أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28/09/2006   #1
شب و شيخ الشباب Forever
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Forever
Forever is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
مشاركات:
163

افتراضي ليس دفاعاً عن البابا بندكتوس السادس عشر(2)


ليس دفاعاً عن البابا بندكتوس السادس عشر(2)
د.عبدالخالق حسين


الجزء الثاني

ردود الأفعال
غني عن القول أن معظم ردود الأفعال، سواءً من رجال دين معتدلين أو مسؤولين سياسيين في معظم الدول الإسلامية، كانت عنيفة لا تتناسب مع محاضرة فلسفية مخصصة لجمع من الأكاديميين، ولا مع التسامح الإسلامي الذي يتشدقون به ليل نهار. فهم من جهة يقدسون العنف الذي يسمونه "الجهاد" في سبيل نصرة الإسلام، ومن جهة أخرى يتهجمون على كل من يصفهم بالعنف. فحصيلة غضب الشارع العربي لحد كتابة هذه السطور، كان أن تعرضت سبع كنائس على الأقل إلى حرائق في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وقتلت راهبة إيطالية مسنة تعمل في مستشفى للأمهات والأطفال في مقاديشيو عاصمة الصومال. وشارك في الهجوم على البابا رجال الدين المسلمون من مختلف المستويات والمذاهب والمؤسسات الدينية، شملت جامع الأزهر والحوزات الدينية في النجف وقم ومختلف العواصم الإسلامية، كذلك شاركت في الاحتجاج برلمانات وحكومات. ففي إيران احتشدت عدة مئات احتجاجا في مدينة قم ذات الأهمية الدينية. وشبه رجل الدين المحافظ أحمد خاتمي البابا بندكتوس بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، قائلا إن كليهما "متحدان بهدف تكرار الحروب الصليبية" وطالب البابا أن يعتذر للمسلمين وهو جاثياً على ركبتيه (كذا). ألا يدل هذا على الرغبة في إذلال الأخر وإفنائه؟ كما دعا الداعية الإسلامي البارز يوسف القرضاوي ليوم من "الغضب العاقل" الجمعة حيث قال إن البابا لم يعتذر. والقرضاوي معروف في استغلاله لهذه المناسبات من أجل إشعال الشارع الإسلامي. وأنا لا أعرف كيف يمكن وصف الغضب بالعاقل!! فأين العقل والمنطق عند هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مشايخ الإسلام؟
مناقشة ما قاله البابا
كان المفروض برجال الدين والسياسيين المسلمين الذين هاجوا وماجوا ضد هذا الاقتباس اليتيم ضمن محاضرة فلسفية طويلة، أن يتعاملوا معها وفق سياقها الأكاديمي وظروف المرحلة وفكرة الحوار بين الحضارات والأديان وما يقع في العالم من أعمال عنف باسم الإسلام ومن قبل إرهابيين مسلمين. ولكنهم تصرفوا وكأن البابا جاء بافتراءات أو أفكار لا صلة لها بالواقع ولا بالنصوص الدينية الإسلامية ولا بالتراث التاريخي للإسلام. بينما لو راجعنا المصادر الدينية والتاريخية لوجدنا كل ما اقتبسه البابا بندكيت السادس عشر عن الإمبراطور البيزنطي هو موجود في هذه المصادر ودون أن يعترض عليها أي رجل دين مسلم. فلماذا عندما يقتبس البابا في محاضرة خاصة بمجموعة من الأكاديميين تنشق السماء وتزلزل الأرض؟
لا أعتقد أن هذه الإقتباسات كانت تستحق كل هذه الضجة، وإذا كان لا بد من الرد ، فكان الأجدر برجال الدين المسلمين الكبار، من أمثال شيوخ الأزهر والحوزات العلمية أن يطلبوا مناظرة مع الفاتكان في أجواء علمية هادئة وحسم هذه الأمور المثيرة للجدل بأسلوب حضاري أو كما جاء في القرآن الكريم: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" وقوله: "ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". فهل يجهل القرضاوي وشيوخ الأزهر وشيوخ قم وغيرهم هذه الآيات، أم تصرفوا لأغراض شخصية لإثارة الغوغاء وصب الزيت على نيران العنف المشتعلة في كل مكان؟ لا شك أن ردود أفعال عنيفة من قبل بعض المسلمين من حرق الكنائس وقتل الأبرياء كان مردودها معكوساً على الإسلام والمسلمين وأعطى ذخيرة حية إلى العنصريين من أعداء الإسلام والمسلمين في العالم.

والآن دعونا نناقش بعض المقولات التي ذكرها البابا في محاضرته والتي أثارت غضب الشارع الإسلامي، ونسأل أولئك الذين غضبوا عليها وطالبوا البابا بالاعتذار لهم "جاثيا على ركبتيه" إن كانت هذه المقولات صحيحة أم إهانة بحق الإسلام!!
1- قال البابا: "إن العنف لا يتوافق مع طبيعة الرب وطبيعة الروح". فما رأي مشايخ الإسلام بهذا القول؟ فهل يتوافق العنف مع طبيعة الله؟ نحن نعرف أن الله ينبذ العنف وهناك آيات قرآنية كثيرة بهذا الخصوص. إذّن، فهذا القول لا يستوجب أي غضب.

2- معاملة "أهل الكتاب كـ"كفار". وهذا ليس بالأمر الجديد، ولا افتراء من البابا كما يدعي البعض، فهي مثبتة في النصوص الدينية الإسلامية، مثل قوله تعالى: "الدين عند الله الإسلام فمن جاء بغير الإسلام ديناً لن يقبل منه". صحيح هناك آيات في القرآن تعترف بالمسيحية واليهودية والصابئة، ولكن يقول مؤيدو العنف أن هذه الآيات نزلت في مكة عندما كان المسلمون ضعفاء في أول الأمر، وبعد الهجرة إلى المدينة تقوت شوكت الإسلام فنزلت آيات أخرى مدينية نسخت آيات التسامح المكية. لذلك على أصحاب الديانات الأخرى اعتناق الإسلام وإلا فهم كفار. وهذه مسألة مسلم بها عند معظم المذاهب الإسلامية. أما وصف المسيحيين واليهود بالكفار وأنهم أحفاد القردة والخنازير فتتكرر في خطب الجمعة باستمرار على لسان أئمة المساجد، واتهامهم بأنهم حرفوا الإنجيل والتوراة، حتى باتت هذه المسائل من الأمور التي لا تقبل النقاش عندهم!!

3- "نشر الإسلام بالسيف": هل ينكر الذين أثاروا الضجة حول استخدام السيف في نشر الإسلام؟ فالحقيقة التاريخية تؤكد وقوع حروب شنتها جيوش المسلمين ضد غير المسلمين في عهد الرسول وعهد الخلافة الراشدية والأموية والعباسية وحتى العثمانية في نشر الإسلام بالسيف، أي بالحروب التي سموها فتوحات. فكانوا يخيرون شعوب البلدان المفتوحة إما إعلان إسلامهم أو قتل الرجال وسبي الأطفال والنساء واستخدامهم كعبيد وإماء وجواري وبيعهم في أسواق النخاسة كغنائم الفتوحات. فكيف تم فتح العراق وإيران وبلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا وأسبانيا وغيرها من البلدان؟هل أرسلوا لهم بعثات تبشيرية كما تفعل المسيحية، أم أرسلوا جيوشاً جرارة مدججة بالسلاح بغية نصرة الدارين؟ ففي فتح أسبانيا مثلاً، أرسل قائد الحملة موسى بن نصير خمسة آلاف عذراء أسبانيات إلى الخليفة الأموي في الشام عملا بقوله تعالى (ولله الخمس مما غنمتم)، أي مجموع العذراوات من الغنائم كان بحدود 25 ألف فتاة. ويتساءل الدكتور علي الوردي: كيف حصل الجيش الإسلامي الفاتح لأسبانيا على هذا العدد من العذراوات؟ هل طرق الجنود أبواب أهاليهن وقالوا لهم أعطونا عذراءً لوجه الله!! أم سبوهن بعد أن قتلوا آباءهن وأخوانهن؟ ويضيف الوردي، نحن ندين جرائم هولاكو في بغداد ونصفها بأبشع الصفات، ولكننا في نفس الوقت نعتز بما ارتكبه أسلافنا من أعمال مماثلة باسم الإسلام في أسبانيا. فهل هذه الأعمال الهمجية مقبولة في عصرنا هذا؟
لم يتوقف استنكار ما استشهد به البابا على رجال الدين المسلمين المتشددين، بل تعداه حتى إلى رجال دين متنورين مثل شيخ الليبراليين الدكتور أحمد صبحي منصور، حيث ينكر أن الإسلام نشر بالسيف. وحاول تكذيب حديث ذكره البخاري منسوب إلى النبي محمد (ص) قوله: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ..الخ" في مقال له على موقع الحوار المتمدن بعنوان: (حول ما قاله البابا بندكت السادس عشر عن الاسلام). فيقول الدكتور أن "هذا الحديث افتراه البخارى ، والبخارى إسمه الحقيقى (إبن برزويه ) وهو من خراسان التى كانت مشهورة بشعوبيتها وحقدها على العرب والإسلام ،..الخ.". طيب ونحن نتمنى أن يكون هذا الحديث مزوراًً، ولكن كيف يفسر أستاذنا العزيز بعض النصوص القرآنية التي توجب إعمال السيف في نشر الإسلام وهي كثيرة، ولضيق المساحة أكتفي بذكر واحدة منها فقط وهي قوله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا بالبوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون." (التوبة، 29). ففي عهد النبي محمد (ص)، نظمت حملة بقيادة أسامة بن زيد، ضد الروم. كذلك احتلال العراق ومصر في العهد الراشدي وأسبانيا في العهد الأموي، حيث كانت شعوب هذه البلدان تدين بالمسيحية، أي كانوا من أهل الكتاب، فلماذا شنت الحروب عليهم؟
ثم لماذا وقعت حروب الردة في عهد الخليفة أبي بكر، التي راح ضحيتها نحو 28 ألف من الذين ارتدوا عن الإسلام، ولماذا لم يستخدموا معهم أسلوب العقل والمنطق والإقناع؟ وما هو حكم المرتد في عصرنا الحاضر، أي المسلم الذي يترك دينه أو يتحول إلى دين آخر؟ وهذا لا يعني أنه لم يتم نشر الإسلام سلمياً وبالإقناع في بعض البلدان كما حصل في إندونيسيا عن طريق تجار مسقط، ولكن يخبرنا التاريخ بأن تم نشر الإسلام في معظم البلدان الأخرى عن طريق الغزوات التي يسمونها بالفتوحات الإسلامية.

4- كما أكد البابا في الجزء الختامي لحديثه قائلاً إن "الله لا يسر بالدماء، وليس التصرف بعقلانية مناقض لطبيعة الله، فالإيمان يولد في رحم الروح، وليس الجسد، ومن يهدي إلى الإيمان إنما يحتاج إلى القدرة على التكلم حسنا والتعقل، دون عنف أو تهديد أو وعيد". ويضيف: "القصد هنا ليس هو إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته". ويؤكد: "عندها فقط نصبح قادرين على ذاك الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة له اليوم".
أليست هذه دعوة صادقة للحوار بالتي هي أحسن؟ فلماذا لم يلجأ مشايخ الإسلام والزعماء السياسيون المسلمون إلى الحوار الهادئ بدلاً من إثارة الغوغاء؟ إن لجوء بعض المسلمين إلى العنف بعد أية محاضرة أو رسم كاريكاتيري أو نشر كتاب لا يعجبهم، يجلب عليهم سمعة سيئة ويجعل العالم يأخذ عنهم فكرة بأنهم أناس يتصفون بالعدوانية والمزاجية المتطيرة والسايكولوجية العنيفة. وهذا السلوك الانفعالي المتطير المتشدد يجعلهم في حالة خفة في نظر غير المسلمين ويفقدهم الاحترام من قبل شعوب الأرض. حقاً لقد احتارت شعوب العالم في كيفية التعامل مع المسلمين. أليس من عاقل بينهم لينصحهم بالتعامل مع العالم بالأسلوب الحضاري الأمثل، وكما جاء في القرآن: (وجادلهم بالتي هي أحسن). فهل هذه الآية مازالت فاعلة أم هي الأخرى نسختها آيات السيف. أفتونا يرحمكم الله!
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:15 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.09989 seconds with 14 queries