أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20/10/2007   #1
شب و شيخ الشباب Lawgali1
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ Lawgali1
Lawgali1 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
مشاركات:
2

افتراضي زهر الليمون


زهر الليمون...

بعد إتمام الصلاة
خرجنا من الجامع
أنا وشيخي
كان الجو دافئاً بعض الشيء
أنسام الرياح تداعب شجرة الليمون القابعة بإصرار أمام باب المسجد.
رائحة زهر الليمون تحيي القلب.
"لقد أمطرت كثيرا هذا اليوم." كدت أن أقول لشيخي.
الذي كان ليرد " المطر بركة الخالق".
ولكنني لم أقل شيئا.
صمته المهيب يمنعني من التحدث.
اتجهنا بتمهل صوب الغرفة التي نسكنها معا.
جامعنا يقع في حي المغاربة.
يفصله عن سكنانا زقاق ضيق وطويل.
"هذه المدينة مليئة بالأزقة والبيوت المظلمة".
أحال المطر الزقاق إلى بحيرات صغيرة وجزر من الأوحال والطين.
لم تفلح السحب الداكنة في حجب قرص الشمس
ثمة ضوء يتراقص على سطح الماء .
تخيلت قاربا مقيداً بمرفأٌ فسيح
مفتوحٌ على بحر لا حدود له
"ما أجمل النوم على صفحة الماء".
تناهت إلي أصوات صبية صغار يتقاذفون بكرات الوحل
و رائحة توابل تتسلل من البيوت
ثمة خيال يتراءى من بعيد ..
اقتربنا
لمحت عيناي على عجل ملامح أنثوية
فتاة جميلة ترتدي ثيابا نظيفة ..
ابتسامة خجولة رسمت شفتاها
يدها النحيلة تلتصق بصدرها
بدت محتارة و مترددة في كيفية العبور بين الأرصفة..
..........
اقتربنا
غضضت البصر...
جالت عيناي في فوضى الطريق
أوحال تتقافز وتلتصق بأحذيتنا
لازالت رائحة زهر الليمون تلاحقنا
وفجأة ...
تقدم الشيخ منها ....
مد ذراعيه لها ، وببطء وحرص حملها حتى الرصيف الأخر.
صعقتني المفاجأة ...
غاص قلبي
جف حلقي.
وارتعشت يداي
ولم أقل شيئا.
واصلنا السير بصمت...
انشغلت بحذائي الذي ازداد اتساخا
وبالأوحال التي كانت تتطايرا وتتراكم
وبعد عودتنا إلى الخلوة ...
لم أعد أحتمل
فاقتربت منه
مخترقا بصعوبة جدار الوقار الذي يفصلنا...
وقلت....
- سيدي الشيخ...
"ألا تعلم إننا نحن الزهاد لا نقترب من النساء ولا نلامسهن؟ ألا تعلم الخطر في ذلك؟"
ساد الصمت قليلا و ثقيلا..
أقترب الشيخ منى
وضع يده برقة على كتفي ، ثم قال
- أنا يا بني أنزلت الفتاة هناك.
فلم أنت..... لا تزال تحملها؟
انتابني السكون فلم أقل شيئا
إحساس مبهم سرى في وجودي
اهتزت الستارة في الركن...فاستدرت نحو النافذة
كان المطر ما يزال منهمرا ... وكانت الأوحال تزداد تراكما.
ورائحة زهر الليمون تعطر المكان.


عطية صالح الأوجلي
كاتب وقاص من ليبيا

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 08:31 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06253 seconds with 14 queries