمل ( بصيغة الجمع) الإنسان على صورتنا كشبهنا." ( بصيغة الجمع) " هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا" " هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" وفي سفر إشعياء " ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أُرسِل ( بالمفرد) ومَن يذهب من أجلنا( بالجمع)." ولا يمكن أن نقول أن هذه صيغة تعظيم، فصيغة التعظيم لا وجود لها في اللغة العبرانية لكنها مُستحدثة في اللغة العربية، وحتى هذه الصيغة المُستحدثة لا تنطبق على قولهِ " هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا" وهذه الوحدانية الجامعة غير المُجرَّدة لازمة وضرورية لتفسير طبيعة الله قبل خلق هذه الخليقة، فنحن نعرف أنه بعد أن خلق الله الخليقة قد أحبّنا وصار يسمع صلواتنا ويتكلم إلينا في الأنبياء.
والسؤال هو تُرى ماذا كان يفعل الله قبل هذه الخليقة؟ هل كان يتكلم؟ هل كان يسمع؟ هل كان يُحب؟ لكن مع من وإلى من كان يسمع ومن كان يحب؟ هل كان قبل الخليقة صنماً لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب ثم صار بعد الخليقة إلهاً حياً، حاشا!

إن الله لا يتغير ولا يتطور ولا يمكن أن يُضاف إليه شئ، فالله كان يحب ويتكلم ويسمع ضمن أقانيمه الثلاثة. فإذا قلنا أن الله لم يكن يتكلم قبل أن يخلق المخلوقات و أصبح يتكلم فهذا يعني إما تغيراً في الذات الإلهية أو أن الله غير مستقل و غير مكتف بذاته و هو بحاجة لمخلوقاته حتى يمارس صفاته وتكون صفاته عاملة ، حاشا لذلك فوحدانية الله هي الوحدانية الجامعة المانعة جامعة لكل ما يلزم الله لممارسة صفاته ومانعة لوجود جوهر آخر أو تركيب أو تجزئة في جوهر الله ، والتي وحدها تليق بجلاله لأن بها تكون له ذاتية خاصة، ويكون متصفاً بكل الصفات الإيجابية اللائقة بكماله، وتكون هذه الصفات ليس بالقوة بل بالفعل ومنذ الأزل هي عاملة، لذلك فلم يعترِه أي تغيير عندما تجسد الأقنوم الثاني على كوكبنا ..

و لنقرأ قصة الميلاد لندرك أكثر القصة
6 وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة
27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم.
28 فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها.الرب معك مباركة انت في النساء.
29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية.
30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله.
31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.
32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.
33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية
34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا.
35 فاجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله


و لتقرأ من سفر ميخا بالتوراة النبوءة عن ميلاد المسيح
و لننتبه أنها حددت مكان الولادة قبل مئات السنين من ولادته
في بيت لحم .. و هل هناك إثبات بعد هذا كم هو الله دقيق في كلامه
رغم أن مكان اقامة يوسف الصديق و مريم هو الناصرة !!

اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.

اي أن ولادة المسيح من الروح القدس من مريم العذراء لم تكن بداية وجوده
بل هو موجود منذ الأزل ..

كتبت شابة باحثة عن الحق :
بالنسبة لفكرة الثالوث لقد فهمت من خلال اطلاعي وقرائتي ان المسيحيين يعبدون اله واحد
ولكن لم اعرف كيف يكون اله واحد وثلاث بواحد فقرأت كتاب جدا رائع للكاتب المسيحي
هنري اليسوعي وكتاب الله واحد في ثالوث لقد فهمت التثليث جيدا
الآب والإبن والروح القدس إله واحد ، هو الله الأزلي ، التوحيد الخالص ،
الواحد ذو الثلاثة أقانيم الله له ذات وكلمة وروح
الآب : هو ذات الله التي وُلد منها النطق العاقل ( الكلمة ) وخرج منها الروح
الإبن : عقل الله الناطق ( الكلمة ) المولود من الذات
الروح القدوس : هو روح الله القدوس الخارج من الذات

إله واحد له ذات ونطق عاقل وروح يعني لا اله الا الله

نحن لا نقول الله ثالث ثلاثة كما يفهم البعض خطا بل هو ثالوث -
هل تعتبر المثلث هو ثلاثة مثلثات ؟؟؟
طبعاً لا و كذلك الامر الثالوث الأقدس - الله ثلاثة أقانيم و ليس ثلاثة آلهة ..

و دعونا نضع جانباًً أفكارنا المسبقة و لننظر للشمس مثلاً
الشمس ألا تكون ثالوث و بنفس الوقت هي وحدة ...
الشمس بإمكانك أن تأخذها على أنها كوكب مصمت أو كتلة
و لا تقبل أي تجزيء لها و تتهم من يعارضك بالغباء و الكفر
و بإمكانك أن تنظر لها مثلاً بانها نور و حرارة و وجود ( كيان )
اسمح لي نور الشمس يصلك و بنفس الوقت تقول ( الشمس أنارت البيت )
و هو نفسه يعطيك الإحساس بالحرارة عندما تطلب دفئها و تقول ( الشمس حارقة )
و أيضاً الكوكب الشمس موجود - الآب موجود .. ككيان ..
أي بكل بساطة النور هو الشمس و الحرارة هي الشمس و الكوكب هو الشمس أي أن لا تجزئة بينهم و هم ثالوث في وحدة ..الفكرة بسيطة

الحرارة هي الروح القدس روح الله .." الله حي "
و الضوء نستطيع تشبيهها بالإبن المسيح الذي ولد بعد ان حل
الروح القدس على مريم العذراء و التي حبلت من الروح القدس
و السيد المسيح هو القائل " أنا نور العالم " ..
و الكوكب نفسه كوكب الشمس .. الوجود .. الآب


فهما وجدا بنفس الوقت و لكل واحد عمل و هناك اختلافات و لكنهم يشكلون
كوكباً واحداً و وجود واحد ..
و هنا أيضاً تستطيع أن تقول الآب هو الله و الإبن هو الله و الروح القدس هو الله
المسيح و لو أتى لعالمنا في وقت محدد لكن وجوده منذ الأزل
و قس على ذلك النار مثلاً و كثير من الامثلة الحياتية موجودة
فالثالوث ليس اجتزاء لله و لطبيعته فهو كما نقول في بداية صلاتنا
باسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين

و سلام الرب يجمع جميع الأخوة البشر في مظلة الله و محبته و رعايته
فلا يبقى بغض و لا كره و لا تفرقة بل الكل أحبة ..و كما يعلمنا الإنجيل
الله محبة و في القلوب المحبة المتسامحة يسكن ...
++++++++++++++++++++++++++++++++++
صديقي العزيزاسمح لي في هذه الرسالة أن نقدم لك بعض الكلمات المعبرة عن السيد المسيح ...
فهل هناك ما هو أجمل من الحديث عنه
جاء من الله ، مولودا من امرأه بسيطة . كان ميلاده أمراً حيّر الحكماء ، ولم يستطع أحد من العلماء تحت الشمس أن يدرك هذا السر . أخذ طبيعة البشر لكي يفتدي الجنس البشري ، وصار ابن الانسان لكي نصير نحن أولاد الله .
عاش فقيراً ، ونشأ مجهولاً ، في صباه لم يخرج من بلدته إلا مرة واحدة . لم يكن له نصيب في التعليم العالي ، لأن عائلته لم تكن لها ثروة أو نفوذ . ومع ذلك ففي طفولته كان سبب الرعب في قلب ملك ، وفي صباه حيّر أهل المعرفة ، ولما اكتمل شبابه سيطر على الطبيعة ، فمشى على الأمواج وأمر البحر فهدأ ، وشفى الجموع الكثيرة ، وأقام الموتى بسلطان كلمته .
لم يكتب كتاباً واحداً في حياته ، ومع ذلك فليست هناك مكتبة يمكنها أن تسع الكتب المكتوبة عنه . لم يؤلف ترنيمة واحدة ، ومع ذلك فان ألحان التسبيح والتمجيد له تبلغ عدداً لا يستطيع جميع الموسيقيين معاً أن يؤلفوا ما يساويه . لم يؤسس مدرسة واحدة ، ومع ذلك فكل جامعات العالم لا يمكنها أن تفتخر بتلاميذ أكثر من تلاميذه . لم يدرس الطب ولم يمارس هذه المهنة ، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يحصي عدد القلوب التي سحقتها الآلام ووجدت الشفاء عنده ؟ لم يقد جيشاً ، ولم يجند عسكرياً ، ولم يحمل سلاحاً ، ومع ذلك فليس هناك قائد جمع حوله عدداً من المتطوعين أكثر منه، وفي كل أنحاء الأرض ألقى كثير من العصاة أسلحة تمردهم ، وأخضعوا ارادتهم لإرادته دون أن يصدر منه تهديد ودون الالتجاء إلى الشدة ولكنه هزمهم بسلاح اللطف والوداعة .
لقد خلع الملابس الملكية الفاخرة ليرتدي الملابس المتواضعة . كان غنياً وفي سبيل محبته لنا قد افتقر ... وإلى أي درجة من الفقر قد وصل ! اسأل عن ذلك مريم امه ، بل اسأل الرعاة والمجوس . وقد رقد في مذود لا يملكه ، وعبر بحيرة جنيسارت في قارب لا يملكه ، وفي يوم دخوله أورشليم كان راكباً على جحش لا يملكه ، ودفن في قبر يملكه غيره.
كثيرون من العظماء ظهروا ثم طواهم النسيان ، ولكنه وحده الذي يبقى مدى الأجيال . لم يقدر هيرودس الملك أن يقتله ، ولم يتمكن الشيطان من وضع العقبات في طريق عمله ، ولم يستطع الموت أن يهزمه ولا القبر أن يستبقيه تحت سطوته .
هو المسيح الذي لا مثيل له " يدعى اسمه عجيباً " " له يشهد جميع الانبياء أن كل من يؤمن به ينال غفران الخطايا". الشخصيه المعجزة العظمى في تاريخ البشرية ، وكإنسان كان وجهه يلمع بمجد الله العلي .
صديقنا ،، هذا هو يسوع الذي يستحق أن نكرس له حياتنا ، ونعيش لمجده

إنّ أغرب ما في الإسلام، كمنظومة معقّدة للغاية، هو هذه القوة الاستلابيّة التي تجعل المرأة تدافع عن تحقيرها الذاتي . نبيل فياض
_____
منتدى المسيحيين العرب
http://www.ch-arab.com/vb/index.php
 
قديم 11/01/2008   #2
شب و شيخ الشباب secular
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ secular
secular is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
المطرح:
بقلب الحرية ...
مشاركات:
253

افتراضي


كيف تقبل المسيح مخلصاً ؟


أيها المصلوب، إنك مصلوب على قلبي، والمسامير التي ثقبت يديك تخترق جدران قلبي
***********************************************
اشعياء 53:5 - وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا.





إن المسيحية ليست ديانة. إنها ليست فروضاً أو طقوساً أو ممارسات، لكنها أسلوب حياة ينمو في معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. كما أن الحياة الأبدية ليست جنة تجري من تحتها الأنهار، "لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً. بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 14: 17، "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" الانجيل بحسب البشير يوحنا 17: 3.ويعلن الكتاب المقدس عن قبول المسيح: "وأما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه" الانجيل بحشب البشير يوحنا 1: 12. والقبول هو الإيمان .. ما وقر في القلب وصدقه العمل. "الإيمان بدون أعمال ميت" رساله الرسول يعقوب 2: 20.
كما أن قبول الله يجعلنا أبناء له وليس أقل .. إذ أنه ينقلنا من مرتبة العبيد إلى الأحباء: "لا أعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" الانجيل بحسب البشير يوحنا 15: 15.

2- يسوع المسيح "ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" أعمال الرسل 4: 12.
فهو "الطريق والحق والحياة" الانجيل بحسب البشير يوحنا 14: 6. "أنا هو خبز الحياة. من يقبل إليَّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" الانجيل بحسب البشير يوحنا 6: 35.
لذلك ادعوه رباً ومخلصاً شخصياً لك، "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص"
رسالة الرسول بولس الى اهل روما 10: 9 – 10.

3- إن الله يحب كل خليقته .. فهو لا يفضِّل إنسان على آخر أو شعب على آخر، لكن الجميع متساوون أمامه .. "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحداً في المسيح يسوع" رسالة الرسول بولس الى اهل غلاطيه 3: 28 . ليس بإمكانك ان تفعل شيئاً يجعل الله يحبك أكثر أو يحبك أقل. وذلك لأن محبة الله تعتمد على طبيعته حيث "أن الله محبة". فإن الله لم يحبنا لأننا نستحق المحبة "لكن الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 5: 8 .
فالمسيحية تمتاز عن باقي الديانات بمفهوم "النعمة" .. أي عطية الله المجانية التي لا نستحقها.

4- لذلك تعال إلى الرب يسوع المسيح كما أنت. ليس باستطاعتك أن تغيِّر نفسك
وإلا لما كان لديك احتياج إليه. لكن الكتاب المقدس واضح في قوله أن
"الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 3: 12. فإن الله يكره الخطية جدا لكنه يحب الخاطي جداً وهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف الانجيل بحسب البشير يوحنا 10: 11.

5- اعلن توبتك عن جهلك وخطاياك السابقة "فالله يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل" أعمال الرسل 17: 30. فهو الوحيد الذي يقدر أن يعطيك حياة جديدة: "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً" رساله الرسول بولس الى اهل كورينثوس الثانيه 5: 17.

6- اطلب وجه الله باعتباره أب لنا وليس ديان. واعلم أن يسوع في أيام جسده قد تعرض لكل التجارب والضيقات التي قد تمر بها. فهو لا يجلس في برجه العاجي في السماء كما صوَّره أرسطو بعيداً عن كل ما نعانيه نحن على الأرض، لكنه من شدة محبته لنا قرر أن يتنازل ويشاركنا: "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما" الرسالة الى العيرانيين 2: 14. "من ثم كان ينبغي أن يشبه أخوته في كل شيء لكي يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً في ما لله حتى يكفِّر خطايا شعبه.
لأنه فيما قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين" الرسالة الى العيرانيين 2: 17 – 18. لذلك فهو قادر أن يرثي لضعفاتنا: "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية" الرسالة الى العيرانيين 4: 15.
كذلك فإن الروح القدس يعين ضعفاتنا: "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 8: 26.

7- اقرأ الكتاب المقدس مبتدئاً بالأناجيل الأربعة التي تروي عن حياة الرب يسوع المسيح على الأرض وأعماله ومعجزاته وتعاليمه. اعلم أن الله "ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" رسالة الرسول يعقوب 1: 17. وأن "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" عب 13: 8. فهو يستطيع أن يتدخل في ظروف حياتك اليومية تماماً كما صنع في حياة الناس قديماً. "الرب قريب لكل الذين يدعونه. الذي يدعونه بالحق. يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلصهم" المزمور 145: 18 - 19.

8- اطلب إرشاد الروح القدس لك أثناء الصلاة وقراءة الكتاب المقدس. "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" الانجيل بحسب البشير يوحنا 16: 13. ارفع صلاتك لله و اطلب منه أن يريك نور الحق و طريق الخلاص و الحياة الأبدية .

9- استخدم آيات الكتاب المقدس التي لمس الله بها قلبك في الصلاة. فإنه مكتوب أن "كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفصل النفس
والروح والمفاصل والعقول ومميزة أفكار القلب ونياته وليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" الرسالة الى
العبرانيين 4: 12 -13. لذلك دع كلمة الله تكشف خبايا قلبك أمام الله حتى يتعامل معها ويطهرها ويقدسها.

10- انضم إلى مجموعة في الكنيسة من أجل الشركة والصلاة معاً. فإن الكنيسة ليست حجارة أو طوب، وإنما هي جسد والمسيح هو الرأس. "وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" رسالة الرسول بولس الى اهل افسس 1: 22 – 23.
كما أن يسوع هو حجر الزاوية: "فلستم إذاً بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلا مقدساً في الرب" رسالة الرسول بولس الى اهل افسس 2: 19.

11- ضع كل حياتك ومستقبلك في يدي الله واعلم أنه "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 8: 35. فقد ذكر الرب يسوع أنه "في العالم سيكون لكم ضيق. لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"ا لانجيل بحسب البشير يوحنا 16: 33.
12- لكنه وعد بأنه سوف يعطي لنا سلامه: "سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" الانجيل بحسب البشير
يوحنا 14: 27. "وسلام الله الذي يحفظ كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" .



صلاة مقترحه :
ايها الرب يسوع اعترف لك بخطيتي وكما اني اعترف انني لا استطيع ان اخلص نفسي
بنفسي لذلك تعال الان يا رب يسوع وادخل الى قلبي وطهرني من خطيتي
انت يا رب يا رب يسوع يا من هو اصدق القائلين
وعدتني في الكتاب المقدس ان كل من يقبلك تعطيه سلطان ان يكون من اولاد الله
ها انا طلب منك ان تدخل قلبي وتجعلني خليقه جديده
آمين
 
قديم 11/01/2008   #3
شب و شيخ الشباب secular
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ secular
secular is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
المطرح:
بقلب الحرية ...
مشاركات:
253

افتراضي


هل صُلب السيد المسيح فعلاً، ولماذا؟


- إن هذا السؤال مهم جداً، لأن حول صلب المسيح وقيامته ترتكز تعاليم الديانة المسيحية. والكتاب المقدس الذي يعتبر مصدر الإيمان المسيحي، يؤكد لنا حقيقة صلب المسيح، كما يؤكد أن المسيح نفسه صُلب، ولم يُصلَب عنه أي إنسان آخر. وبحسب التعاليم المسيحية، فإن المسيح لم يُصلب عبثاً، لأن لصلبه مغزىً روحياً عميقاً، وهو إتمام عمل الفداء الذي أتى من أجله إلى العالم، وإجراء المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ، كي يتبرر الخطاة بواسطة صلبه وموته نيابة عنهم.

وعندما نتكلم عن صلب المسيح وموته فداء عن الجنس البشري لابد من الرجوع إلى جذور الموضوع ليتسنى لنا فهم الحقيقة الأساسية التي يرتكز عليها صلب المسيح. فما لا شك فيه بالنسبة للعقيدة المسيحية أن المسيح صُلب. أما لماذا صلب، فهذا ما سنحاول إيضاحه. إذ أن موت المسيح على الصليب كان بمثابة كفارة، أو بمثابة ذبيحة لمغفرة الخطايا. فالمسيح البار مات على الصليب بدلاً من الناس الخطاة حتى يتبرروا هم بموته، أي حتى يتحرروا أو يتخلصوا من الخطية. فالخطية دخلت العالم بواسطة آدم الأول، والخلاص من الخطية هو بواسطة آدم الثاني، المسيح. كما جاء في الكتاب المقدس "لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع" (1كورنثوس 15: 22).

وعندما نرجع إلى سفر التكوين نقرأ قصة الخليقة ومن ضمنها قصة تعدّي أبوينا الأولين آدم وحواء شريعة الله. فنلاحظ أن آدم وحواء أخطأا منذ بداية الخليقة، وبعصيانهما ومخالفتهما شرائع الله دخلت الخطية العالم. ومفاد ذلك كما ورد في سفر التكوين أنه بعدما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن، أوصاهما أن يأكلا من كل شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر. ولكن آدم وحواء لم يطيعا، بل عصيا أوامر الله وأكلا. وبسبب ذلك، غضب الله عليهما وعلى الحية التي أغرت آدم وحواء، وقال للحية: "ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية، على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عدواه بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 3: 14-15). وغضب الله على آدم وحواء وطردهما من الجنة. من هنا بدأت خطية الإنسان، فأصبح الناس يتوارثون الخطية التي ورثوها عن أبويهم آدم وحواء. وهنا كان الوعد من الله بأنه سيرسل المسيح من نسل المرأة أي من عذراء وليس من نسل رجل، ليسحق رأس الحية، أي الشيطان. ويشير الكتاب المقدس بهذا الصدد إلى أن كل الناس خطاة فيقول: "الجميع أخطؤوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 3: 23). ونقرأ أيضاً في رسالة رومية: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (رومية 5: 12). وبما أن الجميع خطاة لا يستطيعون تتميم وصايا الله وناموسه، فقد حاول البعض منهم في العهد القديم أي قبل مجيء المسيح التكفير عن خطاياهم بطرق مختلفة.

مثلاً:

قدم سيدنا نوح ذبائح لله، فيقول الكتاب المقدس: "وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح" (تكوين 8: 20). ونلاحظ أن النبي موسى أيضاً عليه السلام قال لفرعون ملك مصر قديماً، عندما لم يرد أن يعطيه ماشية بني قومه: "أنت تعطي أيضاً في أيدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب إلهنا فتذهب مواشينا أيضاً معنا" (خروج 10: 25-26). ونقرأ في سفر اللاويين ما يلي: "إذا أخطأ رئيس، وعمل بسهو واحدة من جميع مناهي الرب إلهه، التي لا ينبغي علمها وأثم، ثم أعلم بخطيئته التي أخطأ بها يأتي بقربانه تيساً من المعز ذكراً صحيحاً، ويضع يده على رأس التيس ويذبحه في الموضع الذي يذبح فيه المحرقة أمام الرب، أنه ذبيحة خطية" (لاويين 4: 22-24). كما أن الله عندما أراد أن يختبر إيمان إبراهيم الخليل عليه السلام، طلب منه أن يقدم ابنه ذبيحة له. وعندما همّ إبراهيم يذبح ابنه ، افتداه الله، فأرسل كبشاً قدّمه إبراهيم ذبيحة لله بدل ابنه. والجدير بالذكر أن الذبائح والقرابين ترجع إلى عهد بعيد جداً، حينما قدم قايين هابيل ولدا آدم وحواء ذبائحهما لله (تكوين 8: 20). كما أن المؤمنين في العهد القديم اعتادوا أن يقدموا لله ذبائح، كل بيت يقدم حملاً أي خروفاً بلا عيب.

علاقة هذه الذبائح بموت المسيح :

إن تلك الذبائح والحملان كانت تقدم للتكفير عن الخطايا، ولكنها في الوقت نفسه كانت تشير أو بالأحرى ترمز إلى المسيح، الذي سفك دمه بدلاً عن الخطاة. ويقول الكتاب المقدس: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 9: 22). فالمسيح الذي يُشار إليه بأنه "حمل الله" الذي تنبأ عنه أنبياء العهد القديم بأنه مسيح الله، وهو الذي وعد الله بإرساله، ليضع حداً لعهد الذبائح والمحرقات، ويفتدي العالم بذبيحة واحدة هي المسيح نفسه. ويشير الكتاب المقدس إلى المسيح، بقوله: "هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29). ويقول أيضاً، إن الرب أعدّ المسيح ليكون ذبيحة تبطل ذبائح العهد القديم فنقرأ ما يلي: "اسكت قدام السيد الرب لأن يوم الرب قريب، لأن الرب قد أعدّ ذبيحة قدس مدعويه" (صفنيا 1: 7). وقد تمت هذه الذبيحة بموت المسيح على الصليب حسب قول الكتاب المقدس "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عبرانيين 10: 10).

تأكيدات من الكتاب المقدس تشير إلى أن موت المسيح بقصد خلاص الجنس البشري من الخطية

"الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة (أي على الصليب)، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر، الذي بجلدته شفينا" (1بطرس 2: 24). وأيضاً قول الله تعالى: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذلك ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). وهكذا علينا أن ندرك أنه في عملية صلب المسيح، تمت المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ. والدليل على ذلك ما ورد في رسالة بولس: "كان الله في الصليب مصالحاً الكل لنفسه.. عاملاً للصلح بدم صليبه بواسطته" (كولوسي 1: 20). ولهذا السبب كان من الضروري أن يموت المسيح على الصليب من أجل الخطاة، كما أن ذلك كان بترتيب من الله. وقد أطاع المسيح ذلك الترتيب، فنقرأ عن المسيح ما يلي: "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً، الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضاً، وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض، ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فيلبي 2: 5-11).

هل هناك علاقة بين تعاليم الدين المسيحي وتتميم شعائر العهد القديم بالنسبة لصلب المسيح؟
يُعتبر موت المسيح على الصليب نقطة أساسية بالنسبة للعقيدة المسيحية، لأنه بواسطة موته أزال الحواجز بين الله القدوس والإنسان الخاطئ. لقد كان موته كفارة عن خطايا البشر، وهو يتمم شعائر العهد القديم ويضع حداً لها، ولفهم هذا الموضوع بطريقة أوضح، لابد من الرجوع إلى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. لقد كانت نبوات وشعائر العهد القديم ترمز بشكل أو بآخر إلى المسيح وعمله الفدائي، وقد تمت هذه النبوات بمجيئه ومن ثم بفدائه. فعندما جاء يسوع أعلن أنه لم يأتي لينقض بل ليكمل (متى 5: 17). وقد أكمل المسيح بمجيئه كل ما هو ناقص، ولا سيما عمل الفداء العظيم الذي اكتمل بموته على الصليب.

فموضع الكفارة من أساسه يدور حول موضوع الخطية والتبرر منها، أي الخلاص من الخطيئة. وموضع الخطيئة هذا قديم قِدَم الإنسان، إذ أن الخطية دخلت إلى العالم بواسطة آدم الأول الذي عصى أمر الله. والعصيان هو عدم إطاعة أوامر الله أو عدم السلوك حسب شرائعه، وبما أن الله قدوس، فهو يكره الخطية ويعاقب عليها. ومع أنه رحيم محب، إلا أنه إله عادل أيضاً، وعدله يقضي بأن "النفس التي تخطيء هي تموت" (حزقيال 18: 20). "لأن أجرة الخطية هي موت" (رومية 6: 23).


وللتكفير عن الخطايا، كانت شعائر العهد القديم ترتكز على تقديم الذبائح والمحرقات لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 9: 22). وعلى هذا الأساس كانت تقدم القرابين بعد سفك دمها كعلامة للتوبة، وللحصول على المغفرة


وبالرجوع إلى العهد القديم من الكتاب المقدس، نلاحظ في سفري الشريعة أو الناموس المعروفين بسفرّي "اللاويين" و"العدد". بأن كل من يعمل واحدة من الأمور التي ينهي عنها الله يخطئ، وعليه أن يتحمل نتيجة خطيته، وقد ورد في الكتاب المقدس ما يلي: "وإذا أخطأ أحد وعمل واحدة من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها، ولم يعلم كان مذنباً وحمل ذنبه" (لاويين 5: 17). أي أنه يتحمل مسئولية خطيته. فكان الناس في العهد القديم يحاولون التكفير عن خطاياهم بواسطة الذبائح والمحرقات، ومنها الحملان والتيوس والثيران وغيرها. هذا بالنسبة للعهد القديم أي ما قبل المسيح، ولكن اللاهوت المسيحي يشير إلى أن هذه الذبائح كلها كانت مجرد رموز ترمز إلى المسيح "لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا" (عبرانيين 10: 4).

فالسيد المسيح أتم ناموس الذبائح وأبطل عهدها بتقديم نفسه كذبيحة، أو بسفك دمه الكريم على الصليب مرة واحدة من أجل الخطاة (عبرانيين 7: 27). ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد إن المسيح قام بعمل المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ، "عاملاً الصلح بدم صليبه" (كولوسي 1: 20). وقوله أيضاً عن المسيح: "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (أفسس 1: 7). "إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب، هو دم المسيح" (1بطرس 1: 18-19). وقوله أيضاً عن المسيح: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29). وأيضاً "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" (1بطرس 2: 24). فبموت المسيح على الصليب أكمل ناموس الذبائح بتقديم نفسه كذبيحة. ولهذا لم يعد من الضروري أن يقدم الناس الذبائح للخلاص من الخطية، لأن المسيح "بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تيموثاوس 2: 6). وهكذا نرى، أنه بواسطة موت المسيح على الصليب انتهى عهد الذبائح، لأنه كان الذبيحة الأخيرة المرتبة من الله. فالمسيح مات لأجل الخطاة. وقام فيما بعد ليمنحهم الحياة، فكل من يؤمن به يخلص ويحصل على الحياة الأبدية.

+ هل صلب المسيح نفسه، أم أن شخصاً آخر يشبهه صُلب بالنيابة عنه؟


كان المسيح هو الشخص الحقيقي الذي علّق على الصليب. ولا يعقل أن يكون الله اختار شخصاً آخر ليموت بدل المسيح لأن في ذلك طعناً في محبة الله وعدالته ومعرفته، كما أن ذلك طعن في شهادة المسيحيين أتباع يسوع الذين عرفوه شخصياً، وآمنوا به وشاهدوه بأم أعينهم معلقاً على الصليب. وأنزلوه بأيديهم على الصليب. ولو أنكرنا هذا، لكان ذلك طعناً بالتواتر، والطعن بالتواتر يوجب الطعن بنبوة كافة الأنبياء وهذا لا يجوز. كما أن شهادات رؤساء اليهود وهم أعداء المسيح، كلها تشير إلى صلب المسيح. وبهذا الصدد نؤكد أن شهادات رؤساء اليهود وهم أعداء المسيح، كلها تشير إلى صلب المسيح، وبهذا الصدد نؤكد مرة ثانية بأن إيمان المسيحيين يرتكز على موت المسيح الفدائي، وغلبته على الخطية والشر ثم قيامته المجيدة من بين الأموات في اليوم الثالث.

********************************************

لماذا صلب المسيح؟



في الواقع أن الصليب هو تجسيد لعدالة الله المطلقة، ولحكمته ومحبته، ولكمال صفاته الإلهية حتى إنه من المؤسف حقاً أن بعض المغرضين يرون في صليب المسيح ما يتنافى مع العدالة الإلهية، زاعمين أن في الصليب تذنيباً للبريء وتبريئا للمذنب. والحقيقة أنه في الصليب تتجلى حكمة الله وقوة الله حتى تبيد كل حكمة الحكماء ويُرفض فهم الفهماء. فالرسول بولس يقول "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالةٌ وأما عندنا نحن المخلّصين فهي قوَّة الله. لأنه مكتوبٌ سأُبيد حكمة الحكماءِ وأرفض فهم الفهماءِ. أين الحكيم. أين الكاتب. أين مباحث هذا الدهر."

وللتأكيد نقول إنه مكتوب في الوحي المقدس في سفر الأمثال هذه الآية "مبرّئُ المذنب ومذنّب البرئَ كلاهما مَكرَهة الرب." وحاشا لله أن يفعل ما يكرهه. ونحن إذ نتناول موضوع الصليب بالتأمل يجب علينا أولاً أن نخلع أحذيتنا من أرجلنا ونتسربل بالتواضع لأن الموضع الذي نحن واقفون عليه أرض مقدسة.. ولنطلب من المسيح "المذَّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم." أن يكشف عن أعيننا "لمعرفة سرّ الله الآب والمسيح"

أولاً:

*****
نقول إن المسيح البار لو كان قد أُجبر على حمل دينونة الناس الأشرار ومات ضد إرادته لكان ذلك فعلاً منافياً للعدالة، أما وأن الرب يسوع قد اختار برغبته وبدافع محبته أن يحمل عار البشر وخطيتهم فإننا نرى في صلبه عدالة الله الكاملة لأنه إذ سبق وأعلن أن أجرة الخطية موت، لم يخفف هذه الأجرة على ابنه الوحيد الحبيب حين "وضع عليهِ إثم جميعنا." لكي يصير "لجميع الذين يطيعونهُ سبب خلاصٍ أبدي"

يخطئ الناس إذ يظنون أن الرب يسوع قد صُلب كشهيد لأن تعاليمه تعارضت مع تقاليد المجتمع، وينسون أنه مات كفادٍ لأنه "كان قد أحبَّ خاصَّتهُ الذين في العالم أحبَّهم إلى المنتهى." فالمسيح لم يمت شهيداً كأنه عن ضعف، لكنه مات حباً لخاصته ليقدم الفداء للكنيسة لكل من يؤمن به وقد شهد المسيح نفسه مؤكداً ذلك بالقول "لهذا يحبُّني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحدٌ يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطانٌ أن أضعها ولي سلطانٌ أن آخذها أيضاً." وهنا نرى أن المسيح بسلطانه اختار أن يضع نفسه ولم يأخذها أحد منه.. وإذ حاول بطرس مساعدة المسيح بسيفه قال له يسوع "رُدَّ سيفك إلى مكانهِ... أَتظنُّ أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدّم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة. فكيف تُكمَّل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون"

ثانياً:
****
يظن البعض أن موت المسيح جاء حدثاً فجائياً غير متوقَّع بالنسبة له وينسون أن دم المسيح مكتوب عنه "عالمين أنكم افتديتم ... بدمٍ كريم كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهِر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" والعهد القديم يؤكد لنا ذلك أيضاً إذ تنبأ عن تجسد المسيح وعن صلبه قبل أن يتم بآلاف السنين، فالذبائح كلها ترمز إلى ذبيحة المسيح وعيد الفصح الذي يُرش فيه دم شاة صحيحة "على القائمتين والعتبة العليا" إنما يرمز إلى دم المسيح الذي يحمي من الهلاك ونلاحظ أن الدم لم يكن يُرش على العتبة السفلى لأنه يرمز إلى دم ابن الله الذي لا يصح أبداً أن يُداس. وفي بداءة الخليقة حين سقط آدم وحواء وحاولا أن يسترا عورتهما بورق التين أعلن لنا الله عن تدبيره لخلاصنا في ذبيحة المسيح إذ كسى عورتهما بجلد حيوان ذُبح لأجل هذا الغرض. وحين قبل الله ذبيحة هابيل ورفض تقدمة قايين إنما كان يعلن أن خلاصنا يتم عن طريق الذبيحة وليس عن طريق التقدمات أو الأعمال.

وفي الأنبياء لا سيما اشعياء نجد نبوات واضحة وصريحة عن صليب المسيح قبل أن يحدث بمئات السنين. كم من مرة أعلن المسيح نفسه لتلاميذه عن موته وقيامته، مكتوب "وفيما كان يسوع صاعداً إلى أورشليم أخذ الاثني عشر تلميذاً على انفرادٍ في الطريق وقال لهم. ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤَساءِ الكَهَنة والكَتَبة فيحكمون عليهِ بالموت. ويسلّمونه إلى الأمم لكي يهزأُوا بهِ ويجلدوهُ ويصلبوهُ. وفي اليوم الثالث يقوم" وقال المسيح لنيقوديموس "وكما رفع موسى الحيَّة في البرّية هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان" وقال المسيح أيضاً لليونانيين "الآن دينونة هذا العالم. الآن يُطرَح رئيس هذا العالم خارجاً. وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع. قال هذا مشيراً إلى أيّة ميتةٍ كان مزمعاً أن يموت." وهذه الآية ترينا أن المسيح قد اختار أن يرتفع عن الأرض ويُعلّق على الصليب ليجذب إليه الجميع، جميع من يؤمنون به.



في فيلبي نقرأ هذه الآية الجميلة عن المسيح "الذي إذ كان في صورة الله لم يَحسِب خلسةً أن يكون معادلاً لله لكنهُ أخلى نفسهُ آخذاً صورة عبدٍ صائراً في شبه الناس. وإذ وُجِد في الهيئة كانسانٍ وضع نفسهُ وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفَّعهُ الله أيضاً وأعطاهُ اسماً فوق كل اسمٍ"

كان من المستحيل أن نُرضي الله بتقدماتنا وأعمالنا وجهودنا لأن الله قدوس وقداسته لا تسمح بوجود ذرة من الخطية في محضره، وبالتالي لم يكن هناك بدُّ من أن يغسلنا المسيح من خطايانا ويحملها عنا ليعطينا برَّه وكماله لِنُقبل من الله.

ثالثاً:
*****
الصليب يعلن لنا عدالة الله أيضاً لأنه كان الطريقة التي هزم بها الله الشيطان، وفتح بها الطريق للإنسان ليعود إلى محضر الله ويعود للشركة مع الله، بل لينال "شركة الطبيعة الإلهية" بعد أن أغواه وأسقطه الشيطان في الخطية التي فصلته عن الله كما هو مكتوب في سفر اشعياء "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع." وأغلق الشيطان على الإنسان تحت سلطان الخطية والظلمة، لكن الكتاب يقول "شاكرين الآب الذي أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته" والرسول يوحنا يقول "لأجل هذا أُظهِر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس." والرسول بولس يقول "وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغَلَف جسدكم أحياكم معهُ مسامحاً لكم بجميع الخطايا. إذ محا الصكَّ الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدَّاً لنا وقد رفعهُ من الوسط مسّمراً إياهُ بالصليب. إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه" وهكذا حقق المسيح الوعد القديم أن نسل المرأة يسحق رأس الحية

ظن الشيطان أنه بسحق عقب المسيح وموته على الصليب قد انتصر الانتصار النهائي على الله وعلى ابنه وعلى كل خطته ومحبته لخليقته، ولم يدرِ أن هذا الصليب كان حيث تمت هزيمته هو. فالصليب كان الطريقة التي استخدمها الله ليبيد الشيطان ويجرده من سلطانه… مكتوب في رسالة العبرانيين "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" ذلك لأن المسيح اذ ارتفع عن الارض قد رفع خطية الإنسان وأعاد الشركة بين الإنسان وبين الله ورد الإنسان إلى ملكوت الله.

لذلك فنحن نرى أن في هذا الارتفاع على الصليب دينونة للعالم وطرح لرئيس هذا العالم خارجاً مهزوماً، ففكر الله من وراء الصليب ليس مجرد استبدال موضع البري بالمذنب والمذنب بالبريء بل هو عمل أعظم بكثير من إدراك عقولنا عمله المسيح بدافع محبته ليدين ويطرح رئيس هذا العالم خارجاً وليفدي الكنيسة ويجذبها إليه..

لكل ذلك كان لابدّ أن يموت المسيح وموتهُ لم يكن متنافياً مع عدالة الله بل جاء مؤكداً لها لذلك يقول الكتاب "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كلّ إثمٍ." فالله يغفر خطايا التائبين المعترفين بخطيتهم والواثقين في كفاية ذبيحة المسيح على أساس أمانته وعدالته. فتعال إليه بكل خطاياك وأثقالك وضع ثقتك في عمله الكفاري الكامل لأجلك على الصليب ، و نل هبة الحياة الأبدية و مغفرة الخطايا ..و ستنعم روحك بسلام لم تختبره من قبل فنعمة المسيح سكنت فيك

صلاة :
ايها الرب يسوع
اعترف لك بخطيئتي وكما اني اعترف انني لا استطيع ان اخلص نفسي بنفسي
لذلك تعال الان يا رب يسوع وادخل الى قلبي وطهرني من خطيتي
انت يا رب يا رب يسوع يا من هو اصدق القائلين
وعدتني في الكتاب المقدس ان كل من يقبلك تعطيه سلطان ان يكون من اولاد الله
ها انا طلب منك ان تدخل قلبي وتجعلني خليقه جديده
آمين
 
قديم 11/01/2008   #4
شب و شيخ الشباب secular
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ secular
secular is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
المطرح:
بقلب الحرية ...
مشاركات:
253

افتراضي



الثالوث المسيحي والثواليث الوثنية




قد يظن البعض أن تعاليم الكتاب المقدس بخصوص الثالوث المقدس تشابه تعاليم التثليث عند الديانات الوثنية القديمة والتي سبقت المسيحية في الظهور. والبعض من أمثال فؤاس السواح و غيره يعلّق على هذه التعاليم التي ظهرت في الديانات الوثنية بقولهم إنه كانت هناك تعاليم وعقائد عن التثليث قبل زمن المسيح بقرون عديدة تشابه التعليم في المسيحية كالتي ظهرت في أشور ووجُدت أيضاً في الهند وكمبوتشيا إلا أنّ أشهرها على الإطلاق هي ثواليث مصر وبابل والهند.
ويحاول الذين يحاربون عقيدة الثالوث أن يسندوا محاربتهم بالإدعاء أنه في كل مكان من العالم القديم كانت عبادة الآلهة الوثنية متجمعة في فرق مكونة من ثلاث. ويقولون إن ذلك كان سائداً في مصر واليونان قبل وبعد مجيء الرب يسوع المسيح إلى الأرض. بل ويزعم البعض أن هذا المعتقد الوثني بدأ يجتاح المسيحية ويقولون إن المسيحية لم تدمر الوثنية بل في الحقيقة تبنتّها وتبنّت تعاليمها. ويتشدق البعض بالقول إن تعليم الثالوث هو تعليم فاسد استعير من العبادات الوثنية القديمة وأُدخل للإيمان المسيحي وأنّ أصل الثالوث لهو وثني تماماً. بل ويسخر البعض بالقول: هل الثالوث هو من الأسرار الإلهية أم من الخرافات الوثنية؟

لكن الحقيقة أن من يعقد مقارنة دقيقة بين الثالوث المسيحي وجميع التثليثات الوثنية القديمة يخرج بنتيجة واحدة فقط وهي أن هذا التشابه تشابه ظاهري فقط وليس شبهاً حقيقياً على الإطلاق. فمن المعلوم أن المسيحية عرفت عقيدة الثالوث منذ أن قدّم الرب يسوع لتلاميذه صيغة المعمودية المعروفة. "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. " مت28: 19.
ودعونا نأخذ فكرة عن الثالوث الهندي والبابلي والمصري باعتبار أنهم أشهر أنواع التثليث التي ظهرت قبل المسيحية، لنرى ما هي أوجه الشبه أو الاختلاف بينها وبين الثالوث في العقيدة المسيحية.

الثالوث الهندي
في الهند مثلاً ظهرت إحدى الديانات والتي نادت بثلاثة آلهة هم:
براهما هو الخالق أصل كل شيء، شنوا هو الحافظ لكل شيء شيوا هو المخرب.
وهؤلاء الثلاثة يمثلون التطورات المتلاحقة في الكون من ناحية الوجود والاستمرار والفناء. وبراهما إله له جوهر إلهي بسيط غير شاعر بنفسه خال من الصفات. فقد كان الهنود يؤمنون بآلهة كثيرة وصل عددها إلى حوالي 33 إلهاً لكنهّم رفعوا براهما وشنوا وشيوا فوقهم بحجة أن هؤلاء الثلاثة يمثّلون الخلق والحفظ والتدمير. لكن لم يخطر ببال الهنود قط أن يجعلوا هؤلاء الثلاثة واحداً، بل على العكس تماماً كانوا يؤمنون أن كلا من هؤلاء الثلاثة منفصل عن الآخر ومختلف عنه كل الاختلاف بل أنهم يعملون ضد بعضهم. غير أنه بالإضافة لما سبق فإن كل واحد من هذه الآلهة الثلاثة له أسرار كثيرة وحوادث غرامية مخجلة وكل منهم يطلب نوعاً خاصاً من العبادة فمنهم من يطلب عبادة مصحوبة بفرح وسرور وابتهاج، ومنهم من يتطلب عبادة مصحوبة برعب وخوف وإذلال.

الثالوث المصري
كذلك المصريون القدماء آمنوا بثالوث شهير وهو إيزيس وأوزوريس وحورس ثلاثة آلهة ويطلق عليه ثالوث طيبة المصري. وكان الشعب المصري القديم يؤمن بهذا الثالوث أيام مصر الفرعونية وذلك قبل ظهور المسيحية. ولعلنا نلاحظ أن تسمية الآب والابن والروح القدس ليس لها أساس في عقائد قدماء المصريين، كما أن كلمة أقنوم والتي هي من صميم التعليم المسيحي ليس لها أثر في التاريخ المصري. بل إن الإيمان بالثالوث المصري كان ينص على الانفصال الكامل بين الآلهة الثلاثة ولا يغيب علينا هنا أيضاً وجود عنصر نسائي في هذا الثالوث.

الثالوث البابلي

وفي بابل وُجدَ ثالوث مكون من عشتاروث، وسن، وشماس. وكان هذا في حوالي القرن الثاني قبل الميلاد. وهذا الثالوث كان يتكون من أب وأم وإبن. وهذا الأخير أصبح زوجاً للأم في الوقت نفسه. وهنا أيضاً نرى أن كلَّ إله في هذا الثالوث منفصل تماماً عن الآخر ومختلف عنه كل الاختلاف. ولذلك فلا يقبل أو يعقل أن تكون عقيدة الثالوث المسيحية مقتبسة أو مشابهة لعقائد التثليث عند الوثنيين. بل إن الثالوث المسيحي المقدس يختلف تماماً عن كل ما سبق عرضه.

لكن ما هو الفرق؟
إن الفرق واضح وكبير بين ثالوث المسيحية والتثليث في الأديان الأخرى. فالهنود لم يقولوا إن الثلاثة (براهما وشنوا وشيوا) هم واحد، بل هم يؤمنون أنهم ثلاثة منفصلون متعاقبون يعملون ضد بعضهم البعض، لا توجد بينهم وحدة أو كما نسميها نحن وحدة الجوهر.
كما أن الفرق بين الثالوث المسيحي والتثليث المصري كبير وواضح ففي الثالوث المصري توجد زوجة للإله في حين لا توجد في الثالوث المسيحي. في الثالوث المصري يوجد تعاقب زمني إيزيس وأوزوريس تزوجا وأنجبا حورس أي أنه لم يكن معهما من البداية بل جاء تالياً لهما. كما أن في الثالوث المصري زواجاً أو عملية تزاوج بعكس الثالوث المسيحي الذي لم يحدث فيه أي شيء من هذا القبيل.

ونستطيع أن نوضح الفرق بين الثالوث المسيحي والتثليت الوثني في النقاط التالية:

أولاً: في التثليث الوثني الثلاثة آلهه غير متساويين لكن في الثالوث المسيحي الأقانيم متساوية في كل شيء. فهي متساوية في الأزلية والآب يساوي الابن ويساوي الروح القدس.

ثانياً: يوجد تناسل في التثليث الوثني لكن لا يوجد تناسل في الثالوث المسيحي. فأوزوريس تزوج إيزيس وأنجبا حوريس نتيجة لعملية تزواج.

ثالثاً: يوجد اختلاف في الزمن بين آلهة الوثن، فمثلاً في التثليث الوثني المصري، كان أوزوريس موجوداً وحده فترة من الزمن وكانت إيزيس وحدها لفترة من الزمن قبل زواجهما و حورس كان أقل عمراً منهما لكونه نتاج زواجهما. أما في الثالوث المسيحي فلا يوجد فارق زمني بين الأقانيم الثلاثة لأن الله موجود منذ الأزل قائم وكائن بذاته وبعقله (الله الابن) وبروحه (الله الروح القدس).

رابعاً: في التثليث الوثني توجد امرأة، "ايزيس" في التثليث المصري و"سن" في الثالوث البابلي، أما في الثالوث المسيحي فلا توجد امرأة ولا تزاوج. فالبنوة في المسيحية ليست جسدية وليست بنوة تناسلية نتيجة علاقة بين رجل وامرأة وإنما هي بنوة مّختلفة تماماً، هي بنوة ذاتية عقلية روحانية لا علاقة لها مطلقاً بالجسد أو بالتناسل. فالتوالد يقتضي التتابع الزمني وهذا لاشك يتنافى مع أزلية الله.
وهنا لابد أن نوضح أن صلة المسيح "الإبن" بالله "الآب" ليست صلة توالدية تناسلية جسدية ولكنها علاقة روحية تقوم على وحدة الطبيعة والصفات والإرادة وتحتوي على المحبة والإكرام والمناجاة المتبادلة بين الآب والابن. أو مانسميه بلغتنا البشرية حوار الذات مع ذاتها أو نفسها.
وإن استخدام الكتاب المقدس لكلمتي الآب والابن ما هي إلا ليشرح لنا بصورة مبسطة يستطيع عقلنا البشري أن يدرك بها العلاقة بين الله الآب وبين كلمته الأزلية. فهي ليست علاقة تزاوج وتناسل وتكاثر كما يظن البعض.
فالبنوة بمعناها الحقيقي في الكتاب المقدس تشير بوضوح أن الآب والابن متلازمان أزليان ومتحدان معاً بالروح القدس، فليس هناك علاقة توالدية جسدية أو محدودية في الزمن.

خامساً: في التثليث الوثني الهندي الثلاثة يعملون الواحد ضد الآخر، لكن في المسيحية الثالوث الواحد يعمل معاً. فالأقانيم الثلاثة هم واحد في الجوهر لهم علم واحد ومشيئة واحدة وقوة واحدة فليس في اللاهوت ثلاثة عقول أو ثلاث مشيئات أو ثلاثة مصادر للقوة. فلقد قال المسيح "مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعملهُ الابن كذلك."1يو5: 19
ولقد شهد الكاتب المصري المعروف عباس محمود العقاد في كتابه عن الله (ص 149،150) بقوله: "إن فكرة الله في المسيحية لا تشبهها فكرة أخرى في ديانات ذلكَ العصر الكتابية أو غير الكتابية ويستكمل قائلا فليس لها شبيه في العبادات الوثنية بأسرها. فالإيمان بالله على تلك الصفة التي تنفرد بها المسيحية إنما هو فتح جديد لرسالة السيد المسيح، لم يسبقه إليها في اجتماع مقوماتها رسول من الكتابيين ولا غير الكتابيين، وهي لم تكن أجزاء مقتبسة من هنا أو من هناك بل كانت كلاماً متجانساً من وحي واحد وطبيعة واحدة!!"
وقد نتعجب أن يشهد أحد الكتاب والذي نستطيع أن نصفه بأنه كاتب منصف بالرغم أنه ليس من المسيحيين إلا أنه شهد لعقيدة وحقيقة هامة وصعبة كعقيدة الثالوث.

ونستطيع أن نقول في ختام هذا الفصل إن ما قالته الديانات والعبادات الوثنية السابقة للمسيحية عن التثليث لهي محاولات فكرية أولية ومبدئية تشير إلى الحق الكامل عن الله. ولعلك تلاحظ أن اعتقاد الديانات الوثنية بثلاثة آلهة راجع إلى أنهم كانوا يعتقدون كما يعتقد غيرهم من الناس أن العدد ثلاثة هو أول عدد كامل. لكن كل القرائن السابقة تدل على أن عقيدة الثالوث المسيحي لم تقتبس شيئا إطلاقا من العقائد الوثنية. بل لابد أن نفهم أن المسيحية ليست مجرد ديانة عادية كباقي الأديان، لكنها إعلان إلهي مقدم للبشر جميعاً من خلال الوحي المقدس المعصوم، وهو ما يجب أن تنفتح له القلوب والعقول وتقبله كحق إلهي واضح

***************
***********
*******
 
إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 20:52 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.18566 seconds with 14 queries