س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
19/05/2005 | #1 |
مشرف متقاعد
|
همّ أم اهتمام
"فلا تهتمّوا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس"
قد تبدو كلمات يسوع هذه قاسيةً، أو مبالغاً بها، وخاصّة في أيّامنا التي تبالغ في خلق اهتمامات عديدة لا نعرف حقّاً مقدار أهميتها، ويتسابق فيها الإنسان وراء "تحصيل" العديد من الأمور، وصار فيها السعي إلى الراحة يمنع تحقيقها، إذ لا يقف عند حدود. فأبسط أنواع الرفاهيّات تكلّف الإنسان جهوداً شاقّةً. يحيا الإنسان، ومنذ اللحظات الأولى للسقوط، في جهاد مع الحياة. فبالأتعاب سيحصل على قوته. ويصارع بأشكال متعدّدة ليؤمّن أو يضمن سبل الحياة. وسعيه هذا لا يخلو مرّات عديدة، إن لم يكن في أغلبها، من الخوف والقلق اللذين يمحوان من حياته معاني الفرح أو القناعة أو السلام. ازدادت حياتنا المعاصرة تعقيداً، وازدادت سرعة وتيرتها. ولم يعدْ للأمور من حدود ولم يبقَ للسعي نهاية. وتزداد تركيبة مجتمعاتنا تشديداً على ألوان المجد والمراكز والمنافسات، عدا ما هناك من حاجات ماسّة بخصوص لقمة العيش والصحّة. وكيف وسط كلّ هذا نفسّر كلمات يسوع اليوم، أَلاّ نهتم ولا نسأل ماذا نأكل أو نشرب أو نلبس؟ ولو تعمّقنا في ذواتنا لوجدنا - لربّما مرّات عديدة- أنّه ليس لدينا في الحياة أسئلة سواها! من البديهي أنّ يسوع لا ينكر علينا حقّنا في تأمين المأكل والمشرب والملبس. ولكنّه هنا يتكلّم عن موضوع آخر. وهو اهتمامنا بهذه الأمور لدرجة "الهمّ". بحيث يسيطر علينا الخوف من فقدانها، والرغبة القاتلة في حيازتها. ويبدو كأنّما أدوات الحياة قتلت غايتها. وللعديد من الناس تصير هذه الوسائط هي الحياة عينها وكلّ غايتها، ولطالما تترافق مع الهموم وتفقد الحياة جوهرها وفرحها وبالتالي قيمتها. يمكننا - بنظرة سريعة- أن نصنّف همومنا الحياتيّة واهتماماتنا عامة في الدرجات التالية: 1- هموم رديئة: وهي تلك التي تسيء إلى الذات والقريب بشكل مباشر أو غير مباشر. ونحن بغنى عن أن نتناولها أو نعدّدها أو نصفها. 2- هموم باطلة: وهي أمور عديدة تأخذ من حياتنا مرّات كثيرة الوقت الطويل والجهد الكافي ولكنّها لا تمسّ حياتنا في عمقها وجوهرها. ومن هذه مثلاً، المبالغات في ألوان الرفاهيات والمبالغات في العديد من الفنون التي تقتل مبالغتُها غايتَها، وكثيراً ما نعمّم في مجتمعاتنا قيماً ليست قيِّمة، وتبدأ هذه تستهلك الطاقات البشريّة بينما في الوقت ذاته هناك حياة لعديدين تُهدر بدون ثمن. مسيحيّاً لا يمكننا أن نفهم العديد من الممارسات والفنون والرفاهيات التي تمارس في حدود لا تخصّ مبادئ الحياة من السلام والاكتفاء والمحبّة الاجتماعيّة. وأمثال ذلك في مجتمعاتنا عديدة. إن هذه المجتمعات المعاصرة بحاجة، فعلاً، إلى عملية تطهير وتقويم بحيث تنمو الأساسيات وتذبل الكماليات. إنّ أي أمر لا يمسّ الحياة عليه ألا يتعبها أو يرهقها. 3- هموم صالحة: وهي تلك التي تهتمّ بأساسيات الحياة وبمبادئها السامية، فتهتمّ بتأمين الحاجات الضرورية والشريف والسامي من الرفاهيات وتنمي الفنون والعلوم المادية والروحيّة وتشدّد روابط الحياة الاجتماعيّة، وتسعى بالإنسان نحو غايته فرديّاً وجماعيّاً. ولكنّنا مع الأسف، مرّات عديدة نمارسها منعزلين ونغيّب الله عن مشاركتنا بها. فنحيا في "غمّها" وليس في "فرحها". إنّ أي اهتمام مهما كان شريفاً يضحي في غياب الله "همّاً". ونعني بغياب الله عدمَ الاتكال عليه. "إنّ الاتّكال على الإنسان باطل". لم يكن أحد كبولس يتحمّل المشقّات. وكانت همومه متعدّدة وعديدة. وحين يصفها لا يبدو أبداً أنّه مهموم منها. فأخطار من البرّ والاهتمام بالكنائس ومن يشكك ولا يحترق هو! ورغم ذلك لم يفارق الفرح والسلام قلب بولس، لأنه لم يسعَ وحده بل كان مع المسيح والمسيح يحيا فيه، لذلك يوصينا هو أيضاً: "فأريد أن تكونوا بلا همٍّ" (1 كور 7، 32). وخلاصته، هناك سؤالان هامّان في الحياة، الأوّل ما هو الاهتمام الحقيقيّ والذي يستحقّ اهتمامنا؛ والثاني كيف نحياه ونسعى به دون غموم في الحياة؟ إنّ مقياس صلاح أي اهتمام هو مقدار خدمته لحقيقة الإنسان الروحيّة ورسالته في الدنيا، ومقدار ما يمسّ ضرورياتها وتنميتها على جميع الأصعدة دون استثناء، حتّى في حاجاتها الترفيهيّة والروحيّة. وإنّ سرّ تجاوز الهمّ في الاهتمامات ليس عدم الاهتمام ولا أيضاً غياب الأتعاب. بل على العكس لا شيء يضرّ الإنسان مثل اللامبالاة، وأمّ كلّ خطيئة هي البطالة. الأتعاب بحكمة الروح تعطي فرحاً. والاهتمام بمسؤوليّة الروح يعطي شخصيّة ناجحة ومشرقة. إنّ أي اهتمام صالح ينقلب إلى غموم وهموم حين نخطو في تحقيقه دون مصاحبة يسوع. وإنّ أي اهتمام نمارسه مع المسيح كلّما ازدادت أتعابه، كلّما فاضت أفراحه وتكاثرت النعمة منه. لهذا، عندما يصرخ يسوع لا تهتمّوا بما نأكل ونشرب ونلبس يتابع قائلاً هذه كلّها تزاد لكم. فهو لا يطالب بحرمانها، ولكن يطالبنا أن نركّز اهتمامنا بطلب ملكوت الله وبرّه. لا يوجد أمرٌ آخر في الحياة يستحقّ اهتمامنا، وليس هناك أي شيء نهتمّ به فيحيينا إلاّ طلب الملكوت. فهناك حاجاتنا وهناك اهتماماتنا. هناك المعيشة وهناك الحياة. تلك إن عدمناها لا نفقد الثانية، أما الحياة إن عدمناها لا نربح شيئاً من تأمين حاجاتها. المقياس الحقيقيّ هو غلبة الروح على "غموم" تأمين المادة. فكلمة أوّلاً هنا، أي اطلبوا أوّلاً ملكوت الله وبرّه، لا تعني أن نطلب ثانياً سواها ولكن تريد أن تسكب في قلوبنا المضطربة سلام الاتّكال على الله. فنحن نطلب ملكوته وهو يهب لنا حاجاتنا. نحن نفكّر به وهو يفكّر بنا، نحن نعطيه قلبنا وهو يعطينا المأكل والمشرب واللباس ويزيدها. إنّنا نقايضه أقدس مقايضة التي قوامها إيماننا بحبّه فيخلو قلبنا من أي همّ ولا تكلّ ركبنا من تسبيحه بالأتعاب والخدمة والبشارة التي يملؤها السلام والفرح سيّان في عوز أو بحبوحة. آميــن الميتروبوليت بولس مطران حلب |
04/06/2005 | #2 | ||||
مسجّل
-- اخ طازة --
|
شكرا على المجهود الي عم تعملو
|
||||
06/06/2005 | #3 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
ايها المشرف لاتتعب نفسك فعيسى أو أي شخص آخر هو من خلق الله ولاتقول لي أنه متجسد
هو خلق ويستحيل أن يكون الله في عيسى ماهذا الهراااء أعبدوا الله وحده وحدوه |
06/06/2005 | #4 | |||||
عضو
-- قبضاي --
|
اقتباس:
كل مين على دينو الله يعينو كمان بدك تتدخل بين الزلمة وربو |
|||||
06/06/2005 | #5 | ||||
عضو
-- قبضاي --
|
شكرا شوكوزولو على هالحكي الحلو و الله يعطيك العافية
|
||||
|
|