أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03/01/2006   #37
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لقد كان المسيح إذن ، في الثانيةَ عشرة من عمره ، على وشك أن يصبح " ابناً للشريعة " ! ماذا؟ أإبن الشريعة؟ أم هو - أكثر من ذلك - سيّد تلك الشريعة التي جاء ليتمّمها، على حدّ ما سوف يصرّح به ؟. .. ذلك ما تكشف عنه حادثة الهيكل . ( لوقا 2 : 41 - 5. )

. كان يوسف ومريم -وهما من تقية اليهود- يحجّان كل سنة إلى أورشليم ، في عيد الفصح . ألعلّها كانت المرّة الأولى، يصطحبان فيها الولد ؟ . . لقد كانت الأصوات قد ارتفعت ، طوال الطريق ، بأناشيد الحجّاج تلك الأناشيد المعروفة بمزامير " المراقي "، والتي كان الأسلاف قد وقعها بإيقاع خطى السير : " أرفع عينيّ إلى الجبال . من حيث يأتي عوني ؟ . . . معونتي من عند الرب صانع السماوات والأرض " (مزمور 21 ا) ؛ " تقف أرجلنا على أبوابك يا أورشليم . أورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها حيث صعدت الأسباط ، أسباط الرب شهادة لإسرائيل . ليحمدوا الرب " ( مزمور 122 )

. وبعد أن أكلوا الحمل ، ومن حوله المرق المُصلح بأعشاب مرّة، وتناولوا خبز الفطير، وشربوا الخمرة بحسب المراسيم المبيّنة فيَ الشريعة، وانطلقت من صدورهم " التهاليل " الأخيرة ، قفلوا راجعين إلى بيوتهم . ففي مساء المرحلة الأولى، افتقد يوسف ومريم الصبيّ ، ة بين الأقارب والمعارف . وكان قد غاب عن أبصارهم سحابة النهار كلّه ، فظنوا أنه قد انضمّ إلى بعض الرفقة من الحجيج . وإذ لم يجداه ارتدّا إلى أورشليم يطلبانه متخوّفين . وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل . وكانت عادة الفقهاء أن يجلسوا للتعليم تحت أروقة الهيكل ، في وسط حلقات تلاميذهم . وكان بعض الفتيان ينضمّون إلى تلك الحلقات ، ويرخّص لهم أحياناً بطرح الأسئلة . وقد روى إفلافيوُس يوسيفوس أنه كان - وهو غلام - ينضم إلى تلك المساجلات الفكرية . ولما لم يكن التواضع من مناقبه الراسخة ، فقد أضاف " أن رؤساء الكهنة وعلية القوم كانوا يقصدونه للاستفسار عن شؤون الدين "

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #38
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لقد كان يسوع إذن ، في الهيكل ، وسط علماء إسرائيل وحكمائهم . ويقول لوقا ، من غير تكلف : " وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته " (لوقا 2 : 47 ). فلمّا رأته أمّهُ بهتت ، فسألته على سبيل المؤاخذة اللطيفة : " يا بني لماذا فعلت بنا هكذا ؟ هو ذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين . فقال لهما : لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي ؟ " ( لوقا 2 : 48 - 49 ) . جواب قاَس ، شديد على الطبيعة ، يسطع فيه ، للمرّة الأولى، يقين يسوع برسالته ، ويتراءى فيه درس من دروس الإنجيل الكبرى : فمن أراد أن يتبع المسيح عليه أن يقطع كل علاقة إنسانية ، مهما كانت صميمة
. بيد أن هذه الحادثة الوحيدة، على قيمتها وبُعْد دلالتها، لم تكن لترضي فضول الجماهير . ولذلك فقد استرسلت الأناجيل المنحولة - ولاسيما " إنجيل الطفولة " و " إنجيل توما " - في ذكر نوادر تلك الحقبة الغامضة من حياة المسيح . ومن تلك النوادر ما هو ذائع وظريف . فهي تروي عن يسوع - مثلاً - أنه كان يلهو مع أترابه في صنع طيور من طين ، ينفخ فيها فتطير! . . . ( وهنا ، مرة أخرى نجد طل هذه النادرة في القرآن ، راجع سورة آل عمران 3 : 49 ، المائدة 5 : 11. ) وإذ كان يوماً عند مدخل غار مع رفقة له ، برزت له أفعيان هائلتان ، فأمرهما أن تذهبا وتطأطئ رأسيهما عند أقدام أمّه ! . . . جميع تلك الأضغاث ليس لها من جدوى سوى أنها أوحت إلى فنّاني العصور الوسطى، في جميع الديار المسيحية "، كثيراً من رسومهم ونقوشهم . . . ولكنها، من ذاتها: لا تجدينا أي نفع في معرفة الطفل الإلهي
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #39
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي حياة التستر


انقضت أعوام ، ولا شك ، كثيرة .. فيسوع لم يخرج من عزلته إلا بعد الثلاثين من عمره . وأما تلك الأعوام فلا نعرف عنها شيئاً سوى أن المسيح كان ، في أثنائها ، " يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس " ( لوقا 2 ك 52 ) . وإن الأحداث التي نعرفها من غير ذلك لها أي اتصال بالبيئة التي نشأ فيها الطفل الإلهي. وعلى كل ، فماذا كان يعرف في فلسطين ، عن تلك الأحداث التي باتت تقلق القلوب والخواطر ؟ .. أجل ، لم يكن أحد ليجهل أن هناك ، في روما ، بعد ذاك الجم من الاضطرابات والدم المستباح ، رجلاً قد استولى بيد من حديد على مقاليد الحكم ، وأن أوغسطس يملك في الأبهة والمجد . ولكن ، أن يقع ذاك الإمبراطور النائي في مصطرع من الدسائس العائلية والمطامع المحمومة حول وراثته ، وأن تسام سياسته الغازية ، من قبل الجرمانيين ( سنة 9 م ) خسفاً أليماً ، وخسائر فادحة ، فأي شأن للأمة اليهودية ، في ذلك كله ؟ .. لقد كان يسوع قد ناهز العشرين من عمره ؛ عندما توفي أوغسطس ( 14 م ) وهو في السادسة والسبعين من عمره ؛ وخلفه على العرش طيباريوس بن ليفا ، دعيه وحظية . فأن يكون أوغسطس قد نصب ، بعد وفاته ، إلهاً ، فما كان ذلك ، في نظر كل يهودي ورع ، سوى برهان جديد على وثنية الشعب الروماني . وأن يكون الإمبراطور الجديد قد أطلق يد صفيه " سيجان " في رقاب بطانته ، فما كان ذلك سوى دليل على بربر يتهم! لم يكن الشعب اليهودي ليهتمّ إلاّ للأحداث التي كان لها بديارهم المقدّسة علاقة مباشرة . ففي السنة 6 م -وهي السنة التي جرت فيها حادثة يسوع في الهيكل - خلع "أوغسطس أرخيلاوس بن هيرودس ، عاهل اليهودية ، عن عرشه ، ونفاه ، بسبب ما تفاقم من أخطائه ؛ وتولى من بعده على اليهودية ولاة رومانيون . . . وكان يسوع قد بلغ -ولاشك - الحادية والثلاثين من عمره ، وعلى همة الشروع في رسالته العلنية ، عندما وصل إلى اليهودية ، في السنة 26م ، وَال روماني اسمه بنتيس بيلاطس ، ذاك الذي كان على المسيح أن يتواجه وإياه ، يوما ً، في ساعة عصيبة
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #40
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وأمّا بلاد الجليل - وكانت إقطاعية هيرودس أنتيباس ، أحد أبناء هيرودس الكبير- فكانت تنظر بعين التحفظ والحذر إلى ذاك المُليكْ الذي هبّ يتخلّق بأخلاق الرومان ، ويهدر الأموال الطائلة ، على ضفاف البحيرة، في بناء عاصمة باذخة مترفة، دعاها طبرية ، توددا إلى طيباريوس ، سيّد العرش المقتدر . وعندما شاع في الناس ، سنة 28م، أنه طلق امرأته الشرعية، وتزوج بامرأة أخيه هيروديّا ، سرت في الشعب المؤمن موجة من السخط ، وراحوا يرددون ، همساً ، اللعنات التي أنزلها الله بالزناة، قي جبل سيناء
. هناك حدث وحيد بات له علاقة بحياة يسوع ، في تلك الفترة، ويمكن تقديره من خلال أسطر الإنجيل : وهو موت يوسف . لقد كان بعد في قيد الحياة، يوم جرت حادثة يسوع في الهيكل . ثم لا نعود نصادفه في حياة ربيبه العلنيّة . وهناك تقليد قديم جدّ اً يذهب إلى أن يسوع كان له من العمر تسع عشر سنة يوم توفي يوسف . ولا شك أن ما يشعر به قارئ الإنجيل أن العذراء امرأةُ قد فقدت زوجها . ويسُوغ أن نتصوّرها، في الناصرة، بثوب الأرامل الضيّق ، تحلّ من الغرفة المشتركة في المحل الأوّل الذي يرخّص فيه التلمود للأرامل من ربّات البيوت . . . لقد ذهب ذاك الأب الطيّب ، ببساطة من عَرَفَ أن مهمته ، على الأرض ، قد انتهت ، فأسلم سائر أمره لله . . . لقد ذاد عن حياة الطفل ، ومهّد للأم أن تقوم بمسؤوليّات رسالتها الخارقة ، فبات في وسعه أن ينشد مع سمعان : " الآن تطلق عبدك ، يا سيّد ! . . . " ولم يكن على خطأ الكتاب المنحول الذي مثل ملاك الربّ مؤازراَ ذاك الرجل الطيّب في نزاعه الأخير

. وأعظم الظن أن يوسف هو الذي لقنّ يسوع المهنة التي ارتزق بها، في غضون حياته المتسترة. فقد كان على كل فرد من أفراد الأمّة اليهودية أن يتقن مهنة يدوية ، حتى ولو كان من المنصرفين إلى علم الشريعة : فرابيّ هلّيل كان شقّاق حطب ، ورابي شمعي نجارا . فيسوع قد سعى إلى قوته بعرق جبينه ، عملاً بالسُنّة التي فرضت على آدم . وقد جاء في أحد التعاليم الربينية :" من لم يلقنّ ابنه مهنة ، جعله لصاً !". وسوف يقول بولس ، فيما بعد : " من لا يعمل لا يأكل " . وأما مهنة النجارة فقد كانت تشتمل في الواقع ، جميع صناعات الخشب : من سحج عمدان السقوف ، إلى صناعة الأنيار ( جمع نير ) والمهاميز ، وإلى تجهيز الأسرة إلأصونة والمقاعد والمعاجين . . . وقد لاحظ بابيني ( كاتب إيطالي معاصر ، وضع " سيرة المسيح " بعد اهتدائه إلى الإيمان) ، مصيباً، أن الفلاحّ والحدّاد والبناء والنجّار همٍ ، بحرَفهم اليدوية، أكثر العمال اندماجاً في حياة البشر، وأعمقهم نزاهة وتديناً "
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #41
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لقد عاش يسوع عيشة الفقراء. ولاشك أنه سكن بيتا متواضعاً جدّاً شبيهاً بذاك الذي حضر فيه الملاك إلى مريم ، والذي أوى إليه يوسف مع أسرته . وأما طعامه فكان من طعام الشعب الجليلي ، قوامه خبز الحنطة أو الشعير ، واللبن الرائب ، والخضار ، والفواكه ، واللحم في بعض الأحوال النادرة ، وكثيراً من الأحيان " ذاك السمك المقلي الذي يخصب جسم الإنسان "، على حدّ ما جاء في كلام الرابيين . ويتبّين من مطالعة الأمثال الإنجيلية، أن يسوع لم يخالط قط الأغنياء وعظماء الأرض . فهو يتكلّم عن البذخ والترف بما نجده عند الفقراء من نزعة إلى التبسيط . وعندما يأتي ، في معرض أمثاله ، على ذكر الدرهم المفقود ، فًلا شك أنه يتذكّر والدته ، والسراج في يدها، تبحث في بيتها الفقير، عن قطعة النقود المفقودة، وتطفح بشراً إذا عثرت عليها . حياة فطرية رائعة يجب ألاّ تغيب عن الأذهان صورتها ، عندما يتجلى لنا المسيح ، في سناء مجده ، والجماهير زاحفة في إثره . .
. فمن تلك البيئة الاجتماعية، بيئة الفقراء .والصيّادين ، والكرّامين ، والفلاحين ، وذوي المهن اليدوية، استمدّ يسوع تلك الدربة التي يصادفها كلّ منا في مشاركاته مع الناس . وكان الجليليون من الأقوام الطيّبين ، أقلّ تشبّثاً بالشكليّات من يهود اليهودية ، قلوباً صافية، وإن على شيء من الخشونة . وسوف يستعين يسوع بلغتهم وعاداتهم وبكثير من تعابيرهم التصويرية . ولسوف تبقى ، سحابة حياته كلها، واحداً من أبناء الشعب له من سجايا النبل الفطري ، ما يجعله توّاً في مستوى جميع الناس

وقد اتخذ أيضاً دروساً من بلاده ، وأرض وطنه الجليل . فلقد كان ، ولاشك ، في بلدته الصغيرة، يُعنى -إلى جانب مهنته - بزراعة قطعة من الأرض . وقد جاء، في أحد التقاليد، أنه رعى الأغنام صبيا . ولسوف نراه ، في غضون حياته العلنية ، كثيراً ما ينَشد العزلة في الفلوات ، يقضي فيها الليل كله في الدعاء إلى الله أبيه ( لوقا 6 : 12 ) وكأنما قد أصبح التأمل والتوحّد، عنده ، عادة مستحكمة، تكتنف النفس ، أثناءهما ، آلاف من شهود الغيب ، فترقى ، بيسر أعظم ، مما يطيف بها من روائع الخلق ، إلى جمال المبدع الخلاق ‍
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #42
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


من المشارف التي تطلّ على الناصرة، يكتشف النظر مشهداً رائعاً. هناك سهل عزر يلون ينبسط انبساطة مديدة بمربّعاته الدكنة والحمراء والغبراء، ومزروعاته الموّارة بجميع أصباغَ الأخضر . وفي البعد يتلألأ البحر المتوسط بمياهه الفضيّة الزرقاء . وإلى الشمال ، ينتصب حرمون ، فوق التلال ، بمنعرجاته البنفسجية، وهامته المكلّلة بالثلوج ،بينما طابور، على مسافة أقرب ، يتضجع فوق سرير من الخضرة الذاوية ، بأردافه الضخمة، التي كان القديس إيرونيمس يثني على استدارتها المتناسقة . وإلى الجنوب تنشّق جبال السامرة لتحضن " عين جنين "، ومفاتنها. وعند سفوح مشارف المدن العشر، تنفرج الثغرة العميقة التي ترقد فيها بحيرة طبرية ، محجوبة عن الأنظار، يتصاعد منها ،بين الفينة والفينة، أبخرة شفّافة
. إن جميع بقعة الجليل تكسوها من الخصب والرُواء ما يتعارض ومشهد الجفاء في أرض اليهودية . فالآكام فيها لينة، والأرض مريعة، تحجب الجثاء الصخري . والمطر فيها ( 6. سنتمتراً ) أغزر منه في أورشليم ، وفي وادي الأردن خصوصاً . لقد كانت أرض الجليل ، إذن ، في حياة المسيح ، مهبط البشرْ و الفرح . فيها درجت طفولته ، وانضوت حياته المتسترة الدائبة، واَنطلقت ، فيما بعد، تباشير نجاحه الرسولي . وإنه لمن الأهمية بمكان أن يكون كتاب الطبيعة قد رافق أعوام نشأته بتلك الهمسات الودية التي سوف يبقى ذكرها عالقاً في كل صفحة من صفحات الإنجيل

من تلك الأرض انطلق المسيح ، ذات يوم من شتاء سنة 27م، وشخص إلى مخاضة " بيت عَبرا " ، حيث كان ينتظره ، مع المعمدان ، اعتلان مصيره . . . "هو ذا الزارع قد خرج ليزرع . .. (مرقس4 : 3 ). ولكن في أي تربة

. سوف يقع ذاك البذار ؟.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #43
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : عابد لله
ياسيدي ضع رابط الموضوع وخلاص ولا داعي ان تنسب هذا الكلام لنفسك
اول شي الموضوع ماله رابط
تاني شي لاتدخل بشء لايعنيك
ثالث شي انا مانسبت شي الي
تحياتي
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #44
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي مقاطعة في الإمبراطورية


روما وفلسطين

. كان قد انقضى زهاء قرن ، منذ يوم فرضت الجيوش الرومانية على الشرق سيادتها، وضمت إلى المغانم الضخمة التي سطا عليها أبناء الذئبة ، تلك البقعة الصغيرة، بقعة أرض كنعان . ففي سنة 63 ق . م .كان بومبيس قد اخترق الأسوار المقدسة المحيطة بأورشليم ، وسط سيل من الدماء، وبعد حصار دام ثلاثة أشهر . وقد عمدت السياسة الرومانية ، في آسيا ، كما في كل مكان ، إلى ذاك المزيج المتعادل من اللين والقوة ، الذي بات نموذجاً فذا في أساليب الاستعمار . فقد حفظ للحواضر الهلينية استقلالها، وهي " المدن العشر" ، وفي كثير من البلدان ،تركت السلالات القومية على عروشها، وكلفت بالسهر على الأمن وعلى جباية الضرائب . وأما في فلسطين ، فإذ ثبت عجز السلالة الأسمونية ( هم سلالة المكابيين ) عن الانسجام ومخططات السياسة الكبرى، أقامت روما ، لليهود ، أسياداً جدداً ، من صلب أسرة بدوية ، كانت قد أظهرت أطيب صفات المرونة الدبلوماسية ،عهد الفتن القومية التي نشبت بين بومبيس وقيصر . ففي 4. ق.م ، كان هيرودس بن أنتيباتر ، أحد المقربين في البلاط ، يتأهب لأن يضع على رأسه تاج داود ، وذلك بمجرد قرار من مرقس أنطونيوس وأكتافيوس وليبدوس . وأضطرب شعب الله ، مدة أثنين وثلاثين سنة ، أن ينساق لعصا ذاك الأدومي ، شبه البربري ، الذي كان آباؤه غلفاً قبل زهاء قرن ، والذي لم تكن أبهته الراهنة لتحجب عن الناس أساليبه التعسفية وطباعه الشرسة
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #45
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


في العهد الذي نهض فيه يسوع لرسالته كان كثير من مباني هيرودس لا يزال بعد قائماً في فلسطين . ولا جرم أن استتباب الأمن ، مدة 69 سنة ، ينشئ ازدهاراً راسخاً ، حتى وإن ارتكز الأمن على الإرهاب . لقد كانت منشآت ذاك البناء العظيم ، إذ ذاك ، في أوج سناها .. فقد كان له قصر من الرخام ، غربي المدينة ؛ والقلعة التي دعاها " أنطو نيا " ، تملقاً لولي نعمته أنطونيوس ؛ وعلى بعد أربعة أميال من صهيون ، وفوق قمة جبل " الهيروديون "، وهو الحصن الذي أعده لنفسه ضريحاً . بيد أن الهيكل ، ما بين شتى المباني الأخرى ، كان ، ولا شك ، فخر ملكه ودرة منشأته . وقد جاء أرحب من هيكل سليمان ، ومنيفاً عليه أناقة عظيمة بعدد أساطنته وضخامتها ، وببهرجة زخارفه . وكان ، في أيام المسيح ، لم يزل بعد قيد الإنشاء ، ولم يفرغ من بنائه إلا ثلاثين عاماً بعد موت المسيح ، أي بضعة أعوام قبل أن يهدم ، سنة 7. م ، إلى الأبد
. ومعلوم أن هيرودس لم يكن له حرية التصرف إلا ما تكرم به عليه أسياده . فكانت سياسته الخارجية موجهة بتوجيهات روما ، وجيشه تحت تصرف أوغسطس في جميع الأحوال . وكان - إلى ذلك كله - قد أجري اتفاق صريح على أن يكون لسلطته صفة شخصية محضة، فلا تنتقل إلى ورثته إلا بموافقة الإمبراطور

. وذلك ما تحقق في سنة 4 ق . م . ، عندما انتقل هيرودس إلى ربه ، حاملا في يده أمام محكمة القدير، كتاب جرائمه . وكان قد بقي له ، من أبنائه الكثيرين ، هيرودس فيلبس الأول ، و هيرودس أنتيباس ، و أرخيلاوس ، و هيرودس فيلبس الثاني ؛ وكانوا قد نجوا من سيفه . هذا وكان ابنه أرسطوبولس ، الذي كان قد أوقع به في السنة 7 ق . م . قد ترك خلفا، سوف يصبح هيرودس أغريبا الأول
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #46
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لقد كان هيرودس يعلل النفس بالحفاظ على وحدة مملكته . ولكن ما إن حملت جثته إلى " الهيروديون "، فوق محمل من ذهب مرصع بالحجارة الكريمة، يواكبه الجيش وأفراد الأسرة المالكة، وفي أيديهم الطيوب ، حتى انفجر الخلاف بين الورثة . فعمد الإمبراطور إلى الخطة التي توسم فيها أعظم مراعاة للمصالح الرومانية : وهي تجزئ الدولة الهيرودية ، إلى دويلات أصغر ، وإمارات بحجم الكف
. في الوقت الذي برز فيه المسيح لرسالته ، كان أبناء هيرودس الأربعة كلهم في قيد الحياة، وإنما لم بكن لأحدهم سلطة راهنة . أما البكر - هيرودس فيلبس الأول - فكان قد تخلي عن العرش تنحية صريحة ؛ فراح يعلل النفس ، بعد فوات المملكة، بتولي رئاسة الكهنوت . ولكنه ، عوض أن يكافأ على ترقبه الطويل ، بالتاج الأبيض والمدرعة المقدسة ، اللذين هما من شارات رئيس الكهنة ، ورمز وظيفته ، رآهما ينتقلان ، على التوالي ، إلى أخوال أمه ، فإلى جده ، فإلى أحد عمومته ، وهو لا يزال كاهنا بسيطا، عرضة لاستهزاء هيروديا ، زوجته الطموح . وأما هيرودس فيلبس الثاني ، و هيرودس أنتيباس ، فكانا متجاورين على ضفاف بحيرة جنيسارت .. أحدهما واليا على غولانيتيدية وتراخونيستيدية، وبتانية، وبانياس ؛ والآخر على الجليل و بيريه . بل كانا على اتفاق ! وتلك –في الأسرة الهيرودوسية- صفة تسترعي الانتباه. وكان فيلبس رجلا بسيطا وادعاً يعيش ، في مقاطعته ، عيشة الملاكين ، ولا يغادرها إلا لما كان يقضي به الشرع من رحلات الحج إلى الهيكل . وكان يهتم للقضايا العلمية، ولا سيما للجغرافية ؛ وقد بحث في ينابيع الأردن . وأما هيرودس أنتيباس – وهو الذي يكتفي الإنجيل بتسميته " هيرودس "، في روايته لمصرع المعمدان – فقد كان ،في ميوله ، أقل رزانة من أخيه . وإذ كان أكثر ثراء من شقيقه فقد كان له جيش وبريد. وعرف بهوايته للمآدب والنساء
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #47
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


و كانا كلاهما يطمحان إلى مواصلة ما بدأ فيه أبوهما ؛ بيد أن وسائلهما لم تكن على جانب من الوفرة . وقد أراد كل منهما أن يملك مدينته في جوار تلك البحيرة الرائعة التي كان الرابيون يقولون فيها : " إن الله قد اصطفاها لراحته " . فبنى أنتيباس حاضرته على حفافي المياه تتكسر عند أقدام صروحها، وسماها طبرية، تنويها بإجلاله لطيباريوس ، سيد العالم ، يوم ذاك . وأما أخوه فقد أضاف إلى عاصمته ( وكان اسمها بانياس ، فدعاهـا " قيصرية فيلبس " ) عاصمة جديدة، اختار لها ، شرقي مصب الأردن ، عند البحيرة، أكمة جميلة، تبردها ريح الشمال . هناك انتصبت " بيت صيدا الجديدة "، يهيمن عليها شيء من الكآبة ، بسبب حجارتها النسفية السوداء. وقد دعاها " يوليادا " إكراما لذكر"آل يوليا "، تلك الأسرة الرومانية التي أخرجت قيصر الدنيا، فكان لها ذلك شرفا سنيا )
. وأما أرخيلاوس فكان في بادئ الأمر قد استولى على أجمل، حصة من أرض فلسطين..أي على السامرة ، وأدومية، واليهودية مع عاصمتها أورشليم . ولكن أرخيلاوس كان قد ورث عن أبيه الشراسة والعنف من دون الذكاء ؛ وعوض أن يعمل بنصيحة أوغسطس ، ولي نعمته ، في التزام التأني ، راح يستبد ويتعسف ، خالعا الأحبار عن مناصبهم تحكما ، معملا السيف والنار في أقل بادرة من بوادر التشكي ، مرابيا على الناس في الضرائب عنتا واعتباطا . . . . ففي السنة العاشرة من ولايته -السادسة بعد المسيح - ذهـب وفد من يهود فلسطين إلى روما يشكون إلى الإمبراطور مظلمتهم من استبداد أرخيلاوس وعنفه وشراسته ؛ فغضب أوغسطس ، وأزله عن عرشه ، ونفاه إلى مدينة فينا في بلاد غاليا، وقطع عنه موارده . وحل محله ، منذ ذاك ، على اليهودية ، وال روماني

. كانت فلسطين إذن ، في عهد المسيح ، مجزأة إلى ثلاثة أجزاء . وذلك ، لعمري ، أكثر مما تطيقه رقعة صغيرة لا تعدو مساحتها 28 ألف كيلومتر مربع ، حتى وإن ضمت إليها أرجاء كبيرة من صحاري شرقي الأردن وأرض أدوم . وأما عدد سكانها فلم يكن ليتخطى المليون نفسا . بيد أن ذاك التعقيد السياسي -الذي يشعر به الإنجيل إلى حد بعيد- يجب ألا يحمل أحدا على الوهم في حقيقته : فإنه لم يكن ليقع شيء في تلك الولايات ، إلا بإذن روما . فقد كان والي اليهودية، من صرحه الذي في قيصرية الساحل ، يشرف على كل شيء ، إشرافا محكما ، " من دان إلى بئر سبع "، كما كان يقال قديما . وكان للولاة الرومانيين ، في ذلك العهد، حقوق واسعة : في يدهم الجيش والخراج والعدالة والشرطة ؛ ولهم وحدهم الحق على الموت والحياة. وكان لوالي سورية -مبدئيا- حق الإشراف على والي اليهودية وأدوم والسامرة . ولكنه في الواقع ، لم يكن ليتدخل إلا في أحوال الخطر الداهم
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #48
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


في الوقت الذي ظهر فيه يسوع علانية ، كان واليا على سورية بومبونيس فلاكس ، أحد شركاء طيباريوس ، قديما ، في المراغات . وأما اليهودية فكان عليها بنتيس بيلاطس ، خامس ولاتها . هؤلاء الموظفون الكبار الذين كانوا يحكمون الأقاليم باسم الإمبراطور، كانوا بعيدين كل البعد عن نمط أولئك "القناصل " و " المعتمدين "، الذين كان همهم الشاغل الإثراء على أكتاف رعاياهم . فقد كان الولاة -عادة - من طبقة الأعيان النبلاء ومن رهط أولئك الأرستقراطيين الذين كانت تبلغ بهم حضارتهم المرهفة إلى ضرب من الكياسة المستخفة المتريبة . ولكن من غير أن يؤول ذلك إلى انتقاص ما لهم من مناقب النشاط . وأما أن يكون فيلون - وهو أحد يهود الإسكندرية- قد رسم ، عن بيلاطس ، صورة كالحة الألوان ، واتهمه بالتبذير والقسوة والجور، والتشجيع على العنف والرشوة، فليس في ذلك ما يدعو حتماً إلى الثقة بأقواله . إلا أننا نعرف ، من ناحية أخرى، أن بيلاطس قد أزيل عن منصبه ، سنة 36م، بسبب ما ارتكبه من أعمال وحشية ! ذلك أن نفسية مثل هذا الموظف كانت تتميز بعاطفتين .. فمن جهة، عاطفة الخوف الدائم من أن يسعى به - أمام القيصر- وفد يهودي ، يدعمه ، في روما، أحد اليهود الكثيرين المقربين من البلاط ؛ ومن جهة أخرى، عاطفة الاحتقار العميق الذي كان يضمره لرعاياه
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #49
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي حماة ومحميون


إن من يعنى بتاريخ المسيح ينبغي ألا يفوته وجود أولئك القاهرين في أرض فلسطين . فمن خلال صفحات الإنجيل ، تتراءى صورة الجندي الروماني بخوذته ،وقميصه الأحمر . ولا بد من أن نوجس وقع أصوات العسكر الروماني ، في ليالي أورشليم ؟ هاجعاً فوق مرتبات حصن "أنطو نيا ". وإن محاكمة المسيح ، وخاتمتها الفاجعة، لا تفهمان إلا إذا تذكرنا ما كان لبيلاطس من صلاحيات ضخمة. فاليهودية لم تكن فقط أرضا محتلة، استقرت فيها جيوش غريبة . بل كانت أشبه بمستعمرة بات فيها المستعمرين يمارسون رقابتهم على جميع ماله صلة بمصالحهم ، ولكن من غير أن يختلطوا بسكان البلاد
. وكان الرومانيون ، فى أسلوب تنظيمهم الاستعماري ، يعمدون إلى تلك الواقعية التي ترتكز عليها نفوذهم . فقد كان عملاؤهم يستعبرون الفوارق المحلية للسيطرة على البلاد المحتلة وضبطها بوجه أوثق . فما كانوا يسوسون صقلية وسر دينية -مثلا- وقد ألفتا، منذ سالف الأزمان ، جور القراطجة "، كما كانوا يسوسون فلسطين ؛ وكانوا يعلمون حق العلم أن لا سبيل إلى استئصال ما كان ناشبا، في نفسية أهلها، من عزة قومية، ترقى جذورها إلى آلاف السنين . فكانوا يعملون على تعزيز شعور اليهود بأنهم ما زالوا يتمتعون بمطلق حرياتهم في جميع القضايا التي كانوا يتمسكون بها ، ولا سيما قضايا الدين . بيد أن ذلك لم يكن ليصرفهم عن تنحية الأحبار العظام عن مناصبهم ، إذا لم يلزموا جانب الخضوع ؛ وقد عزلوا منهم ثمانية فى الفترة الممتدة بين سنة 6 وسنة 41 . وأما الضرائب -وكانت باهظة- فكانوا يعهدون بجبايتها إلى " العشارين " ، وهم موظفون ، من أهل البلاد، كان عليهم سخط الشعب . وكان الرومانيون -إذا اقتضى الأمر- يعملون على إثارة الخصومة بين مختلف الأحزاب ، وقد باتت ، في أورشليم ، على تناحر عنيف

. وإذا كان لا بد من الإفصاح ، فإن أقوى شعور كان يضمره الرومان لليهود، إنما هـو شعور بالازدراء التام ، وشبه مزيج من الامتهان وقلة الاكتراث بل من التنكر المتعمد، نوعا ما . . . لقد كان بيلاطس ، ولا شك ، يرى في رعاياه، !شبه بهائم غريبة، أو شبه أولاد متخلفين لا بد من تأديبهم ، بين حين وآخر، تلافيا للمشاكل ، ولكن من غير أن يكترث لهم اكتراثا جديا ! وقد اتضح ذلك في موقفة" من الجمهور، يوم جرت محاكمة يسوع . وكان بيلاطس، عن حكمة وعن ميل معا ، يتوقى المكوث في أورشليم ، وسط ذاك الشعب الهائج وصياحه الدائم . فقد كان أهنأ له أن يعيش قيصرية، تلك الحاضرة الحديثة المبنية على شاطئ البحر ؛ فما كان يشخص إلى المدينة المقدسة إلا في المواسم ، إذ كان الحجاج يتقاطرون إليها ، فتصبح كثرتهم فيها ، مبعثاً دائماً للفوضى

. ومن الثابت إذن أن الشعب المختار ، بعظمته الراهنة ، وصبوته الدهرية إلى التماس ديانة أخلص ، ورسوخ معتقداته التوحيدية ، ولجاجته الدائبة في مجابهة القدر ، قد جهله أولئك الموظفون الرومانيون جهلاً مطمئناً
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #50
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ولكن اليهود كانوا يواجهون ذاك الاحتقار المضمر، بعاطفة من الكبرياء ما كانوا ليبطنوها . كانت كبرياؤهم ، نوعا ما ، هـي الحصن الذي تحصنت به الأمة اليهودية، واحترزت به ، منذ خمس مائة عام ، من الانقياد لضغط الوثنية وتسويلاتها . وكانت ترتكز على يقينهم من أن امتياز إسرائيل، يعدو كل سلطة بشرية ، وأن الملابسات السياسية لن تتمكن منه ، ولا بوجه من الوجوه . لقد قال يسوع لأتباعه يوما : " وتعرفون الحق والحق يحرركم " ؛ ولكن اليهود احتجوا عليه قائلين : " إننا ذرية إبراهيم ، ولم نستعبد لأحد قط . كيف تقول أنت : أنكم تصيرون أحرارا ؟ " ( يوحنا 8 : 31 ، 35) . فالوالي ، والجنود الرومانيون ، والضرائب المفروضة للقاهرين ، كل ذلك لم يكن لليهود به كبير شأن : فالاستقلال الصحيح إنما يقوم في الداخل
أجل ! لقد كان شعب يعقوب وموسى والأنبياء، وهر في بأسه ، متيقناً، أكثر منه في أي وقت آخر، من أن الله يذود عنه . وقد ورد لرابي أليعازر، في تفسيره لأحد نصوص " سفر التثنية "، قوله على لسان الله :" كما تعترفون بي إلها وحيدا في الكون ، أعترف بكم شعبا وحيدا على وجه الأرض " ، فلئن كان الرومان يحتقرون اليهود، فقد كان اليهود يأبون أن يتوسموا في الرومان خلائق بشرية . ولسوف يصف بولس -وقد خرج من صلب ذاك الشعب عينه - تلك الحالة الذهنية، وصفا كاملا : " هو ذا أنت تسمى يهودياً ، وتتكل على الناموس ، وتفتخر بالله ، وتعرف مشيئته ، وتميز الأمور المتخالفة متعلماً من الناموس ، وتثق أنك قائد للعميان ، ونور للذين في الظلمة ، ومهذب للأغبياء ، ومعلم للأطفال ، ولك صورة العلم والحق في الناموس. . . " (رومية 2 :17 - 21 )

فبين هاتين القوتين المتباينتين ، لم تكن العلاقات على كثير من اللين والسهولة . وليس من عجب -والحالة هذه - أن يكون قد وقع . ، بينهما، حوادث كثيرة ، منها ما كان في نطاق صراع منظم ضد الرومان، أو ضد الأمراء الهيرودسيين عملائهم . وقد أشرنا إلى الحادثة التي خضبت بالدم عرش أرخيلاوس ، في مستهل ولايته ، يوم تحصن الثوار داخل الهيكل ، وهبوا يردون الهجمة تلو الهجمة ، وقد اضطر أرخيلاوس ، يوم ذاك ، أن يستعين على تحطيم هذه المقاومة، بجميع ما كان لديه من قوى مسلحة، فكلفه ذلك مصرع ثلاثة آلاف رجل ! ثم ، إذ كان أرخيلاوس في روما، تجددت الفتن ، وانتشر النار والدم في جميع أطراف البلاد : ففي اليهودية، هاجم ألفان من جنود هيرودس - كانوا في إجازة - الفيالق الرومانية . وفي بيريه، أحرق سمعان - وكان من الموالي المعتقين - قصر أريحا ، وأعلن نفسه ملكا . . .اضطرابات باطلة ، ومحاولات فاشلة ‍ فعندما كانت روما تطأ أرضاً ، كان من الصعب جداً أن تجلو عنها ‍
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #51
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


بيد أن هناك أحداثاً باتت أقل وطأة ، وإن لم تكن أقل دلالة ‍ فقد تعلم بنتيس بيلاطس - على نفقته - إذ كان بعد في مطلع ولايته ، أن يخبر ما كان لليهود من عزة نفس . وذلك أنه كان قد استقدم إلى أورشليم ، ليلاً ، بنوداً تحمل صورة الإمبراطور . فانتفض اليهود هولاً لمثل تلك الرجاسة ، وهرعوا إلى قيصرية يتوسلون إلى الوالي في إزالة تلك الشارات الكافرة . ولبث الجمع يصيح أما القصر خمسة أيام متتالية . وعبثاً توعد بإفنائهم عن بكرة أبيهم .. فقد كشف أولئك المؤمنون بالله عن صدورهم ، وأعلنوا إيثارهم للموت على الانقياد . وظلوا حتى فازوا بمطلبهم ، وعاد الوالي ، مرة أخرى ، وأمر بأن تعلق في قصر هيرودس دروع تحمل اسم الإمبراطور طيباريوس ؛ فتجدد الهياج نفسه ، وكاد أن يفضي إلى ما لا تحمد عقباه ، لولا تدخل الإمبراطور نفسه ، تدخلاً حكيماً ، وأمر بإزالتها
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #52
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي أمة منكمشة على نفسها


. لم يكن هناك إذن ، في أيام المسيح ، دولة يهودية ، بالمعنى الحصري ، بل نظام في منتهى الغرابة ، فريد في التاريخ ، وحصيلة تمازج صميم بين الدين والسياسة .فما كان العبراني المؤمن ليهتم لها إلا بمقدار ما كانت تتصل بالمصالح الروحية ، وصيانة الإيمان . وأما الدين ، فقد كان يقوم بوظيفة سياسية صريحة ، نظراً إلى أنه الدعامة التي يرتكز عليها الكيان القومي . ففي هذه الأوضاع ، كل قضية دينية تصبح ، حتماً ، قضية سياسية

. ذاك النظام السياسي ، الديني كان مندمجا في نظام الحماية الرومانية

. وكان الرومان يطلقون لرعاياهم حرية واسعة في كل نطاق ليس له مساس بمصالحهم المباشرة . وما دام النظام قائما والضرائب مدفوعة، لم يكن لهم أي رغبة في التدخل في النزاعات الكثيرة والمشاكل الطويلة التي كان يرتاب لها ذاك الشعب الغريب . لقد كان ذلك ، ولا شك ، منسجما مع الأساليب المرعية في روما ؛ بيد أن اليهود كانوا ، بذلك ، ينفلتون ، نوعاً ما، من ربقتهم . ولسوف يصحو الرومان من غفوتهم ، يوم اندلاع الثورة الكبرى (سنة 7. )، فتكون صحوتهم ، عليهم ، شديدة

. إن اللفظة الوحيدة التي يمكن أن نعرف تعريفا محكما، ذاك النظام السياسي -الديني ، الذي جرى عليه إسرائيل ، في حقبه الأخيرة، إنما هي لفظة " الثيوقراطية " ( حكم الله ) . وذاك هو التعريف الذي اعتمده إفلافيوس يوسيفوس ، حيث قال : . " إن بعض الأمم قد وضعت السلطة العليا قي يد الأفراد، وبعضها في يد الأقليات ، وبعضها الآخر في يد الشعب . ولكن واضع الشرع ، عندنا، لم يستهوه أي شكل من أشكال الحكم هذه . فأفرغ على دستوره صيغة يمكن تعريفها بلفظة- " ثيوقراطية "، فوضع السيادة كلها، والسلطة كلها، بين يدي الله "
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #53
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


على رأس ذاك النظام الثيوقراطي كان يقوم الكاهن الأعظم ، الزعيم الديني ، سيد الحفلات ، والمكلف وحده بإقامة المراسيم الدينية ، في الهيكل ، في بعض المناسبات الكبرى، كعيد " التكفير" مثلا . ولكنه ، بسبب تلك الزعامة الدينية، كان قد أضحى ، في نظر الأمة اليهودية ، زعيمها السياسي أيضا . لقد كان شبه رئيس جمهورية وبطريركا، في آن واحد . وذلك أن الأسمونيين - وهم من سلالة المكابيين - من يوم استأثروا بالعرش والكهنوت الأعظم ، كانوا قد مهدوا السبيل لتوحيد السلطتين . بيد أن هيرودس ، أو لا ، ثم روما من بعده ، كانا قد نقصا أولئك الأسياد العظام جزءا كبيرا من دائرة نفوذهم ؛ وباستتباعهم ، تمكنا من فرض سيطرتهما مباشرة على السياسة اليهودية كلها . وكان الأحبار العظام ينتخبون ، مبدئيا، لمدة الحياة كلها . ولكن العادة جرت ، مرارا كثيرة، على تنحيتهم . ولما كانوا دائما من ذوي المطامح ، وغالبا من هواة الرشوة، فقد كانوا أبعد من أن يجسموا تلك السلطة الرزينة المفروضة في ممثلي الله العلي
وكانت هناك عشيرتان تتنازعان المدرعة والتاج : عشيرة بوئيتس ،وعشيرة حنان . وقد عد يوسيفوس حنان من أهل " الغبطة " لأن خمسة من بنيه -فضلا عن صهره - قد توالوا على تلك الوظيفة من بعده : وذلك دليل عصبية راسخة. ففي سنة 29 كان الصهر-قيافا- هو القائم بمهام ذاك المنصب الأعلى، وذلك منذ سنة 18. ولم يكن حنان ليغتم للأمر اغتماما مفرطا : فقد كان قيافا هزيل الشخصية جدا، يترك لعمه شرف القيام بمهمة المرشد والمشير ‍

. وكان يعاونهم في ممارسة وظائفهم الكهنوتية، جمهور ضخم من الكهنة واللاويين ؛ منهم المكلفون بالذبائح والمراسيم المقدسة، ومنهم القائمون على بيت المال ، والواهفون ، والعازفون ، والحجاب . فكان يلازم الهيكل لا أقل من 25 ألف . تعيشهم الأموال الضخمة التي كان في يتبرع بها ليس فقط يهود الأرض المقدسة، بل اليهود المشردون قي جميع أطراف الإمبراطورية أيضاً . وكان لآل هارون وحدهم - وهم ذرية شقيق موسى، - حق القيام بالمراسيم المدققة، والتقادم العلنية ، والذبائح الكبرى. وأما اللاويون فكانوا منقطعين للمهام الصغيرة، يؤلفون شبه بروليتارية كهنوتية، لم تكن على وئام مع الطبقة الكهنوتية الراقية . بيد أن كلا الفئتين كانت قد فقدت معظم سيطرتها منذ يوم برز " الكتبة " للوجود
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2006   #54
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


كان صنف الرجال هذا قد نشأ في سبي بابل . فقد كان الشعب المختار"في تلك الحقبة من تاريخه ، بعيدا عن هيكله ، عاجزا عن القيام بمراسيم عبادته ، كما كانت تقتضيه الطقوس المفروضة، فراح يتشبث بما بقي له من كنز وحيد : الشريعة . وكان ذاك الكنز -لحسن الطالع- بما يتخطى حيز الزمن ، فأمكن حمله فوق، دروب الصحراء بعضه في المدارج ، ومعظمه في الصدور . فظهر إذ ذاك رجال ضليعون في التوراة، يرد دون نصوصها ويفسرون آياتها ، ويدرسونها بذاك التحذلق وذاك الانكباب الجلود اللذين برع فيهما الفكر اليهودي . وتألفت من حولهم ، حلقات من الأتباع كانوا يستمدون من تعليمهم تعزية راهنة . وهؤلاء المستمعون والتلاميذ هم الذين خلعوا على أساتذتهم لقب " راب " أو " رابي "، فراجت تسميتهم به ؛ ومعناه " سيد " أو " سيدي " . وعندما رجع شعب الله إلى أرض أجداده ، وأصبح فيها أمة منكمشة على نفسها، ظل نفوذ الكتبة على تزايد مستمر ، كيف لا وكانت عند جميع أسرار تلك الشريعة التي وجد فيها اليهود، لكيانهم ، خير ضمان . وكان الكتبة، جيلا بعد جيل ، قد أشبعوها بحثا وتفسيرا وتطبيقا على جميع الأحوال الممكنة، فاجتمع لديهم علم الكلام وعلم الفقه ، في آن واحد. وكانوا يؤلفون ، في أيام المسيح ، طبقة منظمة يشرف عليها نخبة من ألمع " علماء الناموس "، يدخل في سلكها منذ الحداثة ، ويسيطر عليها جو من التنافس النشط في جميع ما له علاقة بشؤون الروح . وكان لتلك الطبقة نفوذ أعمق ، بما لا يقاس من نفوذ الطبقة الكهنوتية التي باتت سجينة فرائضها الطقسية
. وكان لهاتين النزعتين - الكهنة والكتبة - أعضاء يملونها ضمن هيئة إدارية ، كانت تؤازر الحبر الأعظم في مهامه ، وتعرف باسم " السنهدرين الأكبر " .وكان السنهدرين ، في آن واحد ، شبه مجلس الشيوخ ، ومجلس حكومة ، ومحكمة عليا ، وأكاديمية لاهوتية . وقد ذهبت التقاليد إلى أن السنهدرين يرقى بتاريخه إلى عهد موسى ، يوم اتخذ من السبعين شيخاً أعواناً له في العمل . ولكن الواقع أن تلك المؤسسة ما نشأت إلا في غضون القرون الخمسة الأخيرة ؛ وكان أول من دعمها الملوك السلوقيون ؛ ثم اعترفت بها روما اعترافاً رسمياً واتخذتها ، خفية ، لبسط نفوذها على جميع الأمة . وكان السنهدرين ، في مجمله ، هيئة أرستقراطية ، يؤلف نواتها الأساسية " الشيوخ ورؤساء الكهنة " ، أي ممثلو الجبهتين : الكهنوتية والعلمانية . وكان يرأسه الكاهن الأعظم ، ويدخل فيه شرعاً ، كل الكهنة العظام المنتحين عن منصبهم . بيد أن عدداً كبيراً من الكتبة وعلماء الناموس كانوا قد انضموا إليه شيئاً فشيئاً ، فباتوا في صلبه ، عناصر أكثر نزوعاً إلى الشعب ، يستمدون من جدارتهم الراهنة ، نفوذاً متزايداً . هؤلاء السبعون ، كانوا ، في محفلهم ، يؤلفون جهازاً إدارياً معنياً بجميع المشاكل التي تتشابك فيها شؤون الدين والسياسة . وأمام محكمته سوف يمثل المسيح متهماً بجريمتين معاً : جريمة الخروج على الشريعة ، وجريمة إثارة الشغب ، وتشويش الأمن العام . وكان للسنهدرين حق النظر في كلتيهما ؛ بل الصواب أن كلتيهما كانت جريمة واحدة
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:26 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.18134 seconds with 12 queries