أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/10/2005   #1
شب و شيخ الشباب hanny dagher
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ hanny dagher
hanny dagher is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
وين ما التفتت بتلاقيني
مشاركات:
6,194

افتراضي شمس وراء الغيوم


توارت الشمس وراء الغيوم المتلبدة في السماء، وكان المطر ينهمر بغزارة عندما جلس حاتم ذو الإحدى عشر ربيعاُ برجليه المعاقتين على كرسي بجانب سرير ترقد عليه امه التي تنازع الموت.
كان يراقبها بعينين مليئتين بالدموع. مسك يديها المتجمدتين وضمها وكأنه يودعها الوداع الأخير، وفجأة لمعت السماء ودوى هدير رعد كأنه قبول تقرع لتعلن موت أم حاتم . ثم انطفأ آخر بصيص نار في المدفأة التي كانت بقربه، كانت ملامحه لا تفسر تسمرت الدمعة في عينيه و كاد قلبه يتمزق من شدة ألمه و حزنه لفراق والدته. وفي الركن المقابل كان والده يشيع بنظراته زوجته التي وقفت إلى جانبه في السراء والضراء،
تعينه على تحمل مصاعب دهره وتعضده ضد عثرات الزمان . تبادر إلى مخيلته يوم أعلمه الطبيب بإعاقة ابنه الوحيد كيف وقفت إلى جانبه تقوي من إيمانه بالله وتشد من عزيمته لتحمل ما قدر لهما ولابنهما.
عاد حاتم إلى المدرسة بعد فترة حداد قصيرة على والدته ، وقد غابت البسمة عن وجهه بفقدان من كان يسانده في تحمل مشاق وألم نبذه من قبل معلمته التي كثيراُ ما عبرت أمامه عن تذمرها لوجوده في صفها ، حيث حاولت مراراُ أن تطلب من مدير المدرسة أن يسعى لنقله إلى مدرسة تعنى بالمعاقين ، رافضة فكرة اندماج الأطفال ذوي الحاجات الخاصة مع الأطفال الأصحاء . إلا ان المدير رفض رأيها الخاطئ الذي أثر سلبياُ على علاقة زملاء صفه به. فكثيراُ ما تجاهلت جده واجتهاده ، ورفضت مشاركته في الصف غير معترفة بقدرته الذهنية التي لا تنقص شيئاُعن مقدرة باقي رفاقه لا بل قد يضاهيها في كثير من الأحيان ، ودأبت على تركيز اهتمامها على بعض الطلاب المتميزين في نظرها
وصب نقمتها بسبب ضعف شخصيتها على طلاب آخرين .
جلس في مقعده كئيباُ منزوياُ متذكراُ أمه التي كانت كصندوق لأسراره ،يشكو لها همه ويبوح بفيض مشاعره ورغبته بنظرة اهتمام ورعاية من تلك المعلمة ونظرة حب وتقدير من قبل زملاء صفه .
تذكر كلماتها :"قوّي إيمانك بالله ، وتقبل ما قدر لك ،وطّد خطواتك في دروب العلم والنجاح ."،"يابني اللي خلقك ما بينساك ! لا بد أن يأتي يوم يدركون فيه قيمتك في الحياة" كما تبادر لذهنه وعده لها :" أعدك أن أكون رجلاُ ذا شأن وأن أكون مفخرة لك ولمدرستي ولوطني".
لكن صراخ معلمته وكلامها الجارح التي تحاول من خلاله لفت انتباهه للدرس أيقظ فيه شعوراُ أليماُ بأنه قد فقد مفتاح صندوق أسراره .
لكن بالرغم من كل شيء وفي هذه اللحظة بالذات بكل ما تحمله من تصارع بالمشاعر ، جدد وعده لوالدته بأن يحقق حلمها في الحياة.
لقد كان عنف الحياة لا يضاهي عنف وقساوة زوجة ابيه التي كانت تستقبله بوابل من الشتائم والصراخ
توقظه صباح كل يوم وكأنها غراب قد اعتلى شجرة ليزعج الآخرين بنعيقه الذي يملأ الأجواء
كان طعامه لا يشبع العين ولا يروي القلب مصحوباُ بعبارات آلمته وأفقدته شهيته مرات كثيرة "مكان ما يسري يهري"
وكانت تذهله مقدرتها على قلب هذا المشهد رأساُ على عقب عندما تزورها إحدى جاراتها أو عندما يعود والده من العمل فتصبح ألفاظها لبقة مفعمة بحنان مزعوم
كثيراُ ما ثبطت همته أو ضعفت ثقته بنفسه أ, سيطر عليه شعور بالضعف كاد أن يخنق كل إبداع أو تحد بداخله
ولكنه بكثير من الصبر وبقوة إرادة وإيمان عميق كان يتذكر كلام وتشجيع والدته كلما عاد إلى غرفته التي كانت ملاذه الوحيد
فيشرع بتسطير مشاعره في لوحة تتفجر منها ينابيع الفن والإبداع تالياُ صلاة طالباُ الرحمة لوالدته وأن يشرق فجر يوم جديد مليء بالخير للجميع
جاهد حاتم دائماُ كي يتغلب على إعاقته التي أبت أن تنأى عن مخيلته كلما نزل إلى ملعب المدرسة ليقف من بعيد يحدق تارة بعينيه اللتين ترغرغان دمعاُ يرفض أن ينهمر على وجنتيه ليتحول إلى سيف يكاد أن يشطر قلبه ويراقب رفاق وهم يتناقلون الكرة بأقدامهم الرشيقة ثم ينظر إلى رجليه الهزيلتين العاجزتين اللتين تشلان حركته وتأسران حريته وكأنها أغلال صنعت له خصيصاُ دون سواه ثم يسمع صرخاتهم تعلو فرحاُ وابتهاجاُبالنصر كلما هز الهدف شباك المرمى فترتسم على شفتيه بسمة تعبر عن فرحه لفرحهم متحرقاُ شوقاُ لو كان بمقدوره مشاركتهم اللعب أو الجري وراء الكرة .
كان حاتم أحد الطلاب المشاركين في مسابقة رسم أعلنتها وزارة التربية بالتعاون مع منظمة اليونسيف لتقديم لوحة فنية تعبر عن العنف الذي يعانيه أطفال الحجارة ، ومن يا ترى أقدر منه في تجسيد هذا العنف وهو من ذاق بطش الحياة ومرها ألواناُ ، وهو من تلوع من عنف التمييز والإعاقة دائماُ . فقد خطت أنامله أبدع لوحة استحوذت على إعجاب لجنة الحكم ودهشتهم لما فيها من مشاعر وأحاسيس عميقة فكان يوم زيارة هذه اللجنة إلى المدرسة هو يوم بزوغ أول شعاع نور وأمل في حياة حاتم . حيث حدّث مدير المدرسة اللجنة عن وضع حاتم وإعاقته ، فأثار لديهم حب الفضول للتعرف على ذلك الطفل المبدع الخلاق وهو من ذوي الحاجات الخاصة . فطلبت اللجنة من المدير أن يقيم حفل تكريم له أمام جميع طلاب المدرسة ومعلميها.
كان إعجاب المعلميه بموهبته وبفوزه في تلك اللحظة التي تسلم فيها حاتم كأس فوزه أكبر من دهشتهم ،وعلا تصفيق وصيحات رفاقه تشجيعاُ ومباركة له بفوزه ، وتزايدت خفقات قلبه وأمسى كأنه علم خفاق يرفرف في أعالي السماء فخراُ أو كأنه طبل يعلن حلاوة النصر وزهوته حمل الكأس واتجه به نحو المدير مقدماُ إياه عربون عرفان بالجميل للمدرسة و المدرسين .
وعند عودته إلى البيت كانت زوجة والده بانتظاره مع زمرة من جاراتها اللواتي وصلهن الخبر قبل وصول حاتم .
سلمت عليه الخالة بحرارة ومن ثم قبلت جبينه بشفاه تخفيان تخفيان تحتهما بسمة وشعوراُ جديداُ من الفخر الممزوج بالحب وقالت:"تقبرني يا عين خالتك !" وكان في تلك اللحظة قد تبادر إلى ذهنها مثلاُ شعبياُ يقول :"الحجر اللي ما بيعجبك بفجّك " ولكن طبعاُ لم تجرؤ أن تقوله بل سارعت إلى تقديم واجباتها تجاه الضيوف المهنئين .
وفي هذه اللحظة اتجه حاتم إلى غرفته وجلس أمام صورة أمه مبشراُ إياها بتحقيق نبوأتها به متحدياُ إعاقته متناسياٌ عجزه البدني وكانت عيناه تلمعان ببريق عجيب يشبه بريق ولمعان شمس الحياة المستقبلية

انا بحبك وانتي بتحبيني وفخار يطبش بعضو
بحموشك انا بحموشك
  رد مع اقتباس
قديم 04/11/2005   #2
صبيّة و ست الصبايا اميرة الظلام
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اميرة الظلام
اميرة الظلام is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
بعيون الكل
مشاركات:
2,613

افتراضي


واااااااايد حلووووه القصه ومؤثره

ميرسي هاني


انتا كل الناس بعيوني

ومهما طول غيابك ,, تأكد اني ما رح انساك ولا رح أحب بعدك ,,بس

بتمنى ما تكون عيني مخدوعة
  رد مع اقتباس
قديم 04/11/2005   #3
شب و شيخ الشباب hanny dagher
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ hanny dagher
hanny dagher is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
وين ما التفتت بتلاقيني
مشاركات:
6,194

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اميرة الظلام
واااااااايد حلووووه القصه ومؤثره

ميرسي هاني

شكرا لمرورك اميرة

100 وردة
  رد مع اقتباس
قديم 15/11/2006   #4
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


فعلا القصة حلوة
وعنتلي كتير ... منيح انو أجت الفرصة وقريتا بعد كل هالوقت

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 15/11/2006   #5
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


ميرسي ميمو.....لنكشك القصة...وميرسي هاني ع القصة الحلوة....
و رجاع طلعلنا ابداعاتك من اول و جديد...ما تخبيون

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...
  رد مع اقتباس
قديم 10/11/2007   #6
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


ما أروع أن يتذكر الانسان أن هناك شمسا تخفي اشعتها خلف كل تلك الغيوم التي تحيك الهموم في قلوب البشر
مؤلم هذا الطرح الذي تناولته قصتك لأنه يحكي شيئا نصادفه في كل الازمان والأماكن ...فأنا عندي صديقة تعاني من توقف في النمو ...وكلما قطعنا الشارع يبدأ الاطفال يكيلون عليها التعليقات والضحك لأنها قصيرة ...تقابلهم في ابتسامة تختلط بها دموعي ...ولكنها لم تستسلم بل هي من الاوائل في جامعتها ودائما ما تفرض احترامها على غيرها ... وبالنسبة الك يا هاني اسلوبك بصراحة كتير حلو في عرض القصة وبيجتذب القارئ يعني مو بملل ...وناطرة شي تاني لأقرؤه (يا اخي شو ساوي بموت بالأدب )

تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 10:15 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.09118 seconds with 12 queries