أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03/03/2008   #19
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


توقعات نوبل للآداب تضع أدونيس خامسا / 2007
شاهد – وكالات :
قررت الأكاديمية السويدية اختيار يوم الخميس 11 أكتوبر للإعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب، حيث تظهر النتيجة في الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت (استوكهلم) على موقع الإنترنت الخاص بالأكاديمية.
ومن المعروف أن القائمة القصيرة بأسماء المرشحين تخضع للسرية التامة، وكثيراً ما تفاجئ اللجنة توقعات الخبراء والنقاد، بإعطائها الجائزة لشخص غير متوقع أو حتى غير معروف بالدرجة الكافية.
الجائزة تبلغ قيمتها عشرة ملايين كروناً سويدية أي مايعادل (1.54 مليون دولار)، وتصر الأكاديمية السويدية على أن السياسة لا تلعب أي دور باختياراتها.

وتضع وكالة (لادبروكس) التي تتلقى المراهنات على أكبر جائزة للآداب في العالم الروائي الايطالي وكاتب المقال الأدبي (كلوديو ماجريس) على رأس المرشحين للفوز بالجائزة يليه الشاعر الاسترالي (ليز موري) والروائي الأمريكي (فيليب روث)، ويأتي الشاعر السويدي توماس (ترانسترومر) في المركز الرابع بالقائمة التي يحتل فيها الشاعر السوري أدونيس المركز الخامس ، وباستثناء موري فجميعهم كانوا مرشحين للفوز في السنوات الماضية.






انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 03/03/2008   #20
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


أدونيس ونوبل


اتهم أدونيس بأن له مآرب خفية من حرصه على ترجمة أدبه لأكثر من 13 لغة غربية وليرشح إلى جوائز عالمية ومنها نوبل باحثاً بذلك عن المجد والشهرة والمال، وعن الجائزة يقول:


«لم تعنني الجائزة عميقاً في أي وقت من حياتي ولا يمكن لأي كاتب أن يسعى إلى نوبل بل هي التي تسعى إلى الكتاب وتفتش عنهم وهذه من جملة شروطها، ولم أكن وحدي مرشحاً فهناك أسماء عديدة كانت مرشحة والجائزة ليس لها أي قيمة أدبية بل قيمتها مالية فقط».

  رد مع اقتباس
قديم 03/03/2008   #21
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


"نوبل" لكويتزي.. ولأدونيس "السوليفان"!

كل شيء كان مختلفا هذا العام. فإعلان صاحب نوبل في الآداب جاء قبل موعده، دون أن تحيط به ضجة كتلك التي اعتدناها في أعوام مضت. كما لم يكن الحاصل على الجائزة مجهولا، ولم يكن ذا توجه سياسي مريب كما كان حال العامين الماضيين. التكهنات هي الأخرى كانت مختلفة عن السنوات السابقة؛ إذ كان هناك تأكيد زائد على ذهابها هذا العام للشاعر السوري علي أحمد سعيد "أدونيس"، وظل هذا التوقع يتسيد الساحة الثقافية في العالم كله حتى قبل لحظات من ذهابها إلى من كاد يتفق الجميع على أنه يستحقها وعن جدارة! صحيح أنها لم تكن المرة الأولى، وصحيح أن اسم أدونيس ظل مطروحا لأكثر من سبع مرات على مائدة التصويت؛ لكن ما اختلف هذا العام هو ما قرأناه عن مصادر أكاديمية سويدية وصفت بأنها مقربة جدا إلى لجنة التحكيم أن أدونيس هو الأكثر توقعا لأن يفوز بالجائزة هذا العام. من هنا، بدأت ذاكرة المثقفين العرب تستدعي السنوات الماضية، وتضع خطوطا تحت ما حدث عام 2001، حين كان الفارق بين إف إس نايبول (الذي حصل على الجائزة) وأدونيس، صوتين لا أكثر، وما حدث في العام الماضي، حين وصل أدونيس إلى التصفيات النهائية ودخل المنافسة مع المجري إيمري كيرتيز، الذي حصل بالفعل على الجائزة. بل إن لجنة نوبل حين رفعت السرية عن وثائقها اتضح أن أدونيس كان على وشك الحصول عليها عام 1988 بدلا من نجيب محفوظ لولا فارق طفيف في عدد الأصوات!! أما على الضفة الأخرى، فكانت الأوساط الأدبية الغربية، تقصر تكهناتها هذا العام حول 5 أسماء باعتبارهم الأقرب للجائزة هم الهولندي سيز نوتيبوم، أو البلجيكي هوجو روث، أو البيروفي ماريو فارجاس لوسا، أو أدونيس، وكان أقلهم ذكرا في بورصة التكهنات هو الجنوب أفريقي جون ماكسويل كويتزي. وهكذا، كان مثقفون عرب كثيرون يحبسون أنفاسهم انتظارا للنطق باسم أدونيس ليكون بذلك العربي الثاني الذي ينال الجائزة بعد نجيب محفوظ، قبيل أن يقفز اسم كويتزي ليأخذ اللقب من الجميع.

أدونيس بسلوفان أوربي

قد يكون مناسبا هنا أن نعود لأدونيس الذي استطاع خلال العقدين الماضيين أن يبني له "قاعدة" في الأوساط الغربية وهو مترجم إلى عدد كبير من اللغات العالمية، بما فيها الإسكندنافية التي تندرج فيها نوبل، كما أن له حضورا قويا وفاعلا في المحافل الشعرية العالمية وصلت ذروته في شهر حزيران الماضي حين دخل الشام فاتحا ومحمولا على سفن الاتحاد الأوربي بتنسيق من فرع المفوضية الأوربية في دمشق وبالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي، حيث قدم فرانك هيسكه، سفير المفوضية الأوربية في دمشق هذا اللقاء مع أدونيس باعتباره "سيسمح للسوريين التعرف إلى أدونيس في شكل أفضل، وأن يثمّنوا عمل أحد أبنائهم الأكثر شهرة اليوم"؛ الأمر الذي أثار حنقا واسعا لدى العديد من المثقفين العرب عموما، ولعل الشرنقة التي أطبقت على أدونيس من حيث لا يدري هي استشهاد هيسكه بقول سابق لأدونيس هو: "أوربا هي وجهي الآخر، هي أناي الأخرى. فبيني أنا الضفة الشرقية للمتوسط، وبين ضفته الغربية، ثمة وحدة أنطولوجية. فأنا هو هذا الأنا وهذا الآخر مجتمعين"، ذلك أن الكثيرين رأوا في ذلك تسويقا لأدونيس بورق "السوليفان" الأوربي، والذي عد أيضا إشارة قوية ترجح فوز أدونيس بجائزة نوبل، ولا يخفى في الوقت ذاته البعد السياسي لضغط أوربي على عاصمة الأمويين.

ونحن في الانتظار!
قُضي الأمر وذهبت الجائزة (التي تبلغ قيمتها نحو مليون ومائتي ألف دولار أمريكي) للجنوب أفريقي جون ماكسويل كويتزي صاحب المنجز الأدبي الكبير، والسمعة الطيبة، متخطية أدونيس لمرة جديدة، ليبقى منتظرا في أول قائمة التكهنات للعام القادم وربما الأعوام التي تليه!


*شبكة المجد الأخبارية .
  رد مع اقتباس
قديم 04/03/2008   #22
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


الحزب السوري القومي الاجتماعي

دخل أدونيس الحزب سنة 1945 وتركه 1958 وسمي خلال هذه الفترة بشاعر الحزب. لكن ما هو سبب دخول أدونيس الحزب القومي بدلاً من الحزب الشيوعي الشائع في تلك الفترة؟

«منذ دخولي أخذ الشيوعيون يعملون على اجتذابي إلى الحركة الشيوعية ولولا المصادفة لكنت دخلت الحزب الشيوعي».

كانت المصادفة في تلك الفترة أنه استيقظ ذات صباح فوجد أمتعة وأسرة لطلاب طردوا من المدرسة، كان الطلاب من الحزب السوري القومي وقد تظاهروا ضد الفرنسيين الذين كانت لهم حامية في طرطوس، عندها قرر أدونيس وآخرون الانخراط في الحزب السوري القومي دون أي فكرة مسبقة عنه.
«لا أذكر أنني كنت حزبياً جيداً على المستوى النظامي

" انخرطت في حركة فكرية سياسية هي الحزب السوري القومي الاجتماعي، ظنّاً مني بأنه يجسد الصورة المغايرة، المرجوة، للصورة السائدة في المجتمع السوري، وإذاً للثقافة السائدة. وأنه تبعاً لذلك يخرجني من منفاي – منفى الأقلية. تمثلت لي هذه الصورة أساسياً في الدعوة الى العلمانية، أي الى بناء مجتمع ينفصل فيه الدين عن السياسة، بحيث يكون تجربة شخصية لا تلزم أحداً إلا صاحبها.
تمثلت أيضاً في النظرة اللاعرقية الى المجتمع، والقول: في البدء كان التعدد – أعني أن المجتمع مزيج بشري ثقافي، في كل موحد، يتخطى أي انتماء عرقي. ويوضّح هذه النظرة مفهوم وضعه انطون سعادة، مؤسس الحزب، سمّاه «السلالة التاريخية» التي تنصهر فيها الأعراق والثقافات. ويذكّر هذا المفهوم بما طرحه، في ما بعد، الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، وما سمّاه الـ «ريزوم» أو الجذمور، كما يترجمه «المنهل». ويقول لنا الجذمور، كما تقول السلالة التاريخية: في البدء كان التعدد. فالجذمور مجموعة من الجذور تتلاقى وتتشابك، أصلياً. والآخر إذاً، بدئياً عنصر مكوّن من عناصر الذات. لا ذات إلا متشابكة مع الآخر. وهو مفهوم يجنبنا فرض التعريب أو قمع الجماعات الإثنية والاقليات الدينية وإلغاء الهويات وقسرها على الذوبان في هوية عربية واحدة. يجنبنا كذلك الفرز الإتني اللغوي والاجتماعي، فلا يعود المجتمع مجموعة من العناصر المفككة، المتضاربة، كل منها ينظر الى الآخر بوصفه عدواً، وإنما يصبح متحداً، اجتماعياً، مدنياً، واحداً. التهجين، التعددية، التركيب، هي في هذا الاطار، عبارات ليست مجرد صفات أو حالات. إنها كذلك أفعال تتم في التفاعل واعادة التشكيل، بحيث تتعذر معرفة الأصول، وتزول مفهومات الانتماء القومي إلا الى المجتمع والأرض التي تحتضنه. هذا هو البعد الاساسي، وربما الوحيد الذي جذبني الى هذا الحزب. أما البعد التنظيمي الهرمي فكان يقمع التنوع ويتشدد إزاء الرأي الشخصي. كان فيه نوع من المفارقة: يحتضن التعدد الإتني من جهة، ويفرض، من جهة ثانية، فكراً أوحدياً، يقصي المختلف.
في هذا الأفق تغيرت نظرتي الى العروبة. فإذا كانت دون مضمون حضاري معرفي نقدي تساؤلي منفتح وعادل تصبح مسألة عرقية أو بمثابة مسألة عرقية على رغم ما عرفته الأرض العربية من تمازج الشعوب.
في هذا الأفق أيضاً، خرجت من اسمي الأول علي، الى اسم ثانٍ، أدونيس. هكذا بلغة الذات، أخذت أعلن حروبي على نفسي، لكن بأسلحة الآخر الذي يحيا فيّ. أو لأقل: اسم أدونيس إظهار للآخر الذي فيّ، أو هو أنا بوصفي آخر.
غير أن هذا الاسم صار اثماً. عمّق منفاي، داخل بلادي وداخل ثقافتي. ولا يزال يثير لي المشكلات على أكثر من صعيد.
وفي أواسط الخمسينات عبرت الاختبار الكبير الكاشف: لمناسبة قضية تورط فيها بعض مسؤولي الحزب الذي انتميت اليه، جيء بأعضاء الحزب بالمئات من أقاصي سوريا، من دون أي علاقة محتملة بموضوع المحاكمة، لأنهم بُرّئوا في النهاية أو خرجوا بمنع محاكمة، لكن بعد محن عدة. وقد جيء بي من حلب وأنا في خدمة العلم. ومع أنني خرجت بمنع محاكمة إلا أن الثأر امتد الى ميدان الشعر. بل صار مجرد وجودي وشعري نفسه موضع تساؤل بل يُعدّ عدواناً وتهديداً. وتبين لي الحصار المزدوج: قمع فكري من جانب الاحزاب التي تدعو الى التحرر، وقمع بوليسي من جانب الدولة ومؤسساتها تمثل بوقائع غريبة لا أجد هنا المجال للحديث عنها. وعندما بلغ القمع من الطرفين مستوى الحرية الفكرية والفنية، فضلاً عن السجن مجدداً بلا دعوى، توجب أن أبحث عن الحرية في مستوى آخر. ومع أن المنفى، بالنسبة اليّ ليس في الخارج، وإنما هو في الداخل فقد اخترت بيروت حيث كان الانسان يقدر، على الأقل، أن يعيش منفاه في الداخل، وحيث المعركة من أجل الحرية الفنية والفكرية ممكنة. وجاءت في هذا السياق مجلة «شعر»، وفي ما بعد مجلة «مواقف» أفقاً ووعداً. وقد أتاحتا لي، على الأقل، أن أخوض معركة الحرية الشعرية والفكرية بحسب قناعاتي. وإذا كان خوض المعركة فاتحة أساسية وأفقاً فإنه لم يكن آنذاك حاسماً. "

  رد مع اقتباس
قديم 04/03/2008   #23
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


لو تركتُك يا نَفْسُ تَستسلمينَ، لروَّضتِ ما كانَ صَعْباً،
ولأُعطيتِ مُلكاً.
وصحيحٌ ضَعُفْتُ، ولكنني كنتُ أفحصُ أهواء عصري،
أغزو دُخَيْلاءهُ،
وأجادِلُ شكّي فيه، ويأسيَ منه،
وأراهِنُ ما لا أُطيقُ،
وما لا يُطيق الرهان.
وصحيحٌ تأوَّلْتُ، أسرفت في الظنِّ، خيراً وشراً، ولكن
كيف نعرف سرّ المكان،
إذا لم نُلوَّثْ بطينِ المكان؟



يتبع .. في الغد
  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #24
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي



هوى ريشتي

أمسِ ، على أرضين مخضرّتينْ
كتبتُ أشعاريَ في لحظتينْ
وشئتها ، على هوى ريشتي ،
هنا سنونو ، وهنا برعمينْ ...




أدونيس والكولاج



"( لا أعتبر ما أقوم به رسما, بل هو شيء اسميه ( رقيمة) ومحاولة لابتكار شيء يكون نتاجا لكولاج من خامات مختلفة, ورقيمة كلمة عربية تشير إلى التشكيل والكتابة, أنا أحاول القيام بتشكيلات واستخدم الكتابة كخلفية لونية). "
  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #25
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


الكولاج عند أدونيس
رسوم ذاتية لأشياء متعددة

آلان جوفروي
ترجمة: د.مي محمود
منذ بداية التسعينات، حقق أدونيس ما يربو على مئة عمل وأكثر من الكولاجات، تميزت جميعها بفرادة واضحة. ويظهر في هذه الأعمال مرتاحاً، رشيقاً، عميقاً، جلياً، ومحيراً، كعهدنا به دائماً. ونكتشف نحن هذه اللوحات كمن يكتشف بلد للمعرفة، كما لو أننا عدنا لاكتشافها بعد أن نسيناها. نقع على أثره بعد مغادرته لها، نتعرف على نظره، وبصمته، ونحن ننتقل من عمل إلى آخر، على الطريق المتعرجة، المستقيمة، الوعرة، السالكة ذاتها، إنها ذات الطريق التي يفتتحها من قصيدة إلى أخرى، ومن كتاب إلى آخر. في هذه الكولاجات ، يجعلنا أدونيس نرى ما تجعله الكلمات أحيانا حاضراً دون أن نراه، محسوساً ولكنه عصي على الإدراك. وتشكل هذه الأعمال مجتمعة ما يشبه مساحة الأرض، هو مالكها، إنها مسلات صغيرة تقود سيرنا داخل المتاهة الشاسعة لأعماله المكتوبة.
المبدأ السائد على هذه اللوحات بسيط، إذ أن أدونيس يجمع أينما مر مواداً صغيرة، بقايا من خشب، وحجر، وخرق، وورق، ومقطعات غير مرمزة من واقعنا العادي. إن هذا النهج في القطف الجسور للأشياء التي لا نراها عادة، ويمر بها العابرون والسائرون دون أن يلحظوها، يلحظها هو ويجمعها في حقائب سفره ليعود لرؤيتها من جديد، هذه الأشياء تذكرنا بكولاج ال"ميرز" لكورت شويترز، الذي قال لنقاد الأدب عام 1922" إن اقتطاع العمل الفني من الطبيعة، والذي من الناحية الفنية لا يمكن الإعداد له، يتطلب معرفة أكبر من تلك التي يتطلبها تكوين عمل فني يعتمد على قواعد الفنان الخاصة، وذلك بفضل مواد لا قيمة لها. الفن لا يعير أهمية للمادة، ويكتفي بتكوينها ليخرج العمل الفني منها (....) فهل بوسع ناقد الأدب فهم هذا ؟ في واقع الأمر، استطاع هذا الـ"خطف" للأشياء الواقعية، إن كانت من الطبيعة أو من طبيعة صناعية - وبموازاة خط أعمال مارسيل دوشامب المعدة سلفا، مع اختلاف كامل في الأسلوب – أن يوفق بين أمرين لا تزال الثنائية الغربية تفصل بينهما: الفن واللا فن، المعنى واللا معنى، المرئي واللا مرئي . أما أدونيس فهو يقف بكولاجاته على الخط الموحِد، الذي على الرغم من كل ما قيل عنه بقي غير مفهوم.
لا يكتفي أدونيس بتجميع لقطهِ وترتيب بعضها مع البعض الآخر، طبقا لمعايير الشكل والمادة واللون، على غرار العديد من فناني التجميع، ولا يرضى بالتوقف عند هذا الحد، إنما هو يلصقها على خلفيات من ورق أو من ورق مقوى ويخط عليها، لا قصائده هو، بل قصائد مكتوبة لمن أعجب بهم من شعراء عرب، ويقدمها لنا لنقرأها في آن واحد، كما لو أن كلمات الآخرين والأشياء المجهولة تكون كلاً واحداً يحتاج من يفك رموزه.
أمامنا كولاج فوق لوحة الخط، وإن كان هذا الخط في بعض الحالات هو لكتابة مختلقة وغير مقروءة، تعوضه عن الاستشهاد بنصوص بينة. وهكذا نجد أن اللغة المكتوبة تستخدم كخلفية أولى للأشياء التي انوجدت صدفة. وهنا يكمن الابتكار الأساسي لأدونيس في هذا المجال الذي باتت الابتكارات الحقيقية فيه معدومة تقريباً.
لكننا نميل مع ذلك إلى تصنيف الكولاج عند أدونيس طبقاً للألوان السائدة فيه، فهنالك على سبيل المثال، الأسود والأحمر، الأسود والأبيض، الماروني والبيج أو الأحمر، الرمادي والأسود. ولكن هذا التصنيف لأعماله، وإن سهل إجراءه، لا يخدمنا كثيرا في قراءتها أو تفسيرها. إن الغاية التي يضعها أدونيس لنفسه في هذه اللوحات هي ليست بالغاية الجمالية حصراً، مثلما لا يمكن اختزال الغاية في قصائده بالإغواء الأدبي.
وهو في هذا أيضاً يخترق خلسة الأنظمة والمراتب. فما هو دقيق ولا شكل له يملك القيمة ذاتها للكبير وللذي له شكل.
ويقينا، هو لا يريد أن يوحي لنا بأن الكل مكافئ للكل، مما سيفسر على أن بإمكان أي شيء أن يمتزج بحقيقة كبرى. في حين بإمكان أي شيء، بالنسبة له، أن يقود إلى شيء جسيم ( وقد يكون العكس فيقود كل شيء جسيم إلى أي شيء). شريطة أن نبقى متيقظين، وحذرين إزاء كل ما نفعله ونقوله، أي أن نكون في حالة تيقظ دائم إزاء الواقع، وهذا هو حاله على الدوام، إن كان يكتب أو يلصق، أو يجول الدروب بحثاً عن لقاء مع العالم، أو جالساً على طاولة الكاتب يستجمع أفكاره. إن هذه المواد المنضدة على لوحات الخط تكون على سبيل المثال، شخصيات وقامات بشرية، أو هي حيوانات حقيقية أو خرافية، أشكال معمارية، أبواب، وشبابيك، ومسلات، ومنازل، وصروح. هذه الشخصيات هي إما واضحة للغاية أو خفية، عندئذ علينا معرفة قراءة هذه الكتابة التي لا كلمات فيها، فهي، كما يبدو، مواد لا ترتبط فيما بينها إلا بعلاقات قليلة. إن شئنا التعرف عليها أم لم نشأ، الأمر سيان، لأن حضورها المستتر كائن، ويعبر عن اختيار طوعي.
  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #26
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


أدونيس تشكيليا : أحب اللعب !
ترجمة : ميريام رزق الله


مجلة 'البوزار' الفرنسية المهتمة بالفن التشكيلي


بعد ان كنت في صفوف المشاهدين والمتذوقين لفن التصوير، صرت أحد مبدعي فن 'الكولاج' وذلك منذ حوالي العشر سنوات.
­ انا لا افضل استخدام لفظ 'كولاج' لوصف اعمالي، وافضل استخدام لفظ عربي، وهو لفظ 'ركيبة' الذي يعني صفحة نجد عليها في نفس الوقت: كتابة ، ولون ، ورسم،. وكلمة 'كولاج' تعطي بشكل أساسي فكرة أو إحساس 'التصنيع'، في حين ان كلمة 'ركيبة' تشير بشكل أساسي الي خصوصية هذا النوع من الإبداع.


لماذا شعر الشاعر بداخلك بالحاجة الي اكتشاف ذلك الفراغ الخاص بالمرئيات؟
­ إن حصيلة أعمالي الشعرية ترتكز علي اقتناع تام بأن الفن والشعر لايعبران عن الوجود او الإنسان ولكنهما يكملانها. ودائما مايكون التعبير عن شيء ما ناقصا، فهو لايعبر سوي عن جزء منه، وذلك لحسن الحظ.
وحين أتكلم، لا اعبر عن نفسي، ولكني أقوم بإسقاط لأفكاري فالفن والشعر إذا ليسا سوي امتداد للوجود.. ومن خلالهما، لا أقومه بإعادة تجسيد الواقع، ولا أقوم بمحاولة لفهمه، بل اخترع واقعا آخر ينمو ويستمر خارج الواقع الأصلي الذي انبثق منه بل يسبقه أيضا!



هل هذا هو ماتقصده بمقولتك: 'إني آتي من المستقبل؟'
­ نعم، بشكل ما. فكتابة قصيدة او تصميم 'ركيبة' يكونا بمثابة فتح أفق جديد وخلق نسب وعلاقات جديدة بين الكلمات والأشياء، تجعلنا نبدو كما لو كنا ندفع الوجود دفعا الي التحرك معنا. وهنا نجد مسألة المرئي واللامرئي تطرح نفسها، فهما بالنسبة لي مرتبطان بشدة ببعضهما البعض. ولايمكننا فهم الأول إن لم ننفتح علي زواياه الخفية. وللتمكن من رؤية المرئي، يجب 'بشكل ما' رؤية الغير مرئي، وهو الشرط الأساسي لفتح أفق جديد بداخل النفس لنتمكن بالتالي من الخروج من الذات والامتداد لأبعد. ولعل ذلك هو سبب سعيي نحو 'الركائب': رؤية اللامرئي.



هل للكتابة مكانة جوهرية في 'ركائبك'؟ وهل يمكن اعتبارها كأفق أساسي؟ وهل تشكل الكلمات فيها (في الركائب) أشعارا؟
­ أحيانا أستعين بأشعار لشعراء آخرين، وأحيانا تكون مجرد كلمات او أجزاء جمل، ولكن مايهمني في كل ذلك هو شكل الكتابة نفسها. فالخط العربي في الثقافة العربية ليس مجرد كتابة. ولكن ينظر إليه كنوع من الإبداع التشكيلي. وقد تعلمت منذ نعومة أظافري ان جماليات الخط تمثل الجمال في أنبل معانيه كما تعبر عن مدي حساسية مبدعه الفنية. ولكن الخط في الوقت ذاته هو عمل تجريدي: فهو لايعبر عن الأشياء التي تشير إليها الكلمات ولكنه يعبر عن قوة تلك الأشياء وعن الجانب اللامرئي منها. أي الجانب الروحي. ولذلك فقد



نعم ، ولكن في 'ركيبتك' ، لايمكننا وصف أو اعتبار خطك بأنه 'جميل'، فليس هناك أي فخامة في شكل الخط بل علي العكس يبدو فقيرا. فما الذي تقصد به منها؟
­إني أبحث عن البساطة. أكتب كلمات وأحللها في كثير من الأحيان حتي أعطي الشكل الأكثر بدائية للأحرف التي تكونها ، وذلك لدرجة قد تبدو معها الكلمات غير مقروءة بالمرة.



هل تختار سائر الخامات التي تدخل في تكوين 'ركيبتك' علي أساس سوء نوعيتها؟ وافتقادها للقيمة أو المعني؟ واين تجد هذه الخامات؟
­ إني أجمع خاماتي أثناء السير. وأحيانا 'أحمل كيس وأعكف علي جمع الحبال القصيرة'، وقطع المعادن والأقمشة، والاجزاء الخشبية التي أجدها،. ويراقبني الناس باندهاش كبير، كما لو كنت مجنونا ،



كتابة مشوهة.. خامات تافهة.. او غير ذات معني: فهل تنتمي 'ركائبك' الي مدرسة الجمال الكامن تحت الانقاض؟
­ إلي حد ما ، نعم فالركائب في الواقع تتكون أساسا من أشياء عديمة المعني. اشياء تافهة، ولكن بواسطة تلك الاجزاء او الأشلاء القاصرة، أستطيع تكوين شكل غني بالمعاني. وللتمكن من كتابة قصيدة جديدة لابد دائما من إفراغ الكلمات من محتواها القديم حتي تصبح قادرة علي بعث علاقات جديدة بين الكلمات والأشياء، وحين تعود الكلمات الي حالة الاحرف الأولية تتخلص من وطأة تاريخها ومن جذورها من كل ماضيها الذي يتزاحم فيه كل ما أخفي وكتم من الثقافة العربية.



ماهو النظام الذي تتبعه في العمل؟
­ ليس لدي نظام محدد إني ألعب،
ومبدأ اللعب في عملية التصميم يعتبر جوهريا، وهو قائم ايضا في القصيدة، فلايمكن ابدا البدء في كتابة قصيدة دون اللعب قبلها قليلا. ولكن اللعب بالكلمات في حد ذاته يمثل خطورة فقد نقع في تركيبات شديدة السطحية تفقد فيها الكلمات رحيقها وتتحول الي مجرد كومة من الزلط والحصي.



ما الذي تبحث عنه وتجده في الركيبة ولاتجده في القصيدة؟
­ لعله شكل من أشكال الحرية التامة ، تلك الحرية التي أدرك عجزي عن التوصل إليها في القصيدة ، بسبب مقص الرقابة. ولا أقصدها رقابة سياسية او أيدولوجية ، ولكن رقابة عضوية بالثقافة العربية. فانظروا كيف تهيمن اليوم في ثقافتنا القصيدة المتأثرة بملامح دينية او قومية او سياسية. فتلك القصيدة ليس لها أية قيمة من وجهة نظر الشعر! فالقصيدة التي تكون بمثابة مغامرة روحية تامة، مغامرة فكر حر، دائما ماتدان او ترفض بسبب المكانة والسلطة التي يملكها القرآن الكريم في العالم العربي. وقد اتاحت لي 'الركائب' مجالا لم يخضع للرقابة من قبل أحد، ذلك لأن الرقابة لاتملك سلطة عليه بالمرة.

* اخبار الأدب ..

  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #27
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي



إبداعات أدونيس ..

* اللوحة ذات اللون البرتقالي للفنان العراقي حيدر






*

*




*

  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #28
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


تسجيل متابعة و شكر....

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...
  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #29
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


معلّقات أدونيس
زيـاد دلـول

1
تبدأ اللوحة وربما القصيدة أيضاً في تحريضات لا ضابط لها سوى عبث المصادفة؛ وما أجمل أن تبحث بوعي عن المصادفة:
التقاط أشياء صنعتها الطبيعة بآلات الزمن وبأكاسيد المطر والغبار، أوراق نحتها تمزيق لهو الريح، وحصى صقلها حفيف الرمال. جمْعُ أشباح هيئات من كرتون مطبوع بلغات الصناعة والتغليف، محنَّط بخيوط القنَّب وبخرَازات النحاس، صفائح معدنية مرققة بعجلات السيارات، بلاستيك معجون بسخام نعال المارَّة.
وهناك على طاولة كتابة الشعر تنصب ورشة صناعة الطواطم.إنها لعنة الشعر الجميلة، الشعر في وظيفته الأولى: الكلام الساحر.
ألم تكن التمائم خليطاً من الكتابة والورق والخيوط؟
ألم تكن التميمة شعراً عصيّ القراءة؟
تبقى الكتابة في رقيمات وألواح أدونيس شبكات في نسيج تكوين العمل كمثلِ تهشيرات أفقية تحمل ذلك الطوطم على صدرها وفي محور بنائها، وهي عندما تكون مقروءة، مزدوجة الغرض في اختيار النص وفي الوظيفة الغرافيكية.
حوار مع المعريّ والمتنبي والنفّري، مع ديوان الشعر السالف القابع في الذاكرة. نص الآخر رسماً وسمعاً، تعقباً وتنويطاً بأدوات المرسم. فالمعرفة علبة ألوان وأقلام تعرّت من الضوء لتصير مساحات سوداء ورمادية تنظم تكوين اللوحة الأوّلي. أعمدة النصوص هي أعمدة البناء التشكيلي. أرجوحة للإطلال على ما وراء جداري حديقة الواقع: الشعر والرسم.
جَدل الكتابة الخارجة عن الكلمة مع ما تلتقطه اليد. جَدَل الفكر والملموس تحت غواية العين.
2
إذا كان شعر أدونيس شعراً ملحمياً يسأل الكون والإنسان والجمال والصيرورة، ويحتار في نبوءة الأشياء والطبيعة، شعراً يحمل ذاكرة اللغة وفنونها وبراعتها، ويعتنق البلاغة مذهباً في الاختزال للوصول إلى الجوهر، فإن الشاعر في رسوماته يكتب قصائدَ غير مقروءة، يحضر العالم على سطحها بأشيائه الموشومة بأثر الإنسان أو بأثر الطبيعة. أشياءٌ -مادة للتأمل أكثر مما هي أشياء للرسم. الشاعر يجد في خربشات الرسم سلاسة الكتابة خارج القواعد المملوءة وخارج الصرف والنحو والوزن. يجد لغته البيولوجية والحسية لا لغة القاموس والماضي والدلالات.
3
يندر أن يلجأ أدونيس إلى اللون مادةً تصويريةً وعجينة، وإنما يأتي اللون مع المادة الملصقة، أسودَ ترابياً أرجوانياً صدئاً خشبياً، ألوانٌُ مستعارة من تقاليد الكولاّج، من قصاصات القماش وتعريقات عبث التآكل لما يمكن استعماله وما يتيح للصمغ أن يثبّته على الورق.
وربما في سيطرة الأسود تذكير بحبر الكتابة.
وربما في تقشف الألوان إخلاص لتقاليد المخطوطة.
وكيف لنا أن ننسى أن بالحبر والورق وحدهما يعمل الشاعر.
في اللجوء إلى الكولاّج، الذي هو ضرب من ضروب النحت البارز والنحت الغائر، تضادٌّ وتعاكسٌ مع الكتابة. الكتابة ملساء، صقيلة، جرافيكية، تسير على سطور أو في أنساقٍ منضبطة، وفي اللغة العربية هي أفقية حصرياً. وأما الكولاّج في قبالتها فهو عفوي، شاقولي، أفقي، ذو سماكات وملامس لا نهائية. مسوِّغ استعماله كسر النسق الكتابي أو تحويل مساره. وهو بذاته ليس توضيحاً للنص وليس من صُلبه بل نقيضه ومكمّله في آن، وكأن به غاية في تغيير ورق الكتب إلى صفحات للرسم والنحت، صفحات تتنكر للكتابة بوصفها كلاماً مرصوفاً وترى بها شبكات غرافيكية تدور حول الشكل الملصق، تتقاطع معه، أو تجري من تحته.
الخطُّ خيطٌ وتخطيط
الخطُّ شِعرٌ وشَعْرٌ
الخطُّ سِلكٌ ومَسْلَك
هو شاشٌ ونسيجٌ، عودٌ وقَصَبٌ
الخطُّ ظِفرٌ وضفيرة، زجاجٌ ومعدن وشفافات بلاستيكية
مسمارٌ ومِحزَقة، فلّين ونبيذ وعلامة
هو فاصلةٌ ونقطة حبر، أو شريط صمغ.
الكولاّج هو العالم المرئي، الملموس، الشيء بذاته لا صورة الشيء. الشيء في صيرورته لا الشيء المتخيّل، الشيء باسمه لا بدلالته، الشيء موضوعاً على الصفحة لا الصفحة التي تُثاقفُ موضوعاً.
ولكن أين التجريد في ذلك؟
الشيء الملصق على البياض الأجرد هو تجريد لمعناه المألوف والمطروق كونه هجر بيئته الأساسية، أو استعماله الدارج، ليستقر في العمل الفني. لتبدّله من عنصر طبيعي أو صناعي إلى عنصر مفهومي. لوجوده في صلب التأمل والتساؤل والتغيُّر. لتحوّله إلى لُغزٍ في محيط الكتابة.
4
في باب آخر يطرق أدونيس صناعة أخرى: نحت الفراغ.
لأعماله ثلاثية الأبعاد استقلالية كاملة عن الكتابة. وهي ليست نحتاً وإنما هي تركيب نحتيٌّ لكل ما تلتقط يده، ولكلِّ ما يسمح بتشكيله لاحتلال فضاء منمنم. إنها أعمال لا تدّعي النصبية ولا تسكن الساحات والشوارع، بل تعتلي منصّات الطاولات والشبابيك ومحطات القراءة. تركيبات تتجنب الصقل والتزويق والحرفة، وتؤالف مواد غير متآلفة، يوحدها منطق الإنشاء وضرورة التناسق، قانونها دادائي وجذورها في الإيحاء والإشارة. مَثَلُ أدونيس في ذلك مَثَلُ صانعُ دمى لعبادة الريح، أو صانع صناديق ثمينة لحصى الأرض والوديان والشواطىء، لبازلت كريم أو لفخار مُبتَذَل.
تلتصق مقومات العمل بالصمغ أو بالمعنى أو بترتيب الفوضى والاحتمالات. ولكنها مقومات تبدو، دائماً، مهددة بالانهيار، هشّة ، مائلة نحو مصدرها الأوّلي: الأرض.
منحوتات صلبةُ الجسد ولكنها ترتدي ثياب الزوال.
5
يندرج عمل أدونيس التشكيلي في باب اللَّعِب كمثل سائر الفنون. وفي تحديدٍ آخر، لا ينفصل عن تقنية الكتابة بمعناها الكبير. فإذا كانت الكتابة في نشأتها الأولى تجريداً وترميزاً فهي رسمٌ في حالتها المطلقة.
يلاحظ الرسّام: ما أكبر سرير القصيدة في الكتاب وما أعلى منبر الشاعر؛ ألم يحنْ وقت عودة القصيدة إلى الجدار؟
كم هي متفرِّدة تلك المعلّقات.

زياد دلول
فنان سوري مقيم في باريس
باريس، 10 أيلول 2007
  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #30
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


غداً ، عندما بلادي تغنّي:
"أنا الحبّ يُؤثَر عنّي
بوجهي محوتُ السّوادا
وصرت لكلّ بلادٍ بلادا -
فلم يبق في أرضنا ظلامٌ ولم يبق شرُّ"،-
فقل أنا حُرٌّ ، وقل أنتَ حُرُّ





يتبع .. في الغد .
  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #31
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : سرسورة عرض المشاركة
تسجيل متابعة و شكر....
شكرا ً سارة
للحظة حسبت أني عم احكي مع حالي
شكرا ً عالمتابعة



  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #32
شب و شيخ الشباب Moonlights
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Moonlights
Moonlights is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
فوق جبل بعييييييد
مشاركات:
263

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : butterfly عرض المشاركة
شكرا ً سارة
للحظة حسبت أني عم احكي مع حالي
شكرا ً عالمتابعة



طبعاً لا !!
نتابع يوم بيوم ولكن لم نرغب بقطع موضوعك الرائع المحترف الذي يغطي كافة زوايا عالم أدونيس الرائع.

ولنا عودة .

تحياتي


We ask the Syrian government to stop banning Akhawia and all Syrian sites

القمر بيضوّي عالناس
والناس بيتقاتلوا .
  رد مع اقتباس
قديم 05/03/2008   #33
صبيّة و ست الصبايا فدوى يومة
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فدوى يومة
فدوى يومة is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
مدينتي الملائكية "طنجة"
مشاركات:
119

افتراضي


أنا هنا أتابع بصمت
لك وردة لهذا المجهود الذي تبدلينه ها هنا


سوف أعلمك التحليق بشرط أن تعلمني كيف تنمو لذي أجنحة
  رد مع اقتباس
قديم 06/03/2008   #34
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


أرض بلادي.. كنتُ في وعيها
وكنت نجواها وأعماقها ،
أَبدؤُها ، أعيدُها في دمي
وفي فمي
براعماً ، أوديةً ، أحجرا ،
أنقلها للورى ،
رسالةً تُريه ما لا يُرى .
أرض بلادي قصّةٌ لم تزل
تقلبُ كفُّ الكون أوراقها ،
تحملُها الشمس ، فإن أغْلِقتْ
آفاقُها ، تفتحُ آفاقَها ...
خلاّقتي ، فأيّ شيءٍ أنا
إن لم أكن بالحبِّ خَلّاقَها.



  رد مع اقتباس
قديم 06/03/2008   #35
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


فضل القصيدة
ولدتُ في وسط شعري، وذلك في قرية فقيرة في سوريا. لم تكن سائدة هناك غير ثقافتين. الأولى حية ومجسدَة والثانية تقليدية وتجريدية. ولم أعش طفولتي كأغلب الأطفال، لأنني وُلِدت كشجرة أو كحجر أو كنهر أي كجزء من الطبيعة وليس من المجتمع. ولذلك، كتبتُ الشعر منذ طفولتي. كما أنني دخلت المدرسة بفضل قصيدة. إن الشعر هو الذي صنعني إذن ومنحني إمكانية التعلم والوجود في مدرسة. يتعلق الأمر بقصة طويلة. فحينما كنتُ طفلا، لم أكن أذهب إلى المدرسة، بخلاف عدد كبير من أطفال القرية. وبعد استقلال سوريا سنة ،1943 قرر الرئيس الأول للجمهورية، شكري القوتلي، زيارة القرية فقد قلتُ لنفسي: “سأكتب قصيدة للاحتفاء بمقدم رئيس الجمهورية، وسيستمع إليها، وسيُعجب بها، وسيسألني: ما الذي يمكن أن أفعله من أجلك صغيري؟ وسأجيبه: أريد أن ألج المدرسة”. وقد تحقق هذا الحلم بشكل حرفي. ولذلك أقول انني مدين بما أنا عليه الآن لقصيدة.



  رد مع اقتباس
قديم 06/03/2008   #36
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


آمنَ قلبي بأناشيده
بموطني : بالسّرْوِ والياسمينْ ،
بكلّ ما فيه ، بكل الذي
كُوِّن من ماءٍ ونارٍ وطينْ ،
بأمّتي .. يولدُ في صدرها
تلفتُ الدنيا وحلْمُ السنينْ.
...
ما في دمي إلا مَدَاراتُها
مفتوحةً كالأرض ، مبسوطةً
على الغد الآتي ، على العالمين ،
ما في شرايينيَ غيرُ اليقينْ.








  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:10 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.28701 seconds with 15 queries