أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 12/12/2005   #19
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


اقتباس:
رابعا : (ولكن شبه لهم .....)
من المقصود هنا ؟؟؟
نقرأ عن مشبه ، ومشبه لهم .
اليس الكلام راجع على ( وقولهم .... )
اذا الضمير هنا سوف يعود على اليهود ( اذا كانت اجابة السؤال الاول اليهود ) .
وسوف نتناول ايضا هذه الجزئية بالتفصيل


عرفنا مما تقدم أن اليهود هم من شُبه لهم صلب المسيح و موتة " صلى الله علية و سلم " ..

أما عن سؤالك .. فإجابتي علية كالتالي ..

يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء:

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (157) سورة النساء

وأرجو ملاحظة قوله تعالى (وما صلبوه) وهي تفيد انتفاء الصلب بالكلية .. فلا أهمية لما تقوله حول ماهية المشبة ..

أما عن مصير المسيح عليه السلام فقد ورد في قوله تعالى في الآية التالية للآية السابقة:

{بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (15 سورة النساء ..


فببساطة الآية تنفي عن المسيح علية السلام كونة قد قتل أو صلب أصلًا .. و تحدد مصيرة بأنة قد رفع ..

فما الذي تريد أن تثبتة أصلًا ؟ !! ..


يقول " نيو مان في جملتة التالية مباشرة ..


اقتباس:
واليكم الدليل :


الدليل على ماذا ؟! .. هل شرحت شيـئًا لتأتي بالدليل علية ؟؟!!

يقول " نيو مان " ..


اقتباس:
لو كانت الشبهة القيت على شخص آخر فلماذا لم يذكره القرآن ???


سبق الإجابة على ذلك التساؤل الباطل من وجوة .. إذ قلت ..

" ان القرآن كتاب تأصيلي يؤصّل لك تفكيرك , ويقعّده , ويؤسسه , ولا يمك بحال من الاحوال ان يجعل محوره ( الوصول الى الله تعالى ) يتوقف على حادثة تاريخية او شخصية معينة ايا كانت فلا يهم في القرآن الكريم أن يذكر الله سبحانه و تعالى من هو المصلوب حقًا دون المسيح ..

وان كنت لا تصدقني فاقرأ هذه الاية دون جزع :

" لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " .. "

ثانيًا .. القرآن الكريم ليس مثل الكتاب المقدس يا " نيو مان " .. فمسألة الأسماء هذة لا تهم القرآن كثيرا فهو ليس كتاب حكايات مثل كتابكم المقدس يأخذ أكثر من صفحتين لبيان النسل بلا أي استفادة للقارئ كمثل سفر التكوين الاصحاح الخامس كلة !!!!!

5: 1 هذا كتاب مواليد ادم يوم خلق الله الانسان على شبه الله عمله
5: 2 ذكرا و انثى خلقه و باركه و دعا اسمه ادم يوم خلق
5: 3 و عاش ادم مئة و ثلاثين سنة و ولد ولدا على شبهه كصورته و دعا اسمه شيثا
5: 4 و كانت ايام ادم بعدما ولد شيثا ثماني مئة سنة و ولد بنين و بنات
5: 5 فكانت كل ايام ادم التي عاشها تسع مئة و ثلاثين سنة و مات
5: 6 و عاش شيث مئة و خمس سنين و ولد انوش
5: 7 و عاش شيث بعدما ولد انوش ثماني مئة و سبع سنين و ولد بنين و بنات
5: 8 فكانت كل ايام شيث تسع مئة و اثنتي عشرة سنة و مات
5: 9 و عاش انوش تسعين سنة و ولد قينان
5: 10 و عاش انوش بعدما ولد قينان ثماني مئة و خمس عشرة سنة و ولد بنين و بنات
5: 11 فكانت كل ايام انوش تسع مئة و خمس سنين و مات
5: 12 و عاش قينان سبعين سنة و ولد مهللئيل
5: 13 و عاش قينان بعدما ولد مهللئيل ثماني مئة و اربعين سنة و ولد بنين و بنات
5: 14 فكانت كل ايام قينان تسع مئة و عشر سنين و مات
5: 15 و عاش مهللئيل خمسا و ستين سنة و ولد يارد
5: 16 و عاش مهللئيل بعدما ولد يارد ثماني مئة و ثلاثين سنة و ولد بنين و بنات
5: 17 فكانت كل ايام مهللئيل ثماني مئة و خمسا و تسعين سنة و مات
5: 18 و عاش يارد مئة و اثنتين و ستين سنة و ولد اخنوخ
5: 19 و عاش يارد بعدما ولد اخنوخ ثماني مئة سنة و ولد بنين و بنات
5: 20 فكانت كل ايام يارد تسع مئة و اثنتين و ستين سنة و مات
5: 21 و عاش اخنوخ خمسا و ستين سنة و ولد متوشالح
5: 22 و سار اخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح ثلاث مئة سنة و ولد بنين و بنات
5: 23 فكانت كل ايام اخنوخ ثلاث مئة و خمسا و ستين سنة
5: 24 و سار اخنوخ مع الله و لم يوجد لان الله اخذه
5: 25 و عاش متوشالح مئة و سبعا و ثمانين سنة و ولد لامك
5: 26 و عاش متوشالح بعدما ولد لامك سبع مئة و اثنتين و ثمانين سنة و ولد بنين و بنات
5: 27 فكانت كل ايام متوشالح تسع مئة و تسعا و ستين سنة و مات
5: 28 و عاش لامك مئة و اثنتين و ثمانين سنة و ولد ابنا
5: 29 و دعا اسمه نوحا قائلا هذا يعزينا عن عملنا و تعب ايدينا من قبل الارض التي لعنها الرب
5: 30 و عاش لامك بعدما ولد نوحا خمس مئة و خمسا و تسعين سنة و ولد بنين و بنات
5: 31 فكانت كل ايام لامك سبع مئة و سبعا و سبعين سنة و مات
5: 32 و كان نوح ابن خمس مئة سنة و ولد نوح ساما و حاما و يافث


فقل لي بالله عليك ماذا أستفدت من معرفة كل هذة الأسماء ... هل ازددت ورعا و تقوى ؟؟؟ أم زدت مللا و تثائبت و أغلقت الكتاب من كثرة الأسماء بلا معلومة مفيدة واحدة ؟؟؟؟

ما يهم المسلم و يفيد إيمانة و يخدم عقيدتة .. و ما يفيد النصراني ليبصر الحق و يكشف الضلال عن عقيدتة الباطلة .. و يفيد اليهودي ليثبت أن المسيح علية الصلاة و السلام رسول حقــًا قد بينة القرآن الكريم في تلك الآية الكريمة ..

و هو أن المسيح علية الصلاة و السلام .. (1) لم يقتل (2) لم يصلب أصلا (3) رفع إلى السماء .

فما الذي تريد اثباتة يا نيو مان ؟!

أما عن من أين أتى العلماء بوجود " شبية " فتلك الأدلة استاقوها من الآية الكريمة على النحو الآتي ..

(1) الجملة التي بعدها مباشرة تقول " و إن الذين اختلفوا فيه " ... و هي تعود على المسيح علية السلام .. أي أن الاختلاف كان في شخص المصلوب لا في حادثة الصلب نفسها .. فكلمة شبه لهم لا تعود على حادث الصلب و إنما على شخص المصلوب ..

و في هذا يقول " ابن كثير " في تفسيرة الكبير .. (( {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} أي رأوا شبهه فظنوه إياه ولهذا قال: {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} يعني ذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ومن سلّمه إليهم من جهال النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال )) ..

(2) ليس الختلاف بينهم في حادثة الصلب نفسها ... فهي بالنسبة لهم على درجة من اليقين الجازم بحدوثها ... هم يشكون في شخص المصلوب " في شك منة " و لو كانت تعود على حادثة الصلب أو القتل لقال الحق تبارك و تعالى " اختلفوا في الأمر لفي شك منة " ..

فلا يوجد أحد شك في وقوع حادثة الصلب أبـدًا .. و إنما الشك كله في شخص المصلوب .

(3) قوله سبحانه و تعالى " وما قتلوه يقينًا " أي وما قتلوه متيقنين أنه هو .. بل شاكين متوهمين .. أي أن هذا المصلوب الذي قتلوة لم يقتلوة و هم متأكدين من أنه بالفعل عيسى علية الصلاة و السلام .. أي لم يقتلوة و هم موقنين بأنة عيسى علية السلام .. كقولك: قتلته علما إذا علمته علما تاما؛ فالهاء عائدة على الظن .

على أن بعض المفسرين مثل الجلالين قد صنفوا كلمة " يقينًا " على أنها حال مؤكدة لنفي القتل .. إلا أنة قول ضعيف لما تقدم من أدلة .. على أن الجلالين أيضًا ينفي الصلب و ينفي كون المسيح قد صلب أو قتل و يقول بأنه قد ألقى الشبة على غيرة .

و بذلك فإن القول بوجود شبية و أن الضمير لا يعود على حادثة الصلب هو قول يستند إلى أدله من الآية الكريمة نفسها و ليس بدعًا من القول أو تفسير اجتهادي ..

و لو أنك عارضت قولي .. يجب عليك الإتيان بالدليل مع تفنيد كلامي ..

على أنك لو أثبت ذلك فعلا لما استفدت شيئًا !! .. كل ما ستفعلة أنك ستجعل حادثة الصلب غير متحققة أصلًا !! .. أما عيسى علية السلام فأمرة محسوم صريح لا يجادل فيه إلا مماحك .. و هو كما تقول الآية الكريمة ..

" و ما قتلوة و ما صلبوة " ..

يكمل " نيو مان " تحليلاتة و إجاباتة الذكية قائلًا ..


اقتباس:
والاجابة ببساطة : لم يذكر القرآن اسم اي شخص القيت عليه الشبهة ، لان الشبهة لم تلقى على شخص آخر ـ الشبهة القيت عليهم هم في تصورهم انهم قتلوه وصلبوه




طبعًا تم تفنيد الجملة الأولى من كلامك في ردي السابق .. أما بالنسبة لبقية الجملة ..

فعفوًا !! ..

و هل أقول أنا غير ذلك ؟؟؟!!! .. .. أنا قلت أنهم ظنوا أنهم صلبوة و قتلوة و لكنه لم يصلب و لم يقتل و لكن شبة لهم ذلك بأن القي شبهه على غيرة .. كل هذه " اللفة " لتثبت ما أريد أن أقول أنا ؟!

عجيبٌ أمرك ! ..

نكمل كلام العلامة " نيو مان " .. ..



اقتباس:
ولكنه قام من بين الاموات وصعد حيا الى السموات
واذا تأملت في الآية سوف تجد أن القاء الشبهة كان على موت المسيح وليس على شخص المسيح المصلوب

الزميل " نيو مان " ينفي أنه صلب و أنة قتل ثم يعود و يقول " قام من بين الأموات " !! .. فكيف مات في رأيك ؟؟! ..

و هل تتكلم هنا عن الآية أم أنك شطحت و سرحت و أصبحت لا تعي ما تقول ...

قليلٌ من التعقل يا ذوي العقول .. !!

أما عن تأمل الآية الكريمة جيـدًا .. فيبدوا أنك لم تتأمل الآيـة الكريمة جيـدًا قبل أن تنصحنا بتأملها !! ..

فالآية الكريمة تجمع أنهم اشتبهوا في أنهم قتلوة و أنهم صلبوة أيضًا فهل ترى هذا يخدم اعتقادك الباطل الذي من أجلة بنيت علية كل تلك المقاله ؟؟!! ..

و الله يا " نيو مان " لا أعرف كيف يختارونك مشرفـًـا !! .. فما بال عوام النصارى .. إن كان مشرفهم على هذا الحال البائس ! ..


نكمل مع " نيو مان " ..


اقتباس:
وهنا علينا ان نبحث في القرآن في شقين واتجاهين عن سؤالين :



و هل استخلصت نتيجتك الجبارة قبل أن تبحث أصلا في القرآن الكريم !! ..

أنظروا إلى الأسلوب العلمي في البحث .. و تابعوا مع العلامة " نيو مان " الذي يضع التصورات و التحليلات قبل تحليل الأمر نفسة !! ..

أنظروا و تابعوا معي .. فها هو ذا يضع خطة البحث التي عليها يستند ! .. ( لاحظ أنها جائت بعد تقرير الجواب أصلا ! ) .. إذ يقول ..


اقتباس:
اولا - مراجعة تفسير من قال بالقاء الشبهة على شخص آخر ماله وما عليه

ثانيا ـ هل يقول القرآن ان المسيح مات ام لا يقول ??
فاذا قال القرآن بموت المسيح ، ولم يذكر كيف مات ، الا في آية النساء 157 ( وما قتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم )
فيكون موت المسيح كان على الصليب فعلا ، وان الشبهة كما قلنا ليس معناها القاء شبهة المسيح على شخص آخر ، بل القاء شبهة الموت على من قالوا ( إنا قتلنا المسيح ) ...

تعالوا نرى معا اقوال المفسرين في القاء الشبهة على شخص آخر غير المسيح
ما له وماعليه

و نحن معك بإذن الله سبحانه و تعالى في النقاط التالية ..

http://www.anssar.com/nadera1_files/fer%20on.jpg
 
قديم 12/12/2005   #20
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


اقتباس:
خامسا :
( ولكن شبه لهم ....)
ماذا شبه لهم ؟؟؟؟
هل عملية الصليب نفسها ؟؟؟
ام شخص المصلوب ؟؟؟
واذا كان شخص المصلوب ، فلماذا لم يذكر القرآن اسمه ؟؟؟
هل هو سر ؟؟ ام انه غير محدد أو معروف ؟؟
ام اننا نعتقد انها تتكلم عن شخص المصلوب ،في حين انها تتكلم عن علمية الصلب نفسها ؟؟

و تم بحمد الله سبحانه و تعالى الإجابة على هذا في النقطة السابقة ..

على أننا أكدنا أنه سواء كان المشبة هو عملية الصلب أو المسيح علية السلام فهو لا يفيد اعتقاد " نيو مان " بأي حال من الأحول .. فالآية الكريمة واضحة في أن المسيح لم يقتل و لم يصلب .. و إنما رفعة الله سبحانه و تعالى ..

على أن الآية الكريمة تؤكد أن الشبة وقع على شخص المصلوب كما وضحنا في النقطة السابقة و لله سبحانه و تعالى الحمد و الشكر ..

نتابع مع " نيو مان " بعون الله سبحانه و تعالى ..



اقتباس:
للاجابة على هذا السؤال نراجع من قالوا بان الشبهة القيت على شخص آخر غير المسيح فكان ان تم صلبه بدلا عن المسيح .
نبدأ على بركة الله طرح الاعتراضات على ( القاء الشبهة على شخص آخر )

اولا : هذا التفسير لم يقل به القرآن صراحة ( كما رأينا ) ، ولم يقل به نبي الاسلام في اي من الاحاديث الصحيحة المروية عنه .

ولكنها تفاسير لاشخاص عاديين لم ينزل لهم الوحي



و طبعـًـا كلام " نيو مان " لا يعبر إلا عن جهله الخاص .. فلقد تم تفنيد كل هذا الكلام في النقطة السابقة و إيضاح أن التفسير يستند على نص الآية .. فلو أعترض فعلية بتفنيد الكلام و تبيان دليلة هو الآخر على كلامة ..

يقول " نيو مان " ..


اقتباس:
وقد اشتهر الاخوة المسلمين عندما نحرجهم باي تفسير ، ان يقولوا ان هذا قول المفسر وليس ملزم لنا ، والمفسرون يخطئون .

وتعالوا نرى ماذا في التفاسير عن ( القاء شبهة المسيح على شخص آخر ) ما لها وما عليها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


عــفوًا !! .. أين ما تسمية بإحراج ؟؟ .. يا سيد يا فاضل إن أحد أسباب إيماني بالإسلام إنني لم أدخل حوارًا حول الإسلام قط إلا و شعرت بعزة و قوة و غلبة لا مثيـل لها أمام منطق المحاور الآخر .. عكــس الآخرين على مختلف تياراتهم الفكرية و العقائدية .. و إذا أخذناك كمثل .. فنجد أنك في موقف لا يحسد علية ليس فقط في هذ الحوار .. بل و في كل الحوارات التي تحاورت معك فيها أنا و غيري من المسلمين .. و لا زالت الطوام تتوالى و تتوالى فانتظر إن القراء معك منتظرون !! ..

يقول " نيو مان " ( بعد إيرادة للروايات التي قيلت في الشبية ) ..


اقتباس:
واكتفي بذكر هذا القدر من تفسير الطبري ، ويمكن لاي قاريء ان يرجع الى المصدر الذي اشرت اليه ، ونقلت عنه ، فيقرأ ويستزيد بنفسه
جدير بالذكر هنا ان الطبري نقل روايات مختلفة عن وهب بن منبه الذي روي القصة باكثر من طريقة فلم يتفق في روايتين لا على اسم الشبيه ولا على عدد الحضور ولا على مكان الحدث
.



ما توهمتة " جهلًا " بأن وهب بن منبة قد ناقض نفسة هو خطأ بطبيعة الحال .. إذ أن الأمر كله استنباطات لوهب بن منبة من روايات الأناجيل المتضاربة و كلام الكهنة و القساوسة ليس إلا .. فوهب بن منبة لم يعاين الواقعة و لا حضرها .. و إنما ينقل الأقوال عن غيرة .. فمرة روى ذلك القول من خلال ما قرأة و سمعة .. و مرة روى هذا القول .. و هو في النهاية اجتهاد له .. فكلا القولين يحتمل صحتة .. و لا يعد ذلك طعنًا في وهب بن منبة ..

و على أقل تقدير يكون السند مطعونًا فيه في احدى الروايتين .. فلا يكون وهب بن منبة قد قال إحداها ..

يبقى أن أسأل القارئ الكريم .. ما معنى إيراد " نيو مان " لتلك الروايات أصلًا ؟! .. و ما الذي يريد أن يدلل علية ؟!؟!! ..

أترك الإجابة للقارئ ! .. رغم معرفتي المسبقة لها ..


ننتقل الآن إلى فاصل كوميدي طريف .. أكثر طرافة مما سبق ..



أضحك مع المدلس " نيو مان "



نيو مان يدلس و ينقل أقوال مبتورة من كتب العلماء .. مثل " الرازي " و " ابن حزم " ..

أنظروا معي ..


بدأ السيد نيومان يفتري الكذب على علماء الإسلام ..

فبشأن الإمام فخر الدين الرازي أنه لم يصدق حكاية إلقاء الشبه ووضع 6 إشكالات عليها .. فإنة في الحقيقة أن الذي وضع الست إشكالات هم النصارى .. فقام الإمام الرازي بإيرادها والرد عليها .. !!!

فأي تدليس في النقل .. !

وأحيلكم أيها السادة إلى موقع نصراني يورد الست إشكالات التي وضعها النصارى ثم يورد ردود الإمام الرازي عليها ويردها الموقع النصراني مبتورة .. ثم يضع الردود على اعتراضات الإمام الرازي .. إليكم ما أورده الموقع المسيحي بالحرف الواحد ورابطه مذكوره أدناه ..

أجمل الفخر الرازي الإشكالات الناجمة عن نظرية الشبيه في ست نقاط. وهي في الواقع إشكالات بالغة الأهمية تقوم على أساس سليم من المنطق. وعندما حاول أن يرد عليها لم يجد جواباً مفحماً يمكن اللجوء إليه في دحضها سوى عرض بعض الآراء التي لا تسعف على شيء.
ولكي ندرك أهمية هذه الإشكالات التي تولّد في نفس القارئ إحساساً عميقاً بأن الرازي نفسه كان مقتنعاً بها أو يكاد? فإننا سنقتبسها بدقة وأمانة كما أشار إليها المؤلف نفسه? وهي:
الإشكال الأول: إنّا لو جوَّزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة? فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانية فحينئذ أجوّز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان أُلقي شبَهه عليه? وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات. وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد? لاحتمال أنه أُلقي شبهه على غيره? وذلك يُفضي إلى سقوط الشرائع. وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس? فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى. وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية.
الإشكال الثاني: وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه (مع المسيح) في أكثر الأحوال? هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله (إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ). ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر? فكيف لم يكفِ في منع أولئك اليهود عنه? وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى? وإبراء الأكمه والأبرص? فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة (العاهة) والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له?
الإشكال الثالث: إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء? فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره? وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه?
الإشكال الرابع: إنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رُفع بعد ذلك إلى السماء? فالقوم اعتقدوا فيه أنه عيسى مع أنه ما كان عيسى? فهذا كان إلقاءً لهم في الجهل والتلبيس. وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى.
الإشكال الخامس: إن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام? وغلوّهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً ومصلوباً? فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر? والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد? ونبوة عيسى? بل في وجودهما? ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام? وكل ذلك باطل.
الإشكال السادس: أنه بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً? فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع? ولقال: إني لست بعيسى بل إنما أنا غيره? ولبالغ في تعريف هذا المعنى? ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى? فلما لم يوجد شيء من هذا علمنا أن ليس الأمر على ما ذكرتم. فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات.

أما ردود الرازي على هذه الإشكالات أو الاعتراضات فقد وردت مبتورة تفتقر إلى الحجة والبرهان. ولكي نحافظ على موضوعية البحث رأينا أن نقتبس هذه الردود بحرفيتها لتكون في متناول القارئ وحكمه. قال الرازي:
الجواب عن الأول: إن كل من أثبت القادر المختار? سلَّم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً? ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور? فكذا القول فيما ذكرتم.
والجواب عن الثاني: إن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء (أي اضطرار الله إلى إجراء تلك المعجزة)? وذلك غير جائز.
والجواب عن الثالث: فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقى شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء (أي اضطرار الله إلى إجراء تلك المعجزة).
والجواب عن الرابع: إن تلامذة عيسى كانوا حاضرين? وكانوا عالمين بكيفية الواقعة? وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس.
والجواب عن الخامس: إن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم.
والجواب عن السادس: إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى? جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة. وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه. ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد في كل ما أخبر عنه? امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع? والله وليّ الهداية.
كانت هذه هي ردود الشيخ العلامة فخر الدين الرَّازي على قضية هي من أخطر القضايا العقائدية في الحوار بين المسيحية والإسلام. وهي ردود? كما ترى تتسم بالسذاجة? وكأنما أدرك صاحبها مسبقاً تعذر معارضتها أو دحضها فلجأ إلى هذا الأسلوب الملتوي تخلصاً من مجابهة الحقيقة? ولا سيما في عبارته الأخيرة التي كانت سبيله الوحيد للتهرب من الواقع الصارخ? وهي قوله: "ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد في كل ما أخبر عنه..."7.

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 




و قد رفض الزميل " نيو مان " في حوار سابق حول نفس النقطة أن يقدم اعتذارة على هذا التدليس الواضح .. حتى أن أحد زملائة في المنتدى الذي جرى فية هذا الحوار قد تقدم ليزيح الحرج عنة قائلًا ..

" أعترف أننى السبب فى إيقاع السيد نيومان فى هذا المأزق و لكن يعلم الله أن المصدر الذى أوردت منه حديث الرازى لم يورد ردود الرازى عليها لذلك أقدم الاعتذار بالنيابة عن الزميل نيومان و رجاء إعتبار الأمر منتهيا . "


و رغم ذلك لا يستحي " نيو مان " و يذهب إلى منتدى حواري آخر و يقوم بهذا التدليس مرة أخرى !! ..

فلا أقول له إلا كما قال المسيح على حد زعم أناجيلهم ..

مت 23:15 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا .ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم اكثر منكم مضاعفا.

لو 11:42 ولكن ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تعشّرون النعنع والسذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة الله. كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك.

لو 11:52 ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة . ما دخلتم انتم (ما أمنتم بالله بعد أن عرفتم) والداخلون منعتموهم (بتزيين الباطل لهم وصدهم عن سبيل الله).


فتأمل في قول المسيح علية السلام - على حد زعمكم - و اعتبر .. !!

أما عن كلامك عن الإمام " ابن حزم " .. فهو أولًا .. إجتهادة في الآية الكريمة .. و ثانيًا .. لا يفيد اعتقادك أبـدًا أو ما تريد إثباتة من الآية الكريمة .. فإبن حزم قد نفى الصلب أيضًا كما نقلت أنت بنفسك ..


فظاهر الآية و معناها ينفي تمامًا أن يكون المسيح قد صلب و كذلك فجميع علماء المسلمين قد أجمعوا على أن المسيح لم يقتل و لم يصلب أصلًا ..

فما الذي ترجوا أن توضحة بالضبط يا سيد " نيو مان " .. ؟؟!!
 
قديم 12/12/2005   #21
شب و شيخ الشباب عبد الرحمن الرحيم
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عبد الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الرحيم is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
مشاركات:
1,221

افتراضي


البقية غدا باذن الله تعالى
 
قديم 13/12/2005   #22
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لا ينفي القرآن أن بعض الأنبياء قد يكونون عرضة للقتل أحياناً. وقد أشار إلى ذلك في مواضع مختلفة من السُّور نذكر منها الآيات التالية:
"أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ" (سورة البقرة 2: 87).
"وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ" (سورة آل عمران 3: 181).
"الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (سورة آل عمران 3: 183).
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ" (سورة النساء 4: 155).
وبناء عليه فإن القتل لا يمتنع عن الأنبياء إن كانت تلك هي مشيئة الله. ومن حيث أن الإنجيل المقدس يصرح أن المسيح قد جاء باختياره الشخصي ليفتدي البشرية، وإطاعة لرغبة الآب السماوي فلماذا لا تنطبق هذه القاعدة عينها عليه؟
ولكن القرآن يضيف إشارات أخرى تلمح إلى موت المسيح، وحتى إلى صلبه. أما هذه الآيات فهي:
"إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" (سورة آل عمران 3: 55).
"وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ" (سورة المائدة 5: 117).
وقال عيسى في معرض كلامه عن نفسه:
"وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً" (سورة مريم 19: 33).
وهي نفس العبارة التي رددها عن يحيى (يوحنا المعمدان):
"وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً" (سورة مريم 19: 15).
وهناك آيتان أخريان تسعفان على إيضاح ما غمض من الآيات السابقة وهما:
"مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ..." (سورة المائدة 5: 75).
"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ..." (سورة آل عمران 3: 144).
لقد تناول مفسرو القرآن هذه الآيات وأوَّلوها تأويلاً إقحاميّاً يبعث على التّساؤل لما في هذا التّأويل من تشويه للحقيقة، ومخالفة واضحة لاعتبارات اللغة العربية كما فهمها القدامى. وأود هنا أن أعرض لهذه الآيات وأعالج لفظة "الوفاة" كما وردت فيها.

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
 
قديم 13/12/2005   #23
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


أ) رأي مفسري المسلمين:
انقسم علماء المسلمين في تفسير لفظة "متوفيك" إلى فريقين. واستطاع الرازي أن يجمع مختلف الآراء في سياق تأويله لآية : "إني متوفيك...". والواقع أن الرازي امتنع أن يقدم رأياً شخصياً في الموضوع، ونزع إلى استعراض تعليلات الآخرين من غير أن يلتزم بموقف ما. وفي رأيي أن الموقف الذي اتخذه الرازي، على ما فيه من تهرُّب، كان أسلم له في مجتمع لا يجيز لأحد كبار علمائه أن يخرج على إجماع المسلمين في قضية خطيرة مثل هذه. من هنا عمد، كما يبدو إلى الجمع تاركاً للقارئ المسلم حرية اختيار الرأي الذي ينسجم مع خلفيته الدينية.
أما الآراء أو الوجوه التي عرضها الرازي في تأويل لفظة متوفيك فهي:
(1) متمم عمرك: أي أتوفاك فلا أترك أعداءك اليهود يقتلونك.
(2) مميتك: وهو قول مروي عن ابن العباس ترجمان القرآن ومحمد بن اسحق، وقالوا: والمقصود أن لا يصل أعداؤه اليهود إلى قتله. ثم إنه بعد ذلك أكرمه بأن رفعه إلى السماء، ثم اختلفوا على ثلاثة أوجه (أحدها) قال وهب: توفي ثلاث ساعات ثم رفع. و(ثانيها) قال محمد بن اسحق تُوفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه. و(ثالثها) قال الربيع بن أنس إنه تعالى توفاه حين رفعه إلى السماء، قال الله: "اللهُ يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا".
(3) الواو تفيد الترتيب: من حيث أن عيسى هو حي فمعنى ذلك أنه رفعه أولاً، ثم سينزل ويقتل الدجال وبعد ذلك يتوفاه الله.
(4) التأويل المجازي: وهو ما نادى به أبو بكر الواسطي (إني متوفيك) عن شهواتك وحظوظ نفسك. ثم قال (ورافعك إليّ) لأنه لم يصر فانياً عما سوى الله لا يكون له الوصول إلى مقام معرفة الله. وأيضاً فعيسى لما رُفع إلى السماء صار حاله كحال الملائكة في زوال الشهوة، والغضب والأخلاق الذميمة.
من الجلي أن هذا التأويل الصوفي مخالف لمبدأ عصمة الأنبياء وسمو أخلاقهم. نرى هنا أيضاً تأثير الأبيونية التي ادّعت أن المسيح في صعوده قد صار رئيس الملائكة.
(5) الرفع الكامل: أي رفع عيسى ابن مريم بتمامه بروحه وجسده وليس بروحه فقط كما قد يظن البعض. و يدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى: "وَمُا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ" (سورة النساء 4: 113).
(6) أجعلك كالمتوفَّى: فرفع عيسى إلى السماء، وزوال كل أثر مادي له في الأرض، وانقطاع أخباره كان كمن توفّى. "وإطلاق اسم شيء على ما يشابهه في أكثر خواصه وصفاته جائز حسن".
(7) القبض: ومعناه الإيفاء أو الاستيفاء، كاستيفاء المرء ما له من مال "وعلى كلا الاحتمالين كان إخراجه من الأرض وإصعاده إلى السماء توفياً له".
( استيفاء العمل: أي أن الله قد "بشره بقبول طاعته وأعماله وعرفه ما يصل إليه من المتاعب والمشاق، في تمشية دينه وإظهار شريعته من الأعداء وهو لا يضيع أجره ولا يهدم ثوابه".
(9) ويضيف الرازي: فهذه جملة الوجوه المذكورة على قول من يجري الآية على ظاهرها.
 
قديم 13/12/2005   #24
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ويعلق الرازي على الذين يقولون أنه "لا بد في الآية من تقديم وتأخير من غير أن يحتاج فيها إلى تقديم أو تأخير، وقالوا إن قوله (ورافعك إليّ) يقتضي أنه رفعه حياً، والواو لا تقتضي الترتيب، فلم يبق إلا أن يقول فيها تقديم وتأخير. والمعنى إني رافعك ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا، ومثله من التقديم والتأخير كثير في القرآن" بقوله:
واعلم أن الوجوه الكثيرة التي قدمناها تغني عن التزام مخالفة الظاهر، والله أعلم[1] .
أما الآيتان الواردتان في سورة مريم في السلام على يحيى وعلى عيسى في مولدهما وموتهما ومبعثهما، فقد مر بهما المفسرون مرور الكرام، ولا سيما لفظة "أموت" وإن كان الشائع بينهم أنها تشير إلى موت عيسى بعد رجوعه في آخر الزمان للقضاء على الأعور الدجال.
ولم يخرج موقف الطبري، وابن كثير، والزمخشري، والبيضاوي، والجلالين عما قاله الرازي، بل كانوا جميعاً عالة بعضهم على بعض، يعتمد الآخرون ما ادعاه الأولون إلا فيما ندر من آراء وتأويلات جديدة[2] .
ماذا نستخلص من عرض الرازي لآراء المفسرين لكلمة متوفيك؟
أولاً: من الواضح أن الرازي كان جمَّاعاً للآراء ولم يكن متفاعلاً معها. ويخالج القارئ إحساس عميق بأن هذا العالم لم يكن مقتنعاً بتأويلات المفسرين، كما كان يتعذر عليه أن يأتي بتأويل جديد مخالف للإجماع العام.
ثانياً: إن آراء المفسرين وتأويلاتهم المتعارضة تثير الارتباك والحيرة في نفوس الساعين وراء الحقيقة، إذ يعسر عليهم أن يستقروا على رأي أو عقيدة. فهؤلاء المفسرون والرواة يحتلون مكانة مرموقة في تاريخ الإسلام ويأخذ عنهم الباحثون والدارسون. لهذا، يجد المسلم الموضوعي نفسه في حيرة أمام هذه التأويلات المتناقضة التي تزيده ارتباكاً وتشل مداركه. وقد يتساءل: ما هو التأويل الصحيح؟ لماذا اختلف المسلمون في تفسير هذه اللفظة؟ أيُّ شرح يمكننا أن نعتمده في فهم هذه الآية؟ إن من مظاهر هذا الضياع ما نراه من ترديد لعبارة "والله أعلم" التي ختم بها الرازي عرضه لآراء المفسرين. وهي إن دلت على شيء إنما تدل على عدم الشعور باليقين.
ثالثاً: إن سبب الإشكال الرئيسي في تأويل لفظة "متوفيك" في الآيات المتعلقة بموت المسيح يُعزى في أساسه إلى موقف العلماء المسلمين المكابر وتهرُّبهم من تفسير هذه اللفظة بما تحمله من معنى حقيقي وهو الموت. إذ أن إجماع أكثرية المسلمين على هذا المعنى يقتضي منهم أن يتفحصوا بجدية، وعلى ضوء جديد، قضية الصليب وهو أمر يرفضه المسلمون كل الرفض.
 
قديم 13/12/2005   #25
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


(ب) التأويل الطبيعي
لكي نتخلّص من كل الإشكالات التي لا داعي لها، والتي خلقها العلماء المسلمون لدى تأويلهم لفظة متوفِّيك، من غير أن نلجأ لأساليب السفسطة التي لا طائل منها. علينا أن ندرس معاني هذه اللفظة كما جاءت في القرآن.
لقد وردت لفظة "متوفيك" ومشتقاتها خمساً وعشرين مرة في القرآن وكلها بمعنى الموت وقبض الروح، باستثناء موضعين فقط حيث دلت القرينة فيهما أن الوفاة هنا تحمل مجازاً معنى النوم. وهذان الموضعان هما أولاً: "وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ" (سورة الأنعام 6: 60). وثانياً: "اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا" (سورة الزمر 39: 42). (راجع الآيات التالية: البقرة 2: 234 و240، آل عمران 3: 55، النساء 4: 50، المائدة 5: 117، الأنعام 6: 61، الأعراف 7: 37 و125، الأنفال 8: 50، يونس 10: 46 و104، يوسف 12: 101، الرعد 13: 40، النحل 16: 28 و32 و70، الحج 22: 5، السجدة 32: 11، غافر 40: 67 و77، محمد 47: 27). ولكن عندما نتأمل في الآيتين المتعلّقتين بموت المسيح لا نجد أية قرينة يمكن أن تنمَّ عن أي معنى مجازي في لفظة متوفيك. هي لفظة صريحة تحمل في ذاتها معنى الموت، بغض النظر إن كان هذا الموت صلباً أو موتاً طبيعياً. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يمكننا أن نستقرئ من دراستنا لآية: "فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ" (سورة المائدة 5: 117) أن الرقابة على أتباع المسيح قد أصبحت في عهدة الله. وهذا إن دلَّ على شيء إنمايدل على أن المسيح قد مات ولم يعد له من سلطان على أتباعه طبقاً للنص القرآني. فمن وجهة نظر إسلامية إن كان المسيح لم يمت حقاً بل رُفع فإنه بحكم بقائه حياً ورفعه روحاً وجسداً، يظل قادراً على الرقابة والشهادة عليهم أو لهم. ولكن طبقاً للآية المذكورة أعلاه فإن المسيح قال: "وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ" (سورة المائدة 5: 117) يشير بطريقة غير مباشرة إلى موته، وكأنما يقول: "أما الآن بعد أن أمتَّني أو توفّيتني لم يعد لي عليهم رقابة، وكل شيء منوط بك لأنك أنت وحدك الحي القيوم". ويمكن تطبيق القاعدة عينها على قوله: "وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً" (سورة مريم 19: 31)، فمن حيث أن المسيح ما برح حياً بلحمه ودمه في السماء إذ رُفع كما هو، فهل ما زال يزكّي هناك، كفرض عليه، لأنه مأمور أن يفعل ذلك ما دام حياً؟[3]

 
قديم 13/12/2005   #26
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وقد جاء الحديث الصحيح يشهد في أكثر من مكان واحد لهذه الحقيقة، فنقرأ في صحيح البخاري ج 1، رقم 3263 ما نصه:
"حدّثنا محمد بن سيرين... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: تحشرون حفاة، عراة، غرلاً، ثم قرأ: "كما بدأنا أول خلق نُعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين". فأول ما يكسى إبراهيم، ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال. فأقول: أصحابي. فيقال: إنهم ما زالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم: "وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"[4] .
لقد اقتبس محمد نفس العبارة القرآنية التي ترددت على لسان المسيح في سورة المائدة 5: 117، ونحن نعلم أن محمداً قد مات ولم يدَّع أحد من المسلمين أنه قد رُفع. لهذا فحين استخدم محمد الآية القرآنية أعلاه فإنه أشار بلفظة "توفيتني" إلى موته وليس إلى رفعه، ولا يجوز في هذه الحال أيضاً أن نتلاعب في تفسير هذه المصطلحات على حساب الحقيقة ولا سيما حين ينتفي وجود القرينة. فهذه اللفظة إذاً بمعناها الطبيعي أي الموت تنطبق على عيسى كما تنطبق على محمد. أما الفارق بين الاثنين في حدود حادثة الموت أن المسيح قام من بين الأموات في اليوم الثالث، وسيأتي ثانية لا ليموت - لأنه قد مات وقام - بل ليدين الأحياء والأموات حسب ما جاء في الإنجيل المقدس المعصوم، بينما محمد قد مات ولن يقوم إلا في يوم الدين.
بالإضافة إلى النصوص القرآنية التي وردت فيها لفظة الوفاة بمعناها العام المتداول بين العرب القدامى، فإننا نرى أن الأحاديث النبوية المتفق عليها تستخدم نفس هذا الاصطلاح بمعنى الموت. فقد جاء عن أنس أنه قال:
"قال رسول الله... لا يتمنّين أحدكم الموت لضرٍّ أصابه، فإن كان لا بدّ فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي"[5] .
وكذلك ورد في حديث آخر:
"عن ابن عباس... أن علي بن أبي طالب... خرج من عند رسول الله... في وجعه الأخير الذي توفي فيه..."[6] .
ونعثر في القرآن على ثلاث آيات يخاطب فيها الله محمداً بقوله لنتوفينَّك بمعنى لنميتنَّك. وقد وردت هذه اللفظة في سورة يونس 10: 46، وسورة الرعد 13: 40، وسورة غافر 40: 77. وبمقارنة هذه اللفظة مع متوفيك وتوفيتني في النصين المتعلقين بموت المسيح لا نجد بينهما أي فارق لغوي أو معنوي. ولدى مراجعة بعض كتب التفاسير الإسلامية المرموقة في معنى لنتوفينَّك لم أجد مفسراً واحداً يتوقف عندها ليدقق في مضمونها، لأن هؤلاء المفسرين قد اعتمدوا المعنى الطبيعي لهذه اللفظة وهو الموت. لهذا لم يجهدوا أنفسهم في تفسيرها كما جهدوا في تفسير النصين المختلف عليهما بشأن موت المسيح، لأن تفسير الآيات المختصة بموت محمد لا تشكل لهم حرجاً، بينما الإقرار بموت المسيح يخلق لهم مشكلات لا حصر لها، أهمها تعليل كيفية موته. وفي هذه الحالة لن يتوافر لهم أي مصدر يرجعون إليه سوى الإنجيل والوثائق التاريخية يستفتونها، وهي جميعها تؤيد بشواهدها المختلفة موت المسيح صلباً. فإن أخذوا بهذه الشواهد فإنهم ينقضون في لحظات كل ما اعتمدوه من منطق في الدفاع عن الإسلام ومهاجمة المسيحية. وهذا أمر لا يجرؤ مسلم على الإقدام عليه.
إن مثل هذه المواقف في تفسير الآيات القرآنية تُفقد الباحث الثقة في شروحات العلماء لما فيها من تناقض وسفسطة كلامية وبلبلة فكرية.
 
قديم 13/12/2005   #27
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


إذا فالمعنى المألوف لاصطلاح الوفاة في أغلبية النصوص القرآنية والأحاديث، إلا ما اقتضت به القرينة، هو الموت. ولا جدوى من السفسطة الكلامية التي من شأنها أن تولد بلبلة في عقول الناس وتنأى بهم عن الحقيقة. والواقع لو كان المقصود من لفظة "متوفيك" هو إنهاء مدة إقامة المسيح على الأرض برفعه لما كان هناك حاجة إلى القول "إني متوفيك" إذ يمكن أن ترد العبارة، بكل بساطة "إني رافعك إليّ" من غير متوفيك.
ولكن قد يتساءل البعض ويقول:كيف يمكن أن توفق بين ما ذكرته آنفاً وبين الآية الواردة في سورة النساء 4: 157:
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَاً".
لكي نجيب عن هذا السؤال لا بد أن نلقي بعض الأضواء على طائفة من الحقائق التي من شأنها أن تبدد بعض ما يكتنف هذه الآية من غموض ما برح مفسرو المسلمين يتخبطون في متاهاته. وأهم هذه الحقائق هي:
إن الآية تقول: "َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ..." وكل ذلك لا ينفي إطلاقاً موته ولو موتاً طبيعياً. قد تنفي موته قتلاً أو صلباً إن أخذناها على ظاهر النص. ولكنها لا تستبعد الموت الطبيعي. وأرى أن هذا الاعتبار يتفق تمام الاتفاق مع ما ألمحنا إليه سابقاً بما يختص بلفظة متوفيك، ولا سيما إذا تحررنا من سفسطات المفسرين الذين رأوا في وقوع الموت على عيسى تهديداً لكل ما أشاعوه من تفسيرات تهرباً من تاريخية موت المسيح. فموت المسيح معناه تفنيد الادعاء بموت مستقبلي عند رجوعه في آخر الزمان وبالتالي تثبت الآيات القرآنية صحة دعوى المسيحيين عن موت المسيح ، وهذا أمر يأباه المسلمون. ثم إن كان المسيح قد مات حقاً فلا يجوز حكماً أن يموت ثانية، لأن موت المسيح كان من أجل فداء الإنسان، وقد دفع الثمن غالياً مرة وإلى الأبد. وفي هذه الحالة لم يكن موت المسيح كموت أي إنسان عادي لارتباطه الوثيق بخلاص الجنس البشري وفقاً للخطة الإلهية المباركة.
ورد في رسائل إخوان الصفاء - وهي حركة دينية سياسية علمية ظهرت في العصر العباسي - ما نصه:
ولما أراد الله تعالى أن يتوفاه (المسيح) ويرفعه إليه، اجتمع معه حواريوه في بيت المقدس، في غرفة واحدة مع أصحابه وقال: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم. وأنا أوصيكم بوصية قبل مفارقة لاهوتي. وآخذ عليكم عهداً وميثاقاً. فمن قبل وصيتي وأوفى بعهدي كان معي غداً ومن لم يقبل وصيتي فلست منه في شيء ولا هو مني في شيء.
... وخرج من الغد وظهر للناس، وجعل يدعوهم ويذكرهم ويعظهم، حتى أُخذ وحمل إلى ملك بني إسرائيل، فأمر بصلبه. فصُلب ناسوته، وسُمِّرت يداه على خشبتي الصليب، وبقي مصلوباً من صحوة النهار إلى العصر. وطلب الماء فسقي الخل، وطُعن بالحربة، ثم دُفن مكان الخشبة. ووُكِّل بالقبر أربعون نفراً. وهذا كله بحضرة أصحابه وحوارييه[7] .
هذا الشاهد وإن ورد في وثيقة متأخرة قليلاً عن عصر محمد فإنه ينطوي على حقيقة هامة، وهي أن بعضاً من المفكرين المسلمين في ذلك العهد قد فهموا النصوص القرآنية فهماً مخالفاً للتأويلات الإسلامية التقليدية، واستطاعوا بتجرد موضوعي أن يتحرروا من طغيان المفسرين المشوّه.
ونجد في عبارة "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَاً" المبتورة تأكيداً غير مباشر على موت المسيح قتلاً أو صلباً، لأنها تتبع حكماً ما سبق من قوله: "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ". فما هو مصدر هذا اليقين؟ لقد أثبتنا بالأدلة المفحمة أن المسيح قد مات مصلوباً، ولكن عملية الصلب هذه كانت المرحلة الأولى في درب الفداء. أما المرحلة الثانية فقد تكللت بالقيامة، أي إن مصدر اليقين هو القيامة التي أحبطت مؤامرات أعداء المسيح، فكان المسيح في قيامته وكأنه لم يُصلب أو يُقتل لأنه خرج من المعركة حياً ظافراً.
 
قديم 13/12/2005   #28
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


أما النفي هنا فليس نفياً للقتل أو الصلب، إنما هو نفي تحقيق هدف أعداء المسيح من صلبه. لقد ظنوا أنهم قد تخلصوا منه إلى الأبد، وإذا بالمسيحية تزدهر وتنمو حتى في الحقبةالتي عاش فيها أبطال المؤامرة. إن سهمهم قد ارتد عليهم فأصاب منهم مقتلاً.
أما عبارة "شُبّهَ لَهُم" فلها، في نظري دلالات خطيرة تقتضي أن نتوقف عندها ونتأملها بموضوعية إذا أردنا حقاً أن ندرك مراميها في إطار عصرها الفكري والديني. ويدعونا المنطق السليم أن نعالج هذه القضية على مستويين هما: المستوى القرآني والمستوى التفسيري.
عندما وردت هذه الآية كان الغرض منها،كما يبدو، الكشف عن مؤامرة اليهود وإظهار عجزهم أمام الإرادة الإلهية التي شاءت غير ما شاءوا. ودليلنا على ذلك نص قرآني آخر في سورة آل عمران 3: 54 جاء فيه "وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" في سياق الحديث عن اليهود ومواقفهم من المسيح. وقد وقعت هذه الآية مباشرة قبل قوله: "إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ..." (سورة آل عمران 3: 55) فجاءت "إذ" هنا أداة صلة بين آيتين تنطويان على صراع غير متكافئ بين إرادة الله وإرادة أعداء المسيح، أي أعداء الله. يقول الأستاذ حداد في كتابه القيّم "القرآن والمسيحية":
فصراحة النص وقرائنه تجعله شهادة رسمية لسلطة مسيحية بأن اليهود مكروا بالمسيح فقتلوه وصلبوه فكان مكر الله بهم خيراً من مكرهم، إذ بعث عيسى حياً بعد قتله وصلبه (ص 45).
لقد مكر اليهود وخططوا لإهلاك المسيح، ونجحت خطتهم إلى حين. ولكن مكر الله كان خيراً من مكرهم إذ قام المسيح حياً في اليوم الثالث، ثم بعد أربعين يوماً ارتفع إلى السماء. إذاً لم يكن مكر الله باليهود برفعه وإنقاذه من أيديهم، لأن مثل هذا التأويل يتناقض مع الحقائق التاريخية المختلفة والحجج المنطقية والبينات القرآنية التي استقينا منها أدلتنا، إنما كان ببعثه حياً. هكذا مكر الله بهم وأحبط خطتهم بعد أن ظنوا - وهذا هو المعنى الحقيقي لشُبِّه لهم - أنهم بقتل المسيح وصلبه قد تخلصوا منه نهائياً. لم تكن قيامة المسيح انتصاراً على خطة اليهود فقط بل كانت انتصاراً على الموت أيضاً.
ويشير أبو موسى الحريري في كتابه "قس ونبي" إلى عقائد بعض الفرق الأبيونية الهرطوقية التي ادعت:
أن المسيح يتحول برضاه من صورة إلى صورة، فقد ألقى في صلبه شبهه على سمعان، وصُلب سمعان بدلاً عنه، فيما هو ارتفع إلىالسماء حياً إلى الذي أرسله، ماكراً بجميع الذين مكروا للقبض عليه. لأنه كان غير منظور للجميع (ص 129).
وهكذا يتبين لنا أن قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث حسب ما أشار هو به عن نفسه ووفقاً لما جاء في النبوّات كانت الإحباط الحقيقي لمؤامرات اليهود وخططهم.
غير أن عبارة "شُبِّه لهم" بمعنى ظنّوا أو خيِّل إليهم، تحولت عند المفسرين المسلمين إلى "شُبِّه له" وركزوا أشد التركيز على شخصية الشبيه. وهنا الفارق الكبير بين النص القرآني وتأويلات المفسرين. ولم يجد المفسرون المسلمون مصدراً يستلهمون منه تأويلاتهم التي تتفق مع عقيدتهم بشأن المسيح وصلبه إلا ما وصل إليهم من مفاهيم هراطقة الدوكيتيين والأبيونيين والغنوسيين كما رواها لهم أصحابها ممن أسلموا أو مما سمعوه من مفكريهم مباشرة، لأنه لم يكن لديهم أي شاهد تاريخي أو أثري أو ديني سواهم يعتمدون عليه في تأويل هذه الآيات. ولسنا ندَّعي هذا اعتباطاً فلدينا من المصادر الإسلامية ما يغنينا عن أي استقراء.
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك ما رواه وهب بن منبه (646-733 م) الذي اشتهر بمعرفته أخبار أهل الكتاب وعدُّ من التابعين. ولكن يبدو أن معارفه لم تتعدَّ أخبار مؤلفات الفرق الهرطوقية المسيحية، والكتب الأبوكريفية والتلمود، وأن معارفه في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كانت معرفة سطحية. فقد اعتمد في رواياته على أخبار هذه الفرق التي هي مزيج من النص الكتابي وتأويلات مفسريهم الغنوسيين والدوكيتيين والأبيونيين. هذا الراوية أخذ عنه مؤرخو العرب كثيراً "من أحاديث الأنبياء والعباد وأحاديث بني إسرائيل". ومن جملة ما نقل عنه الثعلبي قصة الظلمة التي أحاقت بالأرض عند صلب المسيح قال وهب:
فأخذوه واستوثقوا منه، وربطوه بالحبل، وجعلوا يقودونه ويقولون: أنت كنت تحيي الموتى، وتبرئ الأكمه والأبرص أفلا تفك نفسك من هذا الحبل؟ ويبصقون عليه، ويلقون الشوك عليه. ثم إنهم نصبوا له خشبة ليصلبوه عليها، فلما أتوا به إلى الخشبة أظلمت الأرض وأرسل الله الملائكة فحالوا بينهم وبين عيسى وألقي شبه عيسى على الذي دلهم عليه واسمه يهوذا فصلبوه مكانه وهم يظنون أنه عيسى، وتوفَّى الله عيسى ثلاث ساعات ثم رفعه إلى السماء، فذلك قوله تعالى: "إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا..." . فلما صُلب الذي هو شبه عيسى جاءت مريم أم عيسى وامرأة كان عيسى دعا لها وأبرأها من الجنون تبكيان عند المصلوب، فأتاهما عيسى وقال: على من تبكيان؟ فقالتا: عليك. فقال: إن الله تعالى رفعني فلم يصبني إلا خير وإن هذا الشخص شُبّه لهم8 .
 
قديم 13/12/2005   #29
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وفي صفحة 360 نجد مقتطفات بتصرف من خطاب المسيح إلى حواريّيه في الليلة التي أسلم فيها.
وكان وهب هذا يقول: "لقد رأيت إثنين وتسعين كتاباً كلها من السماء: إثنان وسبعون منها في الكنائس وفي أيدي الناس، وعشرون لا يعلمها إلا القليل"9 . لا شك أن الإثنين وسبعين كتاباً التي أشار إليها وهب هي أسفار العهدين القديم والجديد الستة والستون كما نعرفها اليوم. بالإضافة إلى كتب الأبوكريفا التي اعتمدتها بعض الطوائف. أما العشرون كتاباً الآخرون فهي بلا ريب كتب غنوسية اقتصر شيوعها بين الفرق الغنوسية والأبيونية وأصحاب البدع. أما كونها كلها من السماء فهذا أمر فيه نظر لأن وهب كما يبدو، كان لا يميّز بين ما هو موحى به من الحق الإلهي والمؤلفات الهرطوقية.
وأورد الطبري في تفسيره على لسان وهب قصَّة مماثلة مع اختلاف يسير في النص إذ ادّعى أن عيسى بقي هناك سبع ساعات قبل مجيء أمه ورفيقتها.
ويقول ابن الأثير في تاريخه الكامل: ورفع الله المسيح إليه بعد أن توفاه ثلاث ساعات، وقيل سبع ساعات، ثم أحياه ورفعه ثم قال له: انزل إلى مريم، فإنه لم يبك عليك أحد بكاءها ولم يحزن أحد حزنها. نزل عليها بعد سبعة أيام، فاشتعل الجبل حين هبط نوراً، وهي عند المصلوب تبكي ومعها امرأة كان أبرأها من الجنون. فقال: ما شأنكما تبكيان؟ قالتا: عليك! قال: إن الله رفعني إليه ولم يصبني إلا خير، وإن هذا شبه لهم، وأمرها فجمعت له الحواريين فبعثهم في الأرض رسلاً عن الله وأمرهم أن يبلغوا عنه ما أمره الله به. ثم رفعه الله إليه وكساه الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب. وطار مع الملائكة فهو معهم فصار إنسياً ملكياً، سماوياً، أرضياً10 .
فعلى الرغم مما في هذه القصة من تخليط وتشويه، فإنها تكشف بصورة قاطعة عن مدى تأثر الرواة المسلمين بالمذهب الأبيوني، ولا سيما بما يتعلق بحالة المسيح بعد موته وطبيعته التي صار عليها بعد صعوده. والغريب في الأمر هو تقبل الرواة المسلمين وجود طبيعتين للمسيح. إنسية - ملكية أو سماوية - أرضية، ومع ذلك يستنكرون قول المسيحيين بلاهوت المسيح وناسوته.
ولكن مما يدعو حقاً إلى الدهشة أننا لا نعثر على أي حديث نبوي صحيح يؤكد فيه على موضوع الشبيه إيضاحاً لما جاء في النص القرآني، علماً أن مشكلة الصليب هي من أبرز نقاط الخلاف بين المسيحية والإسلام. فكل ما تواتر إلينا من أخبار هي من مزاعم المفسرين والرواة الذين أولعوا بالغريب والمثير التي لو أمكن تحري مصادرها كلها لوجدنا أصولها في أساطير الأولين، والمؤلفات التي كانت شائعة في العصر. ولعل خير ما جاء في هذا الصدد كتاب "مصادر الإسلام" لمؤلفه "سنكلير تسدل" الذي استطاع أن يتتبع معظم قصص المفسرين والرواة المتعلقة بالأخبار الكتابية إلى مظانّها الأولية. فلماذا أغفل الحديث النبوي تفسير هذه الآيات المبهمة؟ مع العلم أن كتب السير والأحاديث قد أوردت لنا مجموعة كبيرة من التفاسير والشروحات لآيات أكثر وضوحاً ألقاها محمد على أصحابه.
 
قديم 13/12/2005   #30
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


فماذا نستخلص من هذه البيّنات؟
أولاً: إن تأثير هرطقات الفِرق الدينية المسيحية التي كانت مزدهرة في عصر ظهور الإسلام كان عميقاً على مواقف المفسرين الذين تلقوا أخبارهم بما يختص بالعقائد اليهودية والمسيحية من رواة أو علماء اقتصرت معارفهم على علوم تلك الفرق وبدعهم. ومن الجلي أن وهب هذا كان مطلعاً على مبادئ الدوكيتيين والأبيونيين والغنوسيين.
ثانياً
: إن بعض هؤلاء الرواة كانوا قد أسلموا كمثل وهب بن منبه، فحملوا معهم بذور عقائدهم الأولى وحاولوا أن يوفقوا بينها وبين تعاليم الإسلام. والواقع أن ما رواه وهب كان أقرب شيء إلى معتقدات المسيحيين. ولعله سعى من وراء ذلك أن يقوم بعملية توفيقية واعية مقصودة للتقريب بين وجهتي نظر متباينتين11 .
ثالثاً: نجد في رواية وهب دليلاً تاريخياً على صحة ما نقله إلينا الإنجيل من قصة الظلمة مما يخالف ما جاء عن حادث الرفع المباشر الذي ورد ذكره في القرآن. وأرى لزاماً عليّ أن أشير هنا إلى حديث نبوي متفق عليه جاء فيه:
وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كأني أنظر إلى رسول الله... يحكي نبياً من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه، يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"12 .
فمن هو النبي الذي ردد هذه الكلمات؟ وفي أي مناسبة؟ إن الباحث في الكتاب المقدس بأكمله لا يعثر على مثل هذا النبي في العهد القديم، وإنما يجد تقريراً ضافياً عما تعرض له المسيح من إهانة وآلام ثم تعليق على خشبة الصليب، وهناك في لحظاته الأخيرة قال:
"يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا 23: 34).
هذا هو النص الكامل لدعاء المسيح على الصليب في لحظة هي من أشد لحظات الألم التي يتعذر على العقل البشري أن يتصورها. والحق يُقال أن ما أورده الحديث هو دليل آخر وإن كان غير مباشر، على صدق الكتاب المقدس. وهذا الحديث بالذات يتنافى مع ادعاء الرفع المباشر الذي يخلو كلياً من أي ذكر لآلام المسيح، إن في القرآن أو في تأويلات المفسرين.
أما الآيتان 15 و33 الواردتان في سورة مريم في السلام على يحيى وعيسى في يوم مولدهما وموتهما وبعثهما فهما، في رأيي برهان آخر على موت المسيح لسببين أساسيين هما:
أولاً: إن جميع المفسرين المسلمين يُجمعون علىأن يحيى قد مات وأن آية "وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً" التي قيلت فيه مماثلة في صياغتها اللغوية للآية التي نطق بها عيسى عن نفسه: "سَلاَمٌ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً" (سورة مريم 19: 15 و33). فلماذا إذاً لا يطبق المفسرون المسلمون على عيسى نفس التأويل الذي طبقوه على يحيى؟ لماذا يتلاعبون بتفسير الآيتين وفقاً للأهواء والنوايا المغرضة؟ لماذا يقولون في شرح الآية الأولى إنها تشير حقاً إلى موت يحيى ويزعمون أن لفظة "أموت" في الآية الثانية تعني الموت المستقبلي في آخر الزمان؟
 
قديم 13/12/2005   #31
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ثانياً: إن الوثائق التاريخية، والبينات القرآنية، والقرائن المنطقية التي اعتمدناها واستقرأناها من بطون الكتب، والمراجع الموثوق بها، تثبت أن لفظة "أموت" الواردة في الآية أعلاه كانت تلمح إلى موت المسيح القريب وليس إلى ما سيحدث في آخر الزمان. أضف إلى ذلك أن ابن عباس المعروف بترجمان القرآن وسواه من المفسرين الذين كانوا أقرب منا إلى اللغة قد فهموا أن الإشارات المختلفة المبثوثة بين آيات القرآن عن وفاة المسيح توعز إلى موته القريب بغض النظر إن كانت الوفاة ثلاث ساعات أو سبع ساعات.
قال الدكتور محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق:
إن عبارة توفَّيتني... تحمل في ذاتها معنى الموت العادي. وليس هناك من سبيل لتأويل "الموت" بأنه سيقع بعد رجوع (المسيح) من السماء، على فرض أنه الآن حي في السماء، لأن الآية تحدد بكل وضوح علاقة عيسى بقومه في زمانه وليس بعلاقته بأهل زمان رجوعه... فإن كل ما تعنيه الآيات التي تشير إلى هذا الموضوع هو أن الله قد وعد المسيح أنه سيتمم له حياته وأنه سيرفعه إليه13 .
وفي هذا الصدد يقول
G. Parrinder "إن قواعد الآية 33 القرآنية من سورة مريم لا تتضمن المعنى المستقبلي الذي يوحي بالموت بعد المجيء الثاني. إن المعنى البسيط، كما يبدو، هو الموت الجسدي في نهاية حياته الإنسانية الأرضية يومئذ"14 .
وينبر أحد الكتاب المحدثين على أن الله يخاطب في سورة آل عمران 3: 55 المسيح بما معناه "حقاً أنا الذي أدعوك للموت" أو "إنه أنا الذي أميتك"15 .
ويشير
Neal Robinson في كتابه Christ in Islam and Christianity إلى أن:
الثلاث آيات المتعلقة بمحمد والآيتين المتعلقتين بالمسيح (وهي الآيات التي وردت فيها ألفاظ: متوفيك وتوفيتني ولنتوفينَّك) هي وحدها الآيات التي ورد فيها الفعل مبنياً للمعلوم والله هو الفاعل، وأحد أنبيائه هو المفعول به، وأكثر من هذا فإن في هاتين المجموعتين من الآيات تأكيداً متماثلاً على أن الله هو الشهيد على أعمال الناس وأن الناس إليه يرجعون في يوم الدين16 .
 
قديم 13/12/2005   #32
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


والسؤال المطروح أمامنا هو: شُبِّه لمن؟
لا شك أن المقصود في النص القرآني بكلمة "لهم" هم اليهود والرومان الذين أقدموا على صلب المسيح. ولكن ماذا عن حواريي المسيح وأمه وأتباعه؟ فهل شُبه لهم أيضاً؟ إن القرآن يسكت عن ذكرهم إذ من الجلي أنهم لم يكونوا من الذين "شُبِّه لهم". بمعنى آخر إن الحواريين الذين كانوا موجودين هناك لم يقعوا في فخ "شُبِّه لهم" بل أدركوا أن المصلوب هو المسيح بالذات وليس سواه. ولعل أكبر دليل على ذلك أن الحواريين ورسائلهم المكتوبة بوحي من الروح القدس، محورها صلب المسيح وقيامته. هذا مع العلم أنه لم يوجد أي دليل وثائقي أو تاريخي يمكن الاعتماد عليه يثبت أن اليهود والرومان كانوا في شك من حقيقة المصلوب. فيهوذا قد انتحر وعثروا على جثته ودفنوها في حقل الفخاري، والظلمة خيمت بعد أن استودع المسيح روحه على الصليب بين يدي الآب السماوي وليس قبل أن يُصلب كما يزعم بعض الرواة المسلمين، ومريم أم المسيح وبعض حوارييه وأتباعه كانوا حاضرين عند صلبه، وجثمان المسيح طُيِّب وكُفِّن بأيدي مَن يعرفونه حق المعرفة، وكذلك الجنود الرومان الذين أشرفوا على صلب المسيح، واقتسموا ثيابه، وطعنوه بالحربة. هؤلاء لم تخالجهم أية ريبة في حقيقة المصلوب، بل إن قائد المئة والحراس الذين كانوا معه إذ شاهدوا الظلمة ثم الزلزلة اعتراهم رعب شديد، وقالوا: "حقاً كان هذا ابن الله". وأكثر من ذلك فإن القبر الفارغ أكبر برهان على حقيقة شخصية المصلوب. فلو كان المصلوب غير المسيح أكان بوسعه أن يقوم من الأموات ثم يظهر للحواريين وأتباعه لمدة أربعين يوماً؟
والحق يُقال، إن كل ما لدينا من وثائق معتمدة تدحض بقوة كل زعم أن المصلوب كان الشَّبيه، فأيُّ عذر بعد للمتشككين والرافضين؟
أما النص الأخير من آية 157 من سورة النساء:
"وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً".
فيشوبها كثير من الغموض إن أخذناها على ظاهر النص لأنها في الواقع لا تتفق مع السياق العام للحادث. فقد بينا أعلاه أن حواريي المسيح لم يقعوا في فخ الشبه، وأنه لا يوجد أي برهان على أن الرومان واليهود كانوا في شك منه. إذاً من هم الذين اختلط عليهم الأمر؟

 
قديم 13/12/2005   #33
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


نجيب بكل بساطة، إنها الفرق المسيحية المختلفة التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية عند ظهور الإسلام. صحيح أن القرآن كان يتكلم عن صلب المسيح ولكنه في سياق ذلك كان يعكس حركات التيارات الدينية والاتجاهات اللاهوتية التي كانت سائدة في زمانه. فالدوكيتيون والأبيونيون وسواهم من الفرق الهرطوقية من أصحاب الشبيه كانوا على خلاف مستمر مع المسيحية الكتابية التي تنادي بحقيقة صلب المسيح ولا تؤمن بخرافة الشبيه التي تخالف تعليم الكتاب المقدس17 .
ومن الواضح أيضاً أن القرآن قد اتخذ موقفاً مؤيداً لعقائد الفرق الهرطوقية فانضم إليهم في صراعهم ضد المسيحية الكتابية. وأُرجِّح أن السبب الرئيسي في ذلك هو اقتصار اطلاع محمد على تعاليم هذه الفرق دون سواها، والتي تركت أثراً بليغاً في اتجاهه الديني. أضف إلى ذلك أن بعضاً من أتباع هذه الفرق قد انضموا إلى دعوته لأنها لم تتناف، في معظمها، مع ما كان يدعو إليه. وعلى ضوء هذا الترجيح يمكننا تعليل مواقف القرآن المتناقضة من المسيحيين، فالذين كان يطريهم هم فرق الشَّبيه من النصارى، أما الذين هاجمهم فهم أهل الإنجيل الذين آمنوا بموت المسيح وصلبه. ولعل قصة حواره مع مسيحيّي نجران وخلافه معهم حول لاهوت المسيح دليل ساطع على هذه الحقيقة.
ومن المعروف أن أهل الكتاب كانوا يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام18 . أما موقف محمد من ذلك فغير واضح تماماً. فتارة نراه يبيح للمسلمين الأخذ عن أهل الكتاب. وطوراً نراه يحظر عليهم19 . بيد أن محمداً نفسه كان أحياناً يعقد حلقات حوار دينية مع أهل الكتاب من يهود ونصارى، بل كان يزور الكنيس اليهودي في يثرب20 . وتخبرنا كتب السيرة الإسلامية أن محمداً كان على صلة وثيقة بأحد أبرز الشخصيات المسيحية في مكة هو ورقة بن نوفل21 . كان ورقة ابن عم خديجة أُولى زوجات النبي. ويبدو أن علاقة محمد بورقة تعود إلى عهد مبكر جداً من حياة الدعوة الإسلامية22 ، كما أن ورقة بصفته الدينية والاجتماعية قام بعقد مراسيم زواج محمد بخديجة23 . وكان محمد آنئذ في الخامسة والعشرين من عمره. وعندما عاد محمد من غار حراء وروى لزوجته خديجة رؤياه أسرعت به إلى ابن عمها ورقة تسترشد برأيه خشية أن يكون قد أصاب زوجها مكروه. ولا شك أن محمداً الذي رفض أن يعبد آلهة مكة قد وجد في ورقة بن نوفل خير مرشد ديني يأنس إليه ويأخذ برأيه، وهو الخبير الضليع بشؤون الدين وأسفار أهل الكتاب. لقد عاصر محمد ورقة ما لا يقل عن ثماني عشرة سنة، خمس عشرة منها قبل الدعوة، وثلاث بعد الدعوة. وفي غضون هذه الفترة كما يبدو، لم يكف محمد عن البحث والتأمل. ويلوح لي أن ورقة بما تمتَّع به من معرفة باللغة العبرانية ونزعته التوحيدية كان المصدر الرئيسي في تغذية ذهن محمد بمفاهيمه الدينية. إن المصادر الإسلامية نفسها تؤكد لنا أن ورقة كرئيس للجالية المسيحية في مكة قد انهمك في ترجمة إنجيل العبرانيين الأبيوني إلى اللغة العربية24 . بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الدارسين يعتقدون أن ورقة كان في الواقع أسقف مكة وينتمي إلى المذهب الأبيوني25 . فإن صح هذا الكلام - وليس هناك ما يدعو إلى الشك فيه - فإن اتجاهات ورقة اللاهوتية قد تركت أثراً بليغاً على مفاهيم محمد بشأن المسيح، والصليب والتجسد26 .
 
قديم 13/12/2005   #34
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ومن صحابة محمد من اليهود والنصارى الذين أسلموا لسبب أو لآخر: عبد الله بن سلام، وتميم الداري، وعبد الله بن صوريا وبلال الفارسي الذي قيل عنه إنه اعتنق المسيحية قبل إسلامه. فضلاً عمن كان في أهل الرسول من نساء وجوار ينتمين إلى أهل الكتاب. هؤلاء ولا ريب، قد نقلوا إلى الرسول كثيراً من أخبار أهل الكتاب وأنبيائهم كما كانت شائعة في الأوساط الشعبية.
ثم كان هناك جمهرة من الصحابة الذين أخذوا عن أهل الكتاب واشتهروا برواية أخبارهم من غير أن يميزوا بين ما هو مقتبس حقاً من الكتاب المقدس أو ما نسج من أخيلة المحدثين الذين أولعوا بالقصص الشعبية والهراطقة. من هؤلاء الصحابة عبد الله بن العباس ترجمان القرآن، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة.
وتوحي بعض الروايات المتوافرة لدينا أن محمداً، لم يحظر في كثير من الأحيان، على أتباعه دراسة أو مطالعة التوراة أو الإنجيل. غير أن هذه الروايات لم تفصللنا أي جزء من التوراة أو أي إنجيل من الأناجيل أذن لهم بقراءته،وما هي الدواعي لذلك. وهناك روايات أخرى تنفي أن الرسول قد سمح للمسلمين أن يقرأوا أي كتاب ديني باستثناء القرآن27 .
أورد البخاري في صحيحه بسند عبد الله بن سلام أن النبي قال: "بلِّغوا عني ولو آية واحدة وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمِّداً فليتبوَّأ مقعده من النار"28 .
وأشار الحافظ الذهبي إلى حديث جاء فيه أن عبد الله بن سلام قدم على النبي وقال له: ·إني قرأت القرآن والتوراة فقال له: اقرأ هذه ليلة وهذه ليلة29 .
ونعثر في صحيح مسلم على رواية طريفة متَّفق عليها عن طريق فاطمة بنت قيس أنها قالت إن رسول الله قال بعد أن جمع الناس:
... إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميم الداري كان رجلاً نصرانياً، فجاء وبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال30 .
أما الحديث الذي أشار إليه محمد فهو عن الدابة الجساسة وهي، في رأيي، قصة من خرافات الأولين. وفحوى هذا الحديث كما رواه النبي أن تميماً الداري حدثه أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من قبيلتي لخم وجذام. وبعد أن مضى عليهم شهر في البحر هبت عاصفة هوجاء ألجأتهم إلى جزيرة حيث لقيتهم دابة كثيفة الشعر بحيث لم يتبينوا "ما قُبُلُهُ من دُبُرِه". وعندما سألوها عن نفسها أخبرتهم أنها الجساسة، وطلبت إليهم أن ينطلقوا إلى رجل في الدير.
"قال: لما سمَّت لنا رجلاً فَرَقنا (خفنا) منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد...".
ويدور حوار طويل بين هؤلاء البحارة والرجل المصفد بالأغلال يكتشفون فيه أنه هو الأعور الدجال أي المسيح الكذاب.
والواقع إنني أربأ بمحمد أن تكون هذه القصة قد صدرت عنه حقاً، لاعتقادي أنها أقرب ما يكون إلى قصص السندباد البحري منها إلى الحديث الصحيح. ولعل تميماً الداري هذا قد وصلته قصة الوحش الطالع من البحر الواردة في سفر الرؤيا، أصحاح 13، مشوهة فرواها كما أوحت له مخيلته.
ولكن إن صح هذا الحديث فإنه يكشف أولاً عن اهتمام محمد البالغ في الحصول على تأييد أهل الكتاب لصدق دعوته. وهذا أمر ضروري تتطلبه الظروف الدينية والاجتماعية التي أحاطت بالنبي لإثبات ما يدّعيه من نبوّة ولإضفاء صفة الشرعية عليها. وثانياً، إن شطراً كبيراً من الأحاديث المرويّة تنم عن التأثير العميق الذي تركته القصص الشعبية والأساطير في تأويل الآيات القرآنية وتفسيرها. إن الدراسات المقارنة في الأديان وآدابها تبين بوضوح مدى تأثر القرآن بالكتب الأبوكريفية والأساطير اليهودية - المسيحية. فلا عجب إذاً أن يكون التّشويه قد طرأ على قصة الصلب كما أوردتها كتب التفاسير لأنها اعتمدت هذه الخرافات المنكرة31 .
ولكن قبل أن نستوفي البحث في هذا الفصل الأخير أود أن أعلق على آيتين قرآنيتين أعتقد أنهما تلقيان مزيداً من الوضوح على لفظة متوفيك: أما هاتان الآيتان فهما:
"مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ..." (سورة المائدة 5: 75).
"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ..." (سورة آل عمران 3: 144).
 
قديم 13/12/2005   #35
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


إذا أمعنا النظر في هاتين الآيتين علىأساس علاقتهما بمصير الأنبياء السابقين نجد أن هناك عاملاً مشتركاً بينهم جميعاً: أنهم كلهم ماتوا. وطبقاً للقرآن، فإن المسيح ومحمداً كانا عرضة للموت. فهما لا يختلفان عن بقية الأنبياء والرسل الذين مضوا من قبلهما. ومن العسير على الباحث الافتراض أن القرآن الذي يجمع بين المسيح وسواه من الأنبياء السابقين أن يستثنيه من الموت. فكما أن عيسى ابن مريم ليس سوى رسول خلت من قبله الرسل يماثلهم في كل شيء، فلماذا لا يماثلهم في الموت أيضاً؟ ومن الواضح أن سياق البحث يتمحور حول الماضي ولا يدور حول حدث مستقبلي، بل إن وجه الشبه يعتمد الماضي وحده. إن المتأمل في هاتين الآيتين لا يجد أي فارق لغوي بينهما. إنهما تشيران إلى المعنى نفسه. وكما مات محمد فإن المسيح مات من قبله أيضاً. وعندما حاول العلماء المسلمون كالجلالين والبيضاوي والرازي تأويل معنى هاتين الآيتين حرصوا جداً على تفادي الإشارة إلى موت الأنبياء القدامى في معرض مقارنة المسيح بهم. صحيح أن القرآن كان يؤنب النصارى الذين ألَّهوا المسيح ومريم، ولكنه في سياق المقارنة بينهما وبين بقية الأنبياء كان يسعى إلى التأكيد على بشريتهما من كل ناحية، وأنهما عرضة للموت. وهذا واضح أيضاً في حالة محمد. إن الدارس للآية 144 من سورة آل عمران يدرك بوضوح أنها تشير إلى معركة أُحد التي كاد النبي أن يُقتل فيها. فمن أغراض هذه الآية إذاً هو الإشارة إلى حقيقة الموت، أي العامل المشترك بين الأنبياء جميعاً بل البشر كلهم.
 
قديم 13/12/2005   #36
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وشكرا على المتابعة
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 02:52 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.28800 seconds with 12 queries