أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28/02/2005   #1
شب و شيخ الشباب Abo rafik
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ Abo rafik
Abo rafik is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
uae-abo dhabi
مشاركات:
483

افتراضي ملكوت الله ينزع منكم ........


يسيء الكثيرون من المسيحيين فهم وجهة نظر الكنيسة المقدسة فيما يتعلق بإيمانها القائل بأن العهد القديم هو كتاب مقدس موحى به من قبل روح الله القدوس إلى أناس مختارين بهدف إعلان سر التدبير الإلهي المعدّ منذ الأزل لخلاص الجنس البشري . ويدعو المعارضون إلى فصل العهد القديم عن العهد الجديد حتى تعود المسيحية إلى نقائها الأول! تعالت هذه الصوات المنادية بإلغاء العهد القديم خاصة في النصف الثاني من القرن العشرين, في ظلّ الصراع مع الكيان الصهيوني القائم على أرضية دينية متطرفة تقول بما جاء في التوراة من أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد التي أعطاها الله لشعبه المصطفى اسرائيل. رأى العديد من المفكرين في إقامة الكنيسة واحترامها للعهد القديم نوعا من تأكيد هذه المقولات المتطرفة والمناقضة لرسالة المسيح الإتسانية, كما رأى آخرون في ذلك تغلغلا يهوديا مقصودا في المسيحية. باختصار, تحول رفض المشروع الصهيوني إلى رفض لكل ما قد يمت له بصلة, كالكتاب المقدس عند اليهود الذين يرسمون أحلامهم على ما ورد فيه من وعود إلهية لهم.
لكن هل يلغى العهد القديم؟سؤال قديم جديد سيجيب عنه كل واحد بنفسه إذا ما قرأ العهد الجديد قراءة موضوعية. قبل كلّ شيء, يجب توضيح الصلة بين العهدين والوقوف عند بعض النقاط الحساسة: كمسألة الشعب المختار وأرض الميعاد, وصولا إلى تكوين صورة واضحة للقراءة المسيحية للعهد القديم التي تختلف جذريا عن القراءة اليهودية له.
في القرن العشرين ( وبالتأكيد قبله), بدأت تتشكّل مجموعات تدّعي أنها مسيحية في بعض دول الغرب, وفي السنوات القليلة الماضية, وصل إلينا بعضها سرّا أوعلانية. هذه الجماعات الضالة تعتقد أنها وحدها تفهم الكتاب المقدس فهما صحيحا,وترى أنّ الوعود الإلهية لإسرائيل بالعودة إلى أرض الميعاد هي وعود مقدسة أخذت تتحقق في الآونة الأخيرة, وأنّ على المؤمنين أن يدعموا تنفيذ هذه الوعود لأنها إرادة الله ومشيئته ـ كما يدعون ـ وفي الواقع, هذه الجماعات بعيدة عن روح المسيحية ـ وسنبرهن على ذلك لاحقا ـ وهي جماعات صهيونية متهوّدة صار من الواجب دحض دعواتها وإثبات أنّ المسيحية براء من هذه المعتقدات الغريبة.
إنّ إكرام الكنيسة للعهد القديم ليس جديدا بل يرجع إلى زمن الكنيسة الرسولية الأولى ولا يزال كما هو إلى اليوم. لكنّ الفهم غير السليم له وقراءته بعين يهودية عنصرية يدفع المؤمن المسيحي إلى الشكّ به ورفضه. علّمتنا الكنيسة أنّ العهد القديم لا يقرأ إلا في نور وهدى العهد الجديد, وأنّ كلّ ما احتوى العهد القديم كان يتجه بشكل ما غير ملحوظ نحو يسوع المسيح الذي هو غاية الكتب والأنبياء والرسالات.

العهد القديم:

اعتبارا من القرن الثاني للميلاد, وضع آباء الكنيسة لوائح باسماء الكتب القانونية للعهدين القديم والجديد, ولم يكن هناك خلاف حول العهد القديم الذي كان مجموعا ومحفوظا باللغتين العبرية واليونانية ( النصّ السبعيني) باعتباره عهدا ملازما للعهد الجديد. لكن كان هناك جدل حول الكتب الصحيحة التي كتبت بعد السيد المسيح بسبب ظهور بعض الكتب المنسوبة زورا للرسل. وقد برز بين هؤلاء الآباء إيريناوس ( القرن الثاني), ثمّ القديسان أثناسيوس وكيرلّس من بطاركة الإسكندرية ( القرن الرابع). هؤلاء أصدروا لوائح بأسماء الكتب القانونية الصحيحة ما باتت تشكّل ما يعرف" بالعهد الجديد". أما الكتب الأخرى غير الصحيحة, فعرفت بالأسفار المنحولة " أبوكريفا". هكذا أثبتت المجامع المسكونية وجود عهدين تقرّ بهما الكنيسة: عهد قديم وعهد جديد محورهما يسوع المسيح. وقبل أن يكتب الرسل أوتلامذتهم الأناجيل والرسائل وتصبح معروفة عند كلّ الكنائس, كان العهد القديم هو الكتاب الرسمي في الكنيسة الأم يقرأ في كلّ اجتماع (صلاة). وبقي الأمر كذلك بعد تدوين العهد الجديد. وقد أقرّت بذلك المجامع المسكونية للكنيسة جمعاء, كما أقرت به الكنائس المحلية, ولم يعرف تاريخ الكنيسة ـ بعد تحديد أسفار الكتاب المقدس بعهديه ـ زمنا لم يكن فيه العهد القديم يقرأ جنبا إلى جنب مع العهد الجديد.

* يسوع يبدأ منه:

أعلن السيد المسيح مرارا لليهود أن ما ورد عن افتقاد الله لشعبه قد تحقق فعلا, وأنه هو المخلّص المنتظر فعلا. أفلا يكفي أن ينطلق يسوع في بشارته من العهد القديم حتى يكون هذا الكتاب موضع احترام وتقديس كنيسته التي يقودها الروح القدس؟ إليكم عددا من المواضع التي أثبت فيه يسوع بما لا يقبل أيّ جدل أن العهد القديم يتحدّث عنه:
1- دخل يسوع مدينته الناصرة, ودخل المجمع, وأخذ سفر أشعياء وقرأ على مسامع اليهود ما ورد في ( أش61: 1-3) منه, ثمّ طوى السفر وأعلن صراحة: " إنّه اليوم قد تمّ هذا المكتوب في مسامعكم " ( لو4: 21).
2- أشار يسوع إلى أنه سيرفع كما رفع موسى الحية في البرية قديما, وكما كانت الحية النحاسية المرفوعة شفاء للملدوغين الذين ينظرون إليها, سيكون هو الشفاء الحقيقي لكلّ من يتجه نحو صليبه المكرّم بإيمان ( عدد21: 4-9, يو3: 14 و12: 32). وفي هذا إعلان إلى صحة التفسير الرمزي للعديد من حوادث العهد القديم ونبوآته وربطها مباشرة بالرب يسوع.
3- أعلن يسوع صراحة أن الكتب تتحدث عنه وأنه هو محورها, ويقصد بالكتب العهد القديم( يو5: 45- 47), كما أوضح للتلميذين اللذين كانا منطلقين إلى قرية عمّاوس ( بعد قيامته) ما كتب عنه في كتب موسى والمزامير والأنبياء بالرموز, وفسّر لهما كيف تحدّث العهد القديم عن حياته وآلامه وقيامته " الأمور المختصّة به في جميع الكتب" ( لو24: 13-35), " موسى والأنبياء عني تكلموا"

* ورسله كذلك:

لما حلّ الروح القدس على التلاميذ المجتمعين يوم العنصرة المقدسة, استناروا كما تعبّر عن ذلك طروبارية العنصرة: " مبارك أنت أيها المسيح إلهنا, يا من أظهرت الصيادين غزيري الحكمة, إذ سكبت عليهم الروح القدس وبهم اصطدت المسكونة ... ". والحكمة التي سكبت على الصيادين البسطاء هي حكمة ليست من هذا العالم, بل من الله الذي أنار عقولهم ليفهموا الكتب وليعرفوا أن يسوع المسيح الذي عاشوا معه وعاينوا مجده ما يزيد عن ثلاث سنوات هو ملك الملوك وربّ الأرباب الذي تتمحور حوله الكتب المقدسة وهو غايتها, وحكمتهم هذه قهرت حكمة هذا العالم ولا تزال تفعل. فقد قام الرسل منطلقين مما ورد في العهد القديم عن يسوع المسيح وأخذوا يبيّنون بجلاء تحقق مواعيد الله لشعبه, لا كما كان الشعب يفهم هذه المواعيد, بل كما أراد لها الله أن تكون. وهذه أمثلة عن البشارات الأولى في المسيحية كما وردت على ألسنة الرسل القديسين وتلامذتهم:
1- قام القديس بطرس أمام الآلاف من الحجاج اليهود يوم العنصرة, وأعلن عن تحقق مواعيد الله التي سبق أن أعطاها فقال: " ... أما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع انبيائه أن يتألم المسيح قد تمّمه هكذا.. وجميع الأنبياء ايضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبؤوا بهذه الأيام ..."( أع2: 14-36 و3: 20-26).
2- أما استفانوس الشهيد الأوّل, فقد كان أشدّ قسوة على اليهود: فبعد أن شرح لهم أسفار العهد القديم مفصّلة مبيّنا لهم كيف كانت تتجه في حركة واحدة متكاملة نحو المسيح يسوع, وبّخ قسوة قلوبهم بشدة قائلا: " ... أيّ الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبؤوا بمجيء الباري الذي أنتم الآن صرتم مسلّميه وقاتليه الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه "وفيه إشارة إلى مصدر الناموس المقدس في قوله:" بترتيب ملائكة " ( أع7: 1-53).
3- فيلبّس أكّد للخصيّ الحبشيّ أن ّ كلام أشعياء الغامضعن رجل الآلام الذي يساق وديعا إلى الذبح كان يقصد به المسيح الذي مات ألف مرّة على الصليب ولم ينبس ببنت شفة غير طلب المغفرة للقتلة. ولمّا انفتح ذهن الخصي على حقيقة النبوءة آمن للوقت واعتمد فرحا ( أع8: 26-35, قارن مع أش53).
4- في رسالته إلى العبرانيين يؤكّد القديس بولس الوحي الإلهي لأنبياء العهد القديم, كما يؤكّد أنّ غاية هذا العهد وأبهى تجلّياته كانت يسوع المسيح " الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه... "(عب1:1-2). هذه الرسالة غنية بتوضيح كلّ ما ورد في العهد القديم وكيف كان ظلا لما صار وتحقّق في العهد الجديد, وفيها يضع القديس بولس الخطوط العريضة لنوع آخر من القراءة وهو القراءة المسيحية للعهد القديم في نور المسيح والعهد الجديد.
5- اكّد الرسل على قدسية " العهد القديم", فقد كتب بولس لتلميذه تيموثاوس يقول:" كل الكتاب هو موحى به من الله..." (2تيمو3: 16). كما أكّد بطرس أنّ النبوءات التي ألهم بها الروح القدس لا تفسّر إلا بوساطة الروح القدس" ... إنّ كل نبوءة الكتاب ليست من تفسير خاص لأنّه لم تأت نبوءة قطّ بمشيئة إنسان بل تكلّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 20-21). وبعد كل هذا أكرّر السؤال القديم الجديد: هل يلغى العهد القديم؟ ـ للإجابة على ذلك أسمح لنفسي بتلخيص وجهة نظر الأب منيف حمصي في كتابه الذي يحمل هذا العنوان 1 ـ حيث يقول:
* " الكنيسة الحقيقية والوحيدة هي, في كل زمان ومكان, صورة الكنيسة الأولى الرسولية الجامعة, والكتاب المقدس سفرها وحياتها, وهي الني تقرأه وتفسّره, وهي تؤمن أنه مقدّس لأنه من إلهام الروح القدس. فالمسيحي الذي يدعو لإلغاء كتاب الخلاص ليس مسيحيا. ليس هذا الكتاب دعوة سياسية ولا شعارا صهيونيا حتى لو أراد الصهاينة أن يبدو للعالم كذلك, وإنما هو ركن هام في العقيدة المسيحية يمزقها إلغاؤه. المشكلة ليست في الكتاب بل هي في المسيحيين الذين لا يطالعون كتابهم. المطالعة تتم في شركة الكنيسة التي تقيس الكتاب على حياتها وخبرتها في الروح القدس الذي هو نورها, وتقيس نفسها بالكتاب لتنمو من خلاله إلى ملء قامة المسيح. الروح القدس هو الرابط التفسيري والجسر الحقيقي بين الكتاب والقاريء لأنّه يأخذ مما للمسيح ويعطينا ( يو16: 14). كان هذا الكتاب يقود الناس نحو المسيح بدليلا قول فيلبس لنثنائيل "... وجدنا الذي كتب عنه موسى فب الناموس والأ نبياء ... "( يو1: 45), وكذلك في تحلّق موسى وإيليا ـ أهمّ أنبياء العهد القديم ـ حول الرب على جبل التجلي ( مت17: 1-13), وفي كلام الإنجيل الذي قاله عن سمعان الشيخ أنه كان واحدا من اولئك الذين ينتظرون حلول مواعيد الله ومجيء المسيح ( لو2: 23-39)... إلخ. ولما كان العهد القديم يتحرك نحو ذروته التي هي يسوع المسيح, فهناك حتما صلة قويّة وعميقة بين العهدين, وبالتالي يستحيل ان نفهم العهد القديم بدون يسوع المسيح والعكس صحيح" .
تبنّت الكنيسة العهدالقديم عندما لم يكن قد كتب العهد الجديد بعد. وبولس الذي اعتنق العهد القديم بشغف قبل أن يختاره الرب رسولا له, لم يدفعه ذلك الاختيار إلى رفض العهد القديم بل إلى قبوله وفهم مقاصد الله بأنه ـ هو هو ـ المسيح المنتظر الذي تحدثت عنه نبوءات أسفار العهد القديم التي تحققت فيه في العهد الجديد, ويرمّز لوقا الإنجيلي إ لى ذلك عندما انفتحت عيناه بقوله " ... للوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر للحال وقام واعتمد ..." ( اع9: 1 . هكذا يمكن لنا القول إنّ العهد القديم موجود على صفحات العهد الجديد حيث نتلمّس معالمه وتطلّعاته وأهدافه, وبالتالي أيّ رفض للعهد القديم هو بمثابة رفض لإله العهد الجديد الذي جرى التحضير له في العهد القديم, وكل الطقوس والشعائر المذكورة في العهد القديم كان يسوع هو معناها وغايتها كما توضح الرسالة إلى العبرانيين بالتفصيل. بعد هذا إسأل نفسك مجددا: هل يلغى العهد القديم؟

* المسيح: ألغى ام اكمل؟

" ما جئت لأنقض بل لأتمّم"(مت5: 17). لطالما أشهر الداعون للإلغاء هذه الآية ليدعموا رأيهم القائل بعدم ضرورة العهد القديم بعد المسيح. لهؤلاء نقول إنّ أحدا لا يتمّم إلا ما قد سبق البدء به. وكلمة " أتمّم" تعني أنّ ما تمّ البدء به لا يزال ناقصاوبحاجة لإتمام. في المسيح اكتمل العهد القديم, وقد كان ناقصا قبله. ليس الإتمام إلغاء بل إكمال بنفس الإتجاه ونحو ذات الهدف, إنما بشكل إكثر تميزا. دليلنا إلى ذلك أن يسوع احترم الشريعة وخضع لترتيباتها ( فختن في اليوم الثامن وقدّم للهيكل وارتاد المجامع للصلاة وحجّ إلى أورشليم في الأعياد ) وارتقى بها إلى الكمال عبر القفز بها من قوانين مكتوبة ضيقة الأفق إلى عملية بناء الإنسان الجديد. وبناء الإنسان لا يلغي عمل القانون بل يكمّله ولهذا فقوله " قيل لكم ... أما أنا فاقول لكم ..." يندرج تحت هذا المفهوم, فالمسيح لم يلغ الوصية بل بحث في أسباب الخطيئة ودوافعها واجتثها من جذورها قاطعا السبيل إليها, كما أنه أغنى الوصية بمنحها أبعادا جديدة تفوق المفهوم الحرفي السائد في الشريعة.

* عمّن يتكلم هؤلاء؟

هذا نذر يسير مما ورد في العهد القديم قبل المسيح بفترات تراوحت بين مائتي عام وحتى ثمانمائة عام, فمن هو الذي تتحدث عنه هذه الكتابات؟

1- ورد في المزمور 22 " إلهي إلي لماذا تركتني بعيدا عن خلاصي ... كل الذين يرونني يسهزؤون بي يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين: اتكل على الرب فلينجه لينقذه لأنه سر به ... جماعة من الشرار اكتنفتني ثقبوا يديّ ورجليّ.. يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون" ( قارن مع متى27: 27-46 ويو 19: 1-24). وفي المزمور 69 " انتظرت رقة فلم تكن ومعزّين فلم أجد ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلاّ... "( قارن مع يوحنا 2: 17 و 19: 28-29).
2- أما سفر أشعياء الذي تدعوه الكنيسة بالأنجيل الخامس, فقد تنبأ بولادته من عذراء " ... ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ..."(7: 13), وبكلام اشعياء اجاب يسوع تلاميذ يوحنا المعمدان الذين سالوه هل هو المسيح قائلا " هوذا إلهكم .. هو ياتي ويخلصكم حينئذ تنفتح عيون العمي وآذان الصمّ تتفتح حينئذ يقفز العرج كالايل ... " ( 35: 1-7 مع لو4: 16-21). أما الآلام فإن اشعياء قد رآها ووصفها بدقة غريبة, حيث قال:" .. بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين , وجهي لم استر عن العار والبصق" ( 50: 4-6), فهل لدعاة الإلغاء أن يجيبوا عمّن يتحدث أشعياء بكلامه عن " رجل اوجاع ومختبر الحزن ... مجروح لجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا . كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا.. كنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه... هو حمل خطيئة كثيرين وشفع في المذنبين "(53).
3- وماذا بعد؟ ألم يمزق قيافا ثيابه وهو يسمع يسوع يجيبه بنبوءة النبي دانيال عن ابن الإنسان الذي سيأتي مع سحاب السماء ؟ "... كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان اتى وجاء إلى القديم الأيام فقرّبوه قدّامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشغوب والأمم والألسنة... "( دا 7: 13-14 مع رؤ1: 12-18 ومر14: 62-64). فهم قيافا ما عنى به يسوع فاكتفى بهذه الكلمة ليحكم عليه بالموت.
4- النبي زكريا سبق فانبأ بالدخول إلى أورشليم على جحش ابن اتان (9: 9-10), وبخيانة يهوذا والثمن الذي باع به معلّمه (11: 12-13), وبمجيئه الآخر حيث سيراه الذين طعنوه وينوحون بمرارة ( عب2: 7- 1 .
الأمثلة لا تنتهي ولا تتسع لها الصحاف, فمن أراد أن يفتح قلبه بصفاء لكلام الروح لن يحتاج لأكثر مما تقدم. لذلك كما يقول الروح القدس" اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم..."( عب3: 7). وهل هناك أوضح من هذا الصوت؟
فيا من تدعو إلى إلغاء العهد القديم وتتفانى في التشهير به والتهكم عليه, إنك تقرأه بعين يهودية وأنت تعلم ذلك. إلغاؤه سيمزق وحدة الكنيسة التي تعتقد أنك تحميها من التأثير اليهودي الصهيوني, وسيقدم خدمة للصهيونية ( عدوة الكنيسة والمسيح) لن تنساها لك مدى حياتها, لأنّ تمزيق الكنيسة هو هدف للصهيونية.
وأما ما ياتبس عليك حول مسألة الشعب المختار وأرض الميعاد, فلنا وقفة مفصلة معه في القسم الثاني , يهدي خطانا إلى حقيقة أنه وحده الطريق والحق والحياة, له المجد والكرامة إلى دهر الداهرين, آمين.

نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 16:50 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06444 seconds with 14 queries