أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13/07/2005   #1
شب و شيخ الشباب أحمد العجي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ أحمد العجي
أحمد العجي is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
moon
مشاركات:
1,221

إرسال خطاب MSN إلى أحمد العجي
افتراضي قبلات على الجانب الآخر


الغيرة من أصعب الأحاسيس التي يمكنها أن تنتاب امرأة.

فقد تعودت على التواجد معه في محله ومتابعة جميع الداخلين والخارجين لشراء مواد التجميل من محل زوجي في محاولة للتواصل الدائم معه ..

واشعر أحيانا بالقلق حين أراه يتابع النساء الأمريكيات الجميلات بعيونه النهمة التي أحسها ستلتهم ما ظهر من أجسادهن التي لم يتعبن أنفسهن لستر ماظهر منها من المفاتن الجميلة التي تبدو الحياة في أمريكا وخصوصا في فلوريدا متحررة وسهلة جدا يمارس المواطنون حياتهم كما يحلو لهم.

كنت مضطرة للاعتناء بمظهري بشكل يومي للالتقاء بزوجي في مكان عمله في الساعة السابعة مساء من كل يوم وهذا الاعتناء أتعبني كثيرا لا ن أي إهمال بالشكل قد يجعل زوجي قلقا ويتساءل عما حل بي ويتعجب من اصفرار لون وجهي.

وكثير ما كنت اخفي عنه همومي ومشاكلي وحتى أعراض المرض بطلاء وجهي بالماكياج أريده أن يراني بابها حلة وأجمل صورة لكي لا تتفوق علي الأمريكيات ذوات القوام الجميل ..

لم يكن زوجي يتوانى عن التغزل بي ومدح جمالي وأناقتي ويعرب عن حبه الكبير لي وخاصة حين يلاحظ اهتمامي وتقيدي بالمواعيد.

لكن القلق والشك تسللا الى قلبي منذ اللحظة الأولى التي دخلت بها جيسكا محل زوجي لباس فاضح جدا ولها جسد مثير بصدر ضخم ينام على المنضدة كلما اقتربت منه لتجريب قطع من الماكياج كنت أنظر بحياد وحكمة الى حركة عينيهما في ذروة وفاق حلقا فيهما وهما يلتهمان لذة النظرات الحارقة , أنكسر في سري وأهتف في داخلي لماذا يتعرى الإنسان كالمرايا حين تنهش جسده الرغبة دون خجل ولا يردعه الحياء؟

تبتسم له بخبث وتسخر من زمن لا يشبه بقية الأزمنة. زمن يختلط في الطهر بالعهر والضوء بالعتمة والنبيذ بصدأ الأقداح.

كل شيء قربه يحلق معه راقصا ويملأ سقف المكان ينتبه احيانا لوجود فيعدل من حمق اندفاعه.. أصطلي في داخلي لكني أتمالك نفسي متجرعة سعير اللهب النازف من الحلق يمر الوقت عنيفا في بطء الحركة وثقلها وعيناي تفترشان كل مساحات وجهيهما والاطراف والفضاء .. أراه يتبادل معها النظرات ثم يتيهان في لجج العيون يهبطان الى الشفاه ويختبئان في طلاسم الرعشة.

قشعريرة غيرة ورعشة لم تفارقني وأنا أخفي دموعي بين جدران الحجرة التي رصعت ستارتها الوحيدة بأزرار أرجوانية واهتفت من القلب "تبا لك أيتها الحمقاء" الغيرة تتخلل مساماتي.. أبحث عن فنار ينتشلني من هذه العتمة التي أتوه في طلاسمها..

كان زوجي ينسى وجودي وأني أشاهده فيعريها بنظراته الشبقة ويتابع دقائق جسدها.

في البداية لم اعلق على وجودها لكي لا يتهمني بالشك به أنا التي اعتدت على منحه ثقتي المطلقة كنت غارقة في ضباب الأحداق .أحاول كسر الحروف عساها تصيب شغاف قلبي لأفهم كيف ستكون النهاية ومن أجل من؟

جسدي التائه يحتمي بقناع الزيف .. العرق يتصبب من جسدي، ربما يسامرني أو يمحو أسمي من لائحة التضاريس والاحداث؟

ظلت عيناي تلاحقان ذلك المشهد العجيب والنار تستعر في داخلي يصحبها لحن جنائزي يندلق من فج عميق ..

ولكنني حين كررت جيسكا زياراتها دون سبب مقنع غضبت بشدة وحذرت زوجي منها ومن الاقتراب منها والا فإنني سأطالب بالطلاق حتما.

وعدني بلطف انه سيحاول طردها من حياته رويدا رويدا من اجل مصلحة المحل لكي لا تكتشف انه يطردها.

لكن الأمور تدهورت تماما مما جعلني اطلب الطلاق بإلحاح فقد وصلت جيسكا الى المحل بينما أتابع أحاديثي مع زوجي عن دراسة الأولاد وأقساط المدرسة.

كانت ضاحكة ومن فورها اقتربت من زوجي ضمته واغتصبت قبلة من فمه.

المفاجأة جعلت زوجي يطفيء الويب كام عن جهازه وبسرعة خارقة لتختفي الصورة عن كومبيوتري تماما ليترك لخيالي العنان في التفكير بما يحصل في تلك اللحظة بينه وبين جيسكا والتي كانت السبب المباشر في عودة زوجي من أمريكا والإقامة بيننا بشكل دائم والاستغناء عن أحاديث الانترنت والمسنجر.
__________________________________


ماجدولين الرفاعي

إحساس لا يوصف
أن تقف فوق قبر إنسان تحبه كثيراً وقد كان يعني لك كل شئ يعني لك الكثير ثم تحدثه ، تحاوره ، تصف له طعم الحياة في غيابه ولون الأيام بعد رحيله .. وتجهش في البكاء كطفل رضيع بكاء مرير من أعماق أعماقك حين تتذكر إنه ما عاد هنا .... بيننا ....
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 04:47 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04199 seconds with 14 queries