أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > منبــر أخويـــة الحــــــر > الفســـــــــــــــاد

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي دفاعاً عن البيض العربي..!


دفاعاً عن البيض العربي..!



بقلم: فهد الأرغا المصري



ذكر لي مرة سياسي سوري مخضرم مقيم في منفاه أن أحد زعماء سورية السابقين قال خلال فترة مخاض وطني في إحدى خطبه الجماهيرية وبصوت مخنوق متحشرج محتقن: (يقولون أن في سورية أزمة بيض فما ذنب الحزب والثورة إن كان الدجاج لا يبيض...! )



بالفعل ما ذنب الحزب والثورة إن كان الدجاج لا يبيض..! فهل كل مصيبة تلصق بالحزب والثورة..! المثير للفضول أنه منذ ذلك التاريخ ولدت أجيال وذهبت أجيال أخرى فهل مازال الدجاج لا يبيض ؟ وهل مازال الحزب والثورة يتنصل من مسؤولية عقر الدجاج أمام برامج أسموها تحديد النسل وظهور مؤامرة اللوالب و طالما أن المواطنة ( بفتح الطاء) دجاجة وحزبهم القن وهم وحدهم فقط الديكة..!



ربما يجب عدم لوم الحزب والثورة لأنها تمشي على بيض (أي أنها تسير قفزة السلحفاة وترفض دبيب الأرنب) ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة...!



في ربوع الشام يقال أن فلاناً بيضه ثقيل للإشارة إلى حظوته و أن وراءه ظهر وسند أو للإيضاح والإفصاح أن هناك مسؤولاً مهماً في القن يدعمه وبالتالي فإن قضاياه وشؤونه محلولة بقدرة القادر الكريم ويستطيع ربما فوق ذلك فك مشنوق من حبل الآخرة كيف لا إن كان بيضه الثقيل من عيار الصفارين.

المواطن الإنكليزي وعلى مائدة إفطاره الكلاسيكية يتناول بيضة كل صباح وربما لو جرت مستقبلاً كارثة للدجاجة الإنكليزية فإن حكومة بلير قد تنهار كما انهارت حكومات سابقة في بريطانيا أو دول غربية أخرى لأسباب تتعلق بنقصان الزبدة مثلاً في الأسواق.



في سورية وفي ظل حكومة الرفيق الراحل حافظ الأسد اتبعنا النموذج السوفيتي وأمجاده الاشتراكية وطبعاً لم يتحول القطاع الزراعي إلى كولوخوز وسوفوخوز بل دعمنا المزارع والفلاح ومربي ذوات الأربع والدواجن واتبعنا منذ ذلك العهد و حتى الآن سياسة ما يسمى بالإصلاح (بالاجتياح) الزراعي واستملاك الأراضي والمصرف الزراعي لكن فلاحنا المسكين تخلص من الإقطاعي ليقع في شراك إصلاحات ما سمي بالثورة فهرب أبناؤه من الحقل إلى المدينة ووجد فلاحنا مخرجاً تجارياً في نهاية الأمر ليفكر ببيع الأرض والعمل التجاري واستيراد سيارات البيك آب وتصدير البطيخ والكوسا والخيار وغيرها من الفاكهة والخضار ليتحول إلى خانة أصحاب القطع النادر ولا يتحدث إلا بالأخضر وعن أحواله في أسواق المال العالمية فأصبح مزارعنا من أصحاب الدولارات لكنه ممنوع من تسلمها بيده لحرص الدولة على حراستها في المصرف المركزي وتعريضها للشمس على سطح المصرف بين الفينة والأخرى حتى لا يصيبها العفن وزد فوق هذا وذاك سنوات اللهث على أبواب المؤسسات الاستهلاكية للحصول بالبطاقة التموينية ( البونات) على السكر والشاي والسمنة والمناديل الورقية والبيض طبعاً والدجاج المذبوح الذي لا يبيض.



المزارع السوري (م.ش) هتف لي مرة من أقاصي الغوطة التي لم يبقى منها إلا جزء و نيف واسمها وقال لي بأنه مع اكتساح المدينة للغوطة في استمرار هجوم إسمنتي مسلح واستعماري لرئتي دمشق فكر في افتتاح مدجنة للتفريخ فكل دجاجة تبيض مع كل صباح بيضة وخلف كل بيضة كتكوت وخلف كل كتكوت مشروع دجاجة إلا أنه سئم الأمر في النهاية مع تدهور الأسعار وعزوف المواطن الذي لا يمتلك بيضاً ثقيلاً عن بيض الحاضنات إلى جانب مأساة الحصول على عشرات التراخيص لافتتاح المفرخة مما حفزه لكتابة مؤلف بعنوان( الكياسة في مديح الرئاسة ) ومما دعاه أيضاً إلى التفكير ملياً بمقامة صديقنا الراحل ـ أبي يسار الدمشقي ـ التي تحدث فيها عن قصة القط والطاسة فجمع فلاحنا قطط أحياء دمشق القديمة لاهثاً وراءها من حي الميدان إلى العمارة والشاغور حتى انتابه السرور واشترى طاسة ذات قيمة من سوق الفضة على أمل بيع القطط قطة وراء قطة للطامعين في الطاسة.



الرفيق كاسترو الرئيس الكوبي الذي يحكم بلاده فقط منذ 44 عاماً ورغم صراعه الناري مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ يدرك أهمية الانفتاح على البيض شيئيا فشيئاً وكان أول الغيث بيضة عندما سمح لرجال الأعمال الأمريكيين بتصدير الديك الرومي والبيض والدجاج إلى هافانا قبيل أعياد الميلاد الماضية مما يعني هنا أهمية البيض والدجاج على صعيد العلاقات الدولية.



مابين الكتكتة والمعاعاة سيفهم الديك الأكبر يوماً أن الشعب ليس دجاجاً ولا صيصاناً أو كتاكيتا ً فمنذ عهود طويلة كبرنا وبلغنا سن الرشد وفي سورية ليس هناك أزمة بيض لكن أزمة مواطنة .

تصبحون على وطن.

إلى اللقاء



فهد الأرغا المصري

صحافي سوري مقيم في باريس

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 03:38 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.29649 seconds with 12 queries