معلومات ثقافية هامة

[Maher 4x4]

جرى مؤخرا في قاعة المعارض بكنيسة المسيح المخلص في موسكو معرض حول الصلات بين روسيا وسورية على امتداد العصور. واتيحت لزوار المعرض فرصة مشاهدة فيلم وثائقي جديد قام بتصويره السينمائيون الروس. عنوان هذا الفيلم "الطريق الى دمشق" ويبدأ الفيلم بكلمات قداسة البطريرك اليكسي الثاني بطريرك موسكو وسائر روسيا. قال اليكسي الثاني انه كان قد زار سورية باعتباره بطريركا بدعوة من غبطة البطريرك اغناطيوس ولقى في سورية ولبنان استقبالا حارا قلبيا. يبدأ بكلماته هذه الفيلم الوثائقي الذي يستغرق عرضه خمسين دقيقة، بعنوان "الطريق الى دمشق".


كان في فلسطين رجل اسمه شاول احب الله تعالى اكثر من الكل. وكان غيورا جدا في محبته هذه، وذات مرة سعى مع رفاقه من القدس الى دمشق، فكان صدره ينفث تهديدا وتقتيلا لمن اعتبرهم مرتدين عبدوا سائحا فقيرا اسمى نفسه ابنا لله فصلب، وفي طريق شاول الى دمشق انكشف له ما غير حياته بل غير تاريخ البشر باسره. وبينما هو يقترب من دمشق، سطع حوله بغتة نور من السماء فوقع الى الارض وسمع صوتا يقول له: شاول شاول لماذا تضطهدني؟ فقال شاول: من انت يا رب؟ فاجابه الصوت: انا يسوع الذي انت تضطهده. صُعب عليك ان تقاومني فقال له الرب: قم وادخل المدينة وهناك يقال لك ما يجب ان تعمل. واما رفاق شاول فوقفوا حائرين يسمعون الصوت ولا يشاهدون احدا. فنهض شاول عن الارض وفتح عينيه وهو لا يبصر شيئا. وقادوه بيده الى دمشق. يقول في فيلم "الطريق الى دمشق" غبطة البطريرك الانطاكي اغناطيوس الرابع ان سورية معتزة بانه في دمشق بالذات العاصمة السابقة للآراميين تحول شاول من مضطهد غيور للمسيحيين الى الرسول بولس، وفي هذه المدينة بالذات تعمد في بيت حنانيا وفيها بدأ في التبشير بالمسيحية. واقام شاول بضعة ايام مع التلاميذ في دمشق. ثم سارع الى التبشير في المجامع بان يسوع هو ابن الله. فكان السامعون يتعجبون ويقولون: أما كان هذا الرجل في القدس يضطهد كل من يدعو بهذا الاسم؟ وهل جاء الى هنا الا ليعتقلهم ويعود بهم الى رؤساء الكهنة لكن شاول كان يزداد قوة في تبشيره فأثار الحيرة في عقول اليهود المقيمين في دمشق بحججه الدامغة على ان يسوع هو المسيح.


وتأصلت كلمة الله الذي زرعها بولس الرسول في الارض التي آمن فيها المسيح بصورة عميقة الى الابد ولا داعى لمطالعة الوثائق والمضفات حول تاريخ المسيحية لإدراك هذه الحقيقة. فيكفى المرور مشيا على الاقدام في ضواحى دمشق ومشاهدة العيون الطيبة لمن يعيشون هناك وزيارة الكنائس والاديرة الموجودة هناك من عصر تلاميذ المسيح. منها دير القديسة تقلا في معلولا حيث أقيمت الصلوات الى زمن بعيد باللغة الارامية لغة المسيح. وتستمعون الى هذه اللغة في بعض لقطات الفيلم. وتحظى دير السيدة العذراء في صيدنايا باكرام المسيحيين والمسلمين على حد سواء. فقد زارتها شقيقة صلاح الدين الايوبي الشهير قاهر الصليبيين. ومنحتها هدايا ثمينة. توجد هناك ايقونة رسمها فيما يقال القديس لوقا الانجيلي. ومن هذه الآثار المسجد الاموي الرائع الجمال بمدفن يوحنا المعمدان او النبى يحيي داخله. يتحدث الفيلم عن كل هذه الآثار المقدسة بتفصيل وخاصة للتأكيد على فكرة هامة جدا. من المعروف ان الكنيسة الانطاكية اهدت العالم رعيلا من النساك دعاة التوبة منهم يوحنا الدمشقي وافرام السرياني والقديسان دانيال وسمعان وغيرهم ممن لا حصر لهم. وبهذا المعنى فإن روسيا أقرب ما يكون من أنطاكيا. فإنها قبلت المسيح بالقلب وليس بالعقل، وتسمعون في الفيلم من جديد صوت قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا. فقال: اننا نحتفظ بتراث الآباء القديسين الذي وردنا من الكنيسة الانطاكية ونستفيد منه باعتباره تراثا ارثوذكسيا عاما. ان كتب القديسين افرام السرياني واسحاق النينوي وغيرهما من النساك الذين دأبوا على الارض الانطاكية دأبا طيبا تراث لا يقدر بثمن لنا جميعا. يرجع نظام الرهبان وزيهم في الكنيسة الروسية كذلك الى أنطاكيا. فقد كتب دانيال المتوحد الروسي في القرن العاشر الميلادي في اعجاب عن مقدسات أنطاكيا وألف الشماس بولس ابن الزعيم الحلبي كتابا عجيبا عن الرحلة الى روسيا وأخلاق الروس في القرن السابع عشر الميلادي. يوجد لنا كثير مما هو المشترك وتربط بيننا اواصر مشتركة ومع تغير الأزمنة سيظل الروس والسوريون دائما يسعون بعضهم الى بعض ويكتشفون ما هو الجديد المجهول سابقا. يربط بينهم ليس المصالح المغرضة ولكن المسيح وبولس الرسول. ان تواريخ الشعوب مختلفة. اما التاريخ الكنسى فهو لنا واحد. وتحدث المستشرق الروسي ميخائيل ياكوشيف: ان الروس حديثو العهد نسبيا بالمسيحية الارثوذكسية الشرقية. اننا تلامذة فإننا تعلمنا من أبناء كنائس القدس وانطاكيا والقسطنطينية والاسكندرية فاعتناق روسيا القديمة للديانة المسيحية في سنة 988 ميلادية بالنسبة اليهم هو القرن العاشر. فتلك الكنائس كنائس رسولية. نشغل بين تلك الكنائس المقام الخامس مع ان روسيا الارثوذكسية شغلت دائما بالطبع المرتبة الاولى من حيث نفوذها السياسي والعسكري. قال ميخائيل ياكوشيف ان الصلات بين روسيا وانطاكيا قامت مباشرة في سنة 988 حيث اوفدت دار بطريركية القسطنطينية الى كييف عاصمة روسيا القديمة مندوبها المطران ميخائيل السوري. فقام المطران الاول في روسيا التلميذ الحبيب للبطريرك الانطاكي يوحنا الخامس بالرعاية بالمؤمنين الروس والتعميد وتفسير القوانين والقداس ويقوم في الوقت نفسه بمهام وزير خارجية لدى امير كييف. ودلالة ذلك كبيرة جدا. وقد بدأت انذاك حركة حج الروس الى الاراضي المقدسة واصبح التعارف مع بطريركية انطاكيا تعارفا مباشرا. ساعدت الجمعية الفلسطينية التي تشكلت في روسيا في القرن التاسع عشر، ألوفا من الروس الذين توجهوا سيرا على الاقدام الى مقدسات سورية وفلسطين وكانوا يزورون دير القديسة تقلا ودير السيدة العذراء في صيدنايا. وفي عام 1956 خصص قداسة البطريرك اليكسي الاول الاموال المطلوبة لتشييد كنيسة تذكارية على اسم القديس بولس الرسول وبارك اعمال تشييدها. بعد تشتت الاتحاد السوفياتي تناقصت الصلات بين سورية وروسيا للاسف. يرى الصندوق الروسي للتراث الروحي للقديس بولس الرسول والذي تم تشكيله في يناير/كانون الثاني عام 2004 بالبركة من البطريركين الارثوذكسيين البطريرك اليكسي الثاني بطريرك موسكو وسائر روسيا وبطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، يرى من مهامه إحياء علاقات حسن الجوار القائمة على الصلات الروحية بين روسيا والشرق الاوسط. اصبح اول خطوة على هذا الطريق تنفيذ المشروع لإقامة نصب تذكاري للقديس بولس الرسول في قرية كوكب. ادلى رئيس هذا الصندوق سمير الغضبان بحديث لمندوبنا فال فيه: ترجع فكرة اقامة هذا النصب التذكاري الى الصندوق. فقد اجريت مسابقة ففاز فيها الرسام الشعبي الروسي الكساندر روكافيشنيكوف الذي قام بنحت هذا التمثال انه اعجبني كثيرا جدا. قال سمير انه شاهده لأول مرة في روشة النحات مصنوعا من مادة لدنة ودهش باتقان نحته. صنع الكساندر روكافيشنيكوف تمثال بولس الرسول كاملا كانه يسير نحوكم وفي يده كتاب. قل من يستطيع ان يعبر نحتا عن الفكرة الاساسية التي حملها القديس بولس الرسول الى الناس. يستطرد سمير انه يظن ان النحات الروسي فقط يستطيع مثل ذلك، وبالمناسبة يعترف غبطة البطريرك الانطاكي انغاطيونس الرابع والذي يأتي اليه سمير بأيقونات من روسيا بان رسامينا لا يستطيعون الرسم بهذه الصورة الجيدة. تحظى المدرسة الروسية لرسم الايقونات بتقرير كبير جدا. ويقوم الاساتذة الروس برسم اللحوحات الجدارية في كنائس دمشق وغيرها من المدن، وحين جرى تصوير الفيلم "الطريق الى دمشق" ربما بعث على الاستغراب ان عمل الرسامين الروس يحظى بطلب كبير من قبل جميع الطوائف بما فيها الكاثوليك. يبلغ ارتفاع تمثال بولس الرسول الذي صنعه الرسام الشعبي الروسي الكساندر روكافيشنيكوف، اكثر من ثلاثة امتار بقليل. ومن المقرر ان يتم نصبه على قاعدة ارتفاعها متران. وقال الكساندر روكافيشنيكوف في بعض لقطات الفيلم: اهم شىء هو الطابع القومي للصورة اذا تم رسمها بناء على تقاليد معينة او اذا كانت مثل هذه التقاليد غير موجودة. اهم شىء هو الإدراك لمن هو هذا الانسان وماذا صنعه للعالم. اني تأثرت كثيرا من نمط رسام الايقونات الروسي الشهير آندري روبليوف من القرن الرابع عشر الميلادي والذي اتذكره من طفولتي. ان القديس بولس الرسول لم يشاهد المسيح عيانا ولم يتحدثه غير ان ايمانه قوي بقدرته على نقل مبدأ الايمان الى الناس دون ان يكون قد شاهد المسيح عيانا. ان مثل ذلك يتطلب التمسك بالهدوء والثبات والمثابرة مع ذلك، فقد اصبح مضطهد المسيحية سابقا اقوى انصار افكارها وحمل هذه الافكار الى العالم. قال الرسام الشعبي الروسي الكساندر روكافيشنيكوف انه لم يستطع ان يرسم صورة مجردة عامة فإن مثل ذلك عمل غير صادق، فمن المفروض ان يستقبلها اصحاب مختلف الثقافات بصورة طبيعية. وقال انه يظن ان بولس الرسول حظى بقوة باطنية كبيرة ولذلك قام بتصويره اثناء الحركة، حيث يحمل امامه كتابا لينقل فكر المسيح الى البشر. قال البطريرك اليكسي الثاني انه يشكر شكرا قلبيا مجموعة المبادرة التي تولت العمل على صنع النصب التذكاري للقديس بولس الرسول لإقامته في سورية بالقرب من الكنيسة التي تم تكريسها للقديس بولس الرسول والتي اشترك في تشييدها البطريرك اليكسي الاول الراحل الذي سبقه بالبطريركية. اضاف انه من المهم التأكيد على ان القديس بولس الرسول كرز فيما ورد في سفر اعمال الرسل ان شاول وبرنابا علما جمعا كبيرا وفي انطاكية تسمى التلاميذ اول مرة بالمسيحيين. وقال انه يأمل ان يعيد هذا التمثال الذي سيزين تخوم الكنيسة الانطاكية ان يعيد الى الاذهان الصلات القائمة بين كنيستينا على امتداد العصور العديدة. عرض الفيلم الوثائقي "الطريق الى دمشق" والذي يستغرق خمسين دقيقة، من تصوير السينمائيين الروس مترجما الى اللغة العربية بالقناة الاولى للتلفزيون السوري في يوم عودة الرئيس السوري بشار الاسد من موسكو في اعقاب زيارته الرسمية الى روسيا. ومن المحتمل ان بعض زوارنا الكرام شاهدوه في سورية وجاءت لهم فكرة خاصة بهذا الفيلم صرح المستشرق ميخائيل ياكوشيف في حديث الى مندوبنا: استهدف المخرج التأكيد على ان سورية ودمشق جزء من الاراضي المقدسة فكاد نجهله تقريبا وحين نتحدث عن الاراضي المقدسة ينذكر الانسان الروسي الارثوذوكسي لسبب ما فلسطين وحدها دون ان ينتبه لأن طريق الحجاج الروس مر دائما بسورية ودمشق. وقال ميخائيل ياكوبوف ان اهم ما استعرضه الفيلم ان سورية المعاصرة التي يكون المسيحيون 12% جملة من سكانها وان دمشق المعاصرة تتضمنان كثيرا جدا مما هو المقدس للانسان الروسي ويحب كثيرا ان يشاهد وجوه النظارة بعد مشاهدة الفيلم وردودهم. اجابت احدى السيدات بعد مشاهدة فيلم "الطريق الى دمشق" على سؤال عما اعجبها في هذا الفيلم قائلا: انه يعجبني لأنه طيب جدا.

نقلاً عن موقع صوت روسيا

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

[Maher 4x4]

سنة 1996 أدرجت منظمة اليونيسكو في قائمة التراث المادي للبشرية قلعة تاريخية واقعة وسط مدينة قازان عاصمة جمهورية تترستان. وفي هذه القلعة بالذات ستجري الصيف القادم مراسيم افتتاح مسجد قل شريف وكاتدرائية البشارة بعد ترميمهما، وستقام الفعاليات الاحتفالية بمناسبة مرور ألف سنة على إنشاء قازان.


منـظـر قــازان
قال وزير الثقافة لجمهورية تترستان إيلدوز تارخانوف: في شهر أغسطس (آب) ستجري الاحتفالات الأساسية المكرسة للذكرى الألفية لقيام مدينة قازان. ويترأس فلاديمير بوتين نفسه لجنة تنظيمها لكونه يولي أهمية كبيرة لها. وستقام بهذه المناسبة فعاليات واسعة النطاق في قازان وخصوصا في قلعة المدينة مركزها التاريخي. فستجري فيها مراسيم افتتاح متحف الفنون التشكيلية الوطني وفرع متحف الإرميتاج الذي سيقام فيه معرض كنوز دولة القطيع الذهبي ومتحف الذكرى الستين للنصر على الفاشية في الحرب العالمية الثانية. وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) ستقام عروض فناني تترستان وأشهر فرق قازان المسرحية.


قلعــة قــازان
وبمناسبة قدوم الذكرى الألفية لتأسيس قازان أقام متحف تترستان الوطني للفنون التشكيلية في هذه الأيام معرضا في موسكو يضم لوحات الرسامين الروس التي تعرض في المتحف الوطني. وقال وزير ثقافة تترستان إلدوز تارخانوف في مؤتمر صحفي عقد قبيل افتتاح المعرض: يجب ألا ننسى اليوم في معرض حديثنا عن التاريخ الألفي لمدينة قازان أنه تاريخ لأحد أكبر المراكز الصناعية التجارية والعلمية الثقافية في منطقتي الفولغا والأورال بل وروسيا بأسرها. وتقاليد الفن التشكيلي في تترستان له جذور موغلة في القدم. ونحن اليوم نولي أهمية كبيرة لتطويره. فقد افتتحت في قازان قبل ثورة أكتوبر 1917 مدرسة للفنون التشكيلية. ويضم اتحاد رسامي تترستان حاليا أكثر من 300 شخصا.


مسجد قل شريف
وتحفظ أعمال الكثيرين منهم في متحف الفنون التشكيلية الوطني لجمهورية تترستان وهو أحد أكبر متاحف روسيا فيعرض فيه ما يزيد على 25 ألفا من نماذج فن الرسم والتصوير الزيتي والنحت والفنون التطبيقية أبدعها الفنانون الروس والتتر المسلمون. فمن المعروف أن حوالي 60 بالمئة من سكان تترستان هم المسلمون.


قصر الرئــاسة
تقول كبيرة موظفي المتحف غالينا رمضانوفا: إن مصطلح الفن الإسلامي للشعب التتري ليس صحيحا مئة بالمئة لأن ثقافة جمهوريتنا كانت تتطور منذ القرن السادس عشر بترابط وثيق مع ثقافة روسيا الأرثوذكسية. صحيح أن الفنون التشكيلية لم تكن تتطور في تترستان قبل ثورة سنة 1917 لأن الإسلام يحظر رسم الكائنات الحية. ولذا كانت نتاجات هذه الفنون في البلدان والمناطق الإسلامية تنحصر في رسم الزخارف على شكل النباتات أو الزخارف الهندسية. وكان يمكن أيضا رسم المباني والعمارات. وينبغي القول إن أعمال الصناع التتر ليست نتاجا للفن الإسلامي بمعنى الكلمة مثلما لا يرتبط الفن الشعبي الروسي بالدين المسيحي الأرثوذكسي. فالفنون الشعبية عموما متعددة الجذور.

وواصلت غالينا رمضانوفا تقول إن "الشمائل" ميزة من مزايا الثقافة الإسلامية التترية يقترن فيها فن الرسم وحسن الخط. وتكتب الشمائل على الورق وعلى الزجاج. ومضمونها حكم وأمثال شعبية، وفي أغلب الأحيان آيات قرآنية. ويحفظ في متحف تترستان للفنون التشكيلية نحو 70 من الشمائل العائدة إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.



وكانت هذه الكتابات الجميلة تزين عادة بإطار من الزخارف النباتية الشكل. ونرى في معظمها صورا للمساجد والمقدسات الإسلامية. ويقترن في الشمائل فن الخطاط بفن الرسام. وكان هذا النوع من الفنون يُمارَسُ على مدى قرون إلا أنه أصبح يتطور على نحو خاص في القرن التاسع عشر نتيجة لتطور الثقافة والتعليم في تترستان.



وفي العقد الأخير من السنين انتعش فن رسم الشمائل من جديد. وأصبحت لها أشكال مختلفة. ويتحدث بعضها بلغة الرموز عن الأحداث التاريخية والبعض الأخر - عن الشخصيات المرموقة بل وأسر كاملة. هذه اللغة لا يفقهها إلا الناس المتعلمون:



من 5 إلى 11 سبتمبر (أيلول) القادم سيقام في روسيا لأول مرة مهرجان "المنبر الذهبي" الدولي للأفلام الإسلامية، وذلك بمبادرة مجلس مفتي روسيا وشركة "العالم الإسلامي" التلفزيونية.

وبهذه المناسبة عقد مؤتمر صحفي قال فيه الشيخ راويل عين الدين رئيس مجلس مفتي روسيا: إن هدف إقامة مهرجان "المنبر الذهبي" هو عرض منجزات السينمائيين المسلمين وإعطاء صورة صادقة لوضع الإسلام في روسيا وحياة المسلمين في الخارج وقيم الإسلام الروحية الأخلاقية. وإلى جانب السينمائيين المسلمين يمكن أن يشارك فيه الفنانون غير المسلمين الذين يخرجون أفلاما عن المسلمين.


الشيخ راويل عين الدين
وواصل الشيخ راويل عين الدين يقول: تقدمت إلى رئيس جمهورية تترستان منتمير شامييف باقتراح إقامة المهرجان الأول في قازان بمناسبة الاحتفال بالذكرى الألفية لتأسيسها. وأيد الرئيس اقتراحنا.. ومما يؤسف له أن معظم الأفلام اليوم غير أخلاقية تتضمن مشاهد أعمال العنف وإراقة الدماء وما إلى ذلك: ولذا نسعى إلى تشجيع تطور السينما ذات الطابع الإنساني التي تساعد على تقارب الثقافات.

هذا وتقرر أن تدرج في برنامج المسابقة أثناء المهرجان السينمائي أفلام روائية ووثائقية وأفلام كرتونية شرطا أن ينم مضمونها عن احترام مشاعر المؤمنين. وهناك أيضا برنامج خاص للأفلام الدينية.

وقال المدير العام للمهرجان زودي مميرغوف إنه وافق على المشاركة في المهرجان كل من جمهورية أذربيجان وبشكيريا وإيران وكازخستان وقيرغيزيا وليبيا وماليزيا والمغرب والسعودية وتونس وتركيا وأوزبكستان. ووافق على دخول هيئة التحكيم النجمتان السينمائيتان المصريتان عبلة كامل ويحيي فخراوي. أما ما يتعلق بروسيا فسوف يمثلها في هيئة التحكيم كاتب السيناريو المعروف رستم إبراهيمبيكوف وعدد من الممثلين المشهورين.

ترى هل بإمكان السينما الإسلامية الروسية أن تنافس أفلام بلدان الشرق؟

يرى الشيخ راويل عين الدين رئيس مجلس مفتي روسيا أنها قادرة على منافستها تماما. وقال إن روسيا تنتج أفلام كرتون رائعة. فكنت مستشارا أثناء إخراج فيلم كرتوني تحت عنوان "الفاتحة". ومدة عرض هذا الفيلم الرائع الذي يدعو إلى المحبة والخير 7 دقائق فقط.. ويعمل ستوديو تترستان السينمائي بنجاح منذ أمد بعيد وينتج مختلف أنواع الأفلام بما فيها أفلام التبسيط العلمي. وفي السنوات الأخيرة أنتجت فيه عدة أفلام روائية ومنها مثلا فيلم "زوليخة" الذي أعجبني كثيرا بقوة تأثيره الروحي. أما شركة "العالم الإسلامي" التلفزيونية فأنتجت شريطا عن قومية "القره جاي" القاطنة في شمال القفقاس. وكافأت وزارة ثقافة روسيا الاتحادية منتجي هذا الفيلم بشهادة تقديرية. وثمة أيضا أفلام تتحدث عن قوميات أخرى مثل الإنغوش وعن سكان داغستان. وعموما لا تتحدث السينما الإسلامية في روسيا عن الدين بقدر ما تتحدث عن الشعوب الإسلامية القاطنة في أراضيها والبالغ عددها 38 شعبا، وعن لغتها وثقافتها وعاداتها. والحرص على ثقافة هذه الشعوب شرط من شروط تطور المجتمع الروسي المتعدد القوميات والحفاظ على وحدته وأصالته.

وفي الختام قال الشيخ راويل عين الدين: إنني على ثقة بأن السينما الإسلامية ستظهر مستقبلا في جمهوريتي داغستان وكاباردا - بلقاريا. وبعد انطلاقة مهرجان "المنبر الذهبي" من قازان ستكون له مواصلة في موسكو ومدن بشكيريا وداغستان.

نقلاً عن موقع صوت روسيا

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

[Anggelo]

Maher 4x4
شكرا على المعلومات