أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03/10/2006   #1
شب و شيخ الشباب Forever
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Forever
Forever is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
مشاركات:
163

افتراضي ليس دفاعاً عن البابا (4)



ليس دفاعاً عن البابا (4)
د. عبدالخالق حسين



الحقد والعداء ضد المسيحيين والغرب. فقد استغل الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية وعقد مؤتمراً إسلامياً بهذا الخصوص، وقال عن الرسوم أنها قدمت خدمة للإسلام حيث وحدت المسلمين!! ولا أدري أية وحدة كان يتحدث عنها، غير أنه جمع عدداً من المخدوعين تحت قيادته لبث مشاعر الحقد والكراهية ووضع العالم الإسلامي في مواجهة دموية مع العالم.

أي دين أفضل
من الطبيعي أن يعتبر أتباع كل دين أن دينهم هو الأفضل وهو دين الحق وأن الأديان الأخرى على باطل. ولو لم يكن هذا موقفهم لبدل كل إنسان عاقل دينه إلى الدين "الأفضل". فالمسلمون يرون أن (الدين عند الله الإسلام) كما هو عند اليهود "شعب الله المختار" وكذلك المسيحية هي أفضل دين عند المسيحيين، وهكذا فكل حزب بما لديهم فرحون، وكل فئة لعنت أختها... فإذا كان الحبر الأعظم يعتقد بأن دينه أفضل، فهذا ليس بالأمر الجديد ولا يجب أن نستنكره، رغم أن الرجل لم يذكر مثل هذا الكلام في محاضرته. لذا فما قصده البابا في محاضرته (الدين والعقل والجامعة) ليس بأن المسيحية أفضل من الإسلام كما يحاول البعض إعطاء هذا الانطباع عنه، وإنما كان قصده أنه لا يمكن نشر أي دين أو قناعة عن طريق السيف، بل بالعقل والمنطق. ومن منا لا يتفق مع هذا الكلام؟
أعتقد أن البابا قدم خدمة جليلة للإنسانية عامة، وللإسلام بخاصة عندما أثار موضوع دور العنف في نشر العقيدة. لأننا نشهد اليوم أخطر إرهاب يهدد الحضارة البشرية تقوم به منظمات إرهابية إسلامية ترتكب جرائم القتل الجماعي باسم الإسلام ونشر العقيدة بالمفخخات والتفجيرات الانتحارية. ومهما حاول الإسلاميون نفي دور السيف في نشر الإسلام إلا إن هناك نصوصاً مقدسة في القرآن والسنة تؤيد دور السيف، وقد جئنا على ذكر الكثير منها في مناسبات سابقة وهي معروفة وتسمى بآيات السيف، راجع مقالنا (ليس دفاعاً عن البابا(1) ). وعلى خلاف ما يعتقده البعض بأن البابا قد أخطأ في إثارة هذا الموضوع في هذا الوقت المتأزم، أرى العكس هو الصحيح، فإثارة موضوع العنف في الدين وفي هذا الوقت بالذات، مسألة مهمة جداً ومفيدة جداً، وذلك من أجل تحريك الساحة لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة قبل فوات الأوان.

الغرض من الحوار بين الأديان والمذاهب
يجب على المعنيين بالأمر من رجال الدين والسياسة والمثقفين أن يعلموا أنه ليس القصد من عقد مؤتمرات ولقاءات بين ممثلي الأديان والمذاهب المختلفة العمل على توحيد هذه الأديان والمذاهب في دين واحد ومذهب واحد. لأن تحقيق هذه الوحدة العتيدة مستحيل وغير ممكن إطلاقاً وغير مرغوب به أصلاً. فتعدد الأديان والمذاهب مسألة طبيعية وحتمية كتعدد الأنواع في الطبيعة وفروع الأغصان في الشجرة. ولكن الغرض المهم الذي يجب أن يركزوا عليه ويسعوا له من هذه المؤتمرات والسجالات هو تحقيق التعايش السلمي بين أتباع هذه الديانات، وحرية ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية دون ممانعة من الآخر. ولا يتم هذا إلا بفصل الدين عن السياسة كما حصل في الغرب والدول الديمقراطية الأخرى.
يتمنى بعض الكتاب المعتدلين مثل الأستاذ خالد الحروب على البابا لو اقتبس مقولات تمجد تاريخ العرب بدلاً من مقولة الإمبراطور عمانئيل الثاني. ويضرب مثلاً من كتاب إي. غرانت: "أسس العلم الحديث في العصور الوسطى" (كامبردج, 1996) الذي يقول: "لقد كان العلماء اللاتينيون في القرن الثاني عشر على يقين مؤلم بأن حضارتهم متخلِّفة بمراحل عن حضارة الإسلام في حقل العلوم الطبيعية والفلسفة. وقد واجهوا خياراً واضحاً: إما أن يتعلموا من تفوق العرب أو يستمروا في تخلفهم. وقد اتخذوا قرار التعلم وأطلقوا حملة واسعة للترجمة وبأقصى مدى واستطاعة ممكنة. ولو اعتبر أولئك العلماء أن حضارتهم مساوية لحضارة العرب وأنه لا حاجة بهم إلى الترجمة، لربما ما رأينا الازدهار العلمي الذي وصلته أوروبا فيما بعد". لو مال البابا للحديث عن التلاقح الحضاري والتواصل عبر الزمن لشجع المسلمين على الاستفادة من حضارة الغرب اليوم, لا على القطيعة معها, وكما استفاد الغرب من حضارة المسلمين في الماضي. (خالد الحروب، أخطاء البابا وأخطاء المسلمين، الإتحاد الإماراتية، 25، 9/2006).
نسي الأستاذ خالد الحروب أن لكل مقام مقال، كما يقولون، والغرض من محاضرة البابا هو إثارة الانتباه إلى خطر الإرهاب الإسلامي المتفشي اليوم باسم الإسلام، فأراد أن يقول للإسلاميين بالذات أنه لا يمكن نشر العقيدة بالقوة بل بالعقل والمنطق. وهذه ليست مشكلة الغرب والبابا وحدهما، بل مشكلتنا جميعاً، فمعظم ضحايا الإرهاب الإسلامي هم من المسلمين، وليس من واجب البابا أن يتوسل بالعرب والمسلمين أن يستفيدوا من الحضارة الغربية بدلاً من محاربتها.
إن مشكلة المسلمين اليوم هي رفضهم للحضارة الغربية وقيمها الإنسانية ورفضهم الاستفادة منها كما استفاد أجدادهم في العصر العباسي وخاصة في عهد الخليفة المأمون، حيث ترجموا العلوم والفلسفات اليونانية والهندية والفارسية وغيرها إلى العربية. ونتيجة للتلاقح بين الثقافات التي حصلت في ذلك العهد حصلت عندهم نهضة فكرية رائعة خدموا بها ليس العرب فحسب بل البشرية جمعاء. فالترجمات العربية للفلسفات اليونانية هي التي حافظت عليها من الضياع حيث أعيدت ترجمتها في القرون الوسطى من العربية إلى اللغات الأوربية. إلا إن مسلمي اليوم وبسبب الانغلاق الفكري والمكابرة والعناد والتمسك بالسلف والهوس بتمجيد الماضي ورفضهم للآخر، يقفون موقف العداء من الحضارة الغربية لذلك فهم أقل شعوب العالم في ترجمة الكتب الأجنبية إلى العربية. وقد بلغ بهم العداء للأفكار الغربية إلى حد أنهم أطلقوا عليها بالأفكار الدخيلة والأفكار المستوردة...الخ.
والجدير بالذكر أن المسلمين الذين فروا من ظلم حكوماتهم ولجئوا إلى الدول الغربية الديمقراطية، يرفضون الاندماج بشعوب الدول المضيفة، فتقوقعوا في مساجدهم يشحنون أنفسهم وأبناءهم بالحقد والكراهية والعداء لهذه الشعوب التي آوتهم ووفرت لهم الأمن والكرامة. لقد استغل هؤلاء سماحة حكومات وشعوب الغرب فتمادوا في مطالباتهم إلى حد أن طالب مسلمو بريطانيا بتطبيق الشريعة الإسلامية وفتح مدارس إسلامية وعطل دينية، بل ونقلوا عاداتهم وتقاليدهم البالية من المجتمعات التي فروا منها يريدون فرضها على المجتمعات الغربية المتقدمة. وبهذا الخصوص رد عليهم النائب العمالي البريطاني المسلم شهيد مالك قائلاً: "إذا أراد مسلمو بريطانيا الشريعة ولا تعجبهم قوانين البلد، فعليهم أن يحقبوا أمتعتهم ويرحلوا إلى البلاد التي تطبق فيها الشريعة" واستشهد النائب مالك بقول محمد بن آدم، ممثل رجال الدين في المملكة البريطانية: "الشريعة تحتم على المسلمين إطاعة قوانين البلد الذي يقيمون فيه، بغض النظر عن طبيعة هذه القوانين، طالما لا تتعارض مع الإسلام" كما واستشهد بحديث عن النبي محمد (ص) من صحيح البخاري، قوله:"يجب على المسلم إطاعة الحاكم طالما لم يحكم بارتكاب المعصية"

خلاصة القول أن المسلمين هم الذين يرفضون العيش بانسجام مع العالم والاستفادة من الحضارة الغربية، فهل من الإنصاف أن نلوم البابا والغرب في رفض المسلمين الاستفادة من الحضارة الغربية وقيمها الإنسانية؟ على المسلمين أن يتعلموا كيف يحاوروا من يختلفون عنهم في الفكر والعقيدة، وأن يتعلموا أصول الحوار المتمدن، وبالتي هي أحسن وليس بالصراخ وحرق الكنائس وقتل الأبرياء
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 12:52 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.08957 seconds with 12 queries