أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05/01/2006   #37
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في التسامح


سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ، فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41 وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42 مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ».
1- الشريعة القديمة: (آية 3.
أمرت شريعة موسى القضاة أن يحكموا بقانون العين بالعين والسن بالسن، فقالت: « إِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ، وَعَيْناً بِعَيْنٍ، وَسِنّاً بِسِنٍّ، وَيَداً بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْلٍ، وَكَيّاً بِكَيٍّ، وَجُرْحاً بِجُرْحٍ، وَرَضّاً بِرَضٍّ» (خروج 21: 23-25). وجاء في لاويين 24: 19، 20 «إِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْباً، فَكَمَا فَعَلَ كَذَلِكَ يُفْعَلُ بِهِ. كَسْرٌ بِكَسْرٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْباً فِي الإِنْسَانِ كَذَلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ» وجاء في تثنية 19: 21 «نَفْسٌ بِنَفْسٍ. عَيْنٌ بِعَيْنٍ. سِنٌّ بِسِنٍّ. يَدٌ بِيَدٍ. رِجْلٌ بِرِجْلٍ».
وبهذا حدَّدت الشريعة للقاضي ما يحكم به بناءً على شهادة الشهود، ومنعت المجني عليه من الانتقام لنفسه، فأقرَّت أسس العدالة. ولكن البشر بطبيعتهم الخاطئة أخذوا القانون بأيديهم واستخدموه ليبرروا انتقامهم الشخصي، مع أن الحكيم قال: «لاَ تَقُلْ: كَمَا فَعَلَ بِي هَكَذَا أَفْعَلُ بِهِ. أَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ» (أمثال 24: 29).
2- الشريعة الجديدة: (آيات 39-42).
وافق المسيح الشريعة القديمة في أنها تعالج الأحكام القضائية، فللقاضي وحده أن يحكم بشريعة «العين بالعين» ولكنه أمرنا في معاملاتنا الشخصية ألا نقاوم الشر، فلا ننتقم لنفوسنا من المسيئين إلينا.
قال أحد الحكماء: «رَدُّ الشر بالشر والخير بالخير عمل بشري. ورد الخير بالشر عمل شيطاني. أما رد الشر بالخير فهو عملٌ إلهي». وإذ نرتقي في التسامح نتعلَّم أن نضحي بحقوقنا في سبيل مساعدة الشخص الآخر. فإذا لم نرتقِ نكون كالعود الجاف العاجز عن مواجهة العاصفة التي تكسره. أما إن ارتقينا روحياً نصير كالعود الأخضر الذي ينحني أمام العاصفة فتتعمَّق جذوره. والقوي وحده هو الذي يقدر أن يتسامح.. ولو ارتقى البشر إلى هذه الدرجة ما جرَّ زوج شريك حياته إلى المحكمة، وما حدث انقسام في عائلة أو كنيسة

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #38
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وقدم المسيح أربع حالات لتطبيق شريعة عدم الانتقام الشخصي من المسيء:
(أ) لا تقاوم من لطمك على خدِّك الأيمن بل حوِّل له الخد الآخر أيضاً: (آية 39). قال القديس أوريجانوس الإسكندري «إن لطم الخد الأيمن يكون بظهر اليد اليمنى للضارب، وهذا للتحقير». وفي هذه الحالة يكون الأذى النفسي أبلغ من الأذى البدني. وجاء في النبوات أن هذا ما سيفعله المسيح بقوله: «بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ» (إشعياء 50: 6). وتحققت هذه النبوة وقت محاكمة المسيح (مرقس 14: 65، 15: 16-20). وقد ترك المسيح للمؤمنين به قدوة حسنة «لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ، بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ» (1بطرس 2: 21-23). فإن الذي ارتقى روحياً يسير بقوة المحبة مع من سار معه بقوة القانون.
(ب) اترك حتى رداءك لمن خاصمك وأخذ ثوبك: (آية 40). كان المواطن العادي يملك أكثر من ثوب، يلبسه تحت ردائه (عباءته) فيكون الرداء فراشه وغطاءه ليلاً. وكانت الشريعة القديمة تسمح برهن الثوب، وتمنع رهن الرداء، فقالت: «إِنِ ارْتَهَنْتَ ثَوْبَ صَاحِبِكَ (أي رداءه الخارجي) فَإِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ تَرُدُّهُ لَهُ، لأَنَّهُ وَحْدَهُ غِطَاؤُهُ. هُوَ ثَوْبُهُ لِجِلْدِهِ. فِي مَاذَا يَنَامُ؟ فَيَكُونُ إِذَا صَرَخَ إِلَيَّ أَنِّي أَسْمَعُ لأَنِّي رَؤُوفٌ» (خروج 22: 26، 27).
وكأن المسيح يقول: إن أخذ أحدٌ ثوبك، عن حقٍّ له، فاترك له رداءك الذي لا حق له فيه.. اترك حتى ما تحكم لك المحكمة به، فالمؤمن الحقيقي هو الذي لا يقاوم دفاعاً عن حقوقه، في سبيل السلام.
(ج) لا تقاوم من سخَّرك ميلاً، واذهب معه الميل الثاني: (آية 41). كان للجندي الروماني الحق في تسخير أي يهودي ليحمل له متاعه مسافة ميل. فأمر المسيح المؤمن أن يسير الميل الأول غير غاضب، وأن يسير ميلاً ثانياً فوق المفروض عليه وهو راضٍ، لأن المؤمن يكون في هذه الحالة هو الأعلى، لأنه صاحب الفضل في سير الميل الثاني. ويتوقف الأمر على كيفية رؤيتك للموقف وعلى الزاوية التي تحكم منها عليه، فأنت الذي تقيِّم تصرُّفك الشخصي في ما لا يرغمك غيرك أن تفعله.
(د) لا تقاوم من سألك عوناً، ولا ترفض من طلب أن يقترض منك: (آية 42). قالت الشريعة القديمة: «إِنْ كَانَ فِيكَ فَقِيرٌ، أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ فِي أَرْضِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، فَلا تُقَسِّ قَلبَكَ، وَلا تَقْبِضْ يَدَكَ عَنْ أَخِيكَ الفَقِيرِ، بَلِ افْتَحْ يَدَكَ لهُ وَأَقْرِضْهُ مِقْدَارَ مَا يَحْتَاجُ إِليْهِ.. أَعْطِهِ وَلا يَسُوءُ قَلبُكَ عِنْدَمَا تُعْطِيهِ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذَا الأَمْرِ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ أَعْمَالِكَ وَجَمِيعِ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ. لأَنَّهُ لا تُفْقَدُ الفُقَرَاءُ مِنَ الأَرْضِ. لِذَلِكَ أَنَا أُوصِيكَ قَائِلاً: افْتَحْ يَدَكَ لأَخِيكَ المِسْكِينِ وَالفَقِيرِ فِي أَرْضِكَ» (تثنية 15: 7-11).
ولا يقصد المسيح أن تعطي كل سائلٍ ما يطلبه، فقد يسألك سكير أن تعطيه مالاً، فإن قدَّمت له نصيحة تكون قد أفدته، لأنه يحتاج إلى نُصح أكثر منه إلى مال. وإن قدمت له طعاماً، تكون قد أعطيته لأنه يحتاج إلى الطعام أكثر من حاجته إلى الكحول!
إن المحبة كما قلنا هي عمل الخير الأسمى للآخر، فأعطِ ما هو للأنفع، وجميل أن تمارس النصيحة الصينية «أن تعلِّم شخصاً أن يصيد أفضل له من أن تعطيه سمكة».
آية للحفظ
«لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ» (متى 5: 39)
صلاة
لا تسمح يا رب أن أقاوم الشر بالشر، ولا تسمح أن أدافع عن حقوقي بيدي، بل أترك لك أمر الدفاع عني
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #39
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في المحبة


سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، 45 لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46 لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47 وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ 48 فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى 5: 43-4.
1- الشريعة القديمة: (آية 43).
أمرت شريعة موسى بمحبة القريب فقالت: «لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ» (لاويين 19: 1 فحذف منها فقهاء اليهود «كنفسك» وأضافوا إليها من عندهم «وتبغض عدوك» بمعنى أن يحب اليهودي اليهود فقط ويكره الأمم. واستندوا في الحذف والإضافة إلى أن الحديث في هذا النص موجَّه «لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.. لاَ تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ.. لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ» (لاويين 19: 2، 17، 1. كما أنهم استندوا إلى مزامير الانتقام مثل مزمور 137 الذي يقول: «يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ، طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!» (آيتا 8، 9).
2- الشريعة الجديدة: (آية 44).
علَّم المسيح أن القريب هو الذي يحتاج للمساعدة، مهما كان لونه أو لغته أو عقيدته، وضرب لذلك مَثَل السامري الصالح (لوقا 10: 25-37). ويعلمنا هنا أن القريب المحتاج لمساعدتنا قد يكون عدواً أساء إلينا وطردنا. ونحن لا نقدر أن نحب العدو بعواطفنا، لكننا يجب أن نحبه بإرادتنا وتصميمنا. فأنت لا تحب عدوَّك بمعنى أن تتمنى رؤيته، ولكنك تحبه بأنه «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ» (رومية 12: 20، 21). وهذا ما لا يمكننا القيام به من أنفسنا، بل بحياة المسيح فينا، إذ نقول: «مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ» (غلاطية 2: 20).
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #40
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وقد علَّمنا أن يكون التعبير عن هذه المحبة المسيحية بثلاث طرق:
(أ) التعبير بالكلام: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ». المحبة، كما قلنا، هي عمل الخير الأسمى للآخر، فعلينا أن نعبِّر لأعدائنا عن مشاعرنا الطيبة نحوهم كلما سنحت لنا الفرصة.
(ب) التعبير بالإحسان: «أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ». فتتضح محبة المؤمن لعدوِّه عملياً، طاعةً للوصية: «لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ» (1يوحنا 3: 1. وهذه المحبة العملية تبرهن للعدو أن التعبير عن المحبة بالكلام كان قلبياً وصادقاً، ولم يكن مجرد نفاق وكذب.
(ج) التعبير بالصلاة: «وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ». قال القديس يوحنا فم الذهب إن الصلاة لأجل الأعداء هي «أعلى قمم ضبط النفس» فهي تعبِّر عن الارتقاء الروحي. وتساعد الصلاة المؤمن حتى يحب مَن يسيء إليه ويطرده، فيطلب له البركة من عند الرب.
3- دوافع الارتقاء الروحي: (آيات 45-4.
ذكر المسيح ثلاثة دوافع لنرتقي روحياً في التسامح:
(أ) اقتداءً بالآب السماوي: (آية 45). «لكَيْ تكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ». والتعبير «أبناء أبيكم» يعنى التشبُّه بالله أبينا، الذي يشرق بمحبته على البشر جميعاً، ويغدق على الكل من خيراته، سواء كانوا من المؤمنين أو الكافرين. «اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ. أَعْيُنُ الْكُلِّ إِيَّاكَ تَتَرَجَّى، وَأَنْتَ تُعْطِيهِمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ. تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبِعُ كُلَّ حَيٍّ رِضىً» (مزمور 145: 14-16). ومع أن كل البشر يتمتعون بخيرات الله الجسدية، إلا أن المؤمنين وحدهم يتمتعون بخيراته الجسدية والروحية معاً، إذ يقول لهم: «لَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا» (ملاخي 4: 2). فيقولون: « لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (2كورنثوس 4: 6).
ويدفع هذا كل مؤمن لأن يطيع الوصية «فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً» (أفسس 5: 1، 2).
(ب) ارتقاءً عن العُرف: (آيتا 46، 47). «لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟». وقد طالب المسيح في هاتين الآيتين أن يكون مستوى ارتقاء المؤمن في الروحيات أعلى من مستويات العُرف الذي اصطلح عليه المجتمع.
(ج) ارتقاءً للكمال: (آية 4. «فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ». والكمال المطلوب هنا ليس كمال المعرفة، ولا كمال القداسة، بل هو كمال النيَّة، فينوي المؤمن أن يحيا حياة الكمال بكل قلبه، فتكون صلاته: «اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا! مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي.. لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ صَخْرَتِي وَوَلِيِّي.. اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي، وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً» (مزمور 19: 12، 14 و139: 23، 24).
آية للحفظ
«فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى 5: 4
صلاة
كما غفرت لي الكثير يا سيدي، ساعدني لأغفر القليل الذي يسيء به الآخرون لي، فأتمثل بك في محبتك وتسامحك وغفرانك
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #41
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في تقديم الصدقة


احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 2 فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 3 وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، 4 لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً»

1- صدقة المرائين: (آيتا 1، 2).
كان اليهود ينبِّرون كثيراً على تقديم الصدقة باعتبارها أول أركان الدين، وكلمة «صَدَقَة» وكلمة «صِدِّيق» (أي بار) في اللغة العبرية من أصل واحد. فالبار عندهم هو الذي يعطي صدقة، الأمر الذي نادت به شريعة موسى قائلة: «إِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وَقَصُرَتْ يَدُهُ عِنْدَكَ فَاعْضُدْهُ غَرِيباً أَوْ مُسْتَوْطِناً فَيَعِيشَ مَعَكَ» (لاويين 25: 35)، وأمرت: «إِنْ كَانَ فِيكَ فَقِيرٌ، أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ فِي أَرْضِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، فَلا تُقَسِّ قَلبَكَ وَلا تَقْبِضْ يَدَكَ عَنْ أَخِيكَ الفَقِيرِ» (تثنية 15: 7). وهذا ما أمر المسيح به، فقال للفريسيين: « أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ» (لوقا 11: 41) وقال لقطيعه الصغير: «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ. بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاساً لاَ تَفْنَى وَكَنْزاً لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ، حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضاً» (لوقا 12: 32-34).
وكلمة «صدقة» في اللغة اليونانية تعني «عمل رحمة». فلم يكن العيب في إعطاء الصدقة، بل في الإعلان عنها، فقد اعتاد المراؤون أن يستأجروا موسيقياً يضرب بالبوق أمامهم وهم يقدمون عطاياهم للفقراء، حتى ينالوا تمجيد الناس ومدحهم. وكانوا يفعلون هذا في «المجامع» (أي أماكن العبادة) حيث يجتمع أناس كثيرون، وفي الأزقة حيث يسكن الفقراء « لأَنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ اللَّهِ» (يوحنا 12: 43) .
وقد وبخ المسيح أمثال أولئك المنافقين المرائين بقوله: «قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللَّهِ فِي أَنْفُسِكُمْ.. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟» (يوحنا 5: 41، 42، 44).
وقال المسيح إن هؤلاء المنافقين قد نالوا الأجر الذي ابتغوه وسعوا للحصول عليه. فقد طلبوا مدح الناس، فمدحهم الناس. ولم يبقَ لهم أجر آخر ينالونه من عند الله لأنهم لم يبتغوا مثل هذا الأجر ولا طلبوه.
ذات مرة قال متبرع لراعي كنيسته إنه دفع تبرعاً، فلم يعلِّق الراعي. فكرر المتبرع ما قاله. فأخذ الراعي يمدحه ويمدحه حتى أخجله، ثم قال له: «ها قد نلتَ أجرك!».
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #42
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


صدقة المؤمنين: (آيتا 3، 4). (أ) طالب المسيح أن تكون الصدقة في الخفاء المطلق، حتى أن اليد اليسرى لا تدري ما تفعله اليد اليمنى! وهذا يعني أن لا نفتخر حتى داخل نفوسنا بما نقوم به من خير.
(ب) وعد المسيح أن الآب السماوي يكافئ من يعطي في الخفاء « لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ» (2كورنثوس 9: 7).. فيكافئه بأن يُشبع نفسه بالرضى، فيختبر نُصح الرسول بولس لقادة كنيسة أفسس: « فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال 20: 35).. و يكافئه بأن يُريه سداد عَوَز المُعوَزين، فيكتسي العاري، ويشبع الجائع، ويخلُص الخاطئ.. ويقول له بخصوص اليوم الأخير: «هَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ» (رؤيا 22: 12).
آية للحفظ

«وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ» (متى 6: 3)
صلاة

أنت المُنعم الكريم، الذي أفضْتَ عليَّ من نِعمك الروحية والجسدية. فأنعِم عليَّ بروح السخاء الذي لا يرجو إلا رضاك
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #43
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في الصلاة


وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! «6 وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 7 وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8 فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.
«9 فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10 لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12 وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13 وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
«14 فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15 وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلاتِكُمْ» (متى 6: 5-15).

1- صلاة المرائين: (آية 5).
كان اليهود يصلون ثلاث مرات يومياً، ويؤمنون إن الصلاة أرقى درجات الواجبات الدينية وأعظم من كل الأعمال الصالحة، ولكن المرائين المنافقين منهم جعلوا الصلاة طقساً خالياً من العلاقة الحميمة مع الله. ثم أنهم كانوا يهتمون بحُكم الناس عليهم أنهم من أهل التقوى والورع، فكانوا يصلون في المجامع ليراهم جمهور العابدين، وفي زوايا الشوارع ليراهم الناس في كل وقت. فكانت صلاتهم للناس ليُسمِعوهم كلمات المديح. ولم تكن نابعة من محبتهم لله، ولا من رغبتهم في أن يتحدثوا إليه، بل كانت حباً في الظهور، وإشباعاً لذواتهم من مدح الناس لهم.
2- صلاة المؤمنين: (آيات 6-.
(أ) طالَب المسيح تلاميذه أن تكون صلواتهم بينهم وبين ربهم، لتكون للرب وليس للناس، فيسمع الله الصلاة ويستجيب (آية 6). ويقول الرسول بولس: «لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ!» (رومية 8: 15). وتعبير «يَا أَبَا الآبُ!» ينادي به الأبناء آباءهم، ولا ينادي به العبيد سادتهم.
ولا يهتم الله بكلمات الصلاة قدر ما يهتم بحالة المصلي الروحية، فقال: «صَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً» (آية 6). فنحن نصلي، وأبونا السماوي «يرى» مقدار إيماننا ونقاوة قلوبنا. فليست الصلاة مجرد كلام يُقال، بل هي حالة قلب يحب الله ويطيعه.
(ب) وطالَب المسيح تلاميذه أن لا يعتمدوا على كثرة كلامهم في الصلاة فيكررونه باطلاً، فالصلاة ليست كلمات تُتلى، بل علاقة محبة لله وحوار حب معه (آية 7).
(ج) وأكَّد المسيح لتلاميذه أن الله يعرف احتياجاتهم من قبل أن يسألوه، فهو ليس محتاجاً لمعرفة ما نحتاج إليه، ولا للمزيد من الطلب، ولا لتكرار الطلب. لكنه يحب أن شعبه يخاطبه ويستند عليه ويلجأ إليه دائماً (آية . لذلك قال المرنم: « لَكَ قَالَ قَلْبِي: قُلْتَ اطْلُبُوا وَجْهِي. وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ» (مزمور 27: .
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #44
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


نموذج للصلاة: (آيات 9-13). أعطى المسيح تلاميذه نموذجاً للصلاة، نسميه «الصلاة الربانية». وهي صلاة يمكن أن نتلوها، لأنه قال عنها: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ..» (لوقا 11: 2)، ويمكن أن نتَّخذها نموذجاً لصلواتنا لأنه قال: «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ..».
(أ) تُوجَّه الصلاة إلى الآب السماوي، فهو الذي «سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ» (أفسس 1: 5، 6). والحديث إلى «الله الآب» يعني أننا أبناؤه وأنه وليُّ أمرنا، الذي يرحب بنا، كما يعني أنه المدبر الذي يجب أن نطيعه ونكرمه، ويعني أيضاً أن كل من يدعوه «أبانا» هو أخونا!
ونلاحظ أنها صلاة موجَّهة لله، ليس للذات ولا للناس، كما يفعل المراؤون المنافقون.
(ب) وتبدأ الصلاة الربانية النموذجية بثلاث طلبات لمجد الله:
(1) «لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ». الاسم هو ما يذكِّر بالشخص ويعلن طبيعته وشخصيته. وعندما نطلب تقديس اسم الله نعني أننا نوقِّره ونطيعه ونخضع له، ونطلب أن يضيء نور المؤمنين أمام الناس فيمجدون أباهم السماوي، ويعرف البشر جميعاً شخصه القدوس الموقر المرتفع فوق كل خلائقه. وبهذا يكرمه الأتقياء فيخضعون، ويعرفه الخطاة فيتوبون.
(2) «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ». وبهذه الطلبة نطلب أن يملك على قلوبنا، فيُعلَن مُلكه في عالمنا، ويخضع له القريبون والبعيدون، ويختبر كل البشر خلاصه، وتحدث انتعاشة روحية من حولنا، ونحن نصلي مع مسيحيي الصين: «يا رب، أنهض كنيستك مبتدئاً بي أنا».
(3) «لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ». يتمم ساكنو السماء مشيئة الله فيسبحه القديسون الذين انتقلوا إلى حضرته، ويترنم له الملائكة الأطهار. وعندما يطيع المؤمن الله بكل قلبه يملك الله على حياته كما يملك على قلوب السمائيين. ولسان حال صاحب هذه الصلاة يقول: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ» (مزمور 40: . فإن مشيئة الرب هي «الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ» (رومية 12: 2).
(ج) وفي الصلاة الربانية النموذجية ثلاث طلبات تعبِّر عن احتياجاتنا الشخصية:
(1) «خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ». كعائلة متآخية يطلب المؤمن من الله أن يعطيه هو وبقية عائلته الصغيرة والكبيرة حاجة اليوم من طعام الجسد، وشعاره: «اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ» (مزمور 23: 1). ويطلب المؤمن خبز يومه كما عال الله بني إسرائيل في صحراء سيناء بالمن فكانوا يجمعون طعام كل يوم بيومه (خروج 16: 1-21). ولا تعني هذه الطلبة عدم العمل، فعندنا الوصية الرسولية القائلة: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضاً» (2تسالونيكي 3: 10).
وتعلمنا هذه الطلبة الاكتفاء ونحن نطلب «خبزنا كفافنا»؛ كما تعلمنا الاعتماد اليومي على الله فنقول له «أعطنا»؛ وتعلمنا المحبة ونحن نقول «أعطنا، نحن وإخوتنا».
(2) «وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا». كلمة «ذنوبنا» هنا تعني ديوننا لله بسبب تقصيرنا في طاعته. ويشعر كل إنسان بالذنب، ويقول: «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ» (إشعياء 53: 6). والمذنب المديون التائب يطلب غفران خطاياه، فتفتح السماء بابها فوراً وتقبل الطلبة. فما أنسب طلبة المعترف التائب الذي «قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ». فقال المسيح عنه «إِنَّ هَذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّراً» (لوقا 18: 13، 14). وغفران الله لنا يعني رفع ثقل ذنوبنا عن كواهلنا، ومحو خطايانا فلا تعود تديننا. ويسع غفران الله أشقى الخطاة، فقد قال المسيح للِّص المصلوب التائب: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» (لوقا 23: 43).
ويؤكد المصلي لله أنه راغب في أن يغفر لمن يسيئون إليه، ويطالب بالغفران الإلهي بنفس القدر الذي يغفر به هو لمن يذنب إليه!
(3) «وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ». التجربة هي الامتحان، وقد تجيئنا من داخل نفوسنا فنخطئ، ويكون هذا الخطأ من نقطة ضعف فينا أو من نقطة قوة. وقد تأتينا التجربة من خارج نفوسنا، من صديق أو من عدو. وفي الحالتين يقف الشيطان من خلفنا أو من خلف الصديق أو العدو يجرِّبنا ويجمِّل لنا الخطأ، كما جمَّله لأبوينا الأوَّلين، فعصى آدم ربَّه وسقط في الغواية. ولما كنا كلنا من نسل آدم وحواء، وجب أن نطلب النجاة من ساعة التجربة، فلا ندخل فيها، وننجو من قلبنا الشرير، ومن العدو الشرير، ومن العالم الشرير.
(د) وتُختم الصلاة بتمجيد الله، في القول: «لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ».
لله المُلك، فليأتِ ملكوته على العالم وعلينا لأننا ملكٌ له. نقدس اسمه، وننتمي لملكوته، ونطيع مشيئته. فنطلب منه الاستجابة لأننا له.
ولله القوة التي تستجيب الدعاء، فلتكن مشيئته الصالحة التي تعاوننا لننتصر ساعة التجربة، ونتأيد بالقوة لنعيش حياة الطاعة له.
وله المجد وكمال الصفات، فليتمجد اسمه نتيجة استخدام سلطانه، فنقدم له الشكر والتسبيح إلى أبد الآبدين.
ثم يختم المصلي طلبته بكلمة «آمين». وهي كلمة عبرية انتقلت إلى كل لغات العالم تقريباً، ومعناها «ليكن هكذا» أو «ليتم الأمر». وعندما يُقرأ جزء من الوحي الإلهي، أو تُرفع صلاة يقول كل العابدين «آمين» للتعبير عن موافقتهم على ما قيل
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #45
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


روح المصلي: (آيتا 14، 15). التعليق الوحيد الذي قدمه المسيح على الصلاة النموذجية هو ضرورة الغفران. قالها مرة بالإيجاب «إِنْ غَفَرْتُمْ» (آية 14) ومرة أخري بالسلب «وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا» (آية 15).
سأل بطرس السيد المسيح: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» فأجابه: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ» (متى 18: 21، 22).
ولو أن المؤمن قصد بيت الله للصلاة وفي قلبه كراهية لأحد، لوجب عليه أن يترك قربانه أمام المذبح ويذهب أولاً ليصطلح مع أخيه، ثم يعود ليقدم قربانه، فإن الله سيغفر له ويقبله بمقدار ما أنه هو يغفر لأخيه ويقبله!
آية للحفظ

«لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ» (متى 6:
صلاة

ساعدني يا أبي السماوي لأضعك واسمك وملكوتك ومشيئتك قبل اهتمامي بخبزي اليومي، فكلما وضعتك أولاً في حياتي وآمالي عرفتُ معنى الحياة ذات القيمة
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #46
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في الصوم


وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. «17 وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، 18 لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً».

1- صوم المرائين: (آية 16).
طالبت الشريعة القديمة اليهود أن يصوموا يوم الكفارة العظيم « وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ» (لاويين 16: 29) فلا يأكل اليهودي ولا يشرب ولا يستحم ولا يدهن رأسه بالعطور. فكان الصوم إعلاناً للتوبة، وعلامة انكسار الصائم أمام الرب.
غير أن المرائين مارسوا الصوم لأهدافهم الخاصة، فكانوا يصومون يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع لأنهما يوما التسوُّق حيث يجتمع عدد كبير من أهل الريف والحضَر، بهدف إظهار تقواهم أمام الناس، وليس تعبُّداً منهم لله. فكانوا يسيرون في الشوارع عابسين وقد غيَّروا وجوههم حتى يدرك من يرونهم أنهم صائمون.
وروى المسيح لنا مثَل الفريسي الذي « وَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ.. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ» (لوقا 18: 11، 12). فوضعه الله في حالة وضيعة لأنه حاول أن يرفع نفسه أمام نفسه وأمام الآخرين. ويرفض الله مثل هذه الصلاة الطافحة بالكبرياء وإدانة الآخرين.
2- صوم المؤمنين: (آيتا 17، 1.
أوصى المسيح بالصوم، وصام هو أربعين يوماً (لوقا 4: 1، 2). وصام رجال الله الأتقياء، فصام موسى أربعين يوماً (خروج 34: 2 وإيليا (1ملوك 19: ودانيال (دانيال 10: 3)، وصام التلاميذ «وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ. فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا» (أعمال 13: 2، 3). ويقول الوحي إن بولس وبرنابا « انْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ، ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ» (أعمال 14: 23).
وقد طالب المسيح تلاميذه أن يكون صومهم شخصياً بينهم وبين الله، فلا يعبسون ولا يغيرون وجوههم ليراهم الناس. بل يجب أن يتدهنوا بالطيب، ويغسلوا وجوههم، كما يفعلون كل يوم، ليرى الله وحده تواضعهم فيكافئهم بالجزاء السماوي.
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #47
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في الاستثمار


لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20 بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، 21 لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً.
22 سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً، 23 وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً. فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!» (متى 6: 19-23).

1- استثمار أهل الأرض: (آية 19).
يكنز أهل العالم كنوزاً على الأرض، لتأمين حاضرهم ومستقبلهم، ولكنهم يكنزون البائد وينسون الباقي. ولعل مثَل الغني الغبي يشرح تصرف أهل العالم قصيري النظر أبلغ شرح، فقد كثرت غلاته، فقرر أن يهدم مخازنه القديمة ليبني أكبر وأوسع منها، ثم قال: «أَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي». فَقَالَ لَهُ اللهُ: «يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟». وعلَّق المسيح على المثل بالقول: «هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ» (لوقا 12: 19-21).
يكنز البشر ما يبلى ويفني، وكانت ثروة القدماء حبوباً يأكلها السوس، ومعادن يفنيها الصدأ، ونفائس يسرقها اللصوص. فما أسعد من يفهم قول المسيح: «اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ» (يوحنا 6: 27).
ولا شك أن المسيح لم يقصد أن يدين الحصول على الثروة، لكنه يدين اكتنازها ووضعها في المقام الأول. لقد كان إبراهيم أب المؤمنين غنياً، وكذلك كان إمام الصابرين أيوب. والمشكلة ليست في المال، لكنها في محبة المال، التي هي «أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ» (1تيموثاوس 6: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #48
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


استثمار المؤمنين: (آيات 20-23). (أ) مكان الاستثمار الحكيم: (آية 20). «فِي السَّمَاءِ» عندما يتعلَّق قلب المؤمن بالسماويات عملاً بالوصية: «فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ» (كولوسي 3: 1، 2). و«فِي السَّمَاءِ» حيث نجد المكافأة على كل عمل صالح، ونسمع القول العظيم: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى 25: 21، 23).
(ب) ثمر الاستثمار الحكيم: (آية 21). أصحاب الاستثمار الحكيم يستثمرون «فِي السَّمَاءِ» ويكون كنزهم في الارتقاء بشخصياتهم الروحية، فيتضاءل اهتمامهم بأمور العالم الفانية، ويزيد اهتمامهم بالسماويات، لأن كنزهم هناك. وكلما اتَّجه فكرهم للسماء قلَّت قيمة هذا العالم في نظرهم، فيوصفون بالقول: «نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ» (عبرانيين 12: 2) وشعار كل منهم: « جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ» (مزمور 16: .
(ج) الإبصار السليم للاستثمار الحكيم: (آيتا 22، 23). «سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ». يدخل النور إلى الجسد بواسطة العين، فإذا كانت العين سليمة صحيحة يدخل النور واضحاً. وإن كانت العين مريضة يدخل النور ضعيفاً أو مظلماً. وكما يحتاج جسد الإنسان إلى عين سليمة تحتاج نفسه إلى قلب نقي. ويتوقف الاستثمار الحكيم على الإبصار السليم والنظرة النقية والحُكم الصحيح على «الكنوز» المادية والروحية. فصاحب «العين البسيطة» (بعكس صاحب «العين الشريرة») يرى الحقائق بجلاء ووضوح، ويدرك العمل السليم ونتائجه، ويقيِّم الكنوز تقييماً صحيحاً، ويكون جسده كله نيِّراً، فيكنز في المكان الصحيح.
كان لتلاميذ المسيح عيون مفتوحة نيِّرة بسيطة، بينما كانت عيون اليهود مظلمة. فعندما سأل المسيح تلاميذه: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» أجابوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ إِرْمِيَا، أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». فسألهم: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فأجاب بطرس: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». فقال له: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا. إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى 16: 13-17).
كانت عين سمعان بسيطة نيِّرة فرأى المسيح في النور السماوي، وعرف من هو، فاستثمر حياته في اتِّباع الفادي المخلِّص. وكانت عيون غيره مريضة فظنت المسيح واحداً من الأنبياء، فتبعته طلباً للمعجزة.
آية للحفظ

«حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً» (متى 6: 21)
صلاة

أعطني يا رب عيناً سليمة ترى كنوز العالم في نور الأبدية، فأكنز في السماء، حيث قلبي وفكري ومحبتي
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #49
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في الطمأنينة


لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ. 25 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ 26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ 27 وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟ 28 وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. 29 وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. 30 فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللَّهُ هَكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ «31 فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32 فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. 33 لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34 فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ» (متى 6: 24-34).
1- ما يضيِّع الطمأنينة: (آيات 24-30).
(أ) تضيع طمأنينة الإنسان الذي يجد نفسه ممزقاً بين خدمة المال وخدمة الله: (آية 24). فإذا خدم المال واستعبد نفسه له يكتشف أن المال سيد قاسٍ. صحيحٌ أن المال عبد صالح، لكن عندما ينقلب الأمر ويصبح الإنسان عبداً للمال، يصرف جلَّ وقته يفكر فيه، وقد يحصل عليه بطرق خاطئة، سرعان ما يعذبه ضميره لأنه لم يقدم لله الولاء الواجب، إذ جعل المال في المقام الأول، فتضيع طمأنينته.
إن مشكلة الإنسان الخطيرة هي أنه يهتم بالأشياء أكثر من اهتمامه بخالق الأشياء ومعطيها. وكم نخطئ ونتعب ونقلق إن كان اهتمامنا بالماديات مساوياً لاهتمامنا بالله.
لنذكر دائماً أن الله مصدر ما عندنا من مال، فمنه الجميع. ولنحترس من أن نركز نظرنا على عطايا الله من مال ومقتنيات، فننشغل عن الله بعطايا الله، فنشبه طفلاً أهداه أبوه هدية فانشغل بها ولم يرفع عينيه بالشكر لمن أهداها له!
(ب) وتضيع طمأنينة الإنسان عندما ينسى أن الله أعطاه الحياة والجسد (آية 25). فإن كان قد أعطاه الحياة فلا بد أنه سيعطيه ما يحفظ عليه هذه الحياة، ويضمن له الطعام والشراب. إن الحياة أهم من الطعام، ولا يقدر أن يعطيها إلا الله الذي «بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ» (أعمال 17: 2 .
وتضيع طمأنينة الإنسان عندما يغيب عن باله أن الله الذي وهبه الجسد يكسو هذا الجسد. والجسد أهم من كسائه. وقد يكسو إنسانٌ إنساناً، ولكن لا يمكن أن إنساناً يهب جسداً لإنسان آخر. فإن كان الله كريماً محباً قديراً وقد أعطى الأهم، فلا بد أنه سيعطي ما هو أقل أهمية. وإن كان قد أعطى الكثير فلا بد أنه سيعطي القليل.
وواضحٌ أن المسيح لا ينهى عن التفكير في احتياجات الجسد، فقد علَّمنا أن نصلي « خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ». وقدم لنا الرسول بولس مثالاً ونصيحة، فقال: «إِذْ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُتَمَثَّلَ بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَسْلُكْ بِلاَ تَرْتِيبٍ بَيْنَكُمْ، وَلاَ أَكَلْنَا خُبْزاً مَجَّاناً مِنْ أَحَدٍ، بَلْ كُنَّا نَشْتَغِلُ بِتَعَبٍ وَكَدٍّ لَيْلاً وَنَهَاراً، لِكَيْ لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ. لَيْسَ أَنْ لاَ سُلْطَانَ لَنَا، بَلْ لِكَيْ نُعْطِيَكُمْ أَنْفُسَنَا قُدْوَةً حَتَّى تَتَمَثَّلُوا بِنَا. فَإِنَّنَا أَيْضاً حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ أَوْصَيْنَاكُمْ بِهَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضاً» (2تسالونيكي 3: 7-10). لكن المسيح يمنعنا من القلق على طعامنا وشرابنا وكسائنا، لأنه هو يعتني بنا
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #50
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


) وتضيع طمأنينة الإنسان عندما ينسى أنه في نظر الله أهم من الطيور (آية 26). فإن كان الله يقوت الطيور كل يوم وهي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع طعامها في مخازن، فكم بالحري يعول الإنسان الذي يحبه، وقد قال : «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ». حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ» (عبرانيين 13: 5، 6). تخيَّل أحدهم عصفوراً يقول للعصفور زميله: أريد أن أعرف لماذا يقلق البشر؟ فأجابه زميله: لا بد أنه ليس عندهم أب سماوي مثل أبينا السماوي!
(د) وتضيع طمأنينة الإنسان وهو يقلق ويعول الهم، لأنه يعجز عن مساعدة نفسه (آية 27). فهو لا يقدر أن يزيد دخله، أو يصد الأذى عن بدنه، أو يطيل قامته ذراعاً واحدة (نحو نصف متر!). ولهذا يوصينا الرسول يعقوب: « هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الْقَائِلُونَ: نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَداً إِلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ. أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هَذَا أَوْ ذَاكَ» (يعقوب 4: 13-15).
لنذكر أن قلقنا في محاولة إضافة ذراع واحدة على قامتنا، ونحن عاجزون عن هذا، يزيد متاعب يومنا ويضاعف مخاوفنا من الغد، فتسرق هذه المحاولة العقيمة سلامنا وتصيبنا بالأمراض النفسية والجسدية. فما أجمل أن نطيع النصيحة: « أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ» (مزمور 55: 22).
(هـ) وتضيع طمأنينة الإنسان عندما يظن أنه في نظر الله أقل أهمية من زنابق الحقل ومن العُشب (آيات 28-30). يغزل الإنسان ملابسه وينسجها، لكن الورود البرية وعشب الحقل تنمو زاهية متناسقة الألوان، دون أن تتعب وتغزل وتنسج، حتى أن سليمان الحكيم الغني لم يكن يلبس ملابس ذات ألوان ثابتة جميلة مثلها! فإن كان الله يهتم بالزنابق قصيرة العمر، والتي لا حياة أبدية لها، فكم وكم يهتم بالإنسان الذي له حياة أبدية في الدهر الآتي!
ويحذرنا المسيح من أن نكون « قَلِيلِي الإِيمَانِ» في عناية الله بنا، فلنفكر في قول المرنم: «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ.. كُلُّهَا إِيَّاكَ تَتَرَجَّى لِتَرْزُقَهَا قُوتَهَا فِي حِينِهِ. تُعْطِيهَا فَتَلْتَقِطُ. تَفْتَحُ يَدَكَ فَتَشْبَعُ خَيْراً» (مزمور 104: 24، 27، 2.
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #51
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ما يضمن الطمأنينة: (آيات 31-34). (أ) يضمن الإنسان طمأنينته عندما لا يسمح للقلق الذي ينهش حياة غير المؤمنين أن يدمر سلامه (آية 31). فمن صفات غير المؤمنين أنهم ينزعجون ويقلقون، ولا يتوقعون مساعدة إلهية، لأنهم لم يختبروا محبة الله، فينزعجون ويقلقون ويقولون: « مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟». و«هَذِهِ كُلّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ» (آية 32أ). أما ربنا فإنه «الله الْحَيّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ» (1تيموثاوس 6: 17).
(ب) ويضمن الإنسان طمأنينته عندما يعرف أباه السماوي حقَّ المعرفة، ويثق أنه يهتم بكل احتياجاته، فهو «يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا» (آية 32ب)، ويؤمن أن « أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ» (متى 6: .
انتصر أحد المؤمنين على القلق، لما قضى ليلته ساهراً يفكر في مشكلاته، وفجأة أشرق عليه الخاطر أن أباه السماوي ساهرٌ عليه، فلماذا يسهر الاثنان؟ واطمأن قلبه وهو يقول: «أبي ساهر عليَّ، وأنا سأنام». « بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجِعُ بَلْ أَيْضاً أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِداً فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي» (مزمور 4: .
(ج) ويضمن المؤمن طمأنينته لما يضع أولوياته بطريقة سليمة، فيطلب أولاً ملكوت الله وبرَّه (آية 33) فيعطيه الله ما طلب، وفوق ما طلب «وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ».
لو أننا عشنا للأشياء المادية نخسرها، ولو جعلنا الأرضيات أولاً نخسر السماء والأرض.. ولكن لو جعلنا مُلك الله أولاً على حياتنا، وبرَّه وعدله أولاً نصب عيوننا نكسب السماء والأرض. فلنطلب منه أن يملك على حياتنا، وعلى مجتمعنا، ولننتظر ملكوته الآتي عندما «تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيلبي 2: 10، 11).
(د) ويضمن المؤمن طمأنينته لما يدرك أن «الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ». وأنه «يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ» (آية 34). ونحتاج كلنا أن نتدرَّب على أن نحيا يومنا ونترك غدنا لنعمة إلهنا، ففي كل يوم تجد البركات والمشكلات، فيكفي أن تعالج مشكلات يومك، ولا تقلق بخصوص مشكلات غدك، فمع الغد القادم يمدّك الله بقوة جديدة وحكمة جديدة وظروف جديدة، فينطبق عليك القول: «ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِماً سَالِماً، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ. تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ» (إشعياء 26: 3، 4).
آية للحفظ

«اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متى 6: 33)
صلاة

أنت حي فلا يوجد ما يدعوني للقلق. ساعدني لأراك مهتماً بيومي وبغدي، بينما كل اهتمامي وقلقي لن يزيد على قامتي ذراعاً واحدة
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #52
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في العلاقات


لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، 2 لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3 وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4 أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. 5 يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!
6 لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَبِ، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا، وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ» (متى 7: 1-6).

نسقط جميعنا في خطية انتقاد الآخرين نقداً هداماً، دون أن نعرف ظروفهم.. أو نعرفها فنصدر عليهم أحكاماً شخصية قاسية. ويعلمنا المسيح أن نرتقي في علاقاتنا مع الناس، فلا نسرع في إصدار أحكام الإدانة عليهم، متذكرين القول الرسولي: «مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلَكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ، لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ» (رومية 14: 4)، فكم من أشخاص حُكم عليهم ظلماً وبهتاناً، مثل المسيح الذي «أَسْلَمُوهُ حَسَداً» (متى 27: 1.
ويورد المسيح ثلاث ملاحظات عن إدانة الآخرين:
1- الله ديان الجميع: (آيتا 1، 2).
لا يجب أن ندين الآخرين إدانة هدامة، حتى لا يديننا الله دينونة عادلة نستحقها «لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً» (2كورنثوس 5: 10). « وَأَمَّا أَنْتَ فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضاً لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ» (رومية 14: 10).
«لِذَلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا! وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ. أَفَتَظُنُّ هَذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟» (رومية 2: 1-3).
إننا لا نعرف كل شيء عن الشخص الذي ندينه، كما أننا نقع كثيراً في خطية التحيُّز ضد من لا يتفقون معنا في شيء أو أشياء، ولا يوجد إنسان صالح بدرجة تكفي لأن يدين غيره.
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #53
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


إن فينا عيوباً: (آيات 3-5). من السهل أن ندين الناس لأننا نرى القذى في عيونهم، وننسى أن في عيوننا خشبة! ونحن عادة نضخِّم عيوب الغير ولا نحاول أن نساعدهم ليصلحوها، لأن هدمهم أسهل جداً من بنائهم. وفي أغلب الأحيان يكون الشخص الذي ينتقد غيره أقل مشغولية من غيره، فيقضي وقته يراقب الناس وينتقدهم. ولعلنا نلاحظ هذا كثيراً في انتقادات مشجِّعي لاعبي كرة القدم للاعبين. إنهم نظارة متفرجون ينتقدون العاملين المجدّين!
ويرسم لنا المسيح صورة كاريكاتورية مضحكة يمكن أن نصوِّرها اليوم بصاحب عين رمداء يوقع الكشف عليه طبيب عيون وارم العينين!
فعلى المؤمن أن يبدأ بإصلاح نفسه قبل أن يحاول إصلاح غيره، كما قال الشاعر العربي:
يا أيها الرجلُ المعلِّمُ غيرَهُ هلا لنفسِك كان ذا التعليمُ
كم من أبٍ ينصح ولده ألا يدخن بينما يشعل الأب سيجارته! وكم من زوج ينتقد زوجته وزوجة تنتقد زوجها على نفس العيوب التي يرتكبها كلٌّ منهما، بينما الواجب أن يصلح المرء من عيوب نفسه قبل أن يحاول إصلاح عيوب غيره.
ونلاحظ عادة أن الذي يدين غيره يظن أنه يعرف أكثر من غيره، كما أنه يحاول إبعاد النظر عن أخطائه ويلفت النظر إلى أخطاء غيره. ولهذا قال المسيح للذين دانوا المرأة الخاطئة: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» (يوحنا 8: 7).
3- وهناك من يستحق الإدانة: (آية 6).
هناك أشخاص مرضى، بعيونهم قذى وخشبة معاً. فبعد أن نُخرج الخشبة من عيوننا نحتاج إلى فطنة روحية للتعامل معهم، ونحن نذكر النصيحة الرسولية: «أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِراً إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضاً» (غلاطية 6: 1). وما أجمل ما نصح به القديس يوحنا فم الذهب: «أصلِح غيرك لا كعدوٍّ، ولا كخاطئ يستحق العقاب، بل كطبيب تقدم له الدواء».
وقد رأت الكنيسة الأولى أن عبارة « لاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ» تعني منع «الكلاب والخنازير» (أي الخطاة الذين سمعوا رسالة الخلاص ورفضوها بسخرية واستهزاء) من التناول من مائدة العشاء الرباني.
أمثال هؤلاء يجب أن يحكم المؤمن الحكيم عليهم ويدينهم، لأنه المُطوَّب الذي «لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ» (مزمور 1: 1).
وقد قال المسيح لتلاميذه وهو يرسلهم للتبشير: «أَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌّ.. مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجاً مِنْ ذَلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ.. هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ» (متى 10: 11-16).
على أننا يجب أن نتأنى كثيراً في الحكم على البعض بأنهم «كلاب وخنازير» لا يستحقون المقدسات والدرر، فإن الله الذي هو غني في الرحمة يحب الخطاة، و«يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1تيموثاوس 2: 4).
ولنذكر دوماً أمر المسيح: «لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً» (يوحنا 7: 24).
آية للحفظ

«أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ» (متى 7: 5)
صلاة

يا رب، ساعدني لأرى عيوبي قبل أن أرى عيوب غيري. ساعدني لأصلح من أمر نفسي قبل أن أحاول إصلاح أمر غيري. ولا تسمح بأن أدعو غيري «كلاباً وخنازير» إلا بعد أن يرفضوا سماع رسالتك ويستمرون مصرّين على رفضها
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #54
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في الطلب


اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8 لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. «9 أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ حَجَراً؟ 10 وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11 فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.
«12 فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ» (متى 7: 7-12).

1- ضرورة الطلب: (آيتا 7، .
تحدَّث المسيح في الموعظة على الجبل عن الارتقاء في صلاة المخدع حيث يرانا الله ويسمعنا (متى 6: 5-، وأعطانا نموذجاً للصلاة المستجابة (متى 6: 9-13)، ووضع أمامنا شرط الاستجابة، وهو الغفران للآخرين (متى 6: 14، 15). وفي الآيات التي نتأملها هنا يشجعنا أن نصلي، فنسأل، ونطلب، ونقرع، ونقول: « يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ» (مزمور 65: 2).
في السؤال نتساءل إن كان سيعطينا شيئاً، وفي الطلب نوضح الحاجة ونطلبها، وفي القرع نعلن إلحاحنا وشديد احتياجنا لما نطلبه، وهذا يعني أننا نستمر في الطلب بغير يأس. صحيحٌ أن الله «أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.. (وهو) يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا» (متى 6: 8، 32) ولكنه يشتاق إلى سماع طلباتكم لأنها تدل على محبتكم له وثقتكم فيه وانتظاركم له. وقد عبَّر المرنم عن طرق مختلفة لارتقائه في الصلاة، من كلمات إلى صراخ إلى دعاء وهو يقول: «لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلَهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ، وَأَنْتَظِرُ» (مزمور 5: 1-3).
ونتعلم من أمر المسيح: « اِسْأَلُوا.. اطْلُبُوا.. اقْرَعُوا» أن هناك صلوات تُستجاب فوراً يقول الله عنها: «وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَعُ» (إشعياء 65: 24)؛ كما أن هناك صلوات تُسمع بعد لجاجة، فقد ضرب المسيح مَثَل الأرملة والقاضي الظالم الذي أنصفها بسبب إلحاحها، وبدأه بالقول: «يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ». ثم علَّق على المثل بالقول: «أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعاً» (لوقا 18: 1-.
سأل خليل الله إبراهيم الرب، وطلب وقرع وهو يصلي لأجل نجاة سدوم وعمورة، فقال: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ» (تكوين 18: 32)، وسأل يعقوب أب الأسباط وطلب وقرع باب الله قائلاً: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي» (تكوين 32: 26)، وصلَّت الكنيسة الأولى لما « كَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوساً فِي السِّجْنِ.. فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ» (أعمال 12: 5).
ولا يقصد المسيح أن الله سيستجيب كل طلباتنا، كما نطلبها، إن سألنا وطلبنا وقرعنا، ولكنه يعلِّمنا أن « هَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلْبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ» (1يوحنا 5: 14، 15).
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:46 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.30405 seconds with 12 queries