أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01/11/2005   #1
ay-kh
مسجّل
لسا يا دوب
 
الصورة الرمزية لـ ay-kh
ay-kh is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
مشاركات:
1

افتراضي ذكرياتي مع رجل منتحر ..


" عندما نتوقف عاجزين عن الصيد ، و شرب الخمر ، و عشق النساء ، و الركض في المساحات الواسعة ، و تتطهر بمياه البحر ، و لا يوجد أمل لتغيير الواقع ، و ظلام يمتد بين أحشاء الجسد ، من الانحطاط و العزلة و التوحش البربري ..

عندها ما الذي يبقى لك سوى طلقة الرحمة "



23/ 12 / 2000 م

الساعة الخامسة صباحاً الهاتف يرن بجنون . .



آسفة على الإزعاج بهذا الوقت المبكر ..

لا باس بأي وقت تتصلين ، مرحب بك ..

خبر مزعج .

ما هو ؟

عمار توفي البارحة ليلاً ..

كيف ؟

انتحر ، طلقة واحدة كانت كافية لموت صديقك الذي أحببته ..

متى الدفن ؟

اليوم الساعة 2 بعد الظهر في فريته ..

سأكون من المشاركين

سأكون هناك أيضاً





الحياة ، الولادة ، الصداقة ، السفر ، البحر ، الحب ، صرخات الليل و نحن سكارى ، فرحه ، و غضبه ، و بكاؤه ، شريط مر في مخيلتي بثواني ..الصدمة كانت مميتة ، ذكرتني بصدمة موت أمي منذ سنوات ..

و أنا مستلق على الفراش ، رأيت السقف يتحول إلى توابيت ، توابيت تتطاير في الفضاء من دون قانون يجمعها ، تتطاير و ترتطم ببعض .



الساعة الواحدة ظهراً كنت في قريته ..

قريته المطلة على البحر من فوق جبل من جبال اللاذقية ، المحاطة بغابات الصنوبر ..

لقد بدأت ذاكرتي تعمل ، هنا كنا و هنا حدث ما حدث ..

و بنفس الوقت كنت أودعها ، و أدفن ذكرياتي بها ..

ما كان شيء يعكر صفو القرية ، و صفو عالمي . ثمة جثة خرجت بلا مراسيم و دفنت في التراب بصمت .

جثة رجل قدم إلى هذا العالم في لحظة خطأ . هذا ما كان يردده دائماً .



أراك هنا متى وصلت ..

الساعة الواحدة ..

لم أراك ..

تجولت في القرية قليلاً .

و أنت متى وصلتي .

قبلك بساعة و نصف .. فبعد تحدثي معك هذا الصباح قدمت إلى هنا ..

لوحدك

نعم ..

اهلك ألا يعرفون

لم يعد يهمني احد ، الإنسان الذي أحببته ، ذهب و لن يعد ..

امسحي دموعك .. البكاء لن يعيده ..

لا أعرف ، لا أفهم لماذا فعل هذا ، لماذا انتحر ؟ هل أخطأت في علاقتي معه حتى ينتحر ؟ أم أن هناك أشياء لا أعرفها ؟ كانت وراء هذه المصيبة ؟ أنت الشاهد الوحيد على علاقتنا .

نعم ، أعرف تقريباً كل شيء بحياته ، لكنك لست السبب ، و لن تكوني أبداُ أنت السبب ..

لقد أحببته ، و إنما عشقته ..

أعرف هذا و هو أحبك كثيراً ، كان دائماً يقول أنت نور الله على الأرض ، و قربه منك هي عبادة و تقرب إلى الله ، لقد كان يعبدك ..

منذ عشرة أيام كنا نحتفل بعيد ميلاده ، كان يغني و يرقص بجنون ، و يشرب الخمر بجنون ، و يضحك بجنون كل شيء بجنون .. و حتى نهايته كانت فكرة مجنونة ..

امسحي دموعك ، و دعينا نرجع بعد ساعات ستغيب الشمس و هي الآن تمطر ..

هيا بنا ..



كيف يمكنني أن اروي لكم عنه ، و قد دخل في غابات النسيان ، بموته الذي اختاره قبل الأوان ، في موته غدر لي



كيف يمكن التقاط تفاصيل صداقتنا العذبة ، صداقتنا كانت ممزوجة بالدم ، و الدمع في أوقات الفرح و الحزن و العزلة ...



يتبع



أيهم
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 08:34 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.07212 seconds with 14 queries