أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11/11/2006   #1
شب و شيخ الشباب عوني وتد
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ عوني وتد
عوني وتد is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
القدس
مشاركات:
21

افتراضي فصــــــــول " العلم " الأربعة . ( رائعة قصصيه)


يطيب لي بكل فخر واعتزاز ان اعرض امامكم
ابداعا آخرا من بوح يراعي
حيث يعرض لأول مرة
آملا منكم جميعا
ان تتكرموا علي بردودكم
وملاحظاتكم ...
ولا تنسوني من صالح الدعاء
عوني وتد


من بـــــــــــوح يراعي :

فصول " العلم " الأربعة !

جلست الحاجة عائشة عند الظهيرة امام عتبة بيتها
ترقب عودة حفيدها امجد من المدرسة....
وامجد ابن السابعة ربيعاً ،هو ابن ولدها الشهيد احمد
والذي طالما انتظرت عودته من العمل عند المغيب..


وصل امجد الى الحارة ، فاستبشرت الجدة خيراً
ووقفت تجر اطرافها لتتلقفه بيديها المرتجفتين،
تضمه الى صدرها وتطبع على جبينه قبلة اللقاء.
-جدتي ..جدتي ! لقد تعلمنا اليوم عن فصول السنة.
-رائع يا امجد ، بعد الغداء سأحكي لك حكاية الفصول
في بلادنا... ما اجملها من فصول! وما اجمل الوانها...
-الوانها؟ ( رد امجد بدهشة)
-نعم يا امجد ، الم يخبركم المعلم بأن علمنا حكناه
من الوان فصولنا؟

ازداد شوق امجد لسماع الحكاية ، وانفرجت اساريره
وقال يردد:
-لا .. لا يا جدتي ! لن اتناول الغداء حتى تحكي لي
الحكايه .. بالله عليك ! بالله عليك!

ابتسمت الحاجة عائشة ، وعادت تجلس امام عتبة البيت
ترنو بعينيها نحو العلم الذي يرفرف فوق سطح بيتها،
وجلس امجد في حجرها ينظر الى جدته بشوق وترقب


-لون علمنا الأبيض يا امجد ! رسمناه من شتاء بلادنا...
فالثلوج البيضاء الناصعة تزيّن جبال الوطن....
وتكسو الروابي والبيوت !
الم تر كيف تلبس قدسنا الحبيبه حليتها البيضاء
كالعروس يوم زفافها؟


توقفت الحاجة عائشة هنيهة عن الكلام ، لقد تذكرت
ابنها الشهيد .. والذي كان يلبس قميصاً ابيضاً يوم
استشهاده .. كأنه القدس الطاهرة يوم زفافها..
مسحت عينيها الدامعتين وقالت:

-اللون الأخضر يا ابن الشهيد ! هو لون الربيع...
لون السهول والجبال...لون الحقول والتلال ..
ما أجملك ! وما ابهاك يا فلسطيننا الخضراء!!
يوم ان نذرنا انفسنا ان نبنيك ، ونحرس روابيك.

تنفست الحاجة الصعداء... وكانها تلفظ امجاد السنين
وتابعت قولها:

-اما اللون الأسود يا " ولدي" ! فهذا فصل الخريف
لون هجرة الطيور وفراقها...يوم " تنزح" الأوراق
عن امهاتها الأشجار ... تتلاعب بها الرياح الهوجاء.

انهمرت الدموع ثانية من عيني الجدة ..
فبالأمس نزح اهلها للغربة ، وشرد قومها وابعدوا عن بيوتهم


لكنها سرعان ما اخفت دموعها عن حفيدها .. وقالت:
-اللون الأحمر يا امجد ! هو لون الصيف ولهيبه ...
موسم الحصاد والبيدر .. موسم العنب وليالي السمر.

وهنا قاطعها امجد قائلاً :
-سبحان الله يا جدتي ... فقد استشهد ابي في الصيف ..
حينما كان يعمل في البيدر ، لن انسى دمه الأحمر الذي
روى التراب ..

لم تستطع الحاجة عائشة هذه المرة ان تخفي دموعها ..
فضمت حفيدها الى صدرها بشدة ، تمسح رأسه بيمينها
وتقبل جبينه بحنين وشوق.
-هيا يا امجد الى الغداء!
ولا تنسى ان تحكي الحكاية لجميع الأولاد !!

دخلا الى البيت ، واغلقت الجدة الباب خلفهما ،
والعلم يخفق فوق سطح البيت بألوانه الأربعة الزاهيه.



مع تحياتي
عوني وتد

أوغلت في حزني وأوغل في دمي حزني ...
وعصفور القصيدة زقزقا

انا يا قصيدة ما كتبت عابثا
كلا!
ولا سطرت فيك تملقا
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:09 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06370 seconds with 14 queries